اهلا وسهلا بك اخى الكريم فى موقع الطريقة النقشبندية العلية والتصوف السنى عرف بنفسك او قم بالتسجيل حللت اهلا ونزلت سهلا نرجوا لك ان تقضى اسعد الاوقات وان تفيد وتستفيد حياك الله وبياك
محمد النقشبندى
الطريقة النقشبندية العلية
اهلا وسهلا بك اخى الكريم فى موقع الطريقة النقشبندية العلية والتصوف السنى عرف بنفسك او قم بالتسجيل حللت اهلا ونزلت سهلا نرجوا لك ان تقضى اسعد الاوقات وان تفيد وتستفيد حياك الله وبياك
محمد النقشبندى
الطريقة النقشبندية العلية
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
الطريقة النقشبندية العلية
دروس وخطب فقة حديث توحيد سيرة تصوف اسلامى اداب و سلوك احزاب و اوراد كتب مجانية تعليم طب بديل واعشاب بخور اسرة وطفولة اكلات قصص واشعار
موضوع: الحقيقة المحمدية الجمعة أغسطس 05, 2011 10:11 pm
اعلم أن الحقيقة المحمدية مسماة بالعقل الأول ، وبالقلم الذي علم الله تعالى به الخلق كلهم ، وبالحق الذي قامت السماوات والأرض ، وبالباء . وأحسن أسماء هذه الأسماء : [ الحقيقة المحمدية ] : الباء .من حيث ظهور الأشياء .و إنما ظهرت الأشياء بالباء ،أن الحق تعالى : واحد ، فلا يصدر عنه إلا واحد ، فكان الباء : أول شيء صدر عن الحق تعالى . فهي ألف على الحقيقة، وحداني من جهة مرتبتها ،لأنها ظهرت في المرتبة الثانية من الوجود ، فلهذا سميت باء ، لتمتاز عن الحق تعالى ، ويبقى اسم الألف له تعالى . فالباء: اثنان من جهة المرتبة فهي عدد ، والأشياء عدد ، فصار العدد من العدد : يعني من الباء ، وبقي الواحد الأحد ، في أحديته مقدساً منزهاً . ثم أعلم أن الباء زائدة في حضرة الفعل ، فلهذا كانت النقطة التي تحتها بين العالم الكوني وبينها: إشارة إلى الأحدية ، فلو كان الأثر للباء ،لم تكن هذه النقطة ، إذ الأثر لها لا للباء والله تعالى أعلم .... التنبيه الثاني اعلم أن مرتبة الإنسان الكامل ، الذي لا أكمل منه : من العالم : مرتبة النفس الناطقة من الإنسان { يشير إلى أنه بالنفس الناطقة يتميز الإنسان من الحيوان ،وكذلك هو صلى الله عليه وسلم بالنسبة للعالم بمنزلة النفس الناطقة للخلق }. وهو سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم : الذي هو الغاية المطلوبة من العالم . ومرتبة الكمال التنازلي { لأنه أعلى مقامات الكمال ،فكل من أوتي شيئاً من الكمال فهو أقل منه: مرتباً ترتيباً تنازلياً ، لا تصاعدياً ، لأنه لو كان ترتيباً تصاعدياً لكان هناك من هو أعلى منه ، و هذا غير موجود ، فهو الحائز صلى الله عليه وسلم ذروة الكمال الخَلقي والخُلقي ـ أي خلقه الله تعالى أكمل المخلوقين . صلى الله عليه وسلم } .عن مرتبته : بمنزلة القوى الروحانية من الإنسان { لأن الإنسان بلا روح : جسد ميت ، لا حركة له }وهم الأنبياء صلى الله عليهم وسلم . ومرتبة من نزل عن مرتبتهم { وهم الأولياء والصالحون من عباد الله تعالى } بمنزلة القوى الحسية من الإنسان في الشكل وهو من جملة الحيوان ، فهم بمنزلة الروح الحيواني في الإنسان ، الذي يعطي النمو والإحساس. وإنما قلنا : أنه صلى الله عليه وسلم : "النفس الناطقة " : لما أعطاه الكشف ، لقوله صلى الله عليه وسلم : " أنا سيد الناس " ، والعالم من الناس ، فلأنه الإنسان الكبير في الجرم ، المتقدم في التسوية : لتظهر عنه { هناك فرق بين عنه ومنه .. ومعنى عنه أي عن طر يقه ، فمثلاً تقول : أخذت هذا العلم عن فلان ، أي بواسطته فهو مُمَد ومُمِد آخذٌ من ناحيةٍ معطِ من ناحية ٍ أخرى} صورة نشأته صلى الله عليه وسلم ، كما سوّى الله تعالى جسم الإنسان وعدله قبل وجود روحه { أي قبل النفخ فيه } ثم نفخ فيه من روحه : روحاً كان به إنساناً تاماً . والملائكة من العالم كالصورة الظاهرة في خيال الإنسان . وكذلك الجن . فليس العالم إنساناً إلا بوجود الإنسان ، الذي هو" نفسه الناطقة " . كما أن نشأة الإنسان : لا يكون إنساناً إلا بنفسه الناطقة ، ولا تكون هذه النفس الناطقة من الإنسان كاملة إلا بالصورة الإلهية . فلذلك " نفس العالم " التي هي عبارة عن سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم ، حازت درجة الكمال بتمام الصورة الإلهية في الوجود والبقاء والتنوع في الصور ، وبقاء العالم به . وكان حال العالم قبل ظهوره صلى الله عليه وسلم بمنزلة الجسد المسوّى بلا روح . وحاله بعد