الطريقة النقشبندية العلية
اهلا وسهلا بك اخى الكريم فى موقع الطريقة النقشبندية العلية والتصوف السنى عرف بنفسك او قم بالتسجيل حللت اهلا ونزلت سهلا نرجوا لك ان تقضى اسعد الاوقات وان تفيد وتستفيد حياك الله وبياك
محمد النقشبندى
الطريقة النقشبندية العلية
اهلا وسهلا بك اخى الكريم فى موقع الطريقة النقشبندية العلية والتصوف السنى عرف بنفسك او قم بالتسجيل حللت اهلا ونزلت سهلا نرجوا لك ان تقضى اسعد الاوقات وان تفيد وتستفيد حياك الله وبياك
محمد النقشبندى
الطريقة النقشبندية العلية
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

الطريقة النقشبندية العلية

دروس وخطب فقة حديث توحيد سيرة تصوف اسلامى اداب و سلوك احزاب و اوراد كتب مجانية تعليم طب بديل واعشاب بخور اسرة وطفولة اكلات قصص واشعار
 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول
دخول
اسم العضو:
كلمة السر:
ادخلني بشكل آلي عند زيارتي مرة اخرى: 
:: لقد نسيت كلمة السر
عدد الزوار عند الاقسام

.: عدد زوار منتدى الطريقة النقشبندية العلية

بحـث
 
 

نتائج البحث
 

 


Rechercher بحث متقدم
المواضيع الأخيرة
» اصدق شيخ لعلاج السحر والمس والحسد عن بعد مجرب
الإيمان اللؤلؤ المكنون في الصدف المفتون "1" Emptyالأحد ديسمبر 24, 2023 10:20 am من طرف ام سطام

» جوهرة عجيبة من أسرار الشريف اسماعيل النقشبندى
الإيمان اللؤلؤ المكنون في الصدف المفتون "1" Emptyالأحد ديسمبر 24, 2023 10:14 am من طرف ام سطام

» هديتي اليكم افضل شيخ مغربي مجرب لعلاج السحر والمس صادق
الإيمان اللؤلؤ المكنون في الصدف المفتون "1" Emptyالأحد ديسمبر 24, 2023 10:05 am من طرف ام سطام

» علاج الكبد الدهني - اعشاب للقضاء على دهون الكبد - اعشاب للمحافظه على الكبد
الإيمان اللؤلؤ المكنون في الصدف المفتون "1" Emptyالجمعة مارس 18, 2022 3:14 pm من طرف زاشيائيل

» الحزب الكبير الأول لسيدى أحمد البدوى قدس الله سره
الإيمان اللؤلؤ المكنون في الصدف المفتون "1" Emptyالجمعة مارس 18, 2022 3:02 pm من طرف زاشيائيل

» النفاق والمجاملة والفارق بينهما
الإيمان اللؤلؤ المكنون في الصدف المفتون "1" Emptyالخميس مايو 13, 2021 9:24 am من طرف ابوعمارياسر

» حكم من مات وعليه صيام أو كفارة
الإيمان اللؤلؤ المكنون في الصدف المفتون "1" Emptyالخميس مايو 13, 2021 8:50 am من طرف ابوعمارياسر

» البحر المسجور
الإيمان اللؤلؤ المكنون في الصدف المفتون "1" Emptyالسبت أغسطس 15, 2020 10:59 am من طرف صبحى0

» الحفظ أثناء النوم
الإيمان اللؤلؤ المكنون في الصدف المفتون "1" Emptyالسبت أغسطس 15, 2020 10:54 am من طرف صبحى0

» دور القرآن في علاج الأمراض
الإيمان اللؤلؤ المكنون في الصدف المفتون "1" Emptyالسبت أغسطس 15, 2020 10:47 am من طرف صبحى0

» الفرق بين ( العشي والإبكار ) وبين ( العشي والإشراق )
الإيمان اللؤلؤ المكنون في الصدف المفتون "1" Emptyالسبت أغسطس 15, 2020 10:40 am من طرف صبحى0

» التحذير من خطر التكفير
الإيمان اللؤلؤ المكنون في الصدف المفتون "1" Emptyالأربعاء أغسطس 12, 2020 5:17 pm من طرف عاشق الصوفية

» وصية نبوية عظيمة
الإيمان اللؤلؤ المكنون في الصدف المفتون "1" Emptyالجمعة يناير 31, 2020 12:59 am من طرف ابوعمارياسر

» معاني الكبير في القرآن الكريم
الإيمان اللؤلؤ المكنون في الصدف المفتون "1" Emptyالأحد نوفمبر 17, 2019 5:56 pm من طرف ابوعمارياسر

» تحميل ابحاث مجلة الشريعة
الإيمان اللؤلؤ المكنون في الصدف المفتون "1" Emptyالأربعاء مايو 22, 2019 4:34 am من طرف ابوعمارياسر

» الامام أحمد المقري التلمساني
الإيمان اللؤلؤ المكنون في الصدف المفتون "1" Emptyالأربعاء مايو 22, 2019 4:29 am من طرف ابوعمارياسر

» قصيدة مترجمة رائعة في مدح الرسول
الإيمان اللؤلؤ المكنون في الصدف المفتون "1" Emptyالأربعاء مايو 22, 2019 4:20 am من طرف ابوعمارياسر

» رائعة من كتاب الاتقان في علوم القرآن
الإيمان اللؤلؤ المكنون في الصدف المفتون "1" Emptyالأربعاء مايو 22, 2019 4:16 am من طرف ابوعمارياسر

» الامام أحمد المقري التلمساني
الإيمان اللؤلؤ المكنون في الصدف المفتون "1" Emptyالخميس مايو 09, 2019 1:16 am من طرف ابوعمارياسر

» اذى الخلق لسيدي ابن عجيبة
الإيمان اللؤلؤ المكنون في الصدف المفتون "1" Emptyالخميس مايو 09, 2019 1:12 am من طرف ابوعمارياسر

المواضيع الأكثر نشاطاً
عرف بنفسك
كيف تتلذذ بالصلاة
كتاب الغيبة
كتاب السير والمساعي في أحزاب وأوراد السيد الغوث الكبير الرفاعي
ديوان الحلاج
خلفاءالشريف اسماعيل قدس الله أسرارهم
ديوان ابن دريد
ما هي الطريقة النقشبندية
مكتبة الشيخ محمد عبد الرحيم الحميلى
فضل الصلاة والتسليم على النبي صلى الله عليه وسلم من الأحاديث النبوية
مواضيع مماثلة
إعلانات تجارية

    لا يوجد حالياً أي إعلان



     

     الإيمان اللؤلؤ المكنون في الصدف المفتون "1"

    اذهب الى الأسفل 
    3 مشترك
    كاتب الموضوعرسالة
    منارة الحق
    عضو جديد
    عضو جديد




    العمر : 53
    ذكر

    الإيمان اللؤلؤ المكنون في الصدف المفتون "1" Empty
    مُساهمةموضوع: الإيمان اللؤلؤ المكنون في الصدف المفتون "1"   الإيمان اللؤلؤ المكنون في الصدف المفتون "1" Emptyالأربعاء ديسمبر 22, 2010 5:45 am

    الإيمان اللؤلؤ المكنون في الصدف المفتون "1"


