الحمد لله الحنان المنان عظيم الشأن قديم الإحسان والصلاة والسلام على النبي العدنان وآله وصحبه إلى يوم يقوم الله للناس رب العالمين
سلام الله عليكم ورحمته وبركاته
روي عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: (صوموا تصحوا) أخرجه الطبراني في " الأوسط " و أبو نعيم في " الطب " وهذا الحديث قال فيه الحافظ المنذري في الترغيب والترهيب والهيثمي في مجمع الزوائد: : و رجاله ثقات إلا أن الحافظ العراقي ضعفه في تخريج أحاديث الإحياء وكذلك الألباني.
قال المناوي في فيض القدير: (صوموا تصحوا) قال الحرالي : فيه إشعار بأن الصائم يناله من الخير في جسمه وصحته ورزقه حظ وافر مع عظم الأجر في الآخرة ففيه صحة للبدن والعقل بالتهيئة للتدبر والفهم وانكسار النفس إلى رتبة المؤمنين والترقي إلى رتبة المحسنين وللمؤمن غذاء في صومه من بركة ربه بحكم يقينه فيما لا يصل إليه من لم يصل إلى محله فعلى قدر ما يستمد بواطن الناس من ظواهرهم يستمد ظاهر المؤمن من باطنه حتى يقوى في أعضائه بمدد نور باطنه كما ظهر ذلك في أهل الولاية والديانة وفي الصوم غذاء للقلب كما يغذي الطعام الجسم ولذلك أجمع مجربة أعمال الديانة من الذين يدعون ربهم بالغداة والعشي يريدون وجهه على أن مفتاح الهدى والصحة الجوع لأن الأعضاء إذا وهنت لله نور الله القلب وصفى النفس وقوي الجسم ليظهر من أمر الإيمان بقلب العادة جديد عادة هي لأوليائه أجل في القوى من عادته في الدنيا لعامة خلقه. انتهى.
وقال الإمام الغزالي في إحياء علوم الدين: وفي الحديث صوموا تصحوا ففي الصوم والجوع وتقليل الطعام صحة الأجسام وصحة القلوب من سقم الطغيان والبطر وغيرهما. انتهى.
وقال أبو طالب المكي في قوت القلوب -والخبر المشهور: صوموا تصحوا فصحة القلوب من علل الرؤوس أعلى وأحسن من صحة الأجسام من علل الأسقام. انتهى.