أبوالحسن الشاذلى .. من عباءته خرجت مناهج الصوفيّة

هو أبوالحسن على بن عبدالله بن عبدالجبار المغربى، ولد سنة ٣٩٥ هـ، وينتمى إلى
قبيلة الأخماس الغمارية. قطن مدينة شاذلة، فنسب إليها. تتلمذ منذ نعومة أظافره على
يدى أبى محمد عبدالسلام بن مشيش، الذى أثر تأثيراً بالغاً فى حياته الصوفية
والمعرفية، إذ كان له من المقام فى المغرب ما للشافعى فى مصر، وكان أحد المتمسكين
بالكتاب والسنة، العاملين بهما.
يبرز اسم أبى الحسن الشاذلى فى مقدمة صفوف مؤسسى
التصوف الحركى الكبار.. فشيخنا جاء من المغرب إلى مصر مروراً بتونس، وفى كل مكان
حلّ فيه جذب إليه المريدين، وتركهم ليؤسسوا طرقاً لا تزال سائدة، رغم تعاقب السنين،
وتبدل الأماكن، وتوالى الأجيال.. بذلك يكون إحدى الشخصيات المشهود لها فى إثبات أن
الصوفية ظاهرة عابرة للحدود والسدود.
رحل الشاذلى بعد أن استوت معرفته وأذواقه
إلى جبل زغوان فى تونس، حيث اعتكف للعبادة، وارتقى منازل عالية فى الفكر الصوفى.
لكن أبا القاسم بن البراء، قاضى الجماعة فى تونس، دسّ عليه لدى السلطان أبى زكريا
الحفصى فأخرجه الأخير من البلاد. وابن البراء كان يعد نفسه الزعيم الدينى الأكبر من
دون منازع، فلما رأى الناس تلتف حول الشاذلى، الذى لا سند رسمياً لمكانته وموقعه،
يقال إنه قد حقد عليه، ولا سيما أن أبا الحسن كان إلى جانب تصوفه أحد علماء الفقه
والتفسير والحديث، وقال للسلطان: «إنه يدّعى الشرف. وقد اجتمع عليه خلق كثير،
ويدّعى أنه الفاطمى، ويشوش عليك فى بلادك». فاستدعاه الحفصى إلى قصره، وطلب من
الشيوخ أن يسألوه، فأجابهم باستفاضة أدهشتهم، فى العلوم الحدسية والكسبية معاً.
وأراد السلطان أن يأمر له بالانصراف، لكن ابن البراء عاجله بالقول: «لئن خرج
الشاذلى فى هذه الساعة، ليدخلن عليك أهل تونس، ويخرجونك من بين أظهرهم، فإنهم
مجتمعون على بابك».
استبقاه السلطان، لكن أحد إخوته كان عاقلاً، وطالما تردد
على الشيخ يتبارك به، ويستزيد من علمه، قال له: «ما هذا الأمر الذى أوقعك فيه ابن
البراء. أوقعك الله فى الهلاك أنت وكل من معك». ثم دخل على الشيخ وراح يسترضيه،
ويهدئ من خواطره. فقال له الشيخ الذى كان طيلة هذا الوقت غارقاً فى عبادته
وتسابيحه: «والله ما يملك أخوك لنفسه نفعاً ولا ضرراً، ولا موتاً ولا حياة ولا
نشوراً، فكيف يملكها للغير، كان ذلك فى الكتاب مسطوراً».
بعدها عزم الشاذلى على
الحج، فأمر أتباعه بتجهيز رحالهم ليتوجهوا إلى المشرق، فقالوا له إن أيام الحج لا
تزال بعيدة، فأجابهم: «سنمكث فى مصر مدة». وسمع الحفصى باعتزام الشاذلى الرحيل،
فأرسل إليه يرجوه فى البقاء، لأن الناس علموا أنه منفى، فغضبوا، فرد الشيخ على رسول
السلطان: «ما خرجت إلا بنية الحج إن شاء الله تعالى. لكن إذا قضى الله حاجتى أعود
إن شاء الله».
