الطريقة النقشبندية العلية
اهلا وسهلا بك اخى الكريم فى موقع الطريقة النقشبندية العلية والتصوف السنى عرف بنفسك او قم بالتسجيل حللت اهلا ونزلت سهلا نرجوا لك ان تقضى اسعد الاوقات وان تفيد وتستفيد حياك الله وبياك
محمد النقشبندى
الطريقة النقشبندية العلية
اهلا وسهلا بك اخى الكريم فى موقع الطريقة النقشبندية العلية والتصوف السنى عرف بنفسك او قم بالتسجيل حللت اهلا ونزلت سهلا نرجوا لك ان تقضى اسعد الاوقات وان تفيد وتستفيد حياك الله وبياك
محمد النقشبندى
الطريقة النقشبندية العلية
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

الطريقة النقشبندية العلية

دروس وخطب فقة حديث توحيد سيرة تصوف اسلامى اداب و سلوك احزاب و اوراد كتب مجانية تعليم طب بديل واعشاب بخور اسرة وطفولة اكلات قصص واشعار
 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول
دخول
اسم العضو:
كلمة السر:
ادخلني بشكل آلي عند زيارتي مرة اخرى: 
:: لقد نسيت كلمة السر
عدد الزوار عند الاقسام

.: عدد زوار منتدى الطريقة النقشبندية العلية

بحـث
 
 

نتائج البحث
 

 


Rechercher بحث متقدم
المواضيع الأخيرة
» اصدق شيخ لعلاج السحر والمس والحسد عن بعد مجرب
شرح حكم ابن عطاء الله السكندري الجزء الثاني Emptyالأحد ديسمبر 24, 2023 10:20 am من طرف ام سطام

» جوهرة عجيبة من أسرار الشريف اسماعيل النقشبندى
شرح حكم ابن عطاء الله السكندري الجزء الثاني Emptyالأحد ديسمبر 24, 2023 10:14 am من طرف ام سطام

» هديتي اليكم افضل شيخ مغربي مجرب لعلاج السحر والمس صادق
شرح حكم ابن عطاء الله السكندري الجزء الثاني Emptyالأحد ديسمبر 24, 2023 10:05 am من طرف ام سطام

» علاج الكبد الدهني - اعشاب للقضاء على دهون الكبد - اعشاب للمحافظه على الكبد
شرح حكم ابن عطاء الله السكندري الجزء الثاني Emptyالجمعة مارس 18, 2022 3:14 pm من طرف زاشيائيل

» الحزب الكبير الأول لسيدى أحمد البدوى قدس الله سره
شرح حكم ابن عطاء الله السكندري الجزء الثاني Emptyالجمعة مارس 18, 2022 3:02 pm من طرف زاشيائيل

» النفاق والمجاملة والفارق بينهما
شرح حكم ابن عطاء الله السكندري الجزء الثاني Emptyالخميس مايو 13, 2021 9:24 am من طرف ابوعمارياسر

» حكم من مات وعليه صيام أو كفارة
شرح حكم ابن عطاء الله السكندري الجزء الثاني Emptyالخميس مايو 13, 2021 8:50 am من طرف ابوعمارياسر

» البحر المسجور
شرح حكم ابن عطاء الله السكندري الجزء الثاني Emptyالسبت أغسطس 15, 2020 10:59 am من طرف صبحى0

» الحفظ أثناء النوم
شرح حكم ابن عطاء الله السكندري الجزء الثاني Emptyالسبت أغسطس 15, 2020 10:54 am من طرف صبحى0

» دور القرآن في علاج الأمراض
شرح حكم ابن عطاء الله السكندري الجزء الثاني Emptyالسبت أغسطس 15, 2020 10:47 am من طرف صبحى0

» الفرق بين ( العشي والإبكار ) وبين ( العشي والإشراق )
شرح حكم ابن عطاء الله السكندري الجزء الثاني Emptyالسبت أغسطس 15, 2020 10:40 am من طرف صبحى0

» التحذير من خطر التكفير
شرح حكم ابن عطاء الله السكندري الجزء الثاني Emptyالأربعاء أغسطس 12, 2020 5:17 pm من طرف عاشق الصوفية

» وصية نبوية عظيمة
شرح حكم ابن عطاء الله السكندري الجزء الثاني Emptyالجمعة يناير 31, 2020 12:59 am من طرف ابوعمارياسر

» معاني الكبير في القرآن الكريم
شرح حكم ابن عطاء الله السكندري الجزء الثاني Emptyالأحد نوفمبر 17, 2019 5:56 pm من طرف ابوعمارياسر

» تحميل ابحاث مجلة الشريعة
شرح حكم ابن عطاء الله السكندري الجزء الثاني Emptyالأربعاء مايو 22, 2019 4:34 am من طرف ابوعمارياسر

» الامام أحمد المقري التلمساني
شرح حكم ابن عطاء الله السكندري الجزء الثاني Emptyالأربعاء مايو 22, 2019 4:29 am من طرف ابوعمارياسر

» قصيدة مترجمة رائعة في مدح الرسول
شرح حكم ابن عطاء الله السكندري الجزء الثاني Emptyالأربعاء مايو 22, 2019 4:20 am من طرف ابوعمارياسر

» رائعة من كتاب الاتقان في علوم القرآن
شرح حكم ابن عطاء الله السكندري الجزء الثاني Emptyالأربعاء مايو 22, 2019 4:16 am من طرف ابوعمارياسر

» الامام أحمد المقري التلمساني
شرح حكم ابن عطاء الله السكندري الجزء الثاني Emptyالخميس مايو 09, 2019 1:16 am من طرف ابوعمارياسر

» اذى الخلق لسيدي ابن عجيبة
شرح حكم ابن عطاء الله السكندري الجزء الثاني Emptyالخميس مايو 09, 2019 1:12 am من طرف ابوعمارياسر

المواضيع الأكثر نشاطاً
عرف بنفسك
كيف تتلذذ بالصلاة
كتاب الغيبة
كتاب السير والمساعي في أحزاب وأوراد السيد الغوث الكبير الرفاعي
ديوان الحلاج
خلفاءالشريف اسماعيل قدس الله أسرارهم
ديوان ابن دريد
ما هي الطريقة النقشبندية
مكتبة الشيخ محمد عبد الرحيم الحميلى
فضل الصلاة والتسليم على النبي صلى الله عليه وسلم من الأحاديث النبوية
مواضيع مماثلة
إعلانات تجارية

    لا يوجد حالياً أي إعلان



     

     شرح حكم ابن عطاء الله السكندري الجزء الثاني

    اذهب الى الأسفل 
    4 مشترك
    كاتب الموضوعرسالة
    الصوفى الصغير
    عضو جديد
    عضو جديد




    العمر : 38
    ذكر

    شرح حكم ابن عطاء الله السكندري الجزء الثاني Empty
    مُساهمةموضوع: شرح حكم ابن عطاء الله السكندري الجزء الثاني   شرح حكم ابن عطاء الله السكندري الجزء الثاني Emptyالأحد أغسطس 21, 2011 12:08 am

