فضل الصلاة والدعاء بالليل:
قال الله تعالى في صفة المؤمنين: {تَتَجَافَى جُنُوبُهُمْ عَنِ الْمَضَاجِعِ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ خَوْفًا وَطَمَعًا وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنْفِقُونَ (16) فَلَا تَعْلَمُ نَفْسٌ مَا أُخْفِيَ لَهُمْ مِنْ قُرَّةِ أَعْيُنٍ جَزَاءً بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ (17)} [السجدة/16- 17].
1- عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنهُ أَنَّ رَسُولَ الله صل الله عليه وسلم قَالَ:«يَنْزِلُ رَبُّنَا تَبَارَكَ وَتَعَالَـى كُلَّ لَيْلَةٍ إِلَى السَّمَاءِ الدُّنْيَا،حِينَ يَبْقَى ثُلُثُ اللَّيْلِ الآخِرُ،يَقُولُ:مَنْ يَدْعُونِي فَأَسْتَجِيبَ لَـهُ،مَنْ يَسْأَلُنِي فَأُعْطِيَهُ،مَنْ يَسْتَغْفِرُنِي،فَأَغْفِرَ لَهُ».متفق عليه
2- وَعَنْ أبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنهُ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صل الله عليه وسلم سُئِلَ:أيُّ الصَّلاةِ أفْضَلُ بَعْدَ المَكْتُوبَةِ؟ وَأيُّ الصِّيَامِ أفْضَلُ بَعْدَ شَهْرِ رَمَضَانَ؟ فَقَالَ:«أفْضَلُ الصَّلاةِ،بَعْدَ الصَّلاةِ المَكْتُوبَةِ،الصَّلاةُ فِـي جَوْفِ اللَّيْلِ،وَأفْضَلُ الصِّيَامِ،بَعْدَ شَهْرِ رَمَضَانَ،صِيَامُ شَهْرِ الله المُحَرَّمِ».أخرجه مسلم
3- وَعَنْ عَمْرو بْن عَبَسَةَ رَضِيَ اللهُ عَنهُ قَالَ:قُلْتُ يَا رَسُولَ الله ! هَلْ مِنْ سَاعَةٍ أَقْرَبُ مِنَ الأُخْرَى أَوْ هَلْ مِنْ سَاعَةٍ يُبْتَغَى ذِكْرُهَا؟ قَالَ:«نَعَمْ،إِنَّ أَقْرَبَ مَا يَكُونُ الرَّبُّ عَزَّ وَجَلَّ مِنَ العَبْدِ جَوْفَ اللَّيْلِ الآخِرَ،فَإِنِ اسْتَطَعْتَ أَنْ تَكُونَ مِمَّنْ يَذكُرُ اللهَ عَزَّ وَجَلَّ فِـي تِلْكَ السَّاعَةِ فَكُنْ،فَإِنَّ الصَّلاَةَ مَحْضُورَةٌ مَشْهُودَةٌ إِلَى طُلُوعِ الشَّمْسِ فَإِنَّهَا تَطْلُعُ بَـيْنَ قَرْنَيِ الشَّيْطَانِ وَهِيَ سَاعَةُ صَلاَةِ الكُفَّارِ فَدَعِ الصَّلاَةَ حَتَّى تَـرْتَفِعَ قِيدَ رُمْـحٍ وَيَذهَبَ شُعَاعُهَا،ثمَّ الصَّلاَةُ مَحْضُورَةٌ مَشْهُودَةٌ حَتَّى تَعْتَدِلَ الشَّمْسُ اعْتِدَالَ الرُّمْـحِ بنِصْفِ النَّهَارِ فَإِنَّهَا سَاعَةٌ تُفْتَحُ فِـيهَا أَبْوَابُ جَهَنَّمَ وَتُسْجَرُ،فَدَعِ الصَّلاَةَ حَتَّى يَفِيءَ الفَيْءُ ثمَّ الصَّلاَةُ مَحْضُورَةٌ مَشْهُودَةٌ حَتَّى تَغِيبَ الشَّمْسُ » .أخرجه الترمذي والنسائي وَعَنْ أبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قالَ:قالَ رَسُولُ الله صل الله عليه وسلم :«أفْضَلُ الصِّيَامِ بَعْدَ رَمَضَانَ شَهْرُ الله المُـحَرَّمُ،وَأفْضَلُ الصَّلاةِ بَعْدَ الفَرِيضَةِ،صَلاةُ اللَّيْلِ».أخرجه مسلم
فضل الدعاء بالليل:
عَنْ جَابِرٍ رَضِيَ اللهُ عَنهُ قالَ:سَمِعْتُ النَّبِـيَّ صل الله عليه وسلم يَقُولُ:«إِنَّ فِي اللَّيْلِ لَسَاعَةً لا يُوَافِقُهَا رَجُلٌ مُسْلِمٌ يَسْألُ اللهَ خَيْراً مِنْ أمْرِ الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ،إِلا أعْطَاهُ إِيَّاهُ،وَذَلِكَ كُلَّ لَـيْلَةٍ».أخرجه مسلم
عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله- صلى الله عليه وسلم- قال: «يَنْزِلُ رَبُّنَا تَبَارَكَ وَتَعَالَى كُلَّ لَيْلَةٍ إلَى سَمَاءِ الدُّنْيَا حِينَ يَبْقَى ثُلُثُ اللَّيْلِ الآخِرُ يَقُولُ: مَنْ يَدْعُونِي فَأَسْتَجِيبَ لَهُ؟ مَنْ يَسْأَلُنِي فَأُعْطِيَهُ؟ مَنْ يَسْتَغْفِرُنِي فَأَغْفِرَ لَهُ». متفق عليه.
قال تعالى (كَانُوا قَلِيلاً مِنَ اللَّيْلِ مَا يَهْجَعُونَ * وَبِالأَسْحَارِ هُمْ يَسْتَغْفِرُونَ) يقومون الليل كما قال الإمام الحسن البصري: يعني لا ينامون من الليل إلا قليلاً، فهم يكابدون الليل في القيام والركوع والسجود
روى الإمام الترمذي -رحمه الله تعالى- في سننه من حديث عبد الله بن سلام قال صلى الله عليه وسلم: "أطعموا الطعام، وصِلُوا الأرحام، وصَلُّوا بالليل والناس نيام، تدخلوا الجنة بسلام
كذلك من فضائل قيام الليل أنَّه سبب من أسباب رحمة الله سبحانه وتعالى، قال صلى الله عليه وسلم: "رحم الله رجلاً قام من الليل فأيقظ امرأته..." فصلَّيا جميعًا أو صلَّى كل واحد منهما لوحده أو كما قال النبي صلى الله عليه وسلم، ولهذا عائشة -رضي الله تعالى عنها- الصدِّيقة بنت الصدِّيق توصينا بوصيةٍ عظيمةٍ تقول -معنى وصيتها-: يا عبد الله لا تدع قيام الليل فإن رسول الله صلى الله عليه وسلم لم يدع قيام الليل؛ فإذا كان مريضًا أو كسل -يعني أصابه مرض أو تعب عليه الصلاة والسلام- صلَّى قاعدًا صلى الله عليه وسلم.