جاء الشاذلى إلى الإسكندرية، لكنه وجد أمامه من ينتظره لاعتقاله،
بعد أن وصلت أخباره إلى سلطانها. وفرض عليه الأخير الذهاب إلى القاهرة بنفسه،
لمقابلة السلطان. وهنا يروى صاحب «درة الأسرار»: «لما وصلنا إلى القاهرة أتينا
القلعة، فاستأذن الشاذلى على السلطان، فأدخل على السلطان والأمراء، فجلس معهم ونحن
ننظر إليه. قال له السلطان: «ماذا تقول أيها الشيخ؟»، فأجاب: «جئت أشفع لك فى
القبائل». فردّ: «اشفع فى نفسك. هذا عقد بالشهادة فيك، وجهها ابن البراء من تونس
بعلامة فيه، ثم ناوله إياه». فقال الشيخ: «أنا وأنت والقبائل فى قبضة الله».

وقام الشيخ، فلما مشى قدر ٢٠ خطوة حرّك الرجال السلطان فلم يتحرك ولم ينطق،
فبادروا إلى الشيخ وجعلوا يقبلون يديه، ويرغّبونه فى الرجوع إليه، فرجع إليه، وحركه
بيده، فتحرك، وجعل يستحله، ويرغب منه فى الدعاء، ثم كتب إلى الوالى فى الإسكندرية
أن يرفع الطلب عن القبائل، ويرد جميع ما أخذه منهم.
خرج الشاذلى وأتباعه إلى
الحج، فلما انتهى من أداء الفريضة عاد إلى تونس، فوجد ابن البراء لا يزال متربصاً
به، لكنه صبر عليه، ولم يبال بمكائده. وفى هذه الفترة من حياة الشاذلى جاء إليه
أبوالعباس المرسى، الذى قال الأول فى حقه: «ما ردنى إلى تونس إلا هذا الشاب». ورحل
الشاذلى إلى مصر مجدداً، ليقيم فيها، فخلع عليه السلطان أحد أبراج الإسكندرية، كان
يحوى مسجداً، ومساكن للمريدين، ومرابط للبهائم، وفى أعلاها سكن الشيخ وأولاده: شهاب
الدين أحمد وأبوالحسن على، وأبوعبدالله محمد وابنته زينب.
فى الإسكندرية حظى
الشاذلى بمريدين كثر، وذاع صيته وجاء الناس إليه من شتى أنحاء مصر يقصدونه كقطب
صوفى كبير. ومن مقر إقامته كاتب أصدقاءه فى تونس يصف لهم حاله فقال: «الكتاب إليكم
من الثغر، حرسه الله، ونحن فى سوابغ نعم الله نتقلب، وهو بفضله وبوده إلينا يتحبب،
قد ألقى علينا وعلى أحبابنا كنفه، وجعلنا عنده فما ألطفه! ندعوه فيلبينا، وبالعطاء
قبل السؤال ينادينا. فلله الحمد كثيراً كما ينبغى لوجهه الكريم، وجلاله العظيم. أما
الأهل والأولاد والأصهار والأحباب ففى سوابغ نعم الله يتقلبون، وبإحسانه ظاهراً
وباطناً مغمورون، نسأل الله المزيد التام العام لكم ولهم أجمعين، وأن ينوب عنا فى
شكره، إنه أكرم الأكرمين».
يروى أن ابن مشيش لما قابل الشاذلى قال له على وجه
الكشف: «مرحباً بعلى بن عبدالله بن عبدالجبار»، وساق نسبه إلى النبى صلى الله عليه
وسلم، ثم قال له:
«يا على، ارتحل إلى إفريقية، واسكن فيها بلداً تسمى شاذلة، فإن
الله يسميك الشاذلى، وبعد ذلك تنتقل إلى مدينة تونس ويؤتى عليك بها من السلطنة،
وبعد ذلك تنتقل إلى بلاد المشرق، وترث فيها القطبانية».
