الطريقة النقشبندية العلية
اهلا وسهلا بك اخى الكريم فى موقع الطريقة النقشبندية العلية والتصوف السنى عرف بنفسك او قم بالتسجيل حللت اهلا ونزلت سهلا نرجوا لك ان تقضى اسعد الاوقات وان تفيد وتستفيد حياك الله وبياك
محمد النقشبندى
الطريقة النقشبندية العلية
اهلا وسهلا بك اخى الكريم فى موقع الطريقة النقشبندية العلية والتصوف السنى عرف بنفسك او قم بالتسجيل حللت اهلا ونزلت سهلا نرجوا لك ان تقضى اسعد الاوقات وان تفيد وتستفيد حياك الله وبياك
محمد النقشبندى
الطريقة النقشبندية العلية
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

الطريقة النقشبندية العلية

دروس وخطب فقة حديث توحيد سيرة تصوف اسلامى اداب و سلوك احزاب و اوراد كتب مجانية تعليم طب بديل واعشاب بخور اسرة وطفولة اكلات قصص واشعار
 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول
دخول
اسم العضو:
كلمة السر:
ادخلني بشكل آلي عند زيارتي مرة اخرى: 
:: لقد نسيت كلمة السر
عدد الزوار عند الاقسام

.: عدد زوار منتدى الطريقة النقشبندية العلية

بحـث
 
 

نتائج البحث
 

 


Rechercher بحث متقدم
المواضيع الأخيرة
» علاج مجرب "اصدق شيخ ومعالج مغربي لسحر المحبة وجلب الحبيب والتهييج " العلاج عن بعد والدفع علي النتيجة والكشف الروحاني مجاني
أبوحسين الحلاج.. الصوفى الثائر Emptyالسبت مايو 11, 2024 2:02 pm من طرف ام سطام

» الشيخ المغربي الصادق "القاطي العبدري" اصدق شيخ ومعالج روحاني مغربي من بعد الدفع بعد النتيجة والكشف مجاني
أبوحسين الحلاج.. الصوفى الثائر Emptyالسبت مايو 11, 2024 2:00 pm من طرف ام سطام

» اصدق شيخ لعلاج السحر والمس والحسد عن بعد مجرب
أبوحسين الحلاج.. الصوفى الثائر Emptyالأحد ديسمبر 24, 2023 10:20 am من طرف ام سطام

» جوهرة عجيبة من أسرار الشريف اسماعيل النقشبندى
أبوحسين الحلاج.. الصوفى الثائر Emptyالأحد ديسمبر 24, 2023 10:14 am من طرف ام سطام

» هديتي اليكم افضل شيخ مغربي مجرب لعلاج السحر والمس صادق
أبوحسين الحلاج.. الصوفى الثائر Emptyالأحد ديسمبر 24, 2023 10:05 am من طرف ام سطام

» علاج الكبد الدهني - اعشاب للقضاء على دهون الكبد - اعشاب للمحافظه على الكبد
أبوحسين الحلاج.. الصوفى الثائر Emptyالجمعة مارس 18, 2022 3:14 pm من طرف زاشيائيل

» الحزب الكبير الأول لسيدى أحمد البدوى قدس الله سره
أبوحسين الحلاج.. الصوفى الثائر Emptyالجمعة مارس 18, 2022 3:02 pm من طرف زاشيائيل

» النفاق والمجاملة والفارق بينهما
أبوحسين الحلاج.. الصوفى الثائر Emptyالخميس مايو 13, 2021 9:24 am من طرف ابوعمارياسر

» حكم من مات وعليه صيام أو كفارة
أبوحسين الحلاج.. الصوفى الثائر Emptyالخميس مايو 13, 2021 8:50 am من طرف ابوعمارياسر

» البحر المسجور
أبوحسين الحلاج.. الصوفى الثائر Emptyالسبت أغسطس 15, 2020 10:59 am من طرف صبحى0

» الحفظ أثناء النوم
أبوحسين الحلاج.. الصوفى الثائر Emptyالسبت أغسطس 15, 2020 10:54 am من طرف صبحى0

» دور القرآن في علاج الأمراض
أبوحسين الحلاج.. الصوفى الثائر Emptyالسبت أغسطس 15, 2020 10:47 am من طرف صبحى0

» الفرق بين ( العشي والإبكار ) وبين ( العشي والإشراق )
أبوحسين الحلاج.. الصوفى الثائر Emptyالسبت أغسطس 15, 2020 10:40 am من طرف صبحى0

