فضل الطريقه النقشبنديه

       (طريقة الذكـر عند الساده النقشبنديه )
ويطلق النفس عند الايحتياج اليهعلى الوتر ويقول باللسان ألهى أنت مقصودى ورضاك  مطلوبى ومن خاصية هذا الكلام تأكيد معنى التوحيد وحفظ القلب ودفع التفرقه عنه ويكون ذلك كله بحيث لا يظهر على ظاهره حركه فى أعضائه ولا يشعر به من كان فى قربه لانه الذكر الخفى كما فى الخبر ( لا يطلع الحفظه عليه ) فضلا عن الغير فاذا استراح يشرع فى نفس وذكر جديد كما سبق لكن يراعى ما بين النفسين بأن لا يفعل بل يبقى على حاله لأ ى لا يخل الاستمرارقال التسترى من انتقل من نفس الى نفس ىخر من غير ذلك فقد ضيع حاله فاذاوصل عدد الوتر الى إحدى وعشرين تظهر النتيجه من الذهول عن وجود البشريه والاستهلاك فى الجذبه الالهيه الذاتيه وهما انما يحصلان من انتقاء المنقى اى السوى واثبات المثبت اى الحق يعنى فى حال النفى ينفى عنك وجود البشريه والخواطر اللونيه وفى حال الاثبات يظهر فيك أثر تصرفات الجذبه الالهيه وإن لم يظهر له النتيجه عند ذلك العدد فانما هو من القصور فى الشرط وهو صدق الاراده والرابطه للشيخ والمتابعه بامر الشيخ والتسليم إليه فى جميع الامور وسلب الاختيار عند اختيار الشيخ وطلب رضاه فى كل حال فبرعاية هذه الشروط يتواردالفيض الالهى من باطن الشيخ الى باطن المريد على طريق الفيض والامداد آداب الذكر فتقديم الطهاره من الحدث والخبث وصلاة ركعتين عند البعض ويقرأ فى الاولىقل يايها الكافرون وفى الثانيه الاخلاص والمعوذتين سرا فى النهار وجهرا فى الليل فاذا فرغ جلس متوركا عند النقشبنديه وهيئة التشهد عندسائر الطرق متواصعا مستقبل القبله متفرغا من كل خطره وشغل ثم يستغفر الله خمسا او خمسة عسر او خمسا وعشرونمره عند النقشبنديه ثم يدعو الله بقبوله واتباع السنه وحسن الخاتمه له ولشيخه وان يروج الله على يديه الطريقه والشريعه والسنه ثم يقرأ الفاتحه والاخلاص ثلاثا ويهدى ثوابهما الى السلسله جميعا ثم يغمض عينيه ويلاحظ نفسه كأنه مات وليس له ملجأ من الله الا اليه ثم يتوسل الى مرشده ليشفع له عند ربه ويلاحظ كانه ناظر الى المرشد بين عينيه اما بالرؤيه لو من اهلها او بالاتقان والوجدان ثم يقول عند النقشبنديه { اللهى انت مقصودى ورضاك مطلوبى } ثلاثا تاكيدا الى انه لا مقصود له بالحقيقه الا الله الاجل الاعلى بل الشيخ واسطه بينه وبين ذاته الجليله لقوله تعالى ( وبتغوا اليه الوسيله ) ثم يشتغل بالوقوف القلبى وهو ان يجمع جميع حواسه البدنيه ويقطع عنها جميع الشواغل والخطرات القلبيه ويتوجه بجميع اداركه الى اوسط قلبه ومنه متوجها بجمعية القلب الى ربه المقدس عما لا يليق بحقه فان الوقوف القلبلا ركن الطريقه بل اساسها بل واجب فى كل طاعه بل كل حال من القيام والقعود والاضطجاع حتى الرواح الى الخلاء ووقت الجماع ولو حين يغشاها والى هذا يشير قوله تعالى { الَّذِينَ يَذْكُرُونَ اللَّهَ قِيَاماً وَقُعُوداً وَعَلَى جُنُوبِهِمْ وَيَتَفَكَّرُونَ فِي خَلْقِ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ رَبَّنَا مَا خَلَقْتَ هَذَا بَاطِلاً سُبْحَانَكَ فَقِنَا عَذَابَ النَّارِ}
وان شاء الله لنا تكمله فيما بعد
و صلى الله على سيدنا محمد وعلى اله وصحبه وسلم
                           العبد الفقر لله تعالى/ سعد مهدى ادم الشرونى

( طريقة الذكـــــــــــــــــــــــــر عند الساده النقشبنديه )   

