لا يخلو أحد من الناس من المشاعر الإنسانية، ومنها الهم الحزن قال ابن القيم رحمه الله: "أربعة تهدم الجسم: الهم والحزن، والجوع، والسهر"، ودخل النبي صلى الله عليه وسلم ذات يوم المسجد في غير وقت صلاة فوجد رجلا جالسا فسأله عن سر وجوده، فأخذ يشكو للنبي صلى الله عليه وسلم ما ألمّ به من الهم والحزن بسبب ضنك العيش، فقال له الرسول صلى الله عليه وسلم: ««قل إذا أصبحت وإذا أمسيت: اللهم إني أعوذ بك من الهم والحزن، وأعوذ بك من الجبن والبخل، وأعوذ بك من غلبة الدين وقهر الرجال، فإذا أنت قلت ذلك أذهب عنك وقضى الله دينك»، قال أبو أمامة: "فقلتهن، فأذهب الله همي، وقضى ديني"
علاج ذلك:
- السير على طريق الله عز وجل، والامتثال لأمره تعالى، واتباع سنة رسوله صلى الله عليه وسلم: {فَمَنِ اتَّبَعَ هُدَايَ فَلَا يَضِلُّ وَلَا يَشْقَى} (طه: 123).
- ذكر الله عز وجل: {الَّذِينَ آمَنُوا وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُمْ بِذِكْرِ اللَّهِ أَلَا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ . الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ طُوبَى لَهُمْ وَحُسْنُ مَآبٍ} [الرعد: 28، 29].
- الإكثار من النوافل بعد الفرائض للحديث القدسي: «وما تقرب إلي عبدي بشيء أحب إليَّ مما افترضت عليه، وما يزال عبدي يتقرب إليَّ بالنوافل حتى أحبه» (رواه البخاري: 6502)، فإذا أحب الله عز وجل عبده حماه ورفع درجته وصبّره.
- الدعاء والانكسار والتذلل بين يديه، وإظهار الضعف والحاجة: ومن ذلك: «اللهم إني عبدك وابن عبدك وابن أمتك، ناصيتي بيدك، عدل فيّ قضاؤك، ماض فيَّ حكمك، أسألك بكل اسم هو لك، سميت به نفسك، أو أنزلته في كتابك، أو علمته أحدا من خلقك، أو استأثرت به في علم الغيب عندك، أن تجعل القرآن العظيم ربيع قلبي وجلاء همي وذهاب حزني، إلا أذهب الله تعالى عنه همه وحزنه» (رواه أحمد: 6/153، وصححه الألباني).
- الرضا بقضاء الله وقدره؛ لأن الهم من البلاء الذي يمحص الله فيه عباده ففي الحديث: «ما يُصيبُ المُسلِمَ، مِن نَصَبٍ ولا وَصَبٍ، ولا هَمٍّ ولا حُزْنٍ ولا أذًى ولا غَمٍّ، حتى الشَّوْكَةِ يُشاكُها، إلا كَفَّرَ اللهُ بِها مِن خَطاياهُ» (رواه البخاري: 5641).
- الرفقة الصالحة التي تأمرك بالخير وتنهاك عن الشر وتثبتك على الدين، وتساندك وتنصح لك.