هنا أوضح ابن العماد:
«وأخرجوه بجماعته من المغرب وكتبوا إلى نائب الإسكندرية: إنه يقدم عليكم مغربى
زنديق وقد أخرجناه من بلدنا فاحذروه. فلما قدم الإسكندرية كان فيها أبوالفتح
الواسطى، وهو قطب صوفى كبير، فوقف بظاهرها واستأذنه فقال: طاقية لا تسع رأسين. فمات
أبوالفتح فى تلك الليلة».
شهادات ورؤى
شهد للشاذلى أهل عصره من المتصوفة
الكبار، ومن تلامذته ومريديه، فتلميذه الأشهر الشيخ أبوالعباس المرسى قال: «كنت مع
الشيخ الشاذلى فى القيراون، وكانت ليلة جمعة توافق السابع والعشرين فى شهر رمضان،
فذهب الشيخ إلى الجامع، وذهبت معه، فلما دخل، وأحرم، رأيت الأولياء يتساقطون عليه،
كما يتساقط الذباب على العسل، فلما أصبحنا وخرجنا من الجامع، قال الشيخ: ما كانت
البارحة إلا ليلة عظيمة، وكانت ليلة القدر، وسمعت الرسول صلى الله عليه وسلم وهو
يقول: يا على طهّر ثيابك من الدنس تحظ بمدد الله فى كل نفس. قلت يا رسول الله: وما
ثيابى؟ قال: اعلم أن الله قد خلع عليك خمس خلع، خلعة المحبة، وخلعة المعرفة، وخلعة
التوحيد، وخلعة الإيمان، وخلعة الإسلام. فمن أحب الله هان عليه كل شىء، ومن عرف
الله صغر لديه كل شىء، ومن وحد الله لم يشرك به شيئاًً، ومن آمن بالله أمن من كل
شىء».
ويقول ابن دقيق العيد عنه: «ما رأيت أعرف بالله منه ومع ذلك آذوه هو
وجماعته وأخرجوهم من المغرب وكتبوا إلى نائب الإسكندرية أنه يقدم عليكم مغربى قد
أخرجناه من ديارنا فاحذروه، فدخل الإسكندرية وآذوه حتى ظهرت له كرامات أوجبت
الاعتقاد فيه».
وأوضح الشيخ مكين الدين الأسمر: «حضرت فى المنصورة فى خيمة فيها
الشيخ الإمام عزالدين بن عبدالسلام والشيخ مجدالدين على بن وهب القشيرى المدرس
والشيخ محيى الدين بن سراقة والشيخ مجدالدين الأخيمى والشيخ أبوالحسن الشاذلى
ورسالة القشيرى تقرأ عليهم وهم يتكلمون والشيخ أبوالحسن صامت إلى أن فرغ كلامهم،
فقالوا: يا سيدى نريد أن نسمع منك، فقال: أنتم سادات الوقت وكبراؤه وقد تكلمتم،
فقالوا: لا بد من أن نسمع منك. فسكت الشيخ ساعة ثم تكلم بالأسرار العجيبة والعلوم
الجليلة فقام الشيخ عزالدين وخرج من صدر الخيمة وفارق موضعه وقال: اسمعوا هذا
الكلام الغريب القريب العهد من الله».
لذا يقول الشيخ مكين أيضاً: «مكثت ٤٠ سنة
يشكل علىَّ الأمر فى طريق القوم فلا أجد من يتكلم عليه، ويزيل عنى إشكاله، حتى ورد
الشيخ أبوالحسن فأزال كل شىء أشكل علىّ».
وقيل عنه: «من أراد أن يستجاب له
فليأت إلى الشيخ الشاذلى».
