تجلى لى المحبوب عن كل وجهة سيدي ابراهيم الدسوقي

(من كتاب جوهرة الدسوقى)

تجلى لى المحبوب عن كل وجهة فشاهدته فى كل معنى وصورة

وخاطبنى منى بكشف سرائر تعالت عن الأغيارلطفاً وجلت

فقال اتدرى من أنا قلت أنت يا مناى أنا إذ كنت أنت حقيقتى

فقال كذاك الأمر لكنماإذا تغيبت الأشياء كنت كنسختى

فأوصلت ذاتى باتحادى بذاته بغير حلول بل بتحقيق نسبتى

فصرب فناء فى بقاء مؤبد لذات بديمومية سرمدية

إذا رمت إثباتاً لا بنيتى به محاه وجودى محوه أى محوة

فيأخذ منى فأصبح سائلا لذاتى عن ذاتى لذاتى بغيبتى

وانظر فى مرآة ذاتى مشاهداً لذاتى بذاتى وهى غاية غايتى

فأغدو و أمرى بين أمرين واقف علومى تمحونى ووهمى مثبتى

حبيب له فى حبة القلب منزل ترفع عن دعد وهند وعلوة

أنا ذلك القطب المبارك قدرة وإن مدار الكل من حول ذروتى

وما صورتى للذات إلا جلية هى النفس والكون المحسن جنتى

أنا شمس إشراق العقول ولم أقل وما غبت إلا عن قلوب عمية

يرونى فى المرآة وهى صقيلة وليس يرونى فى المرآة وهى صفية

وقد تعبق الآفاق من طيبى الشذا وما نشق المزكوم فياح تسمتى

واصغت إلى داعى الفلاح تقاتها وعنه أذون الجاحدين اصمت

ولو زنادى فى الطبيعة قادح لما قامت الأشخاص من تلك طينة

وبى فاحت الأنباء من كل ملة بمختلف الأراء والكل أمتى

ولا جامع إلا ولى فيه منبر وأخطب فى إعلانه بمصوتى

ولا مشهد إلا كنت أمامه وفى حانة الخمار طفت بحانتى

سقانى بكاس من يدى من أحبه فغبت بوجدى عن وجودى بسكرتى

وكنت أنا الساقى ومنى منادمى ووجدى وفتحى والخيال بحدتى

وكنت أنا الداعى ومنى اجابتى وكنت أنا الصاغى لأسماع دعوتى

ولا سكر إلا وكنت ندعهم وفى حضرة المختار فزت ببغيتى

وما شهدت عينى سوى عين ذاتها لأن سواها لا يلم بفكرتى

بذاتى تقوم الذات فى كل ذروة أجدد فيها حلة بعد حلةِ

أنا موجد الأشياء من غير حاجة بكره كان الكون من غير التى

فليلى وهند والرباب وزينب وعليا وسلما بعدها وبثينة

عبارات أسماء بغير حقيقة ومالوحوا بالقصد إلا بصورتى

نعم نشأتى فى الحب من قبل آدم وسرى فى الأكوان من قبل نشأتى

أنا كنت فى العليا ونور محمد وفى قاب قوسين اجتماع الأحبة

أنا كنت فى رؤيا الذبيح فداؤه بعين عنايات ولطف حقيقتى

أنا كنت مع إدريس لما رقا العلا وأسكن فى الفردوس أحسن بقعة

أنا كنت مع عيسى فى المهد ناطقاً وأعطى داود حلاوة نغمتى

أنا كنت مع نوح بما شهد الورى بحاراً وطوفانا على كف قدرتى

لذاكر المذكور ذكرى لذاكرى أنا الشاكرالمشكور شكرى لنعمتى

أنا الحامد المحمود حمدى حامد كذا العرش والكرسى والكون جلستى

أنا العاشق المعشوق فى كل مظهر أنا السامع المسموع فى كل نعمتى

أنا الواحد الفرد الكبير بذاته أنا الواصف الموصوف بالعهدية

وقالوا فانت القطب قلت مشاهدا وتالى كتاب الله فى كل ساعة

وناظر ما فى اللوح من كل آية بما قد رأينا من شهود مقالة

وقالوا فأنت الفرد حقاً على العلا فقلت وكان السر منى ثابت

أنا القطب شيخ الوقت كل مهذب أنا السيد البرهان شيخ الحقيقة