اهلا وسهلا بك اخى الكريم فى موقع الطريقة النقشبندية العلية والتصوف السنى عرف بنفسك او قم بالتسجيل حللت اهلا ونزلت سهلا نرجوا لك ان تقضى اسعد الاوقات وان تفيد وتستفيد حياك الله وبياك
محمد النقشبندى
الطريقة النقشبندية العلية
اهلا وسهلا بك اخى الكريم فى موقع الطريقة النقشبندية العلية والتصوف السنى عرف بنفسك او قم بالتسجيل حللت اهلا ونزلت سهلا نرجوا لك ان تقضى اسعد الاوقات وان تفيد وتستفيد حياك الله وبياك
محمد النقشبندى
الطريقة النقشبندية العلية
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
الطريقة النقشبندية العلية
دروس وخطب فقة حديث توحيد سيرة تصوف اسلامى اداب و سلوك احزاب و اوراد كتب مجانية تعليم طب بديل واعشاب بخور اسرة وطفولة اكلات قصص واشعار
الحمد لله حمدا لا تعلمه الأسرار ولا تعرفه الأرواح ولا تدركه العقول ولا تضمره القلوب ولا تستشرف عليه النفوس ولا تنطق به الأفواه، الجامع للمحامد الأزلية والممد للمحامد الأبدية بالتقديس للحامدين عن النظراء والأشباه، والصلاة على السيد المُوْتَى جوامع الكلم محمدٍ الذي عنت لِقَيُّومِيَّةِ مَشْرِفِهِ الوجوه وسَجَدَتْ له الجِباه صلاةً دائمةً قائمةً ما نَطَقَتْ بمجدهِ الألْسِنَةُ وتحركتْ بالصلاةِ عليه الشفاهُ وسلم تسليما عليه وعلى الذين اصْطَفَى من كلِّ حليمٍ أواهٍ.
أما بعد: فإني ذاكرٌ في هذا الكتاب بعض ما تحوي عليه الجلالة من الأسرار والإشارات فأقول إن الله للأسماء بمنزلة الذات لما تحمله من الصفات فكل اسم فيه يندرج ومنه يخرج وإليه يعرج وهو عند المحققين للتعلق لا للتخلق وحقيقته أنه دليل الذات لا غير ثم انه يظهر في مواطن كثيرة ومراتب جمة إذ لا فائدة لتصور الذات في تلك المواطن لما تطلبه تلك المراتب من المعاني والأحكام فتكون الجلالة في ذلك الموطن تعطي بما تحتوي عليه من معاني الأسماء ما يعطيه ذلك الاسم من جهة ذلك المعنى الذي يختص به وفيه شرف ذلك الاسم من حيث أن الجلالة قامت مقامه في ذلك الموطن بِمُهَيْمِنِيَّتِهَا على جميع الأسماء وخصوصيِّتها بالإحاطِيَّةِ فيها كالمذنب إذا قال يا الله اغفر لي، فالجلالة ههنا نائبة مناب الغفار فلا يجيبه منها إلا معنى الاسم الغفار وتبقى الجلالة مقدسة عن التقييد، ثم إنها غيب كلُّها ما فيها من عالم الشهادة شيءٌ إلا استرواح ما في وقت تحريكها بالضم في قولك الله لا غير فإن الهو يظهر هناك وما عدا هذا فغيب مجرَّدٌ أعني في اللفظ وأما في الخط والرقم فغيب مطلق لا غير.
واعلموا أنها تحوي من الحروف على ستة أحرف وهي: ا ل ل ا ه و، أربعة منها ظاهرة في الرقم وهي الألف الأولية ولام بدء الغيب وهي المدغمة ولام بدء الشهادة وهي المنطوق بها مشددة وهاء الهوية.
وأربعة منها ظاهرة في اللفظ وهي ألف القدرة ولام بدء الشهادة وألف الذات وهاء الهو وحرف واحد منها لا ظاهر في اللفظ ولا في الرقم لكنه مدلول عليه وهو واو الهو في اللفظ وواو الهوية في الرقم وانحصرت حروفه، واللام للعالم الأوسط وهو البرزخ وهو معقول والهاء للغيب والواو لعالم الشهادة ولما كان الله هو الغيب المطلق وكان فيه واو عالم الشهادة لأنها شفهية ولا يتمكن ظهورها في الله، لهذا لم تظهر في الرقم ولا في اللفظ فكانت غيبا في الغيب وهذا هو الغيب ومن هنا صح شرف الحس على العقل فإن الحس اليوم غيب في العقل والعقل هو الظاهر فإذا كان غدا في الدار الآخرة كانت الدولة في الحظيرة الإلهية وكثيب الرؤية للحس فنظرت إليه الأبصار وكانت الغايات للأبصار والبدايات للعقول ولولا الغايات ما التفت أحد إلى البدايات فانظر ما هنا من الأسرار وهو أن الآخرة أشرف من الدنيا قال الله تعالى ((تُرِيدُونَ عَرَضَ الدُّنْيَا وَاللّهُ يُرِيدُ الآخِرَةَ)) 67 سورة الأنفال، وقال تعالى ((وَالْآخِرَةُ خَيْرٌ وَأَبْقَى)) 17 سورة الأعلى.
ثم أن الآخرة لها البقاء والدنيا لها الزوال والفناء، والبقاء والديمومية أحسن وأشرف من الذهاب والفناء.
ثم أن المعرفة بالله ابتداء علم وغايتها عين، وعين اليقين أشرف من علم اليقين، والعلم للعقل والعين والبصر، فالحس أشرف من العقل، فإن العقل إليه يُسعى ومن أجل العين يَنظر، فصار عالم الشهادة غيب الغيب، ولهذا ظهر في الدنيا من أجل الدائرة فإنه ينعطف آخرها على أولها فصار عالم الشهادة أولا وهو مقيد عما يجب له من الإطلاق فلا يبصر البصر إلا في جهة ولا تسمع الأذن إلا في قرب، فخلافه إذا مشى حقيقة، وانطلق من هذا التقييد كسماع سارية ونظر عمر رضي الله عنه إليه من المدينة وبلوغ الصوت وما أشبه ذلك وصار عالم الغيب وسطا وهو عالم العقل فإنه يأخذ عن الحس براهينه لما يريد العلم به وصار عالم الشهادة المطلق غيبا في الغيب وله يسعى العقل ويخدم وصورته في الدائرة هكذا:
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] لكل شيء ظل وظل الله العرش، غير أنه ليس كل ظل يمتد والعرش في الألوهية ظل غير ممتد لكنه غيب، ألا ترى الأجسام ذوات الظل المحسوس إذا أحاطت بها الأنوار كان ظلها فيها، والنور ظله فيه والظلمة ضياؤها فيها، ولما استوى الله على قلب عبده المؤمن فقال سبحانه:((ما وسعني أرضي ولا سمائي ووسعني قلب عبدي)) حين استوى الاسم الرحمن على العرش المعروف الظاهر، فالعرش الظاهر ظل الرحمن والعرش الإنساني ظل الله وبين العرشين في المرتبة ما بين الاسم الله والرحمن وان كان قد قال سبحانه:((قُلِ ادْعُواْ اللّهَ أَوِ ادْعُواْ الرَّحْمَـنَ أَيّاً مَّا تَدْعُواْ فَلَهُ الأَسْمَاء الْحُسْنَى)) فلا يخفى من كل وجه على كل عاقل تفاوت المراتب بين الاسمين ولهذا قال المُكَلَّفون: ((وما الرحمن)) حين قال لهم ((اسْجُدُوا لِلرَّحْمنِ)) ولم يقولوا: وما الله، ولما كان العرش سريرا صار غيبا في الرحمانية، ولما كان الاستواء الإلهي على القلب من باب وسعني صارت الألوهية غيبا في الإنسان فشهادته إنسان وغيبه إله ولسريان الألوهية الغيبية في هذا الشخص الإنساني ادَّعى الألوهية بالاسم الإله فقال فرعون:((مَا عَلِمْتُ لَكُم مِّنْ إِلَهٍ غَيْرِي)) ولم يتحر من أجل أن قالها عن المشيئة لا عن الحال لا من طريق الأمر أن يقول ((أنا الله)) ولا قال إله وإنما قالها بلفظة غيري فتفطَّن وصرح بالربوبية لكونها لا تقوى قوة الألوهية فقال ((أَنَا ربُّكُمُ الأعْلَى)) بخلاف من قالها عن الحال من طريق الأمر بمساعدة المشيئة فكان جمعا مثل أبي يزيد حين قال: إنني أنا اللهُ لاَ إله إلا أنا فاعْبُدُوني وقال مرة: أنا الله فلم يكن للألوهية فيه موضع فراغ ترمي سهامها فيه لكمال سعة السريان، فعزة الألوهية على سائر المراتب الأسمائية ظاهرة وغالبة فلا مقاومة لأسم معها البتة.
