إذا كان لا بد من الفراق

إدارة المنتدى العمر : 47

كبشر نتعامل مع غيرنا من البشر في إطار علاقات عديدة و متعددة.. بعضها دائم كعلاقات القربى و الأخر قد يدوم.و قد لا يدوم لسبب او لأخر
ما يهمنا هنا هو العلاقات البشرية ذات الطابع المؤقت و القابلة للأستدامة مثل الصداقة و الزمالة و الحب و الرفقة..إلخ
جميلة هي العلاقات البشرية.. و من الممتع و الرائع أن تدوم الصداقة عمراً.. أن يعيش الحب حتى نهاية عمر الحبيبين.. و غيرها كثير.. لكن لنخلص للواقعية, فنقول إن كثيراً مما سبق لايدوم..
قد يتخالف الصديقان.. قد يتشاجر الزملاء..قد ينتهي الحب بالخيانة أو الغيرة.. قد يدفع سوء الفهم أي علاقة بشرية نحو صخور النهاية..
هذا أمر مؤسف..لكنه يحدث.. و قد يحدث إنقطاع تعود بعده الأمور لمجاريها.. و قد لا يحدث..
أحد أسباب عدم إلتحام ماقطع هو أننا ننسى حسنات الأخر.. و لسبب ما نتذكر عيوبه..خاصة إن إنتهى الأمر على غير هوانا..او إن أحسسنا بظلم ما..
الأسواء هو حين نخطيء فنأخذ في ذكر عيوب الصديق السابق.. أو نروي ما إئتمننا عليه حبيب مضي مع الريح على مسامع الغير.. او نروج شائعات عن الزميل السابق .. أو نطعن في رفيق درب..
لما لا يمكننا أن نتمنى للغير الخير.؟؟.
إن لم نتمتع بالخلق الحسن.. فلنكن عقلاء على أقل تقدير.. لأنه لا ربح وراء " كسب عدو".. مع أن الجملة تقول "كسب" أي نال و ظفر و ربح..لكن أي ربح من وراء إضافة عدو؟؟
ليت هذا هو الأسواء في الموضوع .. قد نكون نحن بدورنا قد وضعنا بين يدي ذلك الشخص ترسانة من الأسرار و القصص التي ستسبب لنا الضرر إذا ما إستخدمها بعد أن يصك مسامعه ما رددنا خلفه.. فكما وثق الغير بك..فإنك - عزيزي القاريء- قد وثقت به أيضاً.. و ربما بالغت في ثقتك به.. فأعطيته مفاتيح دمار حياتك الأجتماعية أو المهنية..
أليس من الأفضل الأبقاء على العلاقات البشرية الحسنة قائمة و حية؟؟
و إذا كان لا بد من الفراق..فلنفترق بإحترام متبادل..ويذكرني هذا بمعني كلمة "سايونارا" اليابانية..و معناها "إذا" و ذلك في إختصار لعبارة : "إذا كان لابد من الفراق فنفترق"..
و إن لم يكن لا هذا و لا ذاك.. فليكن لدينا من حسن الأدراك و الحصافة مايجعلنا نحافظ على أنفسنا من ثورة من إغتبنا.. و لنصن نفسنا من ألسنتنا قبل ألسنة الغير