** صورٌ مشرقة من ورع النبي صلى الله عليه وسلم** :
(1) (حديث عقبة ابن الحارث النوفلي الثابت في صحيح البخاري) قال : صليت وراء النبي صلى الله عليه وسلم بالمدينة العصر فسلم ثم قام مسرعاً فتخطى رقاب الناس إلى بعض حجر نسائه ، ففزع الناس من سرعته ، فخرج إليهم فرأى أنهم عجبوا من سرعته فقال : ذكرتُ شيئاً من تبرٍ فأمرت بقسمته .
( تنبيه ) إن هذا التصرف من رسول الله صلى الله عليه وسلم يُعدُّ مثلاً أعلى ونبراساً يُحْتَذى به في الشعور بالمسؤولية , والتحري الدقيق في القضايا المالية , والمبادرة إلى تنفيذ التكاليف الشرعية وإن لم يكن وقت تنفيذها محددا خشية النسيان أو حضور الأجل .
وهذا لون من ألوان التربية النبوية المؤثرة حيث إن خروج النبي صلى الله عليه وسلم من المسجد بهذه الصورة أثار عجب الصحابة وتساؤلهم فتهيأت نفوسهم لاستقبال هذا التوجيه العملي نحو الاهتمام بحقوق المسلمين والإسراع في إيصالها إلى مستحقيها .
(2) ( حديث أنس رضي الله عنه الثابت في الصحيحين ) قال: مر النبي صلى الله عليه وسلم بتمرة في الطريق، قال: (لولا أني أخاف أن تكون من الصدقة لأكلتها).
( حديث أبي هريرة رضي الله عنه الثابت في الصحيحين ) أن النبيصلى الله عليه وسلم قال : (إني لأنقلبُ إلى أهلي ، فأجدُ التمرة ساقطةً على فراشي، فأرفعها لآكلها، ثم أخشى أن تكون صدقة فألقيها)
هذا مثال على شدة ورع النبي صلى الله عليه وسلم وعِظَم خشيته من الله تعالى ، وقد حرَّم الله تعالى الصدقة على بني هاشم, وبهذا الورع الشديد والخشية البالغة كان صلى الله عليه وسلم قدوة عليا لأمته في ذلك .