    أولاً وقبل البدء بهذا البحث الهام أريد أن أنوه أني لا أشيع طائفة على أخرى فيه رغم أني نقشبندي أصيل ولا فخر ، ولكن عقيدتي في البحث عن الحق و الحقيقة عقيدة المصطفى "ص" وصحبه الكرام رضوان الله عليهم ، وفق قول الله تعال : (قُلْ هَـذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللّهِ عَلَى بَصِيرَةٍ أَنَاْ وَمَنِ اتَّبَعَنِي وَسُبْحَانَ اللّهِ وَمَا أَنَاْ مِنَ الْمُشْرِكِينَ ) [يوسف : 108] وقول إمام المتقين "ص" : ( أترى نور الشمس ، على مثل ذلك فاتبع ) وقوله ( تركتكم على المحاجة البيضاء ليلها كنهارها ) وقوله "ص" : ( الحكمة ضالة المؤمن أينما وجدها التقطها ) وميزاني في ذلك كتاب الله عز وجل وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم وعقل الإيمان الذي قال فيه سيد المرسلين "ص" : ( العقل نور في القلب يفرق به بين الحق و الباطل ) 000

    مقدمة هامة : الطريقة النقشبندي العلية ، هي طريقة الصحابة المهاجرين وسيد المهاجرين "ص" ، كما هي عليه وعلى رأسهم الصديق الأكبر " أبو بكر الصديق " رضي الله عنه وأرضاه ونفعنا بجاهه ، الذي كما قال عن إيمانه المصطفى "ص" : ( لو وزن إيمان أبو بكر في كفه وإيمان الأمة في كفه لرجح إيمان أبو بكر) لما لا وهو من ذاق رحيق خالص معرفة الله ، وعرف الله حق معرفته بعد رسول الله "ص" لقوله "ص" : ( ما صب في قلبي شيء إلا وصبت في قلب أبو بكر من بعدي ) أي أنه بعد رسول الله بالمقام ، وخليله بعد الله ، ومن سابقه إلى الله لقوله "ص" : ( كنت أنا وأخي أبو بكر في رهاني خيل لكني سبقته ولو سبقني لتبعته ) ، لذلك فالطريقة النقشبندية العلية هي في الحقيقة هي الطريقة الصديقية نسبة لذلك الصديق الأكبر و الرفيق الأفخر الذي كان الأسبق في سره عن صحابة رسول الله "ص" ، لقول "ص" : ( وما سبقكم أبو بكر بكثرة صلاة و لا صوم ولكن بسر قدر وقر في صدره ) ، وأثناء خلافته رضي الله عنه وأرضاه ، سئل عن سبقه هذا فأجابهم سبقتكم بخمس ثم قال : ( رأيت الناس مريدي دنيا ومريدي عقبى فكنت مريد المولى عز وجل ، وكان إذا عرض علي عمل الدنيا وعمل الآخرة اخترت أمر الآخرة ، و مذ آمنت ما أكلت طعاماً وتلذذت به ، ذلك لأن لذة معرفة الله عز وجل أغنتني عن لذائذ الطعام ، ومذ آمنت ما شربت شراباً وارتويت منه ، ذلك لأن ظمئي لمحبة الله أغنتني عن ظمئ الشراب ، وصحبت رسول الله "ص" فأحسنت صحبته ومحبته .

    فالطريقة النقشبندية هي طريقة الإيمان القلبي ، لأن النقشبند تعني النقش على القلب ، وهي علم القلب ، الذي وصفة "ص" بالعلم النافع أو علم القيمة "دين القيمة" لأنه يقوم القلوب على الحق بالإيمان والتقوى ، وتعريفه : ( هو ما علمَ بالقلب فأرقاه وسيطر عليه فوقاه ) ورجال السلسلة الصديقة هم خلفاء رسول الله لقوله "ص" : ( يحمل هذا العلم من بعدي رجال من العجم ) وفي السلسلة الصديقية أكثرهم من فارس وخراسان وبخاره والهند والأكراد كما أشار سيد المرسلين عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم .



    ما هي فائدة الإيمان ؟ .

    الجواب الفائدة هي استحواذ الراحة النفسية التي تبعثها الطمأنينة لله والثقة به ، إضافة لاستقرار للمشاعر ومنه تأتي السكينة لقوله تعالى : ( الَّذِينَ آمَنُواْ وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُم بِذِكْرِ اللّهِ أَلاَ بِذِكْرِ اللّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ ) [الرعد : 28] وقوله عز من قائل : (هُوَ الَّذِي أَنزَلَ السَّكِينَةَ فِي قُلُوبِ الْمُؤْمِنِينَ لِيَزْدَادُوا إِيمَاناً مَّعَ إِيمَانِهِمْ وَلِلَّهِ جُنُودُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَكَانَ اللَّهُ عَلِيماً حَكِيماً ) [الفتح : 4].

    والأهم من كل ذلك السعادة الحقيقية التي ينشدها كل إنسان على ظهر البسيطة و التي أشار إليها الله في قوله : ( لَيْسَ عَلَى الَّذِينَ آمَنُواْ وَعَمِلُواْ الصَّالِحَاتِ جُنَاحٌ فِيمَا طَعِمُواْ.... ) [المائدة : 93] أي ذاقوا من حلاوة الإيمان وقوله : (َأَلَّوِ اسْتَقَامُوا عَلَى الطَّرِيقَةِ لَأَسْقَيْنَاهُم مَّاء غَدَقاً [الجن : 16] لِنَفْتِنَهُمْ فِيهِ وَمَن يُعْرِضْ عَن ذِكْرِ رَبِّهِ يَسْلُكْهُ عَذَاباً صَعَداً ) [الجن : 17] أي لنجذب قلوبهم بنور الحق جذبة لا يلتفتون بعدها لسوا الله .

    فقد قال الصديق الأكبر "أبو بكر الصديق " رضي الله عنه وأرضاه : ( من ذاق من خالص معرفة الله شيء ، شغله ذلك عما سوى الله ، وأستوحش من جميع البشر " أي مال للعزلة والصمت " ).

    ويقول سلطان العارفين الإمام الرباني الوارث " أبو يزيد الأكبر" : ( حلاوة المعرفة الإلهية ، خير عندي من الدنيا وما فيها ، وأعلى عليين ، لو فتحت لي أبواب الجنة الثمانية وأعطيت الدنيا والآخرة لما ساوى ذلك عندي ، لحظة أنيناً بليلة سحر ) فبما فتن الله قلب سيدنا أبو يزيد البسطامي قدس سره العزيز حتى وصل إلى هذا الفتح والمذاق الوجداني العالي ، تأسيناً بسيد المرسلين "ص" حين قال : ( والله لو وضعوا الشمس في يميني والقمر في شمالي على أن أترك هذا الدين ما تركته حتى يظهره الله أو أهلك دونه ) .