الله كلمة نفي شدت في العالم العلوي فارتفع بها الترجمان ومن عاد نفيا بعد الإثبات فلا عين له ولو ظهر في اللفظ كما نفي الشريك بقوله لا شريك له فلا عين له في الحكم واللفظ به موجود وما بقي بعد نفي لا إلا الألفان وهو الأول والآخر فاضرب أحدهما في الآخر يخرج الهاء بينهما وينتفيان وهو الهو فإن الأول له تعالى اسم إضافي لا حقيقة له فيه فإنه بوجودنا وحدوث عيننا كان له حكم الأولية وبتقدير فناء أعيننا كان حكم الآخرية ونحن من جانب الحقيقة في عين قال الله تعالى:((وَقَدْ خَلَقْتُكَ مِن قَبْلُ وَلَمْ تَكُ شَيْئاً)) وقال تعالى:((لَمْ يَكُن شَيْئاً مَّذْكُوراً)) فكأنا لم نكن فلا أولية إذن ولا آخرية إذ لا نحن فبقي هو خاصة وهو المطلوب.
لام هذا الاسم الأولى لام المعرفة، فإن الألف واللام للتعريف كما جاء، والألف الأولى لكان الله ولا شيء معه فبقيت اللام الثانية والهاء وكلامنا على صورة الرقم فهي لام الملك فإن بزوال الألف واللام الأولى تبقى صورة له فهي لام الملك والهاء كناية عن غيب الذات المطلقة فإن الهاء أول الحروف ولها المبدأ وهي غيب في الإنسان ولكن أقصي الغيب فصار هذا الاسم بهذه الإشارات يحوي على كان الله ولا شيء معه من حيث الألف ويحوي على مقام المعرفة من حيث اللام الأولى ويحوي على مقام الملك وفيه ظهور كل ما سواه من حيث اللام الثانية ويحوي على ذكر العالم له من حيث الهاء لأنها دليل الغيب وهو غيب عنهم فلا يطلقون عليه تعالى إلا هو فبالألف يذكر نفسه وبالهاء يذكره خلقه وبالوجه الذي يلي الألف من لام المعرفة يعرف نفسه أزلا وبالوجه الآخر منها الذي هي لام الملك يعرفه خلقه أبداً بالمعرفة المحدثة ومن حيث اللام نفسها التي هي لام المعرفة تعرفه المعرفة فقد كمل في هذا الاسم الوجود المُحدث والقديم صفته حقيقة وموصوفه، فانظر ما أتم هذا الاسم وما أكمله
وأما الألف الظاهرة في اللفظ بعد لام الملك المتصلة بالهاء في الخط والواو الغيبية في الهاء إذا نطق بالهاء الروح فإن نطق بها الجسم عادت الواو ياء فإن نطقت بها النفس المثلية عادت ألفا فحكم هذه الألف النطقية والواو المتحولة من صورة إلى صورة بحسب الناطق حكم آخر وذلك أن الهاء لما كانت تنظر إلى الألف الأولى ومقام الألف هناك أ، لا يتصل به شيء ظهرت الألف بعد اللام فاتصلت بها اللام في النطق فبقيت الهاء ولا شيء معها ما دام الكون لا يذكرها فهي ساكنة سكون حياة لا سكون موت فإن نطق بها الكون أو ذكرها فلا بد أن يكون الذاكر كما قدمنا فيظهر بعدها من الحروف كما ذكرنا.
ثم تحقق ما ذكرناه في الهو والها والهي من التحام الهويات لإيجاد الكائنات إذا نطقت بقولك باللهِ بكسر الهاء واللهَ بفتح الهاء واللهُ بضم الهاء تجد الهو في الضم والهاء في الفتح والهي في الخفض وبقي في السكون لهذا الباب كما ذكرناه وهو الثبوت.
لما كانت له المهيمنية على سائر الأسماء سرت فيه الأسماء إذا ظهر وسرى فيها إذا ظهرت سريان الماء في الماء وكان التعيين عن واحد من هذه الأسماء فيها أو تعيينها فيه للحكم والأثر وما توجهت عليه، فالقصص تبدي الأسماء والألوهية في العلم والأسماء، والألوهية توجد القصص فكأن الأمر دوري.
حكم هذا الإسم في العالم الذي يخصه الزائد له على مقام الجمعية والمهيمنية هو الحيرة السارية في كل شيء عندما يريد المعرفة به والمشاهدة وحضرته الفعل وهو المشهد الذي لا يشهده منه سواه، وكل من تكلم فيه قد فقد جهل ما يتكلم فيه ويتخيل أنه قد أصاب وهو مخطىء، وبهذا المشهد الكوني والحضرة الفعلية صحَّت الألوهية لا غير حتى أن العقلاء وأصحاب القياس من أصحابنا مثل أبي حامد وغيره تخيل أن المعرفة به تقدم على المعرفة بنا عند الأكابر وهو غلط نعم يعرفونه من حيث التقسيم العقلي أن الموجودات تنقسم قسمين إلى ما له أول وإلى ما لا أول له وغير ذلك، وهذا كله صحيح ولكن لا يعرفون أبدا كونه إلها ابتداء قبل معرفتهم بهم وكونه ذاتا معلوم صحيح غير كونه إلها، وكلامنا في الألوهية لا في أنه ثم ذات قديمة يستحيل عليها العدم فالقائلون بهذا القول لا تثبت لهم المعرفة بالألوهية واسمه الله إلا بعد معرفتهم به ولهذا صرح الشرع بالربوبية على حد ما ذكرنا فقال (من عرف نفسه عرف ربه) ولم يقل من عرف الرب عرف نفسه، فإنه لا يصح فإذا كانت الربوبية التي هي الباب الأقرب إلينا لم تمكن معرفتنا بها إلا بنا فأين أنت والألوهية، وقد كنى الشرع عن هذا المقام الإلهي أن حضرته الحيرة في قوله حين قيل له أين كان ربنا قبل أن يخلق السماء والأرض فقال صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم (في عما) بالقصر والمد، (ما فوقه هواء وما تحته هواء)، كلمة نفي، فالقصر للحيرة وجعلها للاسم الله، فلهذا حارت البصائر والألباب في إدراكه من أي وجه طلبته، لأنه لا يتقيد بالأين، والمد للسحاب وهو الجو الحامل للماء الذي هو الحياة ومنه كل شيء فهو في ذاته لا يقال فيه أين ودل عليه بموجود برزخي بين السماء والأرض وفي البرازخ حارت الحيرات فكيف المتحيرون كالخط بين والظل والشمس والمتوهم بين النقطتين والخطين وبين السطحين وبين كل شيئين فعادت الكلمة البرزخية إلى الحيرة بعينها فما ثم إلا الحيرة فما حصَّل أحد منه إلا ما عنده، لم يحصل غريبا ولا ينبغي أن يحصل، فإن قلت هو هو فهو هو وإن قلت ليس هو هو فليس هو هو وحارت الحيرة.
