الطريقة النقشبندية العلية
اهلا وسهلا بك اخى الكريم فى موقع الطريقة النقشبندية العلية والتصوف السنى عرف بنفسك او قم بالتسجيل حللت اهلا ونزلت سهلا نرجوا لك ان تقضى اسعد الاوقات وان تفيد وتستفيد حياك الله وبياك
محمد النقشبندى
الطريقة النقشبندية العلية
اهلا وسهلا بك اخى الكريم فى موقع الطريقة النقشبندية العلية والتصوف السنى عرف بنفسك او قم بالتسجيل حللت اهلا ونزلت سهلا نرجوا لك ان تقضى اسعد الاوقات وان تفيد وتستفيد حياك الله وبياك
محمد النقشبندى
الطريقة النقشبندية العلية
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

الطريقة النقشبندية العلية

دروس وخطب فقة حديث توحيد سيرة تصوف اسلامى اداب و سلوك احزاب و اوراد كتب مجانية تعليم طب بديل واعشاب بخور اسرة وطفولة اكلات قصص واشعار
 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول
دخول
اسم العضو:
كلمة السر:
ادخلني بشكل آلي عند زيارتي مرة اخرى: 
:: لقد نسيت كلمة السر
عدد الزوار عند الاقسام

.: عدد زوار منتدى الطريقة النقشبندية العلية

بحـث
 
 

نتائج البحث
 

 


Rechercher بحث متقدم
المواضيع الأخيرة
» اصدق شيخ لعلاج السحر والمس والحسد عن بعد مجرب
مفهوم العلم والتعلم عند النقشبندية Emptyالأحد ديسمبر 24, 2023 10:20 am من طرف ام سطام

» جوهرة عجيبة من أسرار الشريف اسماعيل النقشبندى
مفهوم العلم والتعلم عند النقشبندية Emptyالأحد ديسمبر 24, 2023 10:14 am من طرف ام سطام

» هديتي اليكم افضل شيخ مغربي مجرب لعلاج السحر والمس صادق
مفهوم العلم والتعلم عند النقشبندية Emptyالأحد ديسمبر 24, 2023 10:05 am من طرف ام سطام

» علاج الكبد الدهني - اعشاب للقضاء على دهون الكبد - اعشاب للمحافظه على الكبد
مفهوم العلم والتعلم عند النقشبندية Emptyالجمعة مارس 18, 2022 3:14 pm من طرف زاشيائيل

» الحزب الكبير الأول لسيدى أحمد البدوى قدس الله سره
مفهوم العلم والتعلم عند النقشبندية Emptyالجمعة مارس 18, 2022 3:02 pm من طرف زاشيائيل

» النفاق والمجاملة والفارق بينهما
مفهوم العلم والتعلم عند النقشبندية Emptyالخميس مايو 13, 2021 9:24 am من طرف ابوعمارياسر

» حكم من مات وعليه صيام أو كفارة
مفهوم العلم والتعلم عند النقشبندية Emptyالخميس مايو 13, 2021 8:50 am من طرف ابوعمارياسر

» البحر المسجور
مفهوم العلم والتعلم عند النقشبندية Emptyالسبت أغسطس 15, 2020 10:59 am من طرف صبحى0

» الحفظ أثناء النوم
مفهوم العلم والتعلم عند النقشبندية Emptyالسبت أغسطس 15, 2020 10:54 am من طرف صبحى0

» دور القرآن في علاج الأمراض
مفهوم العلم والتعلم عند النقشبندية Emptyالسبت أغسطس 15, 2020 10:47 am من طرف صبحى0

» الفرق بين ( العشي والإبكار ) وبين ( العشي والإشراق )
مفهوم العلم والتعلم عند النقشبندية Emptyالسبت أغسطس 15, 2020 10:40 am من طرف صبحى0

» التحذير من خطر التكفير
مفهوم العلم والتعلم عند النقشبندية Emptyالأربعاء أغسطس 12, 2020 5:17 pm من طرف عاشق الصوفية

» وصية نبوية عظيمة
مفهوم العلم والتعلم عند النقشبندية Emptyالجمعة يناير 31, 2020 12:59 am من طرف ابوعمارياسر

» معاني الكبير في القرآن الكريم
مفهوم العلم والتعلم عند النقشبندية Emptyالأحد نوفمبر 17, 2019 5:56 pm من طرف ابوعمارياسر

» تحميل ابحاث مجلة الشريعة
مفهوم العلم والتعلم عند النقشبندية Emptyالأربعاء مايو 22, 2019 4:34 am من طرف ابوعمارياسر

» الامام أحمد المقري التلمساني
مفهوم العلم والتعلم عند النقشبندية Emptyالأربعاء مايو 22, 2019 4:29 am من طرف ابوعمارياسر

» قصيدة مترجمة رائعة في مدح الرسول
مفهوم العلم والتعلم عند النقشبندية Emptyالأربعاء مايو 22, 2019 4:20 am من طرف ابوعمارياسر

» رائعة من كتاب الاتقان في علوم القرآن
مفهوم العلم والتعلم عند النقشبندية Emptyالأربعاء مايو 22, 2019 4:16 am من طرف ابوعمارياسر

» الامام أحمد المقري التلمساني
مفهوم العلم والتعلم عند النقشبندية Emptyالخميس مايو 09, 2019 1:16 am من طرف ابوعمارياسر

» اذى الخلق لسيدي ابن عجيبة
مفهوم العلم والتعلم عند النقشبندية Emptyالخميس مايو 09, 2019 1:12 am من طرف ابوعمارياسر

المواضيع الأكثر نشاطاً
عرف بنفسك
كيف تتلذذ بالصلاة
كتاب الغيبة
كتاب السير والمساعي في أحزاب وأوراد السيد الغوث الكبير الرفاعي
ديوان الحلاج
خلفاءالشريف اسماعيل قدس الله أسرارهم
ديوان ابن دريد
ما هي الطريقة النقشبندية
مكتبة الشيخ محمد عبد الرحيم الحميلى
فضل الصلاة والتسليم على النبي صلى الله عليه وسلم من الأحاديث النبوية
مواضيع مماثلة
إعلانات تجارية

    لا يوجد حالياً أي إعلان



     

     مفهوم العلم والتعلم عند النقشبندية

    اذهب الى الأسفل 
    كاتب الموضوعرسالة
    النقشبندى
    إدارة المنتدى
    إدارة المنتدى
    النقشبندى



    العمر : 47
    ذكر
    الوسام وسام الاداره

    مفهوم العلم والتعلم عند النقشبندية Empty
    مُساهمةموضوع: مفهوم العلم والتعلم عند النقشبندية   مفهوم العلم والتعلم عند النقشبندية Emptyالثلاثاء يناير 10, 2017 4:22 pm

    الفصل الثاني: مفهوم العلم والتعلم عند النقشبندية:
    يقول الناقد دمشقية في كتابه " الطريقة النقشبندية" [ص: 62 – 70]، ما نصه:
    موقفهم من التعليم والتعلم

    ومع أن الطريقة مبناها على العلاقة بين الشيخ والمريد فان الشيخ ليس للتعليم وإنما هو لتحصيل الواسطة وتنظيم العلاقة بين المريد وبين الله ووضع صورة الشيخ في مخيلة المريد. ونحن لا نعلم دينا يوجب صورة شخص كشرط للوصول إلى الله إلا تصاوير هبل ويغوث ويعوق. ولهذا نهى الإسلام عن اتخاذ التصاوير لأن المشركين اتخذوها وسيلتهم للوصول إليه. بل هذا فيه إبطال لقوله تعالى { وإذا سالك عبادي عني فاني قريب أجيب دعوة الداع إذا دعان } فالله أقرب إلى المريد من الشيخ، ولم يقل وإذا سالك عبادي عني فان لي أولياء يجيبون دعوة الداع إذا دعاهم.
    وفي الحديث « لتتبع كل أمة ما كانت تعبد» فيتبع الذين كانوا يعبدون الشمس: صورة الشمس.. وهكذا. ويدخل في هذا الحديث من كانوا يضعون صورة الشيخ في مخيلتهم عند ذكر الله تعالى فيتبعون يوم القيامة صورته حتى توصلهم إلى جهنم.
    بل يمكن للشيخ أن يربي مريده بالروحانية من غير أن يجتمع به اجتماعا حسيا. وزعموا أن النبي كان يربي أويسا القرني بمثل ذلك (1).
    طعنـهم في العلم
    • والعلم عندهم مشغلة لا توصل إلى المطلوب ذلك أنهم يحصلون العلوم الجمة في ساعات وليس كأحمد والشافعي وأبي حنيفة الذين استغرق طلبهم للعلم عشرات السنين.
    • وقد أكدت كتب النقشبندية هذه الحقيقة فحكوا عن أبي يزيد قوله الموجه لأهل الحديث وطلبة العلم « أخذتم علمكم ميتا عن ميت، وأخذنا علمنا عن الحي الذي لا يموت» (2). وحكى القشيري عن أبي بكر الوراق قوله « آفة المريد ثلاث: التزوج وكتابة الحديث والأسفار» وذكر أن أحد الصوفية سئل عن سوء أدب الفقير - أي الصوفي - فقال « انحطاطه من الحقيقة إلى العلم» (3).
    وهل الأموات الذين أخذ عنهم أهل الحديث إلا تابعون أخذوا عن الصحابة وأخذ الصحابة عن رسول الله الذي اشترط الله لطالب الهداية اتباعه فقال { وان تطيعوه تهتدوا }؟
    • قالوا « فلا سبيل للوصول إلى الله تعالى ولا يقدر أن يتوجه إليه إلا بواسطة الشيخ بل هو أقرب الطرق للوصول إلى الله: والتقرب إلى الله يكون بمشهده ومسجده وبلدته وعصاه وسوطه ونعله. وهذا موجب للقرب إلى الله ومقتض للشفاعة (4).
    • وهذا عودة إلى المبدأ الجاهلي القديم أن القربى إلى الله لا تحصل إلا بوسيط قال تعالى { والذين اتخذوا من دونه أولياء: ما نعبدهم إلا ليقربونا إلى الله زلفى } وركوب لسنن من كان قبلنا كالنصارى القائلين: المسيح هو الطريق إلى الله لا أحد يمكنه الذهاب إلى الله الأب إلا به (5).
    • وتسمية هذا الوسيط شيخا تعمية وتمويه فان تعليمه للمريد يمكن أن يكون في دقائق فقد حكوا بأن الوصول عندهم يكون بطريق الجذبة (الدفعة) يدفع الشيخ بها المريد فيصل إلى أقصى المعارف وتزول بها العلقة المظلمة في القلب كتلك التي أخرجها جبريل من قلب النبي صلى الله عليه وآله وسلم (6).
    • والإسلام لا يعرف شيخا لا يعلم بل يكون صورة لوضع صورته في خيال السالك إلى الله! حسبما تدعو إليه النقشبندية بشدة وتدعي أنه من غير وضع صورة الشيخ في مخيلة السالك إلى الله لا يتم الوصول إلى الله ولا يمكن تحصيل المقامات العلا.
    • وقد اعترض على وجوب وضع صورة الشيخ في مخيلة المريد بأنهم لا يمكنهم أن يأمروا المريد بوضع صورة الشيخ في مخيلة المريد إذا كان داخلا في الصلاة. فما الذي يجعل هذا التخيل حراما في الصلاة حلالا في غيرها. وما الداعي إلى رابطة بالله عز وجل غير رابطة الصلاة.
    شاه نقشبند يحيي ويميت
    وكان يكفي الشيخ بهاء نقشبند أن يقول للرجل «مت» فيموت. ثم يقول له «قم حي» فيعود إلى الحياة مرة أخرى. وذكر قصة طويلة في ذلك وأنه القي إليه أن يقول لصاحبه مت فمات ثم القي إليه أن يقول له عش فأخذت تسري به الحياة شيئا فشيئا ثم عاد إلى الحياة (7).
    وقد اعترف السرهندي أن مريدي الطريقة يقولون «الشيخ يحيي ويميت، وأن الإحياء والإماتة من لوازم مقام المشيخة» (8).
    ويذكر محمد الكردي في تنوير القلوب أن إمداد الشيخ شاه نقشبند لأصحابه حاصل لهم في حياته وبعد موته فلا فرق بين حياته وموته في إمداد أصحابه بكل شيء ودليله قوله تعالى { أفإن مات أو قتل انقلبتم على أعقابكم } (9).
    وكان شاه نقشبند يتمثل هو وكل نقشبندي بأقوال الحلاج ومنها هذا البيت :
    كفرت بدين الله والكفر واجب لدي وعند المسلمين قبيح (10).
    هذا البيت الشعري مشهور ومتداول في كتب النقشبنديين، كيف يكون فيه شيء من الإيمان من يستحسن نقل هذا الشعر الكفري من الحلاج الذي شهد علماء الأمة أجمعهم بكفره؟!!
    وسلم أحد الناس عليه فلم يرد عليه السلام ثم اعتذر إليه بعد ذلك بأنه كان مشغولا بسماع كلام الله (11).
    وسئل عن الأدب فقال: « الأدب ترك الأدب».(12).

    ...............................

