ملك روحي مراقبة عامة
العمر : 47
| موضوع: سلامة الصدر الإثنين سبتمبر 05, 2011 3:00 am | |
| لا شك أن بعثة محمد صلى الله عليه وسلم أعظم مشروع إصلاحي عرفه التاريخ، فببعثته صلى الله عليه وسلم صلحت الأرض وزكت النفوس وتطهرت القلوب وعُرفت الحياة على حقيقتها والغاية منها كما صلحت أحوال الناس وتعاملاتهم.إن البرية يوم مبعث أحمد *** نظر الإله لها فبدّل حالهاومن أعظم أنواع الإصلاحات إصلاح القلوب لأن القلب هو ملك الأعضاء وقائدُها لذلك علّق الرسول صلى الله عليه وسلم صلاح الجسد كله بصلاح القلب في الحديث المشهور) : ألا وإن في الجسد مضغة إذا صلحت صلح الجسد كله وإذا فسدت فسد الجسد كله ألا وهي القلب) . فتش في بيداء قلبك .. وابحثِ ..أفيه غيض على مؤمن .. أفيه حقد على مؤمن .. أفيه كراهية لمؤمن .. !!إن كان الجواب .. نعم .. نقول .. بادر لإنقاذ إيمانك .. واغسله بماء زلال .. وإلا .. عظّم الله أجرك في إيمانك ..وأعان قلبك المكلوم على ألم النفس .. وظلمة الضمير .. والشقاء المستديم ..إنه الإيمان .. متعلق .. ملازم .. لما يقرِّ في القلب ..فلا مكان له .. في قلب سقيم عليل .. تعشش فيه البغضاء ..هو الطهر والنور والإشراق ..ألا ترى الضياء .. يضعف شيئاً فـ شيئاً .. حين تلوح الظلماء .. حتى يمحى .. ويحل السواد ويملأ الكون بالوحشة .. فكيف يجتمع النقيضين في قلبك.. !! من هو سليم الصدر ؟ هو الذي سلم من الشرك والغل والحقد والحسد والشح والكبر وحب الدنيا والرئاسة فسلم من كل آفة تبعد عن الله تعالى، قال العلامة ابن القيم رحمه الله تعالى:"وقد اختلفت عبارات الناس في معنى القلب السليم والأمر الجامع لذلك: أنه الذي قد سلم من كل شهوة تخالف أمر الله ونهيه ومن كل شبهة تعارض خبره" ا.هـ قال الحسن البصري رحمه الله : داوٍ قلبك فإن حاجة الله إلى العباد صلاح قلوبهم . *وروى ابن ماجه في سننه بسند صحيح عن عبدالله بن عمرو رضي الله عنهما قال: قيل يا رسول الله أي الناس أفضل؟ قال: كل مخموم القلب صدوق اللسان . قالوا: صدوق اللسان نعرفه فما مخموم القلب؟ قال: (هو التقي النقي الذي لا إثم فيه، ولا بغي، ولا غل، ولا حسد) . وتأملوا - معشر المؤمنين – في تعبير النبي صلى الله عليه وسلم بـ ( مخموم القلب ) والمخموم : من خممت البيت إذا كنسته أي أنه ينظف قلبه في كل وقت بين الفينة والأخرى . *أرأيتم كيف شهد النبي صلى الله عليه وسلم لرجل من أصحابه بالجنة مع شهادة الرجل على نفسه أنه ليس كثير صلاة فما السر في ذلك؟ روى أنس بن مالك قال كنا جلوساً مع رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: (يطلع عليكم الآن رجل من أهل الجنة فطلع رجل من الأنصار تنظف لحيته من وضوئه قد تعلق نعليه في يده الشمال, فلما كان الغد قال النبي صلى الله عليه وسلم مثل ذلك فطلع ذلك الرجل مثل المرة الأولى, فلما كان اليوم الثالث قال النبي صلى الله عليه وسلم مثل مقالته أيضاً فطلع ذلك الرجل على مثل حاله الأولى، فلما قام النبي صلى الله عليه وسلم تبعه عبد الله بن عمرو بن العاص وجلس عنده ثلاث ليال ليرى ما يصنع, فلم يجد