أبناؤنا في فترة الامتحانات

مراقبة عامة العمر : 47

أبناؤنا في فترة الامتحانات
سعاد الشامي

تشكل الامتحانات أهمية كبرى عند الطالب في مختلف المراحل التعليمية، وقلّة هم الطلاب الذين يَعْبُرون فترة الامتحانات من دون معوقات أو مشاكل. فأكثر البيوت فيها شخص أو أكثر يواجهون مشكلة دائمة كلَّ عام، ألا وهي فترة الامتحانات آخرَ العام الدراسي، سواء أكانت مدرسية أم حكومية.

وهذه القضية تهمّ المدرسة بجهازها الإداري والتعليمي من ناحية كيفية إجراء الامتحانات ونوعيتها، ومكامن القوّة والضعف فيها، وكيفية إصلاح الخلل وتذليل صعوباتها.

كما تهمّ هذه القضية بالدرجة الأولى التلميذ، كيف يستعد للامتحانات بمختلف مراحلها، بدءًا بالاستعداد المبكر لليوم الموعود، والذي يؤهّله لجني ثمار ما بذله من جهد طَوالَ العام الدراسي، ومراجعة ما كتبه من ملاحظات في قاعة الدرس، وما كتبه من ملخَّصات خلال العام.

ومن المهم أن يروّض التلميذ نفسه بمساعدة الأهل والمدرسين على الاستعداد النفسي والراحة لمواجهة يوم الامتحان، والترتيبات التي ينبغي اتخاذها داخل قاعة الامتحانات، مرورًا بأهمية الانتباه للشرح، وفهم مصطلحات الأسئلة التي يستعملها المُدرّسون في وضع أسئلتهم، والخطة التي رسمها للإجابة على الأسئلة، والعوامل التي تساهم في رفع درجة التقدير، ما يُمهّد الطريق الصعبة للنجاح.

ولا تقلّ أهميّة هذه المرحلة عند الأبوين، فمسألة الامتحانات وتفوّق الأبناء في المدرسة مسألة مهمة عندهم، ولكن السؤال المطروح هو: كيف نساعد أولادنا على النجاح في الامتحانات وإحراز التفوق المطلوب؟ سؤال يصعب الإجابة عليه لتعدُّد الآراء والأفكار، والتصرفات خير شاهد على ما نقول.

بعض الأهل يعلنون حالة طوارئ عامّة، ويطبّقون قواعدها بصرامة شديدة، فالزيارات الأسريَّة غير مسموح بها حاليًّا، والهواتف يتمّ سحبها وإخفاؤها، ولا يُسمح بالدراسة الجماعية مع زملاء المدرسة... ولا يُسمحُ بالنوم لأكثر من ثلاث أو أربع ساعات... وقائمة طويلة من الأمور التي بعضها يأتي بالفوائد المرجوّة، وبعضها الآخر يأتي بنتائج عكسية، تودي إلى إرهاق التلميذ، وتشعره بالخوف الذي ربما يصل إلى حدّ الهلع من توقّع الفشل، فتؤديّ بالتلميذ إلى فقدانه الثقة بنفسه وقدراته، فيدخل قاعة الامتحانات في اليوم الموعود وهو مهزوم سلفًا، فيفشل فشلاً ذريعًا.

أمور كثيرة تُرتكب تحت شعار الحب والحرص على مستقبل الأولاد، فنرى العديد من الآباء يتوق لتحقيق حلمه القديم الذي حُرم منه في أبنائه، فنراه يضغط عليهم، وينسى أنَّ لأولاده حلمَهم الخاص، ونحن هنا لا نُنكر دور الأب أو الأم ومساهمتهم في تأمين كل الظروف لنجاح أولادهم، ولكن الأمر يحتاج إلى التفكّر والتدبر والتصرف بحكمة ورويّة، واتّباع أحدث الوسائل العلمية والتقنية للوصول إلى الهدف المنشود.