    (1) ورد في "نور الهداية" لزاده [ج1/ص: 33] ..
    (2) ورد في "المواهب السرمدية" للزملكاني [ج1/ص: 49]؛ وفي "الأنوار القدسية" للسنهوتي [ج1/ص: 99]؛ وفي "طبقات الصوفية" للشعراني [ج1/ص: 5]؛ وفي "الفتوحات المكية" لابن عربي [ج1/ص: 365]؛ وفي "تلبيس إبليس" لابن الجوزي [ج1/ص: 344]؛ وفي "الرحمة الهابطة" للدوسري [ج1/ص: 309] ..
    (3) ورد في "الرسالة القشيرية" للقشيري [ج1/ص: 92] ..
    (4) ورد في "نور الهداية" لزاده [ج1/ص: 26]؛ وفي "المواهب السرمدية" للزملكاني [ج1/ص: 170]؛ وفي "الأنوار القدسية" للسنهوتي [ج1/ص: 167] ..
    (5) انجيل يوحنا [ج6/ص: 14] ..
    (6) ورد في "نور الهداية" لزاده [ج1/ص: 74] ..
    (7) ورد في "المواهب السرمدية" للزملكاني [ج1/ص: 133]؛ وفي "الأنوار القدسية" للسنهوتي [ج1/ص: 167]؛ وفي "الحدائق الوردية" للحفيد الخاني [ج1/ص: 137]؛ وفي "جامع الكرامات" للنبهاني [ج1/ص: 137] ..
    (8) ورد في "المكتوبات الشريفة" للسرهندي [ج1/ص: 349] ..
    (9) ورد في "تنوير القلوب" للزملكاني [ج1/ص: 500] ..
    (10) ورد في "الأنوار القدسية" للسنهوتي [ج1/ص: 134]؛ وفي "الحدائق الوردية" للخاني [ج1/ص: 213]؛ وفي "المكتوبات الربانية" للسرهندي [ج1/ص: 282] ..
    (11) ورد في "المواهب السرمدية" للزملكاني [ج1/ص: 130]؛ وفي "الأنوار القدسية" للسنهوتي [ج1/ص: 135] ..
    (12) ورد في "المواهب السرمدية" للزملكاني [ج1/ص: 126]؛ وفي "الأنوار القدسية" للسنهوتي [ج1/ص: 133] ..
    ============================
    الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
    النقشبندى
    إدارة المنتدى
    إدارة المنتدى
    النقشبندى



    العمر : 47
    ذكر
    الوسام وسام الاداره

    مفهوم العلم والتعلم عند النقشبندية Empty
    مُساهمةموضوع: رد: مفهوم العلم والتعلم عند النقشبندية   مفهوم العلم والتعلم عند النقشبندية Emptyالثلاثاء يناير 10, 2017 4:25 pm

    قول الناقد الكريم أن الشيخ النقشبندي هو مربي ومرشد سلوك دون التعليم أمر مبالغ فيه، فقاعدة النقشبندية بالصحبة، مأخوذة ومقتبسة من قاعدة العارف بالله ابن عطاء الله السكندري، وهي عند النقشبندية: ( لَاَ تُصَاّحِبْ أَيَ صَاّحِبٍ، إِلْاَ صَاّحِباً يُنْهِضُكَ حَاَلُهُ، وَيَدُلْكَ عَلَىَ اللهِ مَقَاّلُهُ )؛ (1) ..
    فالشيخ أو المرشد المربي يدعو مريده من خمس موبقات إلى خمس منجيات:
    فقد روى الواعظ التابعي الزاهد شقيق البلخي، عن جابر بن عبد الله وأنس بن مالك رضي الله عنهما، مرفوعا، عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، أنه قال: ( لا تَجْلِسُوا مَعَ كُلِّ عَالِمٍ، إِلا عَالِمًا يَدْعُوكُمْ مِنْ خَمْسٍ إِلَى خَمْسٍ: مِنَ الشَّكِّ إِلَى الْيَقِينِ، وَمِنَ الْعَدَاوَةِ إِلَى النَّصِيحَةِ، وَمِنَ الْكِبْرِ إِلَى التَّوَاضُعِ، وَمِنَ الرِّيَاءِ إِلَى الإِخْلاصِ، وَمِنَ الرَّغْبَةِ إِلَى الزُّهْدِ )؛ (2) ..
    فالعالم النقشبندي، عارف مرشد، وليس شيخ كُتْاّبِ يعلم الأبجدية أو يحفظ كلمات القرآن، ويعلم القراءات القرآنية المتواترة، كما يفعل شيوخ الكتاب والمقرئين، إنما يعلم مريده آداب حسن السلوك مع الله تعالى، وكيفية التقرب إليه سبحانه وكسب الإيمان به جل وعلا بمشيئته ومنته تعالى، وإدراك التقوى على حقيقتها، وضمان حسن الخاتمة، وكسب الآخرة ومعانيها، التي أهملها أكثر الناس اليوم، وهم مسلمين! ..
    فالسلوك الإيماني إذا ما أدركه المريد الصادق بمشيئة الله، به جانب من الإيمان العالي بالحق العلي، فإنه مع ميزة ربطه للقلب بالآخرة وانشغاله واشتغاله بها، وما يورثه في القلب من الرضا والطمأنينة والسعادة، فإنه إضافة لذلك يقوي الفهم والحفظ والدرس إذا ما توقد الذهن بقوة الإيمان واستنار القلب بنور التقوى، لقوله تعالى: { وَاتَّقُواْ اللّهَ وَيُعَلِّمُكُمُ اللّهُ وَاللّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ } [البقرة : 282]، فالمرشد النقشبندي يدلك على جوهر المادة التي يكون بها اتقان كل علم ديني معادي، أو حتى دنيوي معاشي ..
    وهذا لا يعني أن المرشد النقشبندي لا يعي باقي العلوم الدينية تصفحاً، بل هو مصدر لأسرارها وفقهها، بل ويعلمها ولكن ليس على وجه التخصص بها، فهو الداعي المرشد إلى طريق الإيمان وبلوغ حق التقوى ..
    فشيخي المربي النقشبندي، أنا العبد لله، علمنا تفسير القرآن، وأصول الحديث وفقه المواريث والفقه الشرعي على مذهب الإمام أبي حنيفة، وعلم أصول العقائد الماتريدية والأشعرية، ولكن كان تخصصه بالإرشاد السلوكي النقشبندي، هو الذي يميزه ..
    وتصور الشيخ بالمخيلة إنما هو من باب التذكر لحال المحبة التي تُفَعِلُ الرابطة مع قلب المريد، فيكون المشرب الصافي لمستقى القلب، من المنهل الصافي، لقوله تعالى: { عَيْناً يَشْرَبُ بِهَا عِبَادُ اللَّهِ يُفَجِّرُونَهَا تَفْجِيراً } [الإنسان : 6] ..
    قال يشرب بها لا يشرب منها كما هو السياق عادتاً ..
    فيكون ذلك بالمعاينة للقرين المرشد الرحماني، أثناء الذكر:
    عَنْ عُمَارَةَ بْنِ زَعْكَرَةَ رضي الله عنه، قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآَلِهِ وَسَلَّمَ، يَقُولُ: ( إِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ يَقُولُ: (( إِنَّ عَبْدِي كُلَّ عَبْدِيَ، الَّذِي يَذْكُرُنِي وَهُوَ مُلَاقٍ قِرْنَهُ )) )؛ (3) ..
    والعلم عند السادة النقشبندية ليس مشغلة كما يحاول ناقدنا الكريم أن يؤول بمفهومه الخاص، إنما له أوليات، فالأهم بالعلم ما كان من عدة القبر وأنيساً للمؤمن في قبره، ونجاته من أهوال يوم القيامة والحشر، وضمانه للجنة، وهو العلم بلا إله إلا الله، أو معرفة الله، أو لنقل علم التوحيد؛ فما تعلم العبيد خيراً من التوحيد ..
    يروي شمس المحققين الذهبي، فيقول: سمعت الإمام أبا العباس أحمد بن عبد الحليم [ابن تيمية]، سمعت الشيخ عز الدين الفاروثي، سمعت شيخنا شهاب الدين السهروردي، يقول: ( عزمت على الاشتغال بأصول الدين، فقلت في نفسي: أستشير الشيخ عبد القادر [الجيلاني]، فأتيتُه، فقال قبل أن أنطق: يا عمر، ما هو مِن عُدَّةِ القبر، يا عمر، ما هو من عدة القبر )؛ (4) ..
    والإمام الباز الجيلاني كان من مريدي أحد رجال الطريقة النقشبندية، من السادة النقشبندية وهو الغوث الرباني أبو يعقوب يوسف الهمداني، وهو الذي أذنه بالإرشاد، وفق ما ورد في "سير النبلاء" للذهبي [ج20/ص: 439]؛ وتابع الباز الجيلاني مع خلفه من السادة الأجلاء النقشبندية، وهو الغوث الصمداني عبد الخالق الغجداواني ..
    ويأتي بعد علم السلوك والتوحيد، بالأهمية تعلم القرآن تفسيراً وتأويلاً:
    عن ذي النورين عثمان بن عفان رضي الله عنه، أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم، قال: ( خَيْرُكُمْ مَنْ تَعَلَّمَ الْقُرْآنَ وَعَلَّمَهُ [وَفَضْلُ الْقُرْآنِ عَلَى سَائِرِ الْكَلامِ كَفَضْلِ اللَّهِ عَلَى خَلْقِهِ، وَذَلِكَ أَنَّهُ مِنْهُ] )؛ (5) ..
    فإذا كان الإسلام شجرة فإن الطريقة السلوكية الإيمانية أغصانها، والمعرفة أوراقها التي تعطيها الطاقة والغذاء، وبلوغ مقام الإحسان إثمارها، والقرآن جامع بجميعها بالدلالة والإشارة تفسيراً وتأويلاً ..
    ثم يأتي في المقام الثالث من العلم، الفقه لأن الطريقة النقشبندية الأصولية تجمع بين الفقه والتصوف، وكثير من الفقهاء المجتهدين الكبار كانوا نقشبندية، ثم يأتي حفظ الحديث والمتابعة له، وهذا ما يسمى التصوف الرشيد، أو التحقق الحميد ..
    عَنِ ابْنِ شِهَابٍ الزهري، قَالَ: قَالَ حُمَيْدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، سَمِعْتُ مُعَاوِيَةَ خَطِيبًا، يَقُولُ: سَمِعْتُ النبيَّ صلَّى اللهُ عليهِ وآله وسلَّم، يقولُ: ( مَن يُرِدِ اللهُ به خيرًا، يُفَقِّهْهُ في الدِّينِ )؛ (6) ..
    والحديث أعلاه اتفق على صحته الشيخان: البخاري ومسلم، وهناك أحاديث أخرى بفضل الفقه والفقيه متفاوتة الصحة في مجموعها تفيد الصحة (7) أيضاً ..
    يقول إمام دار الهجرة ونجم العلماء، مالك بن أنس رضي الله عنه الذي: ( مَنْ تَصّوْفَ ولَم يَتْفَقْه فَقْد تَزَنْدَّقَ، ومَنْ تَفَقْهَ ولَم يَتَصُوفْ فَقَدْ تَفَسْق، ومَنْ جَمعَ بَينَهُما فَقْد تَحقَقَ )؛ (8) ..
    ويقول فقيه الشعراء وشاعر الفقهاء فقيه السنة الأكبر، الإمام ابن ادريس الشافعي رحمه الله تعالى: ( فَقِيِهَاً وَصُوّفِيِاً فَكُنْ لَيِسَ وَاّحِدَاً، فَإِنّيِ وَحَقُ الْلَهِ إيّاكَ أَنصَحُ، فَذَلِكَ قَاَسٍ لَمْ يَذُقْ قَلبُهُ تُقَىً، وَهَذا جَهُوّلٌ كَيِفَ ذُوْ الجَهْلِ يَصْلُحُ )؛ (9) ..
    من ناحية أخرى المقدم عند أهل الخصوص منهم، هو العلم الاجتهادي المبني على الاستنتاج والاستنباط والاستدلال، من خلال تطور ملكة الاستدلال الفكري، الناتجة عن عبادة التفكر، وهي مفتاح معرفة الله عز وجل، ومورد معاقل هذه المعرفة، حتى تستفيض بنور العلم وكشفه، والتي تقوي فهم العلوم والاستقامة وتقوي حفظ العلم؛ ووفق المرفوع المرسل عن أنس بن مالك، والموقوف الصحيح؛ عن الصحابي الجليل أبي الدرداء وعن سيد شباب أهل الجنة السبط الحسن، وحبر الأمة ابن عباس رضي الله عنهم أجمعين، أن ساعة من تفكر خير من قيام ليلة من ليل!، مع العلم أن قيام الليل شرف المؤمن، ومن أسما النوافل والعبادات عند أهل الخصوص ..
    لقوله تعالى: { ِإنَّ رَبَّكَ يَعْلَمُ أَنَّكَ تَقُومُ أَدْنَى مِن ثُلُثَيِ اللَّيْلِ وَنِصْفَهُ وَثُلُثَهُ وَطَائِفَةٌ مِّنَ الَّذِينَ مَعَكَ ٌ ... } [المزّمِّل : 20] ..
    عَنْ أَبِي الدَّرْدَاءِ، رضي الله عنه، قَالَ: ( تَفَكُّرُ سَاعَةٍ، خَيْرٌ مِنْ قِيَامِ لَيْلَةٍ )؛ (10) ..
    فالتفكر يقوي ملكة الفهم الشرعي والعقدي، والاستنباط من كتاب الله عز وجل، وسنة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم .


    أما نقد الناقد على سلطان العارفين فهو نقد لكلام مبتور:
    يروى عند أهل الصدور أن جمع من المحدثين اجتمعوا بسلطان العارفين أبو يزيد البسطامي أو أبو يزيد الأكبر، وفق تسمية الشيخ الأكبر السلطان ابن عربي قدس سره، فتسألوا لما هو زاهد كل هذا الزهد بالدنيا خيرها وشرها، وليس له مشغلة بتحصيل العلم الكسبي، فذكر لهم أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم، أخبرنا أن لا راحة للمؤمن إلا بالزهادة بالدنيا ..
    فقال المحدثين من أين لك هذا يا شيخ، فقال من قوله صلى الله عليه وآله وسلم: ( إِنَّ الزَّهَادَةَ فِي الدُّنْيَا، تُرِيحُ الْقَلْبَ وَالْبَدَنَ )؛ (11)، فقالوا يا شيخ هذا الحديث لا يصح عندنا؛ فقال بل هو صحيح!؛ لقوله تعالى: { لَن تَنَالُواْ الْبِرَّ حَتَّى تُنفِقُواْ مِمَّا تُحِبُّونَ } [آل عمران : 92]؛ وبين لهم أن النفس إن لم نشغلها بالله، شعلتنا بالدنيا، ثم قال: ( (( أخذتم علمكم ميت عن ميت، تقولون فلان عن فلان عن فلان؛ وكلهم ماتوا، أما نحن فأخذناه عن الحي الذي لا يموت ))، [ويعني بذلك كتاب الله المنزل على قلب نبيه المرسل صلى الله عليه وآله وسلم، لأنه حي محفوظ من حي حفيظ]؛ ثم أردف فقال: (( علمنا ليس بعلم كتاب، نقرأه فنحفظه فنصبح علماء، ثم ننساه فنصبح جهال، إنما علمنا علم رباني، متى ما احتجناه وجدنا، بلا حفظ ولا درس )) ) (12) ..
    يقول صلى الله عليه وآله وسلم: ( (( إِنَّ لِلَّهِ أَهْلَيْنِ مِنَ النَّاسِ ))؛ قِيلَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، مَنْ أَهْلُ اللَّهِ؟ قَالَ: (( أَهْلُ الْقُرْآنِ هُمْ أَهْلُ اللَّهِ وَخَاصَّتُهُ )) )؛ (13) ..
    وهو الأصول الأول في الدين ومصدر الأصول، والمعرفة مبثوثة فيه، تستخرج بنور التقوى ..
    عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه؛ قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: ( لا تَكْتُبُوا عَنِّي شَيْئًا سِوَى الْقُرْآنِ، فَمَنْ كَتَبَ عَنِّي شَيْئًا سِوَى الْقُرْآنِ فَلْيَمْحُهُ )؛ (14) ..
    عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو بن العاص رضي الله عنهما، أَنّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: ( بَلِّغُوا عَنِّي وَلَوْ آيَةً، وَحَدِّثُوا عَنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ وَلَا حَرَجَ، وَمَنْ كَذَبَ عَلَيَّ مُتَعَمِّدًا، فَلْيَتَبَوَّأْ مَقْعَدَهُ مِنَ النَّارِ )؛ (15) ..
    ففي هذا الحديث الصحيح، أعطى الأولوية لكتاب الله، الذي هو أحسن الحديث، والحديث من التحديث الذي يبقى صالح لكل زمان:
    عن جابر بن عبد الله رضي الله عنه، أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، قال: ( إِنَّ أَحْسَنَ الْحَدِيثِ كِتَابُ اللَّهِ، وَأَحْسَنَ الْهَدْيِ هَدْيُ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ )؛ (16) ..
    وذلك لأن السنة شرح الكتاب الكريم، فمن ضل عنها ضل عن الكتاب؛ وهذا يتضح بقوله تعالى: { وَمَا أَنزَلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ إِلاَّ لِتُبَيِّنَ لَهُمُ الَّذِي اخْتَلَفُواْ فِيهِ وَهُدًى وَرَحْمَةً لِّقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ } [النحل : 64]؛ ومن هذا الآية نجد أن السنة الشريفة هي على التحقيق بيان لمقاصد القرآن، على وجه الحصر بقوله تعالى: { وَمَا أَنزَلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ إِلاَّ لِتُبَيِّنَ }، فحصرت السنة ببيان القرآن، وهذا أمر بديهي، فالرسول الكريم عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم، رسالته هي القرآن وهو أصل الإسلام، ومهمته البلاغ وبيان الرسالة المرسلة من الله، وهي القرآن، ويؤيد أيضا قوله تعالى: { ...... وَأَنزَلْنَا إِلَيْكَ الذِّكْرَ لِتُبَيِّنَ لِلنَّاسِ مَا نُزِّلَ إِلَيْهِمْ وَلَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ } [النحل : 44]؛ فكان إنزال القرآن وفق سياق دلالة الآية ملزمة ببيان السنة، ولا بيان في السنة لغير القرآن لأن الاثنين واحد؛ لقوله تعالى: { مَا ضَلَّ صَاحِبُكُمْ وَمَا غَوَى [2] وَمَا يَنطِقُ عَنِ الْهَوَى [3] إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى } [النجم : 4] ..
    ونجد في إحدى روايات السنة الصحيحة تكلم النبي صلى الله عليه وآله وسلم على السنة والقرآن بأنهما شيء واحدة:
    عن عبد الله بن عباس رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، قال: ( إِنِّي قَدْ تَرَكْتُ فِيكُمْ مَا إِنِ اعْتَصَمْتُمْ بِهِ فَلَنْ تَضِلُّوا أَبَدًا كِتَابَ اللَّهِ وَسُنَّةَ نَبِيِّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ )؛ (17) ..
    وفي رواية أصح: عَنْ جَابِرٍ بن عبد الله رضي الله عنه، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وآله وَسَلَّمَ، قَالَ: ( تَرَكْتُ فِيكُمْ، مَا إِنْ تَضِلُّوا بَعْدَهُ إنْ اعْتَصَمْتُمْ بِهِ؛ كِتَابُ اللَّهِ )؛ (18) ..
    ففي الحديث الأول جعل عليه الصلاة السلام السنة والكتاب واحد، وفي الثاني تكلم عن الكتاب أنه لا ضلالة لمن اعتصم به:
    عن الإمام علي كرم الله وجهه قال: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وآله وَسَلَّمَ، يَقُولُ: ( (( أَلَا إِنَّهَا سَتَكُونُ فِتْنَةٌ ))، فَقُلْتُ: مَا الْمَخْرَجُ مِنْهَا يَا رَسُولَ اللَّهِ؟ قَالَ: (( كِتَابُ اللَّهِ فِيهِ نَبَأُ مَا كَانَ قَبْلَكُمْ، وَخَبَرُ مَا بَعْدَكُمْ، وَحُكْمُ مَا بَيْنَكُمْ، وَهُوَ الْفَصْلُ لَيْسَ بِالْهَزْلِ، مَنْ تَرَكَهُ مِنْ جَبَّارٍ قَصَمَهُ اللَّهُ، وَمَنِ ابْتَغَى الْهُدَى فِي غَيْرِهِ أَضَلَّهُ اللَّهُ، وَهُوَ حَبْلُ اللَّهِ الْمَتِينُ، وَهُوَ الذِّكْرُ الْحَكِيمُ، وَهُوَ الصِّرَاطُ الْمُسْتَقِيمُ، هُوَ الَّذِي لَا تَزِيغُ بِهِ الْأَهْوَاءُ وَلَا تَلْتَبِسُ بِهِ الْأَلْسِنَةُ، وَلَا يَشْبَعُ مِنْهُ الْعُلَمَاءُ وَلَا يَخْلَقُ عَلَى كَثْرَةِ الرَّدِّ، وَلَا تَنْقَضِي عَجَائِبُهُ، هُوَ الَّذِي لَمْ تَنْتَهِ الْجِنُّ إِذْ سَمِعَتْهُ حَتَّى قَالُوا: { إِنَّا سَمِعْنَا قُرْءَانًا عَجَبًا [1] يَهْدِي إِلَى الرُّشْدِ } [سورة الجن : 1 ـ 2]، مَنْ قَالَ بِهِ صَدَقَ، وَمَنْ عَمِلَ بِهِ أُجِرَ، وَمَنْ حَكَمَ بِهِ عَدَلَ، وَمَنْ دَعَا إِلَيْهِ هَدَى إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ )) )؛ (19) ..
    وفي لفظ الإمام الغزالي في "الإحياء" [ج1/ص: 289]؛ وتحقيق الحافظ العراقي في "تخريج الإحياء"، وفي "طبقات الشافعية" للسبكي [ج6/ص: 301]: ( وَالْذْيِ بَعَثَنِيِ بِالْحَقِ نَبِيَاً، لَتَفْتَرِقَنَ أُمَتِيِ عَلَىَ أَصْلِ دِيِنِهَاّ وَجَمَاّعَتِهَاّ، عَلَىَ اِثْنَتَيِنِ وَسَبْعِيِنَ فِرْقَةَ، كُلْهَاَ ضَاَلَةَ مُضِلَةَ يَدْعُوّنَ إِلَىَ الْنَاّرِ، فَإِذَاَ كَاّنَ ذَلِكَ فَعَلِيِكُمُ بِكِتَاّبِ اللهِ عَزَ وَجَلَ، فَإِنَ فَيِهِ نَبَأُ مَنْ كَاّنَ قَبْلَكُمُ وَنَبَأُ مَاّ يَأّتِيِ بَعْدَكُمُ وَحُكْمُ مَاّ بِيِنَكُمُ، مَنْ خَاّلَفَهُ مِنْ الْجَبَاّبِرَةِ قَصَمَهُ اللهُ عَزَ وَجَلَ، وَمَنْ اِبْتَغَىَ الْعِلْمَ فِيْ غَيِرِهِ أَضَلَهُ اللهُ عَزَ وَجَلَ، وَهُوَ حَبْلُ اللهِ الْمَتِيِنِ، وَنُوّرُهُ الْمُبِيِنِ، وَشِفَاّؤُهُ الْنَاّفْعِ، وَعِصْمَةِ لِمَنْ تَمَسَكَ بِهِ، وَنَجَاّةُ لِمَنْ اِتَبِعَهُ، لَاَ يُعْوّجُ فَيُقَوّمُ، وَلَاَ يَزِيِغُ فَيَسْتَقِيْمُ، وَلَاَ تَنْقَضِيِ عَجَاّئِبُهُ، وَلَاَ يُخَلِقُهُ كَثْرَةُ الْتَرْدِيِدُ ) ..
    فمن أين جاءت بدعة تقديم العمل بالسنة على كتاب الله، وكيف لا يكون تصحيح السنة من كتاب الله؟! ..
    ومؤيد ما أقول في المتفق عليه: ما روته سيدة الفقهاء وأم المؤمنين الصديقة عائشة رضي الله عنها، عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم، أنه قال: ( مَا بَالُ رِجَالٍ يَشْتَرِطُونَ شُرُوطًا لَيْسَتْ فِي كِتَابِ اللَّهِ، مَا كَانَ مِنْ شَرْطٍ لَيْسَ فِي كِتَابِ اللَّهِ فَهُوَ بَاطِلٌ، وَإِنْ كَانَ مِائَةَ شَرْطٍ قَضَاءُ اللَّهِ أَحَقُّ وَشَرْطُ اللَّهِ أَوْثَقُ وَإِنَّمَا الْوَلَاءُ لِمَنْ أَعْتَقَ )؛ (20) ..


