حديث الصمت

إدارة المنتدى العمر : 47

أردت أن أتحدث إليها بصمت وأن أتودد إليها ..
أن أكسبها كصديقة .. و ليس أي نوع من الصديقات أردتها ..
بل أحببت أن تكون أقرب من القريبة .. و أصدق من الصديقة .. و أحن من أمي
علي .. أن تكون الصراحه عنوان علاقتنا والأخلاص عمود لعلاقتنا ..
فعندما بدأت بالحديث الصامت معها .. سألتها :
لماذا لا أستطيع أن أكذب عليك ؟!!!
فمهما حاولت أن أداري أموري عنك أجدك تعلمين عنها مالا أعلمه أو أفهمه .. ملمة بكل شي بداخلي !!!
أخبرتها بأني تعبت من عدم فهمي لها فهي متقلبه لا حال لها .. هناك ما ترفضه
.. و هناك ما تؤيده بشده .. و تجبرني على فعله .. و أذا عاندتها و فعلت ما
لا تريده أجدها قبل نومي تأتيني و تلومني و تؤنبني .. و أذا طاوعتها بما
تريد أجدها راضيه و مرتاحه ..
و الحمد لله أنها لا تطلب مني ما يغضب ربي .. و حتى أذا ارادت بشي لهواها أجدها تغضب و تقول ما نشأت ُ على هذا و لا تربيت ..
فهي لا تتركني و لا أنا أستطيع أن أبتعد عنها ..
لا أدري قد أطلت في هذياني بها مما جعلني أنسى أن أعرفكم عليها ..
حديثي الصامت هذا .. لا اتحدثه الا مع من تفهمه و تسمعه ..
مع أقرب القريبات .. و أصدق الصديقات ..
لــقــد كـــان حــديــثــي الـصــامـــت مـــع مـن تـدعـى بـــ
*·~-.¸¸,.-~* الـــنــــفــــــس*·~-.¸¸,.-~*
فحديث الصمت حديث النفس ..
فحديث النفس مشروع يتحقق بداخل كل منا ..
مشروع يتطلب فتح قنوات الحوار و النقاش .. يتم عن طريقه أكتشافها و تعزيز
أيجابياتها و التعرف على سلبياتها و محاوله القضاء على هذه السلبيات ..
فلهذه النفس حق علينا بان نراعيها و نهتم بها و نصادقها لكي نتمكن منها و تصبح تحت امرتنا ..
قال الشاعر :
و النفس كالطفل أن تتركه شب على *** حب الرضاع و إن تفطمه ينفطم ..,
فالنفس ذلك الطفل الذي يحتاج لمن يربيه و يراعيه ..
و كمثال لتربية النفس :
أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه مثالاً في تربية النفس فقد شوهد
يوم وهو أمير للمؤمنين خليفة يحمل القربة على عاتقه .. فلما سُئل عن ذلك ..
قال : أعجبتني نفسي فأردت أن أذلها ..
بل و كان يربي أولاده على ذلك ..
دخل عليه يوماً ولده و قد ترجل - أي دهن شعره - و لبس ثياباً حسنة .. فضربه
عمر بالدرة حتى أبكاه .. فقالت له حفصه : لم ضربته ؟ قال : رأيته أعجبته
نفسه .. فأحببت أن أصغرها إليه ..
فالنفس اذا أصرفت في تدليلها قد تفسد و تفسدك معها ..
و أذا أحسنت تربيتها .. احسنت لك و أعطتك خير ما تريد ..
أذا دعتك نفسك لشهوة لها .. و اغرتك فعلي أن أخبرك .. لا تخف .. فهذا لا
يعني أنك فشلت في تربيتها و في نشأتها .. فهذا أعتبره أمتحان منها لمدى
صدقك معها .. أما قلت لك أنها أقرب الأقرباء وأصدق الأصدقاء !!!
عليك فقط أن تلجأ لخالقها وتطلبه خيرها ..
فقد حصل بين إبن الجوزي و نفسه حيث يقول : ( نازعتني نفسي إلى أمر مكروه في
الشرع ، و جعلت تنصب لي التأويلات و تدفع الكراهة فلجأت إلى الله تعالى في
دفع ذلك عن قلبي وأقبلت على القراءة .. و كان درسي قد بلغ إلى سورة يوسف
فافتتحتها .. و ذلك الخاطر قد شغل قلبي حتى لا أدري ما أقرأ فلما بلغت قوله
تعالى : ** قَالَ مَعَاذَ اللَّهِ إِنَّهُ رَبِّي أَحْسَنَ مَثْوَايَ
إِنَّهُ لَا يُفْلِحُ الظَّالِمُونَ ** سورة يوسف .. انتبهت لها و كأني
خوطبت بها .. فأفقت من تلك السكرة فقلت : يا نفس أفهمت هذا ؟!!!
فأن ردعتها عن أهوائها فهي خير معين لك .. و أن طاوعتها فهي اكثر من عدو لك ..
حديثي مع نفسي و عنها طويل ..
فأنا من عرفتها اتحدث إليها بأستمراريه قد لا تنقطع حتى في عز منامي .. فأنا أحادثها و تحادثني ..
و مع هذا أجد في لحظات أني حائره معها .. لا أعلم ما تريد مني و ما أريد منها ..
حديثي مع نفسي لن ينتهي .. فها أنا أنهيت حديثي معكم عنها .. و لم أنهي حديثي معها ..
فأ سمحوا لي أن اكمل حديثي معها بصمت لا تترجمه عبارات .. و لا أحرف منه ..

نائب مدير الموقع العمر : 20

[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
نقول لمن كتب هذه السطور
بعطر والورد والبخور
وعطرة في أرجائه يجول
كتبت موضوع في قمة الروعـــــــة
جزيت خيرا إن شــــــــاء الله
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]

» فـوائد الصمت
» ~~ عبارات تستدعي الصمت ~~
» الصمت لسلطان الاولياء سيدى محيى الدين بن عربى