** الأخبار الواردة في فضيلة الصبر** : إن الذي يمعن النظر في السنة الصحيحة يجد أن السنة الصحيحة طافحةٌ بما يدل على فضيلة الصبر منها ما يلي : (حديث أم سلمة الثابت في صحيح مسلم ) أن النبي صل الله عليه وسلم قال : إذا حضرتم المريض أو الميت فقولوا خيرا فإن الملائكة يؤمنون على ما تقولون قالت فلما مات أبو سلمة أتيت النبي صل الله عليه وسلم فقلت يا رسول الله إن أبا سلمة قد مات قال قولي اللهم اغفر لي وله وأعقبني منه عقبى حسنة قالت فقلت فأعقبني الله من هو خير لي منه محمدا صل الله عليه وسلم .
(حديث أبي هريرة رضي الله عنه الثابت في الصحيحين) أن النبي صل الله عليه وسلم قال : من يرد الله به خيرا يصب منه .
(حديث ابن مسعود الثابت في الصحيحين) قال : دخلت على رسول الله صل الله عليه وسلم وهو يوعك فمسسته بيدي فقلت يا رسول الله إنك لتوعك وعكا شديدا فقال رسول الله صل الله عليه وسلم أجل إني أوعك كما يوعك رجلان منكم قال فقلت ذلك أن لك أجرين فقال رسول الله صل الله عليه وسلم أجل ثم قال رسول الله صل الله عليه وسلم ما من مسلم يصيبه أذى من مرض فما سواه إلا حط الله به صل الله عليه وسلم سيئاته كما تحط الشجرة ورقها.
( حديث سعد ابن أبي وقاص رضي الله عنه الثابت في صحيح البخاري ) أن النبي صل الله عليه وسلم قال : أشد الناس بلاء الأنبياء ثم الأمثل فالأمثل يبتلى الرجل على حسب دينه فإن كان في دينه صلبا اشتد بلاؤه و إن كان في دينه رقة ابتلي على قدر دينه فما يبرح البلاء بالعبد حتى يتركه يمشي على الأرض و ما عليه خطيئة .( حديث أنس رضي الله عنه الثابت في صحيح الترمذي ) أن النبي صل الله عليه وسلم قال : إن عظم الجزاء مع عظم البلاء و إن الله تعالى إذا أحب قوما ابتلاهم فمن رضي فله الرضا و من سخط فله السخط .(حديث أبي هريرة رضي الله عنه الثابت في الصحيحين) أن النبي صل الله عليه وسلم قال : مثل المؤمن كمثل خامة الزرع من حيث أتتها الريح كفأتها فإذا سكنت اعتدلت و كذلك المؤمن يكفأ بالبلاء و مثل الفاجر كالأرزة صماء معتدلة حتى يقصمها الله تعالى إذا شاء .
[*]
أخرج الحافظ أبو نعيم ٍ في حلية الأولياء عن الفضيل بن عياض قال :لا يبلغ العبد حقيقة الإيمان حتى يعد البلاء نعمة والرخاء مصيبة وحتى لا يبالي من أكل الدنيا، وحتى لا يحب أن يحمد على عبادة الله عز وجل. (حديث صهيب ابن سنان الثابت في صحيح مسلم ) أن النبي صل الله عليه وسلم قال : عجبا لأمر المؤمن إن أمره كله له خير و ليس ذلك لأحد إلا للمؤمن إن أصابته سراء شكر و كان خيرا له و إن أصابته ضراء صبر فكان خيرا له .
( حديث أنس رضي الله عنه الثابت في صحيح الجامع ) أن النبي صل الله عليه وسلم قال :عجبت للمؤمن إن الله تعالى لم يقض له قضاء إلا كان خيرا له . ( حديث أنس رضي الله عنه الثابت في صحيح الجامع ) أن النبي صل الله عليه وسلم قال : النصر مع الصبر و الفرج مع الكرب: و إن مع العسر يسرا . (حديث أنس الثابت في صحيح البخاري) أن النبي صل الله عليه وسلم قال : قال الله تعالى : إذا ابتليت عبدي بحبيبتيه - يريد بعينيه - ثم صبر عوضته منهما الجنة .
(حديث أبي هريرة رضي الله عنه الثابت في صحيح البخاري) أن النبي صل الله عليه وسلم قال : قال الله تعالى : ما لعبدي المؤمن عندي جزاءٌ إذا قبضتُ صفيَّه من أهل الدنيا ثم احتسبه إلا الجنة .