    أما عن قول الناقد: قالوا: "فلا سبيل للوصول إلى الله تعالى ولا يقدر أن يتوجه إليه إلا بواسطة الشيخ بل هو أقرب الطرق للوصول إلى الله: والتقرب إلى الله يكون بمشهده ومسجده وبلدته وعصاه وسوطه ونعله. وهذا موجب للقرب إلى الله ومقتض للشفاعة"؛ اهـ
    نقول المقصود هنا ليس التبرك أو الإشراك، إنما تذكر كل ما يذكر بالشيخ فيقوي أو يعيد رابطة المحبة، وهي الشفاعة، وهي عند السادة النقشبندية الارتباط القلبي، أو الرابطة القلبية، والانضواء تحت لواء الشيخ المرشد، وفي زمرته يوم القيامة مع المتقين ..
    أما قول الناقد الكريم أن هذه الرابطة بالشيخ هي عودة إلى الشرك الجاهلي الأول، واستشهاده يقوله تعالى: { أَلَا لِلَّهِ الدِّينُ الْخَالِصُ وَالَّذِينَ اتَّخَذُوا مِن دُونِهِ أَوْلِيَاء مَا نَعْبُدُهُمْ إِلَّا لِيُقَرِّبُونَا إِلَى اللَّهِ زُلْفَى إِنَّ اللَّهَ يَحْكُمُ بَيْنَهُمْ فِي مَا هُمْ فِيهِ يَخْتَلِفُونَ إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي مَنْ هُوَ كَاذِبٌ كَفَّارٌ } [الزمر : 3] ..
    نقول أخطأ ناقدنا باستشهاده بقول المشركين: { مَا نَعْبُدُهُمْ إِلَّا لِيُقَرِّبُونَا إِلَى اللَّهِ زُلْفَى }؛ فهذا القول هو تبرير لعبادتهم للأصنام، وهو ادعاء كاذب لقوله تعالى في نهاية الآية: { إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي مَنْ هُوَ كَاذِبٌ كَفَّارٌ }؛ ويدعم صحة وسيلة التقرب من الله، قوله عز من قائل: { أُولَـئِكَ الَّذِينَ يَدْعُونَ يَبْتَغُونَ إِلَى رَبِّهِمُ الْوَسِيلَةَ أَيُّهُمْ أَقْرَبُ وَيَرْجُونَ رَحْمَتَهُ وَيَخَافُونَ عَذَابَهُ إِنَّ عَذَابَ رَبِّكَ كَانَ مَحْذُوراً } [الإسراء : 57] ..
    فالكعبة المشرفة وجهة إلى الله ووسيلة ومقام إبراهيم أيضاً مصلى ووسيلة، وقلب المؤمن ومحبته خير وسيلة قربة إلى الله ..
    وصدق من قال: ( عَنْ الْمَرْءِ لَا تَسْأَلْ وَسَلْ عَنْ قَرِينِهِ، فَكُلُّ قَرِينٍ بِالْمُقَارَنِ يَقْتَدِي؛ إذَا كُنْت فِي قَوْمٍ فَصَاحِبْ خِيَارَهُمْ، وَلَا تَصْحَبْ الْأَرْدَى فَتَرْدَى مَعَ الرَّدِي )؛ (21) ..
    عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رضي الله عنه، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآَلِهِ وَسَلَّمَ: ( إِنَّ مِنَ الْنَّاسِ مَفَاتِيحَ لِلْخَيْرِ مَغَالِيقَ لِلشَّرِّ، وَإِنَّ مِنَ الْنَّاسِ مَفَاتِيحَ لِلشَّرِّ مَغَالِيقَ لِلْخَيْرِ، فَطُوبَى لِمَنْ جَعَلَ اللَّهُ مَفَاتِيحَ الْخَيْرِ عَلَى يَدَيْهِ، وَوَيْلٌ لِمَنْ جَعَلَ اللَّهُ مَفَاتِيحَ الشَّرِّ عَلَى يَدَيْهِ )؛ (22) ..
    فنسأل الله وإياكم ممن أراد وجه الله مخلصاً قلبه لله، أن يجعلنا مع وبصحبة مفاتيح الخير كله ..
    أما عن نقد الناقد، بإشارته أن الشيخ النقشبندي يحيي ويميت! ..
    نقول الإحياء والإماتة عند الشيخ ليس للجسد، وإنما للقلب، ويكون بالله، وبأمر الله، ولكن بالوساطة أو الواسطة، لمن أراد الحق واتبعه، بإعادة إحياء الفطرة الإيمانية السليمة في قلب المؤمن، ويكون ذلك بمتايعة المريد بالدعوة إلى سبيل الهداية أو الصراط المستقيم، وبالحكمة والموعظة والبيان المبين، لقوله تعالى: { ادْعُ إِلِى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُم بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَن ضَلَّ عَن سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ } [النحل : 125] ..
    ومحي القلوب كما أسلفنا، في الحقيقة هو الله، عز وجل، لقوله عز من قائل: { إِنَّكَ لَا تَهْدِي مَنْ أَحْبَبْتَ وَلَكِنَّ اللَّهَ يَهْدِي مَن يَشَاءُ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ } [القصص : 56] ..
    ولقوله عز من قائل: { وَمَا كَانَ لِنَفْسٍ أَن تُؤْمِنَ إِلاَّ بِإِذْنِ اللّهِ وَيَجْعَلُ الرِّجْسَ عَلَى الَّذِينَ لاَ يَعْقِلُونَ } [يونس : 100] ..
    إنما المرشد واسطة بالخير إلى الله هو تعالى الجامع معه، والمرشد سبب موصل إلى طريق الهداية، لمن كان يرجو الله واليوم الأخر، وذكر الله كثيراً، فيكون النفع منه على قدر التصديق والإيمان بمقامه ومكانته وعلو قدره عند الله، عندها يكون بوساطته إحياء القلوب، بإذن الله، لقوله تعالى: { ....... وَمَنْ أَحْيَاهَا فَكَأَنَّمَا أَحْيَا النَّاسَ جَمِيعاً وَلَقَدْ جَاءتْهُمْ رُسُلُنَا بِالبَيِّنَاتِ ثُمَّ إِنَّ كَثِيراً مِّنْهُم بَعْدَ ذَلِكَ فِي الأَرْضِ لَمُسْرِفُونَ } [المائدة : 32] ..
    فالإحياء يكون للحق المستكين في فطرة الإنسان الإيمانية، والإماتة من قبل المرشد المربي تكون للباطل المكتسب، بمتابعة المجاهدة النفسية، فالأصل أن العبد يكون موحد حنيف، على الفطرة الإيمانية السليمة، وهذا ما يحيه المرشد في قلب مريد الحق، بأمر الله ومشيئته ..
    وقيل قديما في الأثر المأثور المشهور: ( لَوْ حَسَّنَ أَحَدُكُمْ ظَنَّهُ بِحَجَرٍ لَنَفَعَهُ اللَّهُ بِهِ )؛ (23) ..
    فقد ينتفع المرء من الحجر يبني به أو يتحصن به أو يسور به داراً أو حائطاً، أو يقدح ناراً، أو يستخرج منه معدنناً، أو يصبح تراباً .... الخ ..
    هذا من حجر فكيف من بشر عرف بالصلاح وحسن الاستقامة والتقوى وصدق الإيمان والسريرة؛ اتصل قلبه بالحق سبحانه اصطبغ بمعاني الربوبية التي انعكست في أخلاقه ومعاملاته وسلوكه، ليصبح عالما ربانياً، معلم وداعي للخير، أورث بفضل الله وعونه وتوفيقه وهديه أتباعاً ربانين، عملاً بقوله تعالى: { مَا كَانَ لِبَشَرٍ أَن يُؤْتِيَهُ اللّهُ الْكِتَابَ وَالْحُكْمَ وَالنُّبُوَّةَ ثُمَّ يَقُولَ لِلنَّاسِ كُونُواْ عِبَاداً لِّي مِن دُونِ اللّهِ وَلَـكِن كُونُواْ رَبَّانِيِّينَ بِمَا كُنتُمْ تُعَلِّمُونَ الْكِتَابَ وَبِمَا كُنتُمْ تَدْرُسُونَ } [آل عمران : 79] ..


