تتجلى هنا إحدى لطائف القرآن العددية في كلمة (الإنسان) وتكرارها...
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على آخر المرسلين سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم. يقول رسول الله واصفاً القرآن العظيم: "ولا تنقضي عجائبه" فقد أودع الله سبحانه تعالى العديد من الحقائق العلميه والظواهر الرقميه التي تظهر لنا مع تقدم العلم وتقدم برامج الحاسوب. وكذلك فقد تعهد الله سبحانه وتعالى بحفظ القرآن العظيم إلى يوم القيامه حين قال "إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحفظون" وهو تعهد عظيم في وجه كل محاولة للإدعاء بأن ترتيب آيات وسور القرآن هو من عمل البشر. ونحن العاملين في مجال الإعجاز العلمي والعددي في القرآن الكريم نحاول أن نقدم ما هو دليل بأن كل ما هو في القرآن العظيم مصدره الوحي الإلهي. إن الظواهر المذهله التي يرشدنا إليها الله سبحانه وتعالى في هذا الكتاب العظيم تشهد على صدق رسالة محمد صلى الله عليه وسلم وهي حقائق نستطيع تحدي كل الملحدين والمشككين في صدق الله ورسوله. وهي كلها تثبت ما يقوله الله تعالى في كتابه "قُلْ لَئِنِ اجْتَمَعَتِ الْإِنْسُ وَالْجِنُّ عَلَى أَنْ يَأْتُوا بِمِثْلِ هَذَا الْقُرْآَنِ لَا يَأْتُونَ بِمِثْلِهِ وَلَوْ كَانَ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ ظَهِيرًا".
في هذه المقاله سوف أعرض بعض الظواهر العلميه المتجليه بورود (تكرار) كلمة الإنسان في القرآن الكريم. ولكن قبل ذلك أود أن أشير إلى بعض النقاط وإلى بعض المعلومات العلميه كخلفيه لهذا البحث:
جسم الإنسان بكل أعضائه, خلاياه ،صفاته وحتى تصرفاته يتطور ويعمل وفق الماده الوراثيه الموجوده في كل خليه من خلايا الإنسان. أصل الماده الوراثيه هو الأب والأم وتترتب هذه الماده الوراثيه بسلسله من الحوامض الأمينيه في ما يسمى بكروموسومات (صبغه وراثيه). يبلغ عدد هذه الكروموسومات 46 وهذا العدد تم إكتشافه بواسطة تقنيات المجهر الحديثه في العام 1955 (هذه الكروموسومات مرتبه بشكل 23 زوج).
وكذلك أود أن أشير بأن الأعداد الصحيحه في الكون (أي 1, 2, 3, 4, 5, 6..) تنقسم إلى قسميين رئيسيين:
الأعداد الأوليه - وهي الأعداد التي لا تقبل القسمه إلا على نفسها وواحد - هذه هي الأعداد الأوليه الأولى في الكون (ترتيب تصاعدي): 2, 3, 5, 7, 11, 13..
الأعداد المركبه - وهي الأعداد التي تقبل القسمه على أعداد غير نفسها وواحد (فهي مركبه من حاصل ضرب أعداد أوليه) - هذه هي الأعداد المركبه الأولى في الكون (ترتيب تصاعدي): 4, 6, 8, 9, 10, 12..
لاحظ أيضاً أن الكلمه المركزيه لبحثنا هذا, الإنسان, تكتب هكذا في القرآن ألكريم "الإنسن".
الآن إلى الحقائق:
- ترد كلمة "الإنسن" 65 مره في القرآن الكريم. المثير للإنتباه هو بأن هذا العدد هو العدد المركب ال 46 في الكون. العدد 46 مساوي لعدد كروموسومات الإنسان (الصبغات النوويه).
- سورة الإنسان مكونه من 31 آيه وهي السوره ال 31 التي تحوي كلمة "الإنسن" من بداية القرآن. العدد المركب ال 31 في الكون هو العدد 46 (عدد كروموسومات الإنسان).
