{{ فى رحاب المولد النبوى الشريف }} بقلم صلاح جاد سلام

كلاب بن مرة :
اسمه حكيم ، وانما سمي كلابا لانه كان يحب الصيد فجمع كلابا يصطاد بها وكنت اذا مرت على قريش قالوا : هذه كلاب بن مرة يعنون حكيما ، فغلب عليه ،
وفيه يقول الشاعر :
حكيم بن مرة ساد الورى *** ببذل النوال وكف الاذى أباح العشيرة افضــاله *** وجنبها طارقات الردى
ويذكر ابن الاثير في تاريخه ان ام حكيم هى هند بنت سريربن ثعلبة بن الحارث بن فهر،
وأنجب كلاب زهرة ثم قصيا وأمهما فاطمة بنت سعد بن سيل أحد الجدرة من جعثمة الأسد من اليمن ، حلفاء بني الديل بن بكر بن عبد مناة بن كنانة ، وأنجب أيضا نعم بنت كلاب .
وفي كلاب قال الشاعر :
و حل كلاب من ذرى المجد معقلا *** تقاصر عنه كل دان و غائب

قصى بن كلاب :
و اسمه زید وکنیته أبو المغیرة ، وأبو عبد مناف ، وقال الشافعي : اسمه يزيد فيما جاء فى تاريخ الخميس،
وقال الداودي في العمدة : قصي واسمه زيد ، امه فاطمة بنت سعد بن شبل الازدية من ازد شنؤة .
أنجب قصى عبد مناف ( واسمه المغيرة ) وعبد الدار وعبد العزى وعبد قصى ( انقرض عقبه ) . وتخمر بنت قصى ، وبرة بنت قصى .
( وقصى هذا هو الذى طرد الخزاعيين من مكة ، وشيد دار الندوة ( اول دار بنيت فى مكة ، فلم يكن يعقد أمر تجتمع فيه قريش الا فيها ) ، وجمع أمر قريش وسيادتها على مكة ، وسمى مجمعا ، فحاز شرف مكة كله ، وفى هذ قال الشاعر : أبوكم قصي كان يدعى مجمعا *** به جمع الله القبائل من فــهر
وفي قصى قال الشاعر :
و إن قصيا من كريم غراسه *** لفي منهل لم يدن من كف قاضب به جمع الله القبائل بعدما *** تقسمها نهب الأكف السوالب

و قطع قصي مكة رباعا بين قومه ، و أنزل قبائل قريش أباطح مكة ، وأنزل طائفة منهم ظواهرها ، فكان يقال قريش البطاح و قريش الظواهر، فقريش البطاح ولد قصي بن كلاب و بنو كعب بن لوي، و قريش الظواهر من سواهم،
وبذلك كان قصي أول بني كعب أصاب ملكا أطاع له به قومه ، و كانت إليه الحجابة و السقاية و الرفادة و الندوة و اللواء ،
كانت إليه سقاية الحجيج فلا يشربون إلا من ماء حياضه، و كانت زمزم إذ ذاك مطموسة من زمن جرهم قد تناسوا أمرها من تقادم عهدها ، و لا يهتدون إلى موضعها .
قال الواقدي : و كان قصي أول من أحدث و قيد النار بالمزدلفة ليهتدي إليها من يأتي من عرفات .
و الرفادة وهي إطعام الحجيج أيام الموسم إلى أن يخرجوا راجعين إلى بلادهم ، ثم لما كبر قصي فوض أمر هذه الوظائف التى كانت إليه من رئاسات قريش و شرفها من الرفادة و السقاية و الحجابة و اللواء و الندوة إلى ابنه عبد الدار و كان أكبر ولده .
و إنما خصه بها كلها لأن بقية إخوته عبد مناف و عبد شمس و عبد كانوا قد شرفوا فى زمن أبيهم و بلغوا فى قوتهم شرفا كبيرا ، فأحب قصي أن يلحق بهم عبد الدار فى السؤدد ، فخصه بذلك فكان إخوته لا ينازعونه في ذلك ، فلما انقرضوا تشاجر أبناؤهم على هذا الإرث العظيم ، و اختلفوا اختلافا كثيرا و انقسموا ، ثم اصطلحوا و اتفقوا على أن تكون الرفادة و السقاية لبني عبد مناف وأن تستقر الحجابة و اللواء و الندوة فى بني عبد الدار فانبرم الأمر على ذلك و استمر) ،
وقال الماوردي في ( اعلام النبوة ) بعد ان ذكر اجلاء خزاعة عن مكة وجمعه قبائل قريش : وكانت اليه الحجابة والسقاية والرفادة والندوة واللواء وصارت سنته في قريش كالدين لا يعمل بغيره فزادت القوة بجمعهم حتى عقد الالوية وجدد بناء الكعبة وهو اول من بناها بعد اسماعيل عليه السلام .

