الطريقة النقشبندية العلية
اهلا وسهلا بك اخى الكريم فى موقع الطريقة النقشبندية العلية والتصوف السنى عرف بنفسك او قم بالتسجيل حللت اهلا ونزلت سهلا نرجوا لك ان تقضى اسعد الاوقات وان تفيد وتستفيد حياك الله وبياك
محمد النقشبندى
الطريقة النقشبندية العلية
اهلا وسهلا بك اخى الكريم فى موقع الطريقة النقشبندية العلية والتصوف السنى عرف بنفسك او قم بالتسجيل حللت اهلا ونزلت سهلا نرجوا لك ان تقضى اسعد الاوقات وان تفيد وتستفيد حياك الله وبياك
محمد النقشبندى
الطريقة النقشبندية العلية
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

الطريقة النقشبندية العلية

دروس وخطب فقة حديث توحيد سيرة تصوف اسلامى اداب و سلوك احزاب و اوراد كتب مجانية تعليم طب بديل واعشاب بخور اسرة وطفولة اكلات قصص واشعار
 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول
دخول
اسم العضو:
كلمة السر:
ادخلني بشكل آلي عند زيارتي مرة اخرى: 
:: لقد نسيت كلمة السر
عدد الزوار عند الاقسام

.: عدد زوار منتدى الطريقة النقشبندية العلية

بحـث
 
 

نتائج البحث
 

 


Rechercher بحث متقدم
المواضيع الأخيرة
» علاج مجرب "اصدق شيخ ومعالج مغربي لسحر المحبة وجلب الحبيب والتهييج " العلاج عن بعد والدفع علي النتيجة والكشف الروحاني مجاني
اليك الوصايا Emptyالسبت مايو 11, 2024 2:02 pm من طرف ام سطام

» الشيخ المغربي الصادق "القاطي العبدري" اصدق شيخ ومعالج روحاني مغربي من بعد الدفع بعد النتيجة والكشف مجاني
اليك الوصايا Emptyالسبت مايو 11, 2024 2:00 pm من طرف ام سطام

» اصدق شيخ لعلاج السحر والمس والحسد عن بعد مجرب
اليك الوصايا Emptyالأحد ديسمبر 24, 2023 10:20 am من طرف ام سطام

» جوهرة عجيبة من أسرار الشريف اسماعيل النقشبندى
اليك الوصايا Emptyالأحد ديسمبر 24, 2023 10:14 am من طرف ام سطام

» هديتي اليكم افضل شيخ مغربي مجرب لعلاج السحر والمس صادق
اليك الوصايا Emptyالأحد ديسمبر 24, 2023 10:05 am من طرف ام سطام

» علاج الكبد الدهني - اعشاب للقضاء على دهون الكبد - اعشاب للمحافظه على الكبد
اليك الوصايا Emptyالجمعة مارس 18, 2022 3:14 pm من طرف زاشيائيل

» الحزب الكبير الأول لسيدى أحمد البدوى قدس الله سره
اليك الوصايا Emptyالجمعة مارس 18, 2022 3:02 pm من طرف زاشيائيل

» النفاق والمجاملة والفارق بينهما
اليك الوصايا Emptyالخميس مايو 13, 2021 9:24 am من طرف ابوعمارياسر

» حكم من مات وعليه صيام أو كفارة
اليك الوصايا Emptyالخميس مايو 13, 2021 8:50 am من طرف ابوعمارياسر

» البحر المسجور
اليك الوصايا Emptyالسبت أغسطس 15, 2020 10:59 am من طرف صبحى0

» الحفظ أثناء النوم
اليك الوصايا Emptyالسبت أغسطس 15, 2020 10:54 am من طرف صبحى0

» دور القرآن في علاج الأمراض
اليك الوصايا Emptyالسبت أغسطس 15, 2020 10:47 am من طرف صبحى0

» الفرق بين ( العشي والإبكار ) وبين ( العشي والإشراق )
اليك الوصايا Emptyالسبت أغسطس 15, 2020 10:40 am من طرف صبحى0

» التحذير من خطر التكفير
اليك الوصايا Emptyالأربعاء أغسطس 12, 2020 5:17 pm من طرف عاشق الصوفية

» وصية نبوية عظيمة
اليك الوصايا Emptyالجمعة يناير 31, 2020 12:59 am من طرف ابوعمارياسر

» معاني الكبير في القرآن الكريم
اليك الوصايا Emptyالأحد نوفمبر 17, 2019 5:56 pm من طرف ابوعمارياسر

» تحميل ابحاث مجلة الشريعة
اليك الوصايا Emptyالأربعاء مايو 22, 2019 4:34 am من طرف ابوعمارياسر

» الامام أحمد المقري التلمساني
اليك الوصايا Emptyالأربعاء مايو 22, 2019 4:29 am من طرف ابوعمارياسر

» قصيدة مترجمة رائعة في مدح الرسول
اليك الوصايا Emptyالأربعاء مايو 22, 2019 4:20 am من طرف ابوعمارياسر

» رائعة من كتاب الاتقان في علوم القرآن
اليك الوصايا Emptyالأربعاء مايو 22, 2019 4:16 am من طرف ابوعمارياسر

المواضيع الأكثر نشاطاً
عرف بنفسك
كيف تتلذذ بالصلاة
كتاب الغيبة
كتاب السير والمساعي في أحزاب وأوراد السيد الغوث الكبير الرفاعي
ديوان الحلاج
خلفاءالشريف اسماعيل قدس الله أسرارهم
ديوان ابن دريد
ما هي الطريقة النقشبندية
مكتبة الشيخ محمد عبد الرحيم الحميلى
فضل الصلاة والتسليم على النبي صلى الله عليه وسلم من الأحاديث النبوية
مواضيع مماثلة
إعلانات تجارية

    لا يوجد حالياً أي إعلان



     

     اليك الوصايا

    اذهب الى الأسفل 
    5 مشترك
    كاتب الموضوعرسالة
    admin
    مؤسس المنتدى
     مؤسس المنتدى
    admin



    العمر : 47
    ذكر
    الوسام وسام الاداره

    اليك الوصايا Empty
    مُساهمةموضوع: اليك الوصايا   اليك الوصايا Emptyالثلاثاء ديسمبر 28, 2010 2:10 pm

    الوصايا
    - دليل محبتك لله عز وجل
    دليل محبتك لله عز وجل اتباعك لرسول الله صلى الله عليه وسلم في ظاهرك وباطنك ,ودليل محبتك لرسول الله صلى الله عليه وسلم اتباعك لسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم في
    ظاهرك وباطنك ,ودليل محبتك لعباد الله تعالى أن تكون صادق المعاملة معهم وأن لا تخدعهم , فكما تحب ألاّ تُخدع فلا تخدع و أكثر أهل الطريق يُخدعون لصدقهم
    ولإخلاصهم يقولون : هذا لا يقول إلا صدقا وحقا فيتبعونه , فإذا به يخدعهم ويوجههم لنفسه لا إلى ربه ,فيا طلاب العلم:
    لا تستغلوا صدق الصادقين وإخلاص المخلصين لحظوظكم النفسانية بل حولوهم إلى الله عز وجل حتى يتعلموا قول الحق ولا يخشوا في الله لومة لائم لأنهم إذا تعلقوا بالله تعالى فإنهم يأخذون بوصية الله عز وجل حيث يقول تعالى : ( وإذا قلتم فاعدلوا ولو كان ذا قربى ) .
    وإذا دعوتم أحدا ً إلى الله تعالى ولم يستجب لكم وغضبتم , انظروا هل هذا الغضب لله عز وجل أم لأنفسكم ؟ فإن كان لله تعالى فوجب عليكم أن تنظروا في سيرة رسول الله صلى الله عليه وسلم كيف عامل قومه عندما دعاهم إلى الله عز وجل ولم يستجيبوا له وأما إن كان غضبكم لأنفسكم فهذا من الشرك الخفي , وهذا ليس من شأن الصادقين المخلصين في الدعوة إلى الله تعالى , لأن الصادق المخلص يعلم أن مراده لن يتحقق إذا لم يرد الله تعالى ويعلم كذلك أنه ليس له من الأمر شيء فيفوض أمر إلى الله عز وجل . لذ ترى شخصاً تنفعل له الأرواح وشخصا آخر لا تنفعل له الأرواح , كل هذا له تعلق بالصدق والإخلاص , فلا تلتفتوا إلى مكانتكم عند الخلق على حساب دينكم , فمن التفت إلى الخلق على حساب دينه لم يبق له مكان في الدين ولا في الإسلام ولا في الرجولة .



    - علينا أن نتأدب بآداب الشريعة
    علينا أن نتأدب بآداب الشريعة والطريقة , ونتمسك بتوجيه أسيادنا لأنهم لا يتكلمون عن هوى , بل يتكلمون بالله ببركة سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم والله لا يحرمهم من هذا , لأنهم ورّاث رسول الله صلى الله عليه وسلم , فإذا التزمنا بذلك نبتت فينا الحقيقة وعار علينا ألاّ نتمسك بآداب من سبقنا , وعار علينا أن نتمسك بالعصبية , لأنها صفة الجاهلية , والله تعالى يقول : (إنّ أكرمكم عند الله أتقاكم ) ورسول الله صلى الله عليه وسلم لم يفرق بين عربي وأعجمي إلا بالتقوى , مع أنه صلى الله عليه وسلم من العرب ولسانه عربي وكتابه عربي , فمن فرق فهو منحرف عن إتباع النبي صلى الله عليه وسلم, وضل الطريق وأضل غيره .



    - مراقبة الله تعالى لعباده
    مراقبة الله لعباده قديمة , والمشاهدة من العبد لربه حادثة , يمكن أن تتغير , والاعتماد على القديم أولى من الاعتماد على الحادث قال تعالى : ( إن الله كان عليكم
    رقيبا ً ) . تفكروا في هذه الآية , وأكبر معبود مبغوض عند الله في الأرض هو الهوى , قال تعالى : ( أفرأيت من اتخذ إلهه هواه ) , ولم يقل ذلك ربنا في حق أية
    معصية أو مخالفة إلا في اتباع الهوى , لذا نهانا عن اتباع الهوى فقال : ( فلا تتبعوا الهوى أن تعدلوا ) , وهذا أثقل من السموات والأرض على من يفهم . وعار
    عليكم يا أهل الطريق أن تقولو ا ما لا تفعلون , قولوا وافعلوا , واعلموا أن الاستقامة فيها مشقة , ولكن إذا ذقتم حلاوة الإيمان وحلاوة الطاعة فإن هذه الحلاوة تدفع تلك المشقة ,
    فإذا لم تشعروا بهذه الحلاوة فيكفيكم علمكم بأن الله يراكم وهو القائل : ( ولن يتركم أعمالكم ) , ويقول سبحانه : ( فمن يعمل مثقال ذرة خيراً يره ) .



    - سيف الشريعة
    سيف الشريعة الطاهرة مسلط على عاتق المؤمن , فإذا لم يتقيد بالأوامر والنواهي الشرعية , فإن سيف الشريعة يقطع عزته ويسلمه إلى نفسه الأمارة بالسوء والعياذ بالله تعالى , فيضيع عمره بالمخالفات , ويكون مثله مثل البهائم التي تأكل وترعى في المرعى ثم ترجع إلى المأوى وسبب ضياعه عدم صحبته للمرشدين .



    - أنواع العلم
    العلم نوعان , كسبي و وهبي , أما الأول فتحصيله يكون بالاجتهاد والمثابرة , والثاني طريقه تقوى الله والعمل الصالح , وهذا العلم يسمى العلم اللدني قال تعالى : {
    وعلّمناه من لدنّا علما } وهذا العلم النافع يهبه الله تعالى لمن يشاء من عباده المتقين وإليه أشار الإمام الشافعي رحمه الله بقوله :
    شكوت إلى وكيع سوء حفظي__فأرشدني إلى ترك المعاصي
    وأخبرني بأن الـعـلم نـور __ ونور الله لا يهدى لعاصي



    - النظر الى الأجانب
    نظر الرجال إلى النساء ونظر النساء إلى الرجال يُذهب الحياء من الوجه , ويطفئ نور الإيمان من القلوب وفي الحديث : [ النظرة سهم مسموم من سهام إبليس ] . هذا
    السهم يدخل القلب عن طريق جارحة البصر , لذلك أمر الله المؤمنـين والمؤمنات بغض البصر فقال :{قل للمؤمنين يغضوا من أبصارهم } وقال : { وقل للمؤمنات يغضضن من
    أبصارهن }.



    - السير والسلوك ليس بالكلام
    السير والسلوك ليس بالكلام بل بالقلب , وعلامته :
    (1) - التمسك بالشرع ظاهراً وباطناً .
    (2) – الأخذ من الدنيا بمقدار الحاجة , لأن التفكر في أفعال الله وصفاته يمنع الإشتغال في الدنيا أكثر من الحاجة قال تعالى : { وابتغ فيما آتاك الله الدار الآخرة ولا تنس نصيبك من الدنيا } وترك العمل في الدنيا ليس دليلا على عدم محبتها ,بل هو مغـاير للشرع الشريف , فيجب العمل فيها بمقدار الحاجة مع عدم التعلق القلب بها إقبالاً وإدباراً.



    - التوحيد في العبادة
    التوحيد في العبادة معناه : إفراد المعبود بالعبادة , وإذا ثبت عند المريد التوحيد فإنه لا يتعمّد فعل المعصية , وإذا وقع فيها فإنه يتوب ويستغفر ويرجع ويكاد أن يذوب حياءً من الله عز وجل , فإذا لم يشعر بذلك ولم يكترث بفعل المعصية فعليه أن يقوي إيمانه بكثرة الذكر وتلاوة القرآن الكريم وقراءة سيرة النبي صلى الله عليه وسلم , فإذا فعل ذلك عظمت خشية الله في قلبه بإذن الله تعالى وعندها يستحي من الله إذا وقع في معصية أو غفلة.



    - العمل بالتصوف صار مفقود
    العملُ بالتصوّف صار مفقوداً ؛ فالإنسان لا يرجع عما كان مُصِرَّاً عليه من المخالفات الشرعية ويَسأل عن أحكام التصوف ، فيقول : كيف أفعلُ حتى يُفْتَح علَيَّ ؟ نقول : أنتَ أغلقتَ على نفسـك ، كيف يُفتَح عليك ؟ فبالنسبة لأمثالنا ـ باستثناء البعض ـ السؤال عن التصوف أمر زائد ، لأنّ تطبيق الشريعة ناقص ؛ وهل يمكن للبناء أن يبنى بدون أساس ؟ الشريعة هي الأساس . فلو أنّ مئات الكشوفات والكرامات خالفَتْ أحد أحكام الشريعة نتركُها جميعـاً ونأخذُ بالشريعة .فأسرار هذا الدين تبقى غريبةً لا تُبيَّن ولا تؤخذ ، لأنّـه ليس هنـاك من يطلب ويطبِّق ، ومن يطلب فإنه يطلب لغرض ، فيكون طلبـه معلولاً .







    - النية في دخول الخلوة
    النيَّةُ في دخول الخلوة أن نقطعَ شرورَنا عن الناس ، ونمنعَ أنفسَنا من الخلق ، وبعدئذٍ إذا اشتغل صاحب الخلوة بالذكر وبقي مع ربِّه يستفيد . أما إ ذا كان متعلقاً بالخارج فيدخل الخلوة وهو بالجلوة . لذا ! التهيُّؤ للخلوة ضروري ، وكذلك في الاعتكاف .
    إذا انقطع الشغل بالقرآن وبالذكر يهجم الشيطان ويَشحن النفـسَ ، والنفسُ تعطي الفتيلَ فينشغل الإنسان بذلك .
    وقال حفظه الله : ثبتَ يقيناً عند الفقير أن الانشغال بالدنيا والعلومِ والمشيخةِ سببٌ لعدم الفتح وللحرمان .
    يَسمعون ويعتقدون ولا يعملون ، لِمَ ؟ لأنَّ انشغال القلب بالدنيا غالبٌ على لذّةِ الدين ولذّةِ الشريعة المحمّدية ولذّةِ المحبَّة الربَّانية ، لذا لا يَصِلون .







    - من يذكر الله ليفتح عليه
    مَن يذكرُ الله ليُفْتَحَ عليه هذا مخالفٌ ، لأنه إذا جاء وقت الفتح فالله لا يستشيرك . عليك أن تذكر الله ولا تطلب الفتح ولا الكشف ولا الكرامة .
    فالهدف من دخول الخلوة أن يقطع المؤمن علاقته عن الناس حتى يستريحوا من فِتنتِه ، وبينَه وبين ربِّه يطهِّر قلبَه من الأخلاق الذميمة ، ولا يَطلبُ الكشفَ والكرامة والغرائب .
    معنى هذا : أن لا يطلبَ العبدُ من الله شيئاً قبل أوانه ؛ لكن هذا غير الدعاء .
    بعض الأولياء حَفظَهم الله من الكشف والكرامة .