    كيف لا وقلبه "ص" القلب الأعظم فقد نزل عليه كتاب الله مصدقاً لما فيه ( .... فَإِنَّهُ نَزَّلَهُ عَلَى قَلْبِكَ بِإِذْنِ اللّهِ مُصَدِّقاً لِّمَا بَيْنَ يَدَيْهِ ... ) [البقرة : 97] والهاء في كلمة "يديه" عائده على قلب سيد المرسلين "ص" لذلك يقول المصطفى "ص" : ( أوتيت قرآنين ) وفي رواية ( ألا أني أوتيت القرآن ومثله معه ). والقرآن الأول هو الإيمان الأعظم وقد حزا السابقون من الصحابة المهاجرين نفس الحزو إذ قالوا بلسان نبينا "ص" : ( كنا أصحاب رسول الله أوتينا الإيمان قبل القرآن ) ، ومصداق ذلك قوله تعالى : ( ....... َلا يَسْتَوِي مِنكُم مَّنْ أَنفَقَ مِن قَبْلِ الْفَتْحِ وَقَاتَلَ أُوْلَئِكَ أَعْظَمُ دَرَجَةً مِّنَ الَّذِينَ أَنفَقُوا مِن بَعْدُ وَقَاتَلُوا وَكُلّاً وَعَدَ اللَّهُ الْحُسْنَى وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ ) [الحديد : 10].

    كما ورد في المذاق القلبي قوله عز من قائل : (َلِمَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ جَنَّتَانِ ) [الرحمن : 46] و الجنة هي السعادة والنعيم القلبي الخفي أي ما يسمى بالسرور ، وجنتان أي سعادة الدارين العاجلة و الآخرة ، وتأويل وبيان ذلك من كتاب الله قوله تعالى : (وَبَشِّرِ الَّذِين آمَنُواْ وَعَمِلُواْ الصَّالِحَاتِ أَنَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الأَنْهَارُ كُلَّمَا رُزِقُواْ مِنْهَا مِن ثَمَرَةٍ رِّزْقاً قَالُواْ هَـذَا الَّذِي رُزِقْنَا مِن قَبْلُ وَأُتُواْ بِهِ مُتَشَابِهاً وَلَهُمْ فِيهَا أَزْوَاجٌ مُّطَهَّرَةٌ وَهُمْ فِيهَا خَالِدُونَ ) [البقرة : 25] ورزقنا من قبل أي في الدنيا ولكن رزق الآخرة أدوم بالطبع وأكثر ارتقاء دون عناء لأن قطوف الآخرة دانية.



    وربما يسأل سائل ما هو الإيمان و ما هي حقيقته وما دلالته و ما أهميته للإنسان ؟؟؟؟.

    الإيمان وفق الأثر الشريف بقول سيد المرسلين "ص" : ( هو ما وقر بالقلب وصدقه العمل ) ولكن السؤال الآن ما الذي وقر بالقلب و الجواب و الجواب البديهي هو "الإيمان" بمعنى فسر الماء بعد الجهد بالماء .

    ولنحل هذه المعضلة علينا أن نعرف معنى كلمة إيمان أولاً فكلمة إيمان لغة هي "التصديق" وتصريفاً هي كلمة جامعة لمعنيين متلازمين تماماً مثل كلمة الدين ، وكلمة التصوف ، والكلمتان في الإيمان هما الأمان و الاطمئنان أي أمان من الله يورث الطمأنينة في قلب المأمن ، ولكن كيف نشعر بهذا الأمان وكيف نستحوذ عليه .

    سوف نسرد قصة مجازية يراد بها العبرة فقط ، قال تعالى : (.............. فاقْصُصِ الْقَصَصَ لَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ ) [الأعراف : 176].

    يروى أن هناك زوجين متحابان ولكن بطباع مختلفة فكان طبع الزوج هادئ و الزوجة ذات طبع حاد ، وشاءت الأقدار أن يقوموا برحلة بحرية هاج خلالها البحر لدرجة الخطر فثارت ثائرة الزوجة خوفاً دون أن يحرك الزوج ساكن فوجهت الزوجة ثورتها على الزوج بسؤال غاضب * ألا تخاف ؟* فكان الجواب أن غضب الزوج مستل خنجر وضعه على صدر زوجته ثم قال لها نفس الجملة فقالت الزوجة دون تردد " لا " فسألها الزوج لما فقالت لأن الخنجر بيد حبيبي فأجابها الزوج وأنا لا أخاف من البحر لأنه بيد * حبيبي * وكان يقصد الله عز وجل ...

    ومن هذه القصة نجد أن المحبة لله تورث الطمأنينة والسكينة ولكن ما مصداق ذلك من كتاب الله ، ولنبدأ بمحبة الزوجين التي وصفت بالمودة و الرحمة التي تولد السكينة وهو الحب الأصغر الذي يستدل به على الحب الأكبر "محبة الله " لقوله تعالى : (وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجاً لِّتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُم مَّوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ ) [الروم : 21] .

    و مصداق ذلك أيضاً ، وصف الله لأولي الألباب " أصحاب القلوب " في أل عمران 191 بقوله تعالى : (الَّذِينَ يَذْكُرُونَ اللّهَ قِيَاماً وَقُعُوداً وَعَلَىَ جُنُوبِهِمْ ) أي ذكر أو تذكر دائم تقريباً قال رسول الله "ص" : ( من أحب شيء أكثر ذكره ) فكيف من أحب الله لقوله تعالى :( وَمِنَ النَّاسِ مَن يَتَّخِذُ مِن دُونِ اللّهِ أَندَاداً يُحِبُّونَهُمْ كَحُبِّ اللّهِ وَالَّذِينَ آمَنُواْ أَشَدُّ حُبّاً لِّلّهِ وَلَوْ يَرَى الَّذِينَ ظَلَمُواْ إِذْ يَرَوْنَ الْعَذَابَ أَنَّ الْقُوَّةَ لِلّهِ جَمِيعاً وَأَنَّ اللّهَ شَدِيدُ الْعَذَابِ ) [البقرة : 165] صدق الله العظيم .

    يقول سلطان العارفين الإمام الرباني الوارث "أبو يزيد البسطامي" قدس سره العزيز في أحد أشعاره :
    عجبت لمـن يقول ذكرت ربـي ****** فهـل أنسى فأذكر من نسيت
    شربت كأس الحب كأس بعد كأس ****** فمـا نفذ الشراب و لا رويت




    فقد قل وندر من لم يقع في جاهليته في الحب و ذهل في المجالس ومال إلى العزلة وهام بذكر المحبوب ، ولاحظ عشقه وهيامه القاصي والداني.

    َيَضْرِبُ اللّهُ الأَمْثَالَ لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ [إبراهيم : 25] .

    وأفضل من أجاد في وصف المحبة الربانية هو سيدنا تاج العارفين "أبو القاسم الجنيد " قدس سره ، حين قال وهو يصف عشقه لربه : ( عبد ذاهل عن نفسه متصل بربه ناظر إليه بقلبه ، قد أحرق قلبه الأنوار الإلهية فصفا شربه من كأس ورده ، وأنكشف له الحق من أستار عينه فهو بالله ومع الله ) .

    ويروى أن الإمام الجنيد قدس سره جاءته امرأة تشكو زوجها في جامع الشونيزي في بغداد ، قائلة : يا سيدي إن هذا الرجال يريد أن يتزوج علي ، ولو كان لي أن أكشف عن وجهي لغير المحارم لعلمت يا سيدي أن من كان له زوجة بجمالي لا ينبغي له أن يتلفت لسواها ، وهنا فوجئ الجميع بسقوط الإمام الجنيد قدس سره مغشياً عليه ؟!! .

    وعندما عاد له وعيه سئل ماذا أصابك يا سيدي ، فأجاب : تراءى لي وكأن الحق تعالى يقول : ( لو كان لي أن أكشف في الدنيا عن وجهي فيراني عبدي بعيني رأسه ، لعلم أن من كان له رب مثلي لا ينبغي أن يلتفت لأحد سواي ) ...