صفات المخلصين
فى أقواله وأحواله وضع الشاذلى
تصوره عن التصوف والمتصوفة، وأسماهم المخلصين، ووصفهم بأنهم: «رجال جبلهم الله على
حسن عبوديته، وأخلصهم لإخلاص توحيد ربوبيته، واتباع شريعته، فيما منع أسرارهم
بأنوار حضرته، وأمد أرواحهم بمعانى المعارف، وخصائص عنايته، وأجال عقولهم فى عظمته،
وزمى نفوسهم فأحرزها وأخرجها من ظلمة الجهل، وهداهم بنجوم العلم وشمس معرفته، وأيد
عقائدهم ببرهان كتابه وسنته ومحا عزائمهم بتحقيق غلبة مشيئتهم، وطوى إرادتهم بتيقن
وقفها على إرادته، وزينهم بزينة الزهد، وحلية التوكل، وشرف الورع، ونور العلم وضياء
المعرفة، وألهمهم لفضله وطوله، وتولاهم فأغناهم به عن غيره، وجعل منهم مفاتيح لقلوب
الورى، وينابيع الحكمة الكبرى، يتلقونها شرعاً، ويلقونها لأهلها سراً وجهراً، ومنهم
من سترته الأقدار، وحجبته عن الأغيار، لينفرد بالتمكن فى حقيقة الأسرار، تعرف كلا
بسيماهم، باطنهم مع الحق، وظاهرهم مع الخلق، فهم هم، ولا هم هم فى الوجود، بوصف
الغناء ظاهرين، صفوا وافترقوا فى سيرهم سنناً. ظاهرهم الفقر وباطنهم الغنى. يتخلقون
بأخلاق نبيهم صلى الله عليه وسلم، كما قال العلى الأعلى: (وَوَجَدَكَ عَائِلا
فَأَغْنَى) [الضحى: ٨]».
وللشاذلى أقوال مشهودة عن الرضا والمحبة، أبرزها:
-
«ألق بنفسك على باب الرضا، وانخلع عن عزائمك وإرادتك».
- «بساط الكرامة أربع: حب
يشغلك عن حب غيره. ورضا يتصل به حبك بحبه. وزهد يحققك بزهد فى بريته. وتوكل عليه
يكشف لك عن حقيقة قدرته».
- «من أحب الله، وأحب لله فقد تمت ولايته بالحب».
-
«لمحب على الحقيقة من لا سلطان على قلبه لغير محبوبه، ولا مشيئة له غير مشيئته، فإن
من ثبت ولايته من الله لا يكره الموت».
لكن كيف تنبت المحبة فى قلوب المريدين؟
أجاب الشاذلى: «المحبة آخذة من الله لقلب عبده عن كل شىء سواه. فترى النفس مائلة
لطاعته، والعقل متحصناً بمعرفته، والروح مأخوذة فى حضرته، والسر مغموراً فى
مشاهدته، والعبد يستزيد فيزاد، ويفاتح بما هو أعذب من لذيذ مناجاته، فيكسى حلل
التقريب على بساط القربة، ويمس أبكار الحقائق وثيبات العلوم. فمن أجل ذلك قالوا
أولياء الله عرائس. ولا يرى العرائس المجرمون».
قال له أحدهم: «لقد علمت الحب!
فما شراب الحب؟ وما كأسه؟ وما الذوق؟ وما الشراب؟ وما الرى؟ وما السكر؟ وما
الصحو؟».
أجاب: «الشراب هو النور الساطع عن جمال القلوب، والكأس هو اللطف
الموصل ذلك إلى أفواه القلوب. والساقى هو المتولى الأكبر المخصوصين من أوليائه
والصالحين من عباده. وهو الله العالم بالمقادير ومصالح أحبائه.
فمن كشف له عن
ذلك الجمال، وحظى منه بشىء نفساً أو نفسين، ثم أرخى عليه الحجاب، فهو الذائق
المشتاق، ومن دام له هذا ساعة أو ساعتين فهو الشارب حقاً. ومن توالى عليه الأمر،
ودام له الشرب حتى امتلأت عروقه ومفاصله من أنوار الله المخزونة فذلك هو الرى.