ولما أراد الله تعالى تحيير بعض المخلوق من باب بعيد خلق القدرة الحادثة في القادر الحادث وأحال التأثير وخلق التوجه من القادر الحادث على الفعل وهو الكسب فظهر ما لم يكن فقال القادر الحادث فهو فعلي فقال القادر الحادث الآخر هو كسبي فقال القادر الحادث الثالث ليس فعلي ولا كسبي وقال القادر القديم هو فعلي وقال الحق ولم يستحل عند السليم العقل أن يكون مقدور بين قادرين وإنما الذي يستحيل مؤثر بين مؤثرين فتفهم هذا الفصل ترشد إن شاء الله. فالله تعالى لا يعلم ولا ينعلم ولا يجهل ولا ينجهل ولا يشهد ولا يكشف ولا يرى بطريق الإحاطة ولا يعقل ولا يدرك وإنما تتعلق هذه الإدراكات كلها بأسماء الألوهية وبأحكام الأسماء التي تستحق كالرب والمالك والمؤمن ولهذا أثبت الكتاب والسنة الرؤية في الدار الآخرة للربوبية وفي هذه الدار فقال موسى: ((رَبِّ أَرِني أَنْظُرْ إِلَيْكَ)) وقال سبحانه: ((فَلَمَّا تَجَلَّى رَبُّهُ للْجَبَلِ)) فلم يجعل للألوهية مدخلا بل قد نفى فقال سبحانه: ((لا تُدْرِكُهُ الأَبْصَارُ وَهُوَ يُدْرِكُ الأَبْصارَ)) فأتى بالهو وأثبت أنه لا يدرك وهو الصحيح وقال تعالى: ((وُجوهٌ يَوْمَئِذٍ نَاضِرةٌ إِلى رَبِّهَا نَاظِرَةٌ)) وبها علق الحجاب فقال سبحانه: ((كَلاَّ إِنَّهُمْ عَنْ رَبِّهِمْ يَوْمَئِذٍ لَمَحْجُوبُونَ)) وقال عليه الصلاة والسلام (ترون ربكم كما ترون القمر) وفي حديث (كما ترون الشمس) ذكره مسلم في صحيحه جاء في الحديث الصحيح في كتاب مسلم: (إن الرب يتجلى على طائفة في الحشر فيقول أنا ربكم فيقولون نعوذ بالله منك هذا مكاننا حتى ربنا فإذا جاءنا ربنا عرفناه فيأتيهم الله تبارك وتعالى في صورته التي يعرفونها فيقول: ((أَنَا رَبُّكُمْ)) فيقولون أنت ربنا فما ظهر لهم إلا الرب وما عرفوا إلا الرب ولا خاطبهم إلا الرب وقال سبحانه: ((وجَاءَ رَبُّكَ والْمَلَكُ)) ولو جاء الله فإنما معناه الرب كما قدمناه فإن الأحوال والقرائن تطلب بحقائقها من الله الأسماء الخاصة بها، والله هو الجامع المحيط.
ما أحسن ما نبه الله تعالى حين أمر نبيه وأدرجنا معه في ذلك الأمر فقال عز من قائل: ((فاعلم أنه لا إله إلا الله)) فهذه كلمة تدل على أن النفي هو عين الإثبات هو عين النافي هو عين المُثْبِت هو عين المُثْبَت هو عين المَنْفِيُّ فإنه ما نفى إلا الألوهية وما أثبت إلا الألوهية وما كان الثابت والمثبت إلا الألوهية والمثبت، فإنه لو لم تثبُت هي في عينها لم يصح أن يثبت سواها، ولو أثبت مُثْبِتٌ ما ليس بثابتٍ لكان كذباً فهي المُثْبِتَةُ نفسها حقيقة وكلامنا من مقام الحقائق فهذه ستة أحكام، هي واحدة في الحقيقة، وهكذا الوجود كله هو واحد في الحقيقة لا شيء معه، ولهذا ما ألطف إشارة الشرع قال الله تعالى ((لِمَنْ كَانَ لَهُ قَلْبٌ أوْ أَلْقَى السَّمْعَ وَهُوَ شَهِيدٌ)) فالشهيد هو الهو والقلب والسمع فقال كان الله ولا شيء معه وتممها العلماء بالله وهو الآن على ما هو عليه كان فالآن هو الهو وكان هو الهو فما ثم إلا هو ونحن موجودون وقد أثبت أن الحال الحال والعين العين فما ثم إلا غيب ظهر وظهور غاب ثم ظهر ثم غاب ثم ظهر ثم غاب، هكذا ما شئت فلو تتبعت الكتاب والسنة ما وجدت سوى واحد أبداً وهو الهو فلم يزل الهو غائباً أبداً.
وقد أجمع المحققون أن الله لا يتجلى قط في صورة واحدة لشخص مرتين ولا في صورة واحدة لشخصين وهذا هو توسع الهو، وقال أبو طالب: لا يرى من ليس كمثله شيء إلا من ليس كمثله شيء فالرائي عين المرئي، وقد قال: ليس كمثله شيء فإن كان كما زعم زاعم ليس كهو شيء فالشيء هو الهو، وإن كانت الكاف صفة أو زائدة كيف ما كانت فلا تبالِ، فإن كان صفة كان لمَاماً، قال أبو طالب: وإن لم تكن صفة كان ليس هو الهو وكان الشيء هو الهو والهو هو فلا هو إلا هو.
ومما يؤيد ما ذكرناه في الله قوله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم: (إن لله سبعين ألف حجاب من نور وظلمة لو كشفها لأحرقت سبحات وجهه ما أدركه من بصره خلقه) فهذا هو الله وهو الهو كما ذكرناه، فما أعلمه صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم بالمقامات وما أكشفه للأشياء وليس المراد العدد وإنما المراد أن الله لا يمكن أن يظهر، وأيد الكلام بالبصر، وهذا من شرف البصر أنه وصف لله، والعقل ليس كذلك لأن العقل متعلقة بالغيب وما في حق البارىء غيب، فالكل له شهادة، فلهذا كان البصر ولم يكن العقل.