عنده كثير عمل فأخبره وسأله هل عنده عمل يخفيه فقال له الرجل: ما هو إلا ما رأيت غير أني لا أخذ في نفسي لأحد من المسلمين غشاً ولا أحسد أحداً على خير أعطاه الله إياه, فقال عبد الله :هذه التي بلغت بك وهي التي لا نطيق) رواه أحمد وغيره بسند صحيح . *إخواني إن المسلم الصادق يعيش سليم القلب مبرءاً من وساوس الحقد والضغينة والكره والبغضاء متى رأى نعمة تساق إلى غيره فرح ورضي بها وأحس بفضل الله فيها وتذكر قول الرسول صلى الله عليه وسلم: (اللهم ما أصبح بي من نعمة أو بأحد من خلقك فمنك وحدك لا شريك لك فلك الحمد ولك الشكر). إخواني إن المسلم الحق هو الذي تمتد مشاعر حبه فتغمر ما حوله وتفيض على الآخرين سلاماً وأمنا والمجتمع المسلم حقاً هو الذي يكون بين أفراده عواطف حب مشترك وعلاقات ود متبادلة يتعاونون ويتراحمون ويدعو بعضهم لبعض كما أخبر الله جل وعلا عن الرعيل الأول: ( وَالَّذِينَ جَاءُوا مِنْ بَعْدِهِمْ يَقُولُونَ رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالإِيمَانِ) ويقول عزّ وجل: { وَالَّذِينَ جَاءُوا مِنْ بَعْدِهِمْ يَقُولُونَ رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلِإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالْإِيمَانِ وَلَا تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنَا غِلًّا لِلَّذِينَ آَمَنُوا رَبَّنَا إِنَّكَ رَءُوفٌ رَحِيمٌ } . ولذلك ذكر الله في الدعاء نفي الغل عن القلب , الشامل لقليل الغل وكثيره , الذي إذا انتفى ثبت ضده , وهو المحبة بين المؤمنين والمولاة والنصح , ونحو ذلك مما هو من حقوق المؤمنين " ( من كتاب تيسير الكريم الرحمن في تفسير كلام المنان للعلامة عبد الرحمن السعدي - رحمه الله- ) فما أجمل أن يتمثل المؤمن هذا الدعاء وأن يلهج به صباح مساء. *و كلنا يعرف أن نجاة العبد يوم القيامة مرتبطة بسلامة قلبه قال تعالى عن إبراهيم عليه السلام :( ولا تخزني يوم يبعثون * يوم لا ينفع مال ولا بنون * إلا من أتى الله بقلب سليم ) يقول فداه أبى وأمي صلى الله عليه وسلم : ( والذي نفسي بيده لا تدخلوا الجنة حتى تؤمنوا، ولا تؤمنوا حتى تحابوا ) . *وقد كره حبيبنا –صلى الله عليه وسلم- أن يُحمل حقداً على أصحابه فقال: " لا يبلغني أحد منكم عن أحد من أصحابي شيئاً فأني أحب أن أخرج إليكم وأنا سليم الصدر " . رواه أبو داود والترمذي . * يقول الرسول صلى الله عليه وسلم: ( إن الشيطان قد يئس أن يعبده المصلون في جزيرة العرب ولكنه لم ييأس من التحريش بينهم )، لأن الشر إذا تمكن من القلوب تنافر ودها وتحولت إلى حال من القسوة والعناد وقد قطع الإسلام كل طريق يؤدي إلى الاختلاف والخصومة والشحناء والبغضاء . *سلامة الصدور سببٌ من أعظم أسباب قبول الأعمال الصالحة : قال صلى الله عليه وسلم: "تعرض الأعمال كل يوم اثنين وخميس، فيغفر الله عز وجل في ذلك اليوم لكل امرئٍ لا يشرك بالله شيئًا، إلا امرئ كانت بينه وبين أخيه شحناء فيقول: أنظروا هذين حتى يصطلحا". فانظر كم يضيع على نفسه من الخير من يحمل في قلبه الحقد والحسد والغل؟!!
