واجب الأمة في تعظيم حرمات الله تعالى
قدَّم بعض أهل العلم توصيات ذهبية صادرة عن إخلاص وحسن طوية في مجال واجب الأمة في تعظيم حرمات الله تعالى ، هذه التوصيات حُقَّ لها أن تُنْقَش على الصدور وأن تُكتبَ بماء الذهب ، فارعها سمعك وفكرك وأن تجد لها في سمعك مسمعاً وفي قلبك موقِعاً عسى الله أن ينفعك بها ويُوَفِقْك إلى تطبيقها ، وهاك التوصيات :
أولاً : حق الأمة الإسلامية في الدفاع عن دينها وعقيدتها وشريعتها، بكل السبل المشروعة سياسيًا واقتصاديًا وثقافيًا، ويدعو إلى استثمار عاطفة الجماهير وتوجيهها نحو الوسائل الأرشد، ويحث المسئولين على التكاتف مع الشعوب الإسلامية في حماية هويتها، وحرماتها وقيمها من حالات التجاوز والتطاول على الثوابت داخل ديار المسلمين، والتي تعدّ إحدى أسباب زيادة جرأة بعض غير المسلمين على حرمات الأمة ورموزها.
ثانيًا : التعدي على الحرمات نقطة فاصلة في علاقة الأمة بغيرها ، يتم التأكيد على أن الاعتداء على الثوابت والشعائر، سواء كان ذلك من الداخل أم من الخارج، يعتبر اعتداءً على جميع الأمة، تجب الحيلولة دونه. كما أن القيام بهذه الواجبات ينبغي أن يكون فرصة للاجتماع والائتلاف على القواسم المشتركة بين الإسلاميين, على اختلاف بلدانهم وتوجهاتهم.
ثالثًا : الاعتداء على الإنسان المسلم اعتداءٌ على جموع الأمة ، فحرمة الإنسان في الإسلام هي من أعظم الحرمات، ولهذا فإن الاعتداء على أرواح وأعراض وأموال المسلمين, هو انتهاك لحرمات الشريعة وحدودها، ((والمسلمون يسعى بذمتهم أدناهم))؛ لذا يطالبون لأجل ذلك بالكفّ عن الاستهانة بالدم المسلم من المعتدين ومن يساندونهم.
رابعًا : التحرك العملي البنّاء لحماية حرمات الأمة مع التأكيد على رفض كل أنواع الاعتداء تجاه عقيدة المسلمين وشريعتهم، فإنه يوصى بتحويل ذلك الرفض النظري إلى تحرك عملي جاد ومستمر على المستويات الرسمية والشعبية؛ لإظهار أن الأمة الإسلامية لا تقبل المساس بمقدساتها وحرماتها.
خامسًا : أهمية تضافر الجهود الإعلامية والفكرية والثقافية للتأكيد على مكانة الأنبياء فقد تفشت ظاهرة انتشار الاستهزاء بأنبياء الله ـ صلوات الله عليهم ـ في وسائل الإعلام الغربية تحديدًا، ومن خلال العديد من المواقع الإلكترونية الغربية، ومن خلال الكثير من الأعمال الفكرية والفنية والثقافية في الحياة الغربية المعاصرة. وصاحَب ذلك تزايد نفس الظاهرة في بعض المنتديات الفكرية العربية، ومن خلال عدد من وسائل الإعلام العربية أيضًا. لذا يوصى أن تتضافر الجهود من أجل الحفاظ على منزلة ومكانة الأنبياء، ولسن الأنظمة الدولية التي ترعى حرمتهم، وتصونها من العبث الفكري والإعلامي والثقافي، وأن تكون الأمة الإسلامية في طليعة المطالبين بذلك.
سادسًا : إنشاء ودعم مراكز الدراسات المتخصصة في دراسات الاستشراق والغربن فإن الأمة الإسلامية تعاني من ندرة المراكز الفكرية المتخصصة في التعرف على الفكر الغربي، والقادرة على التصدي للمواقف الفكرية والإعلامية والثقافية الغربية، التي تنال من حرمات الأمة، أو تعتدي على شعائرها ورموزها. لذا, يوصى أن تعنى الأمة في المرحلة القادمة بإنشاء العديد من المراكز الفكرية والإعلامية المتخصصة في فهم الغرب، وفي توجيه دفعة التعامل مع الفكر الغربي، ومع المواقف الإعلامية الغربية التي تؤثر على الأمة الإسلامية سلبًا أو إيجابًا. كما يرى المؤتمر أهمية إيجاد فريق عمل فكري يوصف أفراده بالعلم الشرعي والاطلاع الفكري على الغرب وامتداداته في بلاد المسلمين؛ لإدارة هذه المواجهة الفكرية بكفاءة.