» التحذير من خطر التكفير
أبوحسين الحلاج.. الصوفى الثائر Emptyالأربعاء أغسطس 12, 2020 5:17 pm من طرف عاشق الصوفية

» وصية نبوية عظيمة
أبوحسين الحلاج.. الصوفى الثائر Emptyالجمعة يناير 31, 2020 12:59 am من طرف ابوعمارياسر

» معاني الكبير في القرآن الكريم
أبوحسين الحلاج.. الصوفى الثائر Emptyالأحد نوفمبر 17, 2019 5:56 pm من طرف ابوعمارياسر

» تحميل ابحاث مجلة الشريعة
أبوحسين الحلاج.. الصوفى الثائر Emptyالأربعاء مايو 22, 2019 4:34 am من طرف ابوعمارياسر

» الامام أحمد المقري التلمساني
أبوحسين الحلاج.. الصوفى الثائر Emptyالأربعاء مايو 22, 2019 4:29 am من طرف ابوعمارياسر

» قصيدة مترجمة رائعة في مدح الرسول
أبوحسين الحلاج.. الصوفى الثائر Emptyالأربعاء مايو 22, 2019 4:20 am من طرف ابوعمارياسر

» رائعة من كتاب الاتقان في علوم القرآن
أبوحسين الحلاج.. الصوفى الثائر Emptyالأربعاء مايو 22, 2019 4:16 am من طرف ابوعمارياسر

المواضيع الأكثر نشاطاً
عرف بنفسك
كيف تتلذذ بالصلاة
كتاب الغيبة
كتاب السير والمساعي في أحزاب وأوراد السيد الغوث الكبير الرفاعي
ديوان الحلاج
خلفاءالشريف اسماعيل قدس الله أسرارهم
ديوان ابن دريد
ما هي الطريقة النقشبندية
مكتبة الشيخ محمد عبد الرحيم الحميلى
فضل الصلاة والتسليم على النبي صلى الله عليه وسلم من الأحاديث النبوية
مواضيع مماثلة
إعلانات تجارية

    لا يوجد حالياً أي إعلان



     

     أبوحسين الحلاج.. الصوفى الثائر

    اذهب الى الأسفل 
    4 مشترك
    كاتب الموضوعرسالة
    النقشبندى
    إدارة المنتدى
    إدارة المنتدى
    النقشبندى



    العمر : 47
    ذكر
    الوسام وسام الاداره

    أبوحسين الحلاج.. الصوفى الثائر Empty
    مُساهمةموضوع: أبوحسين الحلاج.. الصوفى الثائر   أبوحسين الحلاج.. الصوفى الثائر Emptyالخميس أغسطس 18, 2011 9:34 pm

    هو الحسين بن
    منصور بن محمى، الملقّب بالحلاج، ولد عام ٢٤٤ هـ، ٨٥٨ م. وكان جده محمّى مجوسيًا من
    أهل فارس ثم اعتنق الإسلام. وقد نشأ الحسين بواسط ثم دخل بغداد وتردد إلى مكة
    واعتكف بالحرم فترة طويلة وأظهر للناس تجلدًا وصبرًا شديداً على مكاره النفس،
    مستفيداً من الفلسفات الهندية التى تدعو إلى مقاومة الجوع والتعرّض للحر
    والبرد.



    نبت على أكف ما تركه
    البسطامى من آثار، فسار على خطاه وكان أبرز تلاميذه عن بعد، لكن السياسة أخذته
    أحياناً من التصوّف، وتحولت شطحاته الفلسفية إلى تمرّد سياسى اختلف حوله المؤرخون.
    وعلى رغم الأقلام الكثيرة، التى أعملت فيه مدادها على مدار القرون الفائتة، فإنه لا
    يزال لغزاً إلى الآن، ولا يزال الناس مختلفين حوله، بين متعاطف يحيله إلى ثائر على
    الظلم الاجتماعى والاستبداد السياسى، وبين حانق يرى فيه مجدّفاً زنديقا، شوشت عليه
    الفلسفات الغنوصية الشرقية، وتاهت أقدامه عن طريق الإسلام المستقيم الواضح كشمس
    ظهيرة صيف.