    كما أن المرء يولد موحد سليم القلب، إلا أن شياطين الأنس والجن يحدونه عن فطرته السليمة، فيحتاج حينها إلى مرشد مربي موصول بالحق يوصل مريد الحق للحق تعالى ..
    عَنْ عِيَاضِ بْنِ حِمَارٍ الْمُجَاشِعِيِّ رضي الله عنه، أَنّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: يقول الله تعالى: ( َإِنِّي خَلَقْتُ عِبَادِي حُنَفَاءَ كُلَّهُمْ وَإِنَّهُمْ أَتَتْهُمُ الشَّيَاطِينُ، فَاجْتَالَتْهُمْ عَنْ دِينِهِمْ وَحَرَّمَتْ عَلَيْهِمْ مَا أَحْلَلْتُ لَهُمْ )؛ (24) ..
    لذلك قال سادتنا الأصفياء الأتقياء أهل البصيرة الصادقة، والتصوف الرشيد، من لم يكن له شيخ فشيخه الشيطان ..
    وعن أَبَي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وآله وَسَلَّمَ: ( مَا مِنْ مَوْلُودٍ إِلَّا يُولَدُ عَلَى الْفِطْرَةِ، فَأَبَوَاهُ يُهَوِّدَانِهِ وَيُنَصِّرَانِهِ أَوْ يُمَجِّسَانِهِ كَمَا تُنْتَجُ الْبَهِيمَةُ بَهِيمَةً جَمْعَاءَ، هَلْ تُحِسُّونَ فِيهَا مِنْ جَدْعَاءَ )؛ (25) ..
    فمن هذا الحديث الأخير ندرك أنه حتى الأب والأم لا دور لهم في إعادة الابن إلى فطرته الإيمانية السوية، بل هو دور محصور بالمربي المرشد، فالفطرة السليمة، موجودة في مكنون القلب الإنساني، ولكن تحتاج إلى إعادة إحياء وتهيئة، لقوله تعالى: { َأَقِمْ وَجْهَكَ لِلدِّينِ حَنِيفاً فِطْرَةَ اللَّهِ الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْهَا لَا تَبْدِيلَ لِخَلْقِ اللَّهِ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ } [الروم : 30] ..
    أما ما نقد الناقد للعارف الرباني محمد أمين الزملكاني في كتابه "تنوير القلوب" حول أن إمداد الشاه نقشبند حاصل بحياته وبعد مماته، فهذا أمر بديهي أن يبقى ما أحياه من علم أصولي سلوكي نافع قائم بحياته وبعد مماته:
    عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وآله وَسَلَّمَ، قَالَ: ( إِذَا مَاتَ الْإِنْسَانُ انْقَطَعَ عَنْهُ عَمَلُهُ إِلَّا مِنْ ثَلَاثَةٍ، إِلَّا مِنْ صَدَقَةٍ جَارِيَةٍ، أَوْ عِلْمٍ يُنْتَفَعُ بِهِ، أَوْ وَلَدٍ صَالِحٍ يَدْعُو لَهُ )؛ (26) ..
    ما عن نقد الناقد بقوله: وكان شاه نقشبند يتمثل هو وكل نقشبندي بأقوال الحلاج في ديوانه "الطواسين" [ج1/ص: 39]: ومنها هذا البيت:
    كفرت بدين الله والكفر واجبٌ عليَّ؛ وعند الْمُسْلِمِينَ قبيح ..وقد أورد هذا القول للحلاج؛ ابن عربي في "رسائله" [ج1/ص: 191]؛ أيضاً ..
    نقول إن لأهل القلوب من أصحاب الدرجات العلا مواجيد قلبية، وأحوال إيمانية لها تعابير خاصة تنكر بظاهرها، وتقبل حين تأويلها ..
    فقد سأل الصحابي الجليل أبا ذر الغفاري رضي الله عنه: يا أبا ذر ماذا تحب في الدنيا؟، قال أبو ذر رضي الله عنه: ( أُحِبُ مِنْ الدُنْيَا ثَلاّثَاً: الجُوّعُ، والمَرَضْ، والمُوْتُ )؛ فهذا قول مستشنع بظاهرة لا يحبه العامة ..
    فلما قيل: ولِمَا؟!؛ قال أبو ذر رضي الله عنه: ( أُحِبُ الجُوْعَ ليَرِقَ قَلْبِي [إذا جعت لان قلبي]، وأُحِبُ المَرَضَ ليَخِفَ ذَنّبِي [وإذا مرضت غفر ذنبي]، وأُحِبُ المَوّتَ لأّلْقَىَ رَبْيِ [وإذا مت لقيت ربي] )؛ فعندما جاء التأويل، قبل الكلام واستحسن للجميع (27) ..
    لذا فإن هذا القول المستشنع الظاهر للحلاج، يحتمل ثلاثة أوجه للتحميل سوف نأخذ بأوجهها عند الحق وأقربها للعقل والشرع، بعد التعرض لها كاملة طبعاً ..
    وبناءاً على ذلك نقول الكفر باللغة هو الستر والتغطية، وفق ما ورد بأكثر معاجم اللغة ..
    لذلك سمى الله الزراع أو المزارعين بالكفار!، لأنهم يسترون بذار النبات في الأرض بتغطيته بالتراب، وذلك في قوله تعالى: { ...... َمَثَلِ غَيْثٍ أَعْجَبَ الْكُفَّارَ نَبَاتُهُ ثُمَّ يَهِيجُ فَتَرَاهُ مُصْفَرّاً ثُمَّ يَكُونُ حُطَاماً ....... } [الحديد : 20] ..
    وبيان هذا القصد بأن الكفار هم الزراع في الآية قوله تعالى: { ........ كَزَرْعٍ أَخْرَجَ شَطْأَهُ فَآزَرَهُ فَاسْتَغْلَظَ فَاسْتَوَى عَلَى سُوقِهِ يُعْجِبُ الزُّرَّاعَ ....... } [الفتح : 29] ..
    والكفر نوعان كفر عكسه الشكر، وهو الكفر المبني على تجاهل وانكر وستر فضل الله ونعمائه ..
    وكفر عكسه الإيمان، وهو الاعراض عن الحق وتجاهله والميل للباطل وطغيان الهوى والشهوات ..
    وكفر الحلاج في الأبيات هو إعراض عن أسباب الدين الموصلة لمعرفة الحق تعالى ومحبته، وذلك لتعاظم النتيجة المرجوة من وراء تتبع الأسباب الدينية، والسبب هو غلبة الاقبال الذاتي التلقائي عند الحلاج على الديان الحق بعد الوصول إليه سبحانه بقرب التقوى والإحسان، فما حاجة الطريق الموصل بعد الوصول؟!، طبعا مع بقاء أركان الدين الخمسة التي يزيد نفعها واكتمالها، مع اكتمال المعرفة وتمام الشهادة، ذلك أن الدين وجد لضبط هوى النفس وشهواتها وتهذيبها بالآداب والخلق الحسن؛ ومعرفة طرق التعامل الصحيحة مع الله، فإذا ما سيطر الحق على قلب العبد وأسره بمحبته سبحانه، ذهل المحب عن كل شيء إلا عشقه لمحبوبه العظيم، وهذا يسمى مقام التفرد بالحق، أو التفريد، أو الفناء عن الذات الإنسانية، والبقاء بفيض أنوار الصفات الرحمانية، وهو يكون بذلك في أعلى درجات العبودية في مقام الإحسان، أي وفق المرفوع النبوي: (فَإِنْ لَمْ تَكُنْ، تَرَاهُ )؛ (28)، وهو أعلى من الإقرار بالتوحيد، ويمكن تسميته بجذبة أو جنون العاشقين لله عز وجل ..
    وهو كفر بظاهره، باطنه محمود!، ومثال ذلك أم لها ولدين وهما محبين للأم، فغابت عنهم زمن، ثم عادت لتجد الشوق، استولى على أفئدة أبنائها الإثنين بشكل جلي، فأقبل أحدهم بتؤدة وتأني إلا أنه في النهاية عانق أمه بشوق، وأقبل الثاني بجنون فتعثر وسقط من فرط إقباله، فهل يعاقب على جام محبته وعلو صدقه بهذه المحبة العالية لأمه!، بل على العكس يأسر قلب أمه، والمثل الأعلى لله جل وعلا ..
    فأهل التفريد غرقوا في بحر عين الوحدة فما عادوا يشهدون الأسباب الموصلة للحق سبحانه، فهم لم يعودا يشهدوا إلهً إلا الله، ولا يسمعون إلا بالله، بزوال أسباب الشهود وجلاء شهود المشهود عز وجل، وهو ما يسمى وحدة الشهود عند المفردين المستهلكين بذكر الله من فرط المحبة لله ..
    وفي السنة الصحيحة المرفوعة أدلة على صحة حال هؤلاء:
    عن أَبَي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالْ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وآله وَسَلَّمَ: ( (( سِيرُوا، سَبَقَ الْمُفَرِّدُونَ ))؛ قَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ، وَمَا الْمُفَرِّدُونَ؟ قَالَ: (( الْمُهْتَرونَ، أَوِ الَّذِينَ اهْتَروا فِي ذِكْرِ اللَّهِ، يَضَعُ الذِّكْرُ عَنْهُمْ أَثْقَالَهُمْ، فَيَأْتُونَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ خِفَافًا )) )؛ (29) ..
    وعن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه، أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، قال: ( أَكْثِرُوا ذِكْرَ اللَّهِ، حَتَّى يَقُولُوا مَجْنُونٌ )؛ (30) ..
    ويقول أبو تراب الغالب علي بن أبي طالب كرم الله وجهه: ( إِنَّ قَوْماً عَبَدُوا اللهَ رَغْبَةً فَتِلْكَ عِبَادَةُ التُّجَّارِ، وَإِنَّ قَوْماً عَبَدُوا اللهَ رَهْبَةً فَتِلْكَ عِبَادَةُ الْعَبِيدِ، وَإِنَّ قَوْماً عَبَدُوا اللهَ شُكْراً فَتِلْكَ عِبَادَةُ الْأَحْرَارِ )؛ (31) ..
    ولكن ولأنه ثابت أن الحلاج لم يترك تكليفاً دينيا ولا أي عبادة أو معاملة شرعية:
    لذا نعود فنجد كفر الحلاج بدين الله: ( كَفْرْتُ بِدِيْنِ الله ): من وجه آخر هو، كأنه يقول: كَفْرْتُ أي: سترت ما في قلبي من فرط محبتي لله وهيامي به سبحانه، بدين الله أي شريعته، بإظهار ما تقبله مدارك العامة، وهذا الستر والإخفاء علي واجب: ( والكُفْرُ واّجِبٌ عَليَّ )؛ وقوله: ( وعند الْمُسْلِمِينَ قبيح ): أي أن العامة، يرون هذا الستر لما هو مكنون فيه من شبهة الإخفاء قبيح، لأن المرء عدو ما يجهل ..
    فهذا عند إذ ما ظاهره كفر، هو كفر مطلوب! ..
    لذا كان سلطان العارفين أبو يزيد البسطامي رحمه الله تعالى؛ ينشد، فيقول: ( سَقَاْنِي شَرّبَةَ أَحْيَـا فُؤَادِي؛ بِكَـأْسِ الحُبِ مِنْ بَحْرِ الوِدَاْدِ؛ فَلُــولّاَ الله يَحْفَــظُ عَاّرِفِيـــهِ؛ لهَـاْمَ العَاّرِفُـــونَ بِكُلِ وَاّدِي )؛ ورد في "المجموعة الكاملة" لعباس [ج1/ص: 116] ..
    أو أن كفره كوجه ثالث عكس الوجه الثاني، بأن كان بمخالفته ما أمر الله به أن يخفيه، فاقتص منه بمقص الشريعة، وفق قوله تعالى: { .... وَلْيَتَلَطَّفْ وَلَا يُشْعِرَنَّ بِكُمْ أَحَداً [19] إِنَّهُمْ إِن يَظْهَرُوا عَلَيْكُمْ يَرْجُمُوكُمْ أَوْ يُعِيدُوكُمْ فِي مِلَّتِهِمْ وَلَن تُفْلِحُوا إِذاً أَبَداً } [الكهف : 20] ..
    أو خالف قوله تعالى: { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تَتَّخِذُواْ بِطَانَةً مِّن دُونِكُمْ لاَ يَأْلُونَكُمْ خَبَالاً وَدُّواْ مَا عَنِتُّمْ قَدْ بَدَتِ الْبَغْضَاء مِنْ أَفْوَاهِهِمْ وَمَا تُخْفِي صُدُورُهُمْ أَكْبَرُ قَدْ بَيَّنَّا لَكُمُ الآيَاتِ إِن كُنتُمْ تَعْقِلُونَ } [آل عمران : 118] ..
    أي كفر الهرطقة: وهو الإتيان بما هو خارج على مألوف أصول الدين، ففي المعاجم اللغوية المعتمدة، الهَرْطَقَة: الإِتْيَانُ بِالْبِدَعِ الْمُخَالِفَةِ لأُصُولِ الدِّينِ ..
    وهذا لا يجوز شرعاً:
    لقول ابن مسعود رضي الله عنه: ( مَا أَنْتَ بِمُحَدِّثٍ قَوْمًا حَدِيثًا، لَا تَبْلُغُهُ عُقُولُهُمْ، إِلَّا كَانَ لِبَعْضِهِمْ فِتْنَةً )؛ (32) ..
    ويقول ابن الجوزي: ( وَلا يَنْبَغِي أَنْ يُمْلِيَ مَا لا يَحْتَمِلُهُ عُقُولُ الْعَوَامّ )؛ (33) ..
    ويقول الإمام علي كرم الله وجهه: ( حَدِّثُواْ النَّاسَ بمَا يَعْرِفُونَ، أَتُحِبُّونَ أَنْ يُكَذَّبَ الله وَرَسُولُهُ )؛ (34) ..
    وعن حبر الأمة ابن عباس رضي الله عنه، أن نبي الله صلى الله عليه وآله وسلم، قال: ( أُمِرْت أَنْ أُخَاطِبَ النَّاسَ عَلَى قَدْرِ عُقُولِهِمْ )؛ (35) ..
    أو بلفظ: ( أُمِرْنَا أَنْ نُكَلِّمَ النَّاسَ عَلَى قَدْرِ عُقُولِهِمْ )؛ (36) ..
    والوجه المقبول عند السادة النقشبندية والذي نرجحه في سلوك الحلاج؛ هو الوجه الثاني وهو ستر فيوضات وجدان المحبة الربانية، ترفقاً بظنون العامة السلبية ..


    أما نقد الناقد، بقوله: وسئل [أي: الشاه نقشبند]، عن الأدب فقال: « الأدب ترك الأدب »، وقد عزاه الناقد إلى كتاب العارف الرباني محمد أمين الكردي الزملكاني رحمه اله تعالى، في كتابه "المواهب السرمدية في أجلاء السادة النقشبندية" الصفحة: 126؛ فنظرت بالقسم الخاص بالشاه نقشبند وفي أقواله وسيرته وأحواله، فلم أجد هذا القول وذلك في الطبعة الأولى: لدار حراء للطباعة والنشر: دمشق تاريخ 1996 ..
    فقلت ربما وجدها بنسخة أقدم لم يحذف منها هذا القول، فنسخة دار حراء هذبها وحققها المحقق بسام حسن عميقة، فربما حذف هذا القول!، لقبح ظاهره ..
    إلا أني وجدت في كتاب الشيخ عبد المجيد الخاني "الحدائق الوردية في حقائق أجلاء النقشبندية"، طبعة دار البيروني للطباعة والنشر: دمشق: الصفحة 115؛ ما نصه:
    قال [ قدس الله سره]: ( حَقِيْقَةُ الأَدَبِ، تَرْكُ الأَدَبِ )؛ اهـ
    وقد علق محقق الكتاب، الشيخ: محمد خالد محمد الخرسة، في حاشيته "الكواكب الدرية على الحدائق الوردية" بهامش الصفحة: 409، على هذا القول، بقوله: ( قوله [أي: الشاه نقشبند]: (( ترك الأدب )): [أي] ترك الأدب الكسبي، لما فيه من التصنع والتكلف؛ بل تصبح حقيقة الأدب نابعة من ذاته، طبعاً لا تطبعا )؛ اهـ
    وفي تأويل الشيخ الخرسة عين الصواب، إذ يصبح الأدب سجية، ويرتقي صاحبه من حال المتأدب المُتَابِعِ للأدب، إلى مقام المؤدب المُتَاْبَعِ بالأدب، أي القدوة به، إي من حال المريد المتأدب، أي الذي يتعلم الأدب، إلى حال المراد المؤدب، أي الذي يُعَّلْمُ الأدب، ويقتدى به ..
    أما أن يرى ظاهر القول ترك الأدب بالمطلق، فهذا هراء، لا يقبل البتة، ويؤكد ذلك قول الشاه نقشبند: ( لهذه الطريقة ثلاثة آداب:
    1) أدب مع الله سبحانه وتعالى، وهو أن يكون المريد في الظاهر والباطن مستكملاً للعبودية، بامتثال الأوامر، واجتناب النواهي، معرضاً عن سواه بالكلية ..
    2) أدب مع رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، وهو أن يستغرق في مقام: ((فاتبعوني))؛ ويراعى ذلك في جميع الأحوال وجوباً، ويَعْلَّمَ أنه صلى الله عليه وآله وسلم، واسطة بين الحق والخلق، وأن كل شيء تحت تصرف أمره العالي ..
    3) أدب مع المشايخ وهو لازم للطالبين، لأنهم سبب في متابعته صلى الله عليه وآله وسلم، ووصلوا إلى مقام الدعوة إلى الحق، فينبغي للمريد حضوراً أو غيبة، أن يكون مراعياً لأحوالهم مقتدياً بهم متمسكا بأذيالهم )
    ؛ (37) ..
    بالنسبة لقول الشاه نقشبند، في الفقرة السابقة، فيما يخص مقام النبي صلى الله عليه وآله وسلم، بالتصرف: ( وأن كل شيء تحت تصرف أمره العالي )؛ اهـ
    يصدقه بالسنة المشرفة الصحيحة:
    عَنِ ابْنِ شِهَابٍ الزهري، قَالَ: قَالَ حُمَيْدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، سَمِعْتُ مُعَاوِيَةَ خَطِيبًا، يَقُولُ: سَمِعْتُ النبيَّ صلَّى اللهُ عليهِ وآله وسلَّم يقولُ: ( مَن يُرِدِ اللهُ به خيرًا يُفَقِّهْهُ في الدِّينِ، وإنما أنَا قاسِمٌ واللهُ يُعْطِي، ولن تزالَ هذه الأمةُ قائمةً على أمرِ اللهِ، لا يَضُرُّهم مَن خالفهم، حتى يأتيَ أمرُ اللهِ )؛ (38) ..

