1- (مِنْ عَلاَمَةِ الاعْتِمَادِ عَلَى الْعَمَلِ : نُقْصَانُ الرَّجَاءِ عِنْدَ وُجُودِ الزَّلّلْ.)
فأنت تصلى لأن وقت الصلاة قد أتى لكنك لا تتذكر الله إذن فالعبادة بدون ذكر الله تتحول إلى عادة. وإذا سألته لماذا تصلى؟ يقول لك أنا أصلى كل يوم ولا أترك الصلاة لكن أين معنى هذه الصلاة التي قمت بها..أين نيتها..أو حالها، وأنت الآن تقوم بالصلاة كأداء واجب أو إثبات حالة لكنه ليس القيام بواجب العبودية. وحينئذ لا تجد حلاوة الإيمان في قلبك. قالوا لأبى يزيد البسطامي: مالنا نعبد الله ولا نجد لذة العبادة. قـال: إنكم عبدتم العبادة ولو عبدتم الله لوجدتم لذة العبادة. وماذا هو معنى أنه عبد العبادة؟ معنى ذلك أنه يصلى كي يقول لنفسه لا لغيره – فحينما يقول لغيره يصبح مرائي – لا بل يقول لنفسه أنه قد صلى أي أنه يصف نفسه بأداء العمل (يقول لنفسه أنا جدع)، وبالتالي نصل إلى درجة تسمى الاعتماد على العمل، أي أنني سوف اعتمد على العمل. وإذا سألته لماذا تصلى فيكون الجواب أنا أصلى كي يدخلني الله الجنة، وبالتالي أصبح للعبادة غرض. وهذا الغرض شخصي. فالأصل أن نقول أننا نصلى لأن الله يستحق العبادة إذن هناك اعتماد على العمل السؤال هو: كيف أعرف أنى صليت لله؟ ها هو السؤال فقال مِنْ عَلاَمَةِ الاعْتِمَادِ عَلَى الْعَمَلِ والاعتماد على العمل هو شئ بغيض وناقص نُقْصَانُ الرَّجَاءِ عِنْدَ وُجُودِ الزَّلّلْ . فأنت وقعت في المعصية هل أنت صليت أصلا يا مجرم! لا، إن الله هو الذي جعلك تصلى. وذلك يستوجب منك أن تحمد الله سبحانه وتعالى على أن وفقك إلى الصلاة. إن الله سبحانه وتعالى هو الذي وفقك للطاعات وهو الذي خلقها عليك وأجراها عليك فيجب عليك أن تشكره. وعندما تشكره فإنه يجب عليك أن تشكره أن وفقك لِشُكْرِه..وعندما تشكر شُكْرَه يجب عليك أن تؤمن أن ذلك كله من عند الله، وأنك لا توفيه حقه أبدا. لا يمكن أن تُوَفِّيَهُ حَقَّهُ، فكل ما شكرت كل ما احتاج الأمر إلى شكر مزيد. ولذلك يقول ] لاَ نُحْصِى ثَنَاءً عَلَيْكَ أَنْتَ كَمَا أَثْنَيْتَ عَلَى نَفْسِكَ [ ، أي أنك قد عجزت فتقول لله أنا عجزت أن أحمدك كما ينبغي لجلال وجهك أن يكون. ولذلك أقول لله احمد نفسك، لأنني لو حمدتك لن أوفى فأنا ضعيف ] لاَ مَلْجَأَ مِنْكَ إِلاَّ إِلَيْكَ سُبْحَانَكَ لاَ أُحْصِى ثَنَاءً عَلَيْكَ أَنْتَ كَمَا أَثْنَيْتَ عَلَى نَفْسِكَ [