هل يسن رفع اليدين في الأدعية المأثورة عنه عليه الصلاة والسلام ؟؟
كقوله ( رب أعني ولا تعن علي ....الحديث )
أو كقوله ( اللهم اقسم لنا من خشيتك مايحول بيننا وبين معاصيك ... الحديث )
قال الشيخ ابن عثيمين رحمة الله
: ويكون الرفع بأن ترفع يديك تضم بعضهما إلى بعض على حذاء الثُّندُؤتين أي أعلى الصدر، ودعاء الابتهال ترفع أكثر من هذا، حتى إن النبي صلى الله عليه وسلم في دعاء الاستسقاء رفع يديه كثيراً حتى ظن الظانّ أن ظهورهما نحو السماء من شدة الرفع، وكلما بالغت في الابتهال فبالغ في الرفع.
وهنا مسألة: هل رفع اليدين مشروع في كل دعاء؟
الجواب: هذا على ثلاثة أقسام:
القسم الأول: ما ورد فيه رفع اليدين .
والقسم الثاني: ماورد فيه عدم الرفع.
والقسم الثالث: مالم يرد فيه شيء.
فمثال القسم
الأول
: إذا دعا الخطيب باستسقاء، أو استصحاء فإنه يرفع يديه والمأمومون كذلك،لما رواه البخاري في حديث أنس رضي الله عنه (( في قصّة الأعرابي الذي طلب من الرسول صلى الله عليه وسلم في خطبة الجمعة أن يستسقي فرفع النبي صلى الله عليه وسلم يدعو ورفع الناس أيديهم معه يدعون)) أخرجه البخاري
ومما جاء في السنة رفع اليدين في القنوت في النوازل أو في الوتر. وكذلك رفع اليدين على الصفا وعلى المروة، وفي عرفة، وما أشبه ذلك فالأمر في هذا واضح.
الثاني
: ماورد فيه عدم الرفع كالدعاء حال خطبة الجمعة في غير الاستسقاء والاستصحاء، فلو دعا الخطيب للمؤمنين والمؤمنات أو لنصر المجاهدين في خطبة الجمعة فإنه لايرفع يديه، ولو رفعهما لأنكر عليه، ففي صحيح مسلم عن عمارة بن رؤيبة أنه رأى بشر بن مروان على المنبر رافعاً يديه فقال: "قبح الله هاتين اليدين،لقد رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم ما يزيد أن يقول بيده هكذا.وأشار بإصبعه المسبحة"أخرجه مسلم، وكذلك رفع اليدين في دعاء الصلاة كالدعاء بين السجدتين، والدعاء بعد التشهّد الأخير ،وما أشبه ذلك، هذا أيضاً أمره ظاهر.
الثالث
: ما لم يرد فيه الرفع ولا عدمه: فالأصل الرّفع لأنه من آداب الدعاء ومن أسباب الإجابة، قال النبي صلى الله عليه وسلم "إِنَّ اللهَ حَيِيٌّ كَرِيْمٌ يَسْتَحْيِيْ مِنْ عَبْدِهِ إِذَا رَفَعَ إِلَيْهِ يَدَيْهَ أَنْ يَرُدَّهُمَا صِفْرَاً"أخرجه ابوداود والترمذي.
لكن هناك أحوال قد يُرَجَّحُ فيها عدم الرّفع وإن لم يرد كالدعاء بين الخطبتين مثلاً،فهنا لا نعلم أن الصحابة كانوا يدعون فيرفعون أيديهم بين الخطبتين، فرفع اليدين في هذه الحال محلّ نظر، فمن رفع على أن الأصل في الدعاء رفع اليدين فلا يُنْكَرُ عليه، ومن لم يرفع بناءً على أن هذا ظاهر عمل الصحابة فلا ينكر عليه،فالأمر في هذا إن شاء الله واسع.
[
من شرح الأربعين النوويه لشيخ ابن عثيمين ص173-174
] ط دار الثريا للنشر
.............................. .............................. ...............
ومن كتاب (تصحيح الدعاء) للشيخ العلامة بكر أبوزيد حفظه الله [ص115
]فقد قال حفظه الله مانصه:
يرفع الداعي يديه إلى منكبيه, أو نحوهما, ضاماً لهما غير مفرقتين باسطاً بطونهما نحو السماء, وظهورهما نحو الأرض, وإن شاء قنع بهما وجهه, وظهورهما نحو القبلة, وتكونان طاهرتين, نظيفتين, مكشوفتين غير محجوبتين بحائل.
صفات الرفع ثلاث:
عن ابن عباس رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:" المسألة أن ترفع يديك حذو منكبيك أو نحوهما.
والإستغفار أن تشير بأصبع واحدة.
والإبتهال أن تمد يديك جميعا".
رواه أبو داود, والطبراني في: الدعاء, وله طرق أخرى, يصح بمجموعهما.
وقد جاءت الأحاديث من فعل النبي صلى الله عليه وسلم مبينة مقام كل حالة من هذه الصفات الثلاث, لا أنها من اختلاف التنوع فليتنبه .