ابوالزهراء المشرف العام
العمر : 48
| موضوع: الحب في الله الجمعة سبتمبر 16, 2011 1:11 pm | |
| الحب في أبسط معانيه هو تجاذب بين طرفين والكون كله قائم على الجاذبية فلولاها لتناثر كل شيء وتبعثر. فالحب هو أصل الوجود والغرض من الخلق ولولا أن سبق الحب من الخالق سبحانه وتعالى لما ظهر الخلق للوجود. وقال تعالى (... يحبهم ويحبونه…) (الأية)، فذكر حبه تعالى لعباده أولاً ثم عطف عليه حبهم له فلولا أن أحبهم ما أحبوه وهل يمكن للمرء أن يحب من لا يعرف؟
كيف يصل المرء إلى حب الله سبحانه وتعالى؟ الله الذي ليس كمثله شيء والذي لا يمكن تصور كنهه، الذي لا يحده زمان ولا مكان، الأول والآخر, الظاهر والباطن هل لنا أن ندعي حبه؟
خلق الله الإنسان من روح لطيفة وألبسها جسداً من تراب وعَلِم حاجته للتعرف على الأشياء عن طريق الحواس - – كما قال بعض الصوفية: "ليس من ذاق كمن لم يذق" - فوضع في قلبه الحب: الحب للزوجة والأبناء والأخوة وسائر المخلوقات، وجعل التعبير عنه مادياً ومعنوياً. وكما قال النبي صلى الله عليه وسلم: (لكل حق حقيقة). وكما قال أيضاً كما في سنن أبي داود والترمذي، عن المقدام بن معد يكرب رضي اللّه عنه، عن النبيّ صلى اللّه عليه وسلم قال: (إِذَا أحَبَّ الرَّجُلُ أخاهُ فَلْيُخْبِرُهُ أنَّهُ يُحِبُّهُ) قال الترمذي: حديث حسن صحيح.
فالحب يزيد وينقص وينمو ويترعرع ولا يكون ذلك إلا بالتعبير المتبادل بين المتحابين بالكلمة واللمسة، بالبسمة والهدية والرعاية كما نعرف وكما يتضح من التوجيه النبوي حيث قال صلى الله عليه وسلم كما ورد في صحيح مسلم عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (والذي نفسي بيده، لا تدخلوا الجنة حتى تؤمنوا، ولا تؤمنوا حتى تحابوا، ألا أدلكم على شيء إذا فعلتموه تحاببتم, أفشوا السلام بينكم).
فكيف نحب من لا نرى ولا نسمع ولا نستطيع مجرد تخيله؟ قال تعالى: (وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون). فإذا كان الغرض من الخلق هو العبادة.
وإذا كانت العبادة الحقة هي الطاعة بالحب (قُلْ إِن كُنتُمْ تُحِبُّونَ اللّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَاللّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ).
وقال صلى الله عليه وسلم (من أحب لله وأبغض لله وأعطى لله ومنع لله فقد استكمل الإيمان) أحمد في مسنده عن معاذ بن أنس.
فمن الإيمان أن يعطي المرء ويمنع لوجه الله وهو عمل الجوارح ومن تمام الإيمان أن يحب ويبغض في الله وهو عمل القلب وقد ذكر النبي عمل القلب قبل عمل الجوارح لأن المحب لمن أحب مطيع فإن كان حبك صادقا لأطعته،
تعصى الإله و أنت تظهر حبه هذا لعمري في القياس بديع إن كان حبك صادقا لأطعته إن المحب لمن يحب مطيع
وشتان بين العبادة والطاعة خوفاً من النار, وهي عبادة العبيد, أو العبادة والطاعة طمعاً في الجنة, وهي عبادة التجار, وبين عبادة المحبين الأحرار الذين لا يرجون سوى رضا المحبوب كما قال الإمام علي بن أبي طالب كرم الله وجهه.
