أهل البيت ....ما البيت ؟ ومن الأهل؟

مشرف العمر : 50

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

سادتي الكرام ،لقد سعدت جدا ،وأنا أقرأ في منتدى السفينة المباركة ،ما يكتب ،عن أهل البيت سلام الله عليهم ورحمته وبركاته أجمعين ..
ووجدت أن الرأي كله ينصب على تعريف الأهل فقط ، من هم الأهل وهل نأخذ بالتعريف السني الموسع للأهل ،حيث يشمل أمهات المؤمنين زوجات النبي صلى الله عليه وآله وسلم, أم نأخذ بالتعريف الشيعي المضيق لمفهوم الأهل ، والذي يخرج أمهات المؤمنين عليهن السلام ، من الأهل..........
والخلاف الأزلي...
سيدنا الصديق وإبنته (أمنا السيدة عائشة)...
وسيدنا الفاروق وإبنته (أمنا السيدة حفصة) رضي الله عنهم ،في جهة.....
وسيدنا الإمام علي كرم الله وجهه ورضي الله عنه،في جهة أخرى...وهل هما في منزلة (أمنا السيدة الزهراء) رضي الله عنها.......؟؟؟
أحسست هذا وأنا أقرأ بعض كلام البعض...كل يحركه مذهب او يتأثر بقول أهل مذهب...
ولكن :
نحن هنا أمام آية قرآنية من كلام الله ..
وكلام الله قديم.....وعقولنا محدثة..
والعقل لا يعقل إلا المعقولات..من (عقل البعير)..
فيجب الإعتراف أولا بمحدودية العقل حين يقف أمام كلام الله ..
فنقول....عقلت (من ) القرآن كذا...أو فهمت على قدر ما أقدر الله عقلي أن يفهم من كلامه الواسع المحيط الكبير كذا....
فإذا سلمنا بالعجز وهو منتهى حقيقتنا..بلا أدنى شك ولا يخالطه أي تواضع (فكيف يتواضع من هو أصلا وضيع؟؟)..
فيجب أن لا يغتر العقل ويقول ...ان القران قد يسره الله تعالى بحروف العربية التي تسمعها الأذان وتنطق بها الألسن وتراها الأعين،......ويغتر بذلك فيحاول حصر مراد الله بكلامه بمحدودية عقله وفهمه...ويظن أنه قد أحاط بما لا يحاط به..فيصغر كبيرا ويجسد محيطا ويضيق واسعا...هذا الإنسان الجرم الصغير المخلوق من نطفة..الذي لن يخرق الأرض ولن يبلغ الجبال طولا..
فيجب أن ننتبه حين نتدبر القران ، فلا نقول (هذا مراد الله من قوله كذا في آية كذا )..فالله أعلم بمراده ..ولكن يمكن أن يقول العبد هذا ما رزقني الله تعالى من فهم .. في قوله كذا..أو هذا ما رزق الله تعالى سيدنا فلان ..من أهل التفسير والعلم ..من.. فهم ..في مراد الله من قوله كذا...
ثم بعد ذلك وجدت نفسي أتساءل ماذا يمكن أن يفهم العقل ؟وكل العقول من كلمة... ((أهل البيت))...في الآية الكريمة؟؟
وتذكرت كلام الشيخ أبوطالب المكي رضي الله تعالى عنه في كتاب قوت القلوب...وكيف يتلى القرآن الكريم وكيف يفهم.. ،..
فيقول الشيخ....(( وكان الحسن يقول :والله ما أصبح عبد يتلو هذا القران يؤمن به إلا كثر حزنه،وقل فرحه،وكثر بكاؤه،وقل ضحكه،وكبر نصبه وشغله، وقلت راحته وبطالته...)) ...
..((والناس في التلاوة على ثلاث مقامات :
أعلاهم من شهد أوصاف المتكلم في كلامه ويعرف أخلاقه بمعاني خطابه ، وهذا مقام العارفين من المقربين .
ومنهم من يشهد ربه تعالى يناجيه بألطافه ويخاطبه بإنعامه وإحسانه ، فهذا مقامه الحياء والتعظيم ، وحاله الإصغاء والفهم ، وهذا للأبرار من أصحاب اليمين .
ومنهم من يرى أنه يناجي ربه عز وجل ، فمقامه السؤال والتملق وحاله الطلب والتعلق ، وهذا للمعترفين والمريدين ،وهم من خصوص أصحاب اليمين .
ويقول الشيخ رضي الله تعالى عنه.. وعن سائر الصالحين.. ((..وقال جعفر بن محمد الصادق : والله لقد تجلى الله عز وجل لخلقه في كلامه ولكن لا يبصرون ،
وقال أيضا : وقد سألوه عن شيء لحقه في الصلاة ، حتى خر مغشيا عليه ، فلما سري عنه قيل له في ذلك فقال : مازلت أردد الآية على قلبي حتى سمعتها من المتكلم بها فلم يثبت جسمي لمعاينة قدرته تعالى ،
وكذلك الخصوص يرددون الآية بقلوبهم على قلوبهم، ويتحققون بها في مشاهدتهم ،بمدد من شهيدهم وسيدهم، حتى يستغرقهم الفهم فيغرقون في بحر العلم ،