    وهو من دافع عن سلطان العارفين "أبو يزيد البسطامي " عندما صرخ بكلمات الفناء الشهود في خلوته وهو غارق في بحر محبة الله ، فشكوا حاله للإمام الجنيد قدس سره ، فقال دعوا أبو يزيد ( فإن الرجل استهلك فنطق بما هلك به لذهوله بالحق عن رؤية إياه ، فلم يشهد بالحق إلا الحق ) ...

    وسئل رسول الله صلى الله عليه و سلم عن الإيمان فقال "ص" : ( وهل الإيمان إلا المحبة ) وقال صلى الله عليه وسلم : ( الإيمان في قلب المؤمن محبة الله ) أو كما قال رسول الله "ص" .

    وقال وهو الذي لا ينطق عن الهوى : ( ثلاثة من كن فيه ذاق حلاوة الإيمان ، أن يكون الله ورسوله أحب إليه مما سواهما ، أن يحب المرء لا يحبه إلا لله ، أن يكره أن يعود بالكفر كما يكره أن يقذف بالنار ) و الكفر هنا هو الذي تصفه الآية بقوله تعالى : (الَّذِينَ كَانَتْ أَعْيُنُهُمْ فِي غِطَاء عَن ذِكْرِي وَكَانُوا لَا يَسْتَطِيعُونَ سَمْعاً ) [الكهف : 101] و الذكر في هذه الآية هو المحبة أي أنهم كانوا محجوبين عن هذا المذاق الوجداني الفريد ، و مصداق ذلك في قوله صلى الله عليه وسلم في رواية ذو السبطين كرم الله وجهة : ( إن للإيمان مذاق من ذاق ذاق ومن ذاق عرف ومن عرف غرف ) وبيان ذلك قوله تعالى : (أوْلَئِكَ يُجْزَوْنَ الْغُرْفَةَ بِمَا صَبَرُوا وَيُلَقَّوْنَ فِيهَا تَحِيَّةً وَسَلَاماً ) [الفرقان : 75] وقال "ص" : ( زد غباً تزدد حباً ).

    وقد ورد عن سيد المرسلين "ص" قوله : ( ألا أدلكم إلى خير أعمالكم ، وأذكاها عند مليككم ، وأرفعها لدرجاتكم وخير لكم من أن تنفقوا الذهب و الورق "الفضة" وخير لكم من تلقون عدوكم تقتلونه أو يقتلكم ، ذكر الله ) ومن البديهي إنه ليس بذكر اللسان ،لأن ذكر اللسان لا يتعدى الآذان ولكن ذكر القلب مصبه القلب ، فذكر القلب هو ذكر ما يستوجب المحبة لله من فضل وإحسان فقد قال "ص" : ( فطرت القلوب على حب من أحسن إليها وبغض من أساء إليها ) .

    ويروى أن رسول الله "ص" دخل المسجد مرة فوجد جمع من الصحابة مجتمعين في حلقة ذكر فقال "ص" : ( ما يجمعكم على هذا ، فأجاب أحدهم " ذكر الله وذكر فضله علينا أن سوانا مؤمنين " فقال آلله ! ، جمعكم فقالوا وهل عهدت عنا كذباً يا رسول الله ، فقال لا والله ما قصدت هذا ، ولكن جاءني الآن جبريل ليخبرني أن الله راضِ عنكم فهل أنتم راضون عنه ) .

    وقد سئل "ص" عن أعظم العبادات فقال "حب الله" وقال في أحد خطبه : ( أحبوا الله ما استطعتم ، أحبوا الله من كل قلوبكم ، أحبوني يحبكم الله ) ومنه نستنتج أن المحبة لله شقين الشق الأول استزاده إرادية بسبب زيادة المحبة ومن ثم استزاده تلقائية بدافع ذاتي لفرط السعادة والوجد ، لظهور مودة المحبوب لمحبه . قال تعالى : (َاسْتَغْفِرُواْ رَبَّكُمْ ثُمَّ تُوبُواْ إِلَيْهِ إِنَّ رَبِّي رَحِيمٌ وَدُودٌ ) [هود : 90] ، ويكون ذلك بمحبة سيد المرسلين "ص" وتبعيته لقوله تعالى : (ُلْ إِن كُنتُمْ تُحِبُّونَ اللّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَاللّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ ) [آل عمران : 31]

    ولكن كيف تحصل المحبة الأولى ؟ .

    وللجواب نقول الشق الأول من خلال الذكر الفكري "التفكر" أو بوارق المعرفة بالله و الشق الثاني من خلال الذكر القلبي " الوعي الوجداني أو الذوقي " أو نور العلم بلا إله إلا الله وهو غاية المبتغى قبل الإقرار القلبي بأحقية سيد المرسلين "ص" للرسالة السماوية وهو بحث معقد في هذه المرحلة .

    وبالعودة إلى بدء من جديد ، نقول لماذا لم يسمى الإيمان بالله بمحبة الله ؟! ، و السبب أن الإيمان له شقين كلهما مبني على طريق المعرفة بالله هما :

    · الشق الأول هو معرفة معاني الربوبية أي أسماء الربوبية الحسنى مثل معنى الرؤوف و الرحيم و الودود و الرفيق و اللطيف و الجميل و الحليم .... الخ ، وهو ما يولد بتوارده المحبة والثناء في القلب لشهود الفضل الرباني وهو منهج الأولياء الصالحين الأوحد ، وأحد مناهج أولي العلم المخلصين .

    َقال تعالى : ( ألا إِنَّ أَوْلِيَاء اللّهِ لاَ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ ) [يونس : 62] وبيان ذلك قوله تعالى وهو أصدق القائلين : (ِإنَّ الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا فَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ ) [الأحقاف : 13] .

    و النتيجة إقرار بمعاني الربوبية فعل في القلب استقامة على محبة الله.



    · الشق الثاني هو معرفة معاني الإلوهية أي أسماء الإلوهية الحسنى مثل معنى العظيم والصمد والمتكبر والقدير و القادر والقاهر والقهار والمحيط و العزيز ....الخ وهو بمجمله يوقد في القلب الرهبة و المخيفة و الإجلال و التوقير للذات العلية فيورث في القلب إذا ما تفاعل مع الأسماء الموجبة للمحبة ، ما يعرف الخشية وهو منهج العلماء الربانين والعلماء الفقهاء بالإيمان .

    َومِنَ النَّاسِ وَالدَّوَابِّ وَالْأَنْعَامِ مُخْتَلِفٌ أَلْوَانُهُ كَذَلِكَ إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاء إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ غَفُورٌ [فاطر : 28]

    فَاعْلَمْ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَاسْتَغْفِرْ لِذَنبِكَ وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ وَاللَّهُ يَعْلَمُ مُتَقَلَّبَكُمْ وَمَثْوَاكُمْ [محمد : 19].

    ويقول الله في الأثر القدسي مخاطب العلماء : ( إني لم أجعل علمي وحلمي فيكم إلا لأني أريد أن أغفر لكم و لا أبالي ) .

    وقوله تعالى : ( إنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ إِذَا ذُكِرَ اللّهُ وَجِلَتْ قُلُوبُهُمْ وَإِذَا تُلِيَتْ عَلَيْهِمْ آيَاتُهُ زَادَتْهُمْ إِيمَاناً وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ ) [الأنفال : 2].