فما وضع الله الحب في قلب عبده تجاه سائر مخلوقاته إلا كتدريب ليعرف مذاق الحب ولكي يتخذه سبباً يصل به إلى حب الله الذي هو الغرض من الخلق. لذلك أنزل الله المتحابين فيه منزلة يغبطهم عليها الأنبياء والشهداء. قال صلى الله عليه وسلم (إن الله تعالى يقول يوم القيامة: أين المتحابون بجلالي؟ اليوم أظلهم في ظلي، يوم لا ظل إلا ظلي) أحمد في مسنده وصحيح مسلم عن أبي هريرة، وقال السيوطي: صحيح.
كما وعد على لسان نبيه صلى الله عليه وسلم أن (المرء مع من أحب) أحمد في مسنده ومتفق عليه [البخاري ومسلم] والثلاثة [أبو داود، الترمذي، النسائي] عن أنس، ومتفق عليه [البخاري ومسلم] عن ابن مسعود، تصحيح السيوطي: صحيح .
حب النيى صلى الله عليه وسلم وآل بيته: من أحب أحد أحب كل من يحب لذلك قال النبي صلى الله عليه وسلم كما ورد في الصحيحين: عن أنس عن النبي صلى الله عليه وسلم قال (ثلاث من كن فيه وجد بهن حلاوة الإيمان: أن يكون الله ورسوله أحب إليه مما سواهما، وأن يحب المرء لا يحبه إلا لله، وأن يكره أن يعود في الكفر، بعد أن أنقذه الله منه، كما يكره أن يقذف في النار).
وعَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهم عَلَيْهِ وَسَلَّمَ (أَحِبُّوا اللَّهَ لِمَا يَغْذُوكُمْ مِنْ نِعَمِهِ وَأَحِبُّونِي بِحُبِّ اللَّهِ وَأَحِبُّوا أَهْلَ بَيْتِي بِحُبِّي) الترمذي والحاكم في المستدرك عن ابن عباس وقال السيوطي: صحيح.
و كما ورد في حديث النبي صلى الله عليه وسلم: (لا يؤمن أحدكم حتى أكون أحب إليه من ولده، ووالده، والناس أجمعين) أحمد في مسنده ومتفق عليه [البخاري ومسلم] والنسائي وابن ماجة عن أنس وقال السيوطي: صحيح.
فحب النبي صلى الله عليه وسلم من حب الله وهو شرط الإيمان ولا يكون الحب إلا بالمعرفة؛ إذ كيف تحب من لا تعرف؟. فمن عرف النبي وفضله على الأمة وخُلُقه؛ فهو الرؤوف الرحيم الدال على الله والسراج المنير، أحبه وأطاعه فاستحق بذلك حب الله وشفاعة نبيه يوم القيامة الذي لن يرضى - (ولسوف يعطيك ربك فترضى) – إلا بصحبة أحبابه.
وكما ذكرنا من قبل الحب يزيد وينقص وينمو بالصلة والوصل, ووصل النبي صلى الله عليه وسلم بالإضافة إلى طاعته والتأسي به يكون بالصلاة عليه وبحب أهل بيته.
أما الصلاة عليه فقد فرض الله تعالى الصلاة و السلام على رسول الله في القرآن كما قال الشاعر :
الله عظم قدر جاه محمد و أناله فضلا عليه عظيما في محكم التنزيل قال لخلقه صلوا عليه و سلموا تسليما
فقال تعالى ( إن الله و ملائكته يصلون على النبي ، يأيها الذين آمنوا صلوا عليه و سلموا تسليما ) اللهم صلي و سلم و بارك على سيدنا محمد و على آله و صحبه و سلم تسليما كثيرا .
وقال صلى الله عليه و سلم (أكثروا من الصلاة علي في كل يوم جمعة فإن صلاة أمتي تعرض علي في كل يوم جمعة، فمن كان أكثرهم علي صلاة كان أقربهم مني منزلة) رواه الطبراني في الأوسط من حديث أبي مودود عن أبي هريرة مرفوعا، و رواه البيهقي بإسناد جيد عن أبي أمامة و رواه ابن ماجة بإسناد جيد عن أبي الدرداء و رواه الدارقطني عن ابن المسيب قال أظنه عن أبي هريرة.
