اهلا وسهلا بك اخى الكريم فى موقع الطريقة النقشبندية العلية والتصوف السنى عرف بنفسك او قم بالتسجيل حللت اهلا ونزلت سهلا نرجوا لك ان تقضى اسعد الاوقات وان تفيد وتستفيد حياك الله وبياك
محمد النقشبندى
الطريقة النقشبندية العلية
اهلا وسهلا بك اخى الكريم فى موقع الطريقة النقشبندية العلية والتصوف السنى عرف بنفسك او قم بالتسجيل حللت اهلا ونزلت سهلا نرجوا لك ان تقضى اسعد الاوقات وان تفيد وتستفيد حياك الله وبياك
محمد النقشبندى
الطريقة النقشبندية العلية
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
الطريقة النقشبندية العلية
دروس وخطب فقة حديث توحيد سيرة تصوف اسلامى اداب و سلوك احزاب و اوراد كتب مجانية تعليم طب بديل واعشاب بخور اسرة وطفولة اكلات قصص واشعار
موضوع: السلطان إبراهيم بن أدهم الثلاثاء أكتوبر 05, 2010 3:32 pm
السلطان إبراهيم بن أدهم إبراهيم بن أدهم ابن منصور بن يزيد بن جابر ، القدوة الإمام العارف ، سيد الزهاد أبو إسحاق العجلي ، وقيل : التميمي ، الخراساني البلخي ، نزيل الشام حدث عن : أبيه ، ومحمد بن زياد الجمحي - صاحب أبي هريرة- وأبي إسحاق السبيعي ، ومنصور بن المعتمر ، ومالك بن دينار ، وأبي جعفر محمد بن علي ، وسليمان الأعمش ، وابن عجلان ، ومقاتل بن حيان . حدث عنه : رفيقة سفيان الثوري ، وشقيق البلخي ، وبقية بن الوليد ، وضمرة بن ربيعة ، ومحمد بن حمير ، وخلف بن تميم ، ومحمد بن يوسف الفريابي ، وإبراهيم بن بشار الخراساني خادمه ، وسهل بن هاشم ، وعتبة بن السكن ، وحكى عنه الأوزاعي ، وأبو إسحاق الفزاري . قال البخاري : قال لي قتيبة : إبراهيم بن أدهم تميمي يروي عن منصور , قال : ويقال له : العجلي . وقال ابن معين : هو من بني عجل . وذكر المفضل الغلابي : أنه هرب من أبي مسلم ، صاحب الدعوة
اسمه ونسبه ... هو الامام العارف سيد الزهاد .. ابراهيم بن أدهم بن منصور بن يزيد بن جابر ، أبو اسحاق العِجلي وقيل التميمي الخراساني البلخي ، ولد بحدود المئة الهجرية بمكة في الحج ، وتوفي سنة مئة واثنتين وستين للهجرة النبوية . مولده رضي الله عنه قال النسائي : هو ثقة مأمون ، أحد الزهاد . وعن الفضل بن موسى ، قال : حج والد إبراهيم بن أدهم وزوجته فولدت له إبراهيم بمكة , حينما خرج أبوه وأمه إلى الحج عام مائة هجرية أو قريبًا منها، وفتح عينيه على الحياة؛ ليجد الثراء يحيط به من كل جانب؛ فعاش حياة الترف والنعيم، يأكل ما يشاء من أطيب الطعام، ويركب أحسن الجياد، ويلبس أفخم الثياب وعن يونس البلخي قال : كان إبراهيم بن أدهم من الأشراف ، وكان أبوه كثير المال والخدم ، والمراكب والجنائب والبزاة فبينا إبراهيم في الصيد على فرسه يركضه ، إذا هو بصوت من فوقه : يا إبراهيم : ما هذا العبث ؟ أَفَحَسِبْتُمْ أَنَّمَا خَلَقْنَاكُمْ عَبَثًا اتق الله ، عليك بالزاد ليوم الفاقة فنزل عن دابته ، ورفض الدنيا . وفي "رسالة القشيري" ، قال : هو من كورة بلخ ، من أبناء الملوك ، أثار ثعلبا أو أرنبا ، فهتف به هاتف : ألهذا خلقت ؟ أم بهذا أمرت ؟ فنزل ، وصادف راعيا لأبيه ، فأخذ عباءته ، وأعطاه فرسه ، وما معه ودخل البادية ، وصحب الثوري والفضيل بن عياض ، ودخل الشام ، وكان يأكل من الحصاد وحفظ البساتين ، ورأى في البادية رجلا ، علمه الاسم الأعظم فدعا به ، فرأى الخضر ، وقال : إنما علمك أخي داود . رواها على بن محمد المصري الواعظ . حدثنا أبو سعيد الخراز ، حدثنا إبراهيم بن بشار ، حدثني إبراهيم بن أدهم بذلك ، لما سألته عن بدء أمره . ورويت عن ابن بشار بإسناد آخر وزاد قال : فسألت بعض المشايخ عن الحلال ، فقال : عليكم بالشام ، فصرت إلى المصيصة فعملت بها أياما ، ثم قيل لي : عليك بطرسوس فإن بها المباحات ، فبينا أنا على باب البحر ، اكتراني رجل أنظر بستانه ، فمكثت مدة . بدء أمره رضي الله تعالي عنه : أنبأنا أحمد بن سلامة ، عن عبد الرحيم بن محمد ، أنبأنا الحداد ، أنبأنا أبو نعيم ، حدثنا إبراهيم بن عبد الله ، حدثنا السراج : سمعت إبراهيم بن بشار يقول : قلت لإبراهيم بن أدهم : كيف كان بدء أمرك ؟ قال : غير ذا أولى بك . قال : قلت : أخبرني لعل الله أن ينفعنا به يوما . قال : كان أبي من الملوك المياسير ، وحبب إلينا الصيد ، فركبت ، فثار أرنب أو ثعلب ، فحركت فرسي ، فسمعت نداء من ورائي : ليس لذا خلقت ، ولا بذا أمرت . فوقفت أنظر يمنة ويسرة ، فلم أر أحدا ، فقلت : لعن الله إبليس ، ثم حركت فرسي ، فأسمع نداء أجهر من ذلك : يا إبراهيم ! ليس لذا خلقت ، ولا بذا أمرت فوقفت أنظر فلا أرى أحدا ، فقلت : لعن الله إبليس ، فأسمع نداء من قربوس سرجي بذاك ، فقلت : أنبهت ، أنبهت ، جاءني نذير ، والله لا عصيت الله بعد يومي ما عصمني الله ، فرجعت إلى أهلي ، فخليت فرسي ، ثم جئت إلى رعاة لأبي ، فأخذت جبة كساء ، وألقيت ثيابي إليه ، ثم أقبلت إلى العراق ، فعملت بها أياما ، فلم يصف لي منها الحلال ، فقيل لي : عليك بالشام ، فذكر حكاية نطارته الرمان ، وقال الخادم له : أنت تأكل فاكهتنا ، ولا تعرف الحلو من الحامض ؟ قلت : والله ما ذقتها . فقال : أتراك لو أنك إبراهيم بن أدهم ، فانصرف ، فلما كان من الغد ، ذكر صفتي في المسجد ، فعرفني بعض الناس ، فجاء الخادم ومعه عنق من الناس ، فاختفيت خلف الشجر ، والناس داخلون ، فاختلطت معهم وأنا هارب . عمله رضي الله تعالي عنه ولم يكن إبراهيم بن أدهم متواكلاً يتفرغ للعبادة والزهد فقط ويعيش عالة على غيره، بل كان يأكل من عمل يده، ويعمل أجيرًا عند أصحاب المزارع، يحصد لهم الزروع، ويقطف لهم الثمار ويطحن الغلال، ويحمل الأحمال على كتفيه، وكان نشيطًا في عمله، يحكي عنه أنه حصد في يوم من الأيام ما يحصده عشرة رجال، وفي أثناء حصاده كان ينشد قائلا: اتَّخِذِ اللَّه صاحبًا... ودَعِ النَّاسَ جانبا. وخرج إلى مكة، وصحب بها سفيان الثوري، والفضيل بن عِياض، ودخل بلاد الشام، فكان يعمل فيها، ويأكل من عمل يده, ينتقل فيها بين مناطق الثغور مجاهدًا وبعض المناطق الأخرى عاملاً لا يأكل إلا من أجرِ عمله، فكان يعمل في الحصاد، وطحن الحبوب، وحراسة البساتين، وكان سخيًّا كريمًا؛ لا يحتفظ بشيء من أجره، بل يُنفقه على أصحابه وذوي الحاجة، مكتفيًا بأبسط طعام وغالبًا ما يكون الخبز والماء. وكان على زهده وتصوفه يدعو إلى العمل والجد فيه وإتقانه, ليكون كسبًا حلالاً, ولذلك أعرض عن ثروةِ أبيه الواسعة، وعمَّا كان يُصيبه من غنائم الحرب، وآثر العيش من كسب يده. يروي بقية بن الوليد، يقول: دعاني إبراهيم بن أدهم إلى طعامه، فأتيته، فجلس ثم قال: كلوا باسم الله، فلما أكلنا، قلت لرفيقه: أخبرني عن أشد شيء مرَّ بك منذ صحبته.. قال: كنَّا صباحًا، فلم يكن عندنا ما نفطر عليه، فأصبحنا، فقلت: هل لك يا أبا إسحاق أن تأتي الرَّسْتن (بلدة بالشام كانت بين حماة وحمص) فنكري (فنؤجر) أنفسنا مع الحصَّادين؟ قال: نعم.. قال: فاكتراني رجل بدرهم، فقلت: وصاحبي؟ قال: لا حاجة لي فيه، أراه ضعيفًا.. فمازلت بالرجل حتى اكتراه بثلثي درهم، فلما انتهينا، اشتريت من أجرتي طعامي وحاجتي، وتصدقت بالباقي، ثم قربت الزاد، فبكى إبراهيم، وقال: أما نحن فاستوفينا أجورنا، فليت شعري أوفينا صاحبه حقه أم لا؟ فغضبت، فقال: أتضمن لي أنَّا وفيناه، فأخذت الطعام فتصدقت به. محاربته للغلاء رضي الله تعالي عنه ولإبراهيم بن أدهم رأي في محاربة الغلاء وارتفاع الأسعار, فقد ذكروا له أن اللحم غلا ثمنه، فقال: أرخصوه؛ أي لا تشتروه فترخص أسعاره. وكان إبراهيم بن أدهم كريمًا جوادًا، فالعسل والسمن غالبًا ما يكونان على مائدته يطعم من يأتيه، سمعه أحد أصحابه ذات مرة وهو يقول: (ذهب السخاء والكرم والجود والمواساة، من لم يواس الناس بماله وطعامه وشرابه فليواسهم ببسط الوجه والخلق الحسن.. إياكم أن تكون أموالكم سببًا في أن تتكبروا على فقرائكم، أو سببًا في أن لا تميلوا إلى ضعفائكم، وألا تبسطوا إلى مساكينكم). شهرته بتقواه وصلاحه وتواضعه أشتهر بصلاحه وإخلاصه وتقواه، فذاع صيته بين الناس واشتهر بقوة دعائه وكثرتها وكان يقول آن الله أنعم على الفقراء إذ لا يسألهم يوم القيامة لا عن زكاة ولاعن حج ولاعن جهاد ولا عن صلة رحم ,إنما يسأل في ذلك الأغنياء فقط . تواضعه رضي الله عنه : كان إبراهيم بن أدهم شديد التواضع، لا يحب الكبر، كان يقول: (إياكم والكبر والإعجاب بالأعمال، انظروا إلى من دونكم، ولا تنظروا إلى من فوقكم، من ذلل نفسه؛ رفعه مولاه، ومن خضع له أعزه،ومن اتقاه وقاه، ومن أطاعه أنجاه) ودخل إبراهيم بن أدهم المعركة مع الشيطان ومع نفسه مصممًا على الانتصار، وسهر الليالي متعبدا ضارعًا باكيًا إلى الله يرجو مغفرته ورحمته، وكان مستجاب الدعاء. يتبع
الناظر عضو شرف
العمر : 55
موضوع: رد: السلطان إبراهيم بن أدهم الثلاثاء أكتوبر 05, 2010 3:33 pm