فالطالب يحتاج من أهله إلى توفير مكان مناسب وجوّ نفْسيّ هادئ، سواء كان في غرفته أو أي مكان آخر في البيت، شرطَ أن يكون بعيدًا عن الضوضاء والملهيات التي تُشتّت انتباهه، وتقلّل من قدرته على التركيز، مع حسن الإضاءة في الغرفة. وإذا احتاج التلميذ إلى المساعدة فيمكن اللجوء إلى الدروس الخصوصية من صديق للأسرة أو جار أو زميل له، ويمكن التحاقه بمجموعات التقوية في المدرسة، حيث تعطى دروس إضافية في المواد التي تحتاج إلى كثير تركيز.

أما الجوّ النفْسيّ المطلوب فيمكن تحقيقه بتعاون أفراد البيت، والاتفاق بين الأبوين والأولاد على التصرف الهادئ، والحدّ من أسباب الخلاف والمشاحنات، والكفّ عن الكلام بصوت مرتفع، وعلى الأبوين عدم زجّ أولادهم في مشاكل أسرية قد يتعرض لها البيت، وألا يرهقوا أولادهم بخدمات مطلوبة منهم عادة ويمكن تأجيلها، أو أن يقوم بها شخص آخر بالنيابة.

وعلى الأبوين أن يعرفا أن هناك نوعين من القلق يُصاحبان فترة الامتحانات، قلقًا عاديًّا وغير عاديّ، فالقلق العادي إذا غُلّف بقالب الاهتمام يساهم في دفع التلميذ للمزيد من الدراسة، وهذا ما ينشّط طاقة الدماغ ويساعد على التركيز.

وعلى الأمّ أن تعلم أن توتّرها لا يساعد ولدها على الحفظ، فبعض الأولاد لا يستطيع الدرس بوجود الأمّ إلى جانبه، فاتركيه يدرس وحده، وراقبيه عن بعد بحيث لا يشعر بك، وادخلي عليه من وقت لآخر لتقدمي له كوبًا من العصير أو وجبة طعام خفيفة، فيشعر بحبك واهتمامك. وينبغي عدم تقديم بعض الأطعمة التي تساعد على الاسترخاء والنوم كالحليب والخس مثلاً، ولا الأطعمة الدسمة التي تصيبه بالكسل والتخمة. وحبذا لو كانت كوجبات صغيرة وعلى فترات، المهم أن تحتوي على المعادن والفيتامينات التي تمنحه الطاقة كالعسل مثلاً والنشويات، فهما يساعدان على التركيز، وأبعديه كليًا عن المنبهات كالبُنّ.

وإذا كان التلميذ يجد صعوبة في الحفظ، فليلجأ إلى أسلوب الكتابة والتلخيص، فهذا يساعد على الحفظ.

ومن المهمّ عدم حرمان الأولاد من الترفيه المناسب من وقت لآخر، ليرتاح الدماغ من التوتّر وشحن المعلومات، فيستعيد نشاطه من جديد، فلا شكَّ أن الأهل قادرون على منح أولادهم الحب والرعاية والثقة بالنفْس، فيوصلهم هذا إلى بَرّ الأمان، حيث تتحقّق الطموحات وارتقاء سلَّم النجاح.

مراقب العمر : 49

تسلمى يا ست الكل
تسلم ايدك
ابجد مواضيعك جميلة
كجمال روحك
ورائعة كروعتك
وربنا ما يحرمنا منك

المراقب العام العمر : 51

مشكوووووو والله يعطيك الف عافيه

[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]

أخـــــ قلب محب ــــــوك

[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]

إدارة المنتدى العمر : 47

مشكووور أخى الفاضل
موضوع رائع وجميل وطرح مميز ابداع رائع وطرح يستحق المتابعة
جزاك الله الف خير على كل ما تقدمه لهذا المنتدى
دمت ودام عطاءك للمنتدى وفي انتظار جديدك الأروع والمميز
لك مني أجمل التحيات وكل التوفيق لك يا رب

[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]

» فترة الرضاعة وخصائصها
» طعام الحامل، الرياضة البدنية في فترة الحمل