اهلا وسهلا بك اخى الكريم فى موقع الطريقة النقشبندية العلية والتصوف السنى عرف بنفسك او قم بالتسجيل حللت اهلا ونزلت سهلا نرجوا لك ان تقضى اسعد الاوقات وان تفيد وتستفيد حياك الله وبياك
محمد النقشبندى
الطريقة النقشبندية العلية
اهلا وسهلا بك اخى الكريم فى موقع الطريقة النقشبندية العلية والتصوف السنى عرف بنفسك او قم بالتسجيل حللت اهلا ونزلت سهلا نرجوا لك ان تقضى اسعد الاوقات وان تفيد وتستفيد حياك الله وبياك
محمد النقشبندى
الطريقة النقشبندية العلية
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
الطريقة النقشبندية العلية
دروس وخطب فقة حديث توحيد سيرة تصوف اسلامى اداب و سلوك احزاب و اوراد كتب مجانية تعليم طب بديل واعشاب بخور اسرة وطفولة اكلات قصص واشعار
موضوع: التعلق بجنابه والعكوف على بابه الثلاثاء أغسطس 23, 2011 1:45 am
رسالة في التعلق بجنابه والعكوف على بابه صلى الله عليه وسلم تصنيف رشيد الراشد غفر الله له ولوالديه ولكل المسلمين بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله المستوجب لكل كمال والصلاة والسلام على من جعل الله حبه والتعلق به صلى الله عليه وسلم مبنى أساس الإيمان وسبباً إلى المعرفة التي هي الوسيلة العظمى إلى نيل درجات الكمال فهي السبب في تعظيمه صلى الله عليه وسلم لأن تعظيمه شرط في صحة الإيمان كما أشار إلى ذلك القاضي عياض في شفائه وعلى آله وأصحابه الذين بلغوا في حبه وتعظيمه أرفع مقام. ((أما بعد)) فيقول العبد الفقير المعترف بالعجز والتقصير رشيد الراشد التاذفي الحلبي بن مصطفى بن راشد إني نظرت في هذا الزمان فرأيت غالب أهله قليلي التعلق به صلى الله عليه وسلم منصرفين إلى شهواتهم ولذاتهم ففتشت عن دواء لهذا الداء العضال فلم أر أعظم<3> ولا أنفع ولا أجمل من وضع رسالة صغيرة الحجم كثيرة النفع تجمع أهل الإسلام والإيمان على محبته والتعلق به صلى الله عليه وسلم. - قال عبد الرحمن العيدروس يعدم المربون في آخر الزمان ويصير ما يوصل إلى الله تعالى إلا الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم وبها يحصل الاجتماع به صلى الله عليه وسلم مناماً ويقظة وحسبك أنه اتفق العلماء على أن جميع الأعمال منها المقبول والمردود إلا الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم فإنها مقطوع بقبولها إكراماً له صلى الله عليه وسلم وهل المراد من الصلاة عليه إلا حبه والتعلق به وتعظيمه صلى الله عليه وسلم فطلبت من الله تعالى أن يوفقني لأن أجمع رسالة من كلام الأولياء العارفين والعلماء العاملين في حبه والتعلق به وتعظيمه وشمائله صلى الله عليه وسلم رجاء دعوة من أخ صالح ينفعني الله بها فهي أعظم هدية مني في هذا الزمان إلى عشاق الحقيقة المحمدية أعني أقواماً عقدوا مع الله على حب حبيبه والتعلق به والعكوف على بابه صلى الله عليه وسلم واعلم أن الطرائق إلى الله تعالى بعدد أنفاس الخلائق للعوام وليس إلا طريقة واحدة لخواصه الكرام وهي حبه وتعظيمه والتعلق به والعكوف على بابه صلى الله عليه وسلم <4>فعليك بهذه الرسالة أيها الأخ المحب الراغب في التعلق به والعكوف على بابه فإنك مهما فتشت لا تكاد تجد رسالة على هذا الحجم تحتوي على كثرة هذه الفوائد كما احتوت هذه الرسالة التي لا يعرف قدرها إلا أهلها وليس لي في ذلك أدنى فضل إلا مجرد النقل وقد عزوت جميع الأقوال إلى قائلها والله أسأل أن ينفعني بها وكل مسلم سليم القلب من الأمراض إنه ولي التوفيق وبالإجابة جدير وهذا أوان الشروع والله الموفق للصواب. - قال عبد الكريم الجيلي في كتابه الناموس الأعظم في معرفة قدر النبي صلى الله عليه وسلم اعلم أيدنا الله وإياك بروح قدسه ولا أخلى الجميع من بسطه وأنسه إن ثمرة العكوف عليه هي سبب الوصول إليه ألا تراه صلى الله عليه وسلم يقول أكثركم علي صلاة أقربكم مني يوم القيامة(1) وذلك إن المصلي عليه صلى الله عليه وسلم كثيراً لا بد أن يتعلق به خاطره فيتعشق قلبه بالصورة الروحانية تعشقاً يوجب المحبة ودوام الذكر له بالصلاة عليه صلى الله عليه وسلم فلأجل ذلك يقرب إليه ويكون عنده ـــــــــــ (1) ذكره صاحب الدر المنظم قال السخاوي لم أقف على سنده ولا من خرجه ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ <5> ومعه صلى الله عليه وسلم - ((تنبيه)) في كيفية التعلق بجنابه والعكوف على بابه صلى الله عليه وسلم اعلم وفقنا الله وإياك للوقوف ببابه والعكوف على جنابه إن الله تعالى لما أحبه جعله شفيعاً لخلقه إليه يوم القيامة وليس لأحد من الخلق عموم الشفاعة سواه وسر ذلك أن الأنبياء لم يبعثوا إلى كافة الخلق وإنما بعث إلى كافة الخلق محمد صلى الله عليه وسلم فهو مقدمهم وراعيهم وكل راع مسؤول عن رعيته فأوجب الله تعالى عليه الشفاعة لهم والقيام بمصالحهم دنيا وأخرى فلما كان صلى الله عليه وسلم واسطة الجميع في البداية لأجل الظهور كان واسطتهم في النهاية لأجل النعيم المقيم فليس في الأزل والأبد وسيلة ولا واسطة ولا علة لوجودك ووجود كل خير لك ولكل موجود أحد سواه صلى الله عليه وسلم فمن الأولى أن تتعلق بجنابه وتعتكف على بابه ليحصل الميل من الجهتين فيسرع الوصول إلى المقصود ألا تراه صلى الله عليه وسلم قال للأعرابي الذي تمنى عليه أن يكون رفيقه في الجنة (أعني على نفسك بكثرة السجود) (1) ــــــــــــــ (1) آخر حديث رواه مسلم وأبو داوود والطبراني عن ربيعة ابن كعب وحسنه المنذري ــــــــــــــــــــــــــــــ <6> فقوله صلى الله عليه وسلم أعني دليل على أنه أحب أن يشفع له إلى الله تعالى وأن يكون رفيقه في الجنة ولكنه أراد أن يكون الجذب من الجهتين ليسرع وصوله إلى ذلك فأمره أن يعينه على نفسه بالسجود ليتحقق المقصود أكمل تحقق ولهذا كان دأب الكمّل من الأولياء رضوان الله عليهم أن يتعلقوا بجنابه ويحطوا جباههم على