الآراء والأقوال فيه :
قال بشر الحافي : ما أعرف عالما إلا وقد أكل بدينه ، إلا وهيب بن الورد وإبراهيم بن أدهم ، ويوسف بن أسباط ، وسلم الخواص . قال شقيق بن إبراهيم : قلت لإبراهيم بن أدهم : تركت خراسان ؟ قال : ما تهنأت بالعيش إلا في الشام ، أفر بديني من شاهق إلى شاهق ، فمن رآني يقول : موسوس ، ومن رآني يقول : جمال ، يا شقيق : ما نبل عندنا من نبل بالجهاد ولا بالحج ، بل كان بعقل ما يدخل بطنه . قال خلف بن تميم : سألت إبراهيم : منذ كم قدمت الشام ؟ قال : منذ أربع وعشرين سنة ، ما جئت لرباط ولا لجهاد ، جئت لأشبع من خبز الحلال . وعن إبراهيم ، قال : الزهد فرض ، وهو الزهد في الحرام . وزهد سلامة ، وهو : الزهد في الشبهات . وزهد فضل ، وهو : الزهد في الحلال . يحيى بن عثمان البغدادي : حدثنا بقية ، قال : دعاني إبراهيم بن أدهم إلى طعامه ، فأتيته ، فجلس ، فوضع رجله اليسرى تحت أليته ونصب اليمنى ، ووضع مرفقه عليها ، ثم قال : هذه جلسة رسول الله صلى الله عليه وسلم , كان يجلس جلسة العبد ، خذوا بسم الله , فلما أكلنا ، قلت لرفيقه : أخبرني عن أشد شيء مر بك منذ صحبته . قال : كنا صياما ، فلم يكن لنا ما نفطر عليه ، فأصبحنا ، فقلت : هل لك يا أبا إسحاق أن نأتي الرستن فنكري أنفسنا مع الحصادين ؟ قال : نعم . قال : فاكتراني رجل بدرهم ، فقلت : وصاحبي ؟ قال : لا حاجة لي فيه ، أراد ضعيفا . فما زلت به حتى اكتراه بثلثين ، فاشتريت من كرائي حاجتي ، وتصدقت بالباقي ، فقربت إليه الزاد ، فبكى وقال : أما نحن فاستوفينا أجورنا ، فليت شعري أوفينا صاحبنا أم لا ؟ فغضبت ، فقال : أتضمن لي أنا وفيناه . فأخذت الطعام فتصدقت به عن خلف بن تميم ، قال : دخل إبراهيم الجبل ، واشترى فأسا ، فقطع حطبا ، وباعه ، واشترى ناطفا وقدمه إلى أصحابه ، فأكلوا ، فقال يباسطهم : كأنكم تأكلون في رهن . طبقته ورواته ... هو من تابعي التابعين ... فلقد حدّث عن محمد بن زياد الجمحي - صاحب أبي هريرة - ، وحدّث منصور بن المعتمر ومالك بن دينار وسليمان الأعمش وابن عجلان ومقاتل بن حيان ... وكل هؤلاء من أئمة أهل السلف !
وحدّث عنه وطلب العلم منه ... رفيقه سفيان الثوري وشقيق البلخي وابراهيم بن بشار الخرساني والأوزاعي وأبو اسحاق الفزاري والفضيل بن عياض ، وقال عنه النسائي : هو ثقة مأمون أحد الزهاد . [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
شيء من أخباره ...
عن يونس البلخي قال : كان ابراهيم بن أدهم من الأشراف ، وكان أبوه كثير المال والخدم والمراكب والجنائب والبزاة ( جمع بازي وهو نوع من الصقور ) ، فبينما ابراهم في الصيد على فرسه يركضه إذ هو بصوت من فوقه : يا إبراهيم ما هذا العبث ؟! " أفحسبتم أنما خلقناكم عبثاً " ، اتق الله .. عليك بالزياد ليوم الفاقة . فنزل عن دابته ورفض الدنيا !
يقول خلف بن تميم : سمعت ابراهيم بن أدهم يقول : رآني ابن عجلان ( وهو المحدث المعروف ) فاستقبل القبلة ساجداً ، وقال : سجدت لله شكراً حين رأيتك !
قال أبو نعيم : سمعت سفيان الثوري يقول : كان إبراهيم بن أدهم يشبه إبراهيم الخليل ، ولو كان في الصحابة لكان رجلاً فاضلاً !
عن بقيّة قال : كنّا مع إبراهيم بن أدهم في البحر فهاجت ريح واضطربت السفينة ، وبكوا ، فقلنا : يا أبا إسحاق ! ما ترى ؟ فقال : يا حي حين لا حي ، ويا حي قبل كل حي ، ويا حي بعد كل حي ، يا حي يا قيوم يا محسن يا مجمل ! قد أريتنا قدرتك فأرنا عفوك . فهدأت السفينة من ساعته ! [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
من أقواله ...
يقول إبراهيم بن ادهم : الزهد .. زهد فرض وهو الزهد في الحرام ، وزهد سلامة وهو الزهد في الشبهات ، وزهد فضل وهو الزهد في الحلال !
ويقول رحمه الله : كل ملك لا يكون عادلاً فهو واللص سواء ، وكل عالم لا يكون تقياً فهو والذئب سواء ، وكل من ذل لغير الله فهو والكلب سواء !
ويقول رحمه الله : ما صَدَق الله عبد أحب الشهرة !
وكان يكثر أن يرتجز بقوله : اتخذ الله صاحباً ... ودع الناس جانباً !
وقال رحمه الله : وأيّ دين لو كان له رجال !! من طلب العلم لله كان الخمول أحب إليه من التطاول ، والله ما الحياة بثقة فيرجى نومها ، ولا المنية بعذر فيؤمن عذرها ، ففيم التفريط والتقصير والاتكال والإبطاء ؟! قد رضينا من أعمالنا بالمعاني ، ومِن طلب التوبة بالتواني ، ومِن العيش الباقي بالعيش الفاني !