سابعًا : إصدار دراسات متخصصة في استراتيجيات الأمة في تحجيم الإساءات الموجهة ضد دينها وحرماتها : إن قسمًا كبيرًا من أسباب قلة تأثير مواقفنا المعارضة لتلك التصرفات المعادية، يعود إلى نوع من القصور يشوب فهم دوافع المعتدين والمتجرئين على ديننا وثوابتنا، وهو ما يؤدي إلى بعض التضارب والتناقض في المواقف. لذا يوصى بالمزيد من التعمق في دراسة تلك الظاهرة ودوافعها وأبعادها، على أن تتحول فيما بعد إلى دراسات شاملة تكشف جوانب الموضوع، وتطرح استراتيجيات التعامل معه.
ثامنًا : أهمية تفاعل الحكومات والمؤسسات الرسمية مع بقية الأمة ، فيجب على الحكومات العربية والإسلامية، والهيئات والفعاليات السياسية والدبلوماسية، اتخاذ مواقف أصح وأصرح، للتعبير عن دين الأمة وهويتها، إذ لا يعقل أن تكون كثير من ردود الأفعال الرسمية تجاه التدخل في تفاصيل الشئون الداخلية، أهم وأكبر من اقتحام واستباحة حرمات الأمة كلها من أطراف خارجية أو داخلية .
تاسعًا : ضرورة تأكيد مناهج الدراسة في العالم الإسلامي على تعظيم الحرمات، واحترام الأنبياء، والاقتداء بالصحابة ـ رضوان الله عليهم أجمعين ـ . ويتم ذلك بدعوة إلى وزارات التربية والتعليم في العالم الإسلامي، وإلى القائمين على مسيرة تطوير مناهج التعليم في الأمة الإسلامية للتأكيد على تعظيم الشعائر والأنبياء ، عليهم الصلاة والسلام، والصحابة ـ رضي الله تعالى ـ عنهم من خلال البرامج التعليمية التي تربي الأجيال الناشئة من الأمة على تعظيم حرمات الإسلام.
عاشرًا : دعوة وسائل الإعلام في الدول العربية والإسلامية إلى تعظيم حرمات الإسلام والمسلمين، وعدم استفزاز عموم الأمة بالتطاول على الثوابت مع الإنكار التام على بعض وسائل الإعلام في الدول العربية والإسلامية، انسياقها مع الحملات المغرضة في التهجم على حرمات الإسلام وشعائره ورموزه، ويوصى بالمواجهة الرسمية والشعبية الحاسمة لهذه الحملات، ومنع استمرارها بالطرق الشرعية الممكنة. كما يوصى القائمين على وسائل الإعلام العربي والإسلامي, أن يكونوا درعًا للأمة في صد الحملات الخارجية، وأن لا يتحول البعض منهم إلى سلاح ضد الأمة بدلاً من أن يكون سلاحًا لها .
الحادي عشر : إنشاء لجنة إسلامية قانونية للدفاع عن الحرمات الإسلامية، ويتم ذلك بتكوين لجنة قانونية متخصصة تسعى إلى ضمان عدم التعدي على الحرمات الإسلامية، وتجريم الإساءة إلى ثوابت الدين، والملاحقة القضائية والقانونية للمتجاوزين من غير المسلمين أو من المنتسبين إلى الإسلام، وتحميلهم المسئولية الشرعية، والتنسيق مع اللجان الأهلية والحكومية العاملة في المجال نفسه؛ من أجل توحيد الجهود وتعزيزها. وقد بادر بعض القانونيين في كلية الحقوق في الكويت بتقديم مشروع متكامل في هذا الصدد .
الثاني عشر : التركيز على الجهود الدعوية الرامية إلى تعريف الغربيين بالإسلاممع التأكيد على أهمية الجهود الدعوية في الدفاع عن حرمات الأمة عن طريق تعريف الغربيين بالإسلام من خلال البرامج الإعلامية والفكرية الموجهة، والقنوات الفضائية المتخصصة في مخاطبة الغرب، والتركيز على مخاطبتهم بالأساليب الدعوية المناسبة للشخصية الغربية.
الثالث عشر : أهمية دور الجاليات الإسلامية في الغرب والحرص التام على الاستفادة من الجاليات المسلمة في الغرب، كخط دفاع أول في مواجهة ظاهرة التطاول