    قال رسول الله "ص" : ( العالم وكيل الله في الأرض ) ...

    فالوجل يصيب العالم من خشية الله و التي هي اجتماع الرغبة مع الرهبة .

    ومنه قوله "ص" : ( إن من خيار أمتي قوما يضحكون جهرا من سعة رحمة الله ويبكون سرا من خوف عذابه أبدانهم في الأرض وقلوبهم في السماء أرواحهم في الدنيا وعقولهم في الآخرة يتمشون بالسكينة ويتقربون بالوسيلة ) .

    لقوله تعالى : ( ِإنَّمَا يُؤْمِنُ بِآيَاتِنَا الَّذِينَ إِذَا ذُكِّرُوا بِهَا خَرُّوا سُجَّداً وَسَبَّحُوا بِحَمْدِ رَبِّهِمْ وَهُمْ لَا يَسْتَكْبِرُونَ * تَتَجَافَى جُنُوبُهُمْ عَنِ الْمَضَاجِعِ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ خَوْفاً وَطَمَعاً وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنفِقُونَ ) [السجدة :15-16].

    ولكن ربما يسأل سائل ما هو البرهان أن آيات سورة السجدة هذه خاصة بأهل العلم دون أهل الولاية وللإجابة على هذا السؤال نقول الدليل غير التقلب بين الخوف من الله و الطمع بمرضاته و الجنة هو الإيمان بآيات الله فالآية تعني الدلالة و البرهان لقوله تعالى :( وَقَالَ لَهُمْ نِبِيُّهُمْ إِنَّ آيَةَ مُلْكِهِ أَن يَأْتِيَكُمُ التَّابُوتُ فِيهِ سَكِينَةٌ مِّن رَّبِّكُمْ وَبَقِيَّةٌ مِّمَّا تَرَكَ آلُ مُوسَى وَآلُ هَارُونَ تَحْمِلُهُ الْمَلآئِكَةُ إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَةً لَّكُمْ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ ) [البقرة : 248] ، ومنهج أهل العلم في الوصول للهداية قوله تعالى : (إِنَّ الَّذِينَ لاَ يُؤْمِنُونَ بِآيَاتِ اللّهِ لاَ يَهْدِيهِمُ اللّهُ وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ ) [النحل : 104] ، ولكن للإنصاف فإن العلماء يوازنون بين الإيمانيين إيمان المحبة و وإيمان الهيبة ولكن تغلب عليهم الخشية من الله أي أن يغلب جلال الإلوهية على جمال الربوبية .

    أما الأولياء فيؤمنون بالله من خلال "آلائه" أي نعيمه وفضله أي التصديق بنعمائه والإقبال بالشكر لله والتودد له على هذا الفضل ، عن طريق العمل الصالح و القيام بالنوافل ومنظارهم في ذلك قوله تعالى : (َبِأَيِّ آلَاء رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ ) [الرحمن : 13] فهم يصدقون بآلاء الله بالتأمل في آلائه ، ظاهرها وباطنها تأدباً وتسليماً وتودداً لله وبالظن الحسن والفقر إلى الله و رجاء ما عند الله ، وينتهون بالفناء بعبودية بالله ، لفرط المحبة بمن تولهت به القلوب ، أي إن تكلموا فبالله وإن نطقوا فمن الله و إن تحركوا فبأمر الله وإن سكنوا فمع الله فهم بالله ومع الله ، وذلك وفق وصف إمام الطائفتين "أبو القاسم الجنيد" قدس الله سره ، في وصف حقيقة المحبة بمكة المكرمة.

    يقول فقيه الأولياء والعارفين ، ذو السبطين كرم الله وجهة : ( العباد ثلاث ، منهم من عبد الله رهبة فأولئك هم العبيد ، ومنهم من عبد الله رغبة فأولئك هم التجار ، ومنهم من عبد الله شاكر فأولئك هم الأحرار ) ، لقوله تعالى : ( وَجَزَاهُم بِمَا صَبَرُوا جَنَّةً وَحَرِيراً ) [الإنسان : 12] ، وحرير على وزن "فعيل" وهي مصدر للحرية التي ينشدها كل مؤمن حر لا يدين بالعبودية عن استحقاق إلا للواحد القهار.

    ويؤيد هذا القول قول السيدة الجليلة " رابعة العدوية " قدس الله سرها حين تقول : ربي ما عبدك طمع في جنتك ولا خوفاً من عذابك ولكن عبدك لأنك رب تستحق العبادة ) .

    ويسند كل ذلك قول الله تعالى : (مَّا يَفْعَلُ اللّهُ بِعَذَابِكُمْ إِن شَكَرْتُمْ وَآمَنتُمْ وَكَانَ اللّهُ شَاكِراً عَلِيماً ) [النساء : 147].

    والأولياء خصالهم بالقرب من الله خمس خصال هي في قوله تعالى : ( الصَّابِرِينَ وَالصَّادِقِينَ وَالْقَانِتِينَ وَالْمُنفِقِينَ وَالْمُسْتَغْفِرِينَ بِالأَسْحَارِ ) [آل عمران : 17].

    فوصفهم جل وعلا بالصابرين ، و الصبر هو "ضبط النفس في حال القهر" لأن الولي مقهور بحقيقة التوحيد فيرى كل شيء من الله ويصبر ، كصبر الأنبياء أي صبراً جميلا ...

    فالعالم ينتهي بما يبدأ به الولي لذلك يتقدم الولي على العالم بالمكانة لقوله "ص" : ( كل العلماء هلكا إلا العاملون ، وكل العاملون هلكا إلا المخلصون ، والمخلصون على خطر عظيم ) .

    وهم على خطر عظيم ما لم يقهروا بحقيقة التوحيد كالأولياء فيغلب عليهم الصبر بدل الحلم رغم أن هذا الأخير هو سيد الأخلاق كما أخبر بذلك سيد الأخلاق "ص" ، فالعلماء يفوقون الأولياء بالمقام لصعوبة اختبارهم الإيجابي فهم حلماء بضبط أنفسهم مع القدرة وحكماء بتصويبهم الأمر في مكانه ، ولهم تأثير على العباد و السلطان لقوله "ص" : ( لولا الحياء عند العلماء لدانت لهم رقاب الملوك في الأرض ) وكونهم ملوك الخوف من الجليل سبحانه فينطبق عليهم قوله "ص" : ( من خاف الله خوف الله منه كل شيء ) ...

    فالصبر رأس الإيمان لأنه ضياء قلب المؤمن كما أخبرنا سيد الأولياء والمتقين "ص" .

    لقوله تعالى : (أُوْلَئِكَ يُجْزَوْنَ الْغُرْفَةَ بِمَا صَبَرُوا وَيُلَقَّوْنَ فِيهَا تَحِيَّةً وَسَلَاماً ) [الفرقان : 75]

    قال "ص" : ( إن من أقل ما أوتيتم : اليقين وعزيمة الصبر ومن أعطي حظه منهما لم يبال ما فاته من قيام الليل وصيام النهار ) .

    ويقول الله تعالى بالحديث القدسي : ( إذا ابتليت عبدي المؤمن فصبر فلم يشكني إلى عواده أطلقته ، من إساري ثم أبدلته لحما خيرا من لحمه ودما خيرا من دمه ثم يستأنف العمل ) ...