    الحكمة الحادية عشر
    ادْفِنْ وجُودَكَ فِى أَرْضِ الْخُمُولِ: فَمَا نَبَتَ مِمَّا لَمْ يُدفَنُ لاَ يَتِمُّ نَتَاجُه
    ادْفِنْ وجُودَكَ فِى أَرْضِ الْخُمُولِ ، البذرة عندما تدفنها فى الأرض وتُحْسِنُ دَفْنَهَا ثم يأتيها الرِّىّ بالماء تنبت وينتج منها نتاج وثمرة وزرع، لكن لو أنها كانت على الأرض غير مدفونة تدوسها الأقدام أو تذروها الرياح أو يأتى الماء فبدلا من أن يطعمها ويسقيها يأخذها ويجرفها. ولذلك إذا أردنا أن نَصِلَ إلى حصول الثمرة فلابد من أن تَدْفِنَ نفسك، أى تجعل نفسك تحت رجليك. فِى أَرْضِ الْخُمُولِ : الخمول ضد الشهرة وليس ضد النشاط. لأن ضد النشاط هو الكسل. ولقد استعاذ رسول الله صلى الله عليه وسلم من ] الْعَجْزِ وَالْكَسَل [. لأنه يريد أن يَنْشَطَ فى عبادة الله، ويريد أن يكون صاحب همة فيها. والعابد لا يقصر نفسه على الخمول الذى بمعنى الكسل. فالناس تفهم الخمول بمعنى الكسل، ولكن هذا ليس بصحيح فالخمول ضد الظهور، أما الكسل فهو ضد النشاط. فهل قال : ادفن نفسك أو ادفن وجودك فى أرض الكسل؟ لا، وهل الكسل عسل؟ لا. ادْفِنْ وجُودَكَ فِى أَرْضِ الْخُمُولِ. يقال هذا رجل تقى خفى. إذا طُلِبَ لَمْ يُوجَدْ وإذا غَابَ لَمْ يُذْكَر، فلا يسأل عليه أحد، ولا يهتم به أحد. هذا هو الخمول: البعد عن مراءات الناس وعن التصدر بغير حق وعن أن تظهر هكذا فجأة وتنسب إلى نفسك ما ليس لك. والخمول هو أن تفعل الشئ وتنشط ولكن لله..مخلصا لله..لا تريد من أحد جزاء ولا شكورا. إذا دفنت وجودك فى أرض الخمول وجدت ثمرة ذلك فى قلبك. وسيدنا الشيخ بن عطاء يقول لنا هنا الخطوات التى نتخذها حتى نصل إلى السير فى طريق الله سبحانه وتعالى. فأول شئ هو إخفاء الأعمال، أى الدخول فى أرض الخمول. هذا هو أول شئ وحتى تطمئن قلبك أن ما تفعله صحيح وحتى تعلم علامة صحته فإنه عَلَّلَهُ لك وَسَبَّبَهُ وبين ما الذى سيترتب عليه. فقال فَمَا نَبَتَ مِمَّا لَمْ يُدفَنُ لاَ يَتِمُّ نِتَاجُه : البذرة التى على وجه الأرض ذهبت..ضاعت، لكن البذرة التى قمنا بدفنها فى الأرض الطيبة تنبت سبع سنابل وكل سنبلة فيها مائة حبة، والله يضاعف لمن يشاء.
    الحكمة الثانية عشر
    مَا نَفَعَ القَلْبَ : مِثْلُ عُزْلَةٍ يَدْخُلُ بِهَا مَيْدَانَ فِكْرَة
    قال رضى الله تعالى عنه: مَا نَفَعَ القَلْبَ شَئٌ: مِثْلُ عُزْلَةٍ فقد قال لك عن الخمول وعن عدم الظهور وابتعد عن الناس ولا ترائى وحرر هذا فى خمولٍ وليس فى كسل. إذا هناك نشاط، وهذا ما نوضحه لمن يقرأ بدون فهم ويتهم أهل الله بأنه من أهل الكسل. وكيف ذلك، وقد استعاذ رسول الله صلى الله عليه وسلم من العجز ومن الكسل. فالكسل هذا شئ بغيض. أما الخمول فهو عدم الظهور..عدم التستر..عدم مراءاة الناس. إذا تعمل على عزل نفسك. والعزلة نوعان: عزلة بالجسد، وعزلة بالقلب. العزلة بالقلب سموها الخلوة فى الجلوة أى خلوتك فى جلوتك. ومعنى فى جلوتك أى أن تكون جالسا أمام الناس أو فى وسطهم كما نجلس الآن، وهذه هى الجلوة. وفى نفس الوقت تجد قلبك فى شغل مع الله، وهذه هى الخلوة. وأحيانا تكون الخلوة بالجسد أى أن أجلس فى مكان مغلق معزول، وأعتزل الناس. والمراد من ذلك هو أن أقوم بإعادة شحن البطارية الخاصة بى. لن أعتزل بصفة دائمة، فقد كان صلى الله عليه وسلم يتحنث فى غار حراء الليالى ذوات العدد أى ليس بصفة دائمة، ثم ينزل لأهله فيتزود ولم يمنعه ذلك من التجارة ومن السعى ومن النشاط فى الحياة الدنيا. فهناك خلوة مثل خلوة غار حراء، وهناك خلوة فى الجلوة. وفى الحديث ] أَحَبُّ الأَعْمَالِ إِلَى اللهِ سُبْحَةُ الْحَدِيثِ قَالُوا وَمَا سُبْحَةُ الْحَدِيثِ يَا رَسُولَ اللهِ قَالَ الرَّجُلُ يُسَبِّحُ وَالَّناُس يَتَكَلَّمُون [ ، قَلْبُه معلق بالله لدرجة أنه بالرغم من كونه ظاهر فى وسطهم إلا أن قلبه فى خلوة. مَا نَفَعَ القَلْبَ شَئٌ: مِثْلُ عُزْلَةٍ يَدْخُلُ بِهَا مَيْدَانَ فِكْرَة. وكما ذكرنا قبل ذلك قلنا - ونحن فى منازل السائرين - أن التفكـر هو من أهم علامات الطريق إلى الله. } الَّذِينَ يَذْكُرُونَ اللّهَ قِيَاماً وَقُعُوداً وَعَلَىَ جُنُوبِهِمْ وَيَتَفَكَّرُونَ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ رَبَّنَا مَا خَلَقْتَ هَذا بَاطِلاً سُبْحَانَكَ فَقِنَا عَذَابَ النَّارِ { (آل عمران191) . فهو جالس يفكر فى الكون ويفكر فى خالقه. لا يفكر فى ذاته، فإن الفكر فى الذات إشراك. لكن يفكر فى آلائه وآثاره ونعمه وأوامره ونواهيه ومآلات عبيده فى الدنيا. فلابد عليك حتى تستطيع أن تدفن وجودك فى أرض الخمول أن تبدأ فى دخول قلبك عزلة يستجم فيها من التعلق بالناس وبالأشياء وبالأشخاص وبالأفكار. وَيَسْبَحُ مع الله فى كونه تهيئة لسلوك الطريق إليه. إذا فها هو يعطينا الخطوات: ادفن نفسك فى أرض الخمول، وكأن أحدهم سأل كيف؟ قال اعزل قلبك، وهذه هى الخطوة التى أستطيع بها دفن نفسى ووجودى فى أرض الخمول.
    الحكمة الثالثة عشر
    كَيْفَ يُشْرِقُ قَلْبٌ صُوَرُ الأَكْوَانِ مُنْطَبِعَةٌ فِى مِرْآتِه؟ أَمْ كَيْفَ يَرْحَلُ إِلَى اللهِ وَهُوَ مُكَبَّلٌ بِشَهَوَاتِهِ؟ أَمْ كَيْفَ يَطْمَعُ أَنْ يَدْخُلَ حَضْرَةَ الله وَهُوَ لم يَتَطَهَّرْ مِنْ جَنَابَةِ غَفَلاتِهِ؟ أَمْ كَيْفَ يَرْجُو أَنْ يَفْهَمَ دَقَائقَ الأسْرَارِ وَهُوَ لم يَتُبْ مِنْ هَفَوَاتِهِ؟
    قال رضى الله تعالى عنه ونفعنا الله بعلومه فى الدراين آمين كيف يشرق قلب فإذا بواحد يسأل ولماذا؟ لماذا نعتزل؟ كى ندفن نفسنا فى أرض الخمول كى ننتج. فماذا سوف يحدث إذن؟ فقال له: قلبك سوف يصير مرآة للأنوار. كل حكمة تجاوب على الخطوة التى سوف تفعلها من الحكمة التى سبقتها. فيقول: كيف يشرق قلب: وهذا يعنى أنك لو نفذت ما قلت لك فإن قلبك سوف يشرق بالأنوار. ولكن لو قمنا بدهان المرآة دهانا أزرق اللون وأصبحت معتمة تنظر إليها فلا ترى فيها وجهك لأن صقلها ذهب بهذا الدهان. وهكذا تفعل أنت بقلبك حينما تقوم بإدخال الدنيا فيه وتجعل مرآة القلب عاجزة عن أن تعكس أى شئ، ولا يُشْرِق فيها شئ. حتى لو نزل النور فيها فيكون نورا باهتا تشعر بحرارته فقط ولا تشعر بضيائه ولا نوره ولا تفجره. كَيْفَ يُشْرِقُ قَلْبٌ صُوَرُ الأَكْوَانِ مُنْطَبِعَةٌ فِى مِرْآتِه؟ (مرآة القلب) أَمْ كَيْفَ يَرْحَلُ إِلَى اللهِ وَهُوَ مُكَبَّلُ بِشَهَوَاتِهِ؟ . فهو مُقَيَّد متسلسل بسلاسل من حديد فى هذه الاسطوانة ونحن نطلب منه أن يسير. ألقاه فى اليم مكتوفا وقال له إياك إياك أن تبتل بالماء، فهل يطيعه ؟كيف يطيعه وهو قد ألقى به فى الماء. وذلك مثل إنسان ألقى بآخر من شاهق (شاهق كمنارة بالمسجد) كأننا صعدنا إلى أعلى وألقينا واحدا من أعلى، وفى أثناء سقوطه بجاذبية الأرض قال من ألقاه له: اصعد إلينا بدلا من سقوطك. إلى أين يصعد، وكيف؟ فنظر له وقال يا ظالم وكيف أصعد؟ أنا أسقط وأهوى على جذور رقبتى الآن. فانظر ماذا أنت فاعل بنفسك عندما تسلسل نفسك بالشهوات. وبعد ذلك تقوم بالادعاء بأنك تريد الذهاب إلى الله. إن الله لا يحب الشريك. فإما أن تختار الشهوات وإما أن تختار الله. اختر! فإذا لم تختر فستكون متناقضا مع نفسك وغير صادق، والله يحب الصادق. كَيْفَ يُشْرِقُ قَلْبٌ صُوَرُ الأَكْوَانِ مُنْطَبِعَةٌ فِى مِرْآتِه؟ واعلم أن كلمة طَبَعَ فيها نوع من أنواع النجاسة. انظر..أرأيت التعبير..مُنْطَبِعَة.. أى كأن القلب متنجس. ولذلك عندما دخلت الآلة الطابعة Printer ، أخبروا المشايخ بها حتى يعطوا لها اسما بالعربية، وقالوا لهم هناك شئ ورد لنا من الغَرْبِ يُدْعَى Printer ، وهى شئ من جلد الخنزير عبارة عن اسطوانة، وهذه الاسطوانة تلف على ورق وتحتوى على حبر والحبر يحتوى على حروف ويحدث نسخ. فلم يطلقوا عليها أو يسموها ناسخة ولكن لأنها من الخنزير فقالوا إذن هى مَطْبَعَة فجاءت كلمة مطبعة فكلمة مطبعة جاءت من النجاسة ومن هذا التنجيس. وأنا لا أدرى بالفعل هل كانت الاسطوانة من جلد الخنزير أم لا لكن هم قد أخبروا المشايخ بذلك. أخبروا المشايخ وأهل اللغة فـى حينه أن هـذه نجسـة فقـالوا إذا تُسَمَّى "مطبعة" أى " منجسة " وشاعت الكلمة بالرغم من أن هناك كلمات فى اللغة العربية تعطى معنى أنها تقوم بعمل نُسَخ من الكتاب الواحد اسمها ناسخة مثلا. ولكن اختاروا هذه الكلمة على قدر ما قد عُلِّمُوه. وشاعت بعد ذلك وَتَنَاسَوْا الناس هذه الكلمة. وعندما جاء موضوع التطبيع مع إسرائيل إذا فهو تنجيس، فقالوا نعم أى والله لقد اخترتم الكلمة المناسبة: التطبيع وهو التنجيس. ولذلك فالشعب المصرى لديه حالة من القرف من هذه الحكاية لأن الشعب المصرى نزيه فأصبح عنده قرف. لماذا؟ لأن النجاسة شئ بغيض لـه رائحة بغيضة فكذلك العلاقة مع اليهود لها رائحة بغيضة. ففعلا هذا تطبيع، ونحن موافقون على هذا: أى على الاسم أنه تطبيع أى تنجيس. فانظر إلى الشيخ رضى الله تعالى عنه اختار الكلمة التى فيها مردود النجاسة منطبعة. كَيْفَ يُشْرِقُ قَلْبٌ صُوَرُ الأَكْوَانِ مُنْطَبِعَةٌ فِى مِرْآتِه؟ لأنه مُلَطَّخ بالنجاسة. أَمْ كَيْفَ يَرْحَلُ إِلَى اللهِ وَهُوَ مُكَبَّلُ بِشَهَوَاتِهِ؟ أَمْ كَيْفَ يَطْمَعُ أَنْ يَدْخُلَ حَضْرَةَ الله وَهُوَ لم يَتَطَهَّرْ مِنْ جَنَابَةِ غَفَلاتِهِ؟ لم يتطهر من جنابة غفلاته نلحظ منها أن الغفلة تحدث لـه جنابه. فالذى لديه جنابة هل تجوز له الصلاة؟ لا يجوز، بل يجب أن يغتسل كى يزيل الحدث المانع من الصلاة. فكذلك لابد عليك أن تتطهر فى عالم الروح. عالم الجسد معروف وفيه أن اغتسل بالماء ويبتل جسمى بالماء. ولكن فى عالم الروح أخبرنى أنه يحب أن أتطهر من غفلاتى. فهناك فجوات فى القلب لأنه أحيانا يتعلق بالدنيا وبعد ذلك يعود إلى الله، وهكذا. وبعد ذلك عليك بالتوبة من هذه الغفلات، وهذه التوبة هى اغتسالك الروحى. أَمْ كَيْفَ يَرْجُو أَنْ يَفْهَمَ دَقَائقَ الأسْرَارِ وَهُوَ لم يَتُبْ مِنْ هَفَوَاتِهِ؟ فهناك أنوار وهناك أسرار. وهذا قلبٌ خالٍ من النور ومن السر. فما هى هذه الأسرار؟ هذه الأسرار هى تعلم الأدب مع الله. فهذا سِرّ لأن لو عرفته تستقيم، ولو عرفته تشعر بالراحة، ولو عرفته تفرح، ولو عرفته تجد نفسك ترشد الْخَلْق حتى فى كلامك. فحينما تتكلم كلامك يصل إلى القلوب. فما هى الحكاية؟ الحكاية هى أنك عرفت السر. فما هو هذا السر؟ هذا هو السر فنحن نقول أسرارا الآن. ولكن كيف نقولها هكذا أمام الناس وهى أسرار. نعم فهل هذا السر يعلمه أحد؟ فنحن ستة مليارات نسمة على الكرة الأرضية فهل وصل هذه الكلام إلى علم أحد؟ فهذا الكلام كنز وسر نتعلمه نحن الآن. فأين هذه الأسرار؟ هذه هى الأسرار. فنحن نتعلم أن الغفلة تعمل جنابة روحية فهذا سر والشيخ سطره لنا هنا رضى الله تعالى عنه. ولكى تنطلق فإنه يجب أن تفك قيودك الروحية. والقيود هى الشهوات. وهذه أيضا سر. فهل هناك أحد على علم بذلك؟ أَمْ كَيْفَ يَرْجُو أَنْ يَفْهَمَ دَقَائقَ الأسْرَارِ وَهُوَ لم يَتُبْ مِنْ هَفَوَاتِهِ؟. إذا فأنت تريدنى أن أكون صاحب همة. نعم!. إذا فلماذا قلنا خمول؟ فالخمول بمعنى الظهور والرياء والمراءاة والتصدر بغير حق. وليس الخمول بمعنى الكسل وضد النشاط.
    الحكمة الرابعة عشر
    الكَوْنُ كُلُّهُ ظُلْمَةُ وَإِنَّمَا أَنَارَهُ ظُهُورُ الحقِّ فِيهِ. فَمَنْ رَأَى الكَوْنَ ولم يَشهدْهُ فِيهِ أَو عِنْدَهُ أَوْ قَبْلَهُ أَوْ بَعْدَهُ فَقَدْ أَعْوَزَهُ وُجُودُ الأنْوارِ ،وحُجِبَتْ عَنْهُ شُمُوسُ المعَارِفِ بِسُحُبِ الآثَارِ.
    الكون كله ظلمة لأنه حجاب. ومن هو المحجوب هو أنت، لأن الكون لا يحيط بربك سبحان وتعالى ربنا خارج الزمان والمكان فهو يحيط بكل شئ ولا يحيط به شئ سبحانه. الكَوْنَ كُلُّهُ ظُلْمَةُ وَإِنَّمَا أَنَارهُ ظُهُورُ الحقِّ فِيهِ. فأصل الخلق السكون، وأصل الخلق الظلمة، ثم الحركة عارضة، والنور عارض عليه. فالمادة الأولى للكون أصلها ظلمة وبعد ذلك يشرح الله سبحانه وتعالى صدر من أراد ويفجر الأنوار فى قلب من أراد. فإذا ظهر الحقُ سبحانه وتعالى - والحق اسم من أسمائه تعالى - فإنه ينيرُ ما حوله من الأكوان. وَإِنَّمَا أَنَارهُ ظُهُورُ الحقِّ فِيهِ وَإِنَّمَا أَنَارهُ ظُهُورُ الحقِّ فِيهِ. فإذا أنت نسيت الله أصبح الكون أمامك بدون الله، أى بدونه فى قلبك، بدون الله فى نفسك وروحك، من غير الله فى عقلك ووجدانك، من غير الله فى عملك. يااااه فإن الحكاية سوف تكون ظلام شديد. وأحد كبار الملاحدة واسمه هكسيلى عندما تقدم فى السن، عرف هذا الموضوع، لأنه توجد فطرة الله التى خلقها داخل الإنسان. فقال: الله ضرورة اجتماعية يعنى أن الدنيا سوداء مظلمة بدون الله فلذلك يجب أن نقول إن هناك الله على اعتقاده الفاسد الكاسد الملحد حتى لو لم يكن هناك الله. هل رأيت العتولية الموجودة فيه ومع ذلك لم يسلم أو يؤمن أو يفعل شئ فهو كافر ولقد مات كافرا. ولكن هل رأيت كيف قهره الله وجعله ينطق بشعور غريب: أنه رأى ظلمة الكون حيث لا يوجد فيها الله. فعندما استمر يقول لا وجود لله الدنيا أظلمت الدنيا فى وجهه فقال بأن نقول هناك الله حتى لو كان ذلك خداعا لأنفسنا، فالله ضرورة اجتماعية. ونحن نقول له يا مغفل إن الله أظهر من الأكوان. فما هذا العمى فى القلب؟ ألم تره يا ولد يا هكسيلى؟ الله أظهر من هذه التفاهات التى حولنا. ولذلك قالوا للعارفين: أقم الدليل على وجود الله قال له أقم الدليل على عدم وجوده فهل يحتاج هذا إلى دليل؟ ولا يصح فى الأذهان شئ إذا احتاج النهار إلى دليل. أى أن هناك نهار وأنا أسألك أن تثبت وجود نهار، فما هذا؟ هذا عبث. فهذا شمس فى رابعة النهار وتسألنى بأن أثبت وجود النهار، فما هذا؟ تقول لـه مباشرة نهارك مش فايت لأن التخاطب سقط مع مثل هذا. ولا يصح فى الأذهان شئ إذا احتاج النهار إلى دليل. قد تنكر العين ضوء الشمس من رمد[1] فهناك رمد مصاب به أى عندما تقول أنا لا أرى والدنيا مظلمة فى وجهى ونحن نهارا. فإذا أنت المخطئ. وينكر الفم طعم الماء من سقم. إذن فأنت مريض فعندما تجد طعم الماء مرا فى فمك فأنت مصاب بالأنفلونزا لكن الماء ليس مرا فأنا أشربه وغيرى يشربه وكلنا نشربه سليما. أنت هو من يشربها وأنت غير متلذذ بطعمها. إذن هناك أشياء لا تحتاج إلى دليل من ضمنها الدليل على وجود الله. لا الأصل هو هل وجدت دليل على عدم وجود؟ فالله أظهر من الكائنات. الكَوْنُ كُلُّهُ ظُلْمَةُ وَإِنَّمَا أَنَارَهُ ظُهُورُ الحقِّ فِيهِ فَمَنْ رَأَى الكَوْنَ ولم يَشهدْهُ فِيهِ أَو عِنْدَهُ أَوْ قَبْلَهُ أَوْ بَعْدَهُ فَقَدْ أَعْوَزَهُ وُجُودُ الأنْوارِ ،وحُجِبَتْ عَنْهُ شُمُوسُ المعَارِفِ بِسُحُبِ الآثَارِ. والآثار وهى الحوائط والأرض والسماء والناس والكون الذى حولنا، هذه هى الآثار التى جعلت هناك غبار على قلب أعمى. هذا القلب الأعمى لا يرى شيئا من وراء الغبار. وهناك قاعدة مهمة:
    فُقْدَانِ الْوِجْدَان لا يَلْزَمُ مِنْهُ فَقْد الْوُجُود.
    أى أنت إذا كنت لا ترى فهذا معناه أنه غير موجود؟ أبدا فقدان الوجدان أى لا أجد وجدان ولم أعرف هذا الموضوع ولم أره أى مثلا لم أذهب لندن هل يعنى هذا أنه لا وجود للندن أو واحد لم يذهب للحج فى مكة هل يعنى هذا عدم وجود كعبة؟ فلا يقول بذلك عاقل فإذا كنت أنت لم تر فسلم لأقوام رأوه بالأبصار. نعم سلم لأنك لم تر لعجز فيك ونقص قائم بك. هل رأيت الكلام وتدبرته. ونحن نتكلم قبل وصولنا للحكمة التالية فنقول سلم وأنه موجود بالرغم من عدم رؤيتك له إلا أنه موجود، أول درجة تشعر بأنه موجود. اعبد الله كأنك تراه فإن لم تكن تراه فهو يراك. ولنقل أنك لا تستطيع أن تحس أو تشعر بهذه الاحساسات الكبيرة التى لديكم، لكنه موجود..هكذا تقول..ابدأ خطوة. وكأنه يراك متحيرا فماذا يخبرك؟ يشعر أنك حيران فيريد أن يطمئن قلبك، فيقول:
    الحكمة الخامسة عشر
    مما يَدُلُّكَ عَلَى وُجُودِ قَهْرِهِ سُبْحَانَهُ: أَنْ حَجَبَكَ عَنْهُ ،بما لَيْسَ بموجُودٍ مَعَهُ.
    هذا الكون كله فان، فهو هذا شريط سينمائى. فهو لا شئ مع وجود الله. وجود الله لا أول له، وهذا الكون له أول. وجود الله قائم بذاته، وهذا الكون قائم به تعالى. وجود الله لا نهاية له، وهذا الكون له نهاية ويفنى. وجود الله سبحانه وتعالى واحد أحد، وهذا الكون متعدد. وجود الله لا يطرأ عليه فساد، وهذا الكون يطرأ عليه الفساد بالحياة والموت والهلاك والفناء.،وهكذا. مَنْ عَرِفَ نَفْسَه بالاحتياج عَرِفَ رَبَّه بالقدرة، لأن الله سبحانه وتعالى قيوم السماوات والأرض. فما الذى جعل أى واحد من هؤلاء الناس غير قادر على رؤية الله: إنها الأكوان. وهل هذه الأكوان موجودة حقيقة؟ إنها موجودة بإيجاد الله لها. إنها كشريط سينمائى يديره الله. فماذا يعنى هذا؟ هذه الهيئة التى نجلس فيها الآن هناك مدد مِنْ عنِدْ الله، مثل الضوء الموجود على شاشة السينما. أى أن كل لحظة نحتاج فيها إلى استمرار الآلة حتى تظهر الخيالات على الشاشة. ولو أغلقت الآلة فلن يوجد شئ على الشاشة. وكذلك لو قطع الله عَنَّا إمداد الخلق فسوف نفنى..لن نموت..فالموت معناه أن أجسامنا ما زالت باقية، يأتى أناس آخرون ويجدونا ميتين. لا ليس على هذه الصورة، ولكننا نفنى ونصبح لا شئ. هل يعنى هذا أنى الآن غير ما كنت عليه فى بداية الدرس؟ بالطبع نعم. وهل يعنى هذا أَنِّى أُخْلَقُ كل لحظة؟ نعم!، كل فيمتو ثانية، لا بل تُخْلَق وتُخْلَق كل أقل من فيمتو ثانية بمليون مرة، وهكذا. } كُلَّ يَوْمٍ هُوَ فِي شَأْنٍ { (الرحمن29) ، كل يوم هو فى شأن، لا يزال سبحانه وتعالى خالقك. فلم يخلق سبحانه الدنيا ثم تركها تسير وحدها بذاتها، لا بل أَمَدَّهَا بمدد من عنده. فهل يعنى هذا أنى لا أملك أن أحافظ عل نفسى؟ نعم فالمدد هو الذى يفعل هذا. أى أن ذلك معناه: لا حول ولا قوة إلا بالله؟ نعم، هذا هو معناه، فلا حول ولا قوة إلا بالله. فهل أنت ضعيفا أم قوى؟ أنت ضعيف وليس قوي. } وَخُلِقَ الإِنسَانُ ضَعِيفاً { (النساء28). فلا حول ولا قوة لك، بل لا حول ولا قوة إلا بالله. فهل نُوكِلَك إلى نفسك طرفة عين؟ بالطبع لا بالرغم من أن طرفة العين تساوى حوالى نصف أو ربع ثانية زمنا، بل أقل أيضا من الفيمتو ثانية. فلو أَوْكَلَك لنفسك طرفة عين فإن ذلك يعنى أن يتركك إلى نفسك مدة كبيرة فإنك سوف تفنى..لن تموت بل تفنى. أى تُلْغَى مِن الكون. فاللهم لا تَكِلنا إلى أنفسنا طرفة عين ولا أقل من ذلك. هل رأيت الكلام، هو كلام متين جدا يأتى من أن لا حول ولا قوة إلا بالله كنز من كنوز العرش. هذا هو أحد الأسرار، فهل هناك حد يعلم أنك وأنت موجود فإنه هناك شعاع يخلقك كل لحظة بإذن الله وخلقه وإرادته. لو عرفت ذلك فلن تستطع أن تعصى الله. فأنت لو عرفت ذلك وتذكرته فإنك لن تستطيع أن تنسى الله، ولن تعرف إلا أن تلتجئ إليه وأن تخبت وتخضع لـه سبحانه وتعالى وتكون ملك طوعه.
    لَوْ كُنْتَ حَقًا حِبَّهُ لأطَعْتَه إِنَّ الْمُحِبَّ لِمَنْ يُحِبُّ مُطِيعُ
    إذن فهذه عقيدة تساعدك على العزلة التى تؤدى إلى الفكرة، تساعدك على دفن وجودك فى أرض الخمول حتى تنبت منك الزرعة الصالحة لله..تساعد على إزالة ما انطبع فى قلبك من صور الأكوان حتى يشرق بالأنوار وحتى تتنـزل فيه الأسرار.. مما يَدَلُّكَ عَلَى وُجُودِ قَهْرِهِ سُبْحَانَهُ وأنه لا إله إلا هو وأنه لا رب سواه، وأنه لا حول ولا قوة إلا به، وأنه قاهر فوق عباده، وأنه يفعل ما يشاء ويختار، وأنه فعال لما يريد : أَنْ حَجَبَكَ عَنْهُ ، بِوَهْمٍ .. بشاشة سينما.. بما لَيْسَ بموجُودٌ مَعَهُ . فإن الله هو الموجود وحده على الحقيقة، وسائر الكائنات فى وجودها وحصولها، إنما ما هو من عند الله وبإذن الله وأمر الله. اللهم يا ربنا اجعلنا ممن يستمع القول فيتبع أحسنه.
    الحكمة السادسة عشرة
    (أ): كَيْفَ يُتَصَوَّرُ أَنْ يَحْجُبَهُ شَئٌ :وَهُوَ الَّذِى أَظْهَرَ كُلَّ شَئٍ ؟!
    (ب): كَيْفَ يُتَصَوَّرُ أَنْ يَحْجُبَهُ شَئٌ: وَهُوَ الَّذِى ظَهَرَ بِكُلِّ شَئٍ ؟!
    (جـ): كَيْفَ يُتَصَوَّرُ أَنْ يَحْجُبَهُ شَئٌ : وَهُوَ الَّذِى ظَهَرَ فِى كُلِّ شَئٍ ؟!
    (د): كَيْفَ يُتَصَوَّرُ أَنْ يَحْجُبَهُ شَئٌ : وَهُوَ الَّذِى ظَهَرَ لِكُلِّ شَئٍ؟!
    (هـ): كَيْفَ يُتَصَوَّرُ أَنْ يَحْجُبَهُ شَئٌ : وَهُوَ الظَّاهِرُ قَبْلَ وُجُودِ كُلِّ شَئٍ ؟!