فإن قصرت مشاهدة التالي عن هذا المقام ، فيشهد أنه يناجيه بكلامه ويتملقه بمناجاته ، فإن الله عز وجل إنما خاطبه بلسانه، وكلمه بحركته، وصوته ،ليفهم عنه بعلمه، الذي جعل له ، ويعقل عنه بفهمه، الذي قسم له ، حكمة منه ورحمة ،
إذ لو تكلم الجبار عز وجل، بوصفه الذي يدركه سمعه ، لما ثبت للكلام عرش ولا ثرى ، ولتلاشى ما بينهما من عظمة سلطانه وسبحات أنواره، فحجب ذلك في غيب علمه عن العقول ، وستره بصنع قدرته عن القلوب ،
وأظهر للقلوب ،علوم عقولها ، وأشهد للعقول، عرف معقولها ، بلطفه وحنانه ورحمته وإحسانه..))...
وقال الشيخ أيضا (( ..وعن إبن عباس رضي الله عنهما وغيره في قوله عز وجل:"ومن يؤت الحكمة فقد أوتي خيرا كثيرا" البقرة269 ...قال..: الفهم في كتاب الله عز وجل...وقال أحسن القائلين "ففهمناها سليمان وكلا آتينا حكما وعلما" الأنبياء 79.... فرفع الفهم، مقاما فوق الحكم والعلم ، وأضافه إليه للتخصيص وجعله مقاما عاما فيهما،
فإذا فهم العبد الكلام وعامل به المولى،تحقق بما يقول، وكان من أصحابه،ولم يكن حاكيا لقائله،
مثل أن يتلو " إني أخاف إن عصيت ربي عذاب يوم عظيم " يونس 15. ومثل أن يقول" عليك توكلنا وإليك أنبنا" الممتحنة4. .........فيكون هو الخائف لليوم العظيم،و يكون هو المتوكل المنيب....ولا يكون مخبرا عن قائل قاله،
فلا يجد حلاوة ذلك ولا ميراثه........
.وكذلك إذا تلا الآي المذموم أهلها الممقوت فاعلها مثل قوله "وهم في غفلة معرضون" ....وقوله عز وجل "ومن لم يتب فأولئك هم الظالمون "..
فما أقبح من يعيب ذلك.. وهو من أهله، وما أعظم أن يذم أهل ذلك.. وهو بوصفه،
هذا من حجج القرآن عليه.. ، فلا يجد مع ذلك حلاوة المناجاة، ولا يسمع خطاب المناجي ، لأن وصفه المذموم قد حجبه ، وهواه المردي عن حقيقة الفهم قد حرمه ، ولأن قسوة قلبه وكذبه في حاله ،عن الفهم و البيان صرفه وأخرسه ،
فإذا كان هو المتيقظ المقبل فهو التائب الصادق ، سمع فصل الخطاب ، ونظر إلى الداعي وله استجاب ،
وقد اشترط الله عز وجل للإنابة التبصرة ، وحضور القلب للتذكرة ،
فقال عز وجل : "تبصرة وذكرى لكل عبد منيب" ق8.وقال ومايذكر إلا من ينيب وقال عز وجل "إنما يتذكر أولو الألباب" الزمر9. الذين يوفون بعهد الله ولا ينقضون الميثاق،
فالإستقامة على التوبة من الوفاء بالعهد، وتعدي الحدود من نقض الميثاق وقلة الصدق ،
والألباب هي العقول الزاكية والقلوب الطاهرة.
وينصح الشيخ تالي القرآن الكريم بالآتي:
(( وينبغي للتالي الخائف، الناصح لنفسه وللخلق..،السليم القلب ، إذا تلا آي الوعد والمدح ومحاسن الوصف ومقامات المقربين ،
أن لا يشهد نفسه هناك ولا يراها مكانا لذلك ،
بل يشهد للمؤمنين فيها، وينظر إلى الصديقين منها ، سلامة ونصحا ،
فإذا تلا الآي الممقوت أهلها ، المتهدد عليها ، المذموم وصفها ، من مقامات الغافلين وأحوال الخاطئين،
شهد نفسه هناك ، وأنه هو المخاطب المقصود بذلك ، خوفا منه وشفقة ،
فبهذه المشاهدة يرجو للخلق ، ويخاف على نفسه ،
ومن هذه الملاحظة يسلم قلبه للعباد ويمقت نفسه ،........
......وروينا عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه أنه كان يقول :اللهم إني أستغفرك لظلمي وكفري ، قال : فقلت يا أمير المؤمنين ،هذا الظلم فما بال الكفر؟ فتلا قوله تعالى "إن الإنسان لظلوم كفار"إبراهيم 34. ،
فإن قلب هذان المعنيان على عبد، حتى يشهد نفسه في المدح والوصف ،
ويشهد غيره في الذم والمقت ،
إنقلب قلبه على وجهة الصادقين ،وتنكب بقصده عن صراط الخائفين،فهلك وأهلك ،
لأن من شهد البعد في القرب لطف به بالخوف،..
ومن شهد القرب في البعد مكر به في الأمن...)).انتهى كلام الشيخ رضي الله عنه وأرضاه.

"وقل رب زدني علما" صدق الله العظيم.
وبعد أن تذكرت كلام الشيخ ونصحه وجدتني لا اعرف شيئا ... لا أعرف شيئا وأتساءل ، لعل الله يسوق ‘لي من فهم وعرف فيخبرني...
أولا ..عن المقصود بالبيت ..قبل أن أتساءل عمن هم الأهل..؟؟
ما هو البيت ؟ وأين مكانه؟ ومم بني؟ ومن الذي بناه؟؟؟...
هل المقصود بالبيت ؟بيت سيدنا النبي صلى الله عليه واله وسلم ؟ المبني بالحجر ، الذي تسكن فيه أمنا أم سلمة سلام الله عليها ورحمته وبركاته..والذي ورد أن الآية الكريمة نزلت به؟؟..
..أم مجموع بيوتات النبى صلى الله عليه وآله وسلم اللائي يسكن فيهن أمهاتنا أمهات المؤمنين ..سلام الله ورحمته وبركاته عليهن أجمعين، في المدينة المنورة زادها الله تعظيما وتشريفا؟؟..
..أم المقصود بيت سيدنا الإمام علي الذي يعيش فيه مع أمنا السيدة الزهراء وساداتنا الإمام الحسن والإمام الحسين وأمنا السيدة زينب ، سلام الله ورحمته وبركاته عليهم أجمعين ؟؟ ...
أم هو بيت الإسلام عموما ؟؟.. أم هو بيت الإيمان ؟؟.. أم هو بيت الإحسان ؟؟ ..أم هو بيت الصديقية ؟؟.. أم هو بيت القربة؟؟..أم هو بيت الولاية؟؟.. أم هو بيت النبوة ؟؟ ..أم هو بيت الرسالة ؟؟ أم هو المأوى ؟؟ أو العزة ؟؟ أو الكرامة ؟؟ أم الوسيلة ؟؟ أم قاب قوسين ؟؟ أم هو بيت الشفاعة ؟؟ أم حضيرة القدس ؟؟ أم هو بيت الخلد ؟؟.....أم الجنة ؟؟
ما المقصود بالبيت ...؟؟
هل هو بيت بالمعنى الذي يتراءى للعقل فورا... فيجسده...عندما تطلق كلمة بيت ،عموما؟؟......كالبيوت التي نبنيها؟؟...
...هل المقصود بكلمة البيت، ما يفهم عند إطلاقها ، ..من معنى.. ، ...أن له ..سور.. وباب.. ومفتاح...وأنه هو الحماية والوقاية والأمن والسكن والمستقر والملجأ والملاذ من كل عدو..وأنه الراحة والسر والمستقر والمستودع..؟؟؟ ...
...لا أدري....
وما المقصود ..ب..(ال) ..بيت..؟؟..هل (ال) للتعريف؟ أم للتخصيص أم للشمول أم للقصر؟؟؟....أرجو أن يفيدني علماء اللغة في ذلك.
هل هذا يعني أنه لا توجد بيوت أخرى غير هذا..البيت..؟؟..ماذا تفيد (ال) ؟؟...
ومتى..؟ وأين..؟ ومن.. بناه..؟ وماهى مواصفاته..؟ ومن أهله..؟ ومن يسكن فيه..؟ وهل يحق لغير أهله دخوله..؟ وما هو طعامهم ..؟وما هو لباسهم..؟ وما هي لغتهم..؟ وبلغة العصر ،ما درجة الأمن والحماية فيه..؟
ومن هم أهله.....؟؟؟؟....
من صاحب البيت ؟؟..
...رأينا تاج محل والأهرامات وعجائب الدنيا السبع كما يطلقون عليها ..فقلنا ما أعظمها وما أعظم من شيدها..وتساءلنا عندما رأينا الكعبة..بيت الله للناس في الأرض..من بناه؟؟..وعلمنا..بعدما سمعنا ورأينا وسألنا...أنه وضع للناس..ببكة..مباركا..وأن حجه فرض على المستطيع..
فهل يستطيع أحد ممن رأى وسأل أن يخبرنا عن البيت ..وصفه ومكانه..وسوره ..وبابه...ومفتاحه...
..وهل يستطيع أحد ممن دخل البيت ولو ضيفا زائرا...
أن يحدثنا عن صاحبه ومكانته وعظمته وحياته وصفاته وملكه ودوامه وبقائه؟
...ومن بناه؟؟..
وأين مكانه؟؟..
وماهي مواصفاته؟؟..
وكيف الطريق إليه..؟؟
و.............................
ومن هم أهل هذا البيت؟؟؟.....
..............
وتساؤلات كثيرة............
وأنا في الحيرة....
فهل من الأهل.. أو من للأهل أهل ..
فيقبلنا ويدخلنا رغم حقارتنا ووضاعتنا..
لنكون خدما ...نخدم خدم الأهل...وخدم من للأهل أهل؟؟؟؟؟؟؟

زاده الله طهرا وتطهيرا..
وعزة ورفعة وشموخا..
وبركة ورحمة ونورا..
دائما ابدا سرمدا...
وما زال.. ولا يزال ..وسيزال....(يريد)
وما... زال..ولا يزال.. وسيزال...(يذهب) ..عنهم ..(ال)رجس..كل الرجس...سادات الخلق وصفوة الباري وبغية الحق..
أهل الله.
وسبحان الباقي الدائم..الحي القيوم..المريد..الحميد المجيد
والصلاة والسلام الدائمين من الله الدائم الحي السبوح القدوس على سيدنا محمد وعلى آل سيدنا محمد في العالمين..

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

__________________
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
قباب البقيع في رحاب القبة الخضراء في عصور أهل السنة والجماعة
منقوووول

مراقب العمر : 49

بارك الله فيك يا اخى
والله مواضيع قيمة مباركة
أسأل الله أن يكرمك فى الدنيا والآخرة

عضو مشارك العمر : 50

سلمت يداك اخى الحبيب
بارك الله فيك

المشرف العام العمر : 45

[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]

واكثر من رائع
بارك الله فيك وجزاك الفردوس الاعلى ان شاء الله
دمت بحفظ الله ورعايته

» حب ال البيت إحياء الميت بفضائل أهل البيت للسيوطي
» فضائل ال البيت
» ريحانة أهل البيت