بابه صلى الله عليه وسلم ولم يزل ذلك دأبهم ودأب كل من أراد الله تكميله فإن قلت لا أدري كيف هذا التعلق والملازمة بهذا الجناب العظيم والنبي الكريم صلى الله عليه وسلم قلنا لك إن التعلق بمحمد صلى الله عليه وسلم هو دوام استحضار صورته صلى الله عليه وسلم في الذهن والتأدب لها حالة الاستحضار بالإجلال والتعظيم والهيبة فإن لم تستحضر تلك الصورة البديعة المثال وكنت قد رأيته وقتاً ما في نومك فاستحضر الصورة التي رأيتها في النوم فإن لم تكن رأيته ولم تستطع أن تستحضر تلك الصورة المشخصة الموصوفة بعينها فأذكره وصلِّ عليه صلى الله عليه وسلم وكن في حال ذكرك له كأنك بين يديه في حياته متأدباً بالإجلال والتعظيم والهيبة والحياء فإنه يراك ويسمعك كلما ذكرته لأنه متصف بصفات الله <7>تعالى والله جليس من ذكره فللنبي صلى الله عليه وسلم نصيب وافر من هذه الصفة لأن العارف وصفه وصف معروفه وهو أعرف الناس بالله تعالى فإن لم تستطع أن تكون بين يديه بهذا الوصف وكنت قد زرت يوماً ما قبره الشريف ورأيت روضته الشريفة وقبته العالية المنيفة فاستحضر في ذهنك قبره الشريف وتلك الحضرة السنية كلما ذكرته صلى الله عليه وسلم أو صليت عليه وكن كأنك واقف عند قبره الشريف صلى الله عليه وسلم مع الإجلال والتعظيم إلى أن تشهد روحانيته ظاهرة لك فإن لم تكن زرت قبره الشريف ولا رأيت موطن حضرته وروضته فأدم الصلاة عليه وتصور أنه يسمعك صلى الله عليه وسلم وكن إذ ذاك متأدباً جامع الهمة لتصل إليه صلاتك عليه وأنت حاضر بقلبك لديه فإن لجمع الهمة أثراً واستحي أن تذكره أو تصلي عليه صلى الله عليه وسلم وأنت مشغول بغيره فتكون صلاتك جسماً بلا روح لأن كل عمل يعمله العبد من أعمال البر إذا كان منوطاً بحضور القلب كانت صورة ذلك العمل حية وإذا كان منوطاً بالغفلة وشغل الخاطر بالغير كانت صورته ميتة لا روح لها. اهـ باختصار مع تقديم وتأخير. - <8>قال ابن القيم الجوزية في كتابه جلاء الأفهام إن الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم سبب لدوام محبة المصلي للرسول صلى الله عليه وسلم وزيادتها وتضاعفها وذلك عقد من عقود الإيمان الذي لا يتم إلا به لأن العبد كلما أكثر من ذكر المحبوب واستحضاره في قلبه واستحضار محاسنه ومعانيه الجالبة لحبه تضاعف حبه له وتزايد شوقه واستولى على جميع قلبه وإذا أعرض عن ذكره وإخطاره وإخطار محاسنه بقلبه نقص حبه من قلبه ولا شيء ألذ لعين المحب من رؤية محبوبه ولا أقر لقلبه من ذكره وإخطار محاسنه فإذا قوي هذا في قلبه جرى لسانه بمدحه والثناء عليه وذكر محاسنه صلى الله عليه وسلم. اهـ بحروفه. - وقال أبو العباس التجاني كما نقل عنه في جواهر المعاني إن الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم عظيمة وهي باب الكمال وهي المدخل الأعظم ومن تركها لا يجد باباً من غيرها يدخل عليه صلى الله عليه وسلم ثم قال وأن يستحضر صورة المصطفى صلى الله عليه وسلم وأنه جالس بين يديه صلى الله عليه وسلم بهيبة ووقار وإعظام وإكبار يستمد<9> منه بقدر حاله ومقامه. أهـ باختصار. - وقال أيضاً ما ملخصه يجب على المريد أن يلازم على الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم بشدة حضور القلب في تأمل المعاني حسب الطاقة مع اعتقاده إنه جالس بين يديه صلى الله عليه وسلم مع دوام الإعراض عن كل ما يقدر عليه من هوى النفس وأغراضها ويستغرق ما يطيقه من الأوقات في كثرة الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم بالتأدب والحضور واستحضار القلب أنه جالس بين يديه صلى الله عليه وسلم وليداوم على ذلك فإن من داوم على ذلك وكان اهتمامه بالوصول إلى لله تعلى اهتمام الظمآن بالماء أخذ الله بيده وجذبه إليه إما أن يقيض له نبيه صلى الله عليه وسلم ليربيه وإما أن يفتح له باب الوصول ورفع الحجب بسبب ملازمته للصلاة على حبيبه صلى الله عليه وسلم فإنها أعظم الوسائل إلى الله تعالى في الوصول إليه وما لازمها أحد قط في طلب الوصول إلى الله تعالى فخاب. ا هـ باختصار . - وقال حسين الدوسري في كتابه الرحمة الهابطة في الفصل الخامس والخمسين من فوائد الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم: محبة المصطفى للمصلي على رسول الله صلى الله عليه وسلم بل زيادة المحبة المذكورة اللازمة لها وازدياد الشوق مع استحضار المحاسن النبوية في القلب والجنان بحيث <10>يمثل خياله واعلم أنه يتأكد على المصلي على النبي صلى الله عليه وسلم أن يتصور وقت الصلاة عليه صلى الله عليه وسلم صورته الكريمة في مرآة قلبه كأنه بين يديه سائلاً من الله الصلاة والسلام عليه صلى الله عليه وسلم. اهـ باختصار . - ونقل شيخي الشيخ يوسف النبهاني رحمه الله في كتابه سعادة الدارين عن محمد الغمري قال في كتابه منح المنة: اعلم أن الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم سبب لفتح باب الهداية إلى الله تعالى فإنه صلى الله عليه وسلم هو الواسطة بيننا وبينه تعالى والدليل لنا عليه والمعرف لنا به عز وجل فإن الواسطة هو السبب في الدخول على الملك فهو صلى الله عليه وسلم الواسطة بين الخلق وبين ربهم تعالى والإكثار من الصلاة عليه صلى الله عليه وسلم يثمر تمكن محبته من القلب ولما علمنا أنه لا يتوصل لاكتساب إتباع أفعاله وأخلاقه صلى الله عليه وسلم إلا بعد شدة الاعتناء به ولا يتوصل لشدة الاعتناء به إلا بالمبالغة في حبه ولا يتوصل للمبالغة في حبه إلا بكثرة الصلاة عليه صلى الله عليه وسلم ومن أحب شيئاً أكثر من ذكره فلذلك بدأ السالك بالصلاة عليه صلى الله عليه وسلم فإن لها في تنوير الباطن وتزكية النفس عجائب يجدها السالك ذوقاً فحسبه إخلاص القصد في التوجه إلى الله تعالى بالصلاة على نبيه صلى الله عليه وسلم <11> حتى يجني ثمرتها وتلوح له بركتها وما هي في جميع منازل الطريق إلا مصباح