ومن هذا الباب على ما قدمناه أن حضرة الحيرة ما دخل من الحيرة على النُّظَّار وأرباب الأفكار والإستبصار في الصفات، أعني في إثبات أعيانها لله أو نفيها وأما أحكامها فلا خلاف بين العقلاء في ذلك، وصورة الحيرة في ذلك أن من أثبت أعيانها زائدة على الذات الموصوفة فقد أثبت العدد والكثرة والإفتقار في الله وهو واحد من جميع الوجوه غني بالذات كامل بالذات فكيف يكون هذا وإن قلنا لا يلزم مثلاً من هذا إثبات العدد على وجهٍ ما فَثَمَّ ما هو علينا أشد من العدد وهو أن تكون الذات كاملةً بغيرها وكلُّ كاملٍ بغيره ناقصٌ بذاته، ومن نفى أعيانها وفرَّ من مثل هذين المقامين إما الكثرة وإما النقص تلقَّاه أمر آخر وهو أن الحكم لا يقدر من جهة الدَّليل الذي قد نصبتموه على معرفة الله إن ثبتت هذه الأحكام للذات مجردة فإنه إذا أثبت كونه قادراً لنفسه وقع الفعل أزلاً، وهذا محال، فإثباته قادراً لنفسه محال.
ثم إن القلب لا يجد ذلك الجلاء بقياس الشاهد على الغائب، ولا سيما وقد عرف مأخذ العقول من أين هو ومن أين يُركَّبُ براهينها وأدلتها فالقصور منوط والإقدام على هذه الأمور غير حسن، وكل ما لا يمكن حصوله إلا بالمشاهدة والرؤية أو التعريف فحصوله من غير هذه الطرق افتيات على المقام وجرأة.
فالأولى بأصحاب العقول الوقوف والإقرار بالوجود وإحكام الصفات، ولا سبيل للتعرض لا لنفيها ولا لإثباتها، فإن العقل أعجز من أن يقف على مثل هذا، بل على أقل شيء، فانظر تسلط هذا الاسم العجيب والكلمة العجيبة على جميع العوالم بالحيرة والعمى فيه، فأصحاب العقول انظر ما أشد حيرتهم، ما اجتمعوا على شيء لا المُثْبِتِنَ ولا غيرهم من النُّفاة وأصحاب المشاهدات قد ظهر إليهم ووقع الإنكار والعياذ منه حين لم يوافق صورة معرفتهم به، فمعرفتهم به رأوا وهو الظاهر لم يزل، لكن إذا كان مطلوبك في المرآة أن ترى فيه وجهك فلم تأتها على التقابل بل جئتها على جانب فرأيت صورة غيرك فيها فلم تعرفها وقلت هذا ما أردت، فقابلتك المرآة فرأيت صورتك فقلت هذا صحيح فالعيب منك لا من المرآة.
ولما قَيَّدْتَ الطلب بصورة معقولة فاتك خير كثير فقد صار أهل المشاهدة في حيرة أشد من حيرة أصحاب العقول مع المشاهدة، وكذلك أصحاب الرؤية أول رؤية تقع لهم، فإن الرؤية خلاف المشاهدة، ولهذا الخبر بالرؤية غداً لا بالمشاهدة، وقد ذكرنا هذا الفصل في كتاب العين فلينظر هناك، فيمسكون أصحاب الرؤية على ما وقع لهم فيها فإذا رأوه مرة أخرى رَأَوْا خلاف ذلك، وكذلك في كل رؤية، فحاروا كما حار أهل المشاهدة هنا، فما ثم إلا حيرة في حيرة، فلو كان الهو ظاهرا لما صح هذا الخلاف، ولو الهو ظاهراً ما كان الهو ولكان الأنا ولا بد من الهو فلا بد الخلاف، ولنا فيه قصيدة:
وإذا أردت تمتعـاً بـوجـوده *** قَسَّمْتَ ما عندي على الغرماء وَعَدِمْتَ من عيني مكان وجوده *** فظهوره وقفٌ علـى إخفـاء
فصار ظهور الهو الذي هو الله إذا لم يكن أنا حتى لا يكون هو الهو هو ولو بقيت أنا عند ظهور الهو لكان الأنت والهو لا بد منه ولا بقاء لي، وما ينتفي الهو إلا في الهو، فإن الهو ليس من نفسه في الهو ولا في غيره، ومن هذا الباب.
باب الحيرة الإلهية: ((وَمَا رَمَيْتَ إِذْ رَمَيْتَ وَلَكِنَّ اللهَ رَمَى)) وافعل يا عبدي ما لست بفاعل بل أنا فاعله ولا أفعله إلا بك لأن لا يتمكن أن أفعله بي فأنت لا بد منك وأنا بُدُّكَ اللازم فلا بُدَّ مني، فصارت الأمور موقوفة عليّ وعليه فحرت وحارت الحيرة وحار كل شيء وما ثم إلا حيرة في حيرة، وكم قلت:
حَيْرَةٌ مِنْ حَيْرَةٍ صَـدَرَتْ *** لَيْتَ شِعْري ثَمَّ مَنْ لا يَحَارْ أنا مَجْبورٌ وَلا فِعْـلَ لِـي *** فَالَّذِي أفْعَلُـهُ بِاضْطِـرَارْ والذي أسْنَـدَ فِعْلـي لَـهُ *** لَيْسَ في أفْعالِـهِ بالخِيـارْ أنا إن قُلْـتُ أنـا قَـالَ لا *** وهُوَ إن قالَ انا لم يغـارْ فأنا وَهْـوَ عَلَـى نقْطَـةٍ *** ثبتت ليس لها من قـرارْ
ومع قولي هذا كله قيل لي افعل، ومن باب الحيرة الإلهية قوله سبحانه: ((مَا يُبَدَّلُ الْقَوْلُ لَدَيَّ)) فالعاقل يأخذه على إمضاء الحكم وإنفاذه ولا مَرَدَّ له بقوته، والمحقق يأخذه من باب الحيرة، وإنه لا يتمكن إلا هذا وإلا فكما وَصَلَتْ الخمسون إلى خمسة ولم يُتَمَكَّنْ أن يُنْقَصَ منها، كذلك لم يتمكن أن تبقى الخمسين أصلاً، لما سبق بها القول، فهذا بعض ما في الجلالة وقد نجز الغرض الذي أعطاه الوقت، والحمد لله.
ملك روحي مراقبة عامة
العمر : 47
موضوع: رد: كتاب الجلالة وهو كلمة الله الأربعاء مايو 25, 2011 8:11 pm
من مجموعة رسائل الشيخ محيى الدين بن عربي رضي الله عنه
كتاب الألف وهو كتاب الأحدية
بسم الله الرحمن الرحيم به الحول والقوة
أحدية حمد الواحد في وحدانيته، وحدانية حمد الأحد في أحديته، فردية حمد الوتر في وتريته، وترية حمد الفرد في فرديته، الله اكبر استدرك الناظر النظر، وقف الخاطر بهذا حين خطر، لاح بالتضمين لا بالتصريح وجود البشر، وحدانية حمد الواحد في إثنينيته، فردية حمد الفرد في زوجيته، وترية حمد الوتر في شفعيته، وبقي حمد الأحد واحدا في أحديته صلى الواحد سبحانه على الإنسان الواحد محمد الخارج بعد الضرب الموقوف على صناعة العدد وهكذا الفرد والوتر ما عدا الأحد فإذن عادت الصلاة عليه لما لم تجد ما تستند إليه وسلم من هذا المقام تسليما.
