اهلا وسهلا بك اخى الكريم فى موقع الطريقة النقشبندية العلية والتصوف السنى عرف بنفسك او قم بالتسجيل حللت اهلا ونزلت سهلا نرجوا لك ان تقضى اسعد الاوقات وان تفيد وتستفيد حياك الله وبياك
محمد النقشبندى
الطريقة النقشبندية العلية
اهلا وسهلا بك اخى الكريم فى موقع الطريقة النقشبندية العلية والتصوف السنى عرف بنفسك او قم بالتسجيل حللت اهلا ونزلت سهلا نرجوا لك ان تقضى اسعد الاوقات وان تفيد وتستفيد حياك الله وبياك
محمد النقشبندى
الطريقة النقشبندية العلية
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
الطريقة النقشبندية العلية
دروس وخطب فقة حديث توحيد سيرة تصوف اسلامى اداب و سلوك احزاب و اوراد كتب مجانية تعليم طب بديل واعشاب بخور اسرة وطفولة اكلات قصص واشعار
موضوع: أدب المريد مع شيخه وإخوانه الخميس ديسمبر 02, 2010 2:21 am
أدب المريد مع شيخه وإخوانه بعد أن عرفنا فائدة الصحبة وأهميتها، وبصورة خاصة صحبة الوارث المحمدي ؛ وهو الشيخ المرشد المأذون بالتربية الذي ترقَّى في مقامات الرجال الكمل على يد مرشد كامل مسلسلاً إلى النبي صلى الله عليه وسلم، وجمع بين الشريعة والحقيقة، ثم تبيَّن معنا أهمية بيعته وأخذ العهد عنه وملازمته، نذكر هنا بعضاً من الآداب التي تطلب من المريد الصادق كي يتحقق له الوصول إلى مطلوبه، فقد اتفق أهل الله قاطبة على أن من لا أدبَ له لا سيرَ له، ومن لا سيرَ له لا وصولَ له، وأن صاحب الأدب يَبلغ في قليل من الزمن مبلغَ الرجال، وها نحن نورد بعض آداب المريد مع شيخه وإخوانه: 1ـ آداب المريد مع شيخه: وهي نوعان: آداب باطنة، وآداب ظاهرة.
فأما الآداب الباطنة فهي:
1ـ الاستسلام لشيخه وطاعته في جميع أوامره ونصائحه، وليس هذا من باب الانقياد الأعمى الذي يهمل فيه المرء عقله ويتخلى عن شخصيته، ولكنه من باب التسليم لِذي الاختصاص والخبرة ؛ بعد الإيمان الجازم بمقدمات فكرية أساسية، منها التصديق الراسخ بإذنه وأهليته واختصاصه وحكمته ورحمته، وأنه جمع بين الشريعة والحقيقة.. الخ. وهذا يشبه تماماً استسلام المريض لطبيبه استسلاماً كلياً في جميع معالجاته وتوصياته، ولا يُعَدُّ المريض في هذا الحال مهملاً لعقله متخلياً عن كيانه وشخصيته، بل يُعْتَبَرُ منصفاً عاقلاً لأنه سلَّم لذي الاختصاص، وكان صادقاً في طلب الشفاء.
