النساء شقائق الرجال

النساء شقائق الرجال

الأستاذ حامد المهيري
الخطاب الدينى فى القرآن يساوى بين الذكر والأنثى فى قول الله تعالى [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]فاستجاب لهم ربهم أنى لا أضيع عمل عامل منكم من ذكر أو أنثى بعضكم من بعض[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] "آل عمران آية 195" فكل من الذكر والأنثى إنسان، يقال للمرأة إنسان ولا يقال إنسانة. وكلمة "عامل" فى الآية القرآنية تشمل الذكر والأنثى بلا تفرقة، وحسب مقولة النبى [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]إنما النساء شقائق الرجال[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة].

حقيقة الإنسان
الإنسان ذكر وأنثى حسب رواية ابن عباس [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]إنما سمى الإنسان إنسانا لأنه عهد إليه فنسي[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] والإنسان من الأنس أى جماعة الناس، والأنس خلاف الوحشة فقد قيل "الأنس والاستئناس هو التأنس، والإنسى ينسب إلى الإنس، وهم البشر، فالإيناس خلاف الإيحاش، ولفظ "الأنس" سواء بفتح الهمزة والنون، أو بضم الهمزة وسكون النون، أو بكسر الهمزة وسكون النون، تعنى الطمأنينة قال محمد بن عرفة الواسطى "سمى الإنسيون إنسيين لأنهم يؤنسون أى يرون، وسمى الجن جنا لأنهم مجتنون عن رؤية الناس أى متوارون" وفى الحديث [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]لو أطاع الله الناس فى الناس لم يكن ناس[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] وقيل معناه أن الناس يحبون أن لا يولد لهم إلى الذكران دون الإناث، ولو لم يكن الإناث ذهب الناس..".

النساء أصناف
لا غرابة حين تصنّف النساء، لأن الرجال هم أيضا أصناف والقرآن قد قسم الإنسان ذكرا كان أو أنثى إلى صنفين حسب الصفات الخلقية فقال تعالى بالتساوى بينهما [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]الخبيثات للخبيثين، والخبيثون للخبيثات، والطيبات للطيبين والطيبون للطيبات[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] "النور آية 26" كذلك سبحانه جل وعلا وعد كل صنف من الإثنين بالثواب إن كانا صالحين أو بالعقاب إن كانا غير صالحين فى قوله تعالى [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]وعد الله المؤمنين والمؤمنات جنات تجرى من تحتها الأنهار خالدين فيها ومساكن طيبة فى جنات عدن ورضوان من الله أكبر[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] "التوبة آية 72" وفى قوله عز وجل [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]وعد الله المنافقين والمنافقات والكفار نار جهنم خالدين فيها[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] "التوبة آية 68".
واقتضت العدالة الإلهية أن تبين الحيثيات والأسباب الداعية لذلك فبالنسبة للمؤمنين والمؤمنات قال تعالى [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]والمؤمنون والمؤمنات بعضهم أولياء بعض يأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر ويقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة ويطيعون الله ورسوله أولئك سيرحمهم الله[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] "التوبة آية 71" وبالنسبة للمنافقين والمنافقات قال تعالى [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]المنافقون والمنافقات بعضهم من بعض يأمرون بالمنكر وينهون عن المعروف[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] "التوبة آية 67" فقضية التساوى واضحة هنا فى مختلف الحالات، فى المحاسن والمساوئ.

أسباب التكريم
تعود هذه الأسباب إلى التفاضل فى التقوى بدليل قوله تعالى [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]يا أيها الناس إنا خلقناكم من ذكر وأنثى وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا إن أكرمكم عند الله أتقاكم[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] "الحجرات آية 13" [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]ومن يتق الله يجعل له مخرجا[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] "الطلاق آية 2" [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]ومن يتق الله يجعل له من أمره يسرا[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] "الطلاق آية 4".

الأسرة فى الإسلام
الأسرة فى المنظور الإسلامى ليست قيدا أو عبئا وإنما هى حتمية نفسية فصار مناسبا أن يعبر عنها "بالأهل" لا "بالأسرة" فالأسرة مشتقة من الأسر والقيد، ومن ثم فهى توحى بالثقل وتدل على الضيق والتبرم، وليست الأسرة فى الإسلام قيدا وإنما هى راحة نفسية، وسكينة، وطمأنينة، دونها لا ستطيع الإنسان أن يحيا حياة إنسانية حقة وإنما هو يحيا حياة أقرب إلى حياة الحيوان "فالأهل" مشتق من الفعل "أهل" بمعنى "أنس" أى استراح وهدأ واطمأن
يقال "آنسه" مؤانسة: لاطفه وأزال وحشته، إنما الراحة النفسية والسكينةوالطمأنينة أمور لا تنال بمجرد التمني، وإنما هى تنال بقدر ما يبذل المرء فى سبيلها من أعباء وما يتحمله من أجلها من مسؤوليات. ومن ثم كانت "الأهلية" تعنى "المقدرة" يقال استأهل الشيء بمعنى استوجبه واستحقه و"أهل الشيء: أصحابه" و"الأهلية للأمر الصلاحية له".