قال المسيب بن واضح : حدثنا أبو عتبة الخواص : سمعت إبراهيم بن أدهم يقول : من أراد التوبة ، فليخرج من المظالم ، وليدع مخالطة الناس ، وإلا لم ينل ما يريد . قال خلف بن تميم : سمعت إبراهيم يقول : رآني ابن عجلان ، فاستقبل القبلة ساجدا ، وقال : سجدت لله شكرا حين رأيتك . قال عبد الرحمن بن مهدي : قلت لابن المبارك : إبراهيم بن أدهم ممن سمع ؟ قال : قد سمع من الناس ، وله فضل في نفسه ، صاحب سرائر ، وما رأيته يظهر تسبيحا ، ولا شيئا من الخير ، ولا أكل مع قوم قط ، إلا كان آخر من يرفع يده . أبو نعيم : سمعت سفيان يقول : كان إبراهيم بن أدهم يشبه إبراهيم الخليل ، ولو كان في الصحابة ، لكان رجلا فاضلا . . وبالإسناد عن بقية ، قال : كنا مع إبراهيم في البحر ، فهاجت ريح ، واضطربت السفينة ، وبكوا ، فقلنا : يا أبا إسحاق ! ما ترى ؟ فقال : يا حي حين لا حي ، ويا حي قبل كل حي ، ويا حي بعد كل حي ، يا حي ، يا قيوم ، يا محسن ، يا مجمل ! قد أريتنا قدرتك ، فأرنا عفوك . فهدأت السفينة من ساعته . ضمرة : سمعت ابن أدهم ، قال : أخاف أن لا أؤجر في تركي أطايب الطعام ؛ لأني لا أشتهيه . وكان إذا جلس على طعام طيب ، قدم إلى أصحابه ، وقنع بالخبز والزيتون . محمد بن ميمون المكي : حدثنا سفيان بن عيينة ، قال : قيل لإبراهيم بن أدهم : لو تزوجت ؟ قال : لو أمكنني أن أطلق نفسي لفعلت . وقال عصام بن رواد بن الجراح : حدثنا أبي ، قال : كنت ليلة مع إبراهيم بن أدهم ، فأتاه رجل بباكورة ، فنظر حوله هل يرى ما يكافئه ، فنظر إلى سرجي ، فقال : خذ ذاك السرج ، فأخذه ، فسررت حين نزل مالي بمنزلة ماله . قال علي بن بكار : كان إبراهيم من بني عجل كريم الحسب ، وإذا حصد ، ارتجز ، وقال : اتَّخِذِ اللهَ صاحبا ودعِ النـاسَ جانبا وكان يلبس فروا بلا قميص ، وفي الصيف شقتين بأربعة دراهم : إزار ورداء ، ويصوم في الحضر والسفر ، ولا ينام الليل ، وكان يتفكر ، ويقبض أصحابه أجرته ، فلا يمسها بيده ، ويقول : كلوا بها شهواتكم ، وكان ينطر وكان يطحن بيد واحدة مدين من قمح قال أبو يوسف الغسولي : دعا الأوزعي إبراهيم بن أدهم ، فقصر في الأكل ، فقال : لم قصرت ؟ قال : رأيتك قصرت في الطعام . بشر الحافي : حدثنا يحيى بن يمان ، قال : كان سفيان إذا قعد مع إبراهيم بن أدهم ، تحرز من الكلام . عبد الرحمن بن مهدي ، عن طالوت : سمعت إبراهيم بن أدهم يقول : ما صدقَ اللهَ عبدٌ أحبَّ الشهرةَ قلت : علامة المخلص الذي قد تجب شهرة ، ولا يشعر بها ، أنه إذا عوتب في ذلك ، لا يحرَدُ ولا يبرئ نفسه ، بل يعترف ، ويقول : رحم الله من أهدى إليَّ عيوبي ، ولا يكن معجبا بنفسه ، لا يشعر بعيوبها ، بل لا يشعر أنه لا يشعر ، فإذا هذا داء مزمن . عصام بن رواد : سمعت عيسى بن خازم النيسابوري يقول : كنا بمكة مع إبراهيم بن أدهم ، فنظر إلى أبي قبيس ، فقال : لو أن مؤمنا ، مستكمل الإيمان ، يهز الجبل لتحرك ، فتحرك أبو قبيس فقال : اسكن ، ليس إياك أردت . قال ابن أبي الدنيا : حدثنا محمد بن منصور ، حدثنا الحارث بن النعمان قال : كان إبراهيم بن أدهم يجتني الرطب من شجر البلوط . وعن مكي بن إبراهيم ، قال : قيل لابن أدهم : ما تبلغ من كرامة المؤمن ؟ قال : أن يقول للجبل : تحرك ، فيتحرك . قال فتحرك الجبل ، فقال : ما إياك عنيت . وعن إبراهيم بن أدهم ، قال : كل ملك لا يكون عادلا ، فهو واللص سواء ، وكل عالم لا يكون تقيا ، فهو والذئب سواء ، وكل من ذل لغير الله ، فهو والكلب سواء . أخبرنا أحمد بن إبراهيم الجلودي وغيره : أن عبد الله بن اللتي أخبرهم قال أنبأنا جعفر بن المتوكل ، أنبأنا أبو الحسن بن العلاف ، حدثنا الحمامي ، حدثنا جعفر الخلدي ، حدثني إبراهيم بن نصر ، حدثنا إبراهيم بن بشار : سمعت إبراهيم بن أدهم يقول : وأي دين لو كان له رجال ! من طلب العلم لله ، كان الخمول أحب إليه من التطاول ، والله ما الحياة بثقة ، فيرجى نومها ، ولا المنية بعذر ، فيؤمن عذرها ، ففيم التفريط والتقصير والاتكال والإبطاء ؟ قد رضينا من أعمالنا بالمعاني ، ومن طلب التوبة بالتواني ، ومن العيش الباقي بالعيش الفاني.