إخوتي الأمناء الأتقياء الأبرياء سلام الله عليكم ورحمته وبركاته اسمعوا وعوا ولا تذيعوا فتقطعوا، هذا كتاب الألف وهو كتاب الأحدية جاءكم به رسوله الواحد لأحديتكم بأحده جاءكم بها رسولها الواحد لتثنيتكم بوحدها ورسولها الفرد لزوجيتكم بفردها ورسولها الوتر لشفعيتكم بوترها فتأهبوا لقدوم رسلها وتحققوا غايات سبلها والله يمدكم بالتأييد آمين.
أما بعد:فإن الأحدية موطن الأحد عليها حجاب العزة لا يرفع أبدا فلا يراه في أحديته سواه تأبى ذلك. واعلموا أن الإنسان الذي هو أكمل النسخ وأتم النشآت مخلوق على الوحدانية لا على الأحدية لأن الأحدية لها معنى الغنى على الإطلاق ولا يصح هذا المعنى على الإنسان وهو واحد فالوحدانية لا تقوى قوة الأحدية فكذلك الواحد لا يناهض الأحدية لأن الأحدية ذاتية للذات الهوية والوحدانية اسم لها سَمًّتها بها التثنية ولهذا جاء الأحد في نسب الرب ولم يجيء الواحد وجاءت معه اوصاف التنزيه فقال اليهود، لسيدنا محمد صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم:انسب لنا ربك، فأنزل الله تعالى:((قل هو الله أحد)) فجاء بالنّسب ولم يقولوا صف ولا انعت.
ثم أن الأحدية قد أطلقت على كل موجود من انسان وغيره لئلا يطمع فيها الإنسان فقال تعالى: (فليعمل عملا صالحا ولا يشرك بعبادة ربه أحدا) أشرك المشركون معه الملائكة والنجوم والأناسيّ والشياطين والحيوانات والشجر والجمادات فصارت الأحدية سارية في كل موجود فزال طمع الإنسان من الإختصاص وإنما عمت جميع المخلوقات الأحدية للسريان الإلهي الذي لا يشعر به خلق الا من شاء الله، وهو قوله تعالى: (وقضى ربك ألا تعبدوا إلا إياه) وقضاؤه لا سبيل أن يكون في وسع مخلوق أن يرده فهو ماض نافذ فما عبد عابد غيره سبحانه، فإذن الشريك هو الأحد وليس المعبود هو الشخص المنصوب وإنما هو السر المطلوب وهو سر الأحدية وهو مطلوب لا يلحق وإنما يعبد الرب والله تعالى الجامع، ولهذا أشار لأهل الإفهام بقوله تعالى: (ولا يشرك بعبادة ربه أحدا) فإن الأحد لا يقبل الشركة وليست له العبادة وإنما هي للرب فتنبه على توفية مقام الربوبية وإبقاء الأحدية على التنزيه الذي أشرنا إليه فالأحد عزيز منيع الحمى لم يزل في العما لا يصح به تجل أبدا فإن حقيقته تمنع وهو الوجه الذي له السبحات المحرقة فكيف هو فلا تطمعوا يا إخواننا في رفع هذا الحجاب أصلا فإنكم تجهلون وتتعبون ولكن قوُّوا الطمع في نيل الوحدانية فإن فيها نشأتم فإنها المتوجهة على من سواكم وقد ظهرت في جنة عدن وغيرها ثم ثنيت لكم وأضافها إلى الأنا سبحانه.
وقد ذكرنا الأنا والإضافة وما أشبه هذه الضمائر في كتاب الياء المعروف بكتاب الهو فينظر هناك، والواحد لم يثن بغيره أصلا وإنما ظهر العدد والكثرة بتصرفه في مراتب معقولة غير موجودة، فكل ما في الجود واحد ولو لم يكن واحد لم يصح أن تثبت الوحدانية عنده لله سبحانه فإنه ما أثبت لموجده إلا ما هو عليه كما قيل:
وفي كل شيء له آية *** تدل على أنه واحـد
وهذه الآية التي في كل شيء التي تدل على وحدانية الله هي وحدانية الشيء لا أمر آخر وما في الوجود شيء من جمال وغيره وعال وسافل إلا عارفا بوحدانية خالقه فهو واحد ولا بد، ولا تتخيل أن المشرك لا يقول بالواحد بل يقول به لكن من مكان بعيد، ولهذا شقي بالبعد، والمؤمن يقول به من مكان قريب ولهذا سعد بالقرب، وإلا فهذا المشرك قد أثبت وحدانية ذات المعبود وأثبت وحدانية الشريك ثم أعطى لوحدانية الشريك وحدانية حسية وأعطى لوحدانية الحق وحدانية سره كما توجه الوجه للكعبة وتوجه القلب إلى الحق غير أنه لما كان الأمر مشروعا كان قربة، وكما سجدت ذوات الملائكة لآدم وأسرارهم لخالقه فكل عبادة قامت عن أمر أثني عليها، وكل عبادة لم تقم عن أمر ذمت ولم يثن عليها لكن قامت على المشيئة التي هي مستوى ذات الأحدية، ولهذا قال الله تعالى:((ما كتبناها عليهم إلا ابتغاء رضوان الله فما رعوها حق رعايتها)) 27 سورة الحديد.
فأثبت أن لها حقا ينبغي أن يراعى ويحفظ وذلك للغيرة الإلهية فإنه لولا سر الألوهية التي تخيلوها في هذا المعبود ما عبدوه أصلا فقام لهم سر الألوهية مقام الأمر لنا، غير أن الحق قرن السعادة بأمر المشيئة وقرن الشقاء بإرادة المشيئة، فما ثم مشرع غير الله، فشرع ينزل على الأسرار من خلف حجاب العقل، نزل به رسول الفكر عن إرادة المشيئة ويسميها الحكماء السياسة، ولهذا تخيلوا أن شرع الأنبياء هكذا يُنَزَّلُ عليهم وهكذا هو أصله وما عرفوا أمر المشيئة.
وسبب هذا جهلهم بالمشيئة فإذن المعبود بكل لسان وفي كل حال وزمان إنما هو الواحد، والعابد من كل عابد إنما هو الواحد فما ثم إلا الواحد، والاثنان إنما هو واحد وكذلك الثلاثة والأربعة والعشرة والماثة والألف إلى ما لا يتناهى ما تجد سوى الواحد ليس أمرا زائدا فإن الواحد ظهر في مرتبتين معقولتين فسمي اثنين هكذا (اا) مثلا ثم ظهر في ثلاث مراتب هكذا (ااا) مثلا فسمي ثلآثة زدنا واحدا فكان أربعة وواحد على الأربعة فكان خمسة، كذلك أيضا كما أنشأه يفنيه بزواله عن تلك فتكون الخمسة موجودة فإذا عدم الواحد من الخمسة عدمت الخمسة وإذا ظهر الواحد ظهرت وهكذا في كل شيء.
