كيف تؤدى صلاة قيام الليل؟ هل مثنى مثنى أم رباعية بتسليمٍ واحد، وهل سراً أم جهراً، وكم عدد ركعاتها؟ وإن كانت رباعية هل يقرأ المصلي بعد الفاتحة من كل ركعة سورة أخرى؟
السنة مثنى مثنى قال النبي - صلى الله عليه وسلم -: (صلاة الليل مثنى مثنى فإذا خشي أحدكم الصبح صلى ركعة واحدة توتر له ما قد صلى), فالسنة أن يصليها ثنتين ثنتين لفعله - صلى الله عليه وسلم -, والسنة الجهر بالقراءة مع التدبر والتعقل وعدم العجلة هكذا السنة, والأفضل فعل النبي - صلى الله عليه وسلم - إحدى عشر ركعة أو ثلاثة عشرة ركعة هذا أكثرها من جهة الفضل, وإن صلى عشرين, أو أربعين, أو مائة فلا بأس؛ لأنه - صلى الله عليه وسلم - لما سئل عن صلاة الليل قال: (مثنى مثنى) ولم يحدد عدداً معيناً, فدل ذلك على أنه من صلى عشرين كالتراويح في رمضان, أو صلى أكثر أو أقل فلا بأس لكن أفضلها فعله - صلى الله عليه وسلم - ثلاثة عشر أو إحدى عشرة هذا أكثر ما فعله-عليه الصلاة والسلام-وإن أوتر بخمس سردها جميعاً أو ثلاث سردها جميعاً فلا بأس كل هذا ثبت عنه- عليه الصلاة والسلام- أو أوتر بسبع سردها فإنه يجلس في السادسة ويتشهد التشهد الأول ثم يقوم ويأتي بالسابعة ويكمل, وإن أوتر بتسع جميعاً جلس في الثامنة وتشهد التشهد الأول ثم قام وأتى بالتاسعة كل هذا ثبت عنه-عليه الصلاة والسلام- لكن الأفضل في هذه الأنواع أن يصليها ثنتين ثنتين ثم يوتر بواحدة مفردة, والأفضل أن يكون في آخر الليل إذ تيسر فإن لم يتيسر صلاها في أول الليل أو في وسطه الأمر في هذا واسع والحمد لله.
فضل قيام الليل
إن العلماء قالوا بأن أفضل الأوقات لقيام الليل هو الثلث الأخير, ولكنني لا أعرف هل يبدأ تقسيم هذا الليل من وقت الغروب حتى شروقها, أم من وقت غروبها حتى وقت صلاة الفجر؟
الليل من غروب الشمس إلى طلوع الفجر، هذا الليل من غروب الشمس إلى طلوع الفجر الصادق، وأفضل الأوقات هي الثلث الأخير، لقول النبي- صلى الله عليه وسلم-: (ينـزل ربنا إلى السماء الدنيا كل ليلة حين يبقى ثلث الليل الآخر، فيقول: من يدعوني فأستجيب له، من يسألني فأعطيه، من يستغفرني فأغفر له، حتى ينفرج الفجر)، هذا الوقت هو الوقت العظيم وقت التـنـزل الإلهي، وقت دعوة الرب للعباد أن يسألوه وأن يضرعوا إليه-جل وعلا-فهذا هو أفضل الوقت وبعده جوف الليل.