[[ دار الندوة :
كانت في جهة الحجر والميزاب عند المقام الحنفي اليوم وجعل بابها الى مسجد الكعبة ففيها كانت قريش تقضي امورها ولم يكن يدخلها من قريش من غير ولد قصي الا ابن اربعين سنة وكان يدخلها ولده كلهم وحلفاؤهم ]] ،
قال مير علي في ( تاريخ العرب ) : مات قصي فى سنة 480 م .
وقال الواقدي : مات قصي فى مكة ، فدفن في الحجون ، فتنافس الناس بعده على الدفن في الحجون ،


عبد مناف بن قصى :
اسمه المغيرة ، وكنيته ابو عبد شمس ، أمه عاتكة البيضاء بنت فالح بن مالك بن ذكوان السلمية من بني سليم، ، وهى إحدى العواتك التى عناها قوله صلى الله عليه وسلم: " أنا ابن العواتك من سليم " .
علا شأنه وسؤدده فى حياة أبيه ، واستحكمت رياسته بعد ابيه لجوده وسياسته ، ثم بنيه من بعده .
قال الدحلاني الشافعى فى ( السيرة الدحلانية ) :
وكان يقال له ( أى عبد مناف بن قصى ) قمر البطحاء لحسنه وجماله وقال القلقشندي في ( نهاية الارب ) : كان يسمى فخر البطحاء وكان له الشوكة في قريش
وقد أنجب عبد مناف هاشما وعبد شمس ( قيل : كانا توأمين ) و المطلب وأمهم عاتكة بنت مرة بن هلال ، و نوفل بن عبد مناف و أمه واقدة بنت عمرو المازنية من بني مازن بن صعصعة السلمية ،
. وأنجب أيضا أبا عمرو وتماضر وقلابة وحبة وريطة وأم الأخثم و أم سفيان ، وعقد عبد مناف مع خزاعة وبنى الحارث بن عبد مناة بن كنانة الحلف الذي يقال له حلف الاحابيش ،،
وجاء فى الطبقات الكبرى لابن سعد عن هِشَامُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ السَّائِبِ الْكَلْبِيُّ ، عَنْ أَبِيهِ ، قَالَ :
وَلَدَ عَبْدُ مَنَافِ بْنُ قُصَيٍّ سِتَّةَ نَفَرٍ ، وَسِتَّ نِسْوَةٍ : الْمُطَّلِبَ بْنَ عَبْدِ مَنَافٍ وَكَانَ أَكْبَرَهُمْ وَهُوَ الَّذِي عَقَدَ الْحِلْفَ لِقُرَيْشٍ مِنَ النَّجَاشِيِّ فِي مَتْجَرِهَا إِلَى أَرْضِهِ ، وَهَاشِمَ بْنَ عَبْدِ مَنَافٍ وَاسْمُهُ عَمْرٌو وَهُوَ الَّذِي عَقَدَ الْحِلْفَ لِقُرَيْشٍ مِنْ هِرَقْلَ لأَنْ تَخْتَلِفَ إِلَى الشَّامِ آمِنَةً ، وَعَبْدَ شَمْسِ بْنَ عَبْدِ مَنَافٍ ، وَتُمَاضُرَ بِنْتَ عَبْدِ مَنَافٍ ، وَحَنَّةَ ، وَقِلابَةَ ، وَبَرَّةَ ، وَهَالَةَ بَنَاتِ عَبْدِ مَنَافٍ ، وَأُمُّهُمْ عَاتِكَةُ الْكُبْرَى بِنْتُ مُرَّةَ بْنِ هِلالِ بْنِ فَالِجِ بْنِ ثَعْلَبَةَ بْنِ ذَكْوَانَ بْنِ ثَعْلَبَةَ بْنِ بُهْثَةَ بْنِ سُلَيْمِ بْنِ مَنْصُورِ بْنِ عِكْرِمَةَ بْنِ خَصَفَةَ بْنِ قَيْسِ بْنِ عَيْلانَ بْنِ مُضَرَ ،
وَنَوْفَلَ بْنَ عَبْدِ مَنَافٍ ، وَهُوَ الَّذِي عَقَدَ الْحِلْفَ لِقُرَيْشٍ مِنْ كِسْرَى إِلَى الْعِرَاقِ ، وَأَبَا عَمْرِو بْنَ عَبْدِ مَنَافٍ ، وَأَبَا عُبَيْدٍ دَرَج ، وَأُمُّهُمْ وَاقِدَةُ بِنْتُ أَبِي عَدِيٍّ وَهُوَ عَامِرُ بْنُ عَبْدِ نَهْمِ بْنِ زَيْدِ بْنِ مَازِنِ بْنِ صَعْصَعَةَ ، وَرَيْطَةَ بِنْتَ عَبْدِ مَنَافٍ وَلَدَتْ بَنِي هِلالِ بْنِ مُعَيْطٍ مِنْ بَنِي كِنَانَةَ بْنِ خُزَيْمَةَ ، وَأُمُّهَا الثَّقَفِيَّةُ " . آهـ
قال الشاعر فى عبد مناف :
كانت قريش بيضة فتفلقت *** فالمح خالصة لعبد منـاف
قال ابن هشام : هلك عبد مناف بغزة من ارض الشام تاجرا . وفي عبد مناف قال الشاعر :
و عبد مناف و هو علم قومه اشـ *** تطاط الأماني و احتكام الرغائب