    عاصر الحلاج تسعة من الخلفاء، قُتل خمسة منهم ومات ثلاثة
    آخرون ميتة مشبوهة! وكان شاهداً على تحلًل الخلافة، بفعل الظلم المتفشّى والاستبداد
    المستشرى، الذى قاد إلى احتجاجات وتمردات وثورات على رأسها ثورتا الزنج والقرامطة
    وفورة ابن المعتز، وأدى فى الوقت ذاته إلى تفكك أوصال الخلافة، حتى لم يبق منها تحت
    أقدام بنى العباس سوى العراق. وزاد الطين بلة استعانة المعتصم بالأتراك، الذين زادت
    سطوتهم، وعلت منزلتهم على العرب، وأذاقوا الرعية ظلماً
    وتنكيلاً.



    الحلاج من أكثر المتصوّفة إثارة للجدل، فكثيرون من علماء
    السنة اتفقوا على تكفيره ووصفوه بـ{الزنديق}، ومن بينهم من اكتفى بتفسيقه، ورميه
    بممارسة السحر والشعوذة، وفضح بعض شطحاته، المرتبطة بفكرة {الحلول والاتحاد}.
    واتهمه مؤرخو السنة بأنه {منافق، متلون كالحرباء مع كل طائفة حتى يستميل قلوبهم}،
    فقد كان الحلاج متقلباً فى أعين العوام، فكانوا يرونه تارة مرتدياً زى الفقراء
    والزهاد، وتارة بزى الأغنياء والوزراء، وتارة فى لباس الأجناد
    والعمال.



    وهو مع كل قوم على مذهبهم، إن كانوا أهل سنة أو رافضة أو
    معتزلة أو صوفية أو حتى فساق. ورأى قاضى بغداد آنذاك محمد بن داود أن آراء الحلاج
    تتعارض مع تعاليم الإسلام، لذا رفع أمره إلى القضاء طالباً محاكمته أمام الناس
    والفقهاء. فهو حين سئل عن رأيه فى الحلاج قال: {إن كان ما أنزل الله تعالى على نبيه
    عليه السلام حقاً وما جاء به حقاً، فما يقول الحلاج باطل}. وكان شديداً عليه، ثم
    حكم بكفره لتأويله آيات القرآن، فى مسألة الحب الإلهى خصوصاً، وبمخالفته السنة
    النبوية.



    وقد فتح ابن مجاهد كبير قراء القرآن فى عصره قضية الحلاج
    مجدداً، بعد أن وقع فى يده تفسير بخط يد الحلاج، وقد تضمن ذكر أرباب عدة وآلهة
    كثيرة. فسلّم ابن مجاهد هذا التفسير للوزير على بن عيسى، ولم يتسامح مع تفسير
    الحلاج على رغم غضّه الطرف عن كثير من شطحات
    المتصوفة.



    أما القاضى أبو عمر المالكى فقد كان مفتى الفتوى الخاصة
    بحكم الإعدام ومزكى الشهود الموقعين، فقد تشبث الوزير حامد بن العباس بزلة لسان
    القاضى، {يا حلال الدم} على رغم تشاغله عنه. واعتبر الشبلى أن استشهاد الحلاج وردة
    من الجمال المحرم وليس زاد خلود يبلغه من يشاء، وربما جسدت مواقف كل من ابن عطاء
    وابن سريج وابن عقيل فيما بعد، والذى ألف رسالة فى نصرة
    الحلاج.



    لكن ثمة من جاروا الحلاج، وسعوا إلى تأويل أقاويله، بما لا
    يجعله منحرفاً إلى حد كامل عن الشرع. وسعى هؤلاء إلى تبرئته، من خلال الادعاء بأن
    ما قيل على لسانه لا أساس له من الصحة وأنه كلام مدسوس عليه. أما أتباعه من
    المتصوفين وهم قلة فإنهم يقدسون أقواله ويؤكدون نسبتها إليه ولكنهم يقولون إن لها
    معانى باطنة غير المعانى الظاهرية، لا يفهمها أحد سواهم. بينما جنح المستشرقون إلى
    تفسيرات أخرى وجعلوا منه بطلاً ثورياً شبيهاً بأساطير
    الغربيين.



    وكان ابن عطاء الحنبلى فى مقدمة الفقهاء الذين دافعوا عن
    الحلاج، إذ قيل إنه عُرض عليه بعض أقوال الحلاج فقال: {إنها اعتقاد صحيح، وأنا
    أعتقده، ومن لا يعتقد مثل هذا فهو بلا اعتقاد}، وقد كلفه رأيه هذا حياته، حين ضرب
    وحمل إلى منزله وهو يحتضر فمات بعد ذلك بسبعة أيام فقط، وقبل أيام من مقتل الحلاج.
    أما أبو العباس بن سريج الشافعى فقال حين سئل عن الحلاج: {أراه حافظاً للقرآن
    عالماً به ماهراً فى الفقه عالماً بالحديث والأخبار والسنن صائماً الدهر قائماً
    الليل يعظ ويبكى ويتكلم بكلام لا أفهمه فلا أحكم بكفره}. ويقال أيضاً إنه سئل عن
    فتوى قتل الحلاج فقال: {لعلهم نسوا قول الله تعالى: «أتقتلون رجلاً أن يقول ربى
    الله»}. ثم قضى فى النهاية بجملة أثيرة تقول عن الحلاج: {هذا رجل خفى عنى حاله، وما
    أقول فيه شيئاً}.



