خلاصة المواهب السرمدية للعارف بالله الشيخ نجم الدين الكردي

إدارة المنتدى العمر : 47

سيدنا الشيخ عبد الخالق الغجدوانى قدس الله سره
وهو ابن الشيخ عبد الجميل الغجدوانى قدس الله سره النوارانى وهو قدوة أهل الطريقة ، وعمدة أرباب الحقيقة الجبل الشامخ فى العوارف ، ذو القدم الراسخ فى المعارف ، صاحب الفيض الصمدانى ، ولد فى غجدوان ـ بضم فسكون فدال مهملة مفتوحة ـ قرية على فراسخ من بخاري ، وبها نشأ ، وفيها توفي سنه خمس وسبعين وخمسمائة، وكان والده من اجلاء الأئمة ينتهي نسبة إلى الامام مالك، لقي الخضر وصحبه ، وقد بشره بولد صالح حين كانت أم الشيخ عبد الخالق حاملا به وسماه بعبد الخالق قبل ولادته ، فلما ولد نشأ على أحسن الأحوال ، وأقبل على تحصيل العلوم، آخذاً لها عن علماء بخارى وغيرهم . ثم مر به الخضر عليه السلام وعلمه الذكر الخفي بالكلمة الطيبة ـ لا إله إلا الله ـ مع حبس النفس وقت الذكر على ما هو معروف عند السادة النقشبندية، ونهل من حضرته لبن العلوم اللدنية وصعد ببركته أرفع المقامات السنية ثم أمره سيدنا الخضر عليه السلام أن يذهب للاسترشاد بالشيخ يوسف الهمداني رضي الله عنه فلقيه ولازم خدمته. قال الشيخ عبد الخالق رضي الله عنه فامرني الشيخ بملازمة الذكر الخفي على ما علمني الخضر عليه السلام. ولم يزل على الشغل بالله وخدمة شيخه مثابراً حتى التحق بكُمَّل الرجال ونال شريف المقامات وسني الاحوال واجاز له بالإرشاد الخاص والعام ، ولما قضي الشيخ الهمدانى نحبه قام مقامه فى الدعوة على الله والهدايه على سنة رسول الله صلي الله عليه وسلم ونشر طريقة الخواجكان ، وفى كتاب الرشحات أنه كانت تطوي له المسافات فكان يصلي المكتوبات فى الحرام المكي ويعود عقب الصلاة على بلدة .
وله كرامات إلى جانب هذه الكرامة نقلها عنه الاكابر تعجز عن أحصائها الدفاتر . وله مؤلفات على جلالى قدرة شاهدات . منها مؤلف فى فضل شيخه الشيخ يوسف الهمداني سماه ( مقامات الهمذاني ) ووصية بعث بها إلى خليفته الشيخ نظام الدين أولياء الكبير ذكرت فى رشحات عين الحياة للشيخ القزاني.
( فائدة ) فى كتاب تبيان الوسائل : الخواجكان جمع خواجه والواو كواو (الحيوة) تكتب ولا تقرأ ـ كلمة فارسية بمعني الشيخ ورئيس البيت وعزيز القوم وعظيمهم. ويطلق على الحاكم والوالي وكل صاحب جمعية واشتهر به مشايخ ما وراء النهر. أهـ . والكاف فيه بدل الهاء التى فى المفرد والألف والنون علامة الجمع فى اللغة الفارسية.
ومبني هذه الطريقه العلية على العمل بإحدى عشرة كلمة : ثمانية منه مأثورة عن الشيخ عبد الخالق باللغة الفارسية (هوش دردم نظر برقدم سفر دروطن خلوة درأنجمن يا دكرد يازكشت نكاه داشت يادادشت ) وثلاث مأثورة عن السيد محمد بهاء الدين النقشبندي إمام الطريقة
ومعرفتها والعمل بها من أعظم المهمات لسالك هذة الطريقة العلية
( هوش دردم ) فمعناه حفظ النفس عن الغفلة عند دخوله وخروجه وبينهما ليكون قلبه حاضراً مع الله فى جميع الأنفاس