    ----------------------
    الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
    النقشبندى
    إدارة المنتدى
    إدارة المنتدى
    النقشبندى



    العمر : 47
    ذكر
    الوسام وسام الاداره

    مفهوم العلم والتعلم عند النقشبندية Empty
    مُساهمةموضوع: رد: مفهوم العلم والتعلم عند النقشبندية   مفهوم العلم والتعلم عند النقشبندية Emptyالثلاثاء يناير 10, 2017 4:27 pm

    (1) أصل الحكمة [ح43]: (لا تصحب، من لا ينهضك حاله، ولا يدلك على الله مقاله)؛ ورد في "ايقاظ الهمم" لابن عجيبة [ج1/ص: 57]؛ وفي "شرح الحكم" للشرنوبي [ج1/ص: 53]؛ وفي "فيض القدير" للمناوي [ج6/ص: 404]؛ وفي "الإعلام بالحرمة" للمقدم [ج1/ص: 75]؛ وفي "مفتاح الأفكار" للسلمان [ج2/ص: 372] ..
    (2) رواه أبو نعيم في "حلية الأولياء" [ج8/ص: 72/ر:11616]؛ والسيوطي في "اللآلئ المصنوعة" [ج1/ص: 194/ر:467]؛ ورواه المتقي الهندي في "كنز العمال" [ج9/ص: 285/ر:25450]؛ ورواه الذهبي في "التلخيص" [ج1/ص: 73/ر:158]؛ ورواه العراقي في "تخريج الإحياء" [ج1/ص: 184/ر: 148]؛ ورواه الشوكاني في "الفوائد المجموعة" [ج1/ص: 128/ر:876]؛ ورواه ابن عساكر في "تاريخ دمشق" [ج23/ص: 132/ر:8838]؛ ورواه الخطيب في "تاريخ بغداد" [ج4/ص: 311/ر:1539]؛ ورواه ابن الجوزي في "الموضوعات الكبرى" [ج1/ص: 257]؛ وورد في "الإحياء" للغزالي [ج1/ص: 63]؛ وفي "مفاتيح الغيب" للرازي [ج1/ص: 472]؛ وفي "السراج المنير" للشربيني [ج6/ص:141]؛ وفي "غرائب القرآن" للنيسابوري [ج1/ص: 173]؛ ولفظ الإمام الغزالي في "الإحياء"، ما نصه: عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، رَضِيَ اللَّهُ تَعَالَى عَنْهُمَا، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وآَلِهِ وَسَلَّمَ: ( لَا تَجْلِسُوا عِنْدَ كُلِّ عَالِمٍ، إِلَّا عَالِمٍ يَدْعُوكُمْ مِنَ الْخَمْسِ إِلَى الْخَمْسِ: مِنَ الشَّكِّ إِلَى الْيَقِينِ، وَمِنَ الْكِبْرِ إِلَى التَّوَاضُعِ، وَمِنَ الْعَدَاوَةِ إِلَى النَّصَفَةِ، وَمِنَ الرِّيَاءِ إِلَى الْإِخْلَاصِ، وَمِنَ الرَّغْبَةِ إِلَى الزُّهْدِ )؛ رواه السلفي في "الوجيز" [ج1/ص: 43/ر:38]؛ والخوجاني في "أحاديث منتخبة" [ج1/ص: 23/ر:21] ..
    (3) رواه الترمذي في "سننه" [ج5/ص: 532/ر:3580]؛ وحسنه الحافظ العسقلاني في "الفتوحات الربانية" [ج5/ص: 62]؛ ورواه أبو نعيم في "معرفة الصحابة" [ج15/ص: 24/ر:4678]؛ ورواه الدولابي في "الكنى والأسماء" [ج4/ص: 263/ر:895]؛ وورد في "تهذيب الكمال" للمزي [ج2/ص: 101]؛ وفي "جامع العلوم" لابن رجب [ج1/ص: 449]؛ وفي "تفسير القرآن" لابن كثير [ج4/ص: 71]؛ وفي "ميزان الاعتدال" للذهبي [ج3/ص: 83]؛ وفي "تحفة الأحوذي" للمباركفوري [ج9/ص: 98]؛ وفي "ذخيرة الحفاظ" لابن القيسراني [ج3/ص: 1656]؛ وحكمه: [حسن] ..
    (4) ورد في "سير النبلاء" للذهبي [ج20/ص: 443]؛ وفي "تاريخ الإسلام" للذهبي [ج19/ص: 39] ..
    (5) رواه البخاري في "صحيحة" [ج4/ص: 1919/ر:4739]، ورواه أبو داود في "سننه" [ج1/ص: 460/ر:1452]، بإسناد صحيح؛ بتحقيق الألباني في "صحيح أبي داود" [ر:1452]؛ ورواه الترمذي في "سننه" [ج5/ص: 159/ر:2907]، بإسناد صحيح؛ بتحقيق الألباني في "صحيح الترمذي" [ر:2907]؛ ورواه الدارمي في "سننه" [ج2/ص: 894/ر:3216]، ورواه الإمام أحمد في "مسنده" [ج1/ص: 111/ر:502]، بإسناد صحيح؛ بتحقيق الشيخ شاكر في "المسند" [ج1/ص: 204]؛ وصححه ابن حبان في "صحيحة" [ج1/ص: 324/ر:118]، وصححه السيوطي في "الجامع الصغير" [ر:4111]، ووافقه الألباني في "صحيح الجامع" [ر:3319]؛ وقال أبو نعيم في "الحلية" [ج8/ص: 430] : صحيح ثابت متفق عليه [أي: بين العلماء]، وخلاصة حكمه: [متفق عليه] ..
    (6) رواه الشيخان؛ البخاري في "صحيحة" [ج1/ص: 39/ر:71]، ومسلم في "صحيحة" [ج7/ص: 129/ر:2389]؛ وحكمه: [متفق عليه] ..
    (7) عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وآله وَسَلَّمَ، قَالَ: (( مَا عُبِدَ اللَّهُ بِشَيْءٍ أَفْضَلَ مِنْ فِقْهٍ فِي دِينٍ، وَلَفَقِيهٌ أَشَدُّ عَلَى الشَّيْطَانِ مِنْ أَلْفِ عَابِدٍ، وَلِكُلِّ شَيْءٍ عِمَادٌ، وَعِمَادُ هَذَا الدِّينُ الْفِقْهُ ))؛ فَقَالَ أَبُو هُرَيْرَةَ : ( لأَنْ أَجْلِسَ سَاعَةً فَأَفْقَهَ، أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ أَنْ أُحْيِيَ لَيْلَةً إِلَى الْغَدَاةِ )؛ رواه البيهقي في "الشعب" [ج2/ص: 265/ر:1712]؛ ورواه الدارقطني في "سننه" [ج3/ص: 79/ر:294]؛ ورواه الطبراني في "ألوسط" [ج6/ص: 267/ر:6166]، وقال: لَمْ يَرْوِ هَذَا الْحَدِيثَ عَنْ صَفْوَانَ بْنِ سُلَيْمٍ إِلا يَزِيدُ بْنُ عِيَاضٍ؛ وهو حسن لغيره لشواهده؛ وحكمه: [صالح] ..
    وهذا ما يجعل حديثه إن صح معناه، ولم يخالفه من هو خير منه، صالح؛ لذلك قال السفاريني الحنبلي في "شرح الشهاب" [ج1/ص: 299]، في إسناده مقال ..
    1) عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ( فَقِيهٌ أَشَدُّ عَلَى الشَّيْطَانِ مِنْ أَلْفِ عَابِدٍ )؛ رواه الترمذي في "سننه" [ج5/ص: 46/ر:2681]، وقال: هَذَا حَدِيثٌ غَرِيبٌ؛ ورواه ابن ماجه في "سننه" [ج1/ص: 124/ر:222]، وهما من أئمة السنن الصحيحة؛
    2) عَنْ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ رضي الله عنه، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ( إِنَّ الْفَقِيهَ أَشَدُّ عَلَى الشَّيْطَانِ مِنْ أَلْفِ وَرِعٍ، وَأَلْفِ مُجْتَهِدٍ، وَأَلْفِ مُتَعَبِّدٍ )؛ رواه الخطيب في "الفقيه والمتفقه" [ج1/ص: 26/ر:73]، بإسناد حسن ..
    3) عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وآله وَسَلَّمَ: ( لِكُلِّ شَيْءٍ دِعَامَةٌ، وَدِعَامَةُ الإِسْلامِ الْفِقْهُ فِي الدِّينِ، وَلَفَقِيهٌ أَشَدُّ عَلَى الشَّيْطَانِ مِنْ أَلْفِ عَابِدٍ )؛ رواه البيهقي في "الشعب" [ج2/ص: 267/ر:1716]، وقال: تَفَرَّدَ بِهِ أَبُو الرَّبِيعِ، عَنْ أَبِي الزِّنَادِ؛ وراه أبو نعيم في "الحلية" [ج2/ص: 220]، موقوف على أبو هريرة؛ وقال ابن القيم في "مفتح السعادة" [ج1/ص: 367]: لهذا الحديث علة، وهو أنه روي من كلام أبي هريرة ..
    (8) ورد في "شرح عين العلم وزين الحلم" للإِمام مُلا علي القاري [ج1/ ص :33]، و ورد في شرح الإمام الزرقاني في "الفقه المالكي" لعلي العدوي [ج3 / ص: 195]؛ وفي "مرقاة المفاتيح" للقاري [ج1/ص: 478]؛ وفي "ايقاظ الهمم" لابن عجيبة [ج1/ص: 2] ..
    (9) ورد في "الجوهر النفيس" للشافعي [ص: 32] ..
    (10) رواه البيهقي في "الشعب" [ج1/ص: 135/ر:118]؛ وابن أبي شيبه في "مصنفه" [ج7/ص: 190/ر:35223]، بإسناد صحيح؛ ورواه أبو الشيخ في "العظمة" [ج1/ص: 297/ر:42]، عن حبر الأمة ابن عباس؛ ورواه أبو داود السجستاني صاحب السنن في "المراسيل" [ج1/ص: 231/ر:298]، عن السبط الحسن بن علي رضي الله عنه؛ وفي "الزهد" [ر:199]؛ ووراه الإمام أحمد في "الزهد" [ج1/ص: 220/ر:750]، بإسناد صحيح؛ ورواه هناد في "الزهد" [ج2/ص: 468/ر:943]، بإسناد صحيح؛ ورواه ابن سعد في "الطبقات الكبرى" [ج7/ص: 392/ر:9360]، بإسناد صحيح؛ ورواه ابن عساكر في "تاريخ دمشق" [ج47/ص: 150/ر:50460]؛ وطريق السند الصحيح: حدثنا الأعمش، عن عمرو بن مرة، عن سالم بن أبي الجعد، عن أم الدرداء، عن أبي الدرداء، قال : .... الحديث؛ وحكمه: [صحيح] .


