الامام الدارقطني

إدارة المنتدى العمر : 47

قال الحافظ الذهبي في تذكرة الحفاظ: الدارقطني الإمام شيخ الإسلام حافظ الزمان أبو الحسن علي بن عمر بن أحمد بن مهدي البغدادي الحافظ الشهير صاحب السنن، مولده سنة ست وثلثمائة - 306 هـ -....
قال عنه سيدنا الحافظ الحاكم : صار الدارقطني أوحد عصره في الحفظ والفهم والورع وإماماً في القراء والنحويين، وأقمت في سنة سبع وستين - بعد الثلثمائة أربعة أشهر - ببغداد وكثر اجتماعنا فصادفته فوق ما وصف لي؛ وسألته عن العلل والشيخ وله مصنفات يطول ذكرها، فأشهد أنه لم يخلف على أديم الأرض مثله....
وقال الحافظ الخطيب البغدادي: كان فريد عصره وإمام وقته وانتهى إليه علم الأثر والمعرفة بالعلل وأسماء الرجال مع الصدق وصحة الاعتقاد ....
قال رجاء بن محمد المعدل: قلت للدارقطني: هل رأيت مثل نفسك؟ فقال: قال الله تعالى{ ولا تزكوا أنفسكم }؛ قال فألححت عليه فقال: لم أر أحداً جمع ما جمعت، وقال أبو ذر الحافظ: قلت للحاكم هل رأيت مثل الدارقطني؟ فقال: هو لم ير مثل نفسه فكيف أنا ؟!!!. انتهى، رواه سيدنا الحافظ الخطيب البغدادي في تاريخه
قال الإمام ابن الأثير في ( اللباب ): [ الدارقطني ] بفتح الدال وسكون الألف وفتح الراء وضم القاف وسكون الطاء المهملة وفي آخرها نون، هذا لنسبه إلى دار القطن وكانت محلة كبيرة ببغداد ينسب إليها الإمام أبو الحسن .....
توفي رحمه سنة خمس وثمانين وثلثمائة - 385 هـ - وقد بلغ الثمانين كما في تاريخ بغداد .
فرحم الله سيدنا ومولانا الحافظ الدارقطني ورضي عنه ونفعنا بعلومه وبركاته وأسراره في الدارين، اللهم آمين
وهذه فائدتان جميل أن يعرفها طالب العلم عن مولانا الحافظ الدارقطني رضي الله عنه:
1- إذا أطلق الحُفَّاظ والمُحدثون أهل الجرح والتعديل كلمة أو قول:السابقين أو المُتقدِّمين يعنون ( من الدارقطني إلى أوَّل ما أسِّس هذا الفن ) وإذا قالوا :المُتأخِّرين يعنون ( من بعد الدارقطني إلى عهدنا ).
2- قال الحافظ الدارقطني رضي الله عنه: إذا قلت ( ليِّن ) - على راوٍ - لا يكون - أي هذا الراوي - ساقطاً مَتروك الاعتبار؛ ولكن مجروحاً بشيء لا يَسْقُط به عن العدالة. انتهى
قال شيخنا العلامة المحدِّث السليماني حفظه الله: أي أن هذا الراوي الذي فيه ( لِين ) يكون "حديثه حسن"؛ لماذا؟ لأنَّ ( اللِّين ) هذا فَقَدَ من تماسكه شيء. وإن كان ( متماسكاً ) تماماً يكون صدوق في مرتبة الضبط، يَحسُن التفرد بروايته. وإن كان ( فيه لِين ) يَلحق بهذه المرتبة: كالمرتبة التي نقول فيها: لا بأس به، أو ليس بالقوي. ومع كون الحافظ الدارقطني انفرد بها ـ أي أن الراوي اللَّيِّن في اصطلاحه لا تسقط عدالته ـأخذ بكلامه كثير من الحفَّاظ؛ لأنّه عَلَم، ولأنّه عين، ولأنّه من كبار الحُفَّاظ المعلِّلين المُجرِّحين، ومن كبار الحُفَّاظ الَّذين أجمع أهل الحديث على أنّه ممن يُعتمد عليهم في هذا الشأن. انتهى كلام شيخنا حفظه الله . والله تعالى أعلم

» الامام الشبلي
» الامام البوصيري
» الامام النّووي