وفي الدعوة إلى التوبة
يقول الشيخ الحسين بن منصور الحلاج :
" إلى كم أنت في بحر الخطايا تبارز من يراك ولا تراه
وَسمْتُك سمْتُ ذي ورع ودين وفِعْلُك فِعْلُ مُتَّبع هَواه
فيا من باتَ يخلو بالمعاصي وعينُ الله شاهدة تراه
أتطمع أن تنال العفو ممن عصيت وأنت لم تطلب رضاه
وتفرح بالذنوب وبالخطايا وتنساه ولا أحد سواه
فتُب قبل الممات وقبل يومٍ يلاقي العبد ما كسبت يداه "
وفي الجمع
يقول الشيخ الحسين بن منصور الحلاج
الجمع : الفناء بالشيء . "
ونزول الجمع ورطة وغبطة ، وحلول الفرق فكاك وهلاك ، وبينهما يتردد الخاطران ، إما متعلق بأستار القدم ، أو مستهلك في بحار العدم " ...
في الظهور بمقام الجمع
يقول الشيخ الحسين بن منصور الحلاج :
" لم يُظهر الحق تعالى مقام الجمع على أحد بالتصريح إلا على أخص نسمة وأشرفها فقال :
[ إِنَّ الَّذينَ يُبايِعونَكَ إِنَّما يُبايِعونَ اللَّهَ ] .
وفي الوصول والوصل والوصال وعلاقته بالجوع
يقول " من أراد الوصال جاع في الدنيا "
وفي المحبة
يقول الحلاج :
" المحبة : صفة سرمدية وعناية أبدية ، فلولا العناية السرمدية ما كنت تدري ما الكتاب ولا الإيمان
فاطرح مقاليدك إلى محبوبك ، فإن من لاحظ الأعمال حجب عن مقصوده ، ومن لاحظ مقصوده حجب عن الأعمال .
وإنما هذه ألسن مستنطقات وأنفس مستعملات .
فمن كانت العناية السرمدية مصروفة إليه استنطقته بحقيقة حقائق الحق ، واستعملته على بساط سريرة سرائر السر سرمداً في سرمد " .
سئل الشبلي عن حال حسين بن منصور [ الحلاج ] .
فقال : ذاك جزاء من أفشا سره وأظهر أمره ، إنما هذا الأمر مبني على الكتمان ، فإن الحق غيور .
وقيل للحسين بن منصور [ الحلاج ] : متى تصفو المحبة ؟
قال : إذا عدم المحب نفسه ومصحوبه ، فلا يرى إلا محبوبه ومطلوبه فقد صفت له المحبة ، وما دام هو واقف على مقام الفروق بـ :
لي ولك وأنا وأنت ومعي ومعك ، فهو محجوب .
في طبقات المحبة
يقول الشيخ الحسين بن منصور الحلاج :
" سبحان من جعل محبته على ثلاث طبقات :
فطبقة خصهم بأذكار الأسامي والأوصاف فعاشوا بها .
وطبقة أبرز لهم علوم القدوة فطاشوا بها .
وطبقة كشف لهم عن حقيقة الحقائق فتلاشوا بها "
قال الشيخ أبو بكر الشبلي للحسين بن منصور [ الحلاج ] :
" أيحسن الصبر بالمحب عن محبوبه .
فقال : يستحيل صبر الفتى عن نفسه ، إذا صحت المحبة تمازجت الكلية فاستحال الفراق . ثم أنشد :
لا تصبرت وهل يصبر قلبي عن فؤادي
مازجت روحك روحي في دنوي وبعادي
فأنا أنت كما أنك أني ومرادي "
وفي حقيقة المحبة
يقول الحلاج :
" حقيقة المحبة : هي العناية الإلهية السرمدية ، لولاها : " مَا كُنْتَ تَدْرِي مَا الْكِتَابُ وَلا الْأِيمَانُ " .
ويقول : " حقيقة المحبة : هي قيامك مع محبوبك بخلع أوصافك ، والاتصاف بأوصافه " .
وأضاف قائلاً : " لأن كلية المحب تطابق كلية المحبوب ، فغيبته غيبة المحبوب ، ووجوده وجود المحبوب ، فإذا انفرد به استحق المشاهدة
ولهذا لما وقف محمد صلى الله عليه وسلم على بساط الانفراد بالمؤانسة والمشاهدة رجع عنه جبريل وهو يقول :
[ وَمَا مِنَّا إِلَّا لَهُ مَقَامٌ مَعْلُومٌ ] ، ثم : [ فَأَوْحَى إِلَى عَبْدِهِ مَا أَوْحَى ] . وموسى {عليه السلام}
لما لم يقف على بساط الانفراد والمؤانسة ، وقف ومعه سبعون رجلاً للميقات ، فقيل له : لن تراني