هاشم بن عبد مناف :
قال الداودي في ( عمدة الطالب ) : هاشم اسمه عمرو ويقال عمرو العلا ، ويكنى ابا نضلة ، وكان يدعى القمر، ويدعى زاد الركب .
وفى تاريخ الطبري أن أمه هى عاتكة بنت مرة بن هلال السلمية من بني سليم .
، وهى إحدى العواتك المشار إليها آنفا .
أنجب هاشم بن عبد مناف عبد المطلب وأسدا ( هو أبو فاطمة بنت أسد ، أم الإمام علي كرم الله وجهه ) وأبا صيفى ونضلة والشفاء وخالدة وضعيفة ورقية وحبة ، وقال ابن هشام : أربعة نفر و خمس نسوة ، فأم عبد المطلب و رقية سلمى بنت عمرو بن زيد بن لبيد بن خداش بن عامر بن غنم بن عدي بن النجار من المدينة ، و ذكر أمهات الباقين .
وكان هاشم موسراً، وهو أول من سن الرحلتين: رحلة الشتاء، ورحلة الصيف، وأول من أطعم الطعام الثريد بمكة، ولقب هاشماً؛ لأنه وقع غلاء في بعض السنين بمكة، فأتى بالكعك من الشام وهشمه وثرده وأطعم الناس في تلك المجاعة ،
وفي هاشم يقول الشاعر ‏:‏
عمرو الذي هَشَمَ الثريدَ لقومه *** قَــومٍ بمـكــة مُسِْنتِيــن عِجَــافِ
سُنَّتْ إليه الرحلتان كلاهـمــا *** سَفَرُ الشتاء ورحلة الأصياف
وقد أشار القرآن الكريم إلى هاتين الرحلتين ، فى سورة " قريش "
قال مير علي في ( تاريخ العرب ) : مات هاشم بغزة من أرض الشام فى سنة 510 م .
و هو أول من مات من أولاد عبد مناف ، ثم مات عبد شمس فى مکة فقبر باجیاد ، ثم مات نوفل فى سلمان من طریق العراق ، ثم مات المطلب بردمان من أرض اليمن .
وفي هاشم قال الشاعر :
وهاشم الباني مشيد افتخاره *** بغر المساعي و امتنان المواهب