فهذه وحدانية الحق فبوجوده ظهرنا ولو لم يكن لم نكن ولا يلزم من كوننا لم نكن أنه سبحانه لا يكون كما لا يلزم من عدم الخمسة عدم الواحد فإن الأعداد تكون عن الواحد لا يكون الواحد عنها فلهذا تظهر به ولا يعدم بعدمها وهكذا أيضا فيما تناله من المراتب إن لم يكن هو في المرتبة المعقولة لم تظهر معا فتفطن لهذا الواحد والتوحيد واحذر من الإتحاد في هذا الموضع فإن الاتحاد لا يصح فإن الذاتين لا تكون واحدة وإنما هما واحدان فهو الواحد في مرتبتين.
ولهذا إذا ضربت الواحد في الواحد لم يتضعف ولم يتولد منهما كثرة لأن هما ما هو فإنك ضربت الشي في نفسه فلم يظهر لك سوى نفسه، فاضرب أنا في أنا يخرج لك في الخارج أنا واضرب هو في هو يخرج لك في الخارج هو، وهكذا كل مضروب في نفسه حتى الجمل إذا ضربت الجملة في الجملة يخرج لك من الاعداد إحدى الجملتين كاملة في مرتبة كل واحد من آحاد تلك الجملة المضروب فيها، وذلك لأن الجملة واحدة في الجمل والجمل والجملة آحاد واِلآحاد تكرار الواحد في المراتب فالوحدانية سارية ما ثم غيرها والتثنية مثل الحال لا موجودة فإن الحقيقة تفنيها او تأباها ولا معدومة فاذ الحق يثبتها.
ومثال ما ذكرنا من الجمل أن تقول أربعة في أربعة فيكون المجتمع من ذلك ستة عشر فكأني قلت إذا مشت الأربعة بجملتها في آحاد هذه الأربعة أو في آحاد نفسها وهو الصحيح بالضرورة تكون ستة عشر لان الأربعة حقيقة واحدة والستة عشر واحدة فما صدر عن الواحد إلا واحد هو معنى قولنا وهو الصحيح وكذالك إذا قلنا سبعة في ثمانية وهذا من الضرب المختلف فيكون المجتمع التولد منهما ستة وخمسين فكأني قلت إذا مشت السبعة في آحاد الثمانية أو الثمانية في آحاد السبعة كم من مرتبة تظهر من الآحاد فلا بد أن تقول ستة وخمسين واحدا فكأنه قال الواحد مشى ستة وخمسين منزلا فهكذا فليعرف الواحد. إلأ أن معنى الواحد لا يشركه اسم سوى اسم الوتر فإنه شاركه في المبدأ ولهذا يجوز الوتر بركعة وبثلاثة فيشرك الفرد أيضا فإن الفرد لا يظهر إلا من الثلاثة فصاعدا في كل عدد لا يصح أن ينقسم كالخمسة والسبعة والتسعة والأحد عشر وما أشبه ذلك فكأن الوتر طالب ثأر من الواحد لأنه أخفى رسمه وعزله من أكثر المواضع وما أبقى له إلا القليل مثل الوتر في مراتب الصلاة وفي أسماء الحق والواحد مسترسل منسحب على كل المراتب والمنازل فقد جاء في اللغة الوتر الذحل وهو طلب الثأر فإنما يشارك الوتر للواحد في المبدأ لكونه عزله من أكثر المراتب وبالعكس.
وانما عزل الواحد الوتر من المراتب لكونه شاركه في المبدأ وإبقاء الفرد يتميز في المراتب مثل الواحد لأنه لم يشاركه في المبدأ لكن قد أباحه له لأنه فيه بتوليته فلا يبالي لأنه تحت حكمه، والوتر ما ولاه الواحد فلهذا ينبغي فيما ذكرناه.
فأول الإفراد الثلاثة ولهذا فردانية اللطيفة الإنسانية تخالف وحدانيتها فإن فرداينتها ثبتت له بتقدم الاثنين وهو تسوية البدن وتوجه الروح الكلي، فظهرت النفس الجزئية التي هي اللطيفة الإنسانية فكانت فردا فإن بعل هذا الجسد المسوى إنما هو الكلي فبقي هذا الجزئي المولد بينهما فردا فطلب أهلا يألف إليه ويسكن كسكون أبيه الذي هو الروح الكلي إلى أمه الذي هو الجسد المسوى فقال: ((رب لا تذرني فردا وأنت خير الوارثين)) لعلمه بأن الأمر بعده يعود إلى ربه وهنا يصح استخلاف العبد ربه في مقابلة استخلاف الرب إياه في قوله:((وأنفقوا مما جعلكم مستخلفين فيه)) وقد ظهر هذا من النبي عليه السلام عالم العلماء في دعائه في السفر:(اللهم أنت الخليفة في الأهل) فاستخلفه في أهله فكأن الحق في حكم العبد وجار بأمره لا إله إلا هو العزيز الحكيم، وكذلك في الميراث قال الله تعالى: ((وأن الأرض لله يورثها من يشاء من عباده) وقال له العبد الفرد ((وأنت خير الوارثين)) فقال سبحانه:((إنا نحن نرث الأرض ومن عليها والينا يرجعون)).
فأين العقول ما لها لا تنظر أين هذا النزول من جري الحق عن أمر العبد من قوله: ((وما قدروا الله حق قدره)) ومن وصفه بالعزة قلت وظهرت الفردية في الأجسام الإنسانية في موضعين في آدم عليه الصلاة والسلام:((فإذا سويته ونفخت فيه من روحي)) وفي عيسى عليه الصلاة والسلام قوله:((ومريم ابنة عمران التي أحصنت فرجها فنفخنا فيه من روحنا)) فصار عيسى عليه الصلاة والسلام لمريم كروح آدم لآدم عليهم الصلاة والسلام وإنما خرج جسما لظهوره في عالم الأجسام فهو أقرب إلى الجسدية منه إلى الجسمانية فشأنه كشأن الأرواح الملكية والنارية إذا تراءت للأبصار تجسدت فوقعت الأبصار على الأجسام وهو في نفسه على روحية الجسدية ما يرى في الخيال في صورة جسدية فقال الله تعالى:((إن مثل عيسى عند الله كمثل آدم)) فهذا الإشتراك في الفردية، غير أن جسد عيسى عليه الصلاة والسلام أخلص، ولهذا سماه روحا، وسمى ذلك آدم من الأدمة فإنه مأخوذ من أديم الأرض، وأين الأدمة من الصفاء النوراني، ولهذا قال الله تعالى:((خلقه من تراب)) ولم يقل خلقهما، والضمير يعود على أقرب مذكور ومن معرفتنا بالقصة.
فإن آدم عليه الصلاة والسلام خُمِّرَتْ طينته، خَمَّرَتْها اليدُ المقدسة، وكذلك خَمَّر عيسى عليه الصلاة والسلام طينة الطائر الذي خلقه بإذن الله تعالى ينبىء لما وقع التشبيه بينه وبين آدم أن الأمر ليس كما تظنون وأن القوة الروحية لي، وأني جسد وآدم جسد، وأني من اليد اليمنى، وأن آدم من حيث هو آدم من كلتي يديه يمين وهو من حيث أنا من اليد المطلقة، ولهذا قال الله تعالى:((ما منعك أن تسجد لما خلقت بِيَدَيَّ)) فجمع له بين يديه، فكل سبب اليوم فهو نائب عن تلك اليد المقدسة فلو عرفت الأسباب من نبت عنه لعرفت قدر ما هي عليه لكنها عميت عن ذلك فقالت أنا لا غير وسنكشف عنها غطائها فيكون بصرها حديدا، وكذلك أنا من حيث أنا يقول عيسى من اليد المُطلقة ومن حيث مريم من اليد المعروفة وبكلتى يدي ربي يمين، فجسدي إبن بنت أبي وأنا روح أبي وأمي وبنيه، فلما جمعت بين اليدين وتميز ثاني الفردية، لهذا كان مثل عيسى عند الله كمثل آدم، فهذا من بعض أسرار الفردية.