    ويرى ابن النديم أن الحلاج
    دعا فى بداية أمره إلى الرضا من آل محمد ضد بنى العباس، وبذلك يعد من دعاة
    الإسماعيلية، على خطى أبيه الذى كان أول من دعا إلى اعتناق هذا المذهب فى الرى
    وأذربيجان وطبرستان. أما ابن كثير فينعته بالرافضى، ويستند فى ذلك إلى اعتماد كثير
    من الرافضة على آرائه ومواقفه. ويذهب المؤرخ الشهير ابن خلكان إلى ما هو أبعد من
    ذلك حين يجزم بأن الحلاج كان متصلاً بالقرامطة والعلويين المناهضين للدولة
    العباسية. وثمة من رأى أنه كان من شيعة آل البيت، وأنه قتل لهذا
    السبب.



    ويؤيد هذا الرأى كل من أحمد أمين وزكى مبارك، ويستند
    أصحابه على ورقة كتبها الحلاج ذات يوم، ووضع فيها اسم على فى الصدارة وبخط بارز.
    وثمة من يرفض هذه الأقاويل كلها ولا يرى فى الحلاج إلا داعية لنفسه، ورجلاً شاطحاً
    تصور أنه المهدى المنتظر، بل وصل به الأمر إلى ادعاء الربوبية ومراسلة أتباعه من
    لدى سدرة المنتهى. ويستدل على ذلك بقول الحلاج: {أنا رأس مذهب، وخلفى ألوف من
    الناس}، ثم شطحه بالقول: {إنى مغرق قوم نوح، ومهلك عاد
    وثمود}.



    وتتعدد الروايات فى الحلاج حسب موقف أصحابها منه، فثمة من
    يركز على حلوله، الذى يغنى عن الصلاة والزكاة والصوم والحج. وهنا ينسب إلى الحلاج
    قوله: {إن من صام ثلاثة أيام لا يفطر إلا فى اليوم الرابع على ورقات هندباء أجزأه
    ذلك عن صيام رمضان ... ومن صلى فى ليلة ركعتين من أول الليل إلى آخره، أجزأه ذلك عن
    الصلاة بعد ذلك وإن من جاور بمقابر الشهداء، وبمقابر قريش عشرة أيام يصلى ويدعو
    ويصوم ثم لا يفطر على شىء من خبز الشعير والملح الجريش أغناه ذلك عن العبادة بقية
    عمره}. ويذهب خصومه إلى أن الحلاج ابتنى كعبة مصغرة فى بيته، وطالب الناس بالحج
    إليها.



    أما المدافعون عنه فقد سعوا إلى خلق الأعذار له، ودحض
    الروايات التى تقدح فيه، وتأويل ما يمكن أن ينصرف على الكفر أو
    الفسوق.



    وثمة من يحاول أن يضع كل ما سبق فى ميزان حكم دقيق، فيؤكد
    أن الرافضة هم الذين سعوا إلى قتله، ولو كان منهم ما أقدموا على هذا، وأن الحلاج لم
    يكن سوى ثائر سياسى وقطب صوفى، دعا الأمراء إلى الإصلاح فناصبوه العداء، وأطلقوا
    الشائعات حوله. وفى الأحوال كلها يبقى الحلاج أحد الألغاز الظاهرة فى التاريخ
    الإسلامى برمته. ولهذا كان التصوف لدى الحلاج جهاداً فى سبيل إحقاق الحق، وليس
    مسلكاً فردياً بين العبد وربه فحسب. وهنا ينظر البعض إلى الحلاج بوصفه رمزاً كبيراً
    ساهم فى تطوير النظرة العامة إلى التصوف، فجعله يفارق الجوانية ليصبح جهاداً ضد
    الظلم والطغيان الذى كان سائداً فى المجتمع
    العباسى.