يهتدي به. ا هـ باختصار . - وقال أيضاً من ثمرات الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم انطباع صورته الكريمة في النفس انطباعاً ثابتاً متأصلاً متصلاً وذلك إن المداومة على الصلاة والسلام عليه صلى الله عليه وسلم بإخلاص القلب وتحصيل الشروط والآداب وتدبر المعنى حتى يتمكن حبه من الباطن تمكناً صادقاً خالصاً متصلاً بين نفس المصلي ونفس النبي صلى الله عليه وسلم ويؤلف بينهما في محل القرب والصفاء بحيث يتمكن حبه من النفس. ا هـ بحروفه. - وقال عبد الوهاب الشعراني في كتابه لواقح الأنوار القدسية في بيان العهود المحمدية في العهد الثاني بعد كلام: فاعمل يا أخي على جلاء مرآة قلبك من الصدأ والغبار وعلى تطهرك من سائر الرذائل حتى لا يبقى فيك خصلة واحدة تمنعك من دخول حضرة الله تعالى وحضرة رسول الله صلى الله عليه وسلم فإن أكثرت من الصلاة والسلام عليه صلى الله عليه وسلم فربما تصل إلى مقام مشاهدته صلى الله عليه وسلم <12> وهي طريق الشيخ نور الدين الشوني والشيخ أحمد الزواوي والشيخ أحمد بن داود المنزلاوي وجماعة من مشايخ اليمن فلا يزال أحدهم يصلي على رسول الله صلى الله عليه وسلم ويكثر منها حتى يتطهر من الذنوب ويصير يجتمع به صلى الله عليه وسلم يقظة أي وقت شاء ومشافهة ومن لم يحصل له هذا الاجتماع فهو إلى الآن لم يكثر من الصلاة والتسليم على رسول الله صلى الله عليه وسلم الإكثار المطلوب ليحصل له هذا المقام وأخبرني الشيخ أحمد الزواوي أنه لم يحصل له الاجتماع بالنبي صلى الله عليه وسلم يقظة حتى واظب على الصلاة عليه سنة كاملة يصلي كل يوم وليلة خمسين ألف مرة وكذلك أخبرني الشيخ نور الدين الشوني أنه واظب على الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم كذا وكذا سنة يصلي كل يوم ثلاثين ألف صلاة. ا هـ بحروفه. - وقال أيضاً في كتابه المذكور أخذ علينا العهد العام من رسول الله صلى الله عليه وسلم أن نكثر من الصلاة والتسليم على رسول الله صلى الله عليه وسلم ليلاً ونهاراً ونذكر لإخواننا في ذلك من الأجر والثواب ونرغبهم فيه كل الترغيب إظهاراً لمحبته صلى الله عليه وسلم وإن جعلوا لهم ورداً كل يوم وليلة صباحاً ومساء من ألف صلاة إلى <13> عشرة آلاف صلاة كان ذلك من أفضل الأعمال وقال لي مرة يعني الشيخ أحمد الزواوي طريقتنا أن نكثر من الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم حتى يصير يجالسنا يقظة ونصحبه مثل الصحابة ونسأله عن أمور ديننا وعن الأحاديث التي ضعفها الحفاظ عندنا ونعمل بقوله صلى الله عليه وسلم فيها وما لم يقع لنا ذلك فلسنا من المكثرين للصلاة عليه صلى الله عليه وسلم . واعلم يا أخي أن طريق الوصول إلى حضرة الله من طريق الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم من أقرب الطرق. اهـ باختصار . - وقال أبو العباس التجاني في كتابه المتقدم: إن الله تعالى تكفل لمن صلى على حبيبه صلى الله عليه وسلم أن يصلي عليه عشر مرات بكل صلاة صلاها عليه صلى الله عليه وسلم ولذلك سر،أن السر الأول إن المصلى عليه صلى الله عليه وسلم يجب على نبينا صلى الله عليه وسلم صلى الله عليه وسلم مكافأته لمن صلى عليه على قاعدة حكم الكرم عند الكريم فلما توجه عليه صلى الله عليه وسلم هذا ناب الحق سبحانه وتعالى في مكافأة من صلى عليه صلى الله عليه وسلم بأن يصلي عليه سبحانه وتعالى بكل واحدة عشرا، والسر الثاني إنه سبحانه وتعالى عظيم المحبة والعناية لرسوله صلى الله عليه وسلم فمن رآه سبحانه وتعالى توجه إليه بالصلاة على حبيبه صلى الله عليه وسلم اعتنى به واحبه وكانت له تلك المحبة <14>والعناية منه سبحانه وتعالى إذا ثابر على الصلاة عليه صلى الله عليه وسلم بحيث لو أتاه بذنوب أهل الأرض كلها من أول وجود العالم إلى آخره أضعافاً مضاعفة لأدخلها سبحانه وتعالى في بحر عفوه وفضله وواجهه سبحانه وتعالى في بلوغ أمله في الدار الآخرة بتبليغه له أعلى المراتب رضاه عنه وكان حكمه في الغيب كلما صعدت الملائكة إلى الله سبحانه وتعالى بصحيفة أعماله مملوءة بالسيئات يقول سبحانه وتعالى للملائكة إن له عناية بحبيبنا فلا تكون سيئاته كسيئات غيره ولا تقع المؤاخذة عليه في سيئاته كما تقع على غيره من أصحاب السيئات. اهـ باختصار . - وقال الشعراني في خطبة كتابه المتقدم: اعلم يا أخي إن رسول الله صلى الله عليه وسلم لما كان هو الشيخ الحقيقي لأمة الإجابة كلها ساغ لنا أن نقول في تراجم العهود كلها أخذ علينا العهد العام من رسول الله صلى الله عليه وسلم أعني معشر جميع الأمة المحمدية فإنه صلى الله عليه وسلم إذا خاطب الصحابة بأمر أو نهي أو ترغيب أو ترهيب انسحب حكم ذلك على جميع أمته إلى يوم القيامة فهو الشيخ الحقيقي لنا بواسطة الأشياخ أو <15> بلا واسطة مثل من صار من الأولياء يجتمع به صلى الله عليه وسلم في اليقظة بالشروط المعروفة عند القوم. اه بحروفه . - ونقل الشعراني في كتابه دور الغواص على فتاوى سيدي علي الخواص قال لي رضي الله عنه:جميع الأولياء الأحياء والأموات قد تزحزحت أبوابهم للغلق وما بقي مفتوحاً إلا باب رسول الله صلى الله عليه وسلم فأنزل كل شيء توجه به الناس إليك برسول الله صلى الله عليه وسلم فإنه شيخ الناس كلهم وحكم الخلق كلهم بالنسبة إليه كالعبيد والغلمان الذين في خدمته فهو يحكم بينهم فيما هم فيه يختلفون والله أعلم . اهـ بحروفه. - وقال أحمد دحلان في كتابه تقريب الأصول: وأما الاستمداد منه صلى الله عليه وسلم وتوجه الفتح على يديه فثابت في نفس الأمر ولهذا قال كثير من أئمة الطريق المقتدى بهم إن الاشتغال بالصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم من أعظم أسباب الفتح على العبد وإنها تقوم مقام الشيخ في التربية وقد وصل بها إلى معرفة الله تعالى كثير من العارفين ولم يكن لهم شيخ غير ذلك. اهـ باختصار . - وقال أبو المواهب الشاذلي رضي الله عنه: لله عباد يتولى تربيتهم النبي <16> صلى الله عليه وسلم بنفسه من غير واسطة بكثرة صلاتهم عليه صلى الله عليه وسلم. اهـ بحروفه . - وقال أحمد دحلان وبالجملة فالصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم نافعة بأي صيغة كانت ولا شيء أنفع لتنوير القلوب ووصول المريدين إلى لله تعالى منها وإن المواظب على الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم يحصل له أنوار كثيرة وببركتها يتصل بالنبي صلى الله عليه وسلم أو يجتمع بمن يوصله إليه خصوصا إذا كان مع الاستقامة وخصوصا في آخر الزمان عند قلة المرشدين والتباس الأمور على الناس فمن أراد هداية الخلق وارشادهم فعليه أن يأمر الناس عوامهم وخواصهم بالاستغفار والصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم. اه بحروفه . - وقال ابن شافع انبسط جاهه صلى الله عليه وسلم حتى بلغ المصلي لهذا الأمر العظيم وإلا فمتى كان يحصل لك أن يصلي الله عليك فلو عملت في عمرك كله من جميع الطاعات ثم صلى الله عليك مرة واحدة رجحت تلك الصلاة الواحدة على ما عملت في عمرك كله من جميع الطاعات لأنك تصلي على حسب وسعك وهو سبحانه وتعالى يصلي عليك على حسب ربوبيته هذا إذا كانت صلاة واحدة <17> فكيف إذا صلى عليك عشراً بكل صلاة. اه بحروفه . - وقال أبو بكر الصديق رضي الله عنه الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم أفضل من عتق الرقاب (1). - قال الشعراني فإذا صلى العبد ألفا صباحاً وألفاً مساءاً كان أفضل من عتق ألفي رقبة فأي ملك يعتق كل يوم ألفي رقبة قال وسمعت عليا الخواص رضي الله عنه يقول لم يبلغنا أن شيئاً من الأذكار يرجح على عتق الرقاب إلا الصلاة على رسول الله صلى الله عليه وسلم فعليكم بالإكثار منها ليلاً ونهاراً كما كان عليه السلف الطاهر. اه بحروفه . - وقال سهل بن عبد الله التستري رضي الله عنه الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم أفضل العبادات لأن الله تعالى تولاها هو وملائكته ثم أمر بها المؤمنين وسائر العبادات ليس كذلك يعني إن الله تعالى أمر بسائر العبادات ولم يفعلها بنفسه. اه بحروفه . - وقال الشعراني في كتابه المنن فمن جعل الصلاة على رسول الله صلى الله عليه وسلم شغله فاز في الدارين بفضل الله ورحمته لإن الله تبارك وتعالى هو السيد الأعظم وليس عنده أحد من الوسائط أفضل من رسول ـــــــــــــــــ (1) رواه الاصبهاني في الترغيب وابن عساكر والتيمي عن ابي بكر موقوفا ــــــــــــــــــــــــــــــــــ <18> الله صلى الله عليه وسلم فلا يرد تعالى له سؤالاً في شيء سأله فيه لأحد من أمته وإذا علم الإنسان أن السلطان لا يرد كلام الوزير الأعظم عنده فمن العقل أن طالب الحاجة لا يبرح عن باب الوزير ليقضي له حوائجه في الدنيا والآخرة. اه بحروفه . - وقال ابو العباس التجاني في كتابه المتقدم واعلم أنه صلى الله عليه وسلم ليست له حاجة إلى صلاة المصلين عليه صلى الله عليه وسلم ولا شرعت لهم ليحصل له النفع بها صلى الله عليه وسلم وإنما أمر الله العباد بالصلاة عليه صلى الله عليه وسلم ليعرفهم علو مقداره عنده وعلو اصطفائه على جميع خلقه وليعلمهم أنه لا يقبل العمل من عامل إلا بالتوسل به فمن طلب القرب من الله تعالى والتوجه إليه دون التوسل به معرضاً عن كريم جنابه كان مستوجباً من الله غاية السخط ومغضب وغاية اللعن والطرد والبعد وضل سعيه وخسر عمله ولا وسيلة إلى الله إلا به صلى الله عليه وسلم كالصلاة عليه صلى الله عليه وسلم وامتثال شرعه إذاً فالصلاة عليه صلى الله عليه وسلم فيها تعريف لنا بعلو قدره عند ربه وفيها تعليم لنا بالتوسل به صلى الله عليه وسلم في جميع التوجيهات. اه باختصار. - وقال السيد ابو بكر في حاشيته إعانة الطالبين ينبغي للشخص إذا <19> صلى عليه صلى الله عليه وسلم أن يكون بأكمل الحالات متطهراً متوضئاً مستقبل القبلة متفكراً في ذاته السنية لأجل بلوغ النوال والأمنية وان يرتل الحروف أن لا يعجل في الكلمات. اه بحروفه . - قال العارف الصاوي رحمه الله في حاشيته على تفسير الجلالين عند قوله تعالى (إن الله وملائكته يصلون على النبي يا أيها الذين آمنوا صلوا عليه وسلموا تسليما) واعلم أن العلماء اتفقوا على وجوب الصلاة والسلام على النبي صلى الله عليه وسلم ثم اختلفوا في تعيين الواجب فعند مالك تجب الصلاة في العمر مرة وعند الشافعي تجب في التشهد الأخير من كل فرض وعند غيرهما تجب في كل مجلس مرة وقيل تجب عند ذكره وقيل يجب الإكثار منها من غير تقيد بعدد . - ونقل حسن العدوي في أول شرحه على دلائل الخيرات عن ابن عطية قال الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم في كل حال واجبة وجوب السنن المؤكدة التي لا يسع تركها ولا يغفلها إلا من لا خير فيه <20> قال الحافظ السخاوي واختلف القائلون بالوجوب كلما ذكر اسمه الشريف هل هو على العين فيجب على كل فرد سمع أو ذكر اسمه الشريف أو على الكفاية فإذا فعل ذلك البعض سقط عن الباقين فالأكثرون قالوا بالأول . - قال الحليمي وإذا قلنا بوجوب الصلاة كلما ذكر فان اتحد المجلس وكان مجلس علم ورواية سنن احتمل أن يقال انه إذا ختم المجلس بها أجزأه لأن المجلس إذا كان معقودا لذكره كان كله حالة واحدة كالذكر المتكرر وإن لم يكن المجلس كذلك إني أرى كلما ذكر أن يصلى عليه ولا أرخص في تأخير ذلك إذ ليس ذكره صلى الله عليه وسلم بأقل من حق العاطس . - (لطيفة):قال السخاوي هل يجب على النبي صلى الله عليه وسلم أن يصلي على نفسه أولاً قال بعض شروح الهداية إنها لا تجب وعندنا أنها واجبة في الصلاة. ا ه باحتصار . - قال ابن حجر في الدر المنضود الأصح إنها واجبة عليه صلى الله عليه وسلم كغيره في الصلاة وغيرها .