    والصادقين من جعلوا داء النفس دوائها ، فخالفوها بهواها ، وعاهدوا الله على تقواها ، لأن الصدق برهان الإيمان ، وبرهان الأولياء أن تكون قلوبهم خالصة لله وحده ، لقوله تعالى : (مِنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ فَمِنْهُم مَّن قَضَى نَحْبَهُ وَمِنْهُم مَّن يَنتَظِرُ وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلاً ) [الأحزاب : 23] ، و النتيجة أنهم كانوا لله قانتين فالقنوت ( هو الانقطاع بالرجاء إلى الله ) وهم لا يرجون من الله إلا الله ، فتولهت قلوبهم ذكر حبيبهم الأعظم ، فزهدوا الدنيا لفرط ما ذاقوا من محبة الله فأنفقوا الغالي والرخيص ابتغاء مرضاة المحبوب وابتغاء وجهه فكانوا من المنفقين وهي السمة الرابعة .

    وهم المستغفرين بالأسحار حيث قمة القرب من الله بالسجود وجوف الليل كما أخبرنا بذلك سيد الأولياء "ص" بالتهجد لله في جوف الليل والناس نيام والاستغفار عند المتقين أو أهل الولاية يكون بمحو ما في القلوب بنور الله من سوى المحبوب ، حتى يبلغوا مقام الفناء بالله ، وهو الفوز العظيم ، ( الشيء العظيم هو الذي لا حدود له ؟! ) .

    لقوله تعالى : (ِإنَّ اللّهَ اشْتَرَى مِنَ الْمُؤْمِنِينَ أَنفُسَهُمْ وَأَمْوَالَهُم بِأَنَّ لَهُمُ الجَنَّةَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللّهِ فَيَقْتُلُونَ وَيُقْتَلُونَ وَعْداً عَلَيْهِ حَقّاً فِي التَّوْرَاةِ وَالإِنجِيلِ وَالْقُرْآنِ وَمَنْ أَوْفَى بِعَهْدِهِ مِنَ اللّهِ فَاسْتَبْشِرُواْ بِبَيْعِكُمُ الَّذِي بَايَعْتُم بِهِ وَذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ ) [التوبة : 111] .

    وقد قال الغوث الصمداني وتاج الأولياء الثاني " أبو حسن الخرقاني " قدس سره العزيز : ( اليوم لي أربعون سنة ، والله ينظر إلى قلبي ، فلا يرى فيه غيره ، وما بقي فيَ لغير الله شيء ، و لا في صدري لغيره قرار ) ...

    ومن هذه الصفات الفضلى تشكل لديهم تشريع خاص فقد روي عن إمام مذهب الفقه الحنبلي الإمام المحدث "أحمد بن حنبل " ، أنه أراد أن يختبر علم الأولياء في فهم التشريع ومعرفة أحكامه ، فرتب لقاءاً مع الإمام المعروف "معروف الكرخي" قدس سره عن طريق مريده الصوفي " أبو حمزة البغدادي أو الصوفي" ، حيث جرى بين الكرخي قدس سره وبين الإمام أحمد حوار فبدأ ابن حنبل الحوار ، قائلاً : أخبرني يا إمام عن حكم سجود السهو في فريضة الصلاة ، فأجاب قدس سره : عندنا أم عندكم فأجاب الإمام أحمد متعجباً ! ، عندنا وعنكم فقال : أما عندكم فيكون السهو إن تاه المصلي عن واجب من واجبات الصلاة ، وأما عندنا فيستوجب العقاب ذلك لأن العبد ألتفت عن ربه وهل للعبد أن يلتفت عن ربه ، فذهل الإمام أحمد من إجابته ، ثم سأله ما هو مقدار الزكاة إذا حال عليها الحول ، فأجاب قدس سره ، عندنا أم عنكم ، فأجاب ابن حنبل ، عندنا وعندكم ، فكان الجواب : عندكم مقدار الزكاة هي ثُمن الخُمس من النصاب ، وأما عندنا فالعبد وما ملكت يمينه لربه ، فذهل الإمام أحمد من جديد ثم قال : متى يستوجب الحج ، فقال عندنا أم عندكم فطلب منه الحالتين فأجاب عندكم في حالة الاستطاعة بالمال والبدن ، وعندنا الحج لمن حج وعرفة لمن عرفه ، هنا أيقن الإمام أحمد بعلو مقام آهل الولاية وصلاحهم في علم الدارين ، وقال لأبنه يا بني إن جلست في غيري مجلسي هذا فلا تجالس إلا من أسموا أنفسهم بالصوفية فقد زادوا علينا بكثرة العلم والزهد والمراقبة والصبر وعلو الهمة ، وقد أخذ عنهم آداب السلوك إلى الله حيث قال : ( تعلمت العلم في سبعة سنين وتعلمت الأدب في سبعة سنين وليته كان كله أدب ؟! ) .

    ومن هنا نفهم قول الله تعالى في الحديث القدسي : ( من عادى لي ولي فقد آذنته بالحرب وما تقرب لي عبدي بشيء أحب إلي مما أفترضه عليه و لا يزال عبدي يتقرب إلي بالنوافل حتى أحبه فإن أحببته كنت سمعه الذي يسمع به و بصرة الذي يبصر به و يده التي يبطش بها وإن سألني أعطيته ، ولأن دعاني أجبته ، ولأن أقسم علي أبررته ) .

    فمنهاج الولي التأدب مع الله والشكر وقد قال تعالى :( ............ وَقَلِيلٌ مِّنْ عِبَادِيَ الشَّكُورُ [سبأ : 13] ، فالشكر بالمعنى القلبي أن ترى الفضل كله لله وهي آية من آيات التوحيد ، والمعنى العملي عمل كل يقرب إلى الله ، فهم أناس صفو لله فاصطفاهم من خلقه فخصهم برحمته وشيء من علم غيبه لقوله تعالى : (فَوَجَدَا عَبْداً مِّنْ عِبَادِنَا آتَيْنَاهُ رَحْمَةً مِنْ عِندِنَا وَعَلَّمْنَاهُ مِن لَّدُنَّا عِلْماً ) [الكهف : 65].

    وهم أقله في آخر الزمان كما ورد في سورة الواقعة في شأن السابقون ويغبطهم الأنبياء والشهداء لمكانهم من الله ، كما ورد في الأثر الشريف و الأثر القدسي في آخر الزمان ومنه قوله عليه أفضل الصلاة و التسليم حين قال : ( إن لله عباداً ما هم بأنبياء و لا شهداء ، يغبطهم الأنبياء و الشهداء لمكانهم من الله .

    قالوا يا رسول الله من هم فقال : هم أناس تحابوا بالله على غير أرحام بينهم و لا أموال يتعاطونها ، وإن لوجوههم لنور ، وإنهم على نور ، لا يخافون إذا خاف الناس ، و لا يحزنون إذا حزن الناس ثم تلا الآية " َألا إِنَّ أَوْلِيَاء اللّهِ لاَ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ" ) صدق رسول الله صلى الله عليه و سلم .

    وفي الأثر القدسي يقول الله عز وجل : ( المتحابون بجلالي على منابر من نور يوم القيامة يغبطهم الأنبياء و الشهداء ) .