    - من سلم زمام أموره لنفسه
    مَن سلَّم زمام أموره إلى نفسه كمَن سلَّم غنمه إلى الذئب ليرعاها . فإنه يأكلها أو يقتلها . لكن الذئب إذا أنهى حياة الغنم ليس عليه مسؤولية في الدنيا ولا في الآخرة ، أما الإنسان فهو مسؤول ، سيفُ الشريعة مسلَّطٌ على عاتقه :? وَقِفُوهُمْ إِنَّهُمْ مَسْئُولُونَ? [ الصافات /24 ] . فإذا اتَّبعنا هوى أنفسِنا تأكلُنا حتى تُذْهِبَ آخرَتَنا .



    - عطاء الله تعالى ليس على طلب العبد
    عطاءُ الله ـ ليس على طلب العبد ، لكنَّه تعالى يعطـي عندما يريد ولا يستشير أحداً ؛ لأنه سبحانه سميع بصير عليم ، يَعلمُ قصدَ العبد ويعلم إخلاصَه ويعلم هل عرف ربَّه أم لا .
    العطاء يأتي من الله أحياناً بالتجلِّيات وأحياناً بالواردات وأحياناً بالفيوضات . فإذا أتاك شيء من ذلك تشعر كأن حنفيَّة فُتحتْ ، فتفرح بها ، وتبقى تحت رحمته تعالى ، فيُطهَّر ظاهرُك وباطنُك بهذه التجليات .
    والتجلِّياتُ إما أن تكون صفاتيِّةً أو ذاتيَّةً ؛ فمَن حصلتْ لـه التجليات الذاتية لا يمكنه أن يتحرك لثقلها . أما التجليات الصفاتية فهي أخفُّ . واللهُ تعالى يفتحُ بلطفه ، وكذلك بلطفه وبرحمته يسكِّر . فلو أعطانا ربنا أكثر مما نتحمل ننقطع عن الأكل والشرب والناس ، وتحصل عندنا الوحشة منهم ، ونذهب إلى الجبال.



    - القصد من التذكير بأسماء الله الحسنى
    القصد من التذكير بأسماء الله الحسنى ـ السميع ، البصير ، العليم ـ أن يَنـزجر المؤمن عن المعاصي ولو كان في مكان خالٍ ، ويقفَ على قوله تعالى : ? إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا ? [ النساء/1 ] ، وليس القصدُ شرحَ أسماء الله الحسنى .
    فمَن أراد أن يَقوى في دينه واستقامته عليه أن يتفكّر في صفات ربّه حتى تكون صفات ربّه مهيمنة عليه ، فإذا كان السميع البصير العليم مهيمناً عليه يعيش تحت مراقبة الله :? إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيباً? [ النساء/1 ] ، فلا يستطيع أن يقول أو يفعل شيئاً مخالفاً لله تعالى ؛ لأنّ الله تعالى يقـول : ? وَلَقَدْ خَلَقْنَا الإنْسَانَ وَنَعْلَمُ مَا تُوَسْوِسُ بِهِ نَفْسُهُ وَنَحْنُ أَقْرَبُ إِلَيْهِ مِنْ حَبْلِ الْوَرِيدِ ? [ ق /16 ] . ما دام يعلمُ علينا أن نستحيِيَ من علمه . فلو اجتمع جاهل مع عالم يستحيي أن يتكلم في حضرته ؛ فكيف لا نستحيي من علم الله ؟
    لو سألت مَن يخالف الشريعة : هل آمنت بالله ؟ يقول : نعم . هل آمنت بصفاته ؟ يقول : نعم . هل آمنت بأنّه يراك ؟ يقول : نعم . إِذَنْ لِمَ لا تستحيي منه ؟ معناه : لا يجاهدون أنفسهم حتى يتخلّصوا من الأخلاق الذميمة . هذا تقسيم الله ؛ يُقِرّون بصفات الله تعالى لكن لا يجاهدون أنفسهم ، قال ربنا تبارك وتعالى :? وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا ? [ العنكبوت /69 ] ؛ فالهدايةُ من الله ، والطلبُ من العبـد .
    فعلى العاقل أن يتفكّر بأنّ الله كما لا يرضى لعباده الكفر ، كذلك لا يرضى لهم المخالَفة . فعلينا أن نسعى في رضاه .
    ليس هناك أسهل من التمسّك بالكتاب والسُّنَّة . فإيمانُك بأنَّ الله يراك ويعلمُ ما في ضميرك ليس فيه تعب .



    - الإنسان يأتي للدنيا مرة واحدة
    الإنسان يأتي للدنيا مرةً واحدةً ؛ ففي هذه المرة لابد له من الاعتقاد الصحيح – وهو اعتقادُ أهل السنة والجماعة – والتمسكِ بالشريعة والسنة النبوية . فكيف تخالفُ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم وتطلبُ الشفاعة منه ؟ وكيف تخالفُ الله تعالى وتطلبُ محبتَّه ؟ وبالمخالفة يمكن أن يقع غضب الله . ولذا طُلِب منا الاستغفارُ والتوبةُ ، فقال تعالى :? وَتُوبُوا إِلَى اللَّهِ جَمِيعًا أَيُّهَا الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ ? [ النور/31 ] . فالتوبة واجبة من كل ذنب ؛ لأن من وقع في معصية يُفتح له باب إلى الكفر ، لكن لا يكون كافراً .
    هذا هو الإسلام الذي رضيَه الله لنا عندما قال : ? وَرَضِيتُ لَكُمُ الإِسْلامَ دِينَاً ? [ المائدة/3 ] . فكيف نرضى أن نترك هذا ونبقـى مع النفس .. مع الدنيا .. مع المشيخة .. مع الجاه ؟ فاللهُ وجَّهنا إلى الإيمان وجعلنا من أمة سيد المرسلين وأعْلَمَنا أن هذا حلالٌ وهذا حرام . هذه أفضل نعمة ، فعلينا أن نشكر الله عليها .
    الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
    admin
    مؤسس المنتدى
     مؤسس المنتدى
    admin



    العمر : 47
    ذكر
    الوسام وسام الاداره

    اليك الوصايا Empty
    مُساهمةموضوع: رد: اليك الوصايا   اليك الوصايا Emptyالثلاثاء ديسمبر 28, 2010 2:12 pm

    الوصايا
    - إذا لم يكن القلب مملوءا بالكبر
    إذا لم يكن القلبُ مملوءاً بالكِبْرِ والعُجْبِ والرِّياءِ تأتي إليه الفضائل الإلهية ؛ فالمانع للفضائل الإلهية هو ما يصل إلى القلب من المخالَفات عن طريق النفس والشيطان .



    - إذا ثبت عندك الإيمان بأن الله يراك
    إذا ثبت عندك الإيمان أنَّ الله يراك ويعلم ما في داخلك عليك أن تعمل بمقتضى هذا الإيمان ؛ فإن كنتَ تاجراً – عندما تعرض البضاعة على الزبون – تفكَّر بأن الله يراك ، حينذاك لا تخادع ولا تراوغ أحداً . وهكذا كل واحد في مجال عمله



    - خذلان المؤمنين في الدنيا
    خِذلانُ المؤمنين في الدنيا وذُلُّهم ليس له قيمة ، لأن هذه الدنيا ولو دامت لأحد مائة سنة تنتهي ؛ فهي لا تتسع لعذاب الكافر وكذلك لا تتسع لجزاء المؤمن ، لأن مدتها قصيرة والعمرَ قصير ؛ لذا يبقى كلا الأجرين في الآخرة . فالكافر يبقى دوماً في جهنم والمؤمن يبقى دوماً في الجنة .



    - أمور الطريق تظهر كثيرا للمبتدئين
    أمورُ الطريق تَظهر كثيراً للمبتدئين ، خصوصاً ما حصل في سير وسلوك خادم الطريق ، يمكن أن يحصل للمريدين الصادقين ؛ لكنْ بعد ما يتقدَّمون تغيبُ هذه الأمور ولا يَلتفتون إليها ، لأنها تصبح تافهةً بالنسبة لطلبهم ، وهو رضا الله ورضا رسول الله صلى الله عليه وسلم ، حتى يكونوا في صف الذين رضي الله عنهم ، لأن الولاية ليست بظهور خوارق العادة . فهناك كثير من الأولياء الكمَّل ليس لهم خوارق ، وهذا أفضل لهم ، لأن التعلق بخوارق العادة مثل تعلق التاجر بالمادة ، كلاهما دنيوي ، ويكون سبباً للشهرة بين الناس ؛ وإذا حصلت الشهرة فليس كل إنسان يملك نفسه .
    حتى التعلق بشيخ الطريق إذا كان من أجل خوارق العادات فهو غلط ؛ لكنَّ المريد يتعلق بخادم الطريق من أجل أن يُعِينَهُ ويوَجِّهَه إلى الله ورسوله بالدعاء والتلقين والتوجيه والاستمداد




    - من آداب الذكر النشوة مع الوجد
    من آداب الذكر النشوةُ مع الوَجْدِ . فالوَجْدُ في الذّكر شرطٌ في الطريقة الشاذلية .
    المقصود بالوَجْدِ : النشاطُ والقوةُ في الذكر والهمَّةُ فيه . فالذكر بدون نشاط فائدتُهُ قليلة. مَن لم يطَّلع على ذلك بنفسه يُنْكِر ويقول عن الحركة في الذكر ما يقول.




    - الروح جاءت من جوار الله تبارك وتعالى
    الروح جاءت من جوار الله تعالى ، وغذاؤها العبادة والذكر وتلاوة القرآن الكريم وفعل الأوامر وترك المنهيات . وهذه الروح هي إحدى اللطائف التي وضعها الله في الإنسان ، وهي لطيفة مستقلّة ، لا كما يقول البعض بأن النفس والروح والقلب والعقل والسر شيء واحد تختلف تسميته بحسب الأوصاف .
    والروح الرباني غير الروح الجسماني ، لكن هناك تعلق بينهما كتعلق الحديد بالمغناطيس . الروح الجسماني ليس له قوة الترقي والعروج والتفكير بل هذا للروح الرباني ، وصاحب الروح الرباني إذا ابتدأ بالتفكير وبالعبادة وبقراءة القرآن فإنه يستشعر بأن روحه الربانية تقوى وتريد الترقي . لكن من وراء هذه الروحِ النفسُ الأمّارة تجرّها بكلاليبها إلى الوراء ، فلا بد من المجاهدة .

    والروح الربانية إذا ارتقت وارتفعت فإنها لا تغيب عن نظر القلـب ، وصاحبها يراها بقلبه الرباني ولو كان مغمض العينين ، ويستشعر بأن هذه الروح التي ارتقت هي روحه يقيناً ، يعرفها كما يعرف أعضاءه . وهذه الرؤية كرؤية الظل ، فهل يشك الرائي لظله بأن هذا ظله أم لا ؟ وهذا الخروج يقوى كلما قويت جنود الروح على جنود النفس . والكشف غير الخروج والعروج ؛ فللروح خروج وعروج ووصول ، وهذا الوصول بلا كيف ولا تشبيه ، ولا يمكن أن يعبَّر عنه . والذي يهمُّنا العبوديةُ ، وأن نحافظ على صلاتنا مع الخشوع ، وأن نقرأَ القرآن الكريم بتدبر ، ونطبِّقَ على أنفسنا الصفات التي وصف الله بها عباده الصالحين ، و إذا صدر منا التقصير نستغفر ونرجع إلى الله تعالى .




    - الترقي استعداد
    الترقي استعداد ، وهذا لا يعني أنّ مَن جاهد نفسه ولم يترقّ ليس بسالك . المهمّ أن لا يغترّ الإنسان بنفسه ، وأن يكون مقيَّداً بالشرع الشريف ؛ فإذا كان ممن قال الله تعالى في حقهم :? وَإِذَا قُلْتُمْ فَاعْدِلُوا وَلَوْ كَانَ ذَا قُرْبَى ? [ الأنعام / 152 ] ، وممن قال فيهم : ? فَلاَ تَتَّبِعُوا الْهَوَى أَنْ تَعْدِلُوا ? [ النساء /135 ] ، فهو سالك ؛ أمّا إذا كان ضدَّ هذه الآيات ؛ أيْ يعملُ خلاف ما أُمِرَ به فهذا ليس بسالك ، ولو كان يقول : أنا سالك ، وعمري كلُّه قضيته في الطريق ؛ كلُّ ذلك فارغ ، فالميزان هو الشريعة .
    الذين سبقونا من أسيادنا ـ رحمهم الله تعالى ـ وصولاً إلى سيد المرسلين عليه الصلاة والسلام هذا هو مقياسهم ، وليس الخصوصيات والكشوفات . فالميزان هو الشريعة ، وكلما كان الإنسان موافقاً للشريعة أكثر فهو من الأفضلين ، وأما المراتب فهي عند الله جل جلاله.





    - التحقق بالعبودية
    التحقق بالعبودية من أحكام الشريعة ، و العبودية بالله أفضل من العبودية لله ، لأن العبودية بالله يُخرج صاحبُهـا نفسَه من البين بالكليّة .
    والعبودية لها جهتان :
    الأولى : عبودية بالقلب ، فتكون نيته خالصة لا تتوجه إلى طمع في الجنّة ولا إلى خوف من النار .
    الثانية :عبودية بالجوارح ، يُجْرِي عليها الأحكام الشرعية الموافقة للكتاب والسنّة .
    والذي يحافظ على العبودية في ظاهره وباطنه يكون خالصاً من كل الشوائب ، فإذا جاءته الإلهامات يعرِضُها على الشرع ، فإن كانت موافقة للشرع أخذ بها ، وإلاّ يرمي بها عرض الحائط .
    المريد الصادق يأخذ بوصية الله عز و جل, و ليس هناك أفضل و أكمل من وصية الله حيث يقول: { يَأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اذْكُرُوا الله َ ذِكْراً كَثِيراً } [سورة الأحزاب/41] و قيد الذكر بالكثرة, لأن الفائدة من الذكر لا تتحقق إلا بالكثرة, فإذا رأيت ثقل الذكر على لسانك اتهم نفسك بالنفاق, لأنه من أوصاف المنافقين, لقوله تعالى فيهم: { وَ لَا يَذْكُرُونَ الله َ إِلَّا قَلِيلاً } [سورة النساء/142] فلابد من الاستغفار و التوبة, حتى تقوى على ذكر الله, و بكثرة الذكر تخفف من طبيعتك البشرية, فلا تأخذ من الدنيا إلا بمقدار الحاجة, و عندها قلبك لا يميل و لا يرضى إلا بمولاك. فلابد من المجاهدة و كثرة الذكر. اللهم أعنا على ذكرك و شكرك و حسن عبادتك و لا تجعلنا من الغافلين.




    - لو عرف الناس حقيقة الذكر
    لو عرف الناس حقيقة الذكر و قيمته, ما تركوه ليلاً و لا نهاراً, و يكون مثلهم مثل الجائع الذي إذا لم يجد شيئاً أكل الحشيش ليسد جوعه, و الذكر يوقف صاحبه على الحقائق التالية:
    - بكثرة الذكر يقف على حقيقة النفس الأمارة بالسوء, و على خبثها و مكرها, عند ذلك يخالفها و يعاديها.
    - بكثرة الذكر يقف على حقيقة الشيطان و وسوسته, فيخالفه و يعاديه.
    بكثرة الذكر يتهيأ القلب لتلقي الأنوار, و عندها ينفسح و ينشرح و لا يرضى إلا بخالقه.
    بكثرة الذكر تتصل الروح بخالقها, و تشتاق إلى موطنها الأصلي. و هذه هي السعادة الأبدية.



    - الإكثار من كلمة التوحيد
    الإكثار من كلمة التوحيد تغير الإنسان و تجعله ذهباً صرفاً, و لكن لابد مع كثرة الذكر من الحضور التام, و ليس هناك أفضل من الذكر بعد الصلاة و لو وُجِدَ لقُلتُه لكم, و بالذكر يترقى الإنسان و يخفف طبيعته البشرية, و معرفة الله تعالى لا تكون إلا بتخفيف الطبيعة البشرية, فإذا حصلت المعرفة و المعية مع الله تعالى فإن الطبيعة البشرية لا تطلب إلا بمقدار الحاجة.