<21> - وعن السيدة فاطمة الزهراء رضي الله عنها ابنة رسول الله صلى الله عليه وسلم قالت كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا دخل المسجد صلى على محمد وسلم وقال ربي اغفر لي ذنوبي وافتح لي أبواب رحمتك وإذا خرج صلى على محمد وسلم وقال رب اغفر لي ذنوبي وافتح لي أبواب فضلك(1) . - قال محمد بن علان في شرحه على الأذكار النووية عند قوله صلى الله عليه وسلم اللهم صلي على محمد(2) كانت حكمته بعد التعليم للأمة أنه صلى الله عليه وسلم كان يجب عليه الإيمان بنفسه كما يجب على غيره فطلب منه تعظيماً بالصلاة منه عليها كما طلب ذلك من غيره وفي هذا أشرف منقبة له صلى الله عليه وسلم إذ الأصل في تعظيم النفس الامتناع فهذا الممتنع في حق غيره لكونه يجر إلى محذور من كبر أو نحوه ممدوح ومحبوب في حقه لأمن ذلك المحذور مع إظهار ماله من الشرف الأعلى لأمته حتى يوفوه بعض حقه صلى الله عليه وسلم . ـــــــــــــــ (1) رواه الإمام أحمد أبو داود والترمذي والنسائي وابن ماجه وأبو يعلى عن فاطمة الزهراء ورمز السيوطي لصحته. (2) رواه ابن السني عن أنس بلفظ كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا دخل المسجد قال بسم الله اللهم صل على محمد وإذا خرج قال بسم الله اللهم صل على محمد. ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــ - <22> ولنرجع إلى ما نحن بصدده وهو التعلق جعلنا الله تعالى من أهل التعلق والتصديق في هذا الطريق قال أحمد بن حسن العطاس يثني على شيخي الشيخ يوسف النبهاني وكفاكم فضلاً وشرفاً التعلق بجناب المصطفى صلى الله عليه وسلم وهو الباب الذي لا يدخل منه إلا السعيد ولا يحضر على مائدته إلا الخلص من العبيد ولا يدعى إلى حضرته العلية إلا من سبقت له من الله العناية الأزلية. ا هـ بحروفه . - وقال أحمد بن المبارك على كتابه الإبريز الذي تلقاه عن شيخه غوث زمانه سيدي عبد العزيز الدباغ رضي الله عنه سمعت شيخي يقول : لكل شيء علامة وعلامة إدراك العبد مشاهدة النبي صلى الله عليه وسلم في اليقظة أن يشتغل الفكر بهذا النبي الشريف اشتغالاً دائماً بحيث لا يغيب عن الفكر ولا تصرفه عنه الصوارف ولا الشواغل فتراه يأكل وفكره مع النبي صلى الله عليه وسلم ويشرب وهو كذلك ويخاصم وهو كذلك وينام وهو كذلك فقلت وهل يكون هذا بحيلة وكسب من العبد فقال لا إذ لو كان بحيلة وكسب من العبد لوقعت له الغفلة عنه إذ جاء صارف أو عرض شاغل ولكنه أمر من الله يحمل العبد <23>عليه ويستعمله فيه ولا يحس العبد من نفسه اختياراً فيه حتى لو كلف العبد دفعه ما استطاع ولهذا كانت لا تدفعه الشواغل والصوارف فباطن العبد مع النبي صلى الله عليه وسلم وظاهره مع الناس يتكلم معهم بلا قصد ويأكل بلا قصد ويأتي بجميع ما يشاهد في ظاهره بلا قصد لأن العبرة بالقلب وهو مع غيرهم فإذا دام العبد على هذه مدة رزقه الله مشاهدة نبيه الكريم ورسوله العظيم في اليقظة ومدة الفكر تختلف فمنهم من تكون له شهراً ومنهم من تكون له أقل ومنهم من تكون له أكثر قال رضي الله عنه ومشاهدة النبي صلى الله عليه وسلم أمرها جسيم وخطبها عظيم فلولا أن الله تعالى يقوي العبد ما أطاقها لو فرضنا رجلاً قوياً عظيماً اجتمع فيه قوة أربعين رجلاً كل واحد منهم يأخذ بأذن الأسد من الشجاعة والبسالة ثم فرضنا النبي صلى الله عليه وسلم خرج من مكان على هذا الرجل لانفلقت كبده وذابت ذاته وخرجت روحه وذلك من عظمة سطوته صلى الله عليه وسلم ومع هذه السطوة العظيمة ففي تلك المشاهدة الشريفة من اللذة مالا يكيف ولا يحصى حتى إنها عند أهلها أفضل من دخول الجنة وذلك لأن من دخل الجنة لا يرزق جميع ما فيها من النعم بل <24>كل واحد له نعيم خاص به بخلاف مشاهدة النبي صلى الله عليه وسلم فإنه إذا حصلت له المشاهدة المذكورة سقيت ذاته بجميع نعيم أهل الجنة فيجد لذة كل لون وحلاوة كل نوع كما يجد أهل الجنة في الجنة وذلك قليل في حق من خلقت الجنة من نوره صلى الله عليه وسلم. اه بحروفه . - وقال عبد العزيز الدباغ رضي الله عنه أيضاً سألني عبد الله البرناوي فقال لي أتعلم شيئاً في الدنيا هو أحسن من دخول الجنة وشيئاً في الدنيا هو أقبح من دخول جهنم فقلت أعرف ما سألت عنه أما الذي هو أفضل وأعز من دخول الجنة فهو رؤية سيد الوجود صلى الله عليه وسلم في اليقظة فيراه الولي اليوم كما يراه الصحابة رضي الله عنهم فهي أفضل من الجنة وأما الذي هو أقبح من جهنم فهو السلب بعد الفتح والعياذ بالله تعالى . - ونقل شيخي الشيخ يوسف النبهاني رحمه الله في كتابه سعادة الدارين عن محمد عثمان الميرغني قال في أثناء صلواته المسماة باب الفيض والمدد واعلم أن كل الخير في العكوف على جناب الحبيب وهذا المقصد هنا يالبيب وهو الفناء في محبته وشدة الشوق والغيبة في <25>مودته وكثرة تذكره والصلاة عليه ومداومة مطالعة المدائح المحركة للشوق إليه صلى الله عليه وسلم وأن تستحضر صورته الشريفة وذاته العفيفة وحضرته المنيفة والطرق إلى ذلك إما أن تكون سبقت لك رؤيته صلى الله عليه وسلم مناماً فاستحضر تلك الصورة الكاملة ونفنى فيها مع المحبة فإذا لم تدرك ذلك فتصور ما ذكر من وصفه الشريف واستحضر أنك واقف بين يديه ولازم الأدب والتذلل في ذلك كله فإن سبقت لك زيارة فاستحضر حجرته الشريفة وضريحه الشريف وكأنك واقف بين يديه صلى الله عليه وسلم مواجهة فإنه يسمعك ويراك ولو كنت بعيداً لأنه صلى الله عليه وسلم يسمع بالله ويرى به تعالى فلا يخفى عليه قريب ولا بعيد واستمداد العالم منه صلى الله عليه وسلم محقق فقد وقع لنا في الكشف أنه روح الكون ونوره به قيام العالم فها أنا أوقفتك على أشرف الطرق وأقربها. اهـ ملخصا . - وقال عبد الكريم الجيلي رضي الله عنه في كتابه المتقدم عليك بشدة المحبة له حتى تجد ذوق محبتك له في جميع وجودك فإني والله لأجد محبته صلى الله عليه وسلم في قلبي وروحي وجسمي وشعري وبشري كما أجد <26>سريان الماء