( نظر برقدم ) ـ وترجمته النظر إلى موضع القدم ـ ومعناه أن السالك يجب عليه ألا ينظر فى حال مشيه إلا الى قدميه ولا فى حال قعوده الا بين يديه فالنظر على النقوش والألوان يفسد عليه حاله وإذا تعلقق نظرة بالمُْبصَرات، اشتغل قلبه بالتفرقة الحاصلة من النظر إلى المبصرات لعدم القدرة على حفظ القلب .
( سفر دروطن ) فمعناه الانتقال من الصفات البشرية الخسيسة إلى الصفات الملكية الفاضلة
( خلوة درأنجمن ) فمعناه الخلوه فى الجلوة والمراد ان يكون قلب السالك حاضراً مع الحق فى الأحوال كلها غائبا عن الخلق مع كونه بين الناس .
والخلوة نوعان : الأول ـ الخلوة من حيث الظاهر وهى اختلاء السالك فى بيت خال عن الناس. والثاني: الخلوة من حيث الباطن: وهى كون الباطن فى مشاهده أسرار الحق والظاهر فى معامله الخلق.
( يا دكرد ) فمعناه تكرار الذكر على الدوام سواء باسم الذات أو النفي والإثبات إلى ان يحصل له الحضور بالمذكور.
( يازكشت ) فمعناه رجوع الذاكر فى النفي والإثبات بعد إطلاق نفَسِه فيناجي بهذة الكلمة الشريفة: إلهي انت مقصودى ورضاك مطلوبي حتى يفنى عن نظره وجود جميع الخلق.
( نكاه داشت ) فمعناه أن يحفظ المريد قلبه من دخول الخواطر
( يادادشت ) فمعناه التوجه الصرف المجرد عن الألفاظ إلى مشاهده أنوار الذات الأحدية، والحق أنه لا يستقيم إلا بعد الفناء التام والبقاء السابغ.
9- وأما ( الوقوف الزمانى ) فمعناه انه ينبغي للسالك بعد مضي كل ساعتين أو ثلاث أن يلتفت إلى حال نفسه كيف كان فى هاتين الساعتين أو الثلاث؟ فان كان حالُه الحضورَ مع الله تعالى شكر الله تعالى على هذا التوفيق، وعد نفسه مع ذلك مقصراً فى ذلك الحضور الماضي واستأنف حضوراً أتم، وإن كان حاله الغفلة استغفر منها وأناب ورجع إلى الحضور التام.
10- وأما ( الوقوف العددي ) فمعناه المحافظة على عدد الوتر فى النفي والإثبات ثلاثا أو خمسا وهكذا إلى إحدى وعشرين مرة.
11- وأما ( الوقوف الفعلي ) فمعناه ما قال الشيخ عبيد الله أحرار قدس الله سره: إن الوقوف القلبي هو عبارة عن حضور القلب مع الحق سبحانه على وجه لا يبقي للقلب مقصود غير الحق سبحانه . ولا ذهول عن معنى الذكر وهو من شروط الذكر التى لا بد منها . وقال أيضا فى تفسير الوقوف القلبي هو كون الذاكر واقفا على قلبه وقت الذكر بحيث يتوجه إلى قلبه ويجعله مشغولا لا بلفظ الذكر ومعناه ولا يتركه غافلا عنه وذاهلا عن معناه. قال صاحب الرشحات وهو أحد تلاميذ مولانا عبيد الله أحرار قدس سرهما ولم يجعل الخواجة بهاء الدين قدس سره حبس النفس ورعاية العدد لازما فى الذكر . وأما الوقوف القلبي فجعله مهما بمعنييه وعده لازماً فإن خلاصه الذكر والمقصود منه هو الوقوف القلبي

» حصن الأمان للعارف بالله سيدي الشيخ صالح الجعفري
» العارف بالله الشيخ سلامة العزامي النقشبندى
» سلسلة السادة النقشبندية للعارف بالله تعالى الأستاذ حسنين المنفلوطي