    (و): كَيْفَ يُتَصَوَّرُ أَنْ يَحْجُبَهُ شَئٌ : وَهُوَ أَظْهَرُ مِنْ كُلِّ شَئٍ ؟!
    (ز): كَيْفَ يُتَصَوَّرُ أَنْ يَحْجُبَهُ شَئٌ : وَهُوَ الوَاحِدُ الَّذِى لَيْسَ مَعَهُ شَئٍ ؟!
    (ح): كَيْفَ يُتَصَوَّرُ أَنْ يَحْجُبَهُ شَئٌ : وَهُوَ أَقْرَبُ إِلَيْكَ مِنْ كَلِّ شَئٍ ؟!
    (ط): كَيْفَ يُتَصَوَّرُ أَنْ يَحْجُبَهُ شَئٌ :وَلَوْلَاهُ مَا كَانَ وُجُودُ أَىِّ شَئٍ ؟!
    (ى): يَا عَجَباً! كَيْفَ يَظْهَرُ الوُجُودُ فىِ العَدَمِ! أَمْ كَيْفَ يَثْبُتُ الحَادِثُ مَعَ مَنْ لَهُ وَصْفُ القِدَمِ ؟!
    كَيْفَ يُتَصَوَّرُ أَنْ يَحْجُبَهُ شَئٌ سبحانه وتعالى، بل المحجوب أنت. هو لا يحجبه شئ لأنه عظيم وليس هناك من الأكوان ما يَقْدِر على أن يَحْجِبَ رَبَّه فإن الله سبحانه وتعالى هو الأول والآخر وهو الظاهر والباطن وهو بكل شئ عليم وعلى كل شئ قدير جل جلال الله. فلا يمكن أن يَحْجب الله سبحانه وتعالى شئ إنما المحجوب هو أنت. وهذا الحجاب حجبك أنت عن تَنَزُّلِ الأنوار أو عن كشف الأسرار. كَيْفَ يُتَصَوَّرُ أَنْ يَحْجُبَهُ شَئٌ :وَهْوَ الَّذِى أَظْهَرَ كُلَّ شَئٍ فقد كان قبل الحجاب هذا الْمُدَّعَى وهو الآن على ما عليه كان. إذن فلا يمكن لشئ أن يحجبه. إنما هذه الأشياء تحجب العبد عن ربه. كَيْفَ يُتَصَوَّرُ أَنْ يَحْجُبَهُ شَئٌ: وَهْوَ الَّذِى ظَهَرَ بِكُلَّ شَئٍ سبحانه وتعالى بقدرته وحكمته وبديعِ صنعه ظهر بالعالم العلوى وبالعالم السفلى. وفى كل شئ لـه آية تدل على أنه واحد. كَيْفَ يُتَصَوَّرُ أَنْ يَحْجُبَهُ شَئٌ : وَهْوَ الَّذِى ظَهَرَ فِى كُلِّ شَئٍ . كل شئ يشعر بافتقاره إلى الله وبحاجته إلى الله. كل شئ يُوقِن فى نفسه الباطنة أنه لله ومن الله وبالله، لكن معاكسات النفس الأمارة بالسوء هى التى تعكر على الإنسان صفو فطرته. الإنسان إذا ترك نفسه لنفسه أيقن بوجود الله وبقوة الله وبرحمة الله. كَيْفَ يُتَصَوَّرُ أَنْ يَحْجُبَهُ شَئٌ : وَهْوَ الَّذِى ظَهَرَ لِكُلِّ شَئٍ فالله سبحانه وتعالى ظهر للكائنات فسبحته. } وَإِن مِّن شَيْءٍ إِلاَّ يُسَبِّحُ بِحَمْدَهِ وَلَـكِن لاَّ تَفْقَهُونَ تَسْبِيحَهُمْ { (الإسراء44)، وهذا التسبيح المستور عن الخلق هو تسبيح حال، حتى إن جسد الكافر يسبح لربه قهرا عنه، لكن وإن أبى عقله الإيمان وإن أبت نفسه الذكر وإن أبى لسانه أن يتحرك لذكر الله وأبى قلبه أن يرق لذكر الله فإنه من ناحية الكون يسبح لله لأنه داخل فى مفهوم الشئ. فالشئ يطلق ويراد منه كل الممكن وكل الموجود. وعلى ذلك فهو يسبح لله قهرا. كَيْفَ يُتَصَوَّرُ أَنْ يَحْجُبَهُ شَئٌ :وَهْوَ الظَّاهِرُ قَبْلَ وُجُودِ كُلِّ شَئٍ وهو الآن على ما عليه كان. كَيْفَ يُتَصَوَّرُ أَنْ يَحْجُبَهُ شَئٌ : وَهْوَ أَظْهَرُ مِنْ كُلِّ شَئٍ. سألوا العارف ما الدليل على وجود ربك؟ قال: ربنا سبحانه وتعالى هو أعظم من الدليل وهو لا يحتاج فى ظهوره إلى دليل لأنه سبحانه وتعالى كان قبل الدليل وكان مع الدليل ويكون بعد الدليل فإن أقمت عليه الدليل فقد انتقصت قدره. وما هو الدليل على أنه غير موجود؟ لو أقمت ألفَ شُبْهَة لا تطمئن لها النفس لأن النفس فى النهاية تسأل نفسها من أين أنا؟ فلا تجد جوابا وافيا شافيا كافيا إلا أننى مخلوق لله. كل ما بعد ذلك إنما هو طراهات وخرافات وكلام ما أنزل الله به من سلطان ولا يقبله العقل ولا يقبله الْنَقْل. كَيْفَ يُتَصَوَّرُ أَنْ يَحْجُبَهُ شَئٌ : وَهْوَ الوَاحِدُ الَّذِى لَيْسَ مَعَهُ شَئٍ . لأننا كلنا فَنَاء، وكلنا محتاجون إلى الله فى وجودنا، وكلنا إنما نحن من الله خَلْقًا. فإذن هل مع الله أحد؟ لا ليس معه أحد لا واحد ولا اثنان ولا أحد إطلاقا معه لأنه يقول للشئ كن فيكون عدما وإيجادا. إذن هو الحقيقة المطلقة..هو الخالق الوحيد..هو الفاعل الحقيقى، أما وجودنا فَمِنْهُ وليس مِنَّا. كَيْفَ يُتَصَوَّرُ أَنْ يَحْجُبَهُ شَئٌ : وَهْوَ أَقْرَبُ إِلَيْكَ مِنْ كَلِّ شَئٍ . كَيْفَ يُتَصَوَّرُ أَنْ يَحْجُبَهُ شَئٌ :وَلَوْلَاهُ مَا كَانَ وُجُودُ كلُِّ شَئٍ . يَا عَجَباً! كَيْفَ يَظْهَرُ الوُجُودُ فىِ العَدَمِ! أَمْ كَيْفَ يَثْبُتُ الحَادِثُ مَعَ مَنْ لَهُ وَصْفُ القِدَمِ . فأنت موصوف بالعدم إِمَّا مَآلا بالموت والانتهاء فى عالم الحياة..وإما ابتداء بقبل خَلْقِك فقد كنت عدما..وإما حالا بأَنَّ وجودك إنما هو من وجود الله وأمره..فأنت فى مقابلة الحقيقة عدم. أى أنه لا وجود لك قائما بنفسك..إنما القائم بنفسه هو الله. من عرف ربه بالبقاء والقدم عرف نفسه بالفناء والحدوث يَا عَجَباً! كَيْفَ يَظْهَرُ الوُجُودُ فىِ العَدَمِ! أَمْ كَيْفَ يَثْبُتُ الحَادِثُ مَعَ مَنْ لَهُ وَصْفُ القِدَمِ . أى إن كنت مستحيا ولديك حياء لا تقل على نفسك أنك موجود..استح..واخجل..هل تقول على نفسك أنك موجود والله موجود. أى أنه هو موجود لكن أنا لا وجود لى..وهل هناك أنا..وهذه هى لا حول ولا قوة إلا بالله . التَّبَرِّى من الحول والقوة من كل جهة والخضوع لله والاستكانة لـه والتوكل عليه والرضا به والتسليم بأمره. هذا حالُ المؤمن فالله سبحانه وتعالى أقرب إلينا من حبل الوريد.
    الحكمة السادسة عشرة
    (أ): كَيْفَ يُتَصَوَّرُ أَنْ يَحْجُبَهُ شَئٌ :وَهْوَ الَّذِى أَظْهَرَ كُلَّ شَئٍ ؟!
    (ب): كَيْفَ يُتَصَوَّرُ أَنْ يَحْجُبَهُ شَئٌ: وَهْوَ الَّذِى ظَهَرَ بِكُلِّ شَئٍ ؟!
    (جـ): كَيْفَ يُتَصَوَّرُ أَنْ يَحْجُبَهُ شَئٌ : وَهْوَ الَّذِى ظَهَرَ فِى كُلِّ شَئٍ ؟!
    (د): كَيْفَ يُتَصَوَّرُ أَنْ يَحْجُبَهُ شَئٌ : وَهْوَ الَّذِى ظَهَرَ لِكُلِّ شَئٍ؟!
    (هـ): كَيْفَ يُتَصَوَّرُ أَنْ يَحْجُبَهُ شَئٌ :وَهْوَ الظَّاهِرُ قَبْلَ وُجُودِ كُلِّ شَئٍ ؟!
    (و): كَيْفَ يُتَصَوَّرُ أَنْ يَحْجُبَهُ شَئٌ : وَهْوَ أَظْهَرُ مِنْ كُلِّ شَئٍ ؟!
    (ز): كَيْفَ يُتَصَوَّرُ أَنْ يَحْجُبَهُ شَئٌ : وَهْوَ الوَاحِدُ الَّذِى لَيْسَ مَعَهُ شَئٍ ؟!
    (ح): كَيْفَ يُتَصَوَّرُ أَنْ يَحْجُبَهُ شَئٌ : وَهْوَ أَقْرَبُ إِلَيْكَ مِنْ كَلِّ شَئٍ ؟!
    (ط): كَيْفَ يُتَصَوَّرُ أَنْ يَحْجُبَهُ شَئٌ :وَلَوْلَاهُ مَا كَانَ وُجُودُ كلُِّ شَئٍ ؟!
    (ى): يَا عَجَباً! كَيْفَ يَظْهَرُ الوُجُودُ فىِ العَدَمِ! أَمْ كَيْفَ يَثْبُتُ الحَادِثُ مَعَ مَنْ لَهُ وَصْفُ القِدَمِ ؟!