البارد في وجودي إذا شربته بعد الظمأ الشديد في الحر الشديد هذا وإن حبه صلى الله عليه وسلم فرض واجب على كل أحد، قال الله تعالى (النبي أولى بالمؤمنين من أنفسهم) وقال صلى الله عليه وسلم (لا يؤمن أحدكم حتى أكون أحب إليه من والده وولده والناس أجمعين(1) وفي رواية لا يؤمن عبد حتى أكون أحب إليه من ماله وأهله والناس أجمعين(2) وفي رواية لا يؤمن أحدكم حتى أكون أحب إليه من نفسه(3) فإذا لم تجد هذه المحبة التي وصفتها لك فاعلم أنك ناقص الإيمان فاستغفر الله تعالى وتضرع إليه وتب من ذنوبك وتولع بدوام ذكر النبي صلى الله عليه وسلم والتأدب معه والقيام بما أمر مع اجتناب ما نهى لعلك تنال ذلك فتحشر معه لأنه صلى الله عليه وسلم القائل المرء مع من أحب(4) وقال أيضاً إني أشهد الله تعالى وأشهد ملائكته وأنيبائه ورسله ــــــــــــــــــــــ (1) رواه أحمد بن حنبل والبخاري ومسلم والنسائي وابن ماجه عن أنس (2) رواه مسلم والنسائي وابن خزيمة عن أنس (3) رواه أحمد بن حنبل عن أنس (4) رواه أحمد بن حنبل والبخاري ومسلم وأبو داود والترمذي والنسائي وابن ماجه عن أنس . ـــــــــــــــــــــــــــــــــــ <27> وجميع خلقه أني أحب محمداً رسول الله صلى الله عليه وسلم مؤثراً له على نفسي وروحي ومالي وولدي وأجد لمحبته في قلبي وجسمي وشعري وبشري سرياناً ودبيباً محسوساً لا ينكره من حصل له ذلك وأنا أستودع الله تعالى هذه المحبة لنبيه صلى الله عليه وسلم ليحفظها علي إلى يوم القيامة وبعد أن ألقاه إنه على ذلك قدير وبالإجابة جدير. - وقد علمت أن التعلق الصوري بالجناب النبوي صلى الله عليه وسلم إنما هو القيام على ظاهر الشريعة وسلوك عزائم الطريقة والاسترسال في محبته بالكلية وبالتعظيم لشأنه صلى الله عليه وسلم في السر والعلانية ومن جملة التعظيم لشأنه صلى الله عليه وسلم أن تتأدب مع أصحابه وأهل بيته بالمحبة والتعظيم والإيثار لهم عليك وأن تتأدب مع كافة أهل الله فإنهم أقرب الناس إلى النبي صلى الله عليه وسلم فإن سوء الأدب مع أهل الله موجب البعد عن الله تعالى فالله الله في محبتهم والتأدب معهم حق التأدب والله الموفق الهادي. اهـ باختصار . - وقال أيضاً اعلم أن الولي الكامل كلما ازدادت معرفته بالله تعالى تمكن وثبت وجوده عند ذكره تعالى وكلما ازدادت معرفته بالنبي صلى الله عليه وسلم اضطرب وظهرت عليه الآثار عند ذكره صلى الله عليه وسلم <28>فلهذا لا يطيق أن يثبت له وتظهر عليه الآثار لأنه من فوق أطواره وكلما ازداد الولي في النبي صلى الله عليه وسلم معرفة كان أكمل من غيره وأمكن في الحضرة الإلهية وأدخل في معرفة الله تعالى على الإطلاق. اهـ باختصار. - وقال محمد السمان في رسالته في التوجه الروحي : اعلم وفقنا الله وإياك وأذاقنا من هذا المشرب الصافي ومن اتبعه من أهل الصفاء والوفاء من الزائرين اللائذين بقبر المصطفى صلى الله عليه وعلى آله أجمعين إن للحقيقة المحمدية ظهور في كل عالم يليق به فليس ظهوره صلى الله عليه وسلم في عالم الأجسام كظهوره في عالم الأرواح لأن عالم الأجسام ضيق لا يسع ما يسعه عالم الأرواح وليس ظهوره في عالم الأرواح كظهوره في عالم المعنى فإن عالم المعنى ألطف من عالم الأرواح و أوسع وليس ظهوره في الأرض كظهوره في السماء وليس ظهوره في السماء كظهوره عن يمين العرش و ليس ظهوره عن يمين العرش كظهوره عند الله حيث لا أين ولا كيف فكل مقام أعلى يكون ظهوره فيه أكمل وأتم من المقام الأول ولكن ظهور جلالة وهيبة يقبلها المحل حتى <29>إنه يتناهى إلى محل لا يستطيع أن يراه فيه أحد من الأنبياء والملائكة والأولياء وذلك معنى قوله صلى الله عليه وسلم لي مع الله وقت لا يسعني فيه ملك مقرب ولا نبي مرسل(1) فارفع همتك يا أخي لتراه في مظاهره العليا لمعانيه الكبرى فإنما هو هو فافهم الإشارة و أوصيك يا صفي بدوام ملاحظة صورته ومعناه ولو كنت في أول أمرك متكلفاً في الاستحضار فعن قريب تالف روحك به فيحضر لك صلى الله عليه وسلم عياناً تجده وتحدثه وتسأله وتخاطبه فيجيبك ويحدثك ويخاطبك فتفوز بدرجة الصحابة وتلحق بهم إن شاء الله تعالى . - قال صلى الله عليه وسلم أكثركم علي صلاة أقربكم مني يوم القيامة(2) وكثرة الصلاة عليه تفيد بالصورة الروحانية تعشقاً يوجب زيادة المحبة ودوام الذكر له صلى الله عليه وسلم ولأجل ذلك يقرب إليه ويكون عنده ويحشر معه فإذا كان هذا نتيجة الصلاة عليه باللسان فما يكون نتيجة الصلاة عليه ـــــــــــــــــــ (1) يذكره الصوفية كثيراً ولم نجده في كتب الحديث . ولعله ثبت عندهم عن طريق الكشف. (2) ذكره صاحب الدر المنظم قال السخاوي لكني لم أقف على سنده ولا من خرجه <30> بالقلب فالروح فالسر هل يكون إلا معه عند الله تعالى لأن نتيجة العمل الظاهر وهو الصلاة عليه صلى الله عليه وسلم الفوز بالقرب بالمكان وهو الجنة ونتيجة العمل الباطن وهو التعلق والإقبال ودوام استحضار صورته صلى الله عليه وسلم ومعناه الفوز بالقرب بالمكانة فهو عند الله قد نزل في مقعد صدق حيث لا أين ولا كيف. اه بتصرف. - وقال عبد الكريم الجيلي في كتابه المتقدم أما ذاته الشريفة صلى الله عليه وسلم فإنها كانت أجمل الذوات وأكملها وأفضلها وأنورها وأطهرها وصورته أجمل الصور وأحلاها وأزكاها وفي الحديث إنه صلى الله عليه وسلم كان أملح من يوسف عليه السلام(1) وورد في حديث عن عائشة رضي الله عنها كانت تخيط شيئاً في وقت السحر فضلت الإبرة وطفئ السراج فدخل عليها النبي صلى الله عليه وسلم فأضاء البيت بضوئه صلى الله عليه وسلم ووجدت الإبرة فقلت ما أضوء وجهك يا رسول الله قال ويل لمن لا يراني يوم القيامة قالت عائشة ومن لا يراك قال البخيل قالت ومن البخيل قال الذي لا يصلي علي إذا سمع باسمي(2) ــــــــــــــــــــــ (1) موضوع وقيل هو من كلام بعض التابعين (2) ذكره في شرف المصطفى عن أبي سعيد الواعظ وهو حديث ضعيف ـــــــــــــــــــــــــــــــــ <31> ولما كان من أعظم أسباب الوصول التعلق بصفات الحبيب وبكثرة الصلاة عليه صلى الله عليه وسلم حتى يصير خياله بين عينيك أينما كنت ذكرت لك هنا هذا الحديث الشريف الجامع في صفة حليته صلى الله عليه وسلم مع شرح ألفاظه شرحاً لطيفاً. اهـ. - روي عن الحسن بن علي رضي الله عنهما قال سألت خالي هند بن أبي هالة وكان وصافاً عن حلية النبي صلى الله عليه وسلم وأنا أشتهي أن يصف لي منها شيئاً أتعلق به فقال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم فخماً مفخماً(1) يتلألأ وجهه تلألوء القمر ليلة البدر(3) أطول من المربوع(4) ـــــــــــــــــــــ قال جامع هذه الرسالة العبد الفقير المعترف بالعجز والتقصير رشيد بن مصطفى الراشد التادفي الحلبي إني قد بذلت جهدي في شرح غريب ألفاظ هذا الحديث الجامع في صفة حليته تسهيلاً لمن اطلع على هذا السفر العظيم رجاء دعوة ينفعني الله بها . (1) أي عظيماً في نفسه وقوله مفخماً أي معظماً في صدر الصدور وعين العيون لا يستطيع مكابر أن لا يعظمه وان حرص على ترك تعظيمه، من رآه بديهة هابه ومن خالطه معرفة أحبه . (2) أي يضيء ويشرق كاللؤلؤ يقول ناعته ما رأيت أحسن من رسول اله صلى الله عليه وسلم كأن الشمس تجري في وجهه وكان إذا استنار وجهه كأنه قطعة قمر. (3) أي مثل ليلة البدر وهي ليلة كماله يقول ناعته لم أر قبله ولا بعده مثله. (4) لأن القرب من الطول في القامة أحسن وألطف وقد عرفت أن وصفه بالربعة تقريبي فلا ينافي أنه أطول من المربوع ــــــــــــــــــــــــــــــــــــ واقصر من المشذب(1) عظيم الهامة(2) رَجِل الشعر(3) إن انفرقت عقيقته فرقها(4) وإلا فلا(5) يجاوز شعره شحمة إذنيه إذا وفره(6) أزهر اللون(7) واسع الجبين(8) أزجَّ الحواجب سوابغَ(9) في غير قرن(10) ـــــــــــــــــــــــــ (1) المشذب الطويل البائن مع نحافة وكان ينسب إلى الربعة ولربما اكتنفه الرجلان الطويلان فيطولهما فإذا فارقاه نسب صلى الله عليه وسلم إلى الربعة. (2) أي الرأس وعظيم الرأس ممدوح لأنه أعون على الادراكات والكمالات (3) أي لم يكن شديد الجعودة ولا شديد البسوطة بل بينهما (4) أي ان قبلت الفرق بسهولة بأن كان حديث عهد بنحو غسل فرق أي جعل شعره نصفين نصفاً عن يمينه ونصفا عن شماله. (5) وان لم تقبل الفرق فلا يفرقها بل يسدلها أي يرسلها على جبينه فيجوز الفرق والسدل لكن الفرق أفضل لأنه الذي رجع إليه النبي صلى الله عليه وسلم مخالفة اليهود. (6) والمعنى ان شعره يجاوز شحمة إذنيه إذا جعله وفرة ولم يفرقه فان فرقه ولم يجعله وفرة وصل إلى المنكبين والوفرة الشعر النازل عن شحمة الأذن إذا لم يصل إلى المنكبين. (7) هو الأبيض المستنير المشرب بحمرة وهو أحسن الألوان أي ليس بالشديد البياض الأمهق ولا بالأدم أي ولا شديد السمرة وإنما يخالط بياضه الحمرة والأشهر في لونه أن البياض غالب عليه سيما فيما تحت الثياب. (8) أي ممتد الجبين طولا وعرضا. (9) أي مرققهما مع تقوس وغزارة شعر وقوله سوابغ أي طالا حتى كادا يلتقيان ولم يلتقيا. (10) القرن التقاء الحاجبين أي إنها دقتا في حال سبوغها. ــــــــــــــــــــــــــــــــــ <33> بينهما عرق يدره الغضب(1) أقنى العرنين(2) له نور يعلوه يحسبه من لم يتأمله أشم(3) كث اللحية(4) سهل الخدين(5) ضليع الفم(6) أشنبَ مُفلجَ الأسنان(7) دقيق المسربة(8) كأن عنقه جيد دميةٍ في صفاء الفضة(9) ــــــــــــــــــ (1) أي بين الحاجبين عرق يصيره الغضب ممتلئاً دماً وذلك دليل على كمال قوته الغضبية التي عليها مدار حماية الديار وقمع الأشرار. (2) أي طويل الأنف مع دقة أرنبته ومع حدب قليل في وسطه فلم يكن طوله مع استواء بل كان وسطه بعض ارتفاع والعرنين قيل ما صلب من الأنف وقيل الأنف كله وهو المناسب هنا وقيل أوله وهو ما تحت مجتمع الحاجبين . (3) أي وهو في الحقيقة غير أشم والشمم ارتفاع قصبة الأنف واستواء أعلاها. (4) أي كثير شعرها مع استدارة فلحيته صلى الله عليه وسلم كانت كثيرة الشعر مستديرة غير طويلة واللحية الشعر النابت على الذقن. (5) أي ليس فيها نتوء ولا ارتفاع (6) أي عظيمه وواسعه لان سعته دليل على الفصاحة والعرب يمدحه في الذكر دون الأنثى . (7) أي ابيض الأسنان مع بريق وتحديد فيها وقوله مفلج الأسنان أي مفرج مابين الثنايا اذا تكلم رؤي كالنور يخرج من بين ثناياه. (8) المسربة ما دق من شعر الصدر كالخط سائلا إلى السرة . (9) أي كأن عنقه الشريف عنق صورة متخذة من عاج ونحوه فشبه عنقه الشريف بعنق الدمية في الاستواء والاعتدال وحسن الهيئة والكمال والإشراق والجمال والجيد هو بمعنى العنق فغاير تفننا والدمية هي الصورة المنقوشة من نحو رخام أو عاج. ـــــــــــــــــــــــــــــــــــ <34> معتدل الخَلق(1) بادناً متماسكاً(2) سواء البطن والصدر(3) عريض الصدر(4) بعيد ما بين المنكبين(5) ضخم الكراديس(6) أنور المتجرد(7) موصول مابين اللبة والسرة(8) بشعر يجري كالخط(9) عاري الثديين والبطن مما سوى ذلك(10) أشعر الذراعيين والمنكبين وأعالي الصدر(11) طويل الزندين ـــــــــــــــــــــ (1) أي معتدل الصورة الظاهرة يعني متناسب الأعضاء خلقاً وحسناً (2) أي سميناً لكنه ليس مفرطا بحيث يترجرج ولذا قال متماسكاً أي ليس بمسترخ بل يمسك بعضه بعضا من غير ترجرج (3) أي بطنه وصدره سواء فليس لبطنه علو على صدره بل هي مساوية له. (4) وعرض الصدر آية النجابة فهو مما يمتدح به في الرجال . (5) أي عريض أعالي الظهر والمنكب مجتمع رأس العضد والكتف وبعد ما بينهما يدل على سعة الصدر وذلك آية النجابة. (6) أي عظيم كل فرد فرد من سائر عظام بدنه (7) أي كل جزء جرد وكشف من بدنه كان أنور من بدن غيره . (8) اللبة المنحر الذي فوق الصدر واسفل الحلق بين الترقوتين وفيه تنحر الإبل . (9) يحري أي يمتد شبهه بجريان الماء وهو امتداده في سيلانه والخط هو المسربة المتقدم ذكرها . (10) أي خالي الثديين والبطن من الشعر سوي محل الشعر المذكور. (11) أي كثير شعر هذه الثلاثة فشعرها غزير كثير . (12) الزند هو ما انحسر عنه اللحم من الذراع. ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــ <35> رحب الراحة(1) سبط القصب(2) شثن الكفين والقدمين(3) سائل الأطراف(4) خمصان الأخمصين(5) مسيح القدمين(6) ينبو عنهما الماء(7) إذا زال زال تقلعاً(8) ويخطو تكفؤاً(9) ويمشي هوناً(10) ذريع المشية(11) إذا مشي كأنما ينحظ من صبب(12) ــــــــــــــ (1) أي واسع الكف حساً ومعنى وسعة الكف دليل الجود وصغرها دليل البخل والراحة بطن الكف مع بطون الأصابع (2) أي ليس في ذراعيه وساقيه وفخذيه نتوء ولا تعقد وقوله والقصب جمع قصبة وهو كل عظم أجوف فيه مخ. (3) أي في أنامله غلظ بلا قصر وذلك يمدح في الرجال لكونه اشد لقبضه ويذم في النساء. (4) أي ممتد الأصابع طويلها طولاً معتدلا غير منعقدة ولا متثنية . (5) أي شديد تجافي أخمص القدم عن الأرض وهو المحل الذي لا يلصق بها عند الوطء . (6) أي أملسهما مستويهما لينهما بلا تشقق جلد. (7) أي يسيل ويمر سريعا إذا صب عليهما الماء لملامستهما . (8) أي إذا انتقل رفع رجليه رفعاً قوياً وهي مشية أولي العزم والهمة والشجاعة. (9) أي مال يمينا وشمالا تمايلاً جميلاً فهو جميل حتى في مشيته (10) أي يمشي برفق ولين وتثبت ووقار وحلم واناءة وعفاف وتواضع فلا يضرب برجله ولا يخفق بنعله غير مختال ولا معجب. (11) أي سريعها مع سعة الخطوة فمع كون مشيه بسكينة كان يمد خطوته حتى كأن الأرض تطوى له قال أبو هريرة كنا لنجهد أنفسنا وهو غير مكترث. (12) أي منحدر من علو الى سفل. ــــــــــــــــــــــــــــــــــــ <36> وإذا التفت التفت جميعاً(1) خافض الطرف(2) نظره إلى الأرض أطول من نظره إلى السماء(3) جل نظره الملاحظة(4) يسوق أصحابه(5) ويبدأ من لقيه بالسلام(6) رواه الترمذي في الشمائل والطبراني والبيهقي وابن سعد وابن عساكر والقاضي عياض في الشفاء ورمز السيوطي لحسنه وقال العزيزي واسناده حسن وعن الحسن بن علي رضي الله عنهما أيضاً قال سألت خالي هند بن أبي هاله وكان وصافاً فقلت صف لي منطق رسول الله صلى الله عليه وسلم قال كان رسول ـــــــــــــــــ (1) اي بجميع أجزائه فلا يلوي عنقه يمنة ولا يسرة لما في ذلك من الخفة. (2) أي خافض البصر لأن هذا شأن المتأمل المشتغل بربه فلم يزل مطرقا متوجها إلى عالم الغيب مشغولاً بحاله متفكراً في أمور الآخرة متواضعا بطبعه . (3) أي لأنه أجمع للفكرة وأوسع للاعتبار وقوله إلى السماء لأنه كان دائم المراقبة متواصل الفكر ونظره إليها ربما فرق فكره ومزق خشوعه . (4) أي معظمه وأكثره وقوله الملاحظة أي إذا خاطب شخصاً ونظر له نظر له بمؤخر العين مما يلي الصدغ. (5) أي يقدمهم أمامه ويمشي خلفهم تواضعاً ولا يدع أحداً يمشي خلفه لان الملائكة كانت تمشي خلف ظهره فكان يقول اتركوا خلف ظهري لهم . (6) أي حتى الصبيان تأديباً لهم وتعليماً والمعنى إنه كان يبادر ويسبق من لقيه من أمته بتسليم التحية لأنه من كمال شيم المتواضعين وهو سيدهم. ــــــــــــــــــــــــــــــــــــ <37> الله صلى الله عليه وسلم متواصل الأحزان(1) دائم الفكرة(2) ليست له راحة(3) طويل السكوت(4) لا يتكلم في غير حاجة(5) يفتتح الكلام ويختمه بأشداقه(6) ويتكلم بجوامع الكلم(7) كلامه فصل(8) لا فضول ولا تقصير(9) ليس بالجافي ولا المَهين(10) ــــــــــــــ (1) لمزيد تفكره واستغراقه في شهود جلال ربه أو كان على هيئة الحزين حال سكوته لكثرة أفكاره في أمور أمته وأحوالهم. (2) أي لأنه متكفل بمصالح خلائق لا يحصيها إلا الخالق. (3) كيف لا وقد قاسى صلى الله عليه وسلم في التبليغ ما لا يوصف من الأذى والجهاد والتعليم والاعتبار والاهتمام بإظهار الإسلام والذب عن أهله. (4) عما لا يجدي نفعا لكثرة أفكاره صلى الله عليه وسلم ودوام أذكاره. (5) له صلى الله عليه وسلم أو لأمته لأن الكلام في غير حاجة من العبث وهو مصون عنه. (6) أي لأنه كان يستعمل جميع فمه للتكلم ولا يقتصر على تحريك شفتيه كما يفعله المتكبرون والشدق هو جانب الفم وذلك لسعة فمه الدالة على فصاحته . (7) وهي الكلمات الموجزة المشتمله على الحكم النافعة. (8) أي كلامه فاصل للخصومة وفارق بين الحق والباطل. (9) أي لا زيادة فيه على أداء المعنى المراد فيكون مملاً ولا تقصير فيما يريده بتقليل مخل بالفهم والمعنى إن كلامه وسط لا زيادة فيه ولا نقصان. (10) الجافي هو الغليظ الطبع السيئ الخلق أو لم يكن يجفو أصحابه وقوله المهين أي لم يكن حقيراً متذللاً لأحد من الناس لشرف نفسه وعزتها كيف وكانت ترعد منه فرائص الجبابرة وتخضع له عظماء الملوك القاهرة. <38> يعظم النعمة وإن دقت(1) لا يذم منها شيئاً(2) غير أنه لم يكن يذم ذواقاً ولا يمدحه(3) ولا يقام لغضبه إذا تُعرض للحق بشي(4) حتى ينتصر له(5) ولا يغضب لنفسه ولا ينتصر لها(6) إذا أشار أشار بكفه كلها(7) وإذا تعجب قلبها(8) وإذا تحدث اتصل بها(9) ـــــــــــــــــ (1) أي يعد كل ما انعم الله به عليه عظيما وإن لم يكن كذلك ومعنى دقت صغرت وقلت. (2) أي لا يذم شيئا من النعمة لكمال شهود عظمة المنعم بها بل كان
mrg عضو مميز
العمر : 51
موضوع: رد: التعلق بجنابه والعكوف على بابه الثلاثاء أغسطس 23, 2011 12:05 pm
المشاركات المنشورة بالمنتدى لا تعبر بالضرورة عن رأي إدارة المنتدى ولا تمثل إلا رأي أصحابها فقط ولا يتحمّل الموقع أيّة مسؤوليّة عن المواد الّتي يتم عرضها أو نشرها في منتدي الطريقة النقشبندية العلية ويتحمل المستخدمون بالتالي كامل المسؤولية عن كتاباتهم وإدراجاتهم التي تخالف القوانين أو تنتهك حقوق الملكيّة أو حقوق الآخرين أو أي طرف آخر. ادارى المنتدى : محمد عبده النقشبندى