من أعظم الابتلاءات التي يبتليها الله تعالى لعباده هو موت الأولاد في أثناء حياة الآباء , وهذا الابتلاء العظيم مر به النبي صلى الله عليه وسلم ستة مرات , فقد مات له صلى الله عليه وسلم أثناء حياته ستة من الأبناء , ثلاثة من الذكور وثلاثة من الإناث , فمن يطيق من البشر هذا الابتلاء العظيم إلا حبيبنا صلى الله عليه وسلم , فعلى قدر الابتلاء يعطي الله تعالى الدرجة.
و أبناء الرسول صلى الله عليه وسلم الذين توفاهم الله تعالى في حياته هم:
القاسم : وهو أول أولاده من زوجته خديجة بنت خويلد , ولد له قبل النبوة ومات بعد أن بلغ سنًا تمكنه من المشي. غير أن رضاعته لم تكن قد اكتملت. ويُقال أنه توفي سنة 605م قبل أن يتم عامه الثاني.
إبراهيم: وتوفي بعد سبعين يوماً من مولده.
عبد الله : ويلقب بالطيب والطاهر، وقد مات صغيراً.
وأما بناته صلى الله عليه وسلم الذين توفاهن الله تعالى في حياته فهن:
زينب: وهي أكبر بناته، أدركت الإسلام وأسلمت ثم أسلم زوجها وهو ابن خالتها أبو العاص لقيط الربيع.
رقيّة: وزوجها عثمان بن عفان رضي الله عنهما.
أم كلثوم: تزوجها عثمان أيضاً بعد وفاة أختها رقية.
أما فاطمة الزهراء: وزوجها علي بن أبي طالب رضي الله عنهما , فهي الوحيدة من أولاده صلى الله عليه وسلم التي ماتت بعده بستة أشهر .
وكل أولاده صلى الله عليه وسلم من خديجة رضي الله عنها، إلا إبراهيم فإنه من مارية القبطية. وأولاده كلهم ولدوا قبل النبوة، إلا فاطمة فبعد النبوة بسنة، وإلا إبراهيم، فإنه ولد في السنة الثامنة من الهجرة.
وقد يسأل سائل لماذا لم يعيش لرسول صلى الله عليه وسلم ذكورا بعد وفاته؟
والسبب هو :
إن ابن النبي لا بد وان يكون نبيا ولو عاش ولد من أبنائه صلى الله عليه وسلم لكان نبيا بعده ولو كان نبيا بعده ما كان هو صلى الله عليه وسلم خاتم الأنبياء والمرسلين إنها حكمه الرب سبحانه وتعالى البالغة ودقته عز ثناؤه المتناهية في العظمة وسمو الرفعة في التقدير ولذا قرر القرآن العظيم هذه الحكمة وأجاب على المستفسرين وردع الشامتين بقول الحق عز وجل:
( إنا أعطيناك الكوثر ، فصل لربك وانحر، إن شانئك هو الأبتر) صدق الله العظيم
والمعنى: أي كيف تكون الأبتر وقد رفع الله تعالى لك ذكرك يا رسول الله في الأذان والإقامة والصلاة وكيف أبتر وقد أعطيتك الكوثر وهو نهر في الجنة والقرآن وهو معجزتك الخالدة ؟ لا يا رسول الله أنت خاتم الأنبياء والمرسلين وقد بين القرآن العظيم هذه الحكمة البالغة أنه صلى الله عليه وسلم لم يوجد ليكون أبا لأحد من الرجال وإنما ليكون خاتم النبيين.
قال تعالى( ما كان محمد أبا احد من رجالكم ولكن رسول الله وخاتم النبيين)سوره الأحزاب 40
إن الأبتر الحقيقي هو الذي يضايقك بهذا القول لأنه لن ينفعه أولاده ولا أمواله وليس له بعد موته إلا الخلود في العذاب الأليم ( إن شانئك هو الأبتر ) إن الذي يغضبك بهذا القول هو المقطوع الذكرى حيث لا عمل صالح له ولا قيمه ولا رجاء ومصيره جهنم وبئس المهاد.
المؤلف طبيب بيطري/ أحمد علي محمد علي مرسي
الشهير بـ / أبو إسلام أحمد بن علي