(حديث أبي قتادة الثابت في الصحيحين) أن النبي صل الله عليه وسلم قال : إذا مرض العبد أو سافر كتب الله له ما كان يعمله وهو صحيح مقيم ) ( حديث خبَّاب بن الأرتِّ رضي الله عنه الثابت في صحيح البخاري ) قال: شكونا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، وهو متوسِّد بردة له في ظل الكعبة، فقلنا: ألا تستنصر لنا، ألا تدعو لنا؟ فقال: (قد كان من قبلكم، يؤخذ الرجل فيحفر له في الأرض، فيجعل فيها، فيجاء بالمنشار فيوضع على رأسه فيجعل نصفين، ويمشط بأمشاط الحديد ما دون لحمه وعظمه، فما يصده ذلك عن دينه، والله ليتمَّنَّ هذا الأمر، حتى يسير الراكب من صنعاء إلى حضرموت، لا يخاف إلا الله، والذئب على غنمه، ولكنكم تستعجلون). (حديث عطاء ابن أبي رباح في الصحيحين) قال : قال لي ابن عباس رضيَ الله عنهما ألا أُريك امرأةً من أهل الجنة ؟ قلتُ بلى ، قال هذه المرأةُ السوداء ، أتت النبي صل الله عليه وسلم فقالت إني أُصرع وإني أتكشف فادعُ الله لي . قال إن شئتِ صبرتِ ولكِ الجنة وإن شئتِ دعوتُ الله أن يُعافيكِ فقالت أصبر ، فقالت إني أتكشف فادعُ الله لي ألا أتكشف فدعا لها . ( حديث أبي موسى الأشعري رضي الله عنه الثابت في صحيح مسلم ) أن النبي صل الله عليه وسلم قال : الطهور شطر الإيمان والحمد لله تملأ الميزان وسبحان الله والحمد لله تملآن أو تملأ ما بين السماوات والأرض والصلاة نور والصدقة برهان والصبر ضياء والقرآن حجة لك أوعليك كل الناس يغدو فبايع نفسه فمعتقها أو مُوبِقها .(حديث أنس الثابت في الصحيحين)مر النبي صل الله عليه وسلم بامرأة تبكي عند قبر فقال : اتقي الله واصبري فقالت إليك عني فإنك لم تُصب بمصيبتي ولم تعرفه ، فقيل لها إنه النبي صل الله عليه وسلم فأتت النبي صل الله عليه وسلم فلم تجد عنده بوابين فقالت لم أعرفك فقال إنما الصبر عند الصدمة الأولى .
(حديث أم سلمة الثابت في صحيح مسلم ) أن النبي صل الله عليه وسلم قال : ما من عبد تصيبه مصيبة فيقول !< إنا لله وإنا إليه راجعون >! اللهم أجرني في مصيبتي وأخلف لي خيرا منها إلا أجره الله في مصيبته وأخلف له خيرا منها قالت فلما توفي أبو سلمة قلت كما أمرني رسول الله صل الله عليه وسلم فأخلف الله لي خيرا منه رسول الله صل الله عليه وسلم
(حديث أبي موسى الثابت في صحيح الترمذي ) أن النبي صل الله عليه وسلم قال :إذا مات ولد العبد قال الله تعالى لملائكته : قبضتم ولد عبدي ؟ فيقولون : نعم فيقول : قبضتم ثمرة فؤاده ؟ فيقولون : نعم فيقول : ماذا قال عبدي ؟ فيقولون :حمدك و استرجع فيقول الله تعالى : ابنوا لعبدي بيتا في الجنة و سموه بيت الحمد .
(حديث أبي ثعلبة الخُشَنِّي رضي الله عنه الثابت في السلسلة الصحيحة ) أن النبي صل الله عليه وسلم قال :إن من ورائكم أيام الصبر ، للمتمسك فيهن يومئذ بما أنتم عليه أجر خمسين منكم . قالوا: يا نبي الله ! أو منهم ؟ قال: بل منكم . ** أيام الصبر هي أيام الابتلاء في الدين والشهوات المستعرة والشبهات المستحكمة ومع ذلك المرء صابر لدينه. فسماها أيام الصبر لأنه لا يستعمل فيها إلا الصبر ولا حلّ إلا الصبر والصبر هو القائد وهو الملاذ والحصن الحصين ، الذي من دخله عُصِم.. ( حديث ابن مسعود رضي الله عنه الثابت في صحيح الجامع ) أن النبي صل الله عليه وسلم قال : إن من ورائكم زمان صبر للمتمسك فيه أجر خمسين شهيدا منكم