فأما حواء عليها الصلاة والسلام فمن الوحدانية لأن الفرد لم يعلم حتى استيقظ، وخلقت كاملة على صورتها من حي نائم كما خلق آدم عليه الصلاة والسلام على صورته من غير مزيد تعقل نفسه فيها، وكانت الشهوة النكاحية في الموضع الذي عمرته حواء حين خرجت، فإنه ليس في الوجود خلاء، فأثبتت الشهوة الموضع لنزول حواء فيه، ونزلت بالموضع الذي خرجت منه حواء من آدم فعمر الموضع وخرجت الشهوة، فالنساء أغلب شهواتهن على الرجال، فإن الشهوة في الرجل بذاتها وفي المرأة بما بقي من آثار رحمتها في مواطنها الذي عمرته وكانت الشهوة كالثوب على حواء من أجل صورة الموضع وانْفَشَّتْ الشهوة في آدم فعمتهما جميعا، لكن بهذا الحكم ولهذا تعم شهوة الجماع عند الإنزال جميع البدن، ولهذا أمر بتطهير جميع البدن فإنه فَنِيَ بكليته في تلك اللحظة فأمر بتطهير كليته من ذلك لأجل مناجاة الحق تعالى:((يخرج من بين الصلب والترائب))فآدم فرد وحواء واحد وواحد في الفرد ولهذا تكون المرأة أقوى في ستر المحبة من الرجل، ولهذا أقرب إلى الإجابة وأصفى محل، كل ذلك من أجل الوحدانية.
ولما كان الفرد لا يكون إلا بعد ثبوت الاثنين ضعف عن عزَّةِ الوحدانية فقال:((لا تذرني فردا))، فلا تقل إنه طلب الرجوع إلى الوحدانية فإن لا يصح لأمرين الأمر الواحد أنه فرد لا واحد والثاني أن الله استجاب دعاءه فقال: ((فاستجبنا له ووهبنا له يحيى)) ولما وهب له زوجه فظهر فرد آخر وهو يحيى ثم أشار بوحدانية المرأة وفردانية الرجل وقوة المرأة وضعف الرجل بصورة الميراث فأعطى الأكثر للأضعف كي يقوى من جهة الضعف ومن جهة النشء فإن الوحداني لا يقبل إلا مثله فأعطي قسما واحدا، والفرد هو عين اثنين فهو ناظر لما هو عنه فأخذ قسمين، فمن الوجهين معا للمرأة الثلث وللرجل الثلثين إذا لم يكن سواهما فافهم، فإن الحكم ينتقل بانتقال الزائد والناقص ويصير على صورة وضع المسئلة فإن الحكم أبدا إنما هو للموطن، ولهذا قلنا إن عيسى عليه الصلاة والسلام لولا الموطن ما ظهر له جسم البتة، فحكم عليه موطن هذه الدار الحسية موطن مريم عليها السلام.
ولما بانت اثنية الواحد وزوجية الفرد طالبنا الوتر بشفعيته أن نبنيها للإخوان فإن فيها عزة الواحد، فإن الشفعية تُبقي لك حظاً في المُلك، ولما كان للوتر حظ كثير في المبدأ، لكن ليس هو كالواحد، فإن الواحد هو أصله، ولهذا قرن معه الشفع دون عيره فقال عز من قائل:((والشفع والوتر)) فأقسم بهما ولم يكن له ذلك السريان فجاءت الفهوانية بالوحدانية من جهة غيبها لا من جهة عينها من أجل الوتر أن يقوم بالشفعية فتعارض الوحدانية في السريان وليس له ذلك فقال عز من قائل:((والليل إذا يسر)) فهو تنبيه على سير الواحد في المراتب لإظهار الأعداد وكنى عنه بالليل لطموس عين الوحدانية في الأعداد من جهة الظاهر إلا في كل مبدأ فإنها تظهر بذاتها فإنك لا تقول بعد الواحد واحد أبداً وإنما تقول اثنان، ثلاثة، أربعة، خمسة كذلك إلى عشرة، وأشبهت بسائط العدد التي هي اثني عشرة لفظة الواحد من كونها تظهر في المراتب ظهور الواحد فيها فهي نائبة عنه من حيث الاسم لا من حيث المعنى وهي، واحد، اثنان، ثلاثة، أربعة، خمسة، ستة، سبعة، ثمانية، تسعة، عشرة، مائة، ألف، وما ثم أكثر فإن الحكم إنما هو للإثني عشر الذي قد ربط الله عز وجل البروج بها وهي البروج الإثنا عشر المشهورة، الحمل والثور والجوزاء والسرطان والأسد والسنبلة والميزان والعقرب والقوس والجدي والدلو والحوت، فالواحد للحوت والإثنا عشر للحمل والحوت مائي قال الله تعالى ((وجعلنا من الماء كل شيءٍ حي)) وما في الوجود إلا حي لأن كل ما في الوجود يسبح الله بحمده، والتسبيح لا يكون إلا من حي، فسر الحياة سارٍ في جميع الموجودات،كذلك الواحد سارٍ في جميع الأشياء كما ذكرنا فصار لا يظهر في الأعداد إلا هذه الإثنا عشر لفظة، فنقول واحد وعشرون، اثنان وثلاثون، ثلاثة وأربعون، أربعة آلاف، خمسة عشر ألفا، مائة ألف.
فكذلك حكم هذه الإثني عشر برجا في جميع المولدات والأفلاك الروحانية فتأمل قوة سلطان الوحدانية ما أعزها وأعظمها وإنما لم يظهر الواحد باسمه في الأشياء وظهر بمعناه لأنه لولا معناه لو يوجد لهؤلاء عين ولو ظهر باسمه لم يوجد لهم عين، والغرض إنما هو في ظهور هذه الموجودات فلا بد أن يكون فيها بمعناه ولا يكون فيها باسمه، ومهما ظهر اسمه بطل الوجود، ومهما زال معناه بطل الوجود، وانظر يا سيدي بعقلك هل تصح نتيجة قط عن واحد لا تصح أبدا، وإنما تكون النتيجة بظهور معنى الوحدانية في مرتبتين، وبازدواج الواحدين تكون النتيجة ويظهر الوجود، ولكن أكثر الناس ممن لا يعرف يتخيل أن النتيجة إنما هي عن اثنين وهو باطل وإنما هو عن ثلاثة وهو الاثنان والفرد، فإن الواحد مهما لم يصحب الاثنين لم يكن بينهما قوة النتاج أصلا فانظر إلى الأنثى والذكر وما أنتجا إلا بالحركة المخصوصة على الوجه المخصوص ولو لا ذلك لم يكن النتاج، وقد كان الإثنان موجودين ولم تكن ثم حركة مخصوصة على وجه مخصوص فلم يكن ثم نتاج فثبت أن الحركة أمر ثالث وهو الواحد الفرد حتى لا يظهر إلا بوجود التوحيد قال الله تعالى:((لو كان فيهما آلهة إلا الله لفسدتا)) وقال تعالى:((وإلهكم إله واحد)) وكذلك في المقدمات العلمية لتصور المعلومات بالبراهين، ما يتصور قط برهان إلا من مقدمتين، وكل مقدمة من مفردين يكون أحد المفردين خبرا عن الآخر وهذا أيضا لا ينتج فإنه كقولنا السلطان جائر وخالد إنسان فهذه أربعة ولا واحد فيها فلا نتاج، لكن هذه الأربعة، إن لم تكن ثلاثة من وجه من أجل الوحدانية فإنها لا تنتج إلا أن يكون واحد من هذه الأربعة يتكرر في المقدمتين فيكون اذ ذاك ثلاثة فتصح النتيجة فلا بد للإنتاج من وجه خاص به أن يكون الحكم أعم من العلة مساويا لها ولا بد أن يكون على شرط مخصوص وهو أن يتكرر واحد من الأربعة في المقدمتين إن أردت نتيجة الإفادة وإلا فقد يكون الإنتاج بغير فائدة فتكون ثلاثة ليست أربعة.