    - حافظو على تلاوة القرآن الكريم
    حافظوا على تلاوة القرآن الكريم في كل يوم, و عار على من كان في الطريق الشاذلي أن لا يقرأ في كل يوم جزءاً, لأنه لا يوجد أفضل من القرآن الكريم بعد الصلاة المفروضة,و فهم معاني القرآن روح لإيمان العبد, علينا أن نقوي الإيمان بتلاوة القرآن الكريم و فهم معانيه, و إذا قوي الإيمان ببركة القرآن الكريم, عندها يسهل علينا أن نتخلق بأخلاق رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم و نرمي الأخلاق الذميمة, نسأل الله أن يوفقنا لذلك.



    - احفر البئر في أرضك
    سئل شيخنا - حفظه الله - عن معنى عبارة لأحد العارفين، فأجاب احفر البئر في أرضك لا في أرض غيرك، حتى يطلع الماء من أرضك، لأنك إذا حفرت البئر في أرض غيرك يهجم عليك أصحاب الأرض ويأخذونه .





    - كل واحد من الناس يغتر بنفسه من جهة
    كل واحد من الناس يغتر بنفسه بشيئ، منهم من يغتر بماله، ومنهم بعلمه، ومنهم برجوليته، ومنهم بذكائه، كل واحد له شأن من الشؤون يتعلق به، فيكون متعلقاً بنفسه، كل هذا من الهوى . قال تعالى :(أفرأيت من اتخذ إلهه هواه ....) .





    - الهداية من الله
    الهداية من الله، لكن علينا أن نأخذ بالأسباب، فنتمسك بأخلاق الرسول عليه الصلاة والسلام .الله أرسل الرسل وأعطاهم الكتب والأخلاق، فعلينا أن نتمسك بأقوالهم ونتخلق بأخلاقهم .



    - علينا أن نتمسك بالشريعة
    علينا أن نتمسك بالشريعة المحمدية فنجري أحكام الشريعة على ظاهرنا، وأن نتمسك بسنة الرسول الأعظم عليه الصلاة والسلام أخلاقاً وافعالاً، ولو كان التمسك ببعض السنن في العمر مرة أو مرتين، حتى لا نحرم من بركاتها، لأنه لا يمكن لنا أن نطبق جميع سنن الرسول صلى الله عليه وسلم، وعلينا بكثرة ذكر الله عزوجل، وبالإخلاص في العبادة . الإخلاص محله الباطن، فعلينا أن نطهر بواطننا عن الأخلاق الرذيلة وعن الخبائث، وأن نتخلص من الرعونات النفسية , هذه صفات المريد القوي الذي يرضى الله جل وعلا عنه، ويرضى هو بقضاء الله تعالى وقدره .
    الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
    admin
    مؤسس المنتدى
     مؤسس المنتدى
    admin



    العمر : 47
    ذكر
    الوسام وسام الاداره

    اليك الوصايا Empty
    مُساهمةموضوع: رد: اليك الوصايا   اليك الوصايا Emptyالثلاثاء ديسمبر 28, 2010 2:17 pm

    الوصايا
    - الطريق فرع الشريعة
    الطريق فرع الشريعة، فمن لم يتمسك بالشريعة ويدعي أنه من أهل التصوف دعواه باطلة، لأن الأصل هو الشريعة، وأهل التصوف يهتمون بتطهير الباطن وتوجيهه إلى الخالق والأخذ بالعزائم . اعبدُ الخلق في الأرض أ هل التصوف، أعني أهل التصوف الحقيقيين .





    - أكثر المؤمنين يركضون وراء الثواب
    أكثر المؤمنين يركضون وراء الثواب ، مع أن الإصلاح مقدَّم على الثواب ؛ فالكافر والمنافق والفاسق يمكن أن ينفق في وجوه الخير مثلاً , لكن هذا الإنفاق لا يفيده إذا لم يصلح باطنه , لأن قبول الأعمال مشروط بالإخلاص , وهذا أمر لا يمكن للمؤمن أن يجزم به ، ولذا قال ربنا جلَّ وعلا : { والذين يؤتون ما آتوا وقلوبهم وجلة } , سألت السيدة عائشة رضي الله عنها رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالت : يا رسول الله ! ( أهو الذي يزني ويسرق ويشرب الخمر ثم يخاف الله ) ؟ قال : ( لا يا بنت الصدّيق ، لكنه الذي يتصدق ويصلي ويصوم ويحج ويخاف أن لا يقبل منه) ، أو كما قال عليه الصلاة والسلام .
    وكما أن الله أمرنا بإصلاح الظاهر ، وذلك بإجراء الأحكام الشرعية عليه ، أمرنا كذلك بإصلاح الباطن ، وذلك بترك الأخلاق الذميمة والتخلق بالأخلاق الحميدة ؛ فإذا لم يطهِّر المؤمن أو المؤمنة قلبه من الحقد والحسد والكبر والرياء والعجب وحب الرئاسة والاستعلاء على الناس وغير ذلك من الصفات الذميمة لا يستفيد من عبادته ، ولو قام الليل وصام النهار .
    فعلى المؤمن أن يطهِّر باطنه بكثرة ذكر الله عزَّ وجل ، حتى يرِقَّ الحجاب بينه وبين الله تعالى ,
    ولذا كان أساس الطريقة تزكية النفس , وبهذه التزكية مع كثرة ذكر الله عزَّ وجل يَطْهُر الباطن , وإذا طَهُرَ الباطن يرِقّ الحجاب بين العبد وبين الله جلَّ وعلا ، وإذا رقَّ الحجاب يقوى الإيمان ، وإذا قوي الإيمان يصل العبد إلى الاستشعار بقرب الله منه ، حينئذ يثبت عنده الاستحياء من الله تعالى .
    لو سألت أي مؤمن : إذا كان معك من هو أسَنُّ منك هل تهجم على المعاصي ؟ يقول : لا .
    فلِمَ تستحيي من الخلق ولا تستحيي من الخالق { وهو معكم أينما كنتم } ؟
    هذه المعية ثابتة لجميع الخلق حتى الكفار ، ولكن البُعد صِفَتُنا ، فلا نستشعر بهذه المعية بسبب الحُجُبِ من الموانع والغفلة .
    فلا بدَّ أن نطهِّر بواطننا حتى تُزال هذه الحجب ، ويحصل لنا الاستشعار بقرب الله تعالى منا .




    - الإنكار على الأولياء
    من لم يكن على سيرة الأولياء يشرد , إما معاندةً وإما حسداً , وإما لعدم معرفته بما وصلوا اليه .



    - وجهة القلب
    في قلب كل إنسان جهتان : جهة العمل الصالح وجهة المخالفات .
    أنواع الإصلاح كثيرة وأنواع الافساد كثيرة , وكلها تطلع من القلب , فلابد للمؤمن من أن يعتمد على قول الله تعالى ((إن الله كان عليكم رقيباً)) , عندئذ لايعصي الله جل وعلا , ولايخاف من أحد .




    - أدب الصحبة
    علينا أن لا يتعلق بعضنا ببعض , بالحسد والضغينة في القلوب , وب : فلان فعل هكذا وفلان فعل هكذا لأن هذا من النفس والشيطان لكن إذا وجدنا شيئاً مخالفاً من أحد , إذا أمكن نصحه فيما بيننا وبينه , فإن وجدنا منه خشونة نتركه .



    - أحوال العبد
    - الإنسان طول عمره لايخلو عن أربعة أمور :
    إما طاعة : يفتح الله تعالى عليه بها ويوفقه إليها , فعليه أن يستقبلها بالشكر والمداومة عليها وإما معصية : فعليه أن يستقبلها بالتوبة والاستغفار وفي الحديث ( فويل لمن غلبت آحاده أعشاره ) : الآحاد هي السيئات لأن السيئة بواحدة والأعشار هي الحسنات لأن الحسنة بعشر أمثالها .
    وإما نعمة : يفتح الله تعالى عليه بها من المال والأولاد وغير ذلك , فعليه ان يستقبلها بالشكر .
    وإما مصيبة : (( وماأصابتكم من مصيبة فبما كسبت أيديكم )) , فعليه ان يستقبلها بالصبر . وقد قال ربنا جل وعلا )) من يعمل سوءاً يجز به )).إما مصيبة وابتلاء , وإما أن تنقص آحاده من أعشاره .




    - الذكر منشور الولاية
    ذكر القلب ليس لكل أحد , من ادعى هذا لابد أن يرى من سيرته , هذا من منشورات الرجال الكمّل .
    الذكر منشور الولاية , فإذا التزم الإنسان بكثرة الذكر كأنه يأخذ السند من رحمة الله تعالى بأنه من أهل الولاية , لكنه إذا أهمل الذكر بعد ذلك فإنه يعزل عن الولاية ,
    من لم يذكر الله كثيرا يكون مع عقله ومع نفسه , أحيانا يستقيم وأحياناً ينحرف .
    من كان صادقا ً في ذكره تنتشر ولايته وتملأ البلاد .
    الذي ينحرف بضعف الحضور والذي يستقيم بقوة الحضور .




    - الصدق مفتاح التجليات
    بسم الله الرحمن الرحيم
    أفضل الناس بعد الأنبياء _ عليهم الصلاة والسّلام _ والصحابة _ رضي الله تعالى عنهم _ والتابعين، هم العلماء، ولكن الله قيَّد مزيّة العلماء بالخشية فقال : إنما يخشى اللهَ من عباده العلماءُ [ فاطر/28].
    فأفضل أصناف النّاس بعد الأنبياء والصّحابة والتّابعين هم الذين جمعوا بين العلم والخشية. وأما العالم الذي ليس عنده صدق ولاخشية فهو عالم لا يعمل بعلمه، وهذا يمكن أن يُعذَّب قبل المخالفين من عامّة المسلمين؛ لأنّه يعتبر من لصوص الدّين. نرى عوام المسلمين اعتقادهم أفضل من عوام العلماء لا من خواصهم، لأن خواصّهم مقيّدون بالخشية والتّقوى والصّدق. ونرى عوام العلماء _ مع مزيَّتهم _ ليس عندهم صدق ولا تقوى ولا يجتنبون المعاصي التي تفتح باب الكفر للمؤمنين. فالكذب مثلاً يفتح باب الكفر للمؤمن. المؤمن الذي يكذب ليس كافراً ولكن فعله فعل الكافر.
    نحن نُعذَّب ونَحْزَن ونُحرق روحيّاً على هذا الصّنف. ما بال هؤلاء يقولون ما لا يفعلون ؟ قد يكونون يفكّرون بأنّهم يتوبون، ولكنّ المعاصي مع العلم لا تليق بإيمان المؤمنين العوام فضلاً عمَّن يكون عالماً بوحدانيّة الله وعظمته وجلاله وربوبيّته وبوصفه بأنّه عالم سبحانه وتعالى.
    على المؤمن أن يتوب ويرجع قبل أن يُسكَّر عليه باب التّوبة، والله يقبل توبة العبد ما لم يغرغر.
    هذه الأخلاق المذمومة نجدها في المحبّين لدينهم، نرى فيهم عدم الصّدق، يتكلّمون بألسنتهم ما ليس في قلوبهم. علينا أن لا نكون هكذا.
    مَن لم يشخِّص له الطّبيب مرضه كيف يُعالَج ؟
    هذا المرض _ أعني عدم الصّدق _ موجود فينا، علينا أن نعالجه، حتّى نصلح للتجلّيات الذّاتيّة والصّفاتيّة.




    - في ذم المدح
    لو أصغيت إلى نفسك عندما تُمدح لوجدت العُجب و الغرور فيها يتحرك, و النفوس عند جميع الخلق واحدة, و هذا يعني أن الهوى يتحرك في نفوس الآخرين كما يتحرك في نفسك, لذلك وجب عليك أن لا تمدح حرصاً على إخوانك, و تحثو التراب في وجوه المادحين حرصاً على قلبك و نفسك.



    - مجموعة وصايا2
    كما أن الله تعالى أعظم من كل المخلوقات كذلك كلامه القرآن الكريم عالي أعلى من كل الكلام , كل العلوم تجتمع فيه , لكن الله تعالى يعطي كل فرد بقدر ما أعد له وبقدر صدقه وإخلاصه مع الله تعالى , المؤمن بدون القرآن لا قيمة له مثل بيل بدون بطارية لا يشتغل.
    إذا لم يكن الإنسان مربوطا بنفسه فكل الطرق أمامه مفتوحة , فك هذا الربط يكون بالتعلق بالله وبرسول الله صلى الله عليه وسلم وهذا لا يكون إلا بذكر الله تعالى ,يقول لنفسه أرى كثيراً من المتقدمين منفكين عن أنفسهم وإني مربوط بها فلابد أن أفك هذا الربط .
    بعضهم يقبلون هذا الكلام (النصيحة) وبعضهم لا يقبلون لأن ربطهم أشد .
    لم قال ربنا فاعتبروا يا أولي الألباب ؟ لابد لكل مسلم أن يعتبر ويتفكر بعقله لم سبقونا ؟ الأمر ليس متعلق بالاستعداد , إذا وجد الاستعداد فالمسلم يترقى وإذا لم يوجد يفك من ربطه ويبقى سالما, هذا والله نعمة .
    ليس كل إنسان يستشعر بهذا الربط فلابد من واحد يدله عليه حتى يفك (المؤمنون والمؤمنات بعضهم أولياء بعض ) .
    الذي يربط الإنسان كثير , بعضهم يتعلق بالكشوفات والأذواق ,إذا تعلق الإنسان بالأذواق نفسه ل تشبع منها .
    لابد أن يقول لنفسه : أنت لا تشبعين من الأذواق تأكلين ثمرة عبادتك في الدنيا .
    حصول الأذواق والكشوفات متعلق بالله تعالى , وإذا أعطى لابد للمؤمن أن يشكر الله عليها ولا يتعلق بها .
    بعض الأولياء لم يكشف لهم هذا أفضل .
    مثال : إذا دخل إنسان بستانا فيه مشمش وتفاح وبرتقال فإن أكل بدون إذن صاحب البستان أحسن أم إذا استأذن أحسن ؟ معلوم أحسن أن يستأذن.
    _ إذا فتح باب الدنيا على المؤمن قلَ من يبقى على الاستقامة .
    من استغرق بالمادة يسكر الطريق الموصول إلى قلبه وإلى عقله , ويبقى عنده طريق واحدة هو طريق المادة .




    - مجموعة وصايا 1
    كل الأعمال إذا كان المطلوب فيها هو رضا الله تعالى تكون جيدة ولو كانت قليلة , فعلى المؤمن أن يتفكر في أول العبادة أن تكون لطلب رضا الله , وبعد ذلك عليه أن لايعطي المجال حتى يحبط العمل وذلك بدخول الرياء والعجب وغير ذلك لأن العمل إذا دخلته هذه الأمور يحبط – نعوذ بالله – ولا يعدّ عملا , ويبقى تعبه على فاعله , وعذابه كذلك .
    الموت طريق لابد لنا جميعا أن نمر به , فهو شئ محقق , ومع ذلك لو نظرنا إلى أعمالنا وأحوالنا نرى كأننا لم نسمع بالموت ولم نعلم به , علينا أن لانغفل عن هذا الطريق (الموت).

    إذا ثبت الإخلاص يرفع طلب الثواب
    هل العين تحسد أختها ؟ لا . كيف للمؤمن أن يحسد المؤمن ؟ كل ذلك من شؤون النفس الأمارة الله تعالى يقول (إنما المؤمنون إخوة ) وقد قال ربنا عن القاتل (فمن عفي له من أخيه شئ) فعلى الرغم من أنه قتل أخاه بقي أخاً , ورسول الله صلى الله عليه وسلم يقول مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم كمثل الجسد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى .




    - مجموعة وصايا 3
    بسم الله والحمد لله والصلاة على رسول الله وعلى آله وصحبه وسلم
    أما بعد : أيها الاخوة والاخوات فان الانسان بين حياتين ,حياة حاضرة , وحياة ثانية هو مقبل عليها , نرى أكثر الناس من المؤمنين والمؤمنات , الموافقين والمخالفين ,متعلقين بهذه الحياه الحاضرة , وقل من نجد ونرى من لايهتمون بهذه الحياة الحاضرة , وهم ينظرون اليها نظر المسافر , الذي سيرجع الى مكانه الاصلي , وهو الاخرة , قل من يتفكر في هذه الحياه الثانية .
    لابد أن نقوي التفكر في الحياة الثانية , لان الله جل وعلا واقف على هواجس قلوبنا وخطراتنا , فلا بد أن نزداد ولاننقص , وان لانغفل عن الاخرة بالامور العادية , ولانتعلق بها , حتى لا يضعف تعلقنا بالحباة الثانية .
    واذا نظرنا الى هذهالحياة العامة في الدنيا نرى تعلقنا بها اكثر من تعلقنا بالحياة الثانية . ليس لنا حق في أن نتعلق بهذه الحياة الحاضرة , لان الرزاق هو الله , وعلينا ان ناخذ بالاسباب فقط , والباقي نفوضه اليه , ليضعف تعلقنا بالحياة الحاضرة .
    واذا تسال كيف نقوي هذه الحياة الثانية ؟ اقول لكم : قال ربنا جل وعلا :( ومالحياة الدنيا الا متاع الغرور ) واذا تفكرنا في هذه الاية لحظة او ساعة او يوما او يومين وقوي تعلقنا بالحياة الثانية , فكم ساعة وكم يوما يضعف تعلقنا بسبب غفلتنا ؟
    واذا نظرنا الى المتعلقين بهذه الحياة الحاضرة , وبدانا بالمؤمنين نجد ان منهم متعلقون بالمشيخة . ومنهم بالشهرة ومنهم بالحج ومنهم بالنوافل , الحج والعمرة جيدة , لكن لها شرط واحد , اذا كانت خالصة لوجه الله تعالى تقبل لانها مقيدة بالاخلاص , والا لايقبل منا صيام ولا صلاة قال تعالى (ولاتبطلوا اعمالكم ), والعمل يبطل اذا لم يوجد شرطه , وهو الاخلاص .
    علبنا ان نفتش قلوبنا , هل الغالب عليها الاخرة او الدنيا ؟ الاهل والاولاد او المقام او غير ذلك ؟
    نرى الكثيرين متعلقين بالمقام وبالدنيا , ويقاتلون عليهما , هذا كله ليس من مقتضى الايمان , لان الايمان قبل العمل الصالح , ويقوى الايمان بالعمل الصالح .
    لابد للمؤمن ان ينظر بعين الحقيقة الى ايمانه , والعمل الصالح لابد أن يفتش , هل يقبل منا او لايقبل ؟كما قال ربنا جل وعلا :(والذين يؤنون ما آتو وقلوبهم وجلة )
    سالت امنا عائشة رضي الله عنها : اهو الذي يسرق ويزني ويشرب الخمر , وهو مع هذا يخاف الله ؟ قال صلى الله الله عليه وسلم : لايا بنت الصديق , لكنه الذي يصلي ويصوم ويتصدق , وهو يخاف عدم القبول .
    نحن قد نتفكر ساعة في خلق السموات والارض فيحصل لنا الخشوع , والثلاث وعشرون ساعة الباقية كلها غفلة .
    فلابد قبل ان نرحل من هذه الحياه الحاضرة , التى هي كالسراب لابد أن نتهيا لما بعدها حتى لاتحصل لنا الندامة .
    العلم بارتحالنا من الدنيا شئ , والعمل به شئ آخر
    لان كل مؤمن يعلم ويعتقد أنخ يخرج من هذه الدنيا , لكن ليس كل مؤمن يعمل بمقتضى هذا العلم .
    هذا متعلق بالمسؤولية , وهذا متعلق بالشهرة , وهذا يترفع على الاخرين ....
    لو تفكرنا في هذه الاخلاق لابد أن نستحي من خالقنا المطلع علينا .
    اللهم نور قلوبنا وعقولنا وبصيرتنا , ووفقنا لطاعتك فيما تريد منا , ولموافقه السنة السنية حتى نخرج من الدنيا مع الشهادة والايمان .

    لايلزم أن يكون المتكلم احسن من السامعين , ايهما يتمسك باوامر الله جل وعلا وسنة رسوله صلى اله عليه وأله وسلم هو الافضل .
    اللهم انا نتبرا من حولنا وقوتنا ونلتجئ الى عفوك ورحمتك , ونسالك ان توجه قلوبنا الى حقيقة ما يقضيه كلامك وكلام حبيبك صلى الله عليه وسلم .
    وان كنتم تدافعون عن أنسكم وتزكون احوالكم , عليكم ان تنظروا الى صلاتكم , هل هي من صلاة الخاشعين , او اكثرها من صلاة الغافلين , هل انتم في صلاتكم تناجون ربكم ام تتدحرجون وراء الخطرات والوساوس .
    زينوا صلاتكم بميزان المناجاة , فان وافقته اهلا وسهلا , وادعوا لنا بالتوفيق والاستقامة في الصلاة , والا فليس لنا حق في ن ندافع عن هذه النفس الامارة ونزكيها .
    ايها الاخوة والاخوات قطعيا هذه الدنيا تنتهي , وتحصل لنا الخسارة والندامة , ولاينفع هناك الندم.
    استغفر العضيم لنا ولكم , من قول ومدافعة عن النفس بدون اعمال . وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم .
    والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .




    - من توجيهات سيدي الشيخ أحمد فتح الله جامي في شهر رمضان المبارك
    بسم الله الرحمن الرحيم
    من توجيهات سيدي الشيخ أحمد فتح الله جامي في شهر رمضان المبارك
    الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه أجمعين .
    أيها المؤمنون والمؤمنات احفظوا أمر الله جل وعلا من حظوظ النفس وسيطرة الشيطان والأنانية والأخلاق الذميمة .
    إذا غلبت الأوصاف الذميمة على مشاعر المؤمن فإن القلب والاعتقاد يتضرر بهذه الأوصاف الذميمة , ولكن على المؤمن أن يحافظ ويجاهد حتى يخلص القلب المنور من تحت سيطرة النفس الأمارة والشيطان ,لا سمح الله إذا مات الإنسان بهذه الأوصاف فيه إيمان وفيه تخريب الشيطان على القلب إذا خرج مع الإيمان يوم الحشر إما أن يعفو الله عنه وإما أن يتجلى بالعدالة وبعده يخرج من النار , وأما من ذهب بكليته مع الشيطان والنفس وكان بعيدا عن الأخلاق الإسلامية واتبع الشيطان _ نعوذ بالله _ إذا خرج من الدنيا بدون إيمان جزاءً لأعماله الفاسدة يبقى في جهنم . علينا جميعاً أن نحترز عما يفسد قلوبنا من حب الدنيا واتباع الهوى والأنانية .
    هذا الوعظ والنصيحة من الكتاب والسنة ومن قرأها واتبعها فإن هذه الإرشادات من أمور الطريق والشريعة والسنة , ومن لم يقرأها ولم يهتم بها هذا من فساق القلب , احذروا أن تخالفوا أمر الطريق هذا ضرر , لأن هذا الطريق متصل برسول الله صلى الله عليه وسلم الذي يأتي يعمل بأمر الله ورسوله والأسياد, معناه يكون نقض .
    نرجو الله أن نخلص من همزات الشيطان وإفسادات النفس وندخل القبر مع الإيمان والشهادة .
    وأما من يتفكر أحمد يقول ولكن نحن نتبع ماألفينا حين ذاك هو لا يعرف أنه يتبع الشيطان , هذا من قسم الذي يفسق قلبه .
    اللهم إنا نعوذ بك من عين لا تدمع ومن قلب لا يخشع .
    القلب الذي لا يخشع لا يخاف من الله ولا يتذلل له ولا يطمئن بذكره تعالى لأنه من علامة فسق القلب ولذا قال الشيخ الإمام الحسن البصري رضي الله عنه : الخشوع هو الخوف الدائم في القلب . كذا من الدر المنثور .
    علينا جميعا أن لا نزكي أنفسنا , أنت تعتمد على ما سمعت ولا تذكر إلا قليلاً ولا تتفكر في الأحاديث النبوية كأنك أخذت وثيقة بأنك ناجٍ من النار .
    قال جل وعلا : ((إن عذاب ربك غير مأمون ))
    هذا من خدع الشيطان وفسق القلب , هل لنا سند أو وثيقة أن يرضى ربنا عنا ويحاسبنا حساباً يسيراً ويرجع إلى أهله مسروراً أو أن تقول ياليتني لم أتخذ فلاناً خليلاً لقد أضلني عن الذكر .
    لقد جاء رمضان نرجو الله أن يعفو عنا وعن المؤمنين جميعاً , اتركوا هذه الأخلاق الذميمة لا تظنوا بأنفسكم حسن الظن مادامت النفس أمارةً بالسوء لا يعتمد عليها ولا تخرج من خباثتها .
    مادامت الروح في الجسد لابد من مجاهدة , لا تكونوا ممن يحبون المال حباً جماً , ولا تأكلوا التراث أكلا لماً , قال ربنا جل وعلا : ((إنما أموالكم وأولادكم فتنة )) فتنة , تفكروا في أنفسكم أنتم لا تستغفرون لوالديكم وتطلبون من الله الرزق , عليكم بالسعي حرصكم لا يزيد الرزق وتوكلكم لا ينقص شيئاً حسبنا الله ونعم الوكيل نعم المولى ونعم المصير غفرانك ربنا وإليك المصير ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم .
    لا تظنوا الذين يقولون ويعظون أحسن منكم , كلنا نعيش في هذه الدنيا ومعنا عدوّان النفس والشيطان , هيئوا لما بعد الموت قبل أن تدخلوا القبر وتحصل لكم الندامة , سواء كنا أو كنتم تعملون الأعمال الصالحة قليلاً أو كثيراً وتحصل الندامة لمن لا يقول لمَ لم أكثر من الأعمال الصالحة ولم َ تركت ذلك ولمَ تركت هذا .
    موتوا قبل أن تموتوا وتوبوا واستغفروا الله قبل فوات النعمة (( وهو الذي يقبل التوبة عن عباده ويعفو عن السيئات )) , لاتفوّتوا هذه النعمة في الدنيا , أي عمل تعملون اجعلوا نيتكم خالصة لوجه الله , لا تغتروا بالمدح حتى يقولوا هذه مسؤولة جيدة هذا رجل جيد لا تتفكروا في ذلك أعمالنا تبطل إذا فقد الإخلاص .
    والله يعفو عن عباده في هذا الشهر المبارك كثيراً_ لا يعدّ _ علينا وعليكم جميعاً أن لا نحرم من هذا العفو في هذا الشهر المبارك خصوصاً فيه ليلة القدر خير من ألف شهر . تفكروا في أعمالكم قرب علمه وقرب سمعه وقرب إرادته وقرب صفاته الجلالية حتى يحصل لكم الاستحياء منه قال جل وعلا : ((لقد خلقنا الإنسان ونعلم ما توسوس به نفسه )) مادام هو واقف على خطرات أنفسنا لابد أن نستحي منه ولا نقول إلا صدقاً ونتجنب عن النميمة وسماع النمام والغيبة وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه والحمد لله بنعمته تتم الصالحات اللهم لا تحرمنا من فضل هذا الشهر المبارك وارزقنا بركة ليلة القدر ولو كان مجهول عندنا والأصح هو في العشر الأواخر . الصالحون لا يتركون التهجد لكل السنة لينالوا ليلة القدر .
    وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم وحسبنا الله ونعم الوكيل .






    - وصايا اعتكاف 1430
    وصايا اعتكاف رمضان 1430 هـ

    بسم الله الرحمن الرحيم

    - كل المؤمنين يُقِرُّون بقرب الله منهم بعلمه. لكنهم من حيث العمل ليسوا هكذا.

    و إلا فهذا التمسك بحطام الدنيا وبالفتنة من أين؟ والتمسك بالمشيخة من أين؟

    العلم شيء والعمل شيء آخر, علينا أن نعمل بما نعلم.

    توبوا إلى الله, فالله يقبل التوبة عن عباده.

    اخرجوا من هذه الفرعونية.

    الإمام الشاذلي - لا أحمد - (و هو الذي يقول عنه بعض الأولياء: مرتبته أعلى من مرتبة الجيلاني - رضي الله عنهما -) يقول: اللهم لا تكلنا إلى أنفسنا طرفة عين ولا أقل من ذلك.

    و يقول: إذا انقطع الإنسان عن نفسه يصل إلى المراقبة، فيكون تحت مراقبة الله.

    هذا هو الإيمان, ليس الإيمان بالعلم فقط.

    يقول الباجوري في شرح جوهرة التوحيد:

    و اعلم أن الإيمان على خمسة أقسام:

    1- إيمان عن تقليد: وهو الإيمان الناشئ بدون دليل. [هذا الإيمان مختلَف فيه، والأصح أنه مقبول].

    2- إيمان عن علم: وهو الإيمان الناشئ عن معرفة العقائد بأدلتها.

    3- إيمان عن عَيان: وهو الإيمان الناشئ عن مراقبة القلب لله, بحيث لا يغيب عنه طرفة عين.

    4- إيمان عن حق: وهو الإيمان الناشئ عن مشاهدة الله بالقلب. [بدون كيف, نعرف ربنا بأسمائه, ولا يلزم لنا التفكر في الكمية والكيفية].

    5- إيمان عن حقيقة: وهو الإيمان الناشئ عن كونه لا يشهد إلا الله. [هذا القسم مستغرِقٌ في الحضور].

    لكن نحن لا نأخذ بالقرآن, ولا بالصلوات على رسول الله صلى الله عليه وسلم, ولا بالذكر, ونقول: إني منسوب إلى الطريقة الفلانية.

    الأكثر هكذا، ليسوا مصلحين, بل يتبعون نفوسهم.



    - لا ينقص المؤمنين في الدنيا إلا شيء واحد: هو العمل بمقتضى الإيمان.

    سبب هذا: الحرصُ على الدنيا, والبعدُ عن الآخرة, بل نسيان الآخرة.

    بعض المؤمنين لا يعملون بمقتضى الإيمان بسبب الغفلة, هؤلاء نرجو الله أن يعفو عنهم, لكن أكثرهم بسبب التمسك بالنفس الأمارة.



    - الذي ترك نفسه ولم يتبعها, وهو يتبع القرآن والسنة, ويطهر باطنه, تحصل له المعرفة, وإذا حصلت له المعرفة يحصل له القرب. يعني: إذا بَعُدَ عن نفسه يَقْرُبُ من ربه.

    الذي وصل إلى هذا يدخل في إيمان المراقبة, فلا يغيب الله عن قلبه طرفة عين, كما يقولون: إن الله لا يغيب عن قلوب العارفين.

    هذا شأن الإيمان, ليس شأن الفلوس, وهو شأن العمل الصالح.

    ما هو العمل الصالح؟ أن يكون ظاهراً موافقاً للشريعة والسنة, وباطناً بعيداً عن الرياء والعجب والشهرة.



    - كل إنسان محامٍ لنفسه, يدافع عنها, مع أن أنفسنا أخبث من نفس فرعون.

    سمعت بعض الأولياء يقول: من لم يعرف أن نفسه أخبث من نفس فرعون فهو لا يعرفها.

    و من لم يعرف نفسه يتبعها.

    علينا أن نترك نفوسنا, وذلك بالتوبة والاستغفار وعدم الرجوع إلى الذنوب, وإن كانت متعلقة بحقوق العباد علينا أن نعيد إليهم حقوقهم. لكن الأنانية تمنع من ذلك.

    س: كيف يمكن للإنسان أن لا يرجع إلى الذنوب والمخالفات؟

    ج: إذا تاب الإنسان عليه بإيمانه أن يستحيي من الله. إذا كنتَ تمشي في الطريق, وأبوك معك, تستحيي منه أن تنظر إلى النساء.

    كذلك من كان إيمانه بالله قوياً يستحيي منه جلَّ وعلا.

    تسألون: كيف .. كيف ..؟ بذر /كيف/ لا ينبت، لا بد من العمل.

    علينا أن نقوي إيماننا واعتقادنا بربنا، حتى لا نخالفه بما ينهانا عنه.

    إني أقول لكم جميعاً وأقول لنفسي: الذي يريد هذا، عليه أن يستغرق في ذكر الله وقراءة القرآن, ويترك جميع العالم قلبياً, ويبقى مع ربه. وهذا لا يمنع أن يتسبب في معيشته ومعيشة أولاده, ويكون حبه لزوجته ولأولاده لأجل الله, لا للزوجية ولا للأولادية.

    لكن هذا ليس رخيصاً, وليس سهلاً, إلا على من سهَّله الله عليه.

    نرى صاحب المليارات يموت, والذي يحصل على قطعة الخبز بصعوبة يموت, معناه: المهم أن يذهب الإنسان من الدنيا وربه راضٍ عنه.

    الله جل وعلا يعلم كل شيء في قلب الإنسان, وبعد الله, لا يعلم شخصٌ بعيوبه مثل نفسه, أما إذا كان يكتم ذلك, فهذا شيء آخر.

    الذي يحب الله لا بد أن لا يحب ما لا يحبه الله.