وفاته : بمنزلة النائم . وحاله ببعثه صلى الله عليه وسلم يوم القيامة : بمنزلة الانتباه بعد النوم ... ولما أراد الله بقاء هذه الأرواح على ما قبلته من التميز : خلق لها أجساداً برزخية تميزت بها عند انتقالها عن أجسادها في الدنيا : في النوم ، وبعد الموت ، والله أعلم . التنبيه الثالث اعلم : أن الأرض الواسعة { المذكورة في قوله تعالى : " يا عبادي الذين آمنوا إن أرضي واسعة فإياي فاعبدون " ــ 56 من سورة العنكبوت } إنما هي أرض عبادتك ، فتعبد الحق " كأنك تراه " في ذاتك من حيث بصرك ، على ما يليق بجلاله سبحانه وتعالى . وعين بصيرتك تشهد بأنه : ظاهر لها ظهور عِلْمْ { لا ظهور رؤية } فتجمع في عبادتك بين ما يستحقه تعالى من العبادة في الخيال { أي في خيالك أيها العابد }، وبين ما يستحقه من العبادة في غير موطن الخيال {أي في موطن الحقيقة وهو الموطن الذي يعتقد أنه يشاهد الله جلَّ وعلا حقيقةً} فتعبده مطلقاً ومقيداً { أي بما افترض عليك من الفرائض (المقيد) وبما تنتفل به ( المطلق ) } وليس هذا لغير هذه النشأة الإنسانية المؤمنة ، التي جعلها الله تعالى حرمه المحرم ، وبيته المعظم فكل من في الوجود يعبد الله تعالى على الغيب ، إلا الإنسان الكامل ، فإنه يعبد الله تعالى على المشاهدة . ولا يكمل العبد إلا بالإيمان الكامل ، فإنه النور الذي يزيل كل ظلمة . فإذا عبده على المشاهدة : رءآه جميع قواه { من قوله جل وعلا : " كنت يده التي يبطش بها ورجله التي يمشي بها " إلى آخر الحديث القدسي المعروف } فما قام بعبادته غيره { الضمير يرجع إلى "الله" تعالى ، لأنه هو الذي أمدك سراً وجهراً ، وهو الفاعل على الحقيقة سبحانه تعالى } .ولا ينبغي أن يقوم بها سواه واعلم أنك إذا لم تكن بهذه المنزلة ، ومالك قدم في هذه الدرجة ، فأنا أدلك على ما يحصل لك به هذه الدرجة العليا ، وذلك أن تعلم أن الرسل صَلَىْ اللهُ عَلَيْهمِْ وَسَلَمَ أعدل الناس أمزجة لقبول رسالات ربهم تعالى . وكل شخص منهم قبل من الرسالات الإلهية على قدر ما أعطاه الله تعالى في مزاجه من التركيب . فلذلك لم يبعث نبي منهم إلا لقوم معينين ، لأنه على مزاج خاص مقصور ، وأن سَيْدَنَا مُحَمَدْاً صَلَىْ اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَمَ بعثه الله برسالة عامة إلى جميع الناس كافة ، . وما قَبِلَ مثل هذه الرسالة العامة إلا لكونه على مزاج عام ، يحتوي على مزاج كل نبي ورسول . فمزاجه : أعدل الأمزجة كلها، ونشأته أقوم النشآت أجمعها. فإذا علمت هذا ، وأردت أن ترى الحق تعالى على أكمل ما ينبغي أن يظهر به لهذه النشأة الإنسانية ، فألزم الإيمان والإتباع له صَلَىْ اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَمَ ،واجعله مثل المرآة أمامك . وقد علمت أن الله تعالى لابد أن يتجلى لسَيْدَنَا مُحَمَدْاً صَلَىْ اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَمَ في مرآته : أكمل ظهور وأعدله ، وأحسنه لما هي عليه مرآته من الكمال . فإذا أدركت الحق تعالى في مرآته صَلَىْ اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَمَ تكون قد أدركت منه ما لم تدركه في غير مرآته صَلَىْ اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَمَ . ألا ترى ــ في باب الإيمان ــ بما جاء به من الأمور التي نسب الحق تعالى نفسه بها على لسان الشرع ــ بما تحيله العقول ، ولولا الشرع والإيمان به لما قبلنا ذلك من حيث نظرنا العقلي . فكما أعطانا بالرسالة والإيمان : ما قصرت العقول التي لا إيمان لها عن إدراكها ذلك من جانب الحق تعالى ، كذلك أعطانا ما قصرت أمزجتنا مرائي قلوبنا ـ عند المشاهدة ــ عن إدراك ما تجلى في مرآته صَلَىْ اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَمَ أن تدركه في مرآتها. وكما آمنت به في الرسالة غيباً : شهدته عند التجلي عيناً . فقد نصحتك وأبلغت لك في النصيحة ، فلا تطلب مشاهدة الحق تعالى إلا في مرآته صَلَىْ اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَمَ . واحذر أن تشهد النبي ــ صَلَىْ اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَمَ ــ أو تشهد ما تجلى في مرآته من الحق في مرادك ، فإنه ينزل بك ذلك عن الدرجة العالية .