- بالإضافه إلى كون سورة الإنسان السوره ال 31 التي تحوي كلمة "الإنسن" من بداية القرآن نجد بأن مجموع ارقام السور ال 30 التي تسبقها (والتي تحوي كلمة "الإنسن") هو 961 وهذا هو حاصل ضرب 31 ب 31.
- سورة الأحقاف هي السورة صاحبة الرقم 46 في القرآن الكريم ورقم هذه السوره هو مميز حيث أنه مساوى لعدد كروموسومات الإنسان. عند البحث نجد أن 23 سوره تحوي كلمة "الإنسن" تسبق هذه السوره من بداية القرآن. في نفس الوقت نجد بأن 31 آيه من بداية القرآن حتى سورة الأحقاف تحوي كلمة "الإنسن" وكذلك نجد بأن هنالك 31 آيه تحوي كلمة "الإنسن" بعد سورة الأحقاف إلى نهاية القرآن ! مره أخرى العدد 46 هو العدد المركب ال 31 في الكون. (لاحظ أيضاً أن 19 سوره تحوي كلمة "الإنسن" تأتي بعد سورة الأحقاف - المثير للإنتباه هنا هو أن السوره رقم 46 "الأحقاف" تفصل بين 23 و 19 سوره تحوي كلمة "الإنسن" : العدد 23 هو عدد أزواج كروموسومات الإنسان والعدد 19 هو ثابت إعجاز قرآني)
- بالإضافه إلى ذلك نجد بأن الآيه (مع كلمة "الإنسن") الفاصله في سورة الأحقاف التي تقع بين ال 62 آيه السابق ذكرها هي الآيه 15 من هذه السوره. لاحظ أن 31 + 15 = 46
- كلمة "الإنسن" ترد معرفه 46 مره قبل سورة الإنسان (هذه الكلمه ترد فقط مره واحده نكره غير معرفه في القرآن وذلك في الآيه 13 من سورة الإسراء)
- كما ذكرت في النقطه الثانيه فأن سورة الإنسان هي السوره ال 31 من بداية القرآن التي تحوي كلمة "الإنسن" (وعلاقة هذا العدد بالعدد 46) وكذلك نجد بأن الآيه الأولى من سورة الإنسان (والتي تحوي كلمة "الإنسن") هي الآيه ال 46 من بداية القرآن التي تحوي كلمة "الإنسن". لاحظ التطابق بين الظواهر!
- حرف الألف له دلائل إعجازيه خاصه فهو أول حرف أنزل من القرآن. عند البحث نجد بأن 19 كلمة "الإنسن" ترد في سور تبدأ بحرف الألف وأن هنالك 46 كلمة "الإنسن" ترد بسور لا تبدأ بحرف الألف. لاحظ أن العدد 19 هو ثابت قرآني له العديد من الدلائل الإعجازيه وأن العدد 46 هو عدد كروموسومات الإنسان. لاحظ توزع هذه الكلمه بهذا الشكل والفصل بين 19 و 46 كلمه بهذا الشكل.
- في نفس الوقت نجد بأن ال 19 كلمة "الإنسن" الوارده في سور تستهل بحرف الألف تتوزع على هذا النحو: 9 كلمات قبل سورة لقمان (السوره رقم 31) و 9 كلمات بعد سورة لقمان. لاحظ بأن الفاصل هو العدد 31 (العدد 46 هو العدد المركب ال 31 في الكون), وأن العدد 9 هو عدد تكرار الكلمه قبل وبعد السوره رقم 31 (عدد أزواج كروموسومات الإنسان – 23 – هو العدد الأولي ال 9 في الكون). ملاحظه: سورة لقمان تبدأ ب "الم" وترد كلمة "الإنسن" مره واحده فيها.
- كلمة "الإنسن" في سورة لقمان (السوره رقم 31) هي كلمة "الإنسن" ال 23 من بداية القرآن (بعد كل الكلمات بدون أي تصنيف معين). لاحظ التطابق. وكذلك نجد بأن هذه الكلمه هي كلمة "الإنسن" ال 43 من نهاية القرآن وهذا العدد يطابق عدد السور التي ترد بها كلمة "الإنسن" في القرآن الكريم.