أهمية الوقت للمجاهد

أهمية الوقت للمجاهد
المجاهد. علي الأنصاري
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيد المرسلين وعلى آله وصحبه ومن تبعهم أجمعين، أما بعد: فان الوقت له أهمية كبيرة للمؤمنين، وأهميته للمجاهدين منهم أكبر، وذلك هذا لأن عمر الإنسان يمضي يوما بعد يوم وساعة بعد ساعة حتى ينقضي، وحينئذ فليس له إلا ما عمله في وقته الذي منحه الله في دنياه، إذا فالوقت فرصة المؤمن ليستثمره في مرضاة الله تعالى، وإن الله تعالى يبارك للمؤمنين أوقاتهم ويمدها لهم وإن قصرت كما ثبت ذلك للصحابة "رضي الله عنهم " والأولياء والعلماء "رحمهم الله "إذ نجد في سيرهم أن الله تعالى بارك لهم في أوقاتهم وعملوا أعمالا كثيرة صالحة في أوقات قليلة، وبخلاف ذلك فإن الله يمحق أوقات الكفرة والفسقة، فهم يقضون أعمارهم في فجور ولهو وتنقضي أيامهم بسرعة، حتى أن الزمان يتقارب قبل قيام الساعة بسبب البعد عن دين الله، ومعنى ذلك أن ترفع البركة فيه فينقضي بسرعة، وقد وضح النبي " صلى الله عليه وسلم " ذلك في السنه النبوية الشريفة في الحديث الصحيح الذي رواه البخاري قال النبي " صلى الله عليه وسلم " ))لا لا تَقُومُ السَّاعَةُ حتى يُقْبَضَ الْعِلْمُ وَتَكْثُرَ الزَّلازِلُ وَيَتَقَارَبَ الزَّمَانُ وَتَظْهَرَ الْفِتَنُ وَيَكْثُرَ الْهَرْجُ وهو الْقَتْلُ حتى يَكْثُرَ فِيكُمْ الْمَالُ فَيَفِيضَ(( «صحيح البخاري ،» فاذا من علامة قيام الساعة تقارب الزمان وهو ان يمر بسرعة ولا يشعر به الانسان والقصد من ذلك انشغال العبد بمطامعه وتركه لأعمال الاخرة ويوضح النبي " صلى الله عليه وسلم " ذلك ويقول: ))لا تَقُومُ السَّاعَةُ حَتَّى يَتَقَارَبَ الزَّمَانُ فَتَكُونُ السَّنَةُ كَالشَّهْرِ وَيَكُونُ الشَّهْرُ كَالْجُمُعَةِ وَتَكُونُ الْجُمُعَةُ كَالْيَوْمِ وَيَكُونُ الْيَوْمُ كَالسَّاعَةِ وَتَكُونُ السَّاعَةُ كَاحْتِرَاقِ السَّعَفَةِ أَوِ الْخُوصَةِ(( «اخرجه احمد والترمذي وابن حبان»، اي كاحتراق ورقة النخيل صلى الله على الصادق الذي لا ينطق عن الهوى وسبب تقارب الزمان فقدان بركة الوقت، وبركة الوقت هي طاعة الله عز وجل ولدينا اليوم أفضل عمل عند الله تعالى وفيه البركة كلها وهو جهاد الكافر الامريكي المحتل لبلدنا العزيز، فالجهاد في سبيل الله تعالى هو البركة في الاعمال كلها بل هو سنام الإسلام وذروته، فقد سُئِلَ رسول الله " صلى الله عليه وسلم " : ))أَيُّ الأعمال أَفْضَلُ وأي الاأعمال خَيْرٌ قال إِيمَانٌ الله وَرَسُولِهِ قِيلَ ثُمَّ أَيُّ شَيْءٍ قال الْجِهَادُ سَنَامُ الْعَمَلِ قِيلَ ثُمَّ أَيُّ شَيْءٍ يا رَسُولَ الله قال ثُمَّ حَجٌّ مَبْرُورٌ(( «سنن الترمذي ج4:ص« ،»185وفي مسند أحمد بن حنبل ج5:ص»234، أن رَسُولَ الله " صلى الله عليه وسلم " قال: ))الْجِهَادُ عَمُودُ الإِسْلاَمِ وَذُرْوَةُ سَنَامِهِ((، واننا نرى اليوم اناسا قد اختارهم الله تعالى لأن يكونوا هم من قد ضحوا بكل أوقاتهم النفيسة لأجل خدمة الدين وقادوا الناس وأرشدوهم إلى ذلك ألا وهم مجاهدو جيش رجال الطريقة النقشبندية، تراهم يصرفون كل أوقاتهم للجهاد ولإتمام مسيرة الجهاد ضد الغازي المحتل، وذلك لأنهم يعرفون أن البركة في الوقت تكون بالإيمان والتقوى ومن اجل ذلك ينزل الله البركات من السموات والارض وذلك في قوله تعالى مبينا ذلك (وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آَمَنُوا وَاتَّقَوْا لَفَتَحْنَا عَلَيْهِمْ بَرَكَاتٍ مِنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ وَلَكِنْ كَذَّبُوا فَأَخَذْنَاهُمْ بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ (96) ) «الأعراف»، فالهدف من خلق الخلائق هو العبادة أي بان يعبدوا الله تعالى وما غاية العبادة الا التقوى لقوله تعالى في كتابه الكريم (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ (56) «الذاريات»، وقوله سبحانه: (يَا أَيُّهَا النَّاسُ اعْبُدُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ وَالَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ (21) «البقرة»، فامر الله تعالى الناس بالعبادة كأن غايته التقوى ومراقبة الله تعالى ومخافته في كل الطاعات فكذلك الجهاد في سبيل الله تعالى يتطلب من العبد الصدق فيه والتقوى ومداومته في كل أوقاته ولا يحبسه أي عذر من الاعذار لا خوف ولا فقر ولا مشغلة بمشاغل الدنيا، ومع أن هذه كلها اليوم موجودة في بعض الناس حتى أن بعضهم يقول اني اخاف لا اقدر ان اجاهد وهذا انما هو من وساوس الشيطان هو يخوف أولياءه، لكن المؤمن لا يخاف شيئا اذا امره الله تعالى او رسوله "صلى الله عليه وسلم " بامر، والمؤمن الصحيح هو الذي لم يجعل لنفسه اي خيار اذا جاء امر الله تعالى او امر رسوله "صلى الله عليه وسلم "اولئك الذين يقول الله تعالى عنهم (وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلَا مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمْرًا أَنْ يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ وَمَنْ يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ ضَلَّ ضَلَالًا مُبِينًا (36) «الأحزاب»، فخيارهم كله بيد الله تعالى وما نص عليه النبي "صلى الله عليه وسلم " فلا يخافون من شر الناس اذا نودي الى الجهاد ولا يخافون الفقر لان الله هو المعطي وهو المانع وهو النافع وهو الضار ولا يكون شيء الا بإذنه تعالى، وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليما كثيرا كثيرا.


هذه المقالة منقولة من المجلة النقشبندية العدد 56