والغرض من وجود هذا النتاج لا غير لا ظهور الصدق في ذلك ولا الكذب، والصدق والكذب إنما يقع في الأصول التي هي المقدمات فتخبر عن إحدى المقدمتين أو عنهما بما ليس لها أو بما لها وتنسب نسبة كاذبة أو صادقة، وغرضنا من هذا النتاج الذي هو ظهور أعيان الموجودات لا يصح إلا بالواحد الفرد لا بالواحد غير الفرد.
ألا ترى الحق سبحانه هل أوجد العالم من كونه ذاتا فقط أو من كونه واحدا وإنما أوجده من كونه ذاتا قادرة فهذان أمران ذات وكونها قادرة معقول آخر يعقل منه ما لا يعقل من كونه ذاتا، وكذلك التخصيص من كونه ذاتا أو من كونه مريدا أو عالما مثل قولنا في كونه قادرا، ثم عندنا ذاتا وكونها قادرة من غير أن تكون متوجهة للإيجاد هل يظهر شيء، فكونها متوجهة غير كونها قادرة، وهذا حكم ثابت وهو حكم الفرد الواحد فإنا قد أثبتناه أزلا ذاتا قادرة ولا وجود لكون الحكم الثالث الذي هو التوجه لم نثبته فلم الوجود والفعل يستحيل أزلا والقادر لا يستحيل أزلا فتأمل.
وأما ما ذكرناه هناك من نتائج المقدمات فأخاف أن لا تعقل ما ذكرناه حتى أضرب لك منه مثلا فيما ذكرناه شرعيا ليكون أقرب لفهمك لمعرفتك بالدين، فأقول إذا أردت أن تظهر في الوجود أن النبيذ حرام فتقول كل نبيذ مسكر، فهذان اثنان مسكر وحرام، ثم نقول والنبيذ مسكر فهذان اثنان نبيذ ومسكر، فبالضرورة ينتج أن النبيذ حرام بلا خلاف، أعني في النتيجة، لكن هل الحكم صحيح أم لا، أمر آخر يحتاج إلى معرفة أخرى ليس هذا الكتاب محلا لها، وإنما نريد الإنتاج الذي هو ظهور الوجود خاصة بوجود الفرد الواحد فانظر إلى هاتين المقدمتين تجدها مركبة من ثلاثة في أربع مراتب وهو قولك مسكر وحرام ونبيذ ما ثم رابع، لكن تكرر قولك مسكر وهو الواحد المطلوب الذي به يقع النتاج فوجهه المخصوص تكراره.
وأما حكم الشرط المخصوص في هذا الازدواج أن الحكم أعم من العلة في هذه المسئلة وهو أن العلة الإسكار وأن الحكم هو التحريم والتحريم أعم من الإسكار فإن المحرمات كثيرة منها المسكرات وغير المسكرات فقد بان لك الأمر والشأن في الواحد، وهو كان المطلوب.
ثم أعلموا أنه لما كان الألف يسري في مخارج الحروف كلها سريان الواحد في مراتب الأعداد كلها لهذا سميناه كتاب الألف وهو قيوم الحروف وله التنزيه بالقبلية وله الاتصال بالبعدية، فكل شيء يتعلق به ولا يتعلق هو بشيء فأشبه الواحد لأن وجود أعيان الأعداد يتعلق به ولا يتعلق الواحد بها فيظهرها ولا تظهره وتشبهه في هذا الحكم الدال والذال والراء والزاي والواو ويشبه في حكم السريان الواو المضموم ما قبلها والياء المكسور ما قبلها.
وقد ذكرنا هذا كله في كتاب الحروف لنا مستوفى فلينظر هناك، وكما أن الواحد لا يتقيد بمرتبة دون غيرها ويخفي عينه أعني اسمه في جميع المراتب كلها كما قدمنا ذكره كذلك الألف لا يتقيد بمرتبة ويخفي اسمه في جميع المراتب فيكون الاسم هناك للباء والجيم والحاء وجميع الحروف , والمعنى للألف، مثل الواحد فلهذا سميناه كتاب الألف وقد نجز الغرض من هذا الكتاب على قدر ما اقتضاه محل المُخاطب به حين سأل. والله اعلم والحمد لله رب العالمين.
محمدسليمان المشرف العام
العمر : 44
موضوع: رد: كتاب الجلالة وهو كلمة الله الخميس مايو 26, 2011 11:41 pm
جزاكي الله خيرا علي مجهودك الرائع وكما ذكر شيخنا الشريف اسماعيل رضي الله عنه ان حرف الالف له من الاسماء البديع والمرتبة المناسبة له العقل والقلم وذكرها في قوله حارت عقول في بدائع فعله ***تفصيل تضمين اريك بيانا وايضا له من الاسماء المنتقم وله برج الحوت وله قال بمذل دلو باؤه وبمنتقم الف الرشا منه التألف طابا والرشا هو برج الحوت وكما يعلم الجميع ان هذا البرج يختص بالالفة
mrg عضو مميز
العمر : 51
موضوع: رد: كتاب الجلالة وهو كلمة الله الجمعة مايو 27, 2011 4:38 am
دومتي ودام لنا ما خطه قلمك بحكمه واقتدار
قلب محب المراقب العام
العمر : 51
موضوع: رد: كتاب الجلالة وهو كلمة الله الأحد سبتمبر 04, 2011 3:16 pm
المشاركات المنشورة بالمنتدى لا تعبر بالضرورة عن رأي إدارة المنتدى ولا تمثل إلا رأي أصحابها فقط ولا يتحمّل الموقع أيّة مسؤوليّة عن المواد الّتي يتم عرضها أو نشرها في منتدي الطريقة النقشبندية العلية ويتحمل المستخدمون بالتالي كامل المسؤولية عن كتاباتهم وإدراجاتهم التي تخالف القوانين أو تنتهك حقوق الملكيّة أو حقوق الآخرين أو أي طرف آخر. ادارى المنتدى : محمد عبده النقشبندى