عبد المطلب بن هاشم :
اسمه عامر في قول ابن قتيبة، وشيبة الحمد في قول ابن إسحاق، وهو الصحيح. واشتهر بالفياض وذي الحوضين ومن سجد له الفيل ، ونصر بالابابيل واسسقى به الغمام ، اعظم رجل قامت عنه الحرائر واجل شخص ولدته العقائل .
وإنما قيل له: عبد المطلب؛ لأن أباه هاشماً قال لأخيه المطلب، وهو بمكة حين حضرته الوفاة: أدرك عبدك بيثرب؛ ( عند أمه سلمى بنت عمرو بن لبيد ويكنى أبا كبشة من بني النجار وهم يرجعون إلى حمير ) فمن ثم قيل له: عبد المطلب، فغلب على اسمه.
وقيل: إن سبب ذلك: أن عمه المطلب بن عبد مناف لما جاء به إلى مكة رديفه ، ظهر كأنه عبد له ، فغلب عليه عبد المطلب، وهجر اسمه الصريح الخالص. وقيل غير ذلك .
كانت السقاية والرفادة لهاشم بن عبد مناف ، ثم صارت إلى أخيه المطلب بن عبد مناف ، فلما توفى المطلب آلت السقاية إلى ابن أخيه عبد المطلب بن هاشم . وهو أول من خضب بالوسمة ،
ومن أهم ما وقع لعبد المطلب من أمور البيت الحرام شيئان‏ ، ‏ حفر بئر زمزم ووقعة الفيل ، أما زمزم فأمر فى منامه بحفرها ، ففعل ، وأما وقعة الفيل وأصحابه الذين جاءوا إلى مكة لهدم الكعبة ، فيتفق المؤرخون على أن عبد المطلب فوض الأمر لله ، فكان ما كان مما جاء فى القرآن الكريم فى سورة الفيل ، وعاش مائة وعشرين سنة . وكف بصره فى آخر حياته .
قال مير علي في ( تاريخ العرب ) : كانت وفاته عام 579 م ،
وفى عهد هذا الجد الميمون المبارك ولد خير خلق الله ، سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم ،
وفي عبد المطلب قال الشاعر :
و شيبة ذي الحمد الذي فخرت به *** قريش علي أهل العلا و المناصب
قال هشام بن محمد بن السائب الكلبى عن أبيه :
ولد عبد المطلب بن هاشم اثنى عشر رجلا وست نسوة :
1 ـ الحارث : وهو أكبر ولد عبد المطلب ، وبه كان يكنى ، وأمه سمراء ( غزية ) بنت جندب بن هجير بن عامر بن صعصعة، ومات الحارث بن عبد المطلب فى حياة أبيه .أى قبل البعثة .

2 ـ عبد الله : والد خير البشر محمد صلى الله عليه وسلم ، ومات في حياة أبيه ، ودفن في دار النابغة الجعدى أحد بنى النجار فى يثرب ، وعبد الله ثانى الذبيحين ، إذ الأول جده الأعلى اسماعيل بن ابراهيم عليهما من الله السلام .

3 ـ الزبير .