فالزم الإقتداء به ، والإتباع له ـــ صَلَىْ اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَمَ ــ ولا تطأ مكاناً لا ترى فيه قدم نبيك صَلَىْ اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَمَ . فضع قدمك على قدمه { يعني اتبع آثاره صَلَىْ اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَمَ في كل صغيرة وكبيرة } إن أردت أن تكون من أهل الدرجات العلا ، والشهود الكامل في المكانة الزلفى ، والله الموفق . التنبيه الرابع اعلم أن الحق تعالى لما تجلى بذاته لذاته بأنوار السبحات الوجهية من كونه عالماً ومريداً ، فظهرت الأرواح المهيمنة بين الجلال والجمال ، وخلق ــ في الغيب المستور الذي لا يمكن كشفه لأحد من المخلوقين ــ العنصر الأعظم ، وكان هذا الخلق دفعة واحدة من غير ترتيب سببي ، وما منهم روح يعرف أن ثم سواه ، لفنائه في الحق بالحق . ثم أنه تعالى أوجد بتجل آخر من غير تلك المرتبة المتقدمة : أرواحاً متحيزة في أرض بيضاء ، وهيمهم فيها بالتسبيح و التقديس ، لا يعرفون أن الله تعالى خلق سواهم . وكلٍ منهم على مقام من العلم بالله تعالى والحال . وهذه الأرض خارجة عن عالم الطبيعة ، وسميت أرضاً نسبة مكانية لهذه الأرواح المتحيزة، ولايجوز عليها التبديل { لأن التبديل الذي قاله الله تعالى " يوم تبدل الأرض غير الأرض والسماوات " هي أرضنا وسماؤنا }ولا يجوز كذلك أبد الآباد ، لما سبق في علم الله تعالى . وللإنسان الكامل في هذه الأرض : مثال ، وله فيهم حظ ، وله في الأرواح الأولى مثال الآخر ، وهو في كل عالم على مثال ذلك العالم . ثم إن هذا العنصر الأعظم له التفاته مخصوصة إلى عالم التدوين والتسطير ، ولا وجود لذلك العالم في العين ، وهذا العنصر المشار إليه : أكمل موجود في العالم . ولولا عهد الستر الذي أُخِذَ على أهل هذه الطريقة لبسطنا الكلام فيه ، وبينا كيفية تعلق كل ما سوى الله تعالى به ، فأوجد ما قال الوارد عند تلك الإلتفاته : " العقل الأول " وقيل فيه " الأول " ، لأنه أول عالم التدوين والتسطير . وتلك الإلتفاته ،إنما كانت للحقيقة الإنسانية ، التي لها الكمال من هذا العالم ، فكان المقصود من خلق العقل وغيره إلى أسفل عالم المركز : أسباباً مقدمة لترتيب نشأته كما سبق في العلم ـ ومملكته ممتدة ، قائمة القواعد والنيابة عن الله تعالى ،فلا بد من تقدم وجود العالم ــ الذي هو مملكته ــ عليه ، وأن يكون هو آخر موجود بالفعل ، وان كانت له الأولية بالقصد . فعين الحقيقة المحمدية هي المقصودة ، وإليه توجهت العناية الكلية فهو عين الجمع الموجود ، والنسخة العظمى ، والمختصر الأشرف الأكمل في مبانيه صَلَىْ اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَمَ . التنبيه الخامس اعلم أن الوجود واحد { أي وجود الحق تبارك وتعالى هو الوجود الحق } وله ظهور {بمعنى المظاهر } وله بطون ، وهو الأسماء ، وله برزخ جامع ، فاصل بينهما ، ليتميز الظهور عن البطون ، والبطون عن الظهور ، وهو: الإنسان الكامل صَلَىْ اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَمَ . فالبطون مرآة الظهور . والظهور مرآة البطون . وما بينهما فهو مرآة لهما : جملة وتفصيلاً . واعلم : كما أنه بين ذات الحق تعالى وذات الإنسان الكامل مضاهاة وبين علمه وعلمه مضاهاة وأن كل ما فيها مجمل فهو فيها مجمل . وكل ما فيها مفصل فهو فيها مفصل .فكذلك بين القلم وروح الإنسان الكامل مضاهاة . وبين اللوح وقلبه مضاهاة . وبين العرش وجسمه مضاهاة . وبين الكرسي ونفسه مضاهاة . وكل منهما مرآة لما يضاهيه . فكل ما في القلم مجمل .... فهو في روحه مجمل . وكل ما في اللوح مفصل ... فهو في قلبه مفصل . وكل ما في العرش مجمل ... فهو في جسمه مجمل . وكل ما في الكرسي مفصل ... فهو في نفسه مفصل . فالإنسان الكامل : جامع لجميع الكتب الإلهية و الكونية . فكما أن علم الحق تعالى بذاته مستلزم لعلمه بجميع الأشياء ، وأنه يعلم جميع الأشياء{ التي هو خلاصتها لأن العلم بكل شيء لله وحده } من علمه بذاته ، فكذلك نقول : حق الإنسان الكامل :إذ علمه بذاته ..... { الضمير في "بذاته" راجع إلى الإنسان الكامل } مستلزم لعلمه بجميع الأشياء ،وأنه يعلم جميع الأشياء من علمه بذاته ، " فمن عرف نفسه عرف ربه " ــ وعرف جميع الأشياء . وأنظر إلى قوله تعالى : " الم ذلك الكتاب لا ريب فيه " ... فالألف يشار بها إلى الذات الأحدية من حيث أنه أول الأشياء . واللام : يشار به إلى الوجود المنبسط على الأعيان الوجودية ... والميم : يشار به إلى الكون الجامع ، وهو الإنسان الكامل . فالحق تعالى ، والعالم ، والإنسان الكامل : كتاب لا ريب فيه والله تعالى أعلم