2ـ عدم الاعتراض على شيخه في طريقة تربية مريديه، لأنه مجتهد في هذا الباب عن علم واختصاص وخبرة، كما لا ينبغي أن يفتح المريد على نفسه باب النقد لكل تصرف من تصرفات شيخه ؛ فهذا من شأنه أن يُضْعِفَ ثقته به ويَحجُبَ عنه خيراً كثيراً، ويَقطعَ الصلة القلبية والمدد الروحي بينه وبين شيخه. قال العلامة ابن حجر الهيثمي: (ومَنْ فتح باب الاعتراض على المشايخ والنظر في أحوالهم وأفعالهم والبحث عنها فإن ذلك علامة حرمانه وسوء عاقبته، وأنه لا يَنْتُج قط، ومن ثَمَّ قالوا: [ من قال لشيخه لِم ؟ لَمْ يفلح أبداً ] [المقصود بهذا الأدب هو مريد التربية والكمال والوصول إلى الله تعالى، أما التلميذ الذي يأخذ علمه عن العلماء فينبغي له مناقشتهم وسؤالهم حتى تتحقق له الفائدة العلمية] أي لشيخه في السلوك والتربية)[الفتاوى الحديثية" ص55. للمحدث ابن حجر الهيثمي المكي المتوفى سنة 974هـ]. وإذا أورد الشيطان على قلب المريد إشكالاً شرعياً حول تصرفٍ من تصرفات شيخه بغية قطع الصلة ونزع الثقة فما على المريد إلا أن يُحسِنَ الظن بشيخه ويلتمسَ له تأويلاً شرعياً ومخرجاً فقهياً، فإن لم يستطع ذلك فعليه أن يسأل شيخه مستفسراً بأدب واحترام، كما سيأتي في بحث مذاكرة المريد لمرشده. قال العلامة ابن حجر الهيثمي: (ومن فتح باب التأويل للمشايخ، وغض عن أحوالهم، ووكل أمورهم إلى الله تعالى، واعتنى بحال نفسه وجاهدها بحسَب طاقته، فإنه يُرجى له الوصول إلى مقاصده، والظفر بمراده في أسرع زمن) ["الفتاوى الحديثية" ص55]. 3ـ أن لا يعتقد في شيخه العصمة، فإن الشيخ وإن كان على أكمل الحالات فليس بمعصوم، إذ قد تصدر منه الهفوات والزلات، ولكنه لا يصر عليها ولا تتعلق همته أبداً بغير الله تعالى، لأنه إذا اعتقد المريد في شيخه العصمة، ثم رأى منه ما يخالف ذلك، وقع في الاعتراض والاضطراب مما يسبب له القطيعة والحرمان. ولكن لا ينبغي للمريد حين يعتقد في شيخه عدم العصمة أن يضع بين عينيه دائماً احتمال خطأ شيخه في كل أمر من أوامره أو توجيه من توجيهاته، لأنه بذلك يمنع عن نفسه الاستفادة، كمثل المريض الذي يدخل إلى طبيبه وليس في قلبه إلا فكرة احتمال خطأ الطبيب في معالجته فهذا من شأنه أن يُضعف الثقة ويُحدثَ الشكَّ والاضطراب في نفسه. 4ـ أن يعتقد كمال شيخه وتمام أهليته للتربية والإرشاد، وإنما كَوَّن هذا الاعتقاد بعد أن فتش ودقَّقَ بادىء أمره ؛ فوجد شروط الوارث المحمدي التي سبق ذكرها قد تحققت في شيخه، ووجد أن الذين يصحبونه يتقدمون في إيمانهم وعباداتهم وعلمهم وأخلاقهم ومعارفهم الإلهية [لا ينبغي للمرء أن يكون عاطفياً تغره المظاهر ؛ فيقع في صحبة أدعياء التصوف دون أن يكون له ميزان شرعي صحيح وتفكير عقلي سليم، إذ ليس كل من ادعى التصوف صار صوفياً ومربياً ؛ ولو تزيا بزي المرشدين. كما أنه ليس كل من لبس ثوب الأطباء في المستشفى صار طبيباً لأن هذه الثياب يلبسها الممرضون والآذنون وغيرهم]. 5ـ اتصافه بالصدق والإخلاص في صحبته لشيخه، فيكون جاداً في طلبه، منزهاً عن الأغراض والمصالح. 