    (11) رواه البيهقي في "شعب الإيمان" [ج8/ص: 348/ر:10538]؛ وتفرد بطريق سنده بإسناد نازل فيه انقطاع معنوي لوجود مجاهيل حال، ومتروكين ومناكير رواية؛ وسنده: أَخْبَرَنَاهُ أَبُو سَعْدٍ الْمَالِينِيُّ [ثقة متقن]، أَنَا أَبُو أَحْمَدَ بْنُ عَدِيٍّ الْحَافِظُ [حافظ متقن]، ثَنَا مُوسَى بْنُ عِيسَى الْجَزَرِيُّ [مجهول الحال]، قَالا: ثَنَا صُهَيْبُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبَّادٍ [متروك الحديث]، ثَنَا يَحْيَى بْنُ مُحَمَّدٍ الْعَبْديُّ [مجهول الحال]، عَنِ الأَشْعَثِ بْنِ بَرَّازٍ [منكر الحديث]. ح أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ [ثقة حافظ]، ثَنَا أَبُو الْفَضْلِ مُحَمَّدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ الْفَضْلِ [صدوق حسن الحديث]، ثَنَا أَبُو زَيْدٍ أَحْمَدُ بْنُ صَالِحٍ الْجَوْهَرِيُّ نَيْسَابُورِيٌّ [مجهول الحال]، ثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ مَنْصُورٍ [ثقة]، ثَنَا يَحْيَى بْنُ بِسْطَامَ [ضعيف الحديث]، الأَشْعَثُ [منكر الحديث]، ثَنَا عَلِيُّ بْنُ زَيْدٍ [ضعيف الحديث]، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ [أحد العلماء الأثبات الفقهاء الكبار]، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنّ رَسُولَ اللَّهِ ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وآله وَسَلَّمَ, قَالَ: ( إِنَّ الزَّهَادَةَ فِي الدُّنْيَا تُرِيحُ الْقَلْبَ وَالْبَدَنَ )؛ ففي سنده من المجاهيل ثلاثة، ومن المناكير اثنان، ومن المتروكين واحد، ومن الضعفاء اثنان، فسنده مع نزوله، مظلم كما قال شمس النقاد الذهبي في "تلخيص العلل" [ج1/ص: 291]؛ وحكمه حكم الموضوع ..
    ويصلح هذا المتن ما صح موقوفا عن أمير المؤمنين الفاروق عمر رضي الله عنه وأرضاه: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ، قَالَ: ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ صَالِحٍ "الأبهري" [ثقة مأمون]، قَالَ: ثَنَا بَقِيَّةُ بْنُ الْوَلِيدِ [صدوق حسن الحديث]، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ مُرَّةَ التُّسْتَرِيِّ [صدوق حسن الحديث]، قَالَ: قَالَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: ( الزُّهْدُ فِي الدُّنْيَا، رَاحَةُ الْقَلْبِ وَالْبَدَنِ )؛ رواه ابن أبي الدنيا في "الزهد" [ج1/ص: 107/ر:217]، بإسناد حسن؛ وهو بحكم المرفوع لأنه من سنن الراشدين؛ ورد في "تاريخ عمر" لابن الجوزي [ج1/ص: 26]
    ومن شواهد صحة المتن المرفوع: عَنْ أَبِي ذَرٍّ الْغِفَارِيِّ رضي الله عنه, قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وآله وَسَلَّمَ: ( لَيْسَ الزَّهَادَةُ فِي الدُّنْيَا بِتَحْرِيمِ الْحَلَالِ, وَلَا فِي إِضَاعَةِ الْمَالِ, وَلَكِنْ الزَّهَادَةُ فِي الدُّنْيَا أَنْ لَا تَكُونَ بِمَا فِي يَدَيْكَ أَوْثَقَ مِنْكَ بِمَا فِي يَدِ اللَّهِ, وَأَنْ تَكُونَ فِي ثَوَابِ الْمُصِيبَةِ إِذَا أُصِبْتَ بِهَا, أَرْغَبَ مِنْكَ فِيهَا لَوْ أَنَّهَا أُبْقِيَتْ لَكَ )؛ رواه من أئمة السنن الأربعة: الترمذي في "سننه" [ج4/ص: 493/ر:2340]؛ ورواه ابن ماجه في "سننه" [ج3/ص: 466/ر:4100]؛ وهما من أئمة الصحيح ..
    علة هذا السند أن فيه : عمرو بن واقد القرشي، قال أبو عيسى الترمذي بأنه: منكر الحديث؛ وقال بقوله من قبله شيخه الإمام البخاري؛ ونعته بأنه متروك الحديث؛ كل من الحافظ ابن حجر والدارقطني والذهبي؛ وكذلك النسائي ..
    (12) انظر: في "الفتوح المكية" لابن عربي [ج1/ص: 365]؛ وفي "المواهب السرمدية" للزملكاني [ج1/ص: 49]؛ وفي "الأنوار القدسية" للشعراني [ج1/ص: 99]؛ وفي "طبقات الصوفية" للشعراني [ج1/ص: 5]؛ وفي "الجواهر والدرر" للشعراني [ج1/ص: 276]؛ وفي "الرحمة الهابطة" للدوسري [ج1/ص: 309]؛ وفي "روح المعاني" للألوسي [ج6/ص: 161]؛ وفي "تلبيس إبليس" لابن الجوزي [ج1/ص: 344]؛ وفي "تعريف الصوفية" للكلاباذي [ج1/ص: 6]؛ وفي "الأصول الأصيلة" للقاساني [ج1/ص: 161]؛ ويروي الإمام الغزالي، والعارف الرباني الأمين الزملكاني: عن أبي يزيد البسطامي قوله: (( ليس العالم الذي يحفظ من كتاب، فإذا نسي ما حفظه صار جاهلاً، وإنما العالم الذي يأخذ علمه من ربه، أي وقت شاء بلا حفظ ولا درس، وهذا هو العلم الرباني ))؛ ورد في "الإحياء" للغزالي [ج3/ص: 24]؛ وفي "الموهب" للزملكاني [ج1/ص: 45] ..
    (13) رواه ابن ماجه في "سننه" [ج1/ص: 121/ر:215]، بإسناد صحيح؛ بتحقيق الألباني في "صحيح ابن ماجه" [ر:179]؛ ورواه الدارمي في "سننه" [ج2/ص: 891/ر:3206]؛ بإسناد صحيح؛ بتحقيق الأسد في "سنن الدارمي" [ج2/ص: 536]؛ ورواه الإمام أحمد في "مسنده" [ج3/ص: 580/ر:11870]، بإسناد حسن؛ بتحقيق الأرنئوط في "مسند أحمد" [ج3/ص: 127]؛ وبإسناد صحيح؛ بتحقيق أحمد شاكر في "المسند" [ج10/ص: 111]؛ ورواه الحاكم في "المستدرك" [ج1/ص: 743/ر:2046]، وقال: وَقَدْ رُوِيَ هَذَا الْحَدِيثُ مِنْ ثَلاثَةِ أَوْجُهٍ عَنْ أَنَسٍ هَذَا أَمِثْلُهَا؛ وصححه السيوطي في "الجامع الصغير" [ر:2374]؛ ووافقه الألباني في "صحيح الجامع" [2165]؛ وصححه المنذري في "الترغيب" ووافقه الألباني في "صحيح الترغيب" [ر:1432]؛ وصححه الدمياطي في "المتجر الرابح" [ج1/ص: 192]؛ وصححه الزرقاني في "مختصر المقاصد" [ج1/ص: 227]؛ والصعدي في "النوافح العطري" [ج1/ص: 75]؛ وصححه الوادعي في "الصحيح المسند" [ج1/ص: 78]؛ وحكمه: [صحيح] ..
    (14) ورواه مسلم في "صحيحة" [ج18/ص: 329/ر:7435]؛ ورواه الدارمي في "سننه" [ج1/ص: 126/ر:456]، بإسناد صحيح؛ بتحقيق الأسد في "سنن الدارمي" [ج1/ص: 130]؛ ورواه ابن حبان في "صحيحة" [ج1/ص: 265/ر:64]؛ ورواه الحاكم في "لمستدرك" [ج1/ص: 216/ر:437]، وقال: هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ الشَّيْخَيْنِ؛ ووافقه الذهبي في "التلخيص" [ج1/ص: 126]، وقال: على شرطهما؛ ورواه الإمام أحمد [ج3/ص: 385/ر:10703]، بإسناد صحيح، على شرط البخاري؛ بتحقيق الأرناؤوط في "مسند أحمد" [ج3/ص: 12]؛ وقال السخاوي في " فتح المغيث" [ج2/ص: 159]: ثابت؛ وصححه الألباني "صحيح الجامع" [ر:7434]؛ وحكمه: [صحيح] ..
    (15) رواه البخاري في "صحيحة" [ج3/ص: 1275/ر:3274]، ورواه الترمذي في "سننه" [ج5/ص: 39/ر:2669]، بإسناد صحيح؛ بتحقيق الألباني في "صحيح الترمذي" [ر:2669] ورواه الدارمي في "سننه" [ج1/ص: 143/ر:548]، بإسناد صحيح؛ بتحقيق الأسد في "سنن الدارمي" [ج1/ص: 145]؛ ورواه الإمام أحمد في "مسنده" [ج2/ص: 412/ر:6849]، بإسناد صحيح؛ بتحقيق أحمد شاكر في "المسند" [ج11/ص: 184]، وبإسناد صحيح، على شرط البخاري، بتحقيق الأرناؤوط في "مسند أحمد" [ج2/ص: 202]؛ وصححه ابن حبان في "صحيحة" [ج14/ص: 149/ر:6256]، وصححه الحاكم النيسابوري في "المدخل إلى الإكليل" [ر:31]، وقال أبو نعيم في "الحلية" [ج6/ص: 80] : صحيح مشهور، وصححه الألباني في "مشكاة المصابيح" [ر:198]، وخلاصة حكمه : [صحيح] ..
    (16) رواه الشيخان البخاري في "صحيحة" [ج5/ص: 2262/ر:5747]، ومسلم في "صحيحة" [ج6/ص: 392/ر:2002]، والنسائي في "سننه المجتبى" [ج3/ص: 209/ر:1577]، بإسناد صحيح؛ بتحقيق الألباني في "صحيح النسائي" [ر:1577]؛ ورواه الإمام أحمد في "مسنده" [ج4/ص: 263/ر:14022]، بإسناد صحيح، على شرط الشيخين؛ بتحقيق الأرناؤوط في "مسند أحمد" [ج4/ص: 134]؛ وصححه ابن حبان في "صحيحة" [ج1/ص: 186/ر:10]، وصححه ابن خزيمة في "صحيحة" [ج3/ص: 143/ر:1785]، وخلاصة حكمه: [متفق عليه] ..
    (17) رواه المنذري في "الترغيب والترهيب" [ج1/ص: 61/ر:86] بإسناد صحيح؛ وصححه الألباني "صحيح الترغيب" [ر:40] وصححه ابن حزم في "أصول الأحكام" [ج2/ص: 251]؛ ووراه الحاكم في "المستدرك" [ج1/ص: 171/ر:318]؛ وقال: صحيح الإسناد احتج به البخاري ومسلم؛ ووافقه الذهبي في "التلخيص" [ج1/ص: 93]؛ وحكمه: [صحيح] ..
    (18) رواه مسلم في "صحيحة" [ج8/ص: 402/ر:2941]؛ ورواه أبو داود في "سننه" [ج1/ص: 585/ر:1905]، بإسناد صحيح؛ بتحقيق الألباني في "صحيح أبي داود" [ر:1905]؛ ورواه ابن ماجه في "سننه" [ج3/ص: 80/ر:3074]، بإسناد صحيح؛ بتحقيق الألباني في "صحيح ابن ماجه" [ر:2512]؛ ووراه ابن حبان في "صحيحة" [ج9/ص: 253/ر:3944]، بإسناد صحيح، على شرط مسلم؛ بتحقيق الأرناؤوط في "صحيح ابن حبان"؛ وحكمه: [صحيح] ..
    (19) رواه الترمذي في "سننه" [ج5/ص: 158/ر:2851]؛ والدارمي في "سننه" [ج2/ص: 893/ر:3236]، وهما من أئمة الصحيح؛ ورواه البيهقي في "الشعب" [ج2/ص: 325/ر:1791]؛ وأبو نعيم في "الحلية" [ج5/ص: 253/ر:7257]؛ ورواه ابن أبي شيبة في "مصنفه" [ج7/ص: 164/ر:2]؛ والعراقي في "تخريج الإحياء" [ج2/ص: 403/ر:903]؛ ورواه البزار في مسنده "البحر الزخار" [ج3/ص: 71/ر:836]، والطبراني في "الكبير" [ج20/ص: 84/ر:160]، وقال الحاكم النيسابوري في "المستدرك" [ج1/ص: 741/ر:2040] : هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحُ الإِسْنَادِ [على شرط الشيخين]؛ ووافقه الذهبي في "التلخيص" [ج2/ص: 550]؛ وحكمه: [صحيح] ..

    (20) رواه الشيخين: البخاري في "صحيحة" [ج2/ص: 756/ر:2047]؛ ومسلم في "صحيحة" [ج10/ص: 383/ر:3758]؛ ورواه النسائي في "سننه المجتبى" [ج7/ص: 351/ر:4670]، بإسناد صحيح؛ ورواه الإمام أحمد في "مسنده" [ج7/ص: 305/ر:25258]، بإسناد صحيح؛ على شرط الشيخين؛ بتحقيق الأرناؤوط في "مسند أحمد" [ج6/ص: 206]؛ وصححه السيوطي في "الجامع الصغير" [ر: 1606]؛ ووافقه الألباني في "صحيح الجامع" [ر:1356]؛ وحكمه: [متفق عليه] .


    (21) ورد في "علو الهمة" للمقدم [ج1/ص: 352]؛ وفي "الإفادات والإنشادات" للشاطبي [ج1/ص: 4] ..
    (22) رواه ابن ماجه في "سننه" [ج1/ص: 86/ر:237]، بإسناد حسن؛ بتحقيق الألباني في "صحيح ابن ماجه" [ر:195]؛ وحسنه الألباني في "صحيح الجامع" [ر:2223]؛ ورواه الطيالسي في "مسنده" [ج1/ص: 277/ر:2082]؛ والبيهقي في "شعب الإيمان" [ج1/ص: 455/ر:698]؛ وابن أبي عاصم في "السنة" [ج1/ص: 288/ر:232]؛ وابن المبارك في "الزهد" [ج1/ص: 344/ر:968]؛ وحكمه: [حسن] ..
    (23) ورد في "كشف الخفاء" للعجلوني [ج2/ص: 152/ر:2087]؛ وفي "أسنى المطالب" للحوت [ج1/ص: 231/ر:1165]؛ وفي "المقاصد الحسنة" للسخاوي [ج1/ص: 542/ر:883]؛ وفي "الفوائد الموضوعة" للكرمي [ج1/ص: 137/ر:188]؛ وورد في "مختصر المقاصد" للزرقاني [ج1/ص: 816]؛ وفي "الإتقان" للغزي [ج2/ص: 456]؛ وفي "مجموع الفتاوى" لابن تيمية [ج11/ص: 213]؛ وفي "إغاثة اللهفان" لابن القيم [ج1/ص: 333]؛ وفي "المنار المنيف" لابن القيم [ج1/ص: 106] .