    لكل داء دواء, فكيف لا يكون دواء للنفس الأمارة؟

    يقول البوصيري - رحمه الله -:

    مَنْ لي بِرَدِّ جِماحٍ مِنْ غِوايتها كما يُرَدُّ جِماحُ الخيْلِ باللُّجُمِ



    - نحن لسنا مسؤولين عن حسن الخاتمة, لكننا مسؤولون عن الدقيقة التي نعيش فيها.



    - القرآن الكريم لا يترك شيئاً إلا ويتكلم عنه, لكن الآخذ منه بصفاء الروح وصفاء القلب يعرف ذلك.



    س: طول وقت العمل يسبب الغفلة, فما الذي أفعله؟

    ج: قال الله جل وعلا في القرآن الكريم: (و ما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون) أي: ليعرفون.

    والإنسان بالعبادة يعرف الربّ جل وعلا.

    والله تعالى متكفِّلٌ برزق العبد, لكنه ليس متكفلاً بالعفو عنه, فلا بدّ للإنسان أن يقدِّم آخرته على دنياه.



    - إذا أصاب الإنسانَ سعالٌ أو رشحٌ نراه يذهب إلى الصيدلي أو الطبيب, ويسأل عن دواء, أما في أمور الدين فلا يسأل, وإذا قيل له شيء مخالف لنفسه لا يقبل - نعوذ بالله - يخرج من الدين ولا يقبل.



    - على المؤمن أن لا يتبع من اتبع هواه, لأن في ذاك خطر وضرر.



    - على المؤمن أن يكون مثل القطة, إذا رأت فأرة دخلت في جحر, تبقى ساعة أو ساعتين هناك جائعة, لا تترك المكان, وهي تراقب متى تخرج.

    لا بد للمؤمن أن يكون هكذا, حتى إذا جاء شيء إلى قلبه, قبل أن يصل إليه يضربه: (وإما ينزغنك من الشيطان نزغ فاستعذ بالله ...). لِمَ تشتغل بالكلب /الشيطان/؟ اشتغل بصاحبه /الله/.



    - رفيقك علم الله, فلا بد أن لا تنسى رفيقك: (وهو معكم أينما كنتم). آمنَّا بخالقيَّته لنا, وآمنَّا بمعيته لنا, فلا بد أن نستحيي منه.



    - طالب الكرامة مثل الذي يطلب الفلوس, عليه أن يطهّر قلبه.

    فَتِّش قلبك, هل حب الله وحب رسوله غالب عليه أم حب الكشف والكرامة؟



    - لا يعرف حقيقة ربنا إلا هو سبحانه وتعالى, ونحن لا نعرف إلا اسمه.



    - تعلقوا بالطريق, لأن الطريق متصل برسول الله صلى الله عليه وسلم. ولو رأيتم طريقاً غير طريقكم, كلهم أولياء، كلهم أبدال, كلهم أقطاب, عليكم أن تتبعوا طريقتكم، لأنها باب استفادتكم, ولا تنقدوا على الطرق الأخرى, إلا بحق الشريعة.



    - كل شيء يُجدَّد إلا العمر, فإنه لا يُجدَّد, والذي ذهب منه لا يعود.



    - لو تضعني على ظهرك، وتدور بي في مرعش, ليس لذلك عندي قيمة قرش, ولو تأخذ بالقرآن الكريم والسنة أضعك على رأسي.



    - احذر أن تكون شيطاناً للآخر, تتعلق به وتمدحه؛ هذه وظيفة الشيطان.



    - س: إذا أقر الإنسان بتقصيره هل يكسب رضا الله؟



    ج: الإنسان لا يخلو عن التقصير, سواءً أكان من الأولياء أو من العوام, كل واحد تقصيره على قدره, فإذا أقرَّ بتقصيره لا بد من التوبة, أما إذا أقرَّ وبقي على التقصير يكون كالمعنِّد، هذا ليس جيداً.

    الإنسان لا يخلو عن التقصير, والعفو عفوه جلَّ وعلا, ورحمته شاملة لجميع المخلوقات, من سيدنا آدم إلى آخر الدنيا.



    - س: هل طلب رؤية النبي صلى الله عليه وسلم من حظوظ النفس؟



    ج: يمكن. لا بد أن نعيش بأمر النبي صلى الله عليه وسلم, ونعيش بسنته, هذا نُسأل عنه. وإذا رزق الله العبدَ رؤية النبي صلى الله عليه وسلم, فهذا ليس بيد العبد. حق العبد أن لا يطلب شيئاً ليس بيده.



    - القربة المملوءة بالمسك - ولو أُغلق فمها بشكل جيد - يخرج منها ريح المسك.

    الإنسان بأخلاقه الباطنة مثل ذلك, إذا كان موافقاً يخرج منه مثل ريح المسك, وإذا لم يكن موافقاً يخرج منه كريح روث الحيوان.



    - من كان يحب دينه يحب ناموسه ويحب غيرته, ولذا فإن قلة الغيرة تدل على قلة الدين.



    - كما أن الإنسان يرعى أولاده, ويراقبهم حتى لا يخرجوا عن الاستقامة, عليه أن يعيش تحت رقابة من هو فوقه, وهو الله تعالى.

    خالقنا مسيطر بحكمته على جميع الكونين, فعلينا بالاستقامة.

    قاعدة الاستقامة ودستورها الشريعةُ المحمدية والسنة النبوية والصراط المستقيم, لكن نفوسنا لا تقبل.

    إذا شَرَدَ واحد من أولادنا ننزعج منه, وقد نضربه أو نطرده, ولا نسمح عنه حتى يرجع.

    العقل ليس بالفلوس, بل بالله تعالى وبرسوله صلى الله عليه وسلم, حينذاك يكون الشخص مستقيماً مع أهله وأولاده, فإن قبلوا منه النصيحة, هذا أحسن, وإن لم يقبلوا لا يتبعهم.

    وهكذا على الإنسان أن يعيش تحت ربوبية خالقه جلَّ وعلا, لكن مخالفة النفس صعبة.

    مثلاً: فلان أخذ مالي, عليَّ أن أسامحه, وإذا أراد الله أن يعطيني أفضل من ذلك فهو قادر. وفي كل العلاقات هكذا, لكن ليس عندنا أخلاق محمدية، حتى نتواضع لأخينا المسلم.



    - دخول الطريق نعمة من الله, وهو تقسيم الله جلَّ وعلا.

    وإذا أنعم الله على أحد ظاهراً أو باطناً، عليه أن يتمسك بهذه النعمة حتى لا تضيع: (إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم).

    لكن حب الدنيا وحب المشيخة بلاء ومصيبة على الطريق وعلى أهل الطريق, لا يُؤمَن في هذا العصر على أخلاقنا.



    - المنافذ المفتوحة على قلب الإنسان اثنان:

    واحد من الله تعالى عن طريق الملائكة, كله خير, وأحياناً يجر الملَك الإنسانَ من خير إلى خير.

    و المنفذ الآخر يأتي من الشيطان ويصل إلى النفس, كله شر, خيره شر, وشره شر, لأن خيره مملوء بالشر.

    خباثة النفس أقوى من سبعين شيطاناً, ومع هذا فإن الشيطان لا يتركها.

    ولذا فإن الإنسان يغترُّ بالفلوس أو بالنساء أو بالشهادة.



    - س: كيف يحصل للإنسان تمييز؟

    ج: يقول الله تعالى: (يا أيها الذين آمنوا إن تتقوا الله يجعل لكم فرقاناً), فإذا تمسكتَ بالتقوى يكون عندك الفرقان، الذي تفرق به بين الموافق للشريعة والمخالف.

    مفتاح التمييز تقوى الله تعالى, لكن التقوى بالباطن لا بالظاهر, كما قال عليه الصلاة والسلام: (التقوى ههنا, التقوى ههنا) وأشار إلى صدره الشريف.



    - كل العقيدة وكل الشريعة وكل التصوف في القرآن الكريم.

    الذي خلقنا يطلب منا شيئاً.

    ما هو هذا الشيء؟ إنه الإيمان, وبعد ذلك مقتضى الإيمان.

    كيف نعرف مقتضى الإيمان؟ بالشريعة.

    ولذا فإن الذي أعطاه ربه عقلاً يتمسك بالشريعة.



    - الدنيا آلة البعد عن الاستفادة، ولو لم تبعد الإنسان عن الدين بالكلية فإنها تبعده عن الاستفادة, وتشغله بأشياء بسيطة.



    - س: كيف نقوي اعتقادنا بالطريق؟

    ج: بأن نعتقد أن الطريق متصل برسول الله صلى الله عليه وسلم, وأنه ليس خارج الشريعة والسنة, بل الأصل هو الشريعة, والطريق فرع لها.



    - س: ما الذي يعين على الاستقامة؟

    ج: تطهير القلب, وتصفية الباطن, وكثرة الذكر, وقراءة القرآن بالتدبر, وترك الناهي جميعاً, وفعل الفرائض بالكلية, في أوقاتها المخصوصة, وعدم تجاوز الحد في المباحات؛ من الأكل والشرب والثياب والكلام وهكذا.

    كل الذين وصلوا إلى ما وصلوا إليه - رضي الله عنهم - وصلوا بهذه الأمور, لا بشيء خارج عن الشريعة. وكلما تقدموا تظهر لهم حقيقة النبوة.

    بالتصوف تحصل الولاية, وبالولاية تثبت رسالة الرسول صلى الله عليه وسلم في الحقيقة, يعني: يطَّلع الإنسان عليها.

    لو كان الوصول بالأكل فإن الثور يأكل أكثر من الإنسان, ولو كان بالمعاشرة فإن العصافير أكثر معاشرة من الإنسان.

    معناه: حقيقة الإنسان ليست بهذه الأشياء.

    من كان همُّه بطنَه فَقَدْرُهُ ما يخرج منها, هذه قواعد.

    سند المؤمن وآلته وروحه ودينه هو الشريعة, وما دام الله تعالى قد أكمل الشريعة, ورسوله صلى الله عليه وسلم قد بلَّغها إلينا, فلا بد أن نعمل بها.



    - إذا صحّ القلب فإن جميع الجوارح واللطائف تأخذ حصتها منه.



    - س: تأتيني خواطر أثناء الذكر: متى الفتح؟

    ج:هذه الخواطر شيطانية, تجعل عملك معلولاً. عليك أن تعمل لوجه الله. قل لنفسك: إني أصلي لأن الصلاة فرض عليَّ, وأقرأ الأوراد الشاذلية لأني وَعدتُ أن أقرأها.. وهكذا.



    - علينا أن لا نحمل قصور الشيخ أو قصور الأحباب على الطريق.

    لكن من يرى قصور الشيخ عليه أن يترك الطريق, لأن التسليم ضروري, وبدونه لا يستفاد.



    - الإخلاص في العبادة أن تكون لوجه الله تعالى بدون علة.

    وإذا كان الإنسان من المتقين الصالحين فإن عبادته لا تكون لطلب الجنة ولا خوفا من النار؛ هذا إذا كان من الخواص. أما العوام فإنهم يعبدون الله لطلب الجنة وللخلاص من النار؛ هذه العبادة معلولة.

    أما حصول الغفلة أثناء العبادة فإنه يُذهب الحضور, هذا غير الإخلاص.



    - القلوب التي هي أوعية الإيمان والعرفان والتفكر في الآخرة وفي الحِلِّ وفي الحرمة, أهل الدنيا أكثرهم يضعون القاذورات على هذه الجوهرة, ولذا فإن أولياءَنا كلهم يقولون: لا تقعدوا مع أهل الدنيا.

    إذا غَلبت المادة أو الأنانية أو الصفات الذميمة في الإنسان, يتغطى القلب المنوَّر الذي هو وعاء الإيمان والمعرفة.



    - س: أذكر بعد الفجر إلى الشمس, وبعد العشاء, في كل منهما: ألفي مرة /لا إله إلا الله/، وألف مرة /صلاة على رسول الله صلى الله عليه وسلم/, فهل هذا يكفي؟

    ج: عيوبنا أكثر من هذا, هذا قليل بالنسبة إلى عيوبنا وإلى غفلتنا. عليك - خارج أوقات العبادات المقيَّدة؛ كالصلاة والحج - أن تشتغل بالذكر والصلاة على رسول الله صلى الله عليه وسلم وقراءة القرآن, مع السعي على العيال. السعي على الأولاد بقدر الحاجة لا يُعَدُّ من الدنيا.



    - س: كيف يعرف الإنسان أنه يقرأ القرآن بتدبر, وما أثر هذه القراءة على القلب والنفس والروح؟

    ج: يختلف قارئ القرآن باختلاف إيمانه بالقرآن, مع تفهُّمه لمعاني القرآن.

    فمنهم من تنزل عليهم الفيوضات الإلهية وهو يقرأ القرآن, ومنهم من يتأثر بمعاني القرآن, لكن لا تحصل له الفيوضات, وهذا لا يخلو من الفائدة.

    أثره تطهير القلب من حب الدنيا والأنانيّة وسوء الظنِّ بالمؤمنين, وغير ذلك من الأوصاف المذمومة في قلب الإنسان, والتي تصل إلى اثنين وأربعين. عليك أن تجرِّب.



    - س: قال تعالى: (ومن يؤتَ الحكمة فقد أوتي خيراً كثيراً) فكيف نحصل على الحكمة؟

    ج: علينا أن نكون مع الشريعة والسنة النبوية, لا مع العقل, يعني: ليكن عقلنا منوَّراً بالشريعة والسنة النبوية. ولِمَ لَمْ تُكْمِل الآية: (..... وما يذَّكر إلا أولو الألباب)؟ وألو الألباب هم المذكورون في سورة آل عمران في قوله تعالى: (إنّ في خلق السموات والأرض واختلاف الليل والنهار لآياتٍ لأولي الألباب . الذين يذكرون الله قياماً وقعوداً وعلى جنوبهم ويتفكرون في خلق السموات والأرض ربّنا ما خلقت هذا باطلاً سبحانك فقنا عذاب النار).



    - س: قرأنا لكم وصية تقولون فيها: المحبة مقَدَّمَة على العشق. ما معنى هذا؟

    ج: العشق روحاني, حيث تتعشق الروح بالمعشوق, أما المحبة فمحلُّها القلب, وليس فيها تهيُّج, كما هو الحال في العشق. وقد قال الله تعالى لسيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم: (قل إن كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله ...) ولم يقل: (قل إن كنتم تعشقون الله).

    فالفرق بين العشق والمحبة أن العشق يكون مع الوجد والهيام, وأحياناً يتكلم العاشق بكلامٍ غير مستقيم, وهو معذورٌ في ذلك.

    أحياناً يؤثر العشق أكثر, لكن المحبة أحسن. نتيجة العشق وثمرته المحبة.



    - س: في قلبي ميلٌ إلى الدنيا؟

    ج: عليك أن ترجِّح محبة الله على حب الدنيا, لأن الله لا يحب الدنيا, ولو كان يحبها لَما أعطى شيئاً للكفار, كما قال عليه الصلاة والسلام: (لو كانت الدنيا تعدل عند الله جناح بعوضة ما سقى منها كافراً شربة ماء), وقال أيضاً: (إن الله يعطي الدنيا لمن يحب ولمن لا يحب, ولا يعطي الدين إلا لمن يحب). مع العلم أن خروج محبة الدنيا من قلبك لا يستلزم أن تتركها.



    س: هل يجوز تمني الموت للخلاص من النفس والشيطان؟

    ج: لا, بل تب واستغفر وارجع إلى الله.

    مكان تمني الموت قل: يا ربِّ أصلحني وخلصني, وأفنِني عن نفسي, وأبعدني عن حسّي, واحفظني عن أن أخالف الشريعة.



    - قال الله تعالى: (إن الذين آمنوا وعملوا الصالحات ...), فالعمل الصالح - وإن لم يكن من الإيمان - لكنه مقتضى الإيمان, لأن صاحب الإيمان القوي لا يتشبث بالمخالفات مع العلم, وإذا فعل المخالفات بالغفلة أو النسيان يتوب, والله تعالى يعاملنا بفضله وكرمه - إن شاء الله - ويقبل التوبة.



    س: كيف التخلص من الأنانية؟

    ج: دعوى الأنانية في الحقيقة ربوبية.

    لو تفكر الإنسان في ضعفه وفي عجزه يسلِّم لخالقه, هذا واحد. والثاني: إذا جاءت الأنانية ارجع إلى القرآن الكريم الذي يقول: (أفرأيت من اتخذ إلهه هواه), ويقول أيضاً: (فلا تتبعوا الهوى أن تعدلوا), معناه: إذا جاء الهوى تذهب العدالة، وإذا جاءت العدالة يذهب الهوى.