موضوع: رد: السلطان إبراهيم بن أدهم الثلاثاء أكتوبر 05, 2010 3:34 pm
[size=16] والمساكين من النعيم والراحة ، لا يسألهم يوم القيامة عن زكاة ، ولا حج ، ولا صدقة ، ولا صلة رحم ! لا تغتم ، فرزق الله سيأتيك ، نحن - والله- الملوك الأغنياء تعجلنا الراحة ، لا نبالي على أي حال كنا إذا أطعنا الله . ثم قام إلى صلاته ، وقمت إلى صلاتي ، فإذا برجل قد جاء بثمانية أرغفة ، وتمر كثير ، فوضعه ، فقال : كل يا مغموم . فدخل سائل ، فأعطاه ثلاثة أرغفة مع تمر ، وأعطاني ثلاثة ، وأكل رغيفين . وكنت معه ، فأتينا على قبر مسنم ، فترحم عليه ، وقال : هذا قبر حميد بن جابر ، أمير هذه المدن كلها ، كان غارقا في بحار الدنيا ، ثم أخرجه الله منها . بلغني أنه سر ذات يوم بشيء ، ونام ، فرأى رجلا بيده كتاب ، ففتحه ، فإذا هو كتاب بالذهب : لا تؤثرن فانيا على باق ، ولا تغترن بملكك ، فإن ما أنت فيه جسيم لولا أنه عديم ، وهو ملك لولا أن بعده هُلْك ، وفرح وسرور لولا أنه غرور ، وهو يوم لو كان يوثق له بغد ، فسارع إلى أمر الله ، فإن الله قال : وَسَارِعُوا إِلَى مَغْفِرَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَاوَاتُ وَالْأَرْضُ أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ فانتبه فزعا ، وقال : هذا تنبيه من الله وموعظة . فخرج من ملكه ، وقصد هذا الجبل ، فعبد الله فيه حتى مات . [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
من دعائه رضي الله عنه : كان مستجاب الدعاء. ذات يوم كان في سفينة مع أصحابه، فهاجت الرياح، واضطربت السفينة، فبكوا، فقال إبراهيم : يا حي حين لا حي، ويا حي قبل كل حي، ويا حي بعد كل حي، يا حي، يا قيوم، يا محسن يا مُجْمل قد أريتنا قدرتك، فأرنا عفوك.. وبدأت السفينة تهدأ، وظل إبراهيم يدعو ربه ويكثر من الدعاء.
وكان أكثر دعائه: (اللهم انقلني من ذل معصيتك إلى عز طاعتك) وكان يقول: (ما لنا نشكو فقرنا إلى مثلنا ولا نسأل كشفه من ربنا) وقال: (كل سلطان لا يكون عادلاً فهو واللص سواء، وكل عالم لا يكون تقيًّا فهو والذئب سواء، وكل من ذلَّ لغير الله، فهو والكلب سواء) وكان يقول لأصحابه إذا اجتمعوا: (ما على أحدكم إذا أصبح وإذا أمسى أن يقول: اللهم احرسنا بعينك التي لا تنام، واحفظنا بركنك الذي لا يرام، وارحمنا بقدرتك علينا، ولا نهلك وأنت الرجاء).
وكان إبراهيم راضيًا بحالة الزهد القاسية، وظل يكثر من الصوم والصلاة ويعطف على الفقراء والمساكين إلى أن مات
رأى إبراهيم بن أدهم رجلا مهموما فقال له: أيها الرجل إني أسألك عن ثلاث تجيبني قال الرجل: نعم . فقال له إبراهيم بن أدهم: أيجري في هذا الكون شئ لا يريده الله؟ قال : كلا قال إبراهيم : أفينقص من رزقك شئ قدره الله لك ؟ قال: لا قال إبراهيم: أفينقص من أجلك لحظة كتبها الله في الحياة؟ قال: كلا فقال له إبراهيم بن أدهم: فعلام الهم إذن؟؟ ! [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
مواعظه
يقول رضي الله عنه: "ليس من أعلام الحب أن تحب ما يبغض حبيبك، ذمَّ مولانا الدنيا فمدحناها، وأبغضها فأحببناها، وزهَّدنا فيها فآثرناها ورغبنا في طلبها، وعدكم خراب الدنيا فحصنتموها، ونُهيتم عن طلبها فطلبتموها، وأنذرتم الكنوز فكنزتموها دعتكم إلى هذه الغرارة دواعيها، فأجبتم مسرعين مناديها، خدعتكم بغرورها وفتنتكم فأنفذتم خاضعين لأمنيتها، تتمرغون في زهواتها وتتمتعون في لذاتها، وتتقلبون في شهواتها وتتلوثون بتبعاتها، تنبشون بمخالب الحرص عن خزائنها، وتحفرون بمعاول الطمع في معادنها، وتبنون بالغفلة في أماكنها، وتحصّنون بالجهل في مساكنها، وأنتم غرقى في بحار الدنيا، حيارى تتمتعون في لذاتها وتتنافسون في غمراتها، فمن جمعها ما تشبعون، ومن التنافس منها ما تملّون، كذبتكم والله أنفسكم وغرّتكم ومنّتكم الأماني، وعللتكم بالتواني حتى لا تعطوا اليقين من قلوبكم والصدق من نياتكم، وتتنصتون إليه من مساوئ ذنوبكم وتعصونه في بقية أعمالكم، أما سمعتم الله تعالى يقول في محكم كتابه: ﴿أَمْ نَجْعَلُ الذينَ آمَنوا وعَِملُوا الصَّالِحاتِ كالمُفْسِدينَ في الأَرْضِ أَمْ نَجْعَلُ المُتَقينَ كالفُجَّارِ﴾ ص28 لا تُنال جنته إلا بطاعته، ولا تُنال ولايته إلا بمحبته، ولا تُنال مرضاته إلا بتركِ معصيته؛ فإنَّ الله تعالى قد أعدَّ المغفرةَ للأوَّابين، وأعدَّ الرحمةَ للتوَّابين، وأعدَّ الجنةَ للخائفين، وأعدَّ الحور للمطيعين، وأعدَّ رؤيته للمشتاقين قال الله تعالى: ﴿وإِنِّي لَغَفَّارٌ لِمَنْ تَابَ وَآمَنَ وعَِملَ صَالِحًا ثُمَّ اهْتَدَى﴾ (طه: 82. "خالفتم الله فيما أنذر وحذَّر، وعصيتموه فيما نهى وأمر، وإنَّما