    كَيْفَ يُتَصَوَّرُ أَنْ يَحْجُبَهُ شَئٌ سبحانه وتعالى، بل المحجوب أنت. هو لا يحجبه شئ لأنه عظيم وليس هناك من الأكوان ما يَقْدِر على أن يَحْجِبَ رَبَّه فإن الله سبحانه وتعالى هو الأول والآخر وهو الظاهر والباطن وهو بكل شئ عليم وعلى كل شئ قدير جل جلال الله. فلا يمكن أن يَحْجب الله سبحانه وتعالى شئ إنما المحجوب هو أنت. وهذا الحجاب حجبك أنت عن تَنَزُّلِ الأنوار أو عن كشف الأسرار. كَيْفَ يُتَصَوَّرُ أَنْ يَحْجُبَهُ شَئٌ :وَهْوَ الَّذِى أَظْهَرَ كُلَّ شَئٍ فقد كان قبل الحجاب هذا الْمُدَّعَى وهو الآن على ما عليه كان. إذن فلا يمكن لشئ أن يحجبه. إنما هذه الأشياء تحجب العبد عن ربه. كَيْفَ يُتَصَوَّرُ أَنْ يَحْجُبَهُ شَئٌ: وَهْوَ الَّذِى ظَهَرَ بِكُلَّ شَئٍ سبحانه وتعالى بقدرته وحكمته وبديعِ صنعه ظهر بالعالم العلوى وبالعالم السفلى. وفى كل شئ لـه آية تدل على أنه واحد. كَيْفَ يُتَصَوَّرُ أَنْ يَحْجُبَهُ شَئٌ : وَهْوَ الَّذِى ظَهَرَ فِى كُلِّ شَئٍ . كل شئ يشعر بافتقاره إلى الله وبحاجته إلى الله. كل شئ يُوقِن فى نفسه الباطنة أنه لله ومن الله وبالله، لكن معاكسات النفس الأمارة بالسوء هى التى تعكر على الإنسان صفو فطرته. الإنسان إذا ترك نفسه لنفسه أيقن بوجود الله وبقوة الله وبرحمة الله. كَيْفَ يُتَصَوَّرُ أَنْ يَحْجُبَهُ شَئٌ : وَهْوَ الَّذِى ظَهَرَ لِكُلِّ شَئٍ فالله سبحانه وتعالى ظهر للكائنات فسبحته. } وَإِن مِّن شَيْءٍ إِلاَّ يُسَبِّحُ بِحَمْدَهِ وَلَـكِن لاَّ تَفْقَهُونَ تَسْبِيحَهُمْ { (الإسراء44)، وهذا التسبيح المستور عن الخلق هو تسبيح حال، حتى إن جسد الكافر يسبح لربه قهرا عنه، لكن وإن أبى عقله الإيمان وإن أبت نفسه الذكر وإن أبى لسانه أن يتحرك لذكر الله وأبى قلبه أن يرق لذكر الله فإنه من ناحية الكون يسبح لله لأنه داخل فى مفهوم الشئ. فالشئ يطلق ويراد منه كل الممكن وكل الموجود. وعلى ذلك فهو يسبح لله قهرا. كَيْفَ يُتَصَوَّرُ أَنْ يَحْجُبَهُ شَئٌ :وَهْوَ الظَّاهِرُ قَبْلَ وُجُودِ كُلِّ شَئٍ وهو الآن على ما عليه كان. كَيْفَ يُتَصَوَّرُ أَنْ يَحْجُبَهُ شَئٌ : وَهْوَ أَظْهَرُ مِنْ كُلِّ شَئٍ. سألوا العارف ما الدليل على وجود ربك؟ قال: ربنا سبحانه وتعالى هو أعظم من الدليل وهو لا يحتاج فى ظهوره إلى دليل لأنه سبحانه وتعالى كان قبل الدليل وكان مع الدليل ويكون بعد الدليل فإن أقمت عليه الدليل فقد انتقصت قدره. وما هو الدليل على أنه غير موجود؟ لو أقمت ألفَ شُبْهَة لا تطمئن لها النفس لأن النفس فى النهاية تسأل نفسها من أين أنا؟ فلا تجد جوابا وافيا شافيا كافيا إلا أننى مخلوق لله. كل ما بعد ذلك إنما هو طراهات وخرافات وكلام ما أنزل الله به من سلطان ولا يقبله العقل ولا يقبله الْنَقْل. كَيْفَ يُتَصَوَّرُ أَنْ يَحْجُبَهُ شَئٌ : وَهْوَ الوَاحِدُ الَّذِى لَيْسَ مَعَهُ شَئٍ . لأننا كلنا فَنَاء، وكلنا محتاجون إلى الله فى وجودنا، وكلنا إنما نحن من الله خَلْقًا. فإذن هل مع الله أحد؟ لا ليس معه أحد لا واحد ولا اثنان ولا أحد إطلاقا معه لأنه يقول للشئ كن فيكون عدما وإيجادا. إذن هو الحقيقة المطلقة..هو الخالق الوحيد..هو الفاعل الحقيقى، أما وجودنا فَمِنْهُ وليس مِنَّا. كَيْفَ يُتَصَوَّرُ أَنْ يَحْجُبَهُ شَئٌ : وَهْوَ أَقْرَبُ إِلَيْكَ مِنْ كَلِّ شَئٍ . كَيْفَ يُتَصَوَّرُ أَنْ يَحْجُبَهُ شَئٌ :وَلَوْلَاهُ مَا كَانَ وُجُودُ كلُِّ شَئٍ . يَا عَجَباً! كَيْفَ يَظْهَرُ الوُجُودُ فىِ العَدَمِ! أَمْ كَيْفَ يَثْبُتُ الحَادِثُ مَعَ مَنْ لَهُ وَصْفُ القِدَمِ . فأنت موصوف بالعدم إِمَّا مَآلا بالموت والانتهاء فى عالم الحياة..وإما ابتداء بقبل خَلْقِك فقد كنت عدما..وإما حالا بأَنَّ وجودك إنما هو من وجود الله وأمره..فأنت فى مقابلة الحقيقة عدم. أى أنه لا وجود لك قائما بنفسك..إنما القائم بنفسه هو الله. من عرف ربه بالبقاء والقدم عرف نفسه بالفناء والحدوث يَا عَجَباً! كَيْفَ يَظْهَرُ الوُجُودُ فىِ العَدَمِ! أَمْ كَيْفَ يَثْبُتُ الحَادِثُ مَعَ مَنْ لَهُ وَصْفُ القِدَمِ . أى إن كنت مستحيا ولديك حياء لا تقل على نفسك أنك موجود..استح..واخجل..هل تقول على نفسك أنك موجود والله موجود. أى أنه هو موجود لكن أنا لا وجود لى..وهل هناك أنا..وهذه هى لا حول ولا قوة إلا بالله . التَّبَرِّى من الحول والقوة من كل جهة والخضوع لله والاستكانة لـه والتوكل عليه والرضا به والتسليم بأمره. هذا حالُ المؤمن فالله سبحانه وتعالى أقرب إلينا من حبل الوريد.
    الحكمة السابعة عشرة
    مَا تَرَكَ مِنَ الجَهْلِ شَيْئًا مَنْ أَرَادَ أَنْ يَحْدُثَ فِى الوَقْتِ غَيْرُ مَا أَظْهَرَهُ اللهُ فِيهِ
    مَا تَرَكَ مِنَ الجَهْلِ شَيْئًا أى جاهل جدا..أى شرب كل الجهل مثل أبو جهل أى أنه يعتقد أن لـه حولا وقوة..يظن أنه يستطيع فعل شيئا..يظن أنه يستطيع أن يعاند ربه ويصارعه – وليعاذ بالله – فَيَغْلِب. مثل الوثنيات اليونانية حيث يقولون إن الإنسان تصارع مع الآلهة وغلبها. فهذا هو مبنى عقلية الْغَرْب، أن الإنسان يصارع الكون ويغلبه، ويصارع الإله ويغلبه. لكن هذا ليس عند المسلمين فالمسلمون أهل حقيقة. وهذا الكلام طراهات وخرافات مَا تَرَكَ مِنَ الجَهْلِ شَيْئًا هذا الصنف من الناس شرب الجهل كله مَنْ أَرَادَ أَنْ يَحْدُثَ فِى الوَقْتِ غَيْرُ مَا أَظْهَرَهُ الُله فِيهِ . الله أَظْهَر أن نجتمع الآن، ولو اجتمع من فى الأرض جميعا يريدون منعنا من الاجتماع الآن ويجعلونا نجتمع غدا ما استطاعوا..أو أمس لا يقدرون..لا هم ولا نحن. هذا هو التسليم المطلق وهذه هى الحقيقة. وحين تعلم هذه الحقيقة أتترك الأسباب؟ لا بل تمشى فى الأسباب وترضى بها، لأن ترك الأسباب جهل والاعتماد عليها شرك. فتركها جهل لأن الأنبياء ما تركت الأسباب.
    الحكمة الثامنة عشرة
    إِحَالَتُكَ الَأعَمَالَ عَلَى وُجُودِ الفَرَاغِ مِنْ رُعُونَاتِ النَّفْسِ
    فلقد خاف أن يكون هناك قاصرا يفهم من الأولى أن يترك الإنسان نفسه سبهللة، وكلما ذكرناه بموعد الصلاة يرد بأنه مشغول وأنه ينتظر حتى يفرغ بعض الشئ..ألن تذكرأو تفعل الخير فيقول حينما أفرغ بعض الشئ..ألن تذهب لتعمير الأرض فيقول حينما أفرغ. ويقول إنى أريد الراحة قليلا. وهو لن يرتاح ولن يذق طعم الراحة حتى الموت. فمن رعونات النفس تأجيل الأعمال: تأجيل عمل اليوم إلى الغد، والآن إلى ما بعده. لكن أبدا فبادروا بالأعمال الصالحة } وَسَارِعُواْ إِلَى مَغْفِرَةٍ مِّن رَّبِّكُمْ { (آل عمران133) ، فدائما الله هكذا } فَفِرُّوا إِلَى اللَّهِ { (الذاريات50)، وهكذا أرأيت فهو يطلب منا الفرار والمسارعة والمبادرة وهكذا. إذن فالعصيان هنا من رعونات النفس. إِحَالَتُكَ الَأعَمَالَ عَلَى وُجُودِ الفَرَاغِ أى أنتظر حتى أفرغ هو مِنْ رُعُونَاتِ النَّفْسِ فإياك وإياك. إذن لابد أن يكون المسلم المؤمن صاحب همة يفعل مباشرة ولا يؤجل عملا فى الآن لما بَعْدَه.
    الحكمة التاسعة عشرة
    لاَ تَطْلُبَ مِنْهُ أَنْ يُخْرِجَكَ مِنْ حَالَةٍ لِيَسْتَعْمِلَكَ فِيمَا سِوَاهَا :فَلَوْ أَرَادَكَ لاسْتَعْمَلَكَ مِنْ غَيْرِ إِخْرَاجِ