4 ـ ابو طالب : قيل هذا اسمه ، وقيل هى كنيته ، وقيل اسمه عبد مناف ، وقيل عمران ،
أما أولاده الذكور فهم طالب وعقيل وجعفر وعلى ، كان بين كل منهم عشر سنين . وذكر ابن سعد في طبقاته أن لأبى طالب أيضا ولدا هو طليق بن أبى طالب ،،،
وأنجب ابو طالب أناثا هن أم هانيء ( هند ) وجمانة وريطة ، وقيل : وأسماء . وامهم جميعا فاطمة بنت أسد بن هاشم بن عبد مناف بن قصى .
كان ابو طالب سيد بني هاشم في زمانه ولم يكن احد في قريش يسود في الجاهلية بغير مال الا ابو طالب وعتبة بن ربيعة .
وكانت السقاية في الجاهلية بيد ابي طالب ثم سلمها الى اخيه العباس .
وكان ابو طالب شاعرا مجيدا ،
وقيل : ومن ومن مناقبه انه استسقى بعد وفاة ابيه عبد المطلب ، فسقي ،،
ومن أعظم مناقبه كفالته لرسول الله صلـّی اللهُ عَلـَيهِ وَ سَلـَّم وقيامه دونه ومنعه اياه من كفار قريش
و مات أبوطالب بعدما خرج من الشعب بستة أشهر ، و له بضع و ثمانون سنة ، وتوفيت السيدة خدیجة بنت خویلد رضى الله عنه وأرضاها بعد أبي طالب بثلاثة أیام ، و یقال لهذا العام عام الحزن لأن رسول الله صلـّی اللهُ عَلـَيهِ وَ سَلـَّم حزن عليهما حزنا شدیدا ]

5 ـ عبد الكعبة : مات ولم يعقب .