الدعوة إلى احترام الأنثى
انظر إلى الخطاب الدينى الموجه للذكر والأنثى بالتساوى [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]وقلنا يا آدم أسكن أنت وزوجك الجنة وكلا منها رغدا حيث شئتما ولا تقربا هذه الشجرة فتكونا من الظالمين[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] "البقرة آية 35" فالتساوى يظهر فى الحقوق والواجبات، هناك تسامح وهناك نهى فى تجنب المعاصى للاثنين آدم وحواء، ومن الخطإ إسناد غواية حواء لآدم فلا وزر عليها، وإنما شاركته فى نفس
الخطيئة لأن كليهما أكلا معا من الفاكهة المحرمة. فالوسوسة من الشيطان [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]فوسوس إليه الشيطان قال يا آدم هل أدلك على شجرة الخلد وملك لا يبلى، فأكلا منها فبدت لهما سوءاتهما وطفقا يخصفان عليهما من ورق الجنة وعصى آدم ربه فغوى ثم اجتباه ربه فتاب عليه وهدى[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] "طه آيات 120-122".
وفى موقف سيد المرسلين يتجلى حرصه على احترام المساواة حتى بين الأبناء فقد كان رجل عند النبى [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] فجاء ابن له فقبّله وأجلسه على فخذه وجاءت بنت له فأجلسها بين يديه فقال الرسول[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]هألا سوّيت بينهما[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] وفى رواية أبى هريرة [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]خيركم خيركم لنسائه ولبناته[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة].

الواقع النسائي
هو كواقع الرجال تجد المتعلمة، المتأهلة، الواعية، المتخلقة بالأخلاق الطيبة، ومثلها غير المتعلمة، متصفة بالأخلاق الرفيعة كما تجد المتعلمة، غير المتأهلة، ولا الواعية، ومصابة بالغرور ومثلها غير المتعلمة المغرورة بمالها.
بينما الواقع المعاصر فى حاجة للصنف الأول المتواضع أى المرأة التى تعرف أن لكل مقام مقال ولن تغتر بالمظاهر الخارجية ويمكن تأويل ذلك بسبب أصل مرجعية خلق الإنسان...
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]خلق الإنسان ضعيفا[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] "النساء آية 28" والضعف يغالط ليظهر الإنسان بمظهر القوى المزيف، وكذلك [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]خلق هلوعا إذا مسه الشر جزوعا وإذا مسه الخير منوعا[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] والهلع يدفع إلى الجزع والحسد هو الذى يدفع إلى منع إفادة الغير بالخير ولعل كل هذه التناقضات تعود إلى أن الإنسان لم يتحر فقد [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]خلق الإنسان من عجل[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] "الأنبياء آية 37 مما جعله [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]يدع الإنسان بالشر دعاءه بالخير وكان الإنسان عجولا[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] "الإسراء آية 11" فالمصيبة هى التسرع وعدم التريث السير بثبات للوصول إلى الدرجة الرفيعة.
وهذه الخصلة من صفات الإنسان سواء الذكر منه أو الأنثى ولهذا صدق الله تعالى حين قال [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] "الرعد آية 11" وقال سبحانه [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]ذلك بأن الله لم يك مغيرا نعمة أنعمها على قوم حتى يغيروا مابأنفسهم[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] "الأنفال آية 53" فإذا حصل تغيير ما بالنفس كان من العجب أن يغير الله ما بالإنسان سواء من العز والرفعة إلى الذل والضعة أو من الذل والضعة إلى العز والرفعة. فكيف ينصر الله عبده دون عمل ويفيض عليه الخيرات أو يخذله وهو يعمل حسب توجيهات الله تعالى بما يرضيه. فاحذر يا أيها الإنسان سواء كنت ذكرا أو أنثى من الخضوع لعقدة الغرور [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]فلا تغرنكم الحياة الدنيا ولا يغرنكم بالله الغرور[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] "فاطر آية 5[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] ولا تكن من الذين غرهم فى دينهم ما كنوا يفترون[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] "آل عمران آية 24".
فهل علمت حتى الأنبياء كانوا يعيشون صراعا بين الحق والباطل ونصرهم الله اقرأ معى قوله تعالى [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]وكذلك جعلنا لكل نبيء عدوا شياطين الإنس والجن يوحى بعضهم إلى بعض زخرف القول غرورا ولو شاء ربك ما فعلوه فذرهم وما يفترون[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] "الأنعام آية 112 لقد نصحهم الله وتركهم فى امتحان عسير وتحملوه، وأنت [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]يا أيها الإنسان ما غرك بربك الكريم الذى خلقك فسواك فعدلك[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] "الانفطار آيتان 6-7" خصوصا وأنت تعيش فى امتحان ميسر واختبار سهل تستطيع بلا عناء ولا مشقة الفوز فيه بمشيئة الله وقد أخبرك تعالى فى قوله [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]قل يا عبادى الذين أسرفوا على أنفسهم لا تقنطوا من رحمة الله إن الله يغفر الذنوب جميعا إنه هو الغفور الرحيم[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] "الزمر آية 53".
منقول

مشكووور أخى الفاضل
موضوع رائع وجميل وطرح مميز ابداع رائع وطرح يستحق المتابعة
جزاك الله الف خير على كل ما تقدمه لهذا المنتدى
دمت ودام عطاءك للمنتدى وفي انتظار جديدك الأروع والمميز
لك مني أجمل التحيات وكل التوفيق لك يا رب
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]