تزكية النفس بإتباع الكتاب والسنة بالعمل الصالح، وإيتاء الزكاة والصوم، وإعطاء الصدقات، وتقوى الله خير تزكية للنفس لقوله تعالى:
( وتزودوا فإن خير الزاد التقوى)
وقال الله تعالى : ( قد أفلح من زكاها)
وقال تعالى : ( قد أفلح من تزكى )
وقال الله تعالى : ( هو الذي بعث في الأميين رسولا منهم يتلو عليهم آياته ويزكيهم ويعلمهم الكتاب والحكمة وإن كانوا من قبل لفي ضلال مبين)
وقول النبي صلى الله عليه وسلم :"اتق الله حيث ما كنت..." الحديث.
قال الإمام الطبري : أي : لقد منّ الله عليكم يا أهل الإيمان إذ بعث فيكم رسولا من أنفسكم يتلو عليكم آياته ويزكيكم فيما أحدثتم وفيما عملتم، ويعلمكم الخير والشر لتعرفوا الخير فتعملوا به والشر فتتقوه، ويخبركم برضاه عنكم إذا أطعتموه لتستكثروا من طاعته ، وتجتنبوا ما سخط منكم من معصيته ، فتتخلصوا بذلك من نقمته ، وتدركوا بذلك ثوابه من جنته، {وإن كانوا من قبل لفي ضلال مبين} أي : في عمياء من الجاهلية لا تعرفون حسنة، ولا تستغفرون من سيئة، صم عن الحق، عمي عن الهدي.
وقال ابن كثير رحمه الله في قوله تعالى: {ويزكيهم} أي يأمرهم بالمعروف وينهاهم عن المنكر لتزكو نفوسهم ، وتطهر من الدنس والخبث الذي كانوا متلبسين به في حال شركهم وجاهليتهم، {ويعلمهم الكتاب والحكمة} يعني القرآن والسنة، {وإن كانوا من قبل} أي من قبل هذا الرسول، {لفي ضلال مبين} أي لفي غي وجهل ظاهر جلي بين لكل أحد .
فزكاة النفس تكون بفعل الأوامر ، وترك النواهي كما ذكرنا آنفا .
وأعظم الغفلة غفلة العبد عن ربه عز وجل ، وغفلته عن أوامره ، وغفلته عن آداب معاملته.
قال قتادة ، وابن عيينة، وغيرهما قد أفلح من زكى نفسه بطاعة الله ، وصالح الأعمال .
وقال ابن المبارك: إن الصالحين كانت أنفسهم تواتيهم على الخير عفوا ، وإن أنفسنا لا تواتيها إلا كرها.