بسم الله الرحمن الرحيم الفرد الفرد هو أساس الأسرة والأسرة أساس المجتمع والمجتمعات أساس الأمم. لذلك لا تنصلح الأمة إلا إذا صلح الفرد. والفرد لا ينصلح إلا إذا كان مقتنعا قناعة تامة وذاتية بم يفعله من أجل الإصلاح أو لِنَقُلْ الأعمال المفيدة والتصرفات الحضارية كاحترام المواعيد وتقدير قيمة الزمن والأمانة والإخلاص في العمل والابتعاد عن الرشاوى والمحسوبية والواسطة والظلم ……وغيره من العادات والتصرفات السيئة التي بدأت جذورها تنخر في أساسات مجتمعاتنا. وهذه هي المعضلة الكبرى التي تواجه مجتمعاتنا العربية والإسلامية وربما دول العالم الثالث بشكل عام.
إذا حضرت إحدى مناسباتنا الاجتماعية من زواج ومآتم والتي نقضي فيها مئات الساعات جالسين نحتسي كؤوس الشاي الأسود الأقرب إلى القطران نتجاذب أطراف الحديث دون كلل أو ملل وأحسنت الإصغاء إلى كل المتكلمين ولا أستثني نفسي ظننت أن أمتنا بخير ومجتمعنا سليم ومعافى. كل فرد منا يعرف حقوقه وواجباته.
في هذه المناسبات يتكلم الكبير والصغير والمهندس والمزارع والمتعلم والجاهل. كل يحلل ويمحص الأمور كما يراها ويفهمها. قال فولان وسمعت فولانا يقول كذا وانه لخبر يقين. ولكن النتيجة الغالبة التي تخرج بها من كل هذه المناسبات أن الجميع يعرف ماهو الخطأ وما السبيل أو الطريقة الصحيحة التي كان يجب أن تدار به شؤون الدولة والمجتمع والمؤسسات. تعرف من هو المسئول عن السرقة في ميزانية ذلك المشروع أو هذه الجمعية أو ذاك المصرف. وتعلم أن تلك ممارسة خاطئة ومذمومة ويجب معاقبة فاعليها لتتفاجأ بعد أمة أن الشخص الذي تكلم عن هذه المخالفات إنما هو وكيل نيابة في إحدى المحاكم وهو حاول بكل جهده تبرئة أخيه أو أبن عمه أو صديقه من تهمة سرقة المصرف أو الجمعية أو المشروع .
ما أريد قوله أن كل منا يرى أخطاء غيره فقط ويستهجنها بقصد أو بدون قصد. أي أن" الجمل لا يرى عوج رقبته" كما يقول المثل الشعبي عندنا. وهنا تكمن المشكلة. إذا لم يقيّم الإنسان نفسه وأعماله ويتحرى السليم والفاسد من أعماله فلن تستقيم الأمور أبدا وستكون كل أفعالنا صادرة من غير قناعة ذاتية وتقليدا للآخرين أو خضوعا لعادات وتقاليد سيئة كتفضيل القريب عرقيا على المؤهل علميا وعمليا وفنيا في الوظائف العامة والخدمات الصحية والتعليمية والمالية والاقتصادية….الخ ويؤدي إلى انتشار الرشوة والواسطة والى التحايل على القوانين بكل الطرق وتصبح الغاية تبرر الو
منقول