    بداية المأساة


    بدأت مشكلة الحلاج بعد
    عودته من حجه الثانى إلى بغداد قرابة ٢٩١هـ، إذ لاحظ ابنه أحمد أن أباه تغير، كما
    لو أنه انقطع لرسم خطته ومنهجه اللذين سينشر بهما مذهبه، وبدأ فى نظم كلام غريب من
    قبيل:



    هيكلى الجسم نورى الصميم صمدى الروح ديـان
    عليـم



    عاد بالروح إلى أربابهــا فبقى الهيكل فى الترب
    رميم



    لم ترق هذه الأقوال لا للمتصوفة ولا للفقهاء، وألبت عليه
    الحكام الذين لفت انتباههم أن الحلاج طامح إلى الزعامة السياسية، لا سيما بعد أن
    أقام الحلاج جسوراً متينة مع عدد من الأمراء والأعيان فى معظم البلدان التى زارها،
    ففى حجه الأول التقى بأمراء من الخراسانيين والأتراك، ونجح فى أن يؤثر فى أمراء من
    قوهستان وما حولها، كذلك التقى الأمير أخ صعلوك والى الرى، وأقنعه بما يقول. وراح
    يؤلف الكتب لعدد من الأعيان.



    وخلال هذه الفترة قطع
    الحلاج صلته مع أقرب الناس إليه وهو أستاذه الجنيد، فقد سأل الحلاج الجنيد: ما الذى
    باين الخليقة عن رسوم الطبيعة؟!، فإذا بالجنيد ينهره فى حدة: فى كلامك فضول. أية
    خشبة تفسدها؟! فاسودت الدنيا فى عينى الحلاج، واختلى بنفسه بين القبور، ليترسخ فى
    داخله يقين بأن: {منزلة الرجال تعطى ولا تتعاطى}. ودخل الحلاج فى جدل عنيف مع ذاته
    انتهى بخلعه خرقة الصوفية، وابتعاده عنهم، الذى ترجمه ذات يوم باعتراضه على الجنيد.
    فما إن وقف على المنبر يخطب فى الناس، حتى قال له الحلاج: يا أبا القاسم، إن الله
    لا يرضى عن العالم بالعلم حتى يجده فى العمل، فإن كنت فى العلم فالزم مكانك وإلا
    فانزل. فنزل الجنيد ولم يتكلم على الناس
    شهراً.



    وإثر إصراره على مواصلة طريقه، ذاع صيته، حتى رأى فيه بعض
    الوجهاء قائداً ملهماً، لا سيما فى بلاد ما وراء النهرين، التى كان دائم السفر
    إليها. وطاف أيضا فى الكثير من البلدان ودخل المدن الكبيرة وانتقل من مكان لآخر
    داعيا إلى الله على طريقته فى الحلول والاتحاد، فكان له أتباع فى الهند وفى خراسان،
    وفى سركسان وفى بغداد وفى البصرة.



    وكان أهل الهند يخاطبونه
    بـ{الغوث} وكاتبه أهل سركسان بـ {المقيت}، وكاتبه أهل خراسان بـ {المميز}، وأهل
    فارس بأبى عبدالله {الزاهد}، وبعض أهل بغداد وصفوه بـ
    {المصطلم}.



    وهذه الأوصاف والنعوت جعلت للحلاج هيبة حتى فى قلوب أهل
    السلطة، فها هو يصرخ ذات يوم فى الوزير على ابن عيسى: {قف حيث انتهيت ولا تزد عليه
    شيئاً، وإلا قلبت عليك الأرض}، فما كان من الوزير إلا أن تهيب مناظرته واستعفى
    منه.



    راح الحلاج يختلط بالعوام، وكانت مواعظه فى الأهواز بالغة
    الأثر فى حياة الناس، والتى امتدت ما بين: ٢٧٢– ٢٧٣ و ٢٧٩–٢٨١ هـ. اتصل الحلاج
    بالدنيويين مثلما اتصل بالكتبة وعمال المال وكبار الموظفين. وأبدى بعض هؤلاء
    تعاطفاً معه إلى أبعد مدى، فعقب أقواله الثورية التى كان يطرحها على الناس فى
    المساجد أو فى الأسواق كانوا يبكون لحاله.



    وخلال هذه الفترة تناقل
    الناس ما كان يصدر عن الحلاج من كلام غريب على أسماع العوام، مثل ذلك الذى يرويه
    عنه الشيخ إبراهيم بن عمران النيلى، حيث قال: { سمعت الحلاج يقول: النقطة أصل كل
    خط، والخط كله نقط مجتمعة. فلا غنى للخط عن النقطة، ولا للنقطة عن الخط. وكل خط
    مستقيم أو منحرف فهو متحرك عن النقطة بعينها، وكل ما يقع عليه بصر أحد فهو نقطة بين
    نقطتين. وهذا دليل على تجلّى الحق من كل ما يشاهد وترائيه عن كل ما يعاين. ومن هذا
    قلت: ما رأيت شيئاً إلاّ ورأيت الله فيه}.