*قال ابن القيم رحمه الله: ( الفرق بين سلامة الصدر والبله و التغفل: أن سلامة القلب تكون من عدم إرادة الشر بعد معرفته، فيسلم قلبه من إرادته وقصده لا من معرفته والعمل به، وهذا بخلاف البله والغفلة فإنها جهل وقلة معرفة، وهذا لا يحمد إذ هو نقص، وإنما يحمد الناس من هو كذلك لسلامتهم منه ). والكمال أن يكون عارفاً بتفاصيل الشر سليماً من إرادته قال عمر بن الخطاب رضي الله عنه: ( لست بالخبِ ولا الخب يخدعني) , وكان عمر أعقل من أن يُخدع وأروع من أن يَخدَع . * الأسباب المعينة على سلامة الصدر: 1- الإخلاص لله تعالى : فعن زيد بن ثابت مرفوعاً: (ثلاث لا يغل عليهن قلب امرئ مسلم: إخلاص العمل ومناصحة ولاة الأمر ولزوم جماعة المسملين) رواه أحمد بسند صحيح , قال ابن الأثير عند هذا الحديث: إن هذه الخصال الثلاث تستصلح بها القلوب فمن تمسك بها طهر قلبه من الخيانة والدخل والشر.
2- الإقبال على كتاب الله تعالى : قال الله تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءَتْكُمْ مَوْعِظَةٌ مِنْ رَبِّكُمْ وَشِفَاءٌ لِمَا فِي الصُّدُورِ وَهُدىً وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ﴾ يونس (57). فكلما أقبلت يا عبد الله على كتاب الله تلاوة وحفظاً وتدبراً وفهماً صلح صدرك وسلم قلبك. 3- دعاء الله تعالى: كان من دعاء نبينا صلى الله عليه وسلم :(وأسألك قلبًا سليمًا)، فمن رزق الدعاء فإن الإجابة معه . 4- التماس الأعذار وإقالة العثرات والتغاضي عن الزلات: قال الله تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اجْتَنِبُوا كَثِيراً مِنَ الظَّنِّ إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْمٌ﴾الحجرات(12) , و قال النبي : ( إياكم والظن فإن الظن أكذب الحديث ولا تجسسوا ولا تنافسوا ولا تحاسدوا ولا تباغضوا ولا تدابروا وكونوا عباد الله إخواناً ) رواه الشيخان. فانظر كيف بدأ بالنهي عن سوء الظن لأنه الذي عنه تصدر سائر الآفات المذكورة في الحديث . - يقول ابن سيرين: إذا بلغك عن أخيك شيء فالتمس له عذرًا فإن لم تجد فقل :لعل له عذرًا لا أعرفه . - استحضري أن المؤمن يلتمس المعاذير، والمنافق يلتمس العثرات . 5- حُسن الظن وحمل الكلمات والمواقف على أحسن المحامل:
إن من يحسن الظن يرى العالم ومن حوله بعين يملئها التفاؤل والأمل ..ينام مرتاح البال..خالي النفس من العداوات و المشاحنات .ويستيقظ سعيدًا مسرور نحو يوم يملئه الحب والتفاؤل والنظرة الحانية لمن حوله . قال عمر: لا تظن بكلمة خرجت من أخيك المؤمن شرًّا، وأنت تجد لها في الخير محملاً . وقال الشافعي: من أراد أن يقضي له الله بخير فليحسن ظنه بالناس.ولما دخل عليه أحد إخوانه يعوده قال: قوّى الله ضعفك، فقال الشافعي رحمه الله: لو قوى ضعفي لقتلني، قال الزائر : والله ما أردت إلا الخير، فقال الإمام: أعلم أنك لو سببتني ما أردت إلا الخير. *يقول الله ـ سبحانه وتعالى ـ :(لَوْلَا إِذْ سَمِعْتُمُوهُ ظَنَّ الْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بِأَنْفُسِهِمْ خَيْرًا وَقَالُوا هَذَا إِفْكٌ مُبِينٌ (النور)12 (.قال ابن السعدي في تفسير هذه الآية " أي ظن المؤمنون بعضهم ببعض خيرا, وهو السلامة مما راموا به , وأن ما معهم من الإيمان المعلوم , يدفع ما قيل فيهم من الأفك الباطل ,وقالوا بسبب ذلك الظن ) سبحانك ) أي : تنزيها لك عن كل سوء وعن أن تبتلى أصفياءك بالأمور الشنيعة, (هذا أفك مبين ) أي كذب وبهت , من أعظم الأشياء , وأبينها .فهذا من الظن الواجب , حين سماع المؤمن عن أخيه المؤمن مثل هذا الكلام , وان يبرئه بلسانه , ويكذب القائل لذلك .* إن الحاصل بين المسلمين, بل بين أفراد الأسرة المسلمة الواحدة في عصرنا الحاضر, قلما نجد حسن الظن بين أفرادها على وجهها الصحيح , فأما أن تكون ثقة مفرطة عمياء , وأما أن يسودها كثير من الغل والشحناء والحسد والحقد , تغطي معاملتهم كثير من المجاملات.. وتغلي صدورهم بكثير من سوء الفهم والظن ..وما أن يخطئ و تزل القدم حتى تكشر الأنياب عما تخفيه القلوب !