ثم بعد ضبط الوقوف القلبى يشتغل بالذكر القلبى وذلك بان يلاحظ جريان لفظة الجلاله من قلبه ويلصق لسانه بسقف حلقه ويسكن بجميع جوارحه ويسلب عن الجسد جميع إختياره ةاداركه ولو حصل لقلبه فتور وفبيض وغفله او خطره لغلبة الانقباض فليغتسل بالماء بالباردفان لم يقدر فبالحار ثم يستغفر الله من كل غفله وخطره وتركه الادب مع ربه اة مرشده ومن
سائر ذلاته خمسا وعشرين ويصلى ركعتين صلاة التوبه او يقول سبحان الله الملك الخلاق الفعال ان يشاء يذهبكم ويات بخلق جديد وما ذلك على الله بعزيز ثم يذكر بلطيفة القلب فاذا اخرج نور تلك اللطيفه من حذاء كتفه وعلا اوحصل فيه اختلاج او حركه  فيلفن بلطيفة الروح فهى تحت الثدى الايمن باصبعين فالذكر فيها والوقوف فى القلبكمن ينظر الى الطرفين بنظر واحد ثم اذا اوقفت الحركه فيها واشتعلت فيلقن بلطيفة السر وهى فوق الثدى اليسار باصبعين فيكون الذكر فيها والوقوففى القلب ايضا ثم اشتعلت ايضا فيلقن بلطيفة الخفى هى فوق الثدى الايمن باصبعين ثم يلقن بلطيفة الاخفى وهى فى وسط الصدر فيشتغل بعا كما تقدم ثم بلطيفة النفس وهى ما بين العينين والحاجبين مع الوقوف القلبى فى جميع ذكر اللطائف ثم
بلطيفة الجسد فيذكر فى الجسد كله اما بالاختلاج اللطيف او بجريان الذكر فى جميع الجسد الكثيف فيكون كا لقلب يتحرك بالذكر من اسفله الى اعلاه ويسمى سلطان الذكر واعلم ان حقيقة تصفية القلب بطريق الذكر انما هو بذكر اسم الذات وذكر النفى والاثبات وكيفيته فى الطريق المجردى ان يتلفظ الذاكر بلسان القلب لفظة الله لان القلب كله لسان وكله سمع وكله بصر اتجرد عن القيود وذلك التلفظ انما يكون بحيث لايحرك القلب الصنبورى فان اعسر على الذاكر التلفظ الروحانى باسم الذات فليذكره بالقلب الصنبورى بطريق العدد كذكره باللسان ففائدته مثل فائدة اللسان فان تمكن الذاكر فى الذكر بالقلب الصنبورى يترقى بعد ذلك الى الذكر بالقلب الحقيقى فالذكر بالقلب الصنبورى يوصل الى الذكر بالقلب الحقيقى والذكر بالقلب الحقيقى يوصل الى مرتية المراقبه فذلك قيل ان ذكر
القلب هو المراقبه وقد ورد فى التقيد لهذا الذكر حديث يقول صلى الله عليه وسلم الذكر الذى لا تطلع عليه الحفظه يذيد على الذكر الذى تطلع عليه الحفظه سبعين ضعفا وفيه روايات اخرى وفى رسالة تاج الدين عن الاكابر النقشبنديه ان اعسر على الذاكر تحصيل المقصود اى تخيل لفظة الجلاله بمعناها بر كيف ومثال فى الابتداء فليتخيل نور بسيطا وحدانيا من غير تعلق بشىء وغير منقسم لللاقسام وغير مكيف بكيفية اصلا وغير
ملون من الالوان محيطا بجميع الموجودات من الروحانيه والجسمانيه وليجعل ذلك فى مقابلة البصيره وتذهب الصوره ويترتب على ذلك المعنى المقصود وفيها اذا تعرض فى اثناء الذكر تفرقه او وسوسه او قبض فليغتسل بالماء البارد او الحار او يتوضاء ويصلى فى خلوته صلاة الحاجه ويقرءا اليحيه ثلاث ثم يسلم ويخطو بقدماه سبع خطوات ثم يقول ياحى ياقيوم سبعين مره ثم يسجد ويلاحظ روحانية شيخه ويستغفر ويدعو دعاء الفرج وغيره ويتوجه الى ذكره الى ذكره وان لم يندفع فليتخيل صورة النبى صلى الله عليه وسلم وصورة شيخه
ولنا ان شاء الله فيما بعد تكمله
صلى الله على سيدنا محمد وعلى اله وصحبه وسلم

العبد الفقر لله تعالى/ سعد مهدى ادم الشرونى