تحصدون ما تزرعون، وتجنون ما تغرسون، وتُكافأون بما تفعلون، وتُجزوْنَ بما تعملون، فاعلموا إن كنتم تعقلون، وانتبهوا من رقدتكم لعلكم تفلحون، الحذر الحذر!! الجدَّ الجدّ!! كونوا على حياءٍ من الله؛ فوالله.. لقد ستر وأمهل، وجاد فأحسن". [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] اجتمع إبراهيم بن أدهم بأهل البصرة ذات يوم قالوا له يا إمام ما لنا ندعو الله فلا يستجاب لنا قال رضي الله عنه: لأن قلوبكم ماتت بعشرة أشياء هي: * عرفتم الله فلم تؤدوا حقه. * وزعمتم حب النبي صلي الله عليه وسلم وتركتم سنته. * وقرأتم القرآن ولم تعملوا به. * وأكلتم نعمة الله ولم تؤدوا شكرها. * وقلتم إن الشيطان عدوكم ووافقتموه. * وقلتم إن الجنة حق ولم تعملوا لها. * وقلتم إن النار حق ولم تهربوا منها. * وقلتم إن الموت حق ولم تستعدوا له. * وانشغلتم بعيوب الناس ونسيتم عيوبكم. * ودفنتم مواتكم ولم تعتبروا بهم. وهذا جزاء الغافل عن ذكر الله سبحانه وتعالي وعن طاعته له حيث يقول تعالي:"من يعمل مثقال ذرة خيراً يره ومن يعمل مثقال ذرة شراً يره" "سورة الزلزلة". أقبل رجل إلى إبراهيم بن أدهم .. فقال : يا شيخ .. إن نفسي .. تدفعني إلى المعاصي .. فعظني موعظة .
فقال له إبراهيم : إذا دعتك نفسك إلى معصية الله فاعصه .. ولا بأس عليك .. ولكن لي إليك خمسة شروط ..
قال الرجل : هاتها ..
قال إبراهيم : إذا أردت أن تعصي الله فاختبئ في مكان لا يراك الله فيه ..
فقال الرجل : سبحان الله ..كيف أختفي عنه ..وهو لا تخفى عليه خافية..
فقال إبراهيم : سبحان الله .. أما تستحي أن تعصي الله وهو يراك ..
فسكت الرجل .. ثم قال : زدني ..
فقال إبراهيم : إذا أردت أن تعصي الله .. فلا تعصه فوق أرضه ..
فقال الرجل : سبحان الله .. وأين أذهب .. وكل ما في الكون له ..
فقال إبراهيم : أما تستحي أن تعصي الله .. وتسكن فوق أرضه ؟
قال الرجل : زدني ..
فقال إبراهيم : إذا أردت أن تعصي الله .. فلا تأكل من رزقه ..
فقال الرجل : سبحان الله .. وكيف أعيش .. وكل النعم من عنده ..
فقال إبراهيم : أما تستحي أن تعصي الله .. وهو يطعمك ويسقيك .. ويحفظ عليك قوتك ؟
قال الرجل : زدني ..
فقال إبراهيم : فإذا عصيت الله .. ثم جاءتك الملائكة لتسوقك إلى النار .. فلا تذهب معهم ..
فقال الرجل : سبحان الله .. وهل لي قوة عليهم .. إنما يسوقونني سوقاً ..
فقال إبراهيم : فإذا قرأت ذنوبك في صحيفتك .. فأنكر أن تكون فعلتها ..
فقال الرجل : سبحان الله .. فأين الكرام الكاتبون .. والملائكة الحافظون .. والشهود الناطقون ..
ثم بكى الرجل .. ومضى .. وهو يقول : أين الكرام الكاتبون .. والملائكة الحافظون .. والشهود الناطقون ... ويحكى أن إبراهيم بن أدهم بعد أن اعتمر انطلق إلى مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم يقصد الزيارة فلما جن عليه الليل , أراد أن يبيت في المسجد فمنع من ذلك وقيل له لا مبيت في المسجد فقط صلاة وعبادة , فقال لهم دعوني حتى الفجر فأنطلق إلى حالي , فقالوا له يقول مثل قولك الكثيرين وما نراهم إلا لصوص فلا نجد من سراج ولا فرش في المسجد , فقال لهم أنى والله غير ما تقولون , فما ردوا عليه إلا أن أخرجوه خارج المسجد من أقدامه جراً وبينما هم على هذه الحال إذ مر فرّان في طريقه إلى الفرن الذي يعمل به , فقال لإبراهيم بن أدهم تعال معي بينما أنا أعمل حتى إذا انتهيت غادرت فوافق إبراهيم بن أدهم وذهب معه , فلما بدأ الرجل في عمله وجده إبراهيم بن أدهم كلما وضع رغيفا في الفرن قال بسم الله , وكلما أخرج رغيفا قال الحمد لله وظل على هذه الحال حتى قال له إبراهيم يا رجل أما تعرف غير ذلك من الأذكار قال بلا ولكنى على هذا الذكر منذ عشرين عاما , فقال له وما رأيت ثمرة ذلك ؟ , قال له ما دعوت الله أبدا إلا واستجاب الله لى ,,,, إلا دعوة واحدة , فقال له إبراهيم بن أدهم وما هي , قال له دعوت الله أن يجمعني بعبد صالح اسمه إبراهيم بن أدهم ولم أجمع به , قال له إبراهيم يا رجل إنما أنت أفضل منه فوالله ما جرني إليك إلا دعوتك , أنا إبراهيم بن أدهم 0
موضوع: رد: السلطان إبراهيم بن أدهم الثلاثاء أكتوبر 05, 2010 3:36 pm