    فإنه يرقى بك إلى نوع آخر من التوكل وهو عدم الطلب. فإذا كنت طبيبا فكن طبيبا كما أنت. لا تشكو وتقول أنا أريد أن أتفرغ للذكر وحفظ القرآن وغير ذلك. إن الله لم يقمك فى هذا. ولو أرادك على ما أنت عليه من شغل ومنفعة للناس وتخفيف لألم المرض عن الخلق لرأيت نفسك حافظا للقرآن وكل ما تريده سوف يكون. فلا تناقر ولا تكن متبرما من حالتك. أقم نفسك حيث ما أقامك الله واستوفى شروط ما طلبه منك. ثم بعد ذلك الاستيفاء وبعد ذلك الاستكمال لشروط ما طلبه الله منك - والمستشار مؤتمن فيجب على القاضى أن يدرس القضية جيدا ويجب على الطبيب متابعة الحالة جيدا ويجب على المهندس أن يكون أمينا فى عمله ويجب على المفتى المذاكرة كى يعرف حكم الله ويَطَّلِع على الواقع ويتأنى فى فهم السؤال ويجب على كل واحد أقامه الله فى مكان أن يكون مخلصا لله فى ذلك المكان فإن المستشار مؤتمن والخيانة بئسة البطانة والتقصير فى المهنة نوع من أنواع الخيانة وعدم الأمانة فيقول لاَ تَطْلُبَ مِنْهُ أَنْ يُخْرِجَكَ مِنْ حَالَةٍ لِيَسْتَعْمِلَكَ فِيمَا سِوَاهَا يرقى هذا إلى حال الرجال والنساء. فكثير من الرجال يريد ويتمنى أن يكون امرأة وكثير من النساء يتمنين لو أنهن كن رجالا. فيقول فيهن رسول الله وفيهم ] لَعَنَ اللهُ الْمُتَشَبِهِينَ مِنَ الرِّجَالِ بِالنِّسَاءِ وَالْمُتَشَبِّهَاتِ مِنَ النِّسَاءِ بِالرِّجَالِ [ ويقول ربنا سبحانه وتعالى } وَلاَ تَتَمَنَّوْاْ مَا فَضَّلَ اللّهُ بِهِ بَعْضَكُمْ عَلَى بَعْضٍ لِّلرِّجَالِ نَصِيبٌ مِّمَّا اكْتَسَبُواْ وَلِلنِّسَاء نَصِيبٌ مِّمَّا اكْتَسَبْنَ وَاسْأَلُواْ اللّهَ مِن فَضْلِهِ { (النساء32)، وقل يا رب وفقنى لما أقمتنى فيه. فالحكاية ليست مشاحنة وصراع فالحكاية تكامل ووقوف عند إرادة الله وتمتع وتلذذ بما أقامك الله فيه. فإن أقامك فى شئ من الفقر أو الغنى أو القوة أو الضعف أو الصحة أو المرض أو الجهل أو عدمه أو الذكورة أو الأنوثة فارض وسلم وعش حياة سعيدة لأن هذا الدين غايته سعادة الدارين. ولا تكون السعادة إلا بالرضا والقناعة فلو أرادك لاستعملك من غير إخراج ولجمع لك بين مُرَادَكَ الصحيح إن كان صحيحا وبين ما أنت عليه.
    الحكمة العشرون
    مَا أَرَادَتْ هِمَّةُ سَالِكٍ أِنْ تَقِفَ عِنْدَمَا كُشِفَ لَهَا ؛إِلَّا وَنَادَتْهُ هَوَاتِفُ الحَقِيقَةِ :الَّذِى تَطْلُبُ أَمَامَكَ .وَلاَ تَبَرَّجَتْ لَهُ ظَوَاهِرُ المُكَوَّنَاتِ ؛إِلَّا وَنَادَتْهُ حَقَائِقُهَا :إِنَّمَا نَحْنُ فِتْنَةٌ فَلَا تَكْفُرْ
    والإنسان سائر فى طريق الله فأحيانا يصل إلى محطة. فمثلا واحد مسافر إلى أسوان من القاهرة لأسوان يجد هناك محطات. مثلا بنى سويف وهى أول واحدة وأسيوط وغيرها. فترى محطات أثناء سيرك. فعندما الإنسان يصل إلى محطة فى طريق الله فتحدثه نفسه أنه قد وصل. وعنى الوصول هو: نم وارتاح وانزل فى هذه المحطة فها نحن قد انتهينا والقطار سوف يتوقف ويدخل الجراج. وهكذا تُحَدِّث نفس العابد لـه. وعندما تحدثه نفسه بهذه الطريقة ويميل قلبه إلى الدعى والراحة وأنه قد وصل إلى شئ ما ومرتبة مع الله تدعوه إلى الراحة وإلى ترك العمل يسمع هواتف الحقيقة. تأتى فى نفسه واردات تقول: إن محطتك لم تأت بعد..فمحطتك ما زالت أمامك..امش ولا تنـزل ولا تتراخى ولا تدع العمل. ولذلك يقول مَا أَرَادَتْ هِمَّةُ سَالِكٍ سالك أى سالك فى الطريق إلى الله أِنْ تَقِفَ أى تقول لـه يكفى هذا عِنْدَمَا كُشِفَ لَهَا أى ظهر لها محطة من محطات الوصول والترقى مع الله فى طريقه إِلَّا وَنَادَتْهُ هَوَاتِفُ الحَقِيقَةِ تبين له لإخلاصه ونيته الصادقة الَّذِى تَطْلُبُ أَمَامَكَ أى استمر فلم تصل بعد. هذا من ناحية الوصول إلى الأنوار فعندما رأى نورا فقال: هذا نور الله واتضح أنه نور بسيط..شئ خفيف وليس نور الله. إذا كنت تريد نور الله فهو أمامك. ومتى يصل الإنسان؟ عندما يموت..عندما تغادر الروح الجسد.. } وَاعْبُدْ رَبَّكَ حَتَّى يَأْتِيَكَ الْيَقِينُ { (الحجر99)، يعنى الموت..لأنه جازم صلى الله عليه وسلم. وأولياء الله جازمون. حتى قالوا: لو كُشِفَ الحجابُ ما ازددنا يقينا.. وهذا من ناحية اليقين أى الجزم. أما اليقين هنا فهو الموت. يعنى استمر فى السير فإنك لا تَنْسَكِب عليك الأنوار ولا يحدث لك حِلّ من التكليف إلا بالتشريف. والتشريف هو الموت..أى أن روحك تخرج إلى بارئها إلى الرفيق الأعلى. أرأيت كلام رسول الله: ]إلى الرفيق الأعلى [، فهو تشريف..تشريف ورقى. فمتى يتم التشريف فيسقط التكليف؟ بالموت. لكنه لا يسقط وأنت على قيد الحياة. وَلاَ تَبَرَّجَتْ ولقد كان يتكلم عن الأنوار والآن يتكلم عن الأسرار. تَبَرَّجَتْ أى كشفت عن وجهها..وكَشْف أى كشف عن المستور..والكشف عن المستور هو كشف عن الأسرار. وَلاَ تَبَرَّجَتْ لَهُ ظَوَاهِرُ المُكَوَّنَاتِ هذه المكونات التى حولنا كشفت أسرارها. فما سر هذا العمود..وما سر هذا الكرسى..وما سر هذا الإنسان الذى أمامى؟ أنه فان..وأنه حَادِث..وأنه محتاج إلى الله..وأنه لا حول ولا قوة به..وأنه مخلوق..وأنه فى هذا الخلق بمدد مستمر. وهذا الكلام الذى نشرحه الأن هو سِرّ. ولا يعلمه الكثير. فيقول أحدهم: أنا موجود أى أنه يرى نفسه مع الله! فهذه الأسرار تَبَرَّجَتْ لَهُ فماذا تحدث فى قلب العارف السالك؟ نَادَتْهُ حَقَائِقُهَا أنها فانية غير باقية..حَادِثَة :إِنَّمَا نَحْنُ فِتْنَةٌ فَلَا تَكْفُرْ فكل هذه المكونات: البشر والأشياء والعوالم والمكونات إنما هى حجاب يحجبنى عن الله عندما انشغل به..حجاب يحجبنى عندما أنسب إليه العمل والفعل والخلق دون الله..حجاب عندما لا أعلم ولا أرى الله فيه ووراءه وأنه به سبحانه، وهكذا. فماذا تعنى كَفَرَ؟ إنها تعنى غَطَّى..ومنه الزُّرَّاع يسمون الكفار لأنهم غطوا إِنَّمَا نَحْنُ فِتْنَةٌ فَلَا تَكْفُرْ فماذا تكفر أنت؟ إنك تَكْفُر نفسك عن الأنوار..تستر نفسك بحجاب عن الله..فتسير وتنسب الأعمال للناس وتغتاظ من هذا وتتشاحن مع هذا وترضى عن هذا وتبغضه تارة أخرى. والنبى صلى الله عليه وسلم يقول ] أَحْبِبْ حَبِيبَكَ يَوْمًا مَا فَلَعَلَّهُ أَنْ يَكُونَ بَغِيضَكَ يَوْمًا مَا وَأَبْغِضَ بَغِيضَكَ يَوْمًا مَا [ ، لأن من النفـاق ] إذا خاصم فجر [ ، أى إذا كَرِهْتَ شخصا فادع الله أن يغفر لـه وأن يسامحه الله فلعله أن يكون حبيبك يوما ما فتخجل من كثرة ما قد ذكرته بسوء. فحقائق هذه المكونات تخبرك أنا فتنة وأنها حجاب لك عن الله إلا إذا عرفت حقائقها فَنَوَّرَت قلبك ورفعت حُجُبَه فرأيت الله. والله تعالى أعلى وأعلم.
    --------------------------------------------------------------------------------
    [1] هذا بيت شعر للإمام البوصيرى: قد تنكر العين ضوء الشمس من رمد وينكر الفم طعم الماء من سقم