    س: تقولون: كل شيء موجود في القرآن الكريم. فماذا تقصدون بكل شيء؟

    ج: كل شيء ديني ودنيوي موجود في القرآن. فإذا قرأت وتمسكت بالشريعة والسنة مع القصد - وهو الإخلاص - يعلِّمك الله ما لم تكن تعلم.



    - س: إذا تذكرتُ معاصيَّ القديمة أخجل؟

    ج: هذه علامة التوبة, وبهذا يحصل الخشوع, بمراقبة الله تعالى.



    - فَرَحُ الإنسان بمدح الآخرين يمكن أن يكون عُجباً, ويمكن أن يكون لعدم معرفته بنفسه.

    الذي يمدح مأجور بحسن ظنه, أما الممدوح فعليه أن يقول في نفسه: إنه لا يعلم, وإني أعلم منه بنفسي, ويستحضر ما صدر منه, حينذاك يذلُّ في نفسه, ولا يضره المدح.



    س: كيف نتجنب مخاطر النفس الأمارة بالسوء؟

    ج: ما دام ربنا قال: (إن النفس لأمارة بالسوء)، أخبر بذلك على لسان نبي ابن نبي ابن نبي, فكيف نتبعها؟

    جميع المؤمنين الذين يخالفون الشريعة إيمانهم موجود, لكنهم يتبعون الهوى أو النفس.

    و لذا يقولون: النفس أقوى من سبعين شيطاناً.

    من لم يطَّلع على خباثة نفسه وأنانيَّته لا حظَّ مقبولاً له في الدين, لكن بعضهم يطلعون ويسترون. هذا عين الرياء وعين الكبر وعين العجب وعين الأنانيّة.

    دسائس الشيطان ودسائس النفس كثيرة, فالذي يدقِّق يطلع عليها بفضل الله تعالى, وبتطهير القلب.

    قصد الإنسان مهم في جميع أموره, القصد هو النية: لِمَ يريد؟ لِمَ لا يريد؟ لِمَ يفعل؟ لِمَ لا يفعل؟



    - آلة الغرور في الدنيا موجودة, خصوصاً عند أهل العلم, فتراهم يدافعون عن أنفسهم بالجدل.



    - حب المشيخة أشد على أهل الطريق من الشيطان.



    - س: أثناء الذكر تَرِدُ على القلب بعض أقوال العارفين, هل هذا جيد؟

    ج: لا, أثناء الذكر عليك أن تحفظ قلبك مع المذكور.



    س:كيف يكون الاعتصام بالله؟

    ج: الاعتصام بالله أن تتمسك بأوامره وتترك مناهيه, وتعتقد بقلبك يقيناً أنه مطلع على ما يحصل لك من الوساوس والخطرات, فتستحيي منه.



    س: يقول الله تعالى: (أفمن كان ميتاً فأحييناه), ما هي هذه الحياة؟

    ج: من كان خارج دين الإسلام ثم دخل في الإسلام, فقد كان ميتا وبالإسلام يحيا. والمؤمن إذا كان متبعاً لهواه وشهواته, ثم رجع إلى الله, يكون ذلك له نوعُ حياةٍ.



    - إذا ركض الإنسان وراء المادة تفسد إنسانيته, يقول الله تعالى: (و ما الحياة الدنيا إلا متاع الغرور)، ويقول أيضاً: (إنما أموالكم وأولادكم فتنة).

    تفكروا في القرآن الكريم:

    بنو إسرائيل ركضوا وراء المادة فمسخوا عن الإنسانية وعن الدين وعن الإسلام.

    لا بد للمسلم أن يتمسك بما أمر الله به, ومن جملة ذلك الشفقة على خلق الله.



    - أكثركم لستم أهل الطريق, عليكم أن ترجعوا إلى أخلاق الطريق, أخلاق الطريق في الحقيقة هي الأخلاق المحمديّة والأخلاق الإسلامية.

    فتشوا أنفسكم, فإن كانت أخلاكم موافقة لأخلاق القرآن والسنة فهذا جيّد, وإن كانت مخالفة توبوا واستغفروا وارجعوا إلى الله.



    - الرجل الصائد هل يحب مصاحبة الكلب؟ لا. فلِمَ يأخذ بحزامه ويذهب به؟ لاحتياجه.

    الدنيا هكذا. لا بد أن نصاحبها بقدر الحاجة.



    - إذا كنت زاهداً فلا يلزم أن تطبق زهدك على أهلك.



    - الذرِّية المعنوية الروحية عندنا مقدَّمة على الذرِّية الصُلبيَّة, وشيخُك مقدَّم على والدك, لأن والدك يحبك حباً صلبياً نسَبيّاً, وشيخك يحبك حباً معنوياً روحياً، ويوجهك إلى معرفة الله وحب الله وحب رسول الله صلى الله عليه وسلم.



    - إذا ذكرتَ كثيراً يثبت قلبك على الذكر ويذهب الشرود. ينقلب الشرود ثباتاً على الذكر, أما بدون خطرات فنادر, لكن صاحب المجاهدة, الذي تأتيه الخواطر ويجاهدها يكون أفضل.



    س: أخاف من الابتلاء؟

    ج: هذا الخوف لقلة اعتمادك على المعطي, وهو الله جلَّ وعلا, والحافظ هو الله تعالى.

    لو لم تعتمد على حفظ الله جلَّ وعلا تكون مخالفاً- نعوذ بالله -.

    الذي أعطاك الأولاد هو يربيهم وهو يحفظهم, ويحفظك كذلك, ويحفظ ما يريد حفظه من الكائنات.

    لكن كل هذه وساوس من الشيطان, حتى يبعدك عن التوكل على الله, والله تعالى يقول: (وعلى الله فليتوكل المتوكلون), (وعلى الله فليتوكل المؤمنون).



    س: كيف أكشف عيوبي؟

    ج: من اطلع على عيوب نفسه فهو من الأولياء, ولو لم يصل إلى مقام عالٍ.

    عليك أن تختلط بأهل الدين, واقرأ القرآن الكريم بالتدبر, واطلع على الأخلاق المحمدية.

    لكنك مشغول بربح الفلوس, همك وغمك على ربح الفلوس, ليس همك أن تطلع على عيوب نفسك.



    - حب الدنيا والنفس الأمارة والأنانية, هذه الثلاثة قواطع عن الوصول إلى الله تعالى.

    - الله تعالى ينظر إلى قلب العبد, ولا ينظر إلى صورته ولا إلى لسانه , فإذا خالف لسانُهُ باطنَهُ يحكم الله بنفاقه وعدم صدقه.



    س: أَعمَلُ بالتجارة, وأشكو من الحرص؟

    ج: التجارة ليست ممنوعة, لكن الحرص ممنوع.

    إذا كان التاجر من الذين مدحهم الله بقوله: (رجالٌ لا تلهيهم تجارة ولا بيع عن ذكر الله) فهذا جيد.

    أما الحرص الذي يدل على حب المال فإنه مذموم.

    قال الله تعالى: (يوم لا ينفع مال ولا بنون إلا من أتى الله بقلب سليم), قال ابن عباس - رضي الله عنهما -: القلب السليم هو القلب الخالي من حب الدنيا ومن الذنوب الكبائر ومن بغض الصحابة.

    والمفسرون يقولون: القلب مخلوق لمحبة الله تعالى, فإذا مُلئ بحب الدنيا فهو قلب ميت.



    - الشريعة تأمرنا أن لا نتبع كل أحد: (وإن تطع أكثر من في الأرض يضلوك عن سبيل الله)، لو نتبعهم يذهب ديننا, وإن لم نبعهم يهجمون علينا.



    - تعمير الآخرة في الدنيا, ورضا ربنا واتباع رسولنا صلى الله عليه وسلم كله في الدنيا، أما بعد الانتقال فليس لنا عمل, لكن الدنيا حلوة, وطالبها كثير، فعلينا أن لا نقعد مع أهل الدنيا, وأن نقول لهم: السلام عليكم معنىً.



    س: كيف نتخلص من التعلق بالخلق؟

    ج: تعلَّقْ بمن خلقك, لأن الخلق الذين تتعلق بهم محتاجون إلى الله مثلك أو أكثر, فلا تتعلق بهم, ولا تتدخل في شؤونهم, واحفظ حدود الله في الدنيا يحفظك الله جلّ وعلا في الآخرة.



    - كل إنسان مؤمنٍ يطلب رضا الله تعالى, واتباع رسول الله صلى الله عليه وسلم, لكن طلبه بنفسه وبدنياه وبالخلق, لا يقطع تعلقه بالناس, يقول مثلاً: إني أفعل هكذا حتى يحبني الناس، وأفعل هكذا حتى يجتمع الناس حولي. كل هذا رياء, وهو واللهِ لا يُقبل.

    علينا أن نكون مع ربنا, قلوب جميع الناس بيد الله تعالى, فإذا أراد أن يوجِّه قلوب المؤمنين إلى أحد, هل أحد يمنع؟ لا.

    كن مع الله فالله لك, ولا تكن مع نفسك فتكون مَظهَراً لغضب الله تعالى, ولا تتعلق بمحاسبة الخلق, حتى يرضى ربك عنك.

    بملاحظة الخلق يحصل الرياء, وإذا حصل الرياء لا يُقبل العمل, والمؤمن يعلم هذا يقيناً, ومع ذلك فإنه لا يتركه, لأن نفسه غالبة عليه, وهواه غالب عليه.

    كما أن المحامي يدافع بالفلوس إما عن الحق وإما عن الباطل, كذلك الإنسان يدافع عن نفسه بالباطل.

    أمَا قال ربنا: (إنما المؤمنون إخوة)؟ أوَما قال ربنا: (إن الشيطان لكم عدواً فاتخذوه عدواً), فلِمَ تتخذ أخاك المؤمن عدواً.

    تقول: أنا مسلم, ولا تتبع أخلاق المسلم. كونوا مع أخلاق الرسول صلى الله عليه وسلم, ولا تداهنوا الناس حتى يقولوا: هذا جيد. اللهُ لا يرضى بهذا, والرسول لم يأمر بهذا، علينا أن نخالف أنفسنا، ونعمل بمقتضى إيماننا.

    بالأنانية وبحيلة نفسه يريد الإنسان أن يتحبب إلى الخلق. عليك أن تتحبب إلى الله تعالى بأخلاق الرسول عليه الصلاة والسلام.

    علينا أن نكون متيقظين؛ الشيطان عدونا, والدنيا عدوتنا, والنفس الأمارة التي بين جنبينا عدوتنا. علينا أن نتيقظ بإيماننا, ولا نتبع الهوى ولا الشيطان.

    الذي يوجد عنده أخلاق ذميمة عليه أن يرميها, ولا يكون محامياً عن نفسه يقول: لا يوجد, إذا فتش الإنسان نفسه يطلع على عيوبه.

    الموت أقرب إلينا من حبل نعلنا.

    اقرؤوا القرآن الكريم, يقول ربنا: (ادفع بالتي هي أحسن), ويقول: (خذ العفو). يوم القيامة الذين يعفون عن الناس يدخلون الجنة بغير حساب.

    ملاحظة الخلق تضرُّ إيمان المؤمن, لأنها عين الرياء.

    قال ربنا: (إن الله لا يضيع أجر من أحسن عملا), العمل الأحسن هو الموافق للكتاب والسنة, ولأخلاق الرسول صلى الله عليه وسلم.

    لو لم يوجد الرياء لكان الناس ظاهرهم بشراً وباطنهم ملائكة.

    أكثر عملنا لا يقبل, لأنه خالٍ عن الإخلاص, وربُّنا جلَّ وعلا يقول: (وما أمروا إلا ليعبدوا الله مخلصين له الدين).

    علينا أن نكتفي بعلم الله تعالى, كل ما يختلج في قلوبنا ونفوسنا, اللهُ تعالى عالم به.

    علينا أن نعرف قدر الطريق. البعض يعرفون قدر الطريق بالاعتقاد, لكن ذلك لم يخرج من القوة إلى الفعل.

    مثال ذلك: الطفل قابل للكتابة بالقوة, لكن ذلك لم يخرج منه إلى الفعل.

    شؤون الطريق كلها ضدّ النفس الأمارة وضدّ ملاحظة الخلق.



    - س: كيف نحافظ على ما استفدناه في الاعتكاف؟

    ج: إذا كنت صادقاً مع الطريق تعرف طريق الاستفادة, وهو التسليم لشرع الله وسنة رسول الله وآداب الطريق.



    - كما يحفظ الإنسان جسده من أكل السم حتى لا يموت, علينا أن نحفظ إسلاميّتنا من العجب والكبر والرياء والأنانية, حتى لا يفسد عملنا.



    - إذا تطهَّر القلب تتطهَّر الروح به, وإذا تصفى الباطن تتصفى الروح به.

    القلب والروح تُلوَّثُ وتُطهَّر؛ تُلوَّث بالأخلاق المخالفة للشريعة والسنة, وتُطهَّر بكثرة الذكر وقراءة القرآن وسماع الوعظ والنصيحة.



    والحمد لله رب العالمين






    - من يطلب من شيخه إظهار الكرامات والكشوفات
    بسم الله الرحمن الرحيم
    الحمد لله, والصلاة والسلام على سيدنا رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلَّم. وبعد:
    قال الله جل وعلا: {وَقَالُوا لَوْلاَ أُنزِلَ عَلَيْهِ آيَاتٌ مِّن رَّبِّهِ قُلْ إِنَّمَا الآيَاتُ عِندَ اللَّهِ وَإِنَّمَا أَنَا نَذِيرٌ مُّبِين} [العنكبوت: 50].
    ومن عناد بعضهم على رسول الله صلى الله عليه وسلم, وشدَّة شكيمتهم وضغينتهم معه, قالوا مقترحين منه على سبيل التعجيز والإنكار: {لَوْلا} أي هلاَّ {أُنزِلَ عَلَيْهِ آيَاتٌ مِّن رَّبِّهِ
    الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
    admin
    مؤسس المنتدى
     مؤسس المنتدى
    admin



    العمر : 47
    ذكر
    الوسام وسام الاداره

    اليك الوصايا Empty
    مُساهمةموضوع: رد: اليك الوصايا   اليك الوصايا Emptyالثلاثاء ديسمبر 28, 2010 2:20 pm