    وقوله تعالى : (( إن لي عباداً من عبادي يحبوني وأحبهم ، ويشتاقون إليَّ وأشتاق إليهم ، ويذكروني وأذكرهم ، وينظرون إليَّ وأنظر إليهم ، من حذا طريقتهم أحببته ومن عدل عنها مقته علامتهم أنهم يراعون الظلال بالنهار كما يُراعي الراعي الشفيق غـنمه ، ويحنون إلي غروب الشمس كما يحن الطائر إلي وكره عند الغروب ، فإذا جنَّـهم الليل واختلط الظلام وفـُرشت الفرش ونصبت الأسرة ، وخلا كل حبيب بحبيبه ، نصبوا إلي أقدامهم وافترشوا إلي وجوههم وناجوني بكلامي وتملقوا إلي بإنعامي فبين صارخ وباك ، وبين متأوه وشاك ، وبين قائم وقاعد ، وبين راكع وساجد ، بعيني ما يتحملون من أجلي ، وبسمعي ما يشتكون من حبي ، أول ما أعطيهم ، أن أقذف من نوري في قلوبهم : فيخبرون عني كما أخبر عنهم ، لو كانت السموات والأرض وما فيها في موازينهم لا استقللتها لهم ، وأخر ما أعطيهم أن أقبل عليهم بوجهي ورحمتي: فلا يعلم أحد ما أريد أن أعطيهم )) .

    وهم السلة القليلة في آخر الزمان كما ورد بكتاب الله لقوله تعالى : ( وَالسَّابِقُونَ السَّابِقُونَ * أوْلَئِكَ الْمُقَرَّبُونَ * فِي جَنَّاتِ النَّعِيمِ * ُسلَّةٌ مِّنَ الْأَوَّلِينَ * وَقَلِيلٌ مِّنَ الْآخِرِينَ ) [الواقعة :10-14] .

    ولهؤلاء السلة شأن عظيم في أخر الزمان لقوله "ص" : (اتخذوا مع الفقراء أيادي فإن لهم في غد دولة وأي دولة ) ، لقوله تعالى : (وَلَقَدْ كَتَبْنَا فِي الزَّبُورِ مِن بَعْدِ الذِّكْرِ أَنَّ الْأَرْضَ يَرِثُهَا عِبَادِيَ الصَّالِحُونَ ) [الأنبياء : 105]

    وفي حديث نادر يخبر "ص" في وصيته لأبي هريرة : (عليك يا أبا هريرة بطريقة أقوام إذا فزع الناس لم يفزعوا ، وإذا طلب الناس الأمان من النار لـم يخافوا، قال أبو هريرة : مَن هم يا رسول الله حلّهم وصفهم لي حتى أعرفَهم؟ قال: قوم من أمتي في آخر الزمان يُحشرون يوم القيامة محشر الأنبياء ، إذا نظر إليهم الناس ظنوهم أنبياء مما يرون من حالهم، حتى أعرفهم أنا فأقول: أمتي!! أمتي!! فتعرف الخلائق أنهم ليسوا أنبياء ، فيمرون مثل البرق والريح، تغشى أبصارَ أهلِ الجمع مِن أنوارهم!! فقلت: يا رسول الله، مر لي بمثل عملهم لعلي ألحق بهم، فقال: يا أبا هريرة ، ركب القوم طريقا صعبا، لحقوا بدرجة الأنبياء ، آثروا الجوع بعد ما أشبعهم الله ، والعري بعد ما كساهم ، والعطش بعد ما أرواهم ، تركوا ذلك رجاء ما عند الله ، تركوا الحلال مخافة حسابه ، صحبوا الدنيا بأبدانهم ، ولـم يشتغلوا بشيء منها ، عجبتِ الملائكةُ والأنبياءُ مِن طاعتهم لربهم ، طوبى لهم!! طوبى لهم!! وددتُ أن الله جمع بيني و بينهم، ثم بكى رسول الله صلى الله عليه وسلم شوقا إليهم، ثم قال: إذا أراد الله بأهل الأرض عذابا فنظر إليهم صرف العذاب عنهم، فعليك يا أبا هريرة بطريقتهم، فمن خالف طريقتَهم تعب في شدة الحساب )

    فهم أناس نالوا خصوصيتهم من الله بالأدب و العجز والافتقار المطلق له في الغنى و الفقر، وتميزوا بالتسليم الكامل وكثرة السجود فكان إيمانهم إيمان العجائز ومنهاجهم العمل شكراً ومصداق ذلك قوله تعالى : ( ...... اعْمَلُوا آلَ دَاوُودَ شُكْراً وَقَلِيلٌ مِّنْ عِبَادِيَ الشَّكُورُ [سبأ : 13].

    سأل الإمام الأعظم "أبو حنيفة النعمان" إعرابي من البادية ، توسم فيه الفقر المعنوي والمعرفة بالله : " بما عرفت ربك " ؟

    فقال : " سبحان الله ... إن البعر يدل على البعير و إن الأثر يدل على المسير؛ فسماء ذات أبراج، وأرض ذات فجاج، وبحار ذات أمواج أفلا يدل ذلك على الحكيم الخبير .
    انظر لتلك الشجرة ذات الغصون النضرة كيف نمت من حبة وكيف صارت شجرة فانظر وقل من ذا الذي يخرج منها الثمرة ذاك هو الله .

    انظر إلى الشمس التي جذوتها مستعرة فيها ضياء و بها حرارة منتشرة ، من ذا الذي أوجدها في الجو مثل الشررة ، ذاك هو الله

    انظر إلى الليل فمن أوجد فيه قمره وزانه بأنجم كالدر المنتثرة ، ذاك هو الله .
    انظر إلى المرء وقل من شق فيه بصره من الذي جهزه بقدرة مقتدرة ذاك هو الله الذي أنعمه منهمرة ذو حكمة بالغة وقدرة مقتدرة

    فقال الإمام الأعظم : " اللهم أرزقنا إيمان العجائز ."

    ويروا أن عجوز من أهل الفقر بالله والإيمان ، رأت الناس متهافتين على رؤية الإمام العلامة الكبير "فخر الدين الرازي" صاحب التفسير الشهير "مفاتيح الغيب" عندما كان يزور بعض الإنحاء وحوله أتباعه وتلامذته الكثيرون .

    .فعندما سألتهم عمن يكون هذا الذي تتهافتون على رؤيته قالوا لها ألا تعرفين من هذا .....هذا الذي عنده ألف دليل على وجود الله.

    فقالت :لو لم يكن عنده ألف شك لما كان عنده ألف دليل .فلما سمعها الإمام تقول هذا بكى وقال :اللهم إيمانا كإيمان العجائز.


    وقد صح عن شيخي الروحي سلطان العارفين "أبو يزيد البسطامي " قدس سره العزيز أنه قال: ( رأيت الحق في منامي يقول لي : يا أبا يزيد إنك عندي مقرب ، بأي شيء تقربت إلي ؟ قلت : بالزهد بالدنيا يا رب ، فقال يا أبا يزيد : أولم تعلم أن الدنيا لا تساوي عندي جناح بعوضة ، ففيما زهدت ؟ قلت : إلهي! . أستغفرك فاغفر لي سوء أدبي ، فإن أذنت لي فقد تقربت إليك بمعرفتي بك . فقال يا أبا يزيد : أولم تعلم أنك ما عرفت بي إلا القليل " وَمَا أُوتِيتُم مِّن الْعِلْمِ إِلاَّ قَلِيلاً " ، فماذا عرفت ؟ . قلت : أستغفرك ربي فأنت حسبي ، فقد جئتك بك وبالافتقار إليك. فقال عز من قائل : الآن أقبل فقد قبلناك(. ...