6ـ تعظيمه وحفظ حرمته حاضراً وغائباً. قال إبراهيم بن شيبان القرميسيني: (من ترك حرمة المشايخ ابتلي بالدعاوي الكاذبة وافتضح بها) ["طبقات الصوفية" ص405]. وقال محمد بن حامد الترمذي رضي الله عنه: (إذا أوصلك الله إلى مقام ومنعك حرمة أهله والالتذاذ بما أوصلك إليه، فاعلم أنك مغرور مستدرَج). وقال أيضاً: (من لم تُرضِهِ أوامر المشايخ وتأديبُهم فإنه لا يتأدب بكتاب ولا سنة) ["طبقات الصوفية" ص283]. وقال أبو العباس المرسي: (تَتَبَّعْنا أحوال القوم فما رأينا أحداً أنكر عليهم ومات بخير)["مدارج السلوك إلى ملك الملوك" ص12. للشيخ أبو بكر بن محمد بناني الشاذلي المتوفى سنة 1284هـ]. وقال الشيخ عبد القادر الجيلاني: (من وقع في عِرض وليٌّ ابتلاه الله بموت القلب) ["مدارج السلوك إلى ملك الملوك" ص12. للشيخ أبو بكر بن محمد بناني الشاذلي المتوفى سنة 1284هـ]. 7ـ أن يحب شيخه محبة فائقة شريطة أن لا ينقص من قدر بقية الشيوخ، وأن لا يصل غلوه في المحبة إلى حدٌّ فاسد ؛ بأن يُخرج شيخه عن طور البشرية، وإنما تقوى محبة المريد لشيخه بموافقته له أمراً ونهياً، ومعرفتِهِ لله تعالى في سيره وسلوكه، فالمريد كلما كبرت شخصيته بالموافقة ازدادت معرفته، وكلما ازدادت معرفته ازدادت محبته. 8ـ عدم تطلعه إلى غير شيخه لئلا يتشتت قلبه بين شيخين، ومثال المريد في ذلك كمثل المريض الذي يطبب جسمه عند طبيبين في وقت واحد فيقع في الحيرة والتردد [ينبغي الملاحظة أن المقصود بالشيخ هنا هو شيخ التربية لا شيخ التعليم ؛ إذ يمكن لطالب العلم أن يكون له عدة أساتذة، ويمكن للمريد أن يكون له أساتذة في العلم لأن ارتباطه بهم ارتباط علمي، بينما صلة المريد بشيخ التربية صلة قلبية وتربوية]. وأما الآداب الظاهرة فهي: 1ـ أن يوافق شيخه أمراً ونهياً، كموافقة المريض لطبيبه. 2ـ أن يلتزم السكينة والوقار في مجلسه، فلا يتكىء على شيء يعتمده، ولا يتثاءب ولا ينام، ولا يضحك بلا سبب، ولا يرفع صوته عليه، ولا يتكلم حتى يستأذنه لأن ذلك من عدم المبالاة بالشيخ وعدم الاحترام له. ومن صحب المشايخ بغير أدب واحترام حرم مددهم وثمرات ألحاظهم وبركاتهم. 3ـ المبادرة إلى خدمته بقدر الإمكان، فمن خَدَم خُدِم. 4ـ دوام حضور مجالسه، فإن كان في بلد بعيد فعليه أن يكرر زيارته بقدر المستطاع، ولذلك قيل: (زيارة المربي ترقي وتربي). وإن السادة الصوفية بنوا سيرهم على ثلاثة أصول "الاجتماع والاستماع والاتباع" وبذلك يحصل الانتفاع. 5ـ الصبر على مواقفه التربوية كجفوته وإعراضه... الخ، التي يقصد بها تخليص المريد من رعوناته النفسية وأمراضه القلبية.
قال ابن حجر الهيثمي: (كثير من النفوس التي يراد لها عدم التوفيق إذا رأت من أستاذ شدة في التربية تنفر عنه، وترميه بالقبائح والنقائص مما هو عنه بريء. فليحذر الموفق من ذلك، لأن النفس لا تريد إلا هلاك صاحبها، فلا يطعها في الإعراض عن شيخه) ["الفتاوى الحديثية" ص55].
6ـ أن لا ينقل من كلام الشيخ إلى الناس إلا بقدر أفهامهم وعقولهم لئلا يسيء إلى نفسه وشيخه، وقد قال سيدنا علي رضي الله عنه: (حدثوا الناس بما يعرفون، أتحبون أن يُكذَّبَ الله ورسولُهُ ؟) [أخرجه البخاري في صحيحه في كتاب العلم].
