قَد كنتُ أَحذَر أَن أَشقى بِفُرقَتِكم فَقَد شَقيتُ بِها لَم يَنفَعِ الحَذَرِ
المَرءُ في كُلّ يَومٍ يَرتَجي غَده وَدونَ ذَلِكَ مَخبوء لَهُ القَدرُ
القَلبُ يَأملُ وَالآمالُ كاذِبة وَالمَغشي يَلهو وَفي الأَيّامِ مُعتبرُ
طَرَقَ السَمع يا أهيلَ المصلّى خَبَراً مِنكُم فَزادَ اِشتِياقي
مُحكَمُ النَّقلِ قَد رَوته ثِقاةٌ مُسنَدٌ بِالرّواةِ وَالاتفاقِ
أَن سَأَفنى بِكُم وَتَفنى عِظامي وَرَسيس الغَرامِ في القَلب باقي
يا صاح أَما رَأيت شُهباً ظَهَرَت قَد أَحرَقَت القُلوب ثُم اِستَتَرَت
طِرنا طَرَباً لضوئها حينَ طَرَت بانَت وَتَوالَت وَأَثارَت وَسَرَت
رَقّ الزُّجاجُ وَرَقَّت الخَمرُ فَتشابَها فَتَشاكل الأَمرُ
فَكَأَنَّها خَمرٌ وَلا قَدح وَكَأَنَّها قَدحٌ وَلا خَمرُ
وَلمّا وَرَدنا ماءَ مَدينَ يَستقي عَلى ظَمأ بِتنا إِلى موقف النَجوى
نَزَلنا عَلى حيٍّ كرامٍ بيوتهم مُقَدّسة لا هِندَ فيها وَلا عَلوى
وَلاحَت لَنا نارٌ عَلى البُعد أضرمَت وَجَدنا عَلَيها مِن تحبُّ وَمَن تَهوى
سَقانا وَحيّانا فَأَحيا نُفوسَنا وَأَسكَرَنا مَن راح إِجلاله التَقوى