    ( الإيمان إقبال على الله وعكسه الإعراض أي الكفر الذي يعاكس الإيمان ؟! ) .

    فهم أولياء الله وأولياء رسوله "ص" فقد قال سيد المرسلين "ص" : ( إن أوليائي فيكم المتقون ) لقوله تعالى : (ِإنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللّهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمَنُواْ الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلاَةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَهُمْ رَاكِعُونَ * َمَن يَتَوَلَّ اللّهَ وَرَسُولَهُ وَالَّذِينَ آمَنُواْ فَإِنَّ حِزْبَ اللّهِ هُمُ الْغَالِبُونَ [المائدة : 55-56] ، وقوله تعالى : (أَلا إِنَّ أَوْلِيَاء اللّهِ لاَ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ * الَّذِينَ آمَنُواْ وَكَانُواْ يَتَّقُونَ ) [يونس : 62-63] أي حققوا الإيمان بقدمهم بالتقوى فيه فكان فعل ماضي ناقص أي لا زالوا في استزاده بتقواهم فبذلك احترفوا التقوى وكانوا هم المتقين .

    يقول "ص" : ( المتقون سادة ، والفقهاء قادة ، و الجلوس إليهم في مجالسهم بركة وعبادة ، وعالم ينتفع بعلمه أفضل من ألف عابد أو زيادة ) .

    وهم رفقاء رسول الله "ص" بالجنة لكثرة سجودهم لله ، وهم عرائس الرحمن كما أخبرنا بذلك سلطان العارفين "أبو يزيد البسطامي " قدس سره العزيز ، فقد قال فيهم الله عز وجل في الأثر القدسي : ( أوليائي تحت قبابي لا يعرفهم غيري ) .

    وقد أطلعهم الله على شيء من غيبه لأنهم رسل مكلفين بخواص خلقة وفق قوله عز من قائل : (َعالِمُ الْغَيْبِ فَلا يُظْهِرُ عَلَى غَيْبِهِ أَحَداً * إِلَّا مَنِ ارْتَضَى مِن رَّسُولٍ فَإِنَّهُ يَسْلُكُ مِن بَيْنِ يَدَيْهِ وَمِنْ خَلْفِهِ رَصَداً [الجن : 26- 27] ).

    ولنا في قصة الولي الصالح مع سيدنا موسى علية الصلاة و السلام أكبر الدليل من خلال خرق السفينة و قتل الصبي و إقامة الحائط وهي مغيبات أطلعها الله للخضر العبد الصالح ليعلم سيدنا موسى سر ووحدة التصريف و التسيير أو التحكم الإلهي بمصير وأحوال الخلق بما فيه الخير لهم (قُلِ اللَّهُمَّ مَالِكَ الْمُلْكِ تُؤْتِي الْمُلْكَ مَن تَشَاء وَتَنزِعُ الْمُلْكَ مِمَّن تَشَاء وَتُعِزُّ مَن تَشَاء وَتُذِلُّ مَن تَشَاء بِيَدِكَ الْخَيْرُ إِنَّكَ عَلَىَ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ ) [آل عمران : 26] .

    لقوله تعالى : ( .............. َمَا فَعَلْتُهُ عَنْ أَمْرِي ذَلِكَ تَأْوِيلُ مَا لَمْ تَسْطِع عَّلَيْهِ صَبْراً ) [الكهف : 82]

    لأن الولي حسب تعريف العارف بالله "سهل بن عبد الله التستري" قدس سره : ( هو من توالت أفعاله بالموافقة ) أي التوفيق و الموافقة الإلهية.

    وقبل العودة إلى بحث الإيمان نقول أن تعريف الولي : " هو من أغرقه الله بنور محبته و تولاه برحمته وولاه عباده المخلصين " و في تعريف أخر " هو من خصه الله بمحبته وتولاه برحمته وولاه عمن سواه إلا عبادة المخلصين " لأن الله يحب المحسنين .

    أما عين المحبة لله : "فهي محق ما في القلوب من سوى المحبوب" .



    العبد الفقير لمولاه ، الغني عمن سواه ، الوضيع في مثواه : حسام الدين النقشبندي "منارة الحق" .



    نهاية الجزء الأول بعون الله ...

    الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
    admin
    مؤسس المنتدى
     مؤسس المنتدى
    admin



    العمر : 47
    ذكر
    الوسام وسام الاداره

    الإيمان اللؤلؤ المكنون في الصدف المفتون "1" Empty
    مُساهمةموضوع: رد: الإيمان اللؤلؤ المكنون في الصدف المفتون "1"   الإيمان اللؤلؤ المكنون في الصدف المفتون "1" Emptyالخميس ديسمبر 23, 2010 5:35 pm

    [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
    الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
    ابو منار
    مراقب
    مراقب
    ابو منار



    العمر : 49
    ذكر
    الوسام مبدع بمواضيعه

    الإيمان اللؤلؤ المكنون في الصدف المفتون "1" Empty
    مُساهمةموضوع: رد: الإيمان اللؤلؤ المكنون في الصدف المفتون "1"   الإيمان اللؤلؤ المكنون في الصدف المفتون "1" Emptyالأحد مايو 22, 2011 2:45 pm

    اخى العزيز اخى القاضل
    تسلم ايدك على الطرح الرائع
    يعطيك العافيه
    جزاك الله خـــــــــــير
    الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
     
    الإيمان اللؤلؤ المكنون في الصدف المفتون "1"
    الرجوع الى أعلى الصفحة 
    صفحة 1 من اصل 1
     مواضيع مماثلة
    -
    » الإيمان اللؤلؤ المكنون في الصدف المفتون "2"
    » الإيمان بالله تعالى
    » أسباب فقدان اللذة في العبادة وكيفة علاجها

    صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
    الطريقة النقشبندية العلية  :: المنتدى الاسلامى العام :: منتدى العقيدة والتوحيد-
    انتقل الى:  
    جميع الحقوق محفوظة
    الساعة الان بتوقيت مصر
     ® 
    جميع الحقوق محفوظة لمنتدى الطريقة النقشبندية العلية
    حقوق الطبع والنشر©2011 - 2010
    موقع الطريقة النقشبندية العلية
    المشاركات المنشورة بالمنتدى لا تعبر بالضرورة عن رأي إدارة المنتدى ولا تمثل إلا رأي أصحابها فقط ولا يتحمّل الموقع أيّة مسؤوليّة عن المواد الّتي يتم عرضها أو نشرها في منتدي الطريقة النقشبندية العلية  ويتحمل المستخدمون بالتالي كامل المسؤولية عن كتاباتهم وإدراجاتهم التي تخالف القوانين أو تنتهك حقوق الملكيّة أو حقوق الآخرين أو أي طرف آخر.
    ادارى المنتدى : محمد عبده النقشبندى
    تسجيل صفحاتك المفضلة في مواقع خارجية
    تسجيل صفحاتك المفضلة في مواقع خارجية reddit    

    قم بحفض و مشاطرة الرابط الطريقة النقشبندية العلية على موقع حفض الصفحات

    قم بحفض و مشاطرة الرابط الطريقة النقشبندية العلية على موقع حفض الصفحات