    وكان يناجى ربه ويقول:
    {وأنا بما وجدت من روائح نسيم حبك، وعواطر قربك أستحقر الراسيات وأستخف بالأرضين
    والسماوات}.



    وكان يقول أيضاً: {يا إله الآلهة، ويا رب الأرباب... رد
    إلىّ نفسى لئلا يفتتن بى عبادك}. ولم يكتف الحلاج بمناجاته وإنما أخذ يصيح فى
    الأسواق: {يا أهل الإسلام أغيثونى، فليس يتركنى ونفسى فآنس بها، وليس يأخذنى من
    نفسى فأستريح منها، وهذا دلال لا أطيقه}. وقد أصرّ الحلاج حتى آخر حياته على أن
    أستاذيه إبليس وفرعون، ثم ادعى النبوة. فقبض عليه فأنكر ما نسب إليه، وناظره
    الفقهاء فى لقاء فلسفى مشهود، انتهوا إلى أنه رجل شاطح، فأُمر بسجنه، وبقى فى السجن
    مقيداً أول الأمر، لكن خفِّف عليه العقاب، فبنوا له بيتاً صغيراً فى السجن، ما أتاح
    له مواصلة التأليف، ورؤية أصدقائه. ويقال إنه نجح فى تطبيب الخليفة من علة أصابته،
    وعليها نُقل إلى دار السلطان ليقيم فيها.



    لكن الحلاج لم يرتدع، بل
    قيل إنه ادعى الربوبية، وأضلّ خلقًا كثيرًا من غلمان بيت الخليفة والوزراء ومن
    الخدم والحشم، بل أضل نصر القشورى حاجب الخليفة نفسه، وظهرت طائفة بالعراق تقول عن
    الحلاج إنه إله وإنه يحيى الموتى، وإن الجن مسخرون له، ومؤتمرون بأمره. وترددت فى
    هذه الآونة شائعات تقول إن ثلاثة أفراد من متآمرى القرامطة أقسموا على تدمير
    الإسلام وهم {أبو سعيد الجنابى [ت٣٠١] وله الإحساء والحلاج وله بغداد وابن المقفع
    وله بلاد الترك}. وما زاد الطين بلّة أن سطوة الحلاج راجت فى وقت قامت فيه للشيعة
    دولة كبرى، وهى الدولة الفاطمية، وقد قيل إن الحلاج أرسل رسالة إلى أحد مريديه يعبر
    فيها عن ابتهاجه بظهور ما أسماه {الدولة الغراء الفاطمية الزهراء المحفوفة بأهل
    الأرض والسماء... ليكشف الحق قناعه ويبسط العدل
    باعه}.



    ولهذا قُبض على عدد من أتباعه، فاعترفوا عليه بأنه يدعى
    الربوبية والألوهية، فلما واجهوه بالشهود أنكر بشدة وتبرأ منه وجعل لا يزيد على
    الشهادتين والتوحيد، {فكبسوا داره فوجدوا فيها رسائل وكتبًا مكتوبة بماء الذهب على
    ورق الحرير فيها ضلالاته وكفرياته، ثم أقرت عليه زوجة ابنه سليمان بأنه قد أمرها
    بالسجود إليه وقال لها لما اعترضت: نعم إله فى السماء وإله فى الأرض}. وعقد له مجلس
    مع الفقهاء والعلماء فأفتوا بكفره وضلاله ووجوب قتله، فأصدر الخليفة المقتدر بالله
    أمرًا بضربه ألف سوط ثم قطع يديه ورجليه ثم صلبه على جسر
    بغداد.



    ولما عقدت المحكمة استبعد القضاة الشافعية والحنابلة لأنهم
    كانوا خصوم الدولة ومشككين فى شرعية المحكمة، كان رئيس المحكمة مالكياً، والمالكية
    لا تقبل توبة الزنديق. وظل الحلاج متماسكاً طوال المحاكمة التى كانت فى مصلحته أول
    الأمر، إلى أن نوقش فى مسألة الحج، التى أفتى فيها بجواز أن يطوف المرء، حال عدم
    استطاعته الحج إلى الكعبة، ببيته سبع مرات، فإذا فعل ذلك سقط عنه الحج!. وتساءل
    القاضى عن أسانيد الحلاج فى هذا القول، فرد عليه بأنه وجد حكمها فى كتاب {الإخلاص}
    للحسن البصري.



