انا اعلم ان كلمة "الثقافة الجنسية" تخدش الحياء ولكن لا حياء في الدين , لاسيما اذا عرفنا ان التحرش بالاطفال في تزايد مستمر حسب الدراسات العلمية والمشاهدات السريرية , ولكنني اردت في هذا الصدد ان اعلم ابنائنا الثقافة الجنسية التي تحميهم من الذئاب المتربصة بهم , لاسيما ان هناك معطيات تؤكد بأن لدينا مشكلة , ولعلنا نرجع ذلك الى اسباب عديدة لعل من اهمها:
• تخلي البعض من الاباء والامهات عن مسئوليتهم تجاه اطفالهم من حيث الاشراف والمتابعة.
• دخول العمالة الى منازلنا لدرجة انهم اصبحوا جزءا من الاسرة , وعلينا ان نعرف هنا ان الدراسات اثبتت ان نسبة 85% او يزيد من المتحرشين بالاطفال يأتون من المجتمع المحيط بالطفل كالاقرباء والاصدقاء والزملاء والخدم والعمال القريبين كالذين يوصلون الطلبات للمنزل وعمال البقالة وغيرهم..
• ترك الحبل على الغارب لابنائنا ليخرجوا في أي وقت ومع أي احد دون ان نعرف من هو هذا الاحد.
اذا نحن امام مشكلة ونريد من الاباء ان يعلموا ابنائهم كيف يميزوا بين اللمسه الحانية واللمسة الخبيثة , وبين النظرة الحانية والنظرة الخبيثة , وبين قبلة الحب والقبلة الخبيثة , والبسمة الحنونة والبسمة المستدرجة.
نصائح للآباء والأمهات لتدريب أبنائهم على حماية أنفسهم من التحرش الجنسي
اولا:نصائح عامة
• لابد ان نفرق بين الابناء في المضاجع وعدم ترك الاطفال يذهبون لوحدهم مع الزملاء والاقرباء والخدم للاستراحات والاماكن المغلقة.
• تعليم الاطفال وتفهيمهم بان اجسامهم ملكٌهم الخاص ولا يحق لاي احد كائن ما كان ان يقرب منها او يلمسها .
• لابد ان ندرب ابنائنا على الصراحة والجرأة في طرح مايريدون دون خوف او وجل.
• تشجيع الاطفال على ابلاغ الوالدين بكل صغيرة وكبيرة تحدث لهم , وامهامهم بأن هذا الامر مقدر لديهم , بل يتم مكافأتهم على ذلك من اجل فتح باب الحوار والمصارحة معهم , وهذا الامر سيساعد بأذن الله على وقايتهم من الاعتداء الجنسي لان 90% من حالات الاعتداء الجنسي يسبقها تحرش قد يأخذ فترة تساعد الوالدين على قطع الطريق على المعتدى من الاعتداء على الضحية متى ماكان هناك حوار ومصارحة بين الاباء وابنائهم.
• لابد ان نعلم ابنائنا بأن لا يتحدثوا اطلاقا مع الغرباء.
• ونعلمهم ايضا بان لايذهبوا او يرافقوا أي شخص يسألهم مرافقته.
• نعلمهم ايضا بعدم البقاء مع أي شخص مهما كانت قرابته في مكان منعزل.
• نشدد باستمرار على ابنائنا بعدم قبول أي هدية حتى من الاقرباء الا بوجود الوالدين.
• ونفهمهم بان الغرباء عندما يقدموا لهم هديه فانهم يريدون من وراء مