أبو سفيان بن الحارث بن عبد المطلب الهاشمي رضي الله عنه
وهو أخو الرسول صلى الله عليه وآله وسلم من الرضاعة، أرضعته حليمة السعدية، قال ابن المبارك وغيره اسمه: المغيرة، وقيل اسمه كنيته والمغيرة أخوه وكان ممن يشبه رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وكان أبو سفيان ممن يؤذي النبي صلى الله عليه وآله وسلم ويهجوه ويؤذي المسلمين، والى ذلك أشار حسّان بن ثابت في قصيدته المشهورة:
هـجـوتَ مــحـمـداً فـأجـبــتُ عــنـــه
وعــنـــد اللــه فــــي ذلـك الجــــــزاء
ويُقال ان علياً علّمه لما جاء ليسلم أن يأتي النبي صلى الله عليه وآله وسلم من قِبَل وجهه فيقول:
?قالوا تالله لقد ءاثرك الله علينا? (1)، ففعل فأجابه ?لا تثريب عليكم? (2) فأنشده أبوسفيان:
لـعـمـرك انــــي يــــوم أحــمــل رايــة
لتـغـلـب خــيـلُ اللاتِ خـيـل مـحــمـد
فكــالمــدلــج الحـيـران أظـلـم لــيــلــه
فـهـذا أواني حـيـن أهــدى فــأهــتــدي
أسلم أبو سفيان في الفتح، لقي النبي صلى الله عليه وآله وسلم وهو متوجه الى مكة فأسلم وشهد حنيناً، فكان ممن ثبت مع النبي صلى الله عليه وآله وسلم، وأخرج مسلم عن العباس في قصة حنين قال: »فطفق النبي صلى الله عليه وآله وسلم يركض بغلته نحو الكفار وأنا آخذ بلجامها أَكُفّها وأبو سفيان بن الحارث آخذ بركابه فقال: يا عباس: ناد: يا أصحاب الشجرة« الحديث.
عن البراء رضي الله عنه وجاءه رجل فقال: »يا أبا عمارة أتوليت يوم حنين. فقال أما أنا فأشهد على النبي صلى الله عليه وآله وسلم أنه لم يول، ولكن عجل سرعان القوم فرشقتهم هوازن، وأبو سفيان بن الحارث آخذ برأس بغلته البيضاء يقول: »أنا النبي لا كذب أنا ابن عبد المطلب«(3).
وكان أبو سفيان بن الحارث ينشد يوم حنين ويقول:
ان ابـن عــم المـــرء مــن أعــمــــامـــه
بــنـي أبــيــه قـــوة مـــن قــدامـــــــه
فــان هـــذا اليــوم مـــــن أيــــامـــــه
يقاتـل الحــرامــــي عــن احــــرامــــه
يــقــاتــل المسلــم عــن اســلامـــه
وأخرجه الدارقطني في كتاب »الأخوة«.
وعن أبي حَبّة البدري رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: »أبو سفيان بن الحارث(4) خير أهلي«(5).
أخرج الحاكم عن عروة بن الزبير قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: »أبو سفيان بن الحارث سيد فتيان أهل الجنة«(6) قال حلقه الحلاّق بمنى وفي رأسه ثؤلول فقطعه فمات فيرون أنه مات شهيداً. وقالوا: مات في خلافة عمر فصلى عليه ويقال سنة عشرين. ذكره الدارقطني في كتاب »الاخوة«.
الهوامش:
(1) سورة يوسف الآية »91«.
(2) سورة يوسف الآية »92«.
(3) أخرجه البخاري(4315)، ومسلم (1776)، والترمذي (1688)، وقال: هذا حديث حسن صحيح، والطيالسي (707)، وابن سعد في الطبقات (35/1/4)، وأخرج الحاكم نحو هذا الحديث من حديث العباس رضي الله عنه (255/3) وفي آخره: وأبو سفيان بن الحارث لا يألو أن يسرع نحو المشركين. قال الحاكم: صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه ووافقه الذهبي.
(4) اسناده حسن: أخرجه الحاكم في المستدرك (255/3) وقال: صحيح على شرط مسلم ولم يخرجاه، وسكت عنه الذهبي.
(5) وهناك رواية بلفظ »من خير أهلي« وهي توافق سائر الأدلة.
(6) قال الحافظ ابن حجر في الاصابة في ترجمة »أبي سفيان بن الحارث« مرسل رجاله ثقات وضعفه الألباني في »السلسلة الضعيفة« رقم (1734)، وضعيف الجامع رقم (60).