أن شخصية الدرويش ابراهيم بن ادهم شيخ المتصوفة المعروف كما يذكره لنا المورخون كأبن عساكر في تهذيبه الجزء الثاني و ابن كثير في البداية و النهاية الجزء العاشر و في حلية الأولياء الجزء السابع و كما ورد في سلسلة إعلام العرب للدكتور عبد الحليم محمود هي نفسها الشخصية الموجودة في التراث الديني اليزيدي مع بعض الأختلافات و لكن تحت اسم الدرويش آدم بن إبراهيم , وان الأيمان يدخل هنا كجزأ لا يتجزأ من رواية الدرويش آدم في تراثنا الديني . فهناك دائما خطأ في نقل الأخبار أو المبالغة فيها و هذه طبيعة بشرية عامة تشمل جميع المجتمعات في العالم ,إلا آن المجتمعات تتفاوت في درجة المقاومة التي تظهر فيها تجاه تلك الأفكار الجديدة ،وكلما كان المجتمع أكثر انعزالاً وأنغلاقاً كانت مقاومته لتلك الأفكار أشد عنفاً . فالشخصيتان هما واحدة من حيث كونها شخصية صوفية تقية كما وردت سواء في التراث اليزيدي أو كما أورده المورخون . والصوفية هي طريقة دينية تستهدف معرفة الله عن طريق المجاهدة و الأتحاد بالذات الآلهية للحصول على أنواع ألكرامات والمعجزات و يشترك المتصوفة على اختلاف مذاهبهم في طريقة عيش حياة الزهد و التقشف ولبس الملابس الصوفية الخشنة (الخرقة ) على الجسم مباشرة . [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] ونظرة على الكتب الصوفية نرى فيها ما يبهر العقول من الأدب و الحكمة و الأقوال في مناجاتهم لله من قوة تعابيرها و جزالة معانيها وهي بلا شك الهامات ربانية لما تحويه من معاني وجدانية وروحية . فالدرويش إبراهيم بن أدهم ,هو إبراهيم بن أدهم بن منصور التميمي البلخي أبو اسحق ,وكان أدهم أبوه من ملوك بلاد الخراسان ,آما إبراهيم فقد كان على عادة الموسرين يحب الصيد و اللهو,وقد خرج يوماً للصيد مع رجاله وحاشيته فسمع نداءاً يهتف به "ليس لهذا خلقت و لا بذا أمرت "ثلاث مرات ،فهتف قلبه لهذا النداء ,فرجع الى أهله و تخلى عن أمواله و حاشيته . وترك أمواله وقصوره و راح يتنقل بين البلدان طلباً للعلم و العبادة ،فرحل إلى العراق و بلاد الشام ،وعمل في المزارع و البساتين ليكسب لقمة عيشه ،وأشتهر بصلاحه وإخلاصه وتقواه، فذاع صيته بين الناس واشتهر بقوة دعائه وكثرتها وكان يقول آن الله أنعم على الفقراء إذ لا يسألهم يوم القيامة لا عن زكاة ولاعن حج ولاعن جهاد ولا عن صلة رحم ,إنما يسأل في ذلك الأغنياء فقط .وكان لا يأكل آلا من عمل يده وغالب أهوائه حتى تغلب عليها ، وكان يتنقل من مكان إلى آخر طلباً للرزق الحلال وطلب العلم ، وكانت عبادته بكثرة الدعاء وبعبوديته لله ,وكان يغلب عليه طابع التفكير في خلق السماوات والأرض ,كثير الأسفار متجرداً للجهاد في سبيل الله ,يخالط الناس ويتحبب إليهم من اجل هدايتهم . [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] ومات في أرض الجزيرة وقيل في بلد من بلاد الروم سنة 161هجرية/778ميلادية. أما في التراث اليزيدي فان الدرويش أدهم بن إبراهيم آو(آدم )هو أبو الأمير إبراهيم ,وكان فقيراً في تعبده لله تعالى وفق ماجاء في الأقوال الدينية ,فقد ذهب في أحد الأيام الى أمير منطقة خورستان بملابسه الرثة وكان يحمل في عنقه حقيبة مصنوعة بيده و طلب منه يد ابنته الأميرة (غزال)للزواج وكانت شابة رائعة الجمال وكان قد خطبها العديد من الملوك و الأمراء والأشراف وكانت قد رفضتهم كلهم ،فلما دخل الدرويش آدم على الأمير وسمع طلبه في الزواج من ابنته الأميرة حتى استشاط غضباً فأستلّ سيفاً وهمّ بقتل الدرويش الآ ان وزرائه و حاشيته استمهلوه قليلاً وأخبروه آن قتله للدرويش سوف يؤ ثر على مكانته بين الناس ، فهدأ الأمير و جارى الدرويش في طلبه ،فطلب منه شرطاً تعجيزياً مهراً لأبنته ،بأن يجلب له الدرة حتى يزوجه ابنته ،فخرج الدرويش من قصر الأمارة ووقف على شاطى النهر فنادى ربه وطاووس ملك بان يمنحاه الدرة ،وبقدرة رب العالمين القادر على كل شي وضعت ثلاث درر في حقيبته ، [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] فشكر الله وحمده وتوجه صباح اليوم التالي الى قصر الأمير وأخرج الدرر الثلاث وسلمها للأميروسط دهشة وذهول الحاضرين حتى هرب قسماً منهم ,أما الأمير فسقط مغشياً عليه من هول المفاجأة ،فزحف نحو الدرويش طالباً منه المغفرة والسماح وقبل زواجه من ابنته وأمر الحراس بإقامة مراسيم الزفاف ،وفي صباح اليوم التالي حمل الأمير فطور الدرويش و دخل عليه الغرفة لكنه لم يجد سوى ابنته وعندما سألها عن الدرويش أخبرته انه خرج في الصباح الباكر بعد ان تحول الى هيئة طير وسلّمها (الخرقة والبرات)ليحرساها،وطلب منها آن تهتم بأبنهاالذي سيولد منه .عندها أدرك الأمير آن سر الملائكةوضعت في روح الدرويش آدم .