عدل سابقا من قبل النقشبندى في السبت ديسمبر 24, 2016 7:41 pm عدل 1 مرات
النقشبندى إدارة المنتدى
العمر : 47
موضوع: رد: الحقيقة المحمدية الجمعة أغسطس 05, 2011 10:11 pm
التنبيه السادس
اعلم أن مقام المحبة أعلى المقامات والأحوال ، وهو الساري فيها ،
وكل مقام أو حال قبلها فلها يراد . وكل مقام أو حال بعدها فمنها يستفاد ،
لأنه : مقام أصل الوجود وسيده ، ومبدأ العالم وممده{ إمداد الأصل لفرعه }وهو سَيّدَنْا مُحَمّدٌ صَلَىْ اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَمَ .الذي اتخذه الله حبيباً كما اتخذ غيره خليلاً { سيدناإبراهيم }.فمن حقيقة هذا السيد : تفرعت الحقائق كلها : علواً وسفلاً ،فأعطى الله تعالى أعلا المقامات ــ وهو المحبة ــ : لأصل الموجودات ،وهو سَيّدَنْا مُحَمّدٌ صَلَىْ اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَمَ . وأعلم أن طلب الاتصاف بأوصاف الألوهية حجاب التحقق بهذا في الجملة
{ يعني أن من يطلب الاتصاف بأوصاف الألوهية جملة : لا يمكن له ذلك }
كما كان سيدنا مُحَمّدٌ صَلَىْ اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَمَ الذي كان من ربه تعالى في القرب " بأدنى من قاب قوسين " ثم أصبح وليس عليه أثر من ذلك ، لأنه ما ورد عليه أمر لم يكن فيه ، ولا ورد عليه شيء لم يكن في فطرته وأما غيره
ــ وهو موسى صَلَىْ اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَمَ ــ فإنه لمّا ورد عليه أمر غريب
: ورد عليه أمر أثّر فيه فكان يبرقع على وجهه من النور الذي كان ..
لأنه يأخذ بأبصار الناظرين { يريد أن يقول : أن سَيّدِنْامْوْسَىْ صَلَىْ اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَمَ أُضّفِيَّ عليه النور وقت المناجاة ، وكانت على الأرض ،
وأما سَيّدَنْا مُحَمّدٌ صَلَىْ اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَمَ فلم يظهر فيه شيء من الأنوار لمّا رجع إلى الأرض ، لأنها كانت فيه صَلَىْ اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَمَ جبلها الله تعالى فيه ..
ولذلك قال عمرو بن العاص رضي الله عنه :
" والله ما ملأت عيني من رسول الله صَلَىْ اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَمَ قط
ولو طلب مني وصفه ما استطعت } والله أعلم . التنبيه السابع
اعلم أن الإنسان لكامل : كتاب جامع لجميع الكتب الإلهية ،لأنه نسخة العالم الكبير .فمن حيث روحه وعقله : كتابٌ عقليٌ يسمى أم الكتاب .ومن حيث نفسه : يسمى كتاب المحو الإثبات .فهي ــ الصحف المكرمة المرفوعة المطهرة ــ التي لا يمسها ولا يدرك أسرارها ومعانيها إلا المطهرون من الحجب الظلمانية . وما ذكرنا من الكتب . إنما هي أصول الكتب الإلهية .
وأما فروعها: فكل ما في الوجود : تنتقش فيه أحكام الموجودات ،فهي أيضاً كتب إلهية . والله سبحانه وتعالى أعلم
التنبيه الثامن
اعلم أن رب الأرباب هو الحق تعالى ــ باعتبار الاسم الأعظم والتعين الأول . هو منشأ جميع الأسماء . وغايةالغايات . ومتوجه الرغبات .والحاوي لجميع المطالب كلها ، وإليه الإشارة بقول الله تعالى لرسولهِ صلى الله عليه وسلم :"
وأن إلى ربك المنتهى " لأنه صلى الله عليه وسلم مظهر التعين الأول .
فالربوبية المختصة به { رب + ك كاف الخطاب }هي هذه الربوبية العظمى
واعلم أن لكل اسم من الأسماء الإلهية : صورة في العلم مسماة ب " الماهية "
و " العين الثابتة " .
ولكل اسم منها أيضاً صورة في الخارج مسماة بالمظاهر والموجودات الغينية ، وتلك الأسماء : أرباب تلك المظاهر .
فالحقيقة المحمدية : صورة لاسم " الله " الجامع لجميع الأسماء الإلهية ،
الذي منه الفيض على جميعها ، فهو تعالى ربه .فالحقيقة المحمدية التي ترب
{ تجمع } صورة العالم كلها بالرب الظاهر فيها ، الذي هو رب الأرباب .
فبظاهرها : ترب ظاهر العالم ، وبباطنها ترب باطن العالم ، لأنه صاحب الاسم الأعظم { أي المختص به } وله الربوبية المطلقة{الجمع المطلق}وهذه الربوبية إنما له من جهة مرتبته ، لا من جهة بشريته فإنه من هذه الجهة عبدٌ مربوب : محتاجٌ إلى ربه سبحانه وتعالى .
