أنواع السلوك والسير الى الله

إدارة المنتدى العمر : 47

أنواع السلوك:
سلوك البعض من غير تقدم الجذبة و في البعض الجذبة مقدمة على سلوكهم، و جماعة تحصل لهم الجذبة أثناء قطع منازل السلوك، وطائفة يتيسر لهم طي منازل السلوك و لكنهم لا يصلون إلى حد الجذبة فتقدم الجذبة للمحبوبين و باقي الأقسام متعلقة بالمحبين
سلوك المحبين عبارة عن طي المقامات العشر المشهورة بالترتيب و التفصيل
سلوك المحبوبين تحصل لهم خلاصة المقامات العشر و لا حاجة لهم إلى الترتيب و التفصيل
السير إلى الله (السير الأول): عبارة عن الحركة العلمية ذاهباً من العلم الأدنى إلى العلم الأعلى و من هذا إلى أعلى آخر و هكذا إلى أن تنتهي إلى علم الواجب تعالى بعد طي علوم الممكنات كلها و زوالها بأسرها و هذه الحالـــة المعبر عنها بالفناء
السير في الله (السير الثاني): عبارة عن الحركة العلمية في مراتب الوجوب من الأسماء و الصفات و الشؤون و الاعتبارات و التقديسات و التنزيهات إلى أن تنتهي إلى مرتبة لا يمكن التعبير عنها بعبارة و لا يشار إليها بإشارة و لا تسمى باسم و لا يكنى عنها بكناية و لا يعلمها عالم و لا يدركها مدرك و هذا السير يسمى بالبقاء
السير عن الله بالله (السير الثالث):عبارة عن الحركة العلمية نازلاً من العلم الأعلى إلى العلم الأدنى ومن الأدنى إلى الأدنى و هكذا إلى أن يرجع إلى الممكنات رجوع القهقرى و ينزل من علوم مراتب الوجوب كلها، و هو العارف الذي نسي الله بالله و رجع عن الله مع الله و هو الواجد الفاقد و الواصل المهجور و هو القريب البعيد
السير في الأشياء(السير الرابع):عبارة عن حصول علوم الأشياء شيئاً فشيئاً بعد زوال تلك العلوم كلها في السير الأول
فالسير الرابع مقابل الأول، و الثالث مقابل الثاني، و السير إلى الله و السير في الله لتحصيل نفس الولاية التي هي عبارة عن الفناء و البقاء، و السير الثالث و الرابع لحصول مقام الدعوة
مشايخ الطريقة النقشبندية قدس الله أسرارهم اختاروا ابتداء السير من عالم الأمر و صاروا يقطعون مسافة عالم الخلق في ضمنه بخلاف مشايخ سائر الطرق، فإن ابتداء سيرهم من عالم الخلق و بعد طي مسافة عالم الخلق يضعون القدم في عالم الأمر و يصلون إلى مقام الجذبة و لهذا كان طريق النقشبندية أقرب الطرق
فبهذا الاعتبار لو قيل إن في هذا الطريق اندراج النهاية في البداية لسنح فعلم من البيان السابق آنفاً أن سير الابتداء مندرج في هذا الطريق في سير الانتهاء ، لا أنهم ينزلون من سير الابتداء إلى سير الانتهاء و يسيرون في البداية بعـــد تمام سير النهاية فبطل زعم من قال إن نهاية هذا الطريق بداية طرق سائر المشايخ
والسير في الأسماء و الصفات ليس هو بعد السير في التجليات الذاتية بل يقع ذاك السير يعني السير في الأسماء و الصفات في ضمن السير في التجليات الذاتية غاية ما في الباب أن السير الأسمائي و الصفاتي كلما ظهر بسبب عروض بعض العوارض يستتر سير التجليات الذاتية و يتخيل أنه قد تم و شرع في التجليات الأسمائية و الصفاتيـة وليس كذلك، نعم قد يقع الرجوع إلى العالم بعد تمام السير في مدارج الولاية لدعوة الخلق إلى الحق جل و علا، فإن زعم ذلك الرجوع نهايتهم و تخيله بدايته فليس ذلك ببعيد و لكنه ما يقول في مشايخه فإن لهم أيضاً هذا الرجوع في النهاية إن المراد بالبداية و النهاية : بداية الولاية و نهايتها و سير هذا الرجوع لا تعلق له بالولاية بل هو من مرتبة الدعوة و التبليغ (مرتبة كمالات النبوة - تأتي بعد الولاية).

ابتداء سير طريق النقشبنديين من القلب الذي هو من عالم الأمر و بعد القلب يقع السير فيما فوقه وهى مراتب الروح و بعد الروح تكون المعاملة بالسر الذي فوقها وهكذا الحال في الخفي و الأخفى و بعد طي منازل هذه اللطائف الخمس وحصول العلوم والمعارف المتعلقة بكل لطيفة وبعد تحقق الأحوال والمواجيد المخصوصة بكل واحدة من هذه الخمس يقع السير في أصول هذه الخمس فإن طوى سير هذه الأصول الخمسة فقد أتم سير دائرة الإمكان ووضع القدم على أول منزل من منازل الفناء فإن وقع الترقي بعد ذلك يكون السير في ظلال الأسماء و الصفات الإلهية جل سلطانه ،وهذه الظلال كالبرازخ بين الواجب والإمكان ويكون السير في هذه الظلال أيضاً على الترتيب المذكور في فروعها فإن طوى بفضل الله سبحانه المنازل المتكثرة من هذه الظلال و انتهى إلى نقطتها الأخيرة يكون شروعاً في أسماء الواجب و صفاته جل سلطانه و تقع تجليات الأسماء و الصفات و ظهورات الشؤون و الاعتبارات فعند ذلك يكون قد أتم معاملة اللطائف الخمس الأمرية فإن وقع الترقي بفضل الله سبحانه بعد ذلك من هذا المقام تقع المعاملة على اطمئنان النفس ويتيسر حصول مقام الرضا الذي هو نهاية مقامات السلوك ويحصل في هذا المقام شرح الصدر و يتشرف فيه بالإسلام الحقيقي و كل هذه الكمالات المذكورة متعلقة باسم الظاهر و الكمالات المتعلقة باسم الباطن هي غيرها فإن حصلت كمالات هذين الاسمين المباركين بتمامها يتيسر للسالك جناحان للطيران إلى عالم القدس
من مكتوبات الإمام الرباني الشيخ أحمد الفاروقي السرهندي

» أنواع ذكر الله تعالى
» ترتيب السلوك للأمام القشيري
» تخميس قصيدة السلوك للشيخ الاكبر