6- ادفع بالتي أحسن .ليس هذا من العجز، بل من القوة والكياسة قال الله تعالى: (وَلا تَسْتَوِي الْحَسَنَةُ وَلا السَّيِّئَةُ ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ) فصلت(34).
7- البعد عن الغيبة والنميمة . 8- الهدية فإنها من دواعي المحبة . 9- الإيمان بالقدر ، فإن العبد إذا آمن أن الأرزاق مقسومة مكتوبة رضي بما هو فيه ولم يجد في قلبه حسدا لأحد من الناس على خير أعطاه الله إياه .
مواقف خالدة تستحق أن تُذكر : • نبي الله يوسف عليه السلام: وقصته مع إخوته أنموذج رائع لسلامة الصدر فبعد أن ألقوه في الجب وفرقوا بينه وبين أبيه ودخوله السجن إلى غير ذلك مما هو معروف مكن الله له وجعله على خزائن مصر فلما ترددوا عليه وعرفوه قالوا: (تَاللَّهِ لَقَدْ آثَرَكَ اللَّهُ عَلَيْنَا وَإِنْ كُنَّا لَخَاطِئِينَ). فما كان منه إلا أن قَال: ( لا تَثْرِيبَ عَلَيْكُمُ الْيَوْمَ يَغْفِرُ اللَّهُ لَكُمْ وَهُوَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ) .
• سلامة الصدر عند نبينا عليه الصلاة والسلام :إنَّ من أخصّ خصائصه – صلى الله عليه وسلم- وأكرم سجاياه, أنْ لازمته تلك الفضائل الزاكية، والأخلاق العالية في أشدّ الأوقات وأحلك الظروف .* شُجّ رأسه، وكُسرت رباعيته في غزوة أحد، فقيل له في هذا الحال العصيب :ألا تدعو على المشركين؟فما هو إلا أن تدفّق رفقه، وطغت رحمته، وفاضت طبيعته العالية وسجيته الكريمة بما يلتمس فيه العذر لهؤلاء، فكان مما قال :( اللهم أهد قومي فإنهم لا يعلمون ) .*قال أنس بن مالك كنت أمشي مع رسول الله صلى الله عليه وسلّم وعليه برد نجرانيّ غليظ الحاشية، فأدركه أعرابيّ، فجبذه بردائه جبذةً شديدةً، حتى نظرت إلى صفحة عاتق رسول الله صلى الله عليه وسلّم قد أثّرت بها حاشية البرد من شدة جبْذته، ثم قال: يا محمد! مُرْ لي من مال الله الذي عندك!! فالتفتَ إليه رسول الله صلى الله عليه وسلّم ، ثم ضحك، ثم أَمَرَ له بعطا ) .
*واستحضرِ معي حالة المشركين معه صلى الله عليه وسلم في مكة وقد آذوه وسعوا في قتله حتى خرج من بين أظهرهم, فلما مكن الله له ودخل مكة فاتحاً ما انتقم ولا آذى بل قال لقومه: "لا تثريب عليكم اليوم" .
• وهذا خالد بن الوليد رضي الله عنه في أوج انتصاراته وهو قائد الجيش يأتيه خبر عزل الفاروق له فما تكلم بما يدل على سخطه ولا ترك ساحات القتال بل ظل مجاهدا كجندي من جند المسلمين بعد أن كان قائدهم .