عدل سابقا من قبل النقشبندى في السبت ديسمبر 24, 2016 7:44 pm عدل 1 مرات
النقشبندى إدارة المنتدى
العمر : 47
موضوع: رد: الحقيقة المحمدية الجمعة أغسطس 05, 2011 10:12 pm
التنبيه التاسع
اعلم أن القطب الذي عليه مدار أحكام العالم وهو مركز دائرة الوجود ــ من الأزل إلى الأبد ــ واحد : باعتبار حكم الكثرة المتعدد .
فالنبي في كل عصر هو قطبه ، وعند انقضاء نبوة التشريع بإتمام دائرتها ، انتقلت القطبية إلى الأولياء مطلقاً .
فلا يزال في هذه المرتبة واحد منهم ، قائم في هذا المقام ، ليحفظ الله تعالى به هذا الترتيب والنظام ، إلى أن يظهر خاتم الأولياء ، الذي هو خاتم الولاية المطلقة ..... { وهو سيدنا عيسى صلى الله عليه وسلم } . والله أعلم .
التنبيه العاشر
اعلم أن الحق تعالى تجلى لذاته بذاته ، وشاهد جميع صفاته وكمالاته في ذاته .وأراد أن يشاهدها في حقيقة تكون كالمرآة . فأوجد الحقيقة المحمدية التي هي أصل النوع الإنساني في الحضرة العلمية { أي في علم الله تعالى } فوجدت حقائق العالم كلها بوجودها وجوداً إجمالياً. ثمَ أوجدهم فيها وجوداً تفصيلياً . فصارت أعياناً ثابتة . فأعيان العالم في العلم والعين . وكمالاتها : إنما حصلت بواسطة الحقيقة المحمدية ــ صلى الله عليه وسلم .
التنبيه الحادي عشر
اعلم لأن الحقيقة المحمدية صلى الله على صاحبها وسلم : هي الحادث الأزلي والنشأ الدائم .. أما حدوثه الزماني : فلعدم إقتضاء ذاته الوجوب ..
{ أي أن الذات المحمدية ليست موجودة لذاتها ولكنها موجودة بإيجاد الله تعالى لها فالواجب الوجود هو الله تعالى وحسب } وأما حدوثه الزماني : فلكون نشأته العنصرية مسبوقة بالعدم الزماني ..
وأما أزليته فبالوجود العلمي { يعني في علم الله تعالى } فعينه الثابته في العلم : أزلية ، وكذا الوجود العيني الروحاني ، لأنه غير زماني ، والفرق بين أزلية الأعيان الثابتة ف] العلم والأرواح المجردة ، وبين أزلية الحق تعالى ، هو : أن أزليته تعالى تحت نعت سلبي : ينفي افتتاح الوجود عن عدم { يقول أن الله تبارك لا أول لوجوده ، لأن من له أولية فقد سبقه العدم } لأنه تعالى عين الوجود .
وأزليتها { الضمير راجع إلى الأعيان والأرواح } هو : دوام وجودها بدوام وجود الحق تعالى { لأن الله جعلها كذلك } مع افتتاح وجودها من العدم { أوجدها من العدم ، وبقاؤها بإبقاء الله تعالى لها } لكن وجودها من غيرها { وهو الله } وأما دوامه وأبديته فلبقائه ببقاء موجده تعالى : دنيا وأخرى . وأما كونه كلمة فاصلة ، فلأنه هو الذي يفصل بين الأرواح وصورها في الحقيقة .. وإن كان الفصل بينهما ملكاً معيناً فإنه بحكمه : يفصل بينهما .
وكذلك هو الجامع بينهما، لنه هو الخليفة الجامع للأسماء ومظاهرها ، فلما وجد هذا الكون الجامع ، تم العالم بوجوده الخارجي ، لأنه روح العالم المدبرة له ، والمتصرفة فيه {تصريف إمداد لا تصريف خلق وإيجاد } وإنما تأخرت نشأته العنصرية في الوجود العلني ، لأنه لما كانت عينه في الخارج مركبة من العناصر المتأخر وجودها عن الأفلاك وأرواحها وعقولها : وجب أن يوجد قلبه ، لتقدم الجزء على الكل بالطبع . وكون هذا الكامل : ختماً على خزانة الدنيا فهو ختم على خزانة الآخرة { لأنه أوتي الشفاعة العظمى للفصل بين الخلائق يوم القيامة صلى الله عليه وسلم }ختماً أبدياً : فيه دليل على أن التجليات الإلهية لأهل الآخرة بواسطته صلى الله عليه وسلم ، والمعاني المفصلة لأهلها متفرعة من مرتبته ومقام جمعه أبداً ، كما تفرعت أزلاً ، فما للكامل من كمالات في الآخرة : لا نهاية لها . والله أعلم . التنبيه الثاني عشر
اعلم أن إطلاق الصورة على الله تعالى ــ عند أهل النظر ــ إنما هو مجاز لا حقيقة ، إذا لا تستعمل حقيقته إلا في المحسوسات دون المعقولات . وأما عند المتحققين ، فإنها تستعمل في وصف الله تعالى حقيقة ، لأن العالم بأسره : صورة الحضرة الإلهية تفصيلاً { لأن الله تعالى خالق لا بد له من مخلوق ورازق لابد له من مرزوق وقادر لابد له من مقدور }
والإنسان الكامل صورة الحضرة الإلهية جمعاً { أي الذي اجتمعت فيه كل الصفات الإلهية ، فما فصله الله في العالم : جمعه فيه صلى الله عليه وسلم }
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " إن الله خلق آدم على صورته " .. { والصورة هاهنا معنوية لا صورة تخاطيط } فالنشأة الإنسانية حازت صورة الحضرة الإلهية ورتبة الأرواح الروحانية { الملائكة } . وبجسمه حاز رتبة الأجسام .
