الحب الروحانى حبك للصورة الإلهية
كل
من في الوجود محب ...ولكن لا يعرف متعلق حبه.. وينحجبون بالموجود .. الذي
يوجد محبوبه فيه.. فيتخيلون أن ذلك الموجود محبوبهم .. فعلى الحقيقة لا يحب
أحد محبوباً ..لنفس المحبوب.. وإنما يحبه لنفسه .. فيحبه المحب له ..ويترك
إرادته لإرادة محبوبه .. ولما لم يكن الأمر في نفسه على هذا... لم يبق إلا
أن يحبه لنفسه فافهم ..
فهذا هو الحب الروحاني المجرد
عن الصورة الطبيعية ...
لامعرفة إلا لمن لاتقوم له الإشارة
فإن تلبس بها وظهر فيها ...
فاعلم أنه إذا قبل الروح الصورة الطبيعية.. فما كل من يشهدها يفرق بينها وبين الأجسام الحقيقية عندهم...
ولهذا لم يعرف الصحابة جبريل حين نزل في صورة اعرابي ..وما علمت أن ذلك
جسد متخيل ..حتى عرفهم النبي صلى الله عليه وسلم... لما قال لهم هذا
جبريل...
وكذلك مريم حين تمثل لها الملك بشراً سويا ..
وكذا يظهر الحق لعباده يوم القيامة ...
من الأولى تحول الأرواح
فلا
بد لمن اعتنى الله به من علامة بها يعرف تجلي الحق .. من تجلي الملك من
تجلي الجان من تجلي البشر .. فإذا كان البشر بهذه النشأة الترابية
العنصرية.. له قوة التحول في الصور في عين الرائي ...وهو على صورته... فهذا
التحول في الأرواح أقرب ... فاعلم من ترى.؟ وبما ترى .؟
وما هو الأمر عليه ؟
الحب فى حقيقته للموجود لاللوجود
الناس
لا يعرفون ما يحبون.. وإنه يندرج محبوبهم في موجود ما ..فيتخيلون أنهم
يحبون ذلك الموجود.. وليس كذلك.. فاعلم قدر ما أعلمتك به ..واشكر الله حيث
خلصك من الجهل بي