6 ـ عاتكة : تزوجها أبو أمية بن المغيرة المخزومي ، فأنجب منها عبد الله وزهيراً ،،،
وعاتكة هذه هى صاحبة الرؤيا فى قصة بدر ،،
وسأذكرها من نافلة القول وترصيع البيان ،،،
روى ابن إسحاق بسنده عن عروة بن الزبير أن عاتكة ابنة عبد المطلب قبل قدوم ضمضم بثلاث رأت رؤيا أفزعتها، فبعثت إلى أخيها العباس بن عبد المطلب ، فقالت له : والله يا أخي ، لقد رأيت الليلة رؤيا أفظعتني ، وتخوفت أن يدخل على قومك منها شر ومصيبة ، فاكتم عني ما أحدثك.
فقال لها: ما رأيت؟
قالت: رأيت الليلة راكباً أقبل على بعير له حتى وقف بالأبطح ، ثم صرخ بأعلى صوته : ألا انفروا يا آل غدر لمصارعكم في ثلاث. فأرى الناس اجتمعوا إليه ، ثم دخل المسجد والناس يتبعونه، فبينما هم حوله مثل به بعيره على ظهر الكعبة ، ثم صرخ بمثلها : ألا انفروا يا آل غدر لمصارعكم في ثلاث ، ثم مثل به بعيره على رأس أبي قبيس فصرخ بمثلها ، ثم أخذ صخرة فأرسلها فأقبلت تهوي ، حتى إذا كانت بأسفل الجبل ارفضت ، فما بقي بيت من بيوت مكة ولا دار منها إلا دخلها فلقة من تلك الصخرة .
قال العباس : والله إنها لرؤيا ، وأنت فاكتميها ولا تذكريها لأحد .
ثم خرج العباس فلقي الوليد بن عتبة بن ربيعة ، وكان له صديقاً فذكرها له واستكتمه إياها ، فذكرها الوليد لأبيه عتبة ، ففشا الحديث حتى تحدثت به قريش في أنديتها .
قال العباس : فغدوت لأطوف بالبيت وأبو جهل بن هشام في رهط من قريش ، يتحدثون برؤيا عاتكة ، فلما رآني أبو جهل قال : يا أبا الفضل ، إذا فرغت من طوافك فأقبل إلينا.
فلما فرغت أقبلت حتى جلست معهم ، فقال لي أبو جهل : يا بني عبد المطلب ، متى حدثت فيكم هذه النبية ؟
قلت: وما ذاك ؟
قال : تلك الرؤيا التي رأت عاتكة .
فقلت : وما رأت ؟
فقال أبو جهل : يا بني عبد المطلب، أما رضيتم أن تتنبأ رجالكم حتى تتنبأ نساؤكم؟ قد زعمت عاتكة في رؤياها أنه قال : انفروا في ثلاث، فسنتربص بكم هذه الثلاث، فإن يك حقاً ما تقول فسيكون وإن تمض الثلاث ولم يكن من ذلك شيء نكتب عليكم كتاباً أنكم أكذب أهل بيت في العرب .
قال العباس : فو الله ما كان مني إليه كبير إلا أني جحدت ذلك، وأنكرت أن تكون رأت شيئاً.
قال : ثم تفرقنا.
فلما أمسيت لم تبق امرأة من بني عبد المطلب إلا أتتني فقالت: أقررتم لهذا الفاسق الخبيث أن يقع في رجالكم ، ثم قد تناول النساء وأنت تسمع ثم لم يكن عندك غيرة لشيء .
قال : قلت : قد والله فعلت ، ما كان مني إليه كبير أمر، وايم الله لأتعرضن له ، فإن عاد لأكفيكنه.
قال : فغدوت في اليوم الثالث من رؤيا عاتكة وأنا حديد مغضب ، أرى أن قد فاتني منه أمر أحب أن أدركه منه، قال : فدخلت المسجد فرأيته ، فو الله إني لأمشي نحوه أتعرضه ليعود لبعض ما قال فأق به ، وكان رجلاً خفيفاً حديد الوجه حديد اللسان حديد النظر .
قال: إذ خرج نحو باب المسجد يشتد ،
قال: قلت في نفسي : ماله - لعنة الله عليه - أكل هذا فرقاً من أن أشاتمه ؟
قال : فإذا هو قد سمع ما لم أسمع صوت ضمضم بن عمرو الغفاري ، وهو يصرخ ببطن الوادي واقفاً على بعيره قد جدع بعيره، وحول رحله، وشق قميصه ، وهو يقول: يا معشر قريش ، اللطيمة اللطيمة ! أموالكم مع أبي سفيان قد عرض لها محمد في أصحابه لا أدري أن تدركوها ، الغوث الغوث !
قال : فشغله عني، وشغلني عنه ما جاء من الأمر،
فتجهز الناس سراعاً فخرجوا إلى بدر، وكانت القتلة في أشرافهم ورءوسهم وصناديدهم، وأعز الله الإسلام وأهله . آهـ
فهذه رؤيا عاتكة المشار إليها آنفا بأنها صاحبة الرؤيا في قصة بدر.

7 ـ برة : كانت عند أبي رهم بن عبد العزى العامري ، فولدت له أبا سبرة بن أبي رهم ، ثم خلف عليها عبد الأسد بن هلال المخزومي ، فولدت له أبا سلمة بن عبد الأسد الذي كان زوج أم سلمة قبل النبي صلى الله عليه وسلم، واسم أبي سلمة عبد الله، أسلم وهاجر إلى أرض الحبشة الهجرتين ، وهو أول من هاجر إلى المدينة .

8 ـ أميمة : كانت تحت جحش بن رئاب ، فولدت له عبد الله، وعبيد الله ، والبصير الملقب أبا أحمد ، وزينب، وأم حبيبة ، وحمنة .

