مولده ونشأته
ولد الامام الرفاعي رضي الله عنه في النصف الاول من شهر رجب سنة 512هـ في قرية (حسن) من أعمال واسط محاذية لأم عبيدة بالبطائح , في زمن الخليفة المسترشد بالله العباسي .
ونشأ في حجر خاله الشيخ منصور فأدبه وهذبه . وذلك أن الشيخ منصور رأى في الرؤيا النبي صلى الله عليه وءاله وسلم يقول له : " بعد أربعين يوماً تحمل أختك ولداً يكون سيد الأولياء كما أني سيد الأنبياء " .
فنشأ على الخير والبر والتقوى في حجر خاله ، ثم دفعه إلى العلامة المقريء الحجة الشيخ علي ابوالفضل الواسطي قدس الله سره بإشارة من النبي صلى الله عليه وءاله وسلم ، فتخرج على يديه .
نسبه من جهة أبيه
هو السيد أحمد محي الدين أبو العباس الرفاعي ابن السيد أبي الحسن علي دفين بغداد ابن السيد يحيى نقيب البصرة أبي أحمد المهاجر من المغرب ابن السيد أبي حازم ثابت بن السيد علي الحازم أبي فراس ابن السيد أبي علي أحمد المرتضى ابن السيد علي أبي الفضائل ابن السيد الحسن الأصغر رفاعة الهاشمي المكي نزيل بادية إشبيلية بالمغرب ـ وإليه نسبة ءال الرفاعي ـ ابن السيد أبي رفاعة المهدي ابن السيد أبي القاسم محمد ابن السيد الحسن أبي موسى رئيس بغداد نزيل مكة ابن السيد الحسين عبد الرحمن الرضى المحدث ابن السيد أحمد الصالح ويقال له الأكبرابن السيد موسى الثاني ويقال له أبو يحيى وأبو سبحة ابن الأمير الجليل السيد أبي محمد إبراهيم المرتضى ابن السيد الإمام موسى الكاظم ابن السيد الإمام جعفر الصادق ابن السيد الإمام محمد الباقر ابن السيد الإمام علي زين العابدين ابن السيد الإمام أبي عبد الله الحسين الشهيد بكربلاء ابن السيد الإمام أمير المؤمنين أسد الله الغالب سيدنا علي ابن أبي طالب .
وأم سيدنا الحسين سيدة نساء العالمين وبضعة سيد المرسلين سيدتنا فاطمة الزهراء النبوية بنت سيد الخلق وحبيب الحق نور عيوننا وقلوبنا كشاف مدلهماتنا وكروبنا ، روح الأرواح بحر المعارف الذي تفجرت منه بحور العرفان ، مولى العوالم سيدنا محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم وعلى آله وأصحابه وتابعيه إلى يوم الدين .. آمين .
هذا نسب سيدنا السيد أحمد على الوجه الأصح .
أما نسبه من جهة أمه كما صححه الثقات :
الحسيبة المعمرة الزاهدة العابدة الصالحة أم الفضل فاطمة الأنصارية أخت الباز الأشهب والترياق المجرب الإمام العارف بالله صاحب وقته ذي الكأس النوراني والفتح الصمداني شيخ الطوائف منصور الزاهد البطائحي الرباني لأبويه ؛ وأبوهما العارف الكبير الشيخ يحيى النجاري ابن الشيخ موسى أبي سعيد ابن الشيخ كامل ابن الشيخ يحيى الكبير ابن الإمام الصوفي الشهير محمد أبي بكر الواسطي ابن موسى بن محمد بن منصور بن خالد بن زيد بن متى وهو أيوب بن خالد أبي أيوب بن زيد الأنصاري النجاري الصحابي الجليل رضي الله عنه وعن أصحاب رسول الله أجمعيـن .
صفاته الخلقية
كان السيد أحمد الرفاعي أسمر اللون ، متوسط القد , نيّر الوجه ، شعره أسود، وفي صدره شعر أسود، خفيف العارضين ، وسيع الجبهة, مدور الوجه، حسن المبسم .
كان رضي الله عنه يلبس قميصاً أبيض ورداءً أبيض ، وخفاً من صوف أبيض ، ويضع العمامة السوداء ، ذا هيبة عظيمة ، لا يتمكن جليسه من إباحة النظر إليه مع رفقه وظرافة طبعه وخلقه وشيمته.
علمه وسنده
قرأ القرءان الكريم حفظاً عن المقريء الشيخ عبد السميع الحربوني, ثم تولى تربيته علي أبو الفضل الواسطي قدس الله سره . فبرع في العلوم النقلية والعقلية .
وفي العشرين من عمره أجازه الشيخ الواسطي إجازة عامة بجميع علوم الشريعة والطريقة , وألبسه خرقته المباركة , وكان يلازم درس الشيخ أبي بكر الواسطي , وتبحر في العلوم الشرعية وتفقه على يد خاله الشيخ منصور البطائحي واجازه رضي الله عنهما .
وقبل وفاة خاله الشيخ منصور عهد إليه بمشيخة شيخ الشيوخ ومشيخة الأروقة المباركة المنسوبة إليه فتصدر على سجادة الارشاد.
كان رضي الله عنه فقيهاً عالماً مقرئاً مجوداً محدثاً مفسراً متمكناً في الدين وتفقه على مذهب الامام الشافعي رضي الله عنهم أجمعين ، وبلغ مرتبة الإجتهاد المطلق .
سنده في الطريقة
لبس السيد أحمد الرفاعي رضي الله عنه الخرقة الشريفة من يد :
الشيخ علي أبي الفضل الواسطي
وهو لبسها من يد شيخه أبي الفضل ابن كافح الواسطي
وهو لبسها من الشيخ غلام بن تركان
وهو من الشيخ أبي علي الروذبادي
من الشيخ أبي بكر الشبلي
وهو من شيخ الطائفة الشيخ أبي القاسم الجنيد البغدادي
وهو من خاله الشيخ السري السقطي
وهو من الشيخ أبي محفوظ معروف الكرخي
وهو من الشيخ داود الطائي
وهو من الشيخ حبيب العجمي
وهو من الشيخ الحسن البصري
وهو من مولانا الإمام علي ابن ابي طالب كرم الله وجهه
وهو عن سيد الأنام خاتم الانبياء الكرام سيدنا محمد صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه القادات العظام
وله سند آخر عن شيخه وخاله الشيخ منصور الرباني البطائحي
عن أخيه الشيخ أبي محمد الشنبكي
عن القطب أبي بكر الهواري
عن خليفة رسول الله صلى الله عليه وءاله وسلم أبي بكر الصديق ( بالطريق الأويسي )
وله غير هذه الأسانيد أيضاً
وفاته
مرض السيد أحمد رضي الله عنه مرضاً شديداً وكان ذلك في بطنه ، ومكث فيه شهراً مما أدى إلى وفاته ، دامت بركته ، وذلك يوم الخميس ثاني عشر جمادى الأولى سنة خمسمائة وثمانية وسبعين عن ست وستين سنة ، وكان يوماً مشهوداً .
وكان آخر كلامه : أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن سيدنا محمداً عبده ورسوله .
دفن في ( أم عبيدة ) في العراق ، في قبة جده الشيخ يحيى النجاري . رحمه الله تعالى رحمة واسعة ، وجزاه الله خير ما جزى أولياءه وأحبابه