دعوة الصحابي المكروب

الحمد الله الذي أعزنا بالإسلام، وأكرمنا بالإيمان، وشرح صدورنا بالقرءان، والصلاة والسلام على سيدنا محمد وعلى ءاله وصحبه وسلم .
يقول الله تبارك وتعالى:-" وإذا سألك عبادي عني فإني قريب أجيب دعوة الداع إذا دعان".
ويقول النبي صلى الله عليه وسلم:- " الدعاء مخ العبادة " أي له مرتبة عالية في العبادة، والعبادة هنا معناها الحسنات، الله تعالى أكرم بعض المؤمنين ممن اشتهروا باستجابة الدعاء لهم لأنهم استقاموا على الصراط المستقيم والسبيل القويم بلا زيغ ولا اعوجاج وهو الطريق الهادي الموصل إلى الجنة.
فتقوى الله عز وجل سبب في حصول الرزق وتفريج الكروب يقول الله تعالى:- " ومن يتق الله يجعل له مخرجا ويزرقه من حيث لا يتحسب".
قصتنا هذه هي قصة عظيمة الأثر في تهذيب النفس والالتزام بالطاعة والصدق الالتجاء إلى الله .
فعن انس رضي الله عنه قال:- كان رجل من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم من الأنصار يكنى أبا المعلق، وكان تاجراً يتجر بمال له ولغيره، وكان تقيا ورعا خرج مرة فلقيه لص مقنع بسلاح، فقال له:- ضع ما معك فإني قاتلك، قال ما تريد إلا دمي، خذ المال، قال: أما المال فلي، ولست أريد إلا دمك، قال:- أما إذا أبيت فذرني أصلي اربع ركعات، فكان من دعائه في ءاخر سجدة له قال:- (( يا ودود، يا ذا العرش المجيد، يا فعالاً لما يريد، أسألك بعزك الذي لا يرُام، وملكك الذي لا يُضام،أن تكفني شر هذا اللص، يا مغيث أغثني، دعا بها ثلاث مرات.

فإذا هو بفارس قد أقبل بيده حربة يضعها بين أذني فرسه، فلما رأى اللص اقبل نحوه طعنه وقتله، ثم أقبل إلى التاجر الصالح وقال:- قُم، قال : من أنت بأبي انت وأمي ؟؟ فقد اغاثني الله بك اليوم، قال:- أنا مَلَك من أهل السماء الرابعة ، دعوت بدعائك الأول فسمعت لأبواب السماء قعقعة، ثم دعوت بدعائك الثاني فسمعت لأهل السماء ضجة، ثم دعوت بدعائك الثالث فقيل لي : دعاء مكروب، فسألت الله تعالى أني يوليني قتله فأذن لي.( ويُحمل استئذان الملك ربّه بقتل هذا اللص قاطع الطريق على أنه كان من الكافرين ).
ذكرها الحافظ ابن حجر في كتابة ((الإصابة)).