1ـ السلامة من آفات اللسان، فإنَّ مَنْ كان وحده لا يجد معه من يتكلم، ولا يسلم في الغالب من آفاته إلا من آثرَ الخلوة على الاجتماع.
2ـ السلامة من آفات النظر،فإنَّ من كان معتزلاً عن الناس سلم من النظر إلى ما هم مُنْكَبُّون عليه من زهرة الدنيا وزخرفها، قال بعضهم: (من كثرت لحظاته دامت حسراته).
3ـ حفظ القلب وصونه عن الرياء والمداهنة وغيرهما من الأمراض.
4ـ حصول الزهد في الدنيا والقناعة منها، وفي ذلك شرف العبد وكماله.
5ـ السلامة من صحبة الأشرار ومخالطة الأرذال، وفي مخالطتهم فساد عظيم.
6ـ التفرغ للعبادة والذكر، والعزم على التقوى والبر.
7ـ وُجْدانُ حلاوة الطاعات، وتمكن لذيذ المناجاة بفراغ سره، قال أبو طالب المكي في "القوت": (ولا يكون المريد صادقاً حتى يجد في الخلوة من الحلاوة والنشاط والقوة ما لا يجده في العلانية).
8ـ راحة القلب والبدن، فإن في مخالطة الناس ما يوجب تعب القلب.
9ـ صيانة نفسه ودينه من التعرض للشرور والخصومات التي توجبها الخلطة.
10ـ التمكن من عبادة التفكر والاعتبار، وهو المقصود الأعظم من الخلوة) ["إيقاظ الهمم في شرح الحكم" لأحمد بن عجيبة ج1/ص30].
والخلاصة: إن الخلوة نوعان: خلوة عامة، ينفرد بها المؤمن ليتفرغ لذكر الله تعالى بأية صيغة كانت، أو لتلاوة القرآن الكريم، أو محاسبة نفسه، أو ليتفكر في خلق السموت والأرض.
وخلوة خاصة: يقصد منها الوصول إلى مراتب الإحسان والتحقق بمدارج المعرفة، وهذه لا تكون إلا بإشراف مرشدٍ مأذون، يُلَقِّنُ المريدَ ذكراً معيناً، ويكون على صلة دائمة به ليزيل عنه الشكوك ويدفعه إلى آفاق المعرفة، ويرفع عنه الحجب والأوهام والوساوس