كما ورد عنه صلي الله عليه وسلم : (لا تجعلوا بيوتكم قبورا ولا تجعلوا قبري عيدا وصلوا علي فإن صلاتكم تبلغني حيث كنتم) مسلم والترمذي
وأما حب أهل بيته فقد قال تعالى لنبيه: (قل لا أسألكم عليه أجراً إلا المودة في القربى). وكما قال الإمام الشافعي: يأهل بيت رسول الله حبكم فرض من الله في القرآن أنزله كفاكم من عظيم القدر أنكم من لم يصلي عليكم لا صلاة له
الحب في الله: وإن كنا لم نرى النبي ولم نحظى بصحبته في الدنيا فقد أمرنا الله ورسوله بحب الله ورسوله وآل البيت وأهل الله والصالحين على أمل أن نكون معهم منطبقا علينا قوله صلى الله عليه وسلم (المرء مع من أحب). متفق عليه. ونصحنا رسول الله صلى الله عليه وسلم بحسن اختيار الخلان فقال: (الرجل على دين خليله، فلينظر أحدكم من يخالل) أبو داود والترمذي عن أبي هريرة، السيوطي: حسن.
كذلك أمرنا بالأخوة في الله كي يتعلم المرء كيف يكون الحب وكيف يكون البذل والعطاء والإيثار ولكي يشعر في قلبه بحلاوة الحب ويلمس أثره في نفسه وفيمن يحب فينمو هذا الحب ويتسع معه قلب المؤمن حتى يسع مخلوقات الله وأصل الخلق وسببه الذي هو النبي صلى الله عليه وسلم ثم يحل فيه حب الله فينطبق عليه حديث: (إن لله تعالى آنية من أهل الأرض، وآنية ربكم قلوب عباده الصالحين، وأحبها إليه ألينها وأرقها) للطبراني في الكبير عن أبي عنبة.
من هنا يأتي شرف الحب في الله ولذلك المتحابون في الله على منابر من نور يوم القيامة يظلهم الله بظله يوم لا ظل إلا ظله لأنه لب الطريق إلى الله.
كيف يكون الحب في الله؟ (قال الله تعالى: حقت محبتي للمتحابين في، وحقت محبتي للمتواصلين في، وحقت محبتي للمتناصحين في، وحقت محبتي للمتزاورين في، وحقت محبتي للمتباذلين في، المتحابون في على منابر من نور يغبطهم بمكانهم النبيون والصديقون والشهداء) أحمد في مسنده والطبراني في الكبير والحاكم في المستدرك عن عبادة بن الصامت وقال السيوطي: صحيح.
وأخرج مسلم عن أبي هريرة رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ أن رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم قال: (إياكم والظن فإن الظن أكذب الحديث، ولا تحسسوا ولا تجسسوا ولا تنافسوا ولا تحاسدوا ولا تباغضوا ولا تدابروا؛ وكونوا عباد اللَّه إخواناً كما أمركم. المسلم أخو المسلم لا يظلمه ولا يخذله ولا يحقره. التقوى ههنا، التقوى ههنا) ويشير إلى صدره (بحسب امرئ من الشر أن يحقر أخاه المسلم؛ كل المسلم على المسلم حرام: دمه وعرضه وماله؛ إن اللَّه لا ينظر إلى أجسادكم ولا إلى صوركم وأعمالكم، ولكن ينظر إلى قلوبكم وأعمالكم).