    عدل سابقا من قبل الصوفى الصغير في الثلاثاء سبتمبر 13, 2011 1:31 pm عدل 2 مرات
    الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
    ابن الرفاعى
    المشرف العام
    المشرف العام
    ابن الرفاعى



    العمر : 44
    ذكر
    الوسام وسام التميز

    شرح حكم ابن عطاء الله السكندري الجزء الثاني Empty
    مُساهمةموضوع: رد: شرح حكم ابن عطاء الله السكندري الجزء الثاني   شرح حكم ابن عطاء الله السكندري الجزء الثاني Emptyالسبت سبتمبر 03, 2011 5:39 pm

    [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]



    رائع واكثر من رائع
    بارك الله فيك وجزاك الفردوس الاعلى ان شاء الله
    دمت بحفظ الله ورعايته
    الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
    خادم النقشبندية
    عضو مميز
    عضو مميز




    العمر : 47
    ذكر
    الوسام وسام التميز

    شرح حكم ابن عطاء الله السكندري الجزء الثاني Empty
    مُساهمةموضوع: رد: شرح حكم ابن عطاء الله السكندري الجزء الثاني   شرح حكم ابن عطاء الله السكندري الجزء الثاني Emptyالجمعة سبتمبر 16, 2011 4:16 pm

    لقد كتبت وابدعت
    كم كانت كلماتك رائعه في معانيها
    فكم استمتعت بموضوعك الجميل
    بين سحر حروفك التي ليس لها مثيل
    سلمت على روعه طرحك
    نترقب المزيد من جديدك الرائع
    دمت ودام لنا روعه مواضيعك
    لكـ خالص احترامي
    الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
    عاشق الصوفية
    نائب مدير الموقع
    نائب مدير الموقع




    العمر : 20
    ذكر
    الوسام وسام الاداره

    شرح حكم ابن عطاء الله السكندري الجزء الثاني Empty
    مُساهمةموضوع: رد: شرح حكم ابن عطاء الله السكندري الجزء الثاني   شرح حكم ابن عطاء الله السكندري الجزء الثاني Emptyالخميس فبراير 28, 2013 11:37 am

    [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
    [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
    نقول لمن كتب هذه السطور
    بعطر والورد والبخور
    وعطرة في أرجائه يجول
    كتبت موضوع في قمة الروعـــــــة
    جزيت خيرا إن شــــــــاء الله

    [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]

    [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]عاشق الصوفية
    الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
     
    شرح حكم ابن عطاء الله السكندري الجزء الثاني
    الرجوع الى أعلى الصفحة 
    صفحة 1 من اصل 1
     مواضيع مماثلة
    -
    » شرح حكم ابن عطاء الله السكندري الجزء الاول
    » شرح حكم ابن عطاء الله السكندري الجزء الرابع
    » ابن عطاء الله السكندري

    صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
    الطريقة النقشبندية العلية  :: التصوف الاسلامى والطرق الصوفية :: منتدى التزكية والسلوك والاداب-
    انتقل الى:  
    جميع الحقوق محفوظة
    الساعة الان بتوقيت مصر
     ® 
    جميع الحقوق محفوظة لمنتدى الطريقة النقشبندية العلية
    حقوق الطبع والنشر©2011 - 2010
    موقع الطريقة النقشبندية العلية
    المشاركات المنشورة بالمنتدى لا تعبر بالضرورة عن رأي إدارة المنتدى ولا تمثل إلا رأي أصحابها فقط ولا يتحمّل الموقع أيّة مسؤوليّة عن المواد الّتي يتم عرضها أو نشرها في منتدي الطريقة النقشبندية العلية  ويتحمل المستخدمون بالتالي كامل المسؤولية عن كتاباتهم وإدراجاتهم التي تخالف القوانين أو تنتهك حقوق الملكيّة أو حقوق الآخرين أو أي طرف آخر.
    ادارى المنتدى : محمد عبده النقشبندى
    تسجيل صفحاتك المفضلة في مواقع خارجية
    تسجيل صفحاتك المفضلة في مواقع خارجية reddit    

    قم بحفض و مشاطرة الرابط الطريقة النقشبندية العلية على موقع حفض الصفحات

    قم بحفض و مشاطرة الرابط الطريقة النقشبندية العلية على موقع حفض الصفحات