    (24) رواه مسلم في "صحيحة" [ج17/ص: 194/ر:7136]؛ ورواه الإمام أحمد في "مسنده" [ج5/ص: 166/ر:17030]، بإسناد صحيح، على شرط مسلم؛ بتحقيق الأرناؤوط في "مسند أحمد" [ج4/ص: 162]؛ وحكمه: [صحيح] ..
    (25) رواه الشيخان: البخاري في "صحيحة" [ج1/ص: 456/ر:1293]، ومسلم في "صحيحة" [ج16/ص: 423/ر:6697]؛ ورواه أبو داود في "سننه" [ج2/ص: 642/ر:4714]، بإسناد صحيح؛ بتحقيق الألباني في "صحيح أبي داود" [ر:4714]؛ ووراه الترمذي في "سننه" [ج4/ص: 389/ر:2138]، بإسناد صحيح؛ بتحقيق الألباني في "صحيح الترمذي" [ر:2138]؛ وحكمه: [متفق عليه] ..
    (26) رواه مسلم في "صحيحة" [ج11/ص: 87/ر:4199]؛ ورواه أبو داود في "سننه" [ج2/ص: 131/ر:2880]، بإسناد صحيح؛ بتحقيق الألباني في "صحيح أبي داود" [ر:2880]؛ ورواه الترمذي في "سننه" [ج3/ص: 660/ر:1376]، بإسناد صحيح؛ بتحقيق الألباني في "صحيح الترمذي" [ر:1376]؛ ورواه النسائي في "سننه المجتبى" [ج6/ص: 561/ر:3653]، بإسناد صحيح؛ بتحقيق الألباني في "صحيح النسائي" [ر:3653]؛ ورواه الدارمي في "سننه" [ج1/ص: 146/ر:565]، بإسناد صحيح؛ بتحقيق الأسد في "سنن الدارمي" [ج1/ص: 148]؛ ووراه الإمام أحمد في "مسنده" [ج3/ص: 65/ر:8627]، بإسناد صحيح؛ بتحقيق الأرناؤوط في "مسند أحمد" [ج2/ص: 372]؛ ورواه البخاري في "الأدب المفرد" [ج1/ص: 34/ر:38]، بإسناد صحيح؛ بتحقيق الألباني في "صحيح الأدب" [ر:29]؛ وحكمه: [صحيح] ..
    (27) ورد كاملاً في " كشف الخفاء" للعجلوني [ج1/ص: 407/ر:1098]؛ وأصله في "المواهب اللدنية" للقسطلاني [ج2/ص: 478]؛ وفي "نصب الراية" للزيلعي [ج1/ص: 479]؛ وفي "الإحياء" للغزالي [ج3/ص: 219]؛ وفي "الفتاوى الحديثية" للهيتمي [ج1/ص: 277]؛ وفي "زاد المعاد" لابن القيم [ج1/ص: 151]؛ والمتن المرفوع بالأثر: ( إِنَّمَا حُبِّبَ إِلَيَّ مِنَ الدُّنْيَا ثَلاثٌ: الطِّيبُ، وَالنِّسَاءُ، وَجُعِلَتْ قُرَّةُ عَيْنِي فِي الصَّلاةِ )؛ رواه النسائي في "سننه المجتبى" [ج7/ص: 72/ر:3949]، بإسناد حسن صحيح؛ بتحقيق الألباني في "صحيح النسائي" [ر:3949]؛ ورواه الإمام أحمد في "مسنده" [ج3/ص: 581/ر:11884]، بإسناد حسن؛ بتحقيق الأرناؤوط في "مسند أحمد" [ج3/ص: 128]؛ وصححه ابن الملقن في "البدر المنير" [ج1/ص: 501]؛ والألباني في "صحيح الجامع" [ر:3124]؛ وفي "النصيحة" [ر:255]؛ وصححه الصعدي في "النوافح العطرة" [ر:119]؛ وصححه ابن القيم في "إغاثة اللهفان" [ج2/ص: 195]؛ وفي "زاد المعاد" [ج1/ص: 145]؛ وحسنه الحافظ في "التلخيص الحبير" [ج3/ص: 1118]؛ والشوكاني في "نيل الأوطار" [ج6/ص: 226]؛ والوادعي في "الصحيح المسند" [ر:106]؛ وحسنه السيوطي في "الجامع الصغير" [ر:3669]؛ وحكمه: [حسن صحيح] ..
    (28) قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، عن الإحسان: ( أَنْ تَعْبُدَ اللَّهَ كَأَنَّكَ تَرَاهُ، فَإِنْ لَمْ تَكُنْ تَرَاهُ، فَإِنَّهُ يَرَاكَ )؛ رواه الشيخان: البخاري في "صحيحة" [ج1/ص: 27/ر:50]، ومسلم في "صحيحة" [ج1/ص: 101/ر:93]؛ ورواه أبو داود في "سننه" [ج2/ص: 635/ر:4695]، بإسناد صحيح؛ بتحقيق الألباني في "صحيح أبي داود" [ر:4695]؛ ورواه الترمذي في "سننه" [ج5/ص: 8/ر:2610]، بإسناد صحيح؛ بتحقيق الألباني في "صحيح الترمذي" [ر:2610]؛ ووراه النسائي في "سننه المجتبى" [ج8/ص: 472/ر:5005]، بإسناد صحيح؛ بتحقيق الألباني في "صحيح النسائي" [ر:5005]؛ وحكمه: [متفق عليه] ..
    رواه أبو أمية الطرسوسي في "مسنده" [ر:49]، مرفوعا، وابن القيم في "الوابل الصيب" [ج1/ص: 78/ر:62]؛ وفي "جامع العلوم" لابن رجب [ج2/ص: 512]، ويقويه طرق وروايات السابقة، وثبات متنه، وشاهده في صحيح الشيخ مسلم بن الحجاج ..
    (29) بلفظ قريب رواه الإمام أحمد في "مسنده" [ج2/ص: 620/ر:8091]، بإسناد صحيح؛ بتحقيق أحمد شاكر في "المسند"[ج16/ص: 127]، ورواه البيهقي في "الشعب" [ج1/ص: 390/ر:505]، ورواه الحاكم النيسابوري [ج1/ص: 673/ر:1823]، وقال: هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ الشَّيْخَيْنِ؛ وخلاصة حكمه: [صحيح]؛ وصححه الألباني في "الصحيحة" [ر:1317] على شرط الشيخين؛ وهذه الرواية رواها أبو أمية الطرسوسي في "مسنده" [ر:49]، مرفوعا، وابن القيم في "الوابل الصيب" [ج1/ص: 78/ر:62]؛ وفي "جامع العلوم" لابن رجب [ج2/ص: 512]، ويقويه طرق وروايات السابقة، وثبات متنه، وشاهده في صحيح الشيخ مسلم بن الحجاج؛ وفي رواية الإحياء للغزالي: (سَبَقَ الْمُفَرِّدُونَ، قِيْلَ ومَنْ هُمْ الْمُفَرِّدُونَ يَا رَسُولَ اللَّهِ؟ قَالَ: ( المتَنَزِهُوْنَ بِذِكْرِ الله تَعَالَى، وضَعَ الذِكْرُ عَنْهُمّ أوْزَارَهُم فَورَدُوا القِيَامَةَ خِفَاْفَاً )، رواه الحافظ العراقي في "تخريج الإحياء" مرفوعا [ج3/ص: 26/ر:2374]؛ وشاهده بالصحيح الثابت:
    عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه، قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَسِيرُ فِي طَرِيقِ مَكَّةَ، فَمَرَّ عَلَى جَبَلٍ يُقَالُ لَهُ جُمْدَانُ، فَقَالَ: ( سِيرُوا هَذَا جُمْدَانُ سَبَقَ الْمُفَرِّدُونَ )، قَالُوا: وَمَا الْمُفَرِّدُونَ يَا رَسُولَ اللَّهِ؟ قَالَ: ( الذَّاكِرُونَ اللَّهَ كَثِيرًا وَالذَّاكِرَاتُ )؛ رواه مسلم في "صحيحة" [ج17/ص: 7/ر:6749]؛ ورواه الإمام أحمد في "مسنده" [ج2/ص: 124/ر:9077]، بإسناد صحيح؛ بتحقيق الأرناؤوط في "مسند أحمد" [ج2/ص: 411]؛ وصححه الألباني في "صحيح الجامع" [ر:3655]، وخلاصة حكمه: [صحيح] ..
    وثبات متنه قوله تعالى: { وَسَارِعُواْ إِلَى مَغْفِرَةٍ مِّن رَّبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَاوَاتُ وَالأَرْضُ أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ } [آل عمران : 133]..
    (30) رواه الإمام أحمد في "مسنده" [ج3/ص: 483/ر:11277]، ورواه البيهقي في "الشعب" [ج1/ص: 397/ر:526]، وبلفظ : ( أَكْثِرُوا ذِكْرَ اللَّهِ حَتَّى يَقُولَ الْمُنَافِقُونَ : إِنَّكُمْ مُرَاءُونَ )، في "الشعب" [ج1/ص:397/ر:527]، وصحح المتن الأول الأساسي كل من : ابن حبان في "الثقات" [ج3/ص: 99/ر:817]، والحاكم النيسابوري في "المستدرك" [ج1/ص: 677/ر:1839]، والصعدي في "النوافح العطرة" [ص: 52]، والزرقاني في "مختصر المقاصد" [ص: 132]، وحسنه السيوطي في "الجامع الصغير" [ر:1397]، والمنذري في "الترغيب" [ج2/ص: 329]، وخلاصة حكمه : [حسن صحيح] ..
    (31) ورد في "نهج البلاغة" لأبو تراب [ج4/ص: 53/ح:237]؛ وفي "ربيع الأبرار" للزمخشري [ج1/ص: 760/ر:294]؛ وفي "مرقاة المفاتيح" للقاري [ج4/ص: 336]؛ وفي "مرآة الجنان" لليافعي [ج1/ص: 87]؛ وفي "ميزان الحكمة" للريشهري [ج3/ص: 1800] ..
    وقال مثله الإمام الرباني الوارث جعفر بن محمد الصادق رضي الله عنه: ( العُبَّادَ ثَلاَثَةٌ: قَوْمٌ عَبَدُوا اللَهَ عَزَّ وَجَلَّ خَوْفاً فَتِلْكَ عِبَادَةُ العَبِيدِ، وَقَوْمٌ عَبَدُوا اللَهَ تَبَارَكَ وَتَعَالَي‌ طَلَبَ الثَّوَابِ فَتِلْكَ عِبَادَةُ الاُجَرَاءِ، وَقَوْمٌ عَبَدُوا اللَهَ عَزَّ وَجَلَّ حُبَّاً لَهُ فَتِلْكَ عِبَادَةُ الاَحْرَارِ؛ وَهِي‌َ أَفْضَلُ العِبَادَةِ )؛ ورد في "الكافي" للكليني [ج2/ص: 84/ر:5]؛ وفي "الوسائل" للعاملي [ج1/ص: 62/ر:134]؛ وفي "البحار" للمجلسي [ج67/ص: 255/ر:27] ..
    (32) ورد في مقدمة "صحيح مسلم" برقم [ج1/ص: 11/ر:9]، وورد في "شرح البخاري" لابن الملقن [ج3/ص: 655]: بإسناد صحيح؛ وحكمه: [صحيح] ..
    (33) ورد في "الآداب الشرعية" لابن مفلح [ج2/ص: 155]
    (34)
    رواه البخاري في "صحيحة" [ج1/ص: 225/ر:127]؛ وحكمه: [صحيح] ..
    (35) ورد في "مجمع الفتاوى" لابن تيمية [ج18/ص: 338]، وفي "كشف الخفاء" للعجلوني [ج1/ص: 196/ر:592]، ورغم ضعف طرقه، إلا أنه مقبول معتبر به لأنه في فضيلة، ويصح موقوفا على الإمام علي، أو تلميذه حبر الأمة ابن عباس، ولا يصح أن يكون العكس مطلباً ..
    (36) رواه الديلمي في "مسند الفردوس" [ج1/ص: 398/ر:1611] .


    (37) ورد في "المواهب السرمدية" للزملكاني [ج1/ص: 129] ..
    (38) رواه الشيخان: البخاري في "صحيحة" [ج1/ص: 39/ر:71]، ومسلم في "صحيحة" [ج7/ص: 129/ر:2389]؛ وحكمه: [متفق عليه]
    الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
     
    مفهوم العلم والتعلم عند النقشبندية
    الرجوع الى أعلى الصفحة 
    صفحة 1 من اصل 1
     مواضيع مماثلة
    -
    » مفهوم الفناء بالله عند النقشبندية
    » مفهوم العقيدة
    » مفهوم الخيال أو البرزخ عند ابن عربي

    صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
    الطريقة النقشبندية العلية  :: الطريقة النقشبندية العلية :: منتدى الطريقة النقشبندية العلية-
    انتقل الى:  
    جميع الحقوق محفوظة
    الساعة الان بتوقيت مصر
     ® 
    جميع الحقوق محفوظة لمنتدى الطريقة النقشبندية العلية
    حقوق الطبع والنشر©2011 - 2010
    موقع الطريقة النقشبندية العلية
    المشاركات المنشورة بالمنتدى لا تعبر بالضرورة عن رأي إدارة المنتدى ولا تمثل إلا رأي أصحابها فقط ولا يتحمّل الموقع أيّة مسؤوليّة عن المواد الّتي يتم عرضها أو نشرها في منتدي الطريقة النقشبندية العلية  ويتحمل المستخدمون بالتالي كامل المسؤولية عن كتاباتهم وإدراجاتهم التي تخالف القوانين أو تنتهك حقوق الملكيّة أو حقوق الآخرين أو أي طرف آخر.
    ادارى المنتدى : محمد عبده النقشبندى
    تسجيل صفحاتك المفضلة في مواقع خارجية
    تسجيل صفحاتك المفضلة في مواقع خارجية reddit    

    قم بحفض و مشاطرة الرابط الطريقة النقشبندية العلية على موقع حفض الصفحات

    قم بحفض و مشاطرة الرابط الطريقة النقشبندية العلية على موقع حفض الصفحات