ويقول تعالى (وَالَّذِينَ تَبَوَّؤُوا الدَّارَ وَالْإِيمَانَ مِن قَبْلِهِمْ يُحِبُّونَ مَنْ هَاجَرَ إِلَيْهِمْ وَلَا يَجِدُونَ فِي صُدُورِهِمْ حَاجَةً مِّمَّا أُوتُوا وَيُؤْثِرُونَ عَلَى أَنفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ وَمَن يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُون) بهذا السلوك من المسلم تجاه أخيه المسلم يكون الحب وينمو ويزداد التجاذب بينهم حتى يصبحوا كياناً واحداً كما قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهم عَلَيْهِ وَسَلَّم:َ (تَرَى الْمُؤْمِنِينَ فِي تَرَاحُمِهِمْ وَتَوَادِّهِمْ وَتَعَاطُفِهِمْ كَمَثَلِ الْجَسَدِ إِذَا اشْتَكَى عُضْوًا تَدَاعَى لَهُ سَائِرُ جَسَدِهِ بِالسَّهَرِ وَالْحُمَّى) أحمد في مسنده وصحيح مسلم عن النعمان بن بشير وقال السيوطي: صحيح.
وكما يقول تعالى: (يا أيتها النفس المطمئنة. ارجعي إلى ربك راضية مرضية. فادخلي في عبادي. وادخلي جنتي).
وبعد، فماذا بعد أن أحببت الله وهو السابق بالمحبة وأحببت رسوله وآل بيته وسائر الصالحين ورزقت عملاً يحبب الله فيك؟
(إن الله تعالى قال: من عادى لي وليا فقد آذنته بالحرب، وما تقرب إلي عبدي بشيء أحب إلي مما افترضته عليه، وما يزال عبدي يتقرب إلي بالنوافل حتى أحبه، فإذا أحببته كنت سمعه الذي يسمع به وبصره الذي يبصر به، ويده التي يبطش بها، ورجله التي يمشي بها، وإن سألني لأعطينه، وإن استعادني لأعيذنه، وما ترددت عن شيء أنا فاعله ترددي عن قبض نفس المؤمن: يكره الموت، وأنا أكره مساءته) أخرجه البخاري عن أبي هريرة وقال السيوطي: صحيح.
فهو المحب ابتداءً وهو المحب انتهاءً وأنت بين هذا وذاك محبوب مراد مختار ويكون سمعك وبصرك ويدك ورجلك وتكتب لك المحبة بين أهل الأرض والسماء بفضله ومنته كما ورد في صحيح البخاري عن النبي صلى اللهم عليه وسلم قال (إذا أحب الله عبدا نادى جبريل إن الله يحب فلانا فأحببه فيحبه جبريل فينادي جبريل في أهل السماء إن الله يحب فلانا فأحبوه فيحبه أهل السماء ثم يوضع له القبول في الأرض). متفق عليه من حديث أبي هريرة.
منقول كتبته: محبة لله ورسوله وآل البيت إيــمـان الـغـــــراب | |
|
قلب محب المراقب العام
العمر : 51
| موضوع: رد: الحب في الله الإثنين سبتمبر 19, 2011 4:19 pm | |
| | |
|
النقشبندى إدارة المنتدى
العمر : 47
| موضوع: رد: الحب في الله الإثنين فبراير 04, 2013 8:36 am | |
| [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] *•*•.۩¸¸*.¸شكرا لك على الموضوع.¸¸.• *¨۞ *•.¸ الجميل و المفيد¸.• ۩*•* ¸.•**.جزاك الله الف خير¸¸•• * ¨على كل ما تقدمه للمنتدى¸¸.• * ¸¸ .• •*¸.•* * *• .¸¸۩ وفي انتظار جديدك .¸¸.**** الأروع والمميز ۩ • .¸¸.* ¸.• * * ۞ ♥♥• * ღღ لك منـــــــ اجمل تحية ــــــــــي ღღ¸ .• ۞ ♥♥¸¸.• *¨ ¸.•**• ۩ * *• .¸¸¸ .• ♥ النقشــــ محمد عبده ــبندى ♥¸ .• * *• ۩¸.•* *•*•*•*•♥ ♥ .•. oOo منتدى الطريقة النقشبندية العلية oOo ♥ ♥¸.•* *•*• .۞.**.¸•O.o°• وكل التوفيق لك يا رب •O.o°.۞.• *¨ *• | |
|
عاشق الصوفية نائب مدير الموقع
العمر : 21
| موضوع: رد: الحب في الله الأحد مارس 10, 2013 8:30 am | |
| | |
|