فرتبته : حازت رتبة الجمع والإحاطة ولهذا قامت حجة الله على الملائكة . لإحاطته صلى الله عليه وسلم بما لم يحيطوا بعلمه .... { أي أنه أعلم من الملائكة لأن علمه مستمد من علمه تبارك وتعالى } ...والله سبحانه وتعالى أعلم .
التنبيه الثالث عشر :
اعلم أن كلا من الظاهر والباطن : ينقسم على قسمين : باطن مطلق ، وباطن مضاف
وظاهر مطلق ، وظاهر مضاف .
فأما الباطن المطلق ،
فهو : الذات الإلهية وصفاتها ، والأعيان الثابتة في علم الله تعالى .
والباطن المضاف هو : عالم الأرواح ، فإنه ظاهر بالنسبة إلى الباطن المطلق ، وباطن بالنسبة إلى الظاهر المطلق ، وهو عالم الأجسام .
فلذلك أنشأ الله تعالى : صورة الإنسان الكــامل : الظاهرة من حقائق العالم وصوره . وأنشأ صورته الباطنة على صورته تعالى ، فلذلك قال : " كنت سمعه وبصره " .
وأنشأ صورته الباطنة على صورته تعالى. فلذلك قال " كنت سمعه وبصره ) .
فكما أن هوية الحق تعالى سارية في آدم ـ صلى الله عليه وسلم ــ كذلك هو ( أي الروح والسر : على الصورة التي قدر الله تعالى ) سار في كل موجود في العالم .
لكن سريانه وظهوره في كل حقيقة من حقائق العالم ، إنما هو بمقدار استعداده . واعلم أن لكل فرد من الأفراد الإنسانية : نصي من الخلافة ، به يدير ما يتعلق من أمر نفسه أو غيره ، وهو " سمعه " الذي ورثه من والده الأكبر ، الذي هو الخليفة صلى الله عليه وسلم .
التنبيه الرابع عشر :
اعلم أن سيدنا محمدا صلى الله عليه وسلم اختص بمقام الجمع ،
فجاء بقول الله تعالى " ليس كمثله شيء وهو السميع البصير " فمقامه جامع بين الوحدة والكثرة وبين الجمع والتفصيل ، والتنزيه والتشبيه ،
بل جامع لجميع المقامات الأسمائية ، فجمع الله تعالى في قوله " ليس كمثله شيء " بين إثبات المثل ، وبين نفيه في آية واحده ، بل في نصفها . وبسبب هذا الجمع والتنزيه والتشبيه ، قال صلى الله عليه وسلم : " أوتيت جوامع الكلم " .
أي جمع الحقائق والمعارف ولهذا جمع الله تعالى له في القرآن جميع ما أنزله من المعاني في كتب الأنبياء صلى الله عليه وسلم وعليهم ،فدعا أمته إلى : الظاهر في عين الباطن ، وإلى الباطن في عين الظاهر ، وإلى الوحدة في عين الكثرة ، وإلى الكثرة في عين الوحدة .
وما دعاهم وما دعاهم إلى الغيبة والوحدة وحدها: إلى المشاهدة والكثرة وحدها والله أعلم .
التنبيه الخامس عشر :
اعلم أن الأنبياء صلى الله عليهم وسلم ، وورثتهم رضي الله عنهم : خدم الأمر الإلهي مطلقا ، سواء كان الأمر موافقا للإرادة أو مخالفا لها بل هم في نفس الأمر خادمون لأحوال الممكنات ، من حيث إرشادهم إلى مصالح دينهم ودنياهم ، ومنعهم مما يضر دينهم ودنياهم .
وهذا الإرشاد والخدمة منهم ( الأنبياء ): لهم ( لمن أرسلوا إليهم ): إنما هي من مقتضيات أعيانهم وأحوالهم الثابتة العلمية دون وجودهم الخارجي .
فانظر ما أعجب هذا الأمر ، من أن خادم الأمر الإلهي يكون خادما للممكنات ، مع جلالة قدره عند الله تعالى .
والرسل صلى الله عليهم وسلم : خادموا الأمر التكليفي بالحال ، كإتيانهم بالعبادات والأفعال المثبتة لطريق الحق : ليقتدي بهم ، وبالقول ، كالأمر بالإيمان ، والنهي عن الكفر والعصيان ، وبيان ما يثابون عليه ، ويعاقبون عليه ، وليسوا بخادمين الإرادة ( لتعلق الإرادة بالله تعالى ) ، بل كانوا يساعدونهم فيه . والله تعالى أعلم .
التنبيه السادس عشر :
( في معنى قول الشيخ حكمة فردية في كلمة محمدية ــ الفصوص ) :
إنما كانت حكمة فردية ، لإنفراده صلى الله عليه وسلم بمقام الجمعية الإلهية ، الذي ما فوقه إلا مرتبة الذات الأحدية ، لأنه صلى الله عليه وسلم : مظهر لاسم الله تعالى الأعظم الجامع للأسماء كلها .