    الوصايا
    - تطهير الباطن
    بسم الله الرحمن الرحيم
    بسم الله, والحمد لله, والصلاة والسلام على سيدنا رسول الله صلى الله تعالى عليه وعلى آله وصحبه وسلم. أما بعد:
    لا بد للمؤمن أن يكون قلبه مبيضّاً, وأن يطهِّر باطنه عما سوى الحقِّ جلَّ وعلا, ويصفِّي باطنه عما سوى الحقِّ جلَّ وعلا, من الأمور المنصبغة بصبغة الأكوان.
    من لم يكن هكذا, ولم يطهِّر باطنه, ويقول: إني مُنتمٍ إلى هذا الطريق الفلاني والشيخ الفلاني, ويكتفي بهذا الاسم والمنسوب, ولا يشتغل بتطهير قلبه عما سوى الحقِّ جلَّ وعلا.....
    لا بدَّ أن لا نضيِّع أوقاتنا ولا نُخدع بما تصبغ نفوسنا الأمَّارة على قلوبنا, هذا خداع, لأن الله تعالى قال: {وَمَنْ أَحْسَنُ مِنَ اللّهِ صِبْغَةً} [سورة البقرة: 138], لأن القلب كالعين, إذا وقعت الغبرة في العين نشتغل بها حتى نزيل الغبار من عيننا, والقلب بمناسبة العين بل أقوى وأهم, لأنه محلُّ نظر الله تعالى, ولذا جاء في الحديث قوله عليه الصلاة والسلام: (إن الله لا ينظر إلى صوركم وأموالكم, ولكن ينظر إلى قلوبكم وأعمالكم) [أخرجه مسلم].
    ما دمنا نحن مؤمنين ـ الحمد لله ـ, ونؤمن بالحشر الجسماني بعد الموت, ونحاسب على ما أعطانا ربُّنا من الشريعة والسنة النبوية, مع عقلنا, علينا أن لا نخرِّب آخرتنا بمتعلَّقات الدنيا وما فيها, حتى نكون محرومين من فضله جلَّ وعلا في الدنيا.
    لو تقول: هذا صعب, كيف صعب؟ لا نصدِّقك, الله جلَّ وعلا وضَّح لك طريق التطهير, بكثرة الذكر, وقراءة القرآن, واتباع واحد من المأذونين إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم, وأن تتَّبعه وتتمسَّك بتوجيهاته, ولا تخالفه, وتسلِّم وتستسلم, وتنقاد لأوامره بدون اعتراض, إلا إذا صدر عنه شيء مخالف للشريعة, أن تتكلَّم معه بالأدب والاحترام, لحقوق الشرع الشريف, لا لأنانيَّتك وترفُّعك عليه, حتى يحصل لك التغمُّر في الطريق, ونتيجة هذا التغمُّر رضا الله جلَّ وعلا, يرضى عنك ربُّك بقطعك عن أمَّارتك الخبيثة, وابتعادك عنها.
    وهنا شِقَّان: إما أن تكون مع ربك بتوجيهات شيخك, وإما أن تكون مع نفسك بالادِّعاء والدعاوي الباطلة, حينذاك لا يحصل لك شيء إلا مجرَّد الدعوى بدون دليل.
    في هذه الدنيا لا بدَّ أن لا ننسى الحشر الجسماني والحساب مع الله تعالى, وإذا نُجرُّ ونُساق إلى الحساب هل يمكن لنا أن نقول: لا نُحاسَب؟ ـ أستعيذُ بالله ـ. قال الله تعالى: {وَكُلَّ إِنسَانٍ أَلْزَمْنَاهُ طَآئِرَهُ فِي عُنُقِهِ وَنُخْرِجُ لَهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ كِتَابًا يَلْقَاهُ مَنشُورًا * اقْرَأْ كَتَابَكَ كَفَى بِنَفْسِكَ الْيَوْمَ عَلَيْكَ حَسِيبًا} [الإسراء: 13ـ14]. يعني ليس من شأن العاقل أن يخرِّب آخرته في الدنيا ويتمسَّك بحبل الأنانية والطبيعة البشرية البهيمية, ويبعد عن خالقه جل وعلا, مع الفرصة والإمكان في الدنيا, وبعدما ننتقل من الدنيا تحصل الندامة, يعني هذا ليس شأن العقلاء؛ العاقل لا بدَّ أن يُحاسب قبل أن يُحاسَب, ويهيئ جوابه قبل أن يُسأل, لم فعلتُ هذا؟ ولم ما فعلتُ هذا؟ لأن العقل المنوَّر بالوحي الإلهي يتدارك آخرته قبل أن يخرج من الدنيا.
    وإن قلنا: كيف نفعل؟ نحن بشر!
    فالجواب: هذا القرآن نزل على سيد المرسلين صلى الله عليه وسلم للتبليغ, وليبلِّغ, وما أهمل عليه أفضل الصلاة والسلام, بل بلَّغ, أنت ترى في الدنيا أن الرياء يُحبِط العمل, والعصبية خارج الدين, والاعتراض على المسلمين ـ لا بطريق النصيحة بل بالترفُّع ـ خلاف الدين, عليك أن تَدارَك قبل أن تخرج, أما إذا كان ـ مثلاً ـ لك البنات, الأولاد, لا بدَّ أن تؤدِّي حقوقهم, لا تكن كالذين قال الله تعالى فيهم: {وَلاَ تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الْجَاهِلِيَّةِ الأُولَى} [الأحزاب: 33], والتبرُّج الثاني فسوق المسلمين, لا يُخلصوك عن المسؤولية, كما أن الله تعالى جلَّ جلاله يُنزل الماء من السماء ويحيي به أموات الأراضي, كذلك برحمته جلَّ وعلا ـ من القرآن الكريم واتباع الرسول صلى الله عليه وسلم مع الشريعة ـ يحيي القلب المغطَّى بغطاء الدنيا, ويخرق حُجُبها.
    لا تظن بسوء ظنِّك أن المؤمنين كلَّهم مثلُك, علينا جميعاً أن لا نقيس أولياء الله تعالى والمؤمنين على أنفسنا, هذا قياس مع الفارق, هذه دعوى بدون دليل, لأن الله تعالى جلَّ وعلا مطَّلع على أسرار عباده, وإذا وجد بعلمه الشريف قلباً صاحبُه يطلب التطهير فهو يطهِّر ويعطي جلَّ وعلا, ولا يمنع من فضله على عباده شيئاً, لأن المؤمن ما دام فيه إيمان, فهذا الجوهر يقبل الفيوضات الإلهية, تحس أو لم تحس.
    نحن لسنا كالحيوان المشغوف بتوفير اللذات الجسمانية, والمشتهيات النفسية, لسنا هكذا, نحن إنسان بما عُلم به, وهو العقل والعلم, لا بد أن نتفكَّر في استقبالنا, كما قال ربُّنا جلَّ وعلا: {إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاء إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ غَفُور * إِنَّ الَّذِينَ يَتْلُونَ كِتَابَ اللَّهِ وَأَقَامُوا الصَّلاَةَ وَأَنفَقُوا مِمَّا رَزَقْنَاهُمْ سِرًّا وَعَلاَنِيَةً يَرْجُونَ تِجَارَةً لَّن تَبُور} [فاطر: 28ـ29].
    {إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ} ويخاف من بطشه {مِنْ عِبَادِهِ} الذين أبدعهم وأظهرهم وخلقهم من كتم العدم بإرادته وجوده, هكذا {الْعُلَمَاء} يعني العرفاء بالله تعالى وبأوصافه الكاملة الفائضة عليهم, وأسمائه الحسنى, المتحقِّقون بمرتبة التوحيد, إذ أخشى الناس من الله أعرفهم بشأنه, ولذا قال عليه أفضل الصلاة والسلام: >إني لأخشاكم لله وأتقاكم له< [رواه البخاري], وكيف لا يخشى العارفون منه سبحانه وتعالى؟
    {إِنَّ اللَّهَ} جلَّ وعلا المتردِّي برداء العظمة والكبرياء {عَزِيزٌ} غالب على انتقام من أراد انتقامه من عباده, {غَفُور} ذنوبَ من تاب إلى الله ورجع نحوه عن ظهر القلب خالصاً بلا رياء ولا سُمعة.
    {إِنَّ الَّذِينَ يَتْلُونَ كِتَابَ اللَّهِ وَأَقَامُوا الصَّلاَةَ} المفروضة في الأوقات المحفوظة المأمورة إياهم في كتاب الله جلَّ وعلا, {وَأَنفَقُوا مِمَّا رَزَقْنَاهُمْ سِرًّا وَعَلاَنِيَةً يَرْجُونَ} من الله تعالى بالأفعال المذكورة {تِجَارَةً لَّن تَبُور}, يعني: لن تهلك وتفسد وتفنى أصلاً.
    قال الله جل وعلا: {وَلَقَدْ صَدَّقَ عَلَيْهِمْ إِبْلِيسُ ظَنَّهُ فَاتَّبَعُوهُ إِلاَّ فَرِيقًا مِّنَ المُؤْمِنِين} [سبأ: 20].
    لقد صدَّق عليهم إبليسُ ظنَّه الذي ظنَّ بهم, حين قال لأبيهم آدم عليه السلام ـ كما بيَّن ربُّنا تبارك وتعالى في القرآن الكريم ـ:
    1ـ {لأَحْتَنِكَنَّ ذُرِّيَّتَهُ إَلاَّ قَلِيلاً} [الإسراء: 62].
    2ـ {وَلاَ تَجِدُ أَكْثَرَهُمْ شَاكِرِين} [الأعراف: 17].
    3ـ {وَلأُضِلَّنَّهُمْ وَلأُمَنِّيَنَّهُمْ} [النساء: 119]. إلى غير ذلك.
    وبعدما أضلَّهم عن طريق الشكر والإيمان {فَاتَّبَعُوهُ} كفروا النعم والمُنعِم جميعاً ـ نعوذ بالله ـ {إِلاَّ فَرِيقًا مِّنَ المُؤْمِنِين} ـ الحمد لله, اللهم اجعلنا من المؤمنين ـ الموقنين بتوحيد الله المصدِّقين لرسله, المتذكِّرين لعداوته المستمرَّة, فانصرفوا عنه وعن إضلاله, فبقوا سالمين عن إضلاله. ولو كان هذا في حقِّ الكفار, ولكن هو عدوُّنا, كما قال الله تعالى عنه: {لأَحْتَنِكَنَّ ذُرِّيَّتَهُ إَلاَّ قَلِيلاً}, {وَلاَ تَجِدُ أَكْثَرَهُمْ شَاكِرِين}.
    لا بدَّ للمؤمن أن لا يغفل عن عداوته لبني آدم, وإذا وجد إبليسُ المؤمنَ أو المؤمنةَ بدون سلاح يوجِّههم إلى الإفساد.
    وإذا قيل: ما السلاح باتجاه عداوته؟ إنه التمسُّك بالشريعة والسنَّة النبوية عليه الصلاة والسلام, وأن يجعل الله وكيلاً له, وإذا جعل الله وكيلاً له يعتمد بقلبه على وكالته, ولا يغفل كذلك عن استعاذته بالله من الشيطان, الله جلَّ وعلا قال: {وَإِمَّا يَنزَغَنَّكَ مِنَ الشَّيْطَانِ نَزْغٌ فَاسْتَعِذْ بِاللّهِ} [الأعراف: 200].
    وصلى الله على سيدنا محمد, وعلى آله وصحبه وسلم, والحمد لله الذي بنعمته تتمُّ الصالحات. والسلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته.
    العاجز الفقير الغريب أحمد فتح الله جامي

    هذا ما أملاه عليَّ سيدي العارف بالله المربِّي الشيخ أحمد فتح الله جامي, شيخ الطريقة القادرية الشاذلية الدرقاوية, حفظه الله تعالى ونفعنا به.
    يوم الإثنين بعد صلاة العشاء
    16 / ذي الحجة / 1431هـ
    22 /تشرين الثاني/ 2010م
    ** ** **



    - مخالفة الإنسان للعظمة الإلهية
    بسم الله الرحمن الرحيم
    بسم الله, والحمد لله, والصلاة والسلام على سيدنا رسول الله صلى الله تعالى عليه وعلى آله وصحبه وسلم. أما بعد:
    فإن الإنسان خُلِق من ماء مَهين, ومع هذا يُخالف العظمةَ الإلهية, لا يصل إلى تصوُّرها بالعقل ولا بالعلم, لا يصل إلا بالقلب, يُتصوَّر, ولكن هذا التصوُّر ناقص, وهذه الغفلة والبُعد والجهالة عن عظمته جلَّ وعلا تدلُّ على فقر الإنسان وعجزه وعدم الإدراك, مع قربه جلَّ وعلا هو غافل عن ذلك القرب, ويتعلَّق بشؤون النفوس الأمارة والأنانية, وبظلاله (أي بوجوده) يُخدَع, لا بدَّ لهذا الظل من إزالته يوماً من الأيام, هذا بماله بعُد, وهذا بعلمه بعُد, وهذا بشهوته البهيمية وبناسوتيَّته (أي بإنسانيته) يبعد ويغفل ويخسر.
    وعلاج هذا المرض أن يكون ذاكراً لربه جلَّ وعلا كلَّ الأوقات, فإذا كان داخل الخلوة فإنه يذكر بالاسم المفرَد, وإذا لم يدخل يذكر بالتوحيد الذاتي (لا إله إلا الله), اضرب لفظ الجلالة على القلب, حتى يُهيَّأ ويطهر القلب بذكر الله تعالى, هذا باطناً, وأما ظاهراً فبترك الأخلاق الذميمة والتمسُّك بالشريعة, ورضا الله تبارك وتعالى بالعمل بالشريعة, ومحبتُه جلَّ وعلا باتباع الرسول صلى الله عليه وسلم, كلُّ من كان اتِّباعه لرسول الله عليه الصلاة والسلام أقوى تزداد محبة الله تعالى أكثر, قال الله جل وعلا: {قُلْ إِن كُنتُمْ تُحِبُّونَ اللّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَاللّهُ غَفُورٌ رَّحِيم} [آل عمران: 31].
    علينا جميعاً أن لا نُخدع بهذه الأيام القلائل في الدنيا والأهل والأولاد..... علينا أن لا نظلم أحداً, ولا نجعل محبة شيءٍ من الأشياء في قلوبنا غير الله تعالى واتباع الرسول عليه أفضل الصلاة والسلام, وإذا خرق الإنسان هذه الحجب عن قلبه يكون عبداً خالصاً لله تعالى, وعبادته بالإخلاص تُقبل عند الله تعالى, ولكن علينا جميعاً أن لا نطلب من الله جلَّ وعلا شيئاً من الكشف والكرامات والواردات والإلهامات والواقعات, كلُّه ملك لله جلَّ وعلا, وإذا أراد جلَّ وعلا أن يعطيَ يُعطي, ولا تغرُّوا به, هذا ليس من إصلاحكم, لأن ما يطلبه منكم ربكم أهمُّ من ذلك, عليكم الاستغراق في ذكره جلَّ وعلا, والمهمَّات (أي الاهتمام) بشرعه جلَّ وعلا, والتمسُّك بسنَّته عليه أفضل الصلاة والسلام.
    أعاننا الله وإياكم والمسلمين جميعاً بفضله وكرمه أن يبعدنا عن الأخلاق البشرية وما يتبعها من الأنانيَّة والكِبر والغرور والهوى, نرجو منه جلَّ وعلا أن لا يتركنا مع نفوسنا, وبفضله وبكرمه أن يرحمنا ويُبعدنا عن الفتن الداخلية والخارجية.
    وصلى الله على سيدنا محمد, وعلى آله وصحبه وسلَّم, والحمد لله الذي بنعمته تتمُّ الصالحات. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
    العاجز الغريب الفقير «سيدي» أحمد فتح الله جامي

    هذا ما أملاه عليَّ سيدي العارف بالله المربي الشيخ أحمد فتح الله جامي, شيخ الطريقة القادرية الشاذلية الدرقاوية, حفظه الله تعالى ونفعنا به




    - الخيالات الحاصلة للإنسان
    بسم الله الرحمن الرحيم
    الحمد لله, والصلاة والسلام على سيدنا رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلَّم. وبعد:
    فإن الخيالات الحاصلة للإنسان باتجاه الموت مثلاً, وباتجاه الحشر بعد خروج الناس وذهابهم إلى الحشر, وكذلك الحسابات, وكذلك هذه الخيالات بوجود الله جل وعلا, هذه كلها خيالات, لا بد من ثبات هذه الأمور في القلب قبل أن نموت, قبل أن نحشر, قبل أن نعطى الحساب, مع كل هذا لا بد من الحضور التام الدائم مع الله تبارك وتعالى جل وعلا, حينذاك يثبت للإنسان كأنه ذهب قبل أن يذهب, ومات قبل أن يموت, وحوسب قبل أن يحاسب.
    لا بد للمؤمن أن يخرج عن هذه الخيالات, وإذا سأل عن علاجها وكيفية حصولها فإنه بالمجاهدة وترك الهوى وترك حب الدنيا والأنانية والطبيعة البشرية البهيمية, والله تبارك وتعالى أرحم الراحمين, إذا كان هذا الطلب من العبد بهذا الاعتقاد الجازم فإنه جل وعلا يحب هداية عبده, أحياناً برحمته كأنه يأخذنا ويضمنا إلى رحمته, هذا منه وله جل وعلا ليس لنا ولا لعلمنا, وهو جل وعلا يقول: {الَّذِينَ يَظُنُّونَ أَنَّهُم مُّلاَقُو رَبِّهِمْ وَأَنَّهُمْ إِلَيْهِ رَاجِعُون} [البقرة: 46], ويقول في الحديث القدسي: (أنا عند ظن عبدي بي) [أخرجه البخاري]. والظن هنا بمعنى اليقين, يعني أن الخيالات لا تفيد إلا باليقين, قال سيدنا علي رضي الله عنه: (لو كشف لي الغطاء ما ازددت يقيناً) .
    نحن على هذا الطريق, وهذا الطريق من سيدنا علي رضي الله عنه, ونحن على هذا الاعتقاد لأنه إذا كان الا عتقاد سليماً يدفعه إلى العمل وإلا فمعناه لم ينتقل من علم اليقين إلى عين اليقين وكذلك لم ينتقل إلى حق اليقين , لو قلت لواحد لا يصلي: هل تموت؟ يقول: أنا أموت, هل تحشر؟ يقول: أنا أحشر, إذاً لم حالك هكذا؟ معناه هذه خيالات, لأن هذا الاعتقاد لم ينزل من الخيالات إلى القلب والاعتقاد الاطمئناني أي لم ينتقل إلى عين اليقين .
    اللهم نوِّر قلوبنا وبصيرتنا, وحبِّب إلينا ما تحب وترضى. وصلى الله على سيدنا محمد, وعلى آله وصحبه وسلم, والحمد لله رب العالمين. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
    هذا ما أملاه عليَّ سيدي الشيخ أحمد فتح الله جامي شيخ الطريقة القادرية الشاذلية الدرقاوية حفظه الله تعالى, ونفعنا به.