وبعد فترة ظهرت علامات الحمل على الأميرة وسط فرحة الجميع لأن روح الجنين هي من سر أبيه ,وحين رزق الطفل سموه إبراهيم فنشأ و تربى في كنف جده ، وحين أصبح شاباً خرج يوماً للصيد مع رجاله [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] فشاهد غزالة بين الأحراش فرماها بسهمه أصابت رجلها فألتفتت الغزالة الى إبراهيم و بقدرة رب العالمين تكلمت و قالت يا إبراهيم لايليق بك الصيد لأن مكانك مع أبوك بين الرسل و الأولياء وأختفت الغزالة ,فرجع إبراهيم الى أمه وسألها عن أبيه فحدثته عن قصة والده الدرويش آدم فتأثر إبراهيم كثيراً و خلع ثيابه الغالية و لبس ثياب الزهد وترك رجاله وحاشيته وقصر جده وسافر الى لالش وصاحب الشيخ عدي فكان من أبرز وأخلص مريديه . كما رأينا ان الشخصيتين هما لشخص واحد لكنها جاءت مع بعض الأختلافات فالمؤرخون يذكرون ان الدرويش ابراهيم بن أدهم قد توفي سنة 161هجرية بينما في التراث اليزيدي فأن الدرويش آدم بن ابراهيم كان معاصراً للشيخ عدي المتوفي سنة 755 هجرية . كما ان الأيمان يدخل كجزء من شخصية الدرويش آدم ,والأيمان هو شعور لايستند الى أي شكل من أشكال البرهان المنطقي أوالعلمي .لذلك فأن مثل هكذا اختلاط يجعل من كل مجموعة دينية كانت أم اثنية أم عرقية تقيم معيارها الخاص دون اعتبار يما هو صواب أو خطأ . وهذا ما نادي به سقراط حين أراد أن يضع مقياس منطقي لموازنة الأفكار و الأحكام وفق قاعدة واحدة لا مجال فيه للأهواء والنزاعات للوصول الى الحقيقة . [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] لذا يجب أن لا نأخذ التراث كما هو منقول حرفياً تحت سيطرة الماضي و التي تكثر فيها الأساطير والخرافات خصوصاً في عصور ضعفهم وعذرهم في ذلك ان المعرفة في ذلك الوقت كان محدوداً مع أننا نستدل من التراث الأسطوري والمثيولجي للشعوب إلى حقائق عن حياة هذه الشعوب و واقعها . ويشير د . علي الوردي إلى هذه الظاهرة بان هناك من رجال الدين أو رجال السياسة ممن يحاولون احتكار المعلومات و الأفكار و لا يعلنوها للعامة لأنهم يعتمدون في رزقهم و مناصبهم على هؤلاء العامة و هم يتنافسون فيما بينهم في اجتذاب العوام إليهم لذلك لا يجرؤ الواحد منهم على إبداء الرأي المخالف لما أعتاد عليه العوام خشية أن ينفضوا عنه ويلتفوا حول منافسيه .ويجب أن لا نلوم الناس حسب ما تمليه المعتقدات و العادات التي نشأوا عليها ,فهم لا إرادة لهم في ذلك لأنهم نشأوا في طفولتهم على تلك المعتقدات و العادات و التي بقيت عالقة في الأذهان . [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] وفاته رضي الله عنه :
تُوفي إبراهيم بن أدهم سنة 161هـ الموافق 778م , وفي رواية آخري أنه وتوفي سنة اثنتين وستين ومائة وهو مرابط مجاهد في إحدى جزر البحر المتوسط، ولما شعر بدنو أجله قال لأصحابه: "أوتروا لي قوسي، فأوتروه، فقُبِضَ على القوس ومات وهو قابضٌ عليها يُريد الرمي بها، وفي رواية أخرى قيل إنه مات في حملةٍ بحريةٍ على البيزنطيين، ودُفِنَ في مدينة جبلة على الساحل السوري، وأصبح قبره مزارًا، وجاء في معجم البلدان أنه مات بحصن سوقين ببلاد الروم.0 وقبره يزار ، وترجمته في "تاريخ دمشق" في ثلاثة وثلاثين ورقة . [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] مرقده رضي الله عنه :
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] وهو من أحد أهم معالم مدينة جبلة التاريخية ، وهو يقع في الشمال الشرقي من المدينة القديمة ، وسط جبلة اليوم تبلغ مساحة المسجد حوالي 400 متراً مربعاً ، وهو مبني من الحجر الرملي ويحتوي على ستة قباب متفاوتة الحجوم ، وقد بني هذا المسجد عقب وفاة السلطان إبراهيم إنما كان صفيراً ، ومن ثم استكمل لاحقاً وأكثر الكتابات الموجودة داخل المسجد تشير إلى استكماله في العصر المملوكي ومن ثم في العصر العثماني أما في العصر الحديث وفي عهد القائد التاريخي حافظ الأسد أعيد بناء مأذنته بعد أن هدمتها صاعقة ، وكذلك أعيد ترميم المسجد وإعادة ما هدم منه أو زال عبر العصور ليعود كما كان في السابق0
admin
مؤسس المنتدى
العمر : 47
موضوع: رد: السلطان إبراهيم بن أدهم الإثنين أبريل 18, 2011 6:44 am
ابداع رائع وطرح يستحق المتابعة في غاية الروعه والجمال .. الف شكر على الموضوع .. جزاك الله خيرا وجعله في ميزان حسناتك شكراً لك بانتظار الجديد القادم دمت بكل خير [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
النقشبندى إدارة المنتدى
العمر : 47
موضوع: رد: السلطان إبراهيم بن أدهم الإثنين أغسطس 29, 2011 8:25 pm
المشاركات المنشورة بالمنتدى لا تعبر بالضرورة عن رأي إدارة المنتدى ولا تمثل إلا رأي أصحابها فقط ولا يتحمّل الموقع أيّة مسؤوليّة عن المواد الّتي يتم عرضها أو نشرها في منتدي الطريقة النقشبندية العلية ويتحمل المستخدمون بالتالي كامل المسؤولية عن كتاباتهم وإدراجاتهم التي تخالف القوانين أو تنتهك حقوق الملكيّة أو حقوق الآخرين أو أي طرف آخر. ادارى المنتدى : محمد عبده النقشبندى