ولأنه أول ما فاض بالفيض الأقدس من الأعيان : عينه الذاتية وأول ما وجد بالفيض الأقدس من الأكوان روحه فحصل بالذات الأحدية والمرتبة الإلهية ، وعينه الثابتة الفردية الأولى .
واعلم أن أول الأفراد الثلاثة : ما زاد عليها ، فهو صادر منها . وهذه الأفراد الثلاثة المشار إليها في الوجود ، هي :
ولما كانت تعطى الفردية الأولى بما هو مثلث الشيء قال صلى الله عليه وسلم : " حبب إلي من دنياكم " بما فيه من التثليث ، وجعلت المحبة التي هي أصل الوجود ظاهرة فيه ، ف ذكر النساء ، ثم الطيب ،
ثم قال : " وجعلت قرة عيني في الصلاة " وإنما حبب النساء إليه صلى الله عليه وسلم : لكمال شهود الحق فيهن ، إذ لا يشاهد الحق تعالى مجردا عن المواد أبدا ، فإن الله تعالى غنيٌ بذاته عن العالمين ولا نسبة بينه تعالى مجردا عن المواد .
فإذا كان الأمر من هذا الوجه ممتنعا ، ولم تكن المشاهدة إلا في مادة : فشهود الحق تعالى في النساء أعظم الشهود وأكمله في حالة النكاح الموجب لفناء المحب في المحبوب . وأعظم الوصلة الجماع .
وهو نظير التوجه الإلهي على خلقه على صورته ، ليخلف فيرى فيه مثال صورته . كذلك النكاح : يتوجه لإيجاد ولده على صورته ، بنفخ بعض روحه فيه ــ يعني النطفة ــ ليشاهد عينه في مرآة ابنه ( أي ليشاهد الرجل نفسه في ابنه ) من بعده ، فصار النكاح المشهود نظير النكاح الأصلي الأزلي ( أي المقدر في الأزل ) ، فظاهر صورة الإنسان : " خلقٌ موصوف بالعبودية " ، و " باطنهُ حق " ، لأنه من روح الله تعالى الذي يدبر ظاهرهُ ويربيه ( لأن بدن الإنسان قائم بالروح : والروح من أمر الله تعالى ) ، إذ هو الظاهر بصورته الروحانبية .
التنبيه السابع عشر :
اعلم أن سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم لما خلق عبدا بالأصالة : لم يرفع رأسه قط إلى السيادة مراعاة لما تقتضيه ذاته من العبودية الذاتية ، الحاصلة من التعيين والتقييد ، وحفظا للأدب مع الحضرة الإلهية .
بل لم يزل ساجدا لحضرته، متذللاً لربه تعالى ، واقفا في مقام عبوديته ، ورتبة إنفعاليته حتى أوجد الله تعالى من روحه الأرواح ومظاهرها جميعا ، لأنه صلى الله عليه قال :
" أول ما خلق الله تعالى نوري الذي سماه " عقلا " بقوله " أول ما خلق الله تعالى العقل " . فأعطاه رتبة الفاعلية ، بأن جعله خليفة متصرفاً ( تصرف إمداد لا تصرف إيجاد ) في الوجود العيني معطيا لكلمن العالم كماله . فالروح المحمدي ، هو المظهر الرحماني الذي استوى على العرش / فتعم رحمته على العالمين ، كما قال الله تعالى : " وما أرسلناك إلا رحمةً للعالمين " ــ والله أعلم .
التنبيه الثامن عشر : اعلم أن دحية الكلبي كان أجمل أهل زمانه، وأحسنهم صورة ، فكان نزول جبريل على سيدنا محمداً صلى الله عليه وسلم في صورته ، إعلاماً من الله تعالى : أنه ما بيني وبينك يا محمد سفير إلا صورة الحسن والجمال ، وهي التي لك عندي . فيكون ذلك له بشرى حسياً ولا سيما أن أتى( أي جبريل ) بأمر الوعيد والزجر / فتكون تلك الصورة الجميلة تسكن منه ما يحركه قهر ذلك الوعيد . والله أعلم .
التنبيه التاسع عشر :
وأعجب ما عندنا من العناية الإلهية التي صحت لنا بسيدنا محمد صلى الله عليه وسلم : اذ كل واحد من الرسل ( صلى الله عليهم وسلم ) يحشر جزئ الحكم ( أي يحشر معهم للشهادة على قومه الذين أرسل إليهم ) لاقترانه بطائفة مخصوصة . والقطب منا : ليس كذلك ( يعني لا يقف مثل هذا الموقف ) فإنه عام ، جامع لكل من في زمانه من بر وفاجر ، وإن كان إرثه عيسويا أو موسويا ( أي فيه من صفات سيدنا عيسى أو سيدنا موسى ) فلا يقدح ذلك فيه ، فإنه من مشكاةٍ محمدية ، فله المقام الأعم ، وقد نبه عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم بقوله عن طائفة من أمته ــ : " ليسوا بأنبياء يغبطهم الأنبياء " صلى الله عليهم وسلم ، للبركة المحمدية التي نالتهم من مقامه الأعم .
التنبيه العشرون :
في بيان المعاني الواردة من قول سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم : بأن الحق تعالى " وضع يده بين كتفيه ، وأنه أحس ببرد أنامله بين ثدييه ، فعلم ما في السماوات وما في الأرض " .