دُخل على أبو دجانة وهو مريض فرأوا وجهه يتهلل (منور) فكلموه في ذلك فقال: "ما من عمل شيء أوثق عندي من اثنين: كنت لا أتكلم فيما لا يعنيني، والأخرى كان قلبي سليمًا للمسلمين".
• ثم استمع إلى ابن عباس رضي الله عنهما وهو يقول : "إني لأسمع أن الغيث قد أصاب بلدًا من بلدان المسلمين فأفرح به، ومالي به سائمة".
• أما عُلبة بن زيد فإنه لما دعا النبي صلى الله عليه وسلم إلى النفقة ولم يجد ما ينفقه بكى وقال: "اللهم إنه ليس عندي ما أتصدق به، اللهم إني أتصدق على كل مسلم بكل مظلمة أصابني فيها من مال أو جسد أو عرض، ثم أصبح مع الناس. فقال النبي صلى الله عليه وسلم : "أين المتصدق بعرضه البارحة؟" فقام عُلبة رَضي الله عنه، فقال: النبي صلى الله عليه وسلم : "أبشر فوالذي نفسُ محمد بيده لقد كُتبت في الزكاة المتقبلة". • وانظر إلى الإمام أحمد بن حنبل رحمه الله يُضرب ويُعذَّب على يد المعتصم، وحين أخذوه لمعالجته بعد وفاة المعتصم وأحسَّ بألمٍ في جسده قال: "اللهم اغفر للمعتصم".سبحان الله !! يستغفر لمن كان سببًا في ألمه. إنه منطق عظيم لا تعرفه إلا الصدور التي حملت قلوبًا كبيرة عنوانها: **سلامة الصدر** • ويضرب لنا أبو ضمضم أروع الأمثلة فكان يقول إذا أصبح : ( اللهم إنه لا مال لي أتصدق به على الناس ، وقد تصدقت عليهم بعرضي ، فمن شتمني أو قذفني فهو في حل ، فقال النبي صلى الله عليه وسلم : ( من يستطيع منكم أن يكون كأبي ضمضم). • وهل أتاك نبأ الشيخ ابن باز - رحمه الله - مع ذلك الرجل من الخرج؟فقد تولى الشيخ القضاء في مدينة الخرج وجاءه رجل في قضية فسب الرجل الإمام ابن باز رحمه الله،وشاع الخبر في المدينة وخرج الشيخ إلى الحج ،وبينما كان الشيخ في الحج مرض الرجل ومات، فلما قُدِّم الرجل ليُصلَّى عليه، أبى الإمام الصلاة عليه بسبب سبه للشيخ ابن باز، وصلَّى غيره، فلما رجع الشيخ وأُخبر الخبر عاتب الإمام جدًّا على فعله، ولم يرض ما صنع، ثم إنه سأل عن قبر الرجل فأتاه وصلَّى عليه ودعا له.فأين نحن من هؤلاء؟!!
الحديث ذو شجون والمقام يطول لمثل هذا الحديث لكن في ختام برنامجنا لنجعل الهدف أمام أعيننا سلامة الصدرِ هي عنواننا .. الحياة قصيرة لا تستحق أن نبقي في قلوبنا الغل والكره والحسد لكنها جميلة بنقاء قلوبنا .. راجعي نفسك فتِّشي فيها حاسبيها عاتبيها ثم إذا سلمت كافئيها .. اللهم سلِّم لنا صدورنا اللهم سلِّم اللهم سلِّم .. اسأل الله أن نوّفق لسلامة الصدر وأن نكون ممن سلمت صدورهم .. وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم .
| |
|
قلب محب المراقب العام
العمر : 51
| موضوع: رد: سلامة الصدر الإثنين سبتمبر 05, 2011 9:06 am | |
| | |
|
ابن الرفاعى المشرف العام
العمر : 45
| موضوع: رد: سلامة الصدر الثلاثاء سبتمبر 06, 2011 6:31 pm | |
| | |
|
عاشق الصوفية نائب مدير الموقع
العمر : 21
| موضوع: رد: سلامة الصدر الخميس فبراير 21, 2013 10:16 am | |
| | |
|
MAHMOUDFOUZY عضو مشارك
العمر : 40
| موضوع: رد: سلامة الصدر الثلاثاء مارس 19, 2013 9:12 am | |
| | |
|