    - صفات المؤمنين الصادقين
    بسم الله الرحمن الرحيم
    الحمد لله رب العالمين, والصلاة والسلام على سيد المرسلين, وعلى آله وأصحابه ومن اتبعهم إلى يوم الدين. أما بعد أيها المؤمنون والمؤمنات:
    علينا جميعاً أن نعرض عبادتنا بالشريعة, وثمرة الشريعة المستنبطة من القرآن الكريم, والله تعالى جلَّ وعلا بيَّن صفات المؤمنين الصادقين, وبيَّن صفات الكافرين المعنِّدين الذين لم ترشح عليهم الهداية الإلهية, ميَّز هؤلاء المؤمنين في القرآن بتسعة أوصاف أو ثمانية ـ على اختلاف المفسِّرين ـ, ومنه قوله تعالى جلَّ وعلا: {أَفَمَن يَعْلَمُ أَنَّمَا أُنزِلَ إِلَيْكَ مِن رَبِّكَ الْحَقُّ كَمَنْ هُوَ أَعْمَى إِنَّمَا يَتَذَكَّرُ أُوْلُواْ الأَلْبَاب * الَّذِينَ يُوفُونَ بِعَهْدِ اللّهِ وَلاَ يِنقُضُونَ الْمِيثَاق * وَالَّذِينَ يَصِلُونَ مَا أَمَرَ اللّهُ بِهِ أَن يُوصَلَ وَيَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ وَيَخَافُونَ سُوءَ الحِسَاب * وَالَّذِينَ صَبَرُواْ ابْتِغَاء وَجْهِ رَبِّهِمْ وَأَقَامُواْ الصَّلاَةَ وَأَنفَقُواْ مِمَّا رَزَقْنَاهُمْ سِرًّا وَعَلاَنِيَةً وَيَدْرَؤُونَ بِالْحَسَنَةِ السَّيِّئَةَ أُوْلَئِكَ لَهُمْ عُقْبَى الدَّار} [الرعد: 19ـ22].
    ومن أراد أن تكون صفاته الداخلية المتعلقة بالقلب والمتعلقة بالظاهر موافقة, فعليه أن يعرض بالقرآن الكريم وبالشريعة والسنة النبوية عليه الصلاة والسلام, لأن الله تعالى مطَّلع على ضمائر عباده ونيَّاتهم, نحن نقتبس من نور القرآن الكريم أوصاف المؤمنين التالية:
    أستعيذ بالله, قال الله تعالى: بسم الله الرحمن الرحيم: {أَفَمَن يَعْلَمُ} ويصدِّق {أَنَّمَا أُنزِلَ إِلَيْكَ مِن رَبِّكَ} لتأييدك من الكتاب الجامع لما في الكتب السالفة من الأوامر والنواهي والأمثال والرموز ـ رضي الله تعالى عن أوليائنا, وهم فهموا رموز القرآن والإشارات ـ هو {الْحَقُّ} المطابق للواقع بلا شك وارتياب فيه {كَمَنْ هُوَ أَعْمَى} عن إبصار ما يرى في الآفاق من المُبصَرات, بل أشدُّ عمى منه؛ لأن الذي هو أعمى فاقد البصر, وهذا فاقد البصيرة, إذ بالبصيرة تتهيأ لإدراك المعاني الدينية والمعارف اليقينية.
    {إِنَّمَا يَتَذَكَّرُ} هذه الأوصاف التسعة ـ أو الثمانية ـ يتذكَّرها ويتفطَّن بسرائر كتاب الله {أُوْلُواْ الأَلْبَاب} من هم أولو الألباب؟ هم المستكشفون عن لبُّ الأمور, يعني عن حقيقة الأمور التي يرضى بها جلَّ وعلا لعباده, المعرضون عن أمور لا يرضى بها خالقهم, ولا يحصل ذلك إلا بالبصيرة, ما دام مدح صاحبَ هذه الأوصاف بلفظ القرآن الكريم بـ {أُوْلُواْ الأَلْبَاب} مثل هذا قول الله تعالى: {إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَاخْتِلاَفِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ لآيَاتٍ لِّأُوْلِي الألْبَاب * الَّذِينَ يَذْكُرُونَ اللّهَ قِيَامًا وَقُعُودًا وَعَلَىَ جُنُوبِهِمْ وَيَتَفَكَّرُونَ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ} [آل عمران: 190ـ191], وهذه الآية تدلُّ على الذاكرين, هؤلاء أولو الألباب, وهذه الأوصاف كذلك أوصاف أولي الألباب, معناه هذه الأوصاف ليست للملائكة, بل للإنسان, والإنسان ـ خصوصاً أهل الطريق ـ الذين يوفون بعهد الله ويدخلون الطريقة ويبايعون بالتسلسل إلى رسول الله صلى الله تعالى عليه وسلم, غرضهم أن يصلوا إلى هذه الأوصاف, وليس غرضهم الأخذ من أموال المسلمين, وهم:
    أولاً: {الَّذِينَ يُوفُونَ بِعَهْدِ اللّهِ} وصف الله بها عباده المؤمنين, يعني الذين عاهدوا معه حين أوجدهم من العدم إلى الوجود على أراضي استعداداتهم.
    ثانياً: {وَلاَ يِنقُضُونَ الْمِيثَاق} الوثيق, بل يحفظونه ويواظبون على حفظه ـ حفظ هذا الميثاق ـ, ولا يخالفون ما وثَّقوه على أنفسهم من العهود المؤكَّدة بينهم وبين الله جلَّ وعلا وبين العباد.
    ثالثاً: {وَالَّذِينَ يَصِلُونَ مَا أَمَرَ اللّهُ بِهِ أَن يُوصَلَ} أي يصلون الأرحام التي أمر الله تعالى بصلتها, وما أمر الله به من المأمورات والمرضيات والمعارف والحقائق والخصائل الجميلة والأخلاق الحميدة.
    رابعاً: {وَيَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ} عن ارتكاب المنهيات والمحظورات, متأدِّبين مع الله تعالى ظاهراً وباطناً, والمحظورات والذمائم ـ أي الأخلاق الذميمة ـ من الأطوار والأخلاق.
    خامساً: {وَيَخَافُونَ} من الله ومن مخالفة أمره ظاهراً وباطناً ومقتضى نهيه {سُوءَ الحِسَاب} ورداءة المنقلب والمآب.
    سادساً: {وَالَّذِينَ صَبَرُواْ} إذا أصابتهم مصيبة أو أحاطتهم بليَّة, ويقولون: سلام ـ يعني صبروا ويقولون: سلام ـ {ابْتِغَاء وَجْهِ رَبِّهِمْ} وطلب مرضاته, مسترجعين يقولون: إنا لله وإنا إليه راجعون, مسترجعين إليه سبحانه وتعالى متضرِّعين نحوه.
    سابعاً: {وَأَقَامُواْ الصَّلاَةَ} أي أداموا الميل والتوجُّه إليه؛ لأن الصلاة معراجهم في جميع الأحوال والأزمان, بأوقاتها المخصوصة.
    ثامناً: {وَأَنفَقُواْ} للفقراء المستحقِّين بقدر الإمكان, بدون تبذير وإسراف {مِمَّا رَزَقْنَاهُمْ} من الذي أعطاهم الله تعالى بكسبهم الحلال وجمعهم {سِرًّا} على وجهٍ لا يُشعر الفقير منفعة لئلا يتأذى بالمنِّ والأذى {وَعَلاَنِيَةً} على وجهٍ يُشعر به, لكي يبالغ المنفق في التذلُّل والانكسار بحيث لا يتوهَّم المنَّة أصلاً.
    تاسعاً: {و} الذين {يَدْرَؤُونَ} أي يدفعون ويُسقطون {بِالْحَسَنَةِ} أي بالخصلة الحميدة والخلق المرضي {السَّيِّئَةَ} أي الذميمة من الخصائل والأخلاق.
    {أُوْلَئِكَ} السعداء الأولياء ذوو العهد والوفاء, والخوف والرجاء, الصابرون على البلاء, الراضون بما جرى عليهم من سوء القضاء, المتوجِّهون إلى المولى في السراء والضراء, المنفقون لرضاه من عندهم للفقراء, حصل {لَهُمْ} حين كانوا في النشأة الأولى {عُقْبَى الدَّار} الأخرى, أي ما يحصل فيها من اللذات والمثوبات ورفع الدرجات ونيل المرادات, ومن جملتها: {جَنَّاتُ عَدْنٍ} أي دار إقامة وخلود {يَدْخُلُونَهَا} هم أصالة واستحقاقاً {و} يدخل أيضاً بشفاعتهم وتبعيَّتهم {مَنْ صَلَحَ} لصحبتهم ورفاقهم {مِنْ آبَائِهِمْ وَأَزْوَاجِهِمْ وَذُرِّيَّاتِهِمْ} ومن ينتمي إليهم {و} حين استقروا وتمكَّنوا فيها يزورهم {المَلاَئِكَةُ} ترحيباً وتعظيماً {يَدْخُلُونَ عَلَيْهِم مِّن كُلِّ بَاب} من أبواب الجنة قائلين: {سَلاَمٌ عَلَيْكُم} أيها الفائزون بالفلاح والنجاح {سَلاَمٌ عَلَيْكُم} في دار الابتلاء لأنواع المحن والبلاء {فَنِعْمَ عُقْبَى الدَّار} أي منزلكم ومنقلَبُكم في دار القرار وعواقب أموركم فيها من الفرح الدائم والسرور المستمر.
    ثم بيَّن سبحانه وتعالى على مقتضى سنَّته من تعقيب عواقب حسن الأبرار بقبح أحوال الأشرار وخاتمة عواقبهم بقوله: {وَالَّذِينَ يَنقُضُونَ عَهْدَ اللّهِ...}.
    أيها المؤمن والمؤمنة:
    عليك أن تعرض نفسك على هذه الأوصاف, إذا وجدت فيك هذه الأوصاف فعليك أن تحمد الله تعالى وتشكره على ما أعطاك ربُّك ـ من فضله جلَّ وعلا ببركة رسولك صلى الله تعالى عليه وسلم وبحرمة قرآنك ـ من هذه الأوصاف التي حصلت معك, وإذا وجدت فيك بعض هذه الأوصاف ناقصة فعليك أن تأخذ بالعزائم وتكمِّل هذا النقص, لأنك أهل الطريق, ومشاعرك جميعاً لا بد أن تتمسَّك بالعزائم, وأما إذا قلت: إني لا أجمع هذه الأوصاف ولا أستكسبها, حينذاك أنت لست من الذين وصفهم الله تعالى ومدحهم بهذه الأوصاف, لا نقول لك شيئاً؛ لأن الهداية وصلت إليك بوصول الإيمان إليك, وأنت سلكت طريق الأولياء, وهي الطريق المتصل برسول الله صلى الله عليه وسلم, أيما طريق كان, لا نخص بطريقتنا, أيُّ طريق كان. نرجو الله تعالى أن يهدينا وإياكم إلى سواء السبيل, ولا يحرمنا من هذه الأوصاف الجليلة.
    وإذا وجد فيه بعض الوصف مثل ترك الصلاة وعدم الاهتمام بها, وبعض نقض العهد بينه وبين الله جلَّ وعلا, حينذاك ليس بينه وبين الله عهد, إن شاء عفا عنه وإن شاء عذَّبه.
    وصلى الله تعالى على سيدنا محمد, وعلى آله وصحبه وسلَّم, والحمد لله ربِّ العالمين. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
    الفقير العاجز الغريب "سيدي" أحمد فتح الله جامي
    خادم الطريقة الشاذلية

    هذا ما أملاه عليَّ سيدي العارف بالله المربي الشيخ أحمد فتح الله جامي, شيخ الطريقة القادرية الشاذلية الدرقاوية, حفظه الله تعالى ونفعنا به.

    يوم الإثنين بعد صلاة العشاء
    30 / ذي الحجة / 1431هـ
    الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
    قلب محب
    المراقب العام
    المراقب العام
    قلب محب



    العمر : 51
    ذكر
    الوسام المراقب المميز

    اليك الوصايا Empty
    مُساهمةموضوع: رد: اليك الوصايا   اليك الوصايا Emptyالثلاثاء أغسطس 30, 2011 10:16 am

    مشكوووووور والله يعطيك الف عافيه

    [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
    أخـــــ قلب محب ــــــوك

    [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
    الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
    ابن الرفاعى
    المشرف العام
    المشرف العام
    ابن الرفاعى



    العمر : 45
    ذكر
    الوسام وسام التميز

    اليك الوصايا Empty
    مُساهمةموضوع: رد: اليك الوصايا   اليك الوصايا Emptyالسبت سبتمبر 03, 2011 6:24 pm

    [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]



    رائع واكثر من رائع
    بارك الله فيك وجزاك الفردوس الاعلى ان شاء الله
    دمت بحفظ الله ورعايته
    الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
    النقشبندى
    إدارة المنتدى
    إدارة المنتدى
    النقشبندى



    العمر : 47
    ذكر
    الوسام وسام الاداره

    اليك الوصايا Empty
    مُساهمةموضوع: رد: اليك الوصايا   اليك الوصايا Emptyالإثنين فبراير 04, 2013 8:10 am

    [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]




    **.۩¸¸*شكرا لك على الموضوع.¸¸.• *¨۞ *•.¸ الجميل و المفيد¸.• ۩**
    ¸.**.جزاك الله الف خير¸¸•• * ¨على كل ما تقدمه للمنتدى¸¸.• * ¸¸ . *¸.*
    * * .¸¸۩ وفي انتظار جديدك .¸¸.**** الأروع والمميز ۩ .¸¸.* ¸.
    * * ۞ ♥♥ * لك منـــــــ اجمل تحية ــــــــــي¸ .• ۞ ♥♥¸¸. *¨
    ¸.**• ۩ * * .¸¸¸ . النقشــــ محمد عبده ــبندى ¸ . * *۩¸.*
    **** .•. oOo منتدى الطريقة النقشبندية العلية oOo ¸.*
    ** .۞.**.¸O.o°وكل التوفيق لك يا رب O.o°.۞. *¨ *
    الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
    عاشق الصوفية
    نائب مدير الموقع
    نائب مدير الموقع




    العمر : 21
    ذكر
    الوسام وسام الاداره

    اليك الوصايا Empty
    مُساهمةموضوع: رد: اليك الوصايا   اليك الوصايا Emptyالأحد مارس 10, 2013 8:33 am

    [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
    [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
    نقول لمن كتب هذه السطور
    بعطر والورد والبخور
    وعطرة في أرجائه يجول
    كتبت موضوع في قمة الروعـــــــة
    جزيت خيرا إن شــــــــاء الله

    [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]

    [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]عاشق الصوفية
    الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
     
    اليك الوصايا
    الرجوع الى أعلى الصفحة 
    صفحة 1 من اصل 1
     مواضيع مماثلة
    -
    » الوصايا ابن عربي
    » الوصايا العشر للحبيب المصطفى
    » الوصايا السبع لرسول الله

    صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
    الطريقة النقشبندية العلية  :: التصوف الاسلامى والطرق الصوفية :: منتدى التزكية والسلوك والاداب-
    انتقل الى:  
    جميع الحقوق محفوظة
    الساعة الان بتوقيت مصر
     ® 
    جميع الحقوق محفوظة لمنتدى الطريقة النقشبندية العلية
    حقوق الطبع والنشر©2011 - 2010
    موقع الطريقة النقشبندية العلية
    المشاركات المنشورة بالمنتدى لا تعبر بالضرورة عن رأي إدارة المنتدى ولا تمثل إلا رأي أصحابها فقط ولا يتحمّل الموقع أيّة مسؤوليّة عن المواد الّتي يتم عرضها أو نشرها في منتدي الطريقة النقشبندية العلية  ويتحمل المستخدمون بالتالي كامل المسؤولية عن كتاباتهم وإدراجاتهم التي تخالف القوانين أو تنتهك حقوق الملكيّة أو حقوق الآخرين أو أي طرف آخر.
    ادارى المنتدى : محمد عبده النقشبندى
    تسجيل صفحاتك المفضلة في مواقع خارجية
    تسجيل صفحاتك المفضلة في مواقع خارجية reddit    

    قم بحفض و مشاطرة الرابط الطريقة النقشبندية العلية على موقع حفض الصفحات

    قم بحفض و مشاطرة الرابط الطريقة النقشبندية العلية على موقع حفض الصفحات