    ورد عليه القاضى بأنه قرأ
    هذا الكتاب ولم يجد فيه مثل هذا الرأي. واحتج الحلاج وراح يصرخ: {ظهرى حمى وجسمى
    حرام، وما يحل لكم أن تتأولوا على بما يبيحه اعتقادى الإسلام ومذهبى السنة ولى كتب
    فى الوراقين، فاللهَ اللهَ فى دمى}. وحاول الحلاج تحدى قضاته بالدعوة إلى تحكيم
    الله فى المخطئ والمذنب من الطرفين ، لكن السيف كان سبق
    العزل.



    وكان التصديق على حكم إعدامه يتضمن الشكل الذى نفذ به، حيث
    استعمل فيه السوط الذى يكون فى الحدود كلها وفى التعزير، والسيف الذى لا يقع إلا
    بين كتفى زنديق، والصلب الذى يكون فى العادة لقطاع الطرق والمحاربين، والنار التى
    نهى عنها لأنها مثله ثم نصب الرأس والأعضاء الذى لا يكون إلا للخارج، مع تنفيذ ذلك
    كله علناً وأمام الناس.



    ويقول المستشرق الألمانى
    الشهير كارل بروكلمان إن محاكمة الحلاج استمرت سبعة أشهر، ظل خلالها الحلاج يناظر
    فيها من دون أن يظفروا منه بشىء، وأغرب ما فى الأمر أن التهم التى وجِّهت إلى
    الحلاج من ممارسة السحر مروراً بدعوى عبادة تلامذته له، انتهاءً بكلماته المستغربة،
    لم تجعل القضاة يحكمون بموته، وإنما تمسكوا بقضية تعد فرعية إلى جانب الاتهامات
    السابقة وأطلقوا حكمهم عليها، وتتمثل فى صرخة الحلاج فى الوزير حامد المتحمس
    لمحاكمته وقتله: {يا حلال الدم}.



    وهنا يقول الدكتور محمد
    حلمى عبدالوهاب فى كتابه {ولاة وأولياء} إن الحلاج قُتل لأسباب سياسية ذات لبوس
    دينية لتوفير غطاء الشرعية على الحكم، ولن يكون الحلاج آخر شهيد للتصوف فى الإسلام،
    فعلى غراره استشهد النسيمى الذى وضع له حساده آية الصمد فى نعل حذائه، ولم يدافع عن
    نفسه، {وصار ينشى موشحات فى التوحيد وهم يسلخونه حتى عمل خمسمائة بيت، وكان ينظر
    إلى الذى يسلخه وهو يبتسم} . ثم يضيف {لم يكن استشهاد الحلاج موتاً اعتيادياً، بل
    كان أشبه بعملية تصفية دموية، نالت منه عضواً عضواً، فالجسد منصوب فوق الجذع، مبعثر
    تعمه فوضى انفجار المعذب المكلوم إلى أشلاء تصاعد فى الهواء ثم تطرح أرضاً، هدفاً
    لكل التهكمات، مبتور الرأس، مقطع الأطراف، محترقاً، وفيما يساق إلى النهاية، يرقص
    فى قيده فرحاً ومبتهجاً، ينشد قائلاً: {نديمى غير منسوب إلى شىء من الحيف}، فلما
    قطعت يداه راح ينشد: {إلهى إنك تتودد إلى من يؤذيك، فكيف بمن يؤذى
    فيك}.



    وبعد قتل الحلاج مُنع الوراقون من استنساخ كتبه، ومنع
    الناس من ذكره أو الترحم عليه، ولذا فإننا إن تابعنا المؤلفات الصوفية من بعده، نجد
    القشيرى لم يترجم للحلاج فى رسالته، وعلى الرغم من استشهاده بأقواله فى أكثر من
    خمسين موضعاً، إلا أنه كان يكتفى فى الغالب بقوله: وقال بعضهم، وفى حالات تعد على
    الأصابع ذكر الحلاج باسمه دون لقبه، أما الطوسى ففى كل مرة يتعرض فيها للحلاج يشفع
    اسمه بالترحم عليه. ومع هذا بقيت للحلاج شاهدة عليه وعلى أفكاره، ومنها {الساسة
    والخلفاء والأمراء} و{السياسة والخلفاء} و{الدرة} و{كيد الشيطان وأمر السلطان}
    و{الطواسين}.
    الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
    قلب محب
    المراقب العام
    المراقب العام
    قلب محب



    العمر : 50
    ذكر
    الوسام المراقب المميز

    أبوحسين الحلاج.. الصوفى الثائر Empty
    مُساهمةموضوع: رد: أبوحسين الحلاج.. الصوفى الثائر   أبوحسين الحلاج.. الصوفى الثائر Emptyالأحد سبتمبر 04, 2011 9:01 am

    مشكوووووو والله يعطيك الف عافيه

    [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]


    أخـــــ قلب محب ــــــوك

    [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
    الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
    النقشبندى
    إدارة المنتدى
    إدارة المنتدى
    النقشبندى



    العمر : 47
    ذكر
    الوسام وسام الاداره

    أبوحسين الحلاج.. الصوفى الثائر Empty
    مُساهمةموضوع: رد: أبوحسين الحلاج.. الصوفى الثائر   أبوحسين الحلاج.. الصوفى الثائر Emptyالإثنين سبتمبر 05, 2011 8:43 pm

    أسعدني كثيرا مروركم وتعطيركم هذه الصفحه
    كل الشكر لكـ ولهذا المرور الجميل
    دمتم بخيروعافيه
    [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
    الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
    ابن الرفاعى
    المشرف العام
    المشرف العام
    ابن الرفاعى



    العمر : 44
    ذكر
    الوسام وسام التميز

    أبوحسين الحلاج.. الصوفى الثائر Empty
    مُساهمةموضوع: رد: أبوحسين الحلاج.. الصوفى الثائر   أبوحسين الحلاج.. الصوفى الثائر Emptyالخميس سبتمبر 15, 2011 9:44 am


    [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
    واكثر من رائع
    بارك الله فيك وجزاك الفردوس الاعلى ان شاء الله
    دمت بحفظ الله ورعايته

    الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
    عاشق الصوفية
    نائب مدير الموقع
    نائب مدير الموقع




    العمر : 20
    ذكر
    الوسام وسام الاداره

    أبوحسين الحلاج.. الصوفى الثائر Empty
    مُساهمةموضوع: رد: أبوحسين الحلاج.. الصوفى الثائر   أبوحسين الحلاج.. الصوفى الثائر Emptyالأحد مارس 03, 2013 12:12 pm

    [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
    [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
    نقول لمن كتب هذه السطور
    بعطر والورد والبخور
    وعطرة في أرجائه يجول
    كتبت موضوع في قمة الروعـــــــة
    جزيت خيرا إن شــــــــاء الله

    [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]

    [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]عاشق الصوفية
    الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
     
    أبوحسين الحلاج.. الصوفى الثائر
    الرجوع الى أعلى الصفحة 
    صفحة 1 من اصل 1
     مواضيع مماثلة
    -
    » أبو حسين الحلاج... الصوفي الثائر
    » الدرويش الثائر(الشيخ الطيب احمد النقشبندى)
    » من روائع الحلاج

    صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
    الطريقة النقشبندية العلية  :: السيرة والتراجم والتاريخ :: سيرة ومناقب الاولياء والصالحين-
    انتقل الى:  
    جميع الحقوق محفوظة
    الساعة الان بتوقيت مصر
     ® 
    جميع الحقوق محفوظة لمنتدى الطريقة النقشبندية العلية
    حقوق الطبع والنشر©2011 - 2010
    موقع الطريقة النقشبندية العلية
    المشاركات المنشورة بالمنتدى لا تعبر بالضرورة عن رأي إدارة المنتدى ولا تمثل إلا رأي أصحابها فقط ولا يتحمّل الموقع أيّة مسؤوليّة عن المواد الّتي يتم عرضها أو نشرها في منتدي الطريقة النقشبندية العلية  ويتحمل المستخدمون بالتالي كامل المسؤولية عن كتاباتهم وإدراجاتهم التي تخالف القوانين أو تنتهك حقوق الملكيّة أو حقوق الآخرين أو أي طرف آخر.
    ادارى المنتدى : محمد عبده النقشبندى
    تسجيل صفحاتك المفضلة في مواقع خارجية
    تسجيل صفحاتك المفضلة في مواقع خارجية reddit    

    قم بحفض و مشاطرة الرابط الطريقة النقشبندية العلية على موقع حفض الصفحات

    قم بحفض و مشاطرة الرابط الطريقة النقشبندية العلية على موقع حفض الصفحات