9 ـ أروى : أمها غزية بنت جندب أم الحارث ابن عبد المطلب ؛ فهي شقيقته ، كانت تحت عمير بن وهب بن عبد بن قصي بن كلاب ، فولدت له طليب بن عمير .
10 ـ أم حكيم : وهي البيضاء ، قيل : كانت هي وعبد الله توأمان ، تزوجها كريز بن ربيعة بن عبد شمس ، فولدت له عامر وأروى ( أم عثمان بن عفان رضي الله عنه ) ،
وهؤلاء ( 2 و 3 و 4 و 5 و 6 و 7 و 8 و 9 و 10 ) أشقاء لأم وأب ، أمهم فاطمة بنت عمرو بن عائذ بن عمران بن مخزوم بن يقظة بن مرة ابن كعب بن لؤي بن غالب بن فهر بن مالك بن النضر بن كنانة بن خزيمة بن مدركة بن الياس بن مضر بن نزار بن معد بن عدنان

11 ـ حمزة : سيد الشهداء ، أمه هالة بنت وهب بن عبد مناف بن زهرة ، استشهد حمزة في وقعة أحد رضى الله عنه وأرضاه ..

12 ـ المقوم .

13 : حجل : ( على اختلاف فىتقديم الجيم على الحاء ، أو تقديم الحاء على الجيم ) ، واسمه المغيرة ،
وقيل : مصعب ، ولقب بالغيداق .

14 ـ صفية : أم الزبير بن العوام . كانت في الجاهلية تحت الحارث بن حرب بن أمية، فولدت له صيفي بن الحارث، ثم هلك عنها فخلف عليها العوام بن خويلد أخو خديجة، فولدت له الزبير والسائب وعبد الكعبة . وتوفيت صفية رضى الله عنه فى المدينة في خلافة عمر رضي الله عنه سنة عشرين من الهجرة ولها ثلاث وسبعون سنة، ودفنت فى البقيع. وهى الوحيدة من بين أخواتها المتيقن إسلامها ، إذ اختلف في إسلام عاتكة وأروى.
وهؤلاء ( 11 و 12 و 13 و 14 ) أشقاء لأم وأب ، أمهم هالة بنت وهب بن عبد مناف بن زهرة .

15 ـ العباس : أبو الفضل ، آخر المهاجرين ، المستسقى به ، وإليه ينتمى العباسيون ، توفى فى سنة اثنتين، وقيل: ثلاث وثلاثين من الهجرة ، بعد أن كف بصره وهو ابن ثمان وثمانين سنة ، ودفن فى البقيع رضى الله عنه وأرضاه .

16 ـ قثم .

17 ـ ضرار .

وهؤلاء ( 15 و 16 و 17 ) أشقاء لأم وأب ، أمهم نثلة ويقال نثيلة بنت جناب ابن كلب بفتح الجيم وتشديد النون بن النمر بن قاسط .

18 ـ أبو لهب : واسمه عبد العزى ، و امه لبنی بنت بن عبد مناف الخزاعي، بكسر الجيم، من خزاعة، ذكره السهيلى فى الروض ، ونقله الشامى فى السيرة ، وخزاعة قاتلهم قصى بن كلاب على ولاية مكة والبيت ، وانتصر عليهم ، وأبو لهب كان بيته ملصقا ببيت النبى صلى الله عليه وسلم ، وهو الوحيد الذى لم يدخل مع قومه ــ بنى هاشم وبنى المطلب، مؤمنهم وكافرهم ـــ شعب بني هاشم لما حاصرتهم قريش فيه ،
وفى ليلة الهجرة ترصد رسول الله صلى الله عليه وسلم أحد عشر رجلا أمام داره ، وكان منهم أبولهب ، وهو الوحيد من أشراف مكة الذى تخلف عن غزوة بدر ،
وهلك أبو لهب بعد وقعة بدر بليالٍ سبع ، بمرضٍ معدٍ كالطاعون يسمى "العدسة" والعياذ بالله ، وبقي ثلاثة أيام حتى أنتن ، فلما خافوا العار حفروا له حفرة ، ودفعوه إِليها بالعيدان الطويلة ( خشية العدوى( حتى وقع فيها ، ثم قذفوه بالحجارة حتى واروه ،،
ويذكر أن محل تلك الحفرة هى الآن محطة العجم من سوق المعلاة فى مكة المكرمة .