اعلم أن الحق تعالى منزه عن اليد الحسية وأناملها، وإنما عي يد امتنان واصطفاء ، بإفاضة أنوار النبوة والرسالة والولاية على جوهره حتى شاهد ببصيرته وبصره العوالم كلها : أولها وأخرها ، ظاهرها وباطنها ، كلياتها وجزئياتها ، دنيا وأخرى ، ولذلك أخبرنا صلى الله عليه وسلم بالأوائل والأواخر : " بما كان ويكون في الدنيا والآخرة " لأن الحضرة الكونية كلها صارت أمام بصيرته وبصره ، حتى أنه كان صلى الله عليه وسلم " يرى من وراءه كما يرى من أمامه " وإنما خصص وضع اليدين بين الكتفين ، لأن النور الإلهي لا يأتي إلى من خصصه الله تعالى إلا من ورائه . وأما برد الأنامل التي أحس بها بين ثدييه صلى الله عليه وسلم ، فهو عبارة عن اللذة التي حصلت له ، بما كشفه الله تعالى له من الأمور الغيبية وظهورها له ، وهذا كله إنما بمقتضى مرتبته . وأما من حيث بشريته ، فقال صلى الله عليه وسلم : " أني أمرت أن أحكم بالظاهر ، والله متولي السرائر " وأمثال من الستر عليه في بعض الأمور ، إنما هو لأمر عارض اقتضاه الحكم الإلهي ، ولذلك قال صلى الله عليه وسلم : " لست أنسى ، ولكن أنسى لأسن " .. والله أعلم .
التنبيه الحادي والعشرون والأخير :
اعلم أن النبي هو الذي يأتيه الملك بالوحي من عند الله ، يتضمن ذلك الوحي : شريعة يتعبده الله تعالى بها في نفسه ، فإن بعث إلى غيره كان رسولا . فتارة ينزل الملك بالوحي على قلبه . وتارة يأتيه على صورة حسية من خارج ، فيلقى فما يجاء به على أذنه فيسمعه . وتارة على بصره فيحصل له من النظر مثل ما يحصل له من السمع سواء . وكذلك سائر القوى الحسية . وهذا باب قد أغلق بسيدنا محمد صلى الله عليه وسلم ، ولا سبيل أن نتعبد الله تعالى بشريعة ناسخة لهذه الشريعة . وإذا نزل عيسى صلى الله عليه وسلم ، فإنما يحكم بهذه الشريعة المحمدية ، وهو خاتم أولياء هذه الأمة ، فإن من شرف سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم : أن الله ختم ولاية أمته بنبي رسول مكرم . وهو ( سيدنا عيسى ) يحشر يوم القيامة مع الرسل : رسولا ، ومع هذه الأمة : وليا تابعا . والياس كهذا المقام أيضا . وأما حالة أنبياء أولياء هذه الأمة فهو كل شخص أقامه الله تعالى في تجل من تجلياته ، وأقام له مظهر محمد صلى الله عليه وسلم ، ومظهر جبريل صلى الله عليه وسلم ، وهو يلقي خطاب الأحكام المشروعة : لمظهر رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فيسمع صاحب هذا المشهد جميع ما تضمنه الخطاب من الأحكام المشروعة الظاهرة في الأمة المحمدية ، فيرى نفسه وقد وعي جميعها ، وعلم صحتها علم اليقين ، بل عين اليقين ، فأخذ حكم هذا النبي ، وعمل به على بينة من ربه تعالى . فهؤلاء هم أنبياء أولياء هذه الأمة ، ولا ينفردون بشريعة قط ، ولا يكون الخطاب بها إلا بتعريفهم : أن هذا هو شرع محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم . وهذا آخر " التنبيهات " نفعنا الله بها آمين .
التعليقات بين الأقواس للشيخ عبد الرحمن حسن محمود من شيوخ الأزهر
وصلي الله على سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم
قلب محب المراقب العام
العمر : 51
موضوع: رد: الحقيقة المحمدية الثلاثاء أغسطس 30, 2011 1:46 pm
موضوع: رد: الحقيقة المحمدية الأحد سبتمبر 04, 2011 5:59 pm
أسعدني كثيرا مروركم وتعطيركم هذه الصفحه كل الشكر لكـ ولهذا المرور الجميل دمتم بخيروعافيه [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
ابن الرفاعى المشرف العام
العمر : 45
موضوع: رد: الحقيقة المحمدية الخميس سبتمبر 15, 2011 11:40 am
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] واكثر من رائع بارك الله فيك وجزاك الفردوس الاعلى ان شاء الله دمت بحفظ الله ورعايته
النقشبندى إدارة المنتدى
العمر : 47
موضوع: رد: الحقيقة المحمدية الثلاثاء سبتمبر 27, 2011 10:52 am
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] أسعدني كثيرا مروركم وتعطيركم هذه الصفحه كل الشكر لكـ ولهذا المرور الجميل دمتم بخيروعافيه
المشاركات المنشورة بالمنتدى لا تعبر بالضرورة عن رأي إدارة المنتدى ولا تمثل إلا رأي أصحابها فقط ولا يتحمّل الموقع أيّة مسؤوليّة عن المواد الّتي يتم عرضها أو نشرها في منتدي الطريقة النقشبندية العلية ويتحمل المستخدمون بالتالي كامل المسؤولية عن كتاباتهم وإدراجاتهم التي تخالف القوانين أو تنتهك حقوق الملكيّة أو حقوق الآخرين أو أي طرف آخر. ادارى المنتدى : محمد عبده النقشبندى