admin
| موضوع: همت به و هم بها فاعلم الأربعاء مايو 05, 2010 7:38 am | |
| الحمدُ للإلهِ ذي الجـلالِ وشـارِعِ الحـرامِ و الحلالِ ثمَّ صلاة ُاللهِ مَـعْ سـلامِي عـلى النَّبي المُصطفى التِّهامِي محمدِ الهادي مـن لضَّلال وأفضلِ الصَّحبِ وخيرِ آل ، أما بعد : جاء في القرآن الكريم أن الله سبحانه و تعالى قال : ( و لقد همت به وهم بها لولا أن رءا برهان ربه) "يوسف :24" . ولقد اختلف العلماء في تفسير هذه الآية , وللأسف فإن بعض العلماء قاموا بتفسير هذه الآية بتفسير خاطئ وقالوا أن النبي الكريم تحركت فيه مشاعر الشهوة - والعياذ بالله - . لذا أحببت أن أعرض تفسير الشيخ محمد متولي الشعراوي- رحمه الله - لهذه الآية التي أعتقد أنها الصواب,قال رحمه الله تعالى و أسكنه فسيح جناته : الهم : هو حديث النفس بالشيء قد يفعل الإنسان أو لا يفعل , و العبارة هنا جاءت في أمر المراودة , هي راودته وهو ممتنع . إذن فهناك مفاعلة : اثنان يتصارعان على شيء , أحدهما امرأة العزيز : ( همت به ). و الطرف الآخر وهو يوسف (وهم بها). النظرة السطحية تقول بأن هناك مساواة . هو حدثته نفسه بالفعل وهي حدثتها نفسها بالفعل , ولكن النص لم يقف عند هذه العبارة , فقد قال بالنسبة لامرأة العزيز : (ولقد همت به ) . أي : حدثتها نفسها أنها تريده , و عندما تكلم الحق سبحانه عن يوسف قال : ( و هم بها لولا أن رءا برهان ربه ) . لو حللنا هذه العبارة تكون : ولقد همت به , و لولا أن رأى برهان ربه لهم بها , و لولا حرف امتناع للوجود . تقول : لولا زيد عندك لأتيتك , فأنا لم آتك لوجود زيد عندك , بالنسبة ليوسف نقول : لولا أن رأى برهان ربه لهم بها , لولا معناها : أنه لم يهم بها , والامتناع حدث لأنه رأى برهان ربه ، فكأن العبارة : لقد همت به ، ولولا أن رأى برهان ربه لهم بها ولكنه رأى برهان ربه فلم يهم بها وتنتهي المسألة . هي همت به وهو فوجئ بأن سيدته هي التي طلبت منه ولكنه لم يهم بها ، ولو أن الله سبحانه قال : لقد همت به ولم يهم بها ، لقلنا أمر طبيعي حدث كأن انفتح الباب و دخل الناس . و لكن الله أراد أن نعرف أنه لولا برهان ربه لهم بها ، ولكن البرهان جعله لم يهم فليس هناك نقص في رجولته ، ولكن هناك إيمانا ورعاية من الله . و عدم الهم ليس راجعا إلى عدم الرجولة وإنما إلى عصمة الله . إذن فبرهان الله سبحانه و تعالى سابق على الهم ، لأنه لو هم ولم يفعل نقول : إن البرهان أتى بعد الهم ، و لكن برهان ربه كان في نفسه . و لقد قال بعض المفسرين : إنه هم بها وجلس بين شعبها الأربع ولم يرجع إلا عندما تمثل له أبوه وقال له هذه معصية . ونقول : أن احتجاجهم بأن الله تبارك و تعالى قال: (و لقد همت به وهم بها ) ولم يقل و لقد همت به ولم يهم بها هو من باب العبث . فإن الله سبحانه و تعالى يريد أن يثبت فحولة يوسف , وأنه لم يمتنع عنها لأنه لايقدر أو لأنه ضعيف , ولذلك قال الله تعالى : ( ولقد همت به وهم بها ) . أي أن يوسف كامل الرجولة يمكن أن يهم بها ، ولكن الذي جعله لا يهم بها أن برهان ربه بداخله , وهذا البرهان هو الذي جعله لا يهم بها . وإذا نظرت إلى القصة تجد أبطالها امرأة العزيز ويوسف و النسوة اللاتي دعتهن عندما لمنها و الشاهد الذي شهد أنها هي التي راودته و العزيز نفسه كل هؤلاء شهدوا أن يوسف لم يفعل شيء . قال الله تبارك وتعالى : ( كذلك لنصرف عنه السوء و الفحشاء) , و الفحشاء هي الزنا , فما هو السوء ؟ السوء هو المرحلة التي تسبق الفحشاء , وهي فكرة الهم وما يصاحبها . إذن فامرأة العزيز راودته عن نفسها , و بمجرد أن راودته أسرع إلى الباب فجرت خلفه لعلها تسبقه و تمنعه من فتح باب الحجرة ، وفي ذلك يقول الله سبحانه وتعالى : ( واستبقا الباب و قدت قميصه من دبر ) إذن فالمسألة خرجت من المراودة إلى المنازعة , فهي من سعار ما هي فيه تريد أن تقتله , و هو يريد أن ينجو بنفسه . فالله سبحانه وتعالى صرف السوء عن يوسف , ولم يجعلها تقتله ولم يجعله يقتلها حتى لا يقال دفاعا عن النفس , ويقول بعض العلماء : إن قول الله تعالى: ( ولقد همت به وهم بها ) . أي همت به لتقتله وهم بها ليقتلها , لولا أن رأى برهان ربه . وقوله تعالى : ( إنه من عبادنا المخلصين ) . تدل على أن الشيطان لم يكن يستطيع إغواء يوسف على المعصية , لأنه لا سلطان له على عبادالله المخلصين كما يقص علينا القرآن الكريم : ( إلا عبادك منهم المخلصين ) " ص:83" . انتهى . وصلى الله على سيدنا وحبيبنا رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه والحمدلله رب العالمبن وهذا مقطع للامام محمد متولى الشعراوى لتفسير الاية رابط به اكثر من سيرفر للتحميل : حمل من هنا | |
|
الناظر عضو شرف
العمر : 55
| موضوع: رد: همت به و هم بها فاعلم الخميس يونيو 03, 2010 1:57 am | |
| | |
|
ابو منار مراقب
العمر : 49
| موضوع: رد: همت به و هم بها فاعلم الأحد مايو 22, 2011 2:24 pm | |
| اخى العزيز اخى القاضل تسلم ايدك على الطرح الرائع يعطيك العافيه جزاك الله خـــــــــــير | |
|
النقشبندى إدارة المنتدى
العمر : 47
| موضوع: رد: همت به و هم بها فاعلم السبت فبراير 23, 2013 11:32 am | |
| | |
|