بارك الله فيك على النقل الجميل واحب ان اضيف ايضا بعض الاشعار لسيدى محيى الدين بن عربى
لقد أبصرتْ عينيّ رجالاً تبرقعوا
| ولوا حسروا ضجت على أرضها السما
|
فمن سالكٍ نهجَ الطريق مسافرٍ
| إلى سفرٍ يسمو وفي الغيبِ ماسما
|
ومن واصلٍ سرَّ الحقيقة ِ صامتٍ
| ولو نطق المسكين عجزه الورى
|
ومن قائمٍ بالحال في بيت مقدسٍ
| فلا نفسه تظمأ ولا سرُّه ارتوى
|
ومن واقفٍ للخلقِ عند مقامهِ
| ومنزلهُ في الغيبِ منزلهُ الأسا
|
ومن ظاهرٍ وسط المكانِ مبرِّز
| له حكمة تسمو على كلِّ مستمى
|
ومن شاطحٍ لم يلتفتْ لحقيقة ٍ
| قد أنزلهُ دعواهُ منزلة َ الهبا
|
ومن نيراتٍ في القلوبِ طوالعٍ
| تدل على المعنى ومن يتصل يرى
|
ومن عاشقٍ سرَّ الذهابِ متيمٍ
| قدأنحله الشوقُ المبرحُ والجوى
|
وصاحبُ أنفاسٍ تراه مسلطاً
| على نارِ أشواقٍ بها قلبهُ اكتوى
|
ومن كاتمٍ للسرِّ يظهر ضده
| عليه لطلاَّبِ المشاهدِ بالتقى
|
ومن فاضلٍ والفضلُ حَقٌّ وجودُه
| ولكنَّ مايرجوه في راحة ِ الندى
|
ومن سيِّدٍ أمسى أديبَ زمانه
| يقابلُ من يلقاه من حيثُ ما جرى
|
ومن ماهرٍ حازَ الرياضة َ واعتلى
| فصار ينادي بالأسنَّة ِ واللهى
|
ومن ْ متحلٍّ بالصفاتِ التي حدا
| بأجسادها حادي المنية ِ للبلى
|
ومن متحلّ طالبِ الأنس بالذي
| تأزَّر بالجسمِ الترابيّ وارتدى
|
ومستيقظٍ بالانزعاجِ لعلة
| أصابتهُ مطروحاً على فرشِ العمى
|
فقامَ له سرُّ التجلي بقلبهِ
| فلم يفنَ في الغير الدنيّ ولا الدنا
|
ومن شاهد للحق بالحقِّ قائم
| لهُ همتهُ تفني الزوائدَ والفنا
|
ومن كاشفٍ وهو الأتمُّ حقيقة ً
| ولولا أبو العباسِ ما انصرفَ القضا
|
ومن حائرٍ قد حيَّرته لوائحُ
| تقولُ له قد أفلحَ اليومَ مَنْ رقى
|
ومن شاربٍ حتى القيامة ما ارتوى
| ومن ذائقٍ لم يدرِ ما لذة َ الطوى
|
ومن عزمة ِ والمكرُ فيها مضمن
| ومن اصطلامٍ حلَّ في مضمرِ الحشا
|
ومن واجدٍ قد قامَ منْ متواجدٍ
| فأبدى له الوجدُ الوجودَ وما زها
|
ومن ساترٍ علماً وهو إشارة ٌ
| إلى عارفٍ فوقَ الأقاويلِ والحجى
|
ومن ناشر يوماً جناحَ يقينه
| يطيرُ ويسري في الهواءِ بلا هوى
|
ومن باسطٍ كفَّيه وهي بخيلة ٌ
| ولولا وجودُ البخلِ مامدح الندى
|
وصاحبِ إثباتٍ عظيمٍ جلالُه
| تتوجَ بالجوزاءِ وانتعلَ السهى
|