وربما غاب عن المعقول والمحسوس فلا يدرى ما يقال، ولا ما يقول فذلك هو السكر. وقد
تدور عليهم الكؤوس وتختلف لديهم الحالات فيردون إلى الذكر والطاعات، ولا يحجبون عن
الصفات، مع تزاحم المقدورات، فذلك وقت صحوهم، واتساع نظرهم، ومزيد علمهم».
وكان
الشاذلى مقدراً للعلم والعلماء، وهو يرى أنه لا يكمل عالم فى مقام العلم حتى يبتلى
بأربع: شماتة الأعداء، وملامة الأصدقاء، وطعن الجهال، وحسد العلماء. والعلم لديه ذو
طبيعة حدسية، وهو ما يستدل عليه من قوله: «إنا لننظر إلى الله ببصر الإيمان
والإيقان، فأغنانا عن الدليل والبرهان، وإنا لا نرى أحداً من الخلق، فهل فى الوجود
أحد سوى الملك الحق، وإن كان ولا بد فكالهباء فى الهواء، إن فتشتهم لم تجدهم
شيئا».
أما التقرب إلى الله فهو لدى الشاذلى إحدى أعظم القربات، ويقوم على
مفارقة النفس بقطع إرادتها وطلب الخلاص منها بترك ما تهوى لما يرجى من حياتها. وهنا
قال:
- «إذا أردت الوصول إلى الطريق التى لا لون فيها، فليكن الفرق فى لسانك
موجوداً والجمع فى سرك مشهوداً».
- «من الأولياء مَنْ يسكر من شهود الكأس ولم
يذق بعد شيئاً، فما ظنك بعد ذوق الشراب وبعد الرى؟ واعلم أن (الرى) قل من يفهم
المراد به، فإنه مزج الأوصاف بالأوصاف، والأخلاق بالأخلاق، والأنوار بالأنوار،
والأسماء بالأسماء، والنعوت بالنعوت، والأفعال بالأفعال».
- «العلوم التى وقع
الثناء على أهلها، وإن جدت فهى ظلمة فى علوم ذوى التحقيق، وهم الذين غرقوا فى تيار
بحر الذات، وغموض الصفات، فكانوا هناك بلا هُمْ، وهم الخاصة العليا الذين شاركوا
الأنبياء والرسل عليهم الصلاة والسلام فى أحوالهم».
- «فإذا أمدَّه الله تعالى
بنور ذاته، أحياه حياة باقية لا غاية لها، فينظر جميع المعلومات بنور هذه الحياة،
ووجد نور الحق شائعاً فى كل شىء، لا يشهد غيره».
الساعات الأخيرة
تُوفى
الشاذلى فى صحراء عيذاب فى أقصى جنوب مصر الشرقى، بينما كان متوجهًا إلى بيت الله
الحرام فى أوائل ذى القعدة سنة ٦٥٦ هـ. ومعروف أنه لما دفن فى حميثرا وغُسل من
مائها عذب الماء بعد أن كان ملحاً وكثر حتى صار يكفى الركب إذا نزل عليه.
وروى
الرحالة ابن بطوطة عن واقعة موت الشاذلى قائلاً: «أخبرنى الشيخ ياقوت العرش عن شيخه
الشيخ أبى العباس المرسى أن أبا الحسن الشاذلى كان يحج كل سنة فلما كان فى آخر سنة
خرج فيها قال لخادمه اصطحب فأساً وقفة وحنوطاً، فقال له الخادم: ولماذا يا سيدى؟
فأجاب: فى حميثرا سوف ترى، فلما بلغ حميثرا اغتسل الشيخ أبوالحسن الشاذلى وصلى
ركعتين وفى آخر سجدة من صلاته انتقل إلى جوار ربه ودفن هناك».
وقبيل وفاته توجه
الشاذلى إلى أصحابه قائلاً: «إذا مت فعليكم بأبى العباس المرسى، فإنه الخليفة من
بعدى، وسيكون له بينكم مقام عظيم، وهو أحد أبواب الله سبحانه وتعالى».