الفضائل :
1. أنها مهمة الأنبياء والمرسلين كما قال تعالى : (( وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رَسُولٍ إِلَّا نُوحِي إِلَيْهِ أَنَّهُ لا إِلَهَ إِلَّا أَنَا فَاعْبُدُونِ ))[الأنبياء:25].
2. أنها سبب لرحمة الله تعالى , يقول الله تعالى :( وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ يَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَيُقِيمُونَ الصَّلاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَيُطِيعُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ أُوْلَئِكَ سَيَرْحَمُهُمُ اللَّه ) [التوبة:71]. فانظر كيف جعل الله الرحمة لأولئك الدعاة الذين يأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر , وانظر كيف بدأ الله بذكر الدعوة قبل ذكر الصلاة والزكاة مما يدل على أهميتها.
3. أن الدعوة سبب للفوز بخيرية الأمة كما قال تعالى (( كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ )) آل عمران
قال الإمام ابن كثير رحمه الله تعالى : فمن اتصف من هذه الأمة بهذه الصفات دخل معهم في هذا الثناء عليهم والمدح لهم، كما قال قتادة: بلغنا أن عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال : من سره أن يكون من تلك الأمة فليؤد شرط الله فيها , ومن لم يتصف بذلك أشبه أهل الكتاب الذين ذمهم الله بقوله: (( كَانُوا لا يَتَنَاهَوْنَ عَنْ مُنكَرٍ فَعَلُوهُ لَبِئْسَ مَا كَانُوا يَفْعَلُونَ ))[المائدة:79]
أنها سبب للفلاح في الدنيا والآخرة , يقول الله تعالى : ( وَلْتَكُنْ مِنْكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَأُوْلَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ ))[آل عمران:104]
4- أنها أفضل الأعمال وأحسن الأقوال، قال تعالى: ( وَمَنْ أَحْسَنُ قَوْلًا مِمَّنْ دَعَا إِلَى اللَّهِ وَعَمِلَ صَالِحًا )[فصلت:33].
قال الإمام السعدي رحمه الله تعالى في تفسير هذه الآية : هذا استفهام بمعنى النفي المتقرر أي: لا أحد أحسن قولا. أي: كلاما وطريقة، وحالة { ممن دعا إلى الله } بتعليم الجاهلين ووعظ الغافلين والمعرضين، ومجادلة المبطلين، بالأمر بعبادة الله، بجميع أنواعها،والحث عليها وتحسينها مهما أمكن والزجر عما نهى الله عنه وتقبيحه بكل طريق يوجب تركه خصوصا من هذه الدعوة إلى أصل دين الإسلام وتحسينه ومجادلة أعدائه بالتي هي أحسنوالنهي عما يضاده من الكفر والشرك، والأمر بالمعروف، والنهي عن المنكر.
5. – أن الدعوة تبقى للعبد بعد موته , كما قال صلى الله عليه وسلم : { من دل على هدى فله من الأجر مثل أجور من تبعه ) [ رواه مسلم 4831 ] ولك أن تتخيل لو أن عشرة انتفعوا بك من محاضرة ألقيتها أو شريط وزعته عليهم أو كتابا أهديتهم إياه , فكم هي الحسنات التي تنتشر لك بين هؤلاء وأقاربهم وغيرهم , وحينما يفجأك الموت تبقى لك هذه الحسنات لتأتيك وأنت في قبرك .
6. - أنها سبب لمحبة الله تعالى , كما قال صلى الله عليه وسلم : ( أحب الناس إلى الله أنفعهم ) [صحيح الجامع 176].
ولاشك أن أعظم النفع للناس هو نفعهم في تصحيح معتقدهم ودينهم ورفع مستوى الإيمان لديهم وتزكية أخلاقهم وسلوكهم
7. أنها سبب لثناء الرب عز وجل واستغفار الملائكة وسائر المخلوقات , كما قال صلى الله عليه وسلم : ( إن الله و ملائكته حتى النملة في جحرها و حتى الحوت في البحر ليصلون على معلم الناس الخير ). [صحيح الجامع 1838 ).
قال العلماء : الصلاة من الله تعني ( الثناء ) ومن الملائكة وغيرهم من المخلوقات تعني ( الاستغفار ) , وتفوز أيضا باستغفار المخلوقات كبارها وصغارها , كل هذا بسبب أنك قمت ببرنامج دعوي وتعليمي لعباد الله , يا الله ما أعظم هذه الفضائل ولكن أين المتنافسون والباحثون عن المعالي ؟
8. أنها سبب للفوز بدعوة النبي صلى الله عليه وسلم القائل : ( نضر الله امرءا سمع منا حديثا فحفظه حتى يبلغه غيره ) [صحيح الجامع 6763 ].
قال ابن القيم رحمه الله تعالى : فمن قام بهذه المراتب الأربع دخل تحت هذه الدعوة النبوية المتضمنة لجمال الظاهر والباطن .
9. أنها سبب لإنقاذ الناس من النار، قال صلى الله عليه وسلم : ( مثلي كمثل رجل استوقد نارا فلما أضاءت ما حولها جعل الفراش و هذه الدواب التي يقعن في النار يقعن فيها و جعل يحجزهن و يغلبنه فيقتحمن فيها فذلك مثلي و مثلكم أنا آخذ بحجزكم عن النار : هلم عن النار هلم عن النار فتغلبوني فتقتحمون فيها ) . [ رواه مسلم : 4234 ).
10. أنها من أكبر أسباب زيادة الحسنات , كما قال صلى الله عليه وسلم : ( من سن في الإسلام سنة حسنة فله أجرها و أجر من عمل بها من بعده من غير أن ينقص من أجورهم شيء ) . [رواه مسلم 4830 . ].
وعن أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ أَنَّ رَسُولَ الله صلى الله عليه وسلم قَالَ:«مَنْ دَعَا إِلَى هُدىً كَانَ لَـهُ مِنَ الأَجْرِ مِثْلُ أُجُورِ مَنْ تَبِعَهُ،لاَ يَنْقُصُ ذَلِكَ مِنْ أُجُورِهِمْ شَيْئاً،وَمَنْ دَعَا إِلَى ضَلاَلَةٍ،كَانَ عَلَيْهِ مِنَ الإِثْمِ مِثْلُ آثَامِ مَنْ تَبِعَهُ لاَ يَنْقُصُ ذَلِكَ مِنْ آثَامِهِمْ شَيْئاً».أخرجه مسلم