وهذه الآداب كلها إنما تُطلب من المريد الحقيقي الذي يريد الوصول للحضرة الإلهية، وأما المريد المجازي فهو الذي ليس قصده من الدخول مع الصوفية إلا التزيي بزيهم، والانتظام في سلك عقدهم، وهذا لا يُلزَم بشروط الصحبة ولا بآدابها. ومثل هذا له أن ينتقل إلى طريق أخرى ولا حرج عليه، كما أن طريق التبرك لا حرج في الانتقال منها إلى غيرها كما هو معروف عند المربين المرشدين.
2ـ آداب المريد مع إخوانه:
1ـ حفظ حرمتهم غائبين أو حاضرين، فلا يغتاب أحداً منهم، ولا ينقص أحداً، لأن لحومهم مسمومة كلحوم العلماء والصالحين.
وللنصيحة شروط ينبغي التزامها، وهي ثلاثة للناصح، وثلاثة للمنصوح.
فشروط الناصح:
1ـ أن تكون النصيحة سراً.
2ـ أن تكون بلطف.
3ـ أن تكون بلا استعلاء.
وشروط المنصوح:
1ـ أن يقبل النصيحة.
2ـ أن يشكر الناصح.
3ـ أن يطبق النصيحة.
3ـ التواضع لهم والإنصاف معهم وخدمتهم بقدر الإمكان إذ "سيد القوم خادمهم" [أخرجه ابن ماجه والترمذي عن أبي قتادة رضي الله عنه، كما في "فيض القدير" "شرح الجامع الصغير" للمناوي ج4/ص122].
4ـ حسن الظن بهم وعدم الانشغال بعيوبهم ووَكْلُ أمورهم إلى الله تعالى:
ولا تر العيب إلا فيك معتقداً عيباً بدا بيِّناً لكنه استترا
5ـ قبول عذرهم إذا اعتذروا.
6ـ إصلاح ذات بينهم إذا اختلفوا واختصموا.
7ـ الدفاع عنهم إذا أُوذوا أو انتُهكِتْ حرماتهم.
8ـ أن لا يطلب الرئاسة والتقدم عليهم لأن طالب الولاية لا يُوَلَّى.
فهذه جملة من الآداب التي يجب على السالك مراعاتها والمحافظة عليها فإن الطريق كلها آداب، حتى قال بعضهم: (اجعل عملك ملحاً وأدبك دقيقاً).
وقال أبو حفص النيسابوري رضي الله عنه: (التصوف كله آداب، لكل وقت آداب، ولكل حال آداب، ولكل مقام آداب، فمن لزم الأدب بلغ مبلغ الرجال، ومن حُرم الأدب فهو بعيد من حيث يظن القرب، مردود من حيث يظن القبول) ["طبقات الصوفية" للسلمي ص119]. وبالجملة فأدب المريد لا نهاية له مع شيخه ولا مع إخوانه ولا مع عامة الوجود، وقد أفرده المربون بالتآليف، وألف فيه ابن عربي الحاتمي، والشعراني، وأحمد زروق، وابن عجيبة، والسهروردي، وغيرهم.
ملك روحي مراقبة عامة
العمر : 47
موضوع: رد: أدب المريد مع شيخه وإخوانه الخميس ديسمبر 02, 2010 4:38 am
بوركت أخى الكريم موفق بإذن الله تعالى واعلم أن الأدب رياضة النفس ومحاسن الأخلاق
admin
مؤسس المنتدى
العمر : 47
موضوع: رد: أدب المريد مع شيخه وإخوانه الخميس ديسمبر 02, 2010 4:55 am
شكرا لمرورك الكريم اللهم حسن اخلاقنا وادبنا بادب نبيك فى المعاملة واجعلنا من عبادك الصالحين شكرا لمرورك على الموضع بارك الله فيكم
قلب محب المراقب العام
العمر : 51
موضوع: رد: أدب المريد مع شيخه وإخوانه الثلاثاء أغسطس 30, 2011 10:23 am
رائع واكثر من رائع بارك الله فيك وجزاك الفردوس الاعلى ان شاء الله دمت بحفظ الله ورعايته
خادم النقشبندية عضو مميز
العمر : 47
موضوع: رد: أدب المريد مع شيخه وإخوانه الإثنين سبتمبر 26, 2011 10:57 am
لقد كتبت وابدعت كم كانت كلماتك رائعه في معانيها فكم استمتعت بموضوعك الجميل بين سحر حروفك التي ليس لها مثيل سلمت على روعه طرحك نترقب المزيد من جديدك الرائع دمت ودام لنا روعه مواضيعك لكـ خالص احترامي
النقشبندى إدارة المنتدى
العمر : 47
موضوع: أدب المريدين مع الشيوخ الإثنين فبراير 04, 2013 8:47 am
أدب المريدين مع الشيوخ عند الصوفية من مهام الآداب؛ وللقوم في ذلك اقتداء برسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه رضي الله عنهم، وقد قال الله تعالى: { يا أيُّها الَّذِينَ آمَنُوا لاَ تُقَدِّمُوا بـيْنَ يدي اللَّهِ ورَسُولِهِ واتَّقُوا اللَّهَ إنَّ اللَّهَ سميعٌ عليمٌ }. روي عن عبد الله بن الزبـير قال: قدم وفد على رسول الله صلى الله عليه وسلم من بني تميم، فقال أبو بكر: أمر القعقاع بن معبد. وقال عمر: بل أمر الأقرع بن حابس، فقال أبو بكر: ما أردت إلا خلافي؟ وقال عمر: ما أردت خلافك؛ فتماريا حتى ارتفعت أصواتهما؛ فأنزل الله تعالى: {يا أيها الذين آمنوا...} الآية قال ابن عباس رضي الله عنهما { لا تقدموا } لا تتكلموا بـين يدي كلامه. وقال جابر: كان ناس يضحون قبل رسول الله صلى الله عليه وسلم، فنهوا عن تقديم الأضحية على رسول الله صلى الله عليه وسلم. وقيل: كان قوم يقولون: لو أنزل فيَّ كذا وكذا فكره الله ذلك. وقالت عائشة رضي الله عنها: أي لا تصوموا قبل أن يصوم نبيكم. وقال الكلبي: لا تسبقوا رسول الله بقول ولا فعل حتى يكون هو الذي يأمركم به. وهكذا أدب المريد مع الشيخ: أن يكون مسلوب الاختيار لا يتصرف في نفسه وماله إلا بمراجعة الشيخ وأمره. وقد استوفينا هذا المعنى في باب المشيخة. وقيل { لا تقدموا } لا تمشوا بـين يدي رسول الله صلى الله عليه وسلم. وروى أبو الدرداء: كنت أمشي أمام أبـي بكر، فقال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم: « تَمْشِي أَمَامَ مَنْ هُوَ خَيْرٌ مِنْكَ فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ ». وهكذا أدب المريد في مجلس الشيخ: ينبغي أن يلزم السكوت ولا يقول شيئاً بحضرته من كلام حسن إلا إذا استأمر الشيخ ووجد من الشيخ فسحة في ذلك. وشأن المريد في حضرة الشيخ: كمن هو قاعد على ساحل بحر ينتظر رزقاً يساق إليه؛ فتطلعه إلى الاستماع وما يرزق من طريق كلام الشيخ يحقق مقام إرادته وطلبه واستزادته من فضل الله، وتطلعه إلى القول يرده عن مقام الطلب والاستزادة إلى إثبات شيء لنفسه وذلك جناية المريد. وينبغي أن يكون تطلعه إلى مبهم من حاله يستكشف عنه بالسؤال من الشيخ: على أن الصادق لا يحتاج إلى السؤال باللسان في حضرة الشيخ بل يبادئه بما يريد؛ لأن الشيخ يكون مستنطقاً نطقه بالحق، وهو عند حضور الصادقين يرفع قلبه إلى الله ويستمطر ويستسقي لهم، فيكون لسانه وقلبه في القول والنطق مأخوذين إلى مهم الوقت من أحوال الطالبـين المحتاجين إلى ما يفتح به عليه؛ لأن الشيخ يعلم تطلع الطالب إلى قوله واعتداده بقوله، والقول كالبذر يقع في الأرض؛ فإذا كان البذر فاسداً لا ينبت، وفساد الكلمة بدخول الهوى فيها؛ فالشيخ ينقي بذر الكلام عن شوب الهوى، ويسلمه إلى الله، ويسأل الله المعونة والسداد، ثم يقول فيكون كلامه بالحق من الحق للحق. فالشيخ للمريدين أمين الإلهام، كما أن جبريل أمين الوحي، فكما لا يخون جبريل في الوحي لا يخون الشيخ في الإلهام، وكما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم لا ينطق عن الهوى فالشيخ مقتدٍ برسول الله صلى الله عليه وسلم ظاهراً وباطناً، لا يتكلم بهوى النفس. وهوى النفس في القول بشيئين: أحدهما: طلب استجلاب القلوب وصرف الوجوه إليه، وما هذا من شأن الشيوخ. والثاني: ظهور النفس باستجلاء الكلام والعجب، وذلك خيانة عند المحققين، والشيخ فيما يجري على لسانه راقد النفس تشغله مطالعة نعم الحق في ذلك، فاقداً الحظ من فوائد ظهور النفس بالاستجلاء والعجب. فيكون الشيخ لما يجريه الحق سبحانه وتعالى عليه مستمعاً كأحد المستمعين. وكان الشيخ أبو السعود رحمه الله يتكلم مع الأصحاب بما يلقى إليه، وكان يقول: أنا في هذا الكلام مستمع كأحدكم، فأشكل ذلك على بعض الحاضرين وقال: إذا كان القائل هو يعلم ما يقول كيف يكون كمستمع لا يعلم حتى يسمع منه؟ فرجع إلى منزله فرأى ليلته في المنام كأن قائلاً يقول له: أليس الغواص يغوص في البحر لطلب الدر ويجمع الصدف في مخلاته، والدر قد حصل معه ولكن لا يراه إلا إذا خرج من البحر، ويشاركه في رؤية الدر من هو على الساحل، ففهم بالمنام إشارة الشيخ في ذلك فأحسن أدب المريد من الشيخ: السكوت والخمود والجمود حتى يبادئه الشيخ بما له فيه من الصلاح قولاً وفعلاً. وقيل أيضاً في قوله تعالى: { لاَ تُقَدِّمُوا بـيْنَ يدي اللَّهِ ورَسُولِهِ }: لا تطلبوا منزلة وراء منزلته، وهذا من محاسن الآداب وأعزها. وينبغي للمريد أن لا يحدث نفسه بطلب منزلة فوق منزلة الشيخ، بل يحب للشيخ كل منزلة عالية، ويتمنى للشيخ عزيز المنح وغرائب المواهب. وبهذا يظهر جوهر المريد في حسن الإرادة، وهذا يعز في المريدين؛ فإرادته للشيخ تعطيه فوق ما يتمنى لنفسه ويكون قائماً بأدب الإرادة. قال السري رحمه الله: حسن الأدب ترجمان العقل. وقال أبو عبد الله بن حنيف: قال لي رويم: يا بني اجعل عملك ملحاً وأدبك دقيقاً. وقيل: التصوف كله أدب؛ لكل وقت أدب، ولكل حال أدب، ولكل مقام أدب، فمن يلزم الأدب يبلغ مبلغ الرجال، ومن حرم الأدب فهو بعيد من حيث يظن القرب، ومردود من حيث يرجو القبول ومن تأديب الله تعالى أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم قوله تعالى: { لاَ تَرْفَعُوا أصْوَاتَكُمْ فَوْقَ صَوْتِ النَّبـي }. كان ثابت بن قيس بن شماس في أذنه وقر، وكان جهوري الصوت، فكان إذا كلم إنساناً جهر بصوته، وربما كان يكلم النبي صلى الله عليه وسلم فيتأذى بصوته، فأنزل الله تعالى الآية تأديباً له ولغيره. أخبرنا ضياء الدين عبد الوهاب بن علي، قال أخبرنا أبو الفتح الهروي، قال أخبرنا أبو نصر الترياقي، قال أخبرنا أبو محمد الجراحي، قال أخبرنا أبو العباس المحبوبـي، قال أخبرنا أبو عيسى الترمذي، قال حدثنا محمد بن المثنى، قال حدثنا مؤمل بن إسماعيل، قال حدثنا نافع بن عمر بن جميل الجمحي، قال حدثني حابس بن أبـي مليكة، قال حدثني عبد الله بن الزبـير أن الأقرع بن حابس قدم على النبـي صلى الله عليه وسلم فقال أبو بكر: استعمله على قومه، فقال عمر: تستعمله يا رسول الله! فتكلما عند النبـي حتى علت أصواتهما؛ فقال أبو بكر لعمر: ما أردت إلا خلافي، وقال عمر: ما أردت خلافك، فأنزل الله تعالى الآية، فكان عمر بعد ذلك إذا تكلم عند النبـي صلى الله عليه وسلم لا يسمع كلامه حتى يستفهم. وقيل: لما نزلت الآية آلى أبو بكر أن لا يتكلم عند النبـي صلى الله عليه وسلم إلا كأخ السرار. فهكذا ينبغي أن يكون المريد مع الشيخ: لا ينبسط برفع الصوت، وكثرة الضحك، وكثرة الكلام إلا إذا بسطه الشيخ؛ فرفع الصوت تنحية جلباب الوقار؛ والوقار إذا سكن القلب عقل اللسان ما يقول. وقد ينازل باطن بعض المريدين من الحرمة والوقار من الشيخ ما لا يستطيع المريد أن يشبع النظر إلى الشيخ. وقد كنت أحم فيدخل عليَّ عمي وشيخي أبو النجيب السهروردي رحمه الله فيترشح جسدي عرقاً ـ وكنت أتمنى العرق لتخف الحمى ـ فكنت أجد ذلك عند دخول الشيخ علي، ويكون في قدومه بركة وشفاء. وكنت ذات يوم في البـيت خالياً وهناك منديل وهبه لي الشيخ وكان يتعمم به، فوقع قدمي على المنديل اتفاقاً، فتألم باطني من ذلك، وهالني الوطء بالقدم على منديل الشيخ، وانبعث من باطني من الاحترام ما أرجو بركته. قال ابن عطاء في قوله تعالى: { لاَ تَرْفَعُوا أَصْوَاتَكُمْ } زجر عن الأدنى لئلا يتخطى أحد إلى ما فوقه من ترك الحرمة. وقال سهل في ذلك: لا تخاطبوه إلا مستفهمين. وقال أبو بكر بن طاهر: لا تبدؤوه بالخطاب ولا تجيبوه إلا على حدود الحرمة. { وَلاَ تَجْهَروا لَهُ بالقَوْلِ كَجَهْرِ بَعْضِكُمْ لِبَعْضٍ }، أي: لا تغلظوا له في الخطاب، ولا تنادوه باسمه ( يا محمد ) ( يا أحمد ) كما ينادي بعضكم بعضا، ولكن فخموه، واحترموه، وقولوا له: يا نبي الله يا رسول الله. ومن هذا القبـيل يكون خطاب المريد مع الشيخ، وإذا سكن الوقار القلب علم اللسان كيفية الخطاب. ولما كلفت النفوس بمحبة الأولاد والأزواج، وتمكنت أهوية النفوس والطباع استخرجت من اللسان عبارات غريبة وهي تحت وقتها صاغها كلف النفس وهواها؛ فإذا امتلأ القلب حرمة ووقاراً تعلم اللسان العبارة.
عدل سابقا من قبل النقشبندى في الإثنين فبراير 27, 2017 2:33 pm عدل 1 مرات
عاشق الصوفية نائب مدير الموقع
العمر : 21
موضوع: رد: أدب المريد مع شيخه وإخوانه الأحد مارس 10, 2013 8:31 am
المشاركات المنشورة بالمنتدى لا تعبر بالضرورة عن رأي إدارة المنتدى ولا تمثل إلا رأي أصحابها فقط ولا يتحمّل الموقع أيّة مسؤوليّة عن المواد الّتي يتم عرضها أو نشرها في منتدي الطريقة النقشبندية العلية ويتحمل المستخدمون بالتالي كامل المسؤولية عن كتاباتهم وإدراجاتهم التي تخالف القوانين أو تنتهك حقوق الملكيّة أو حقوق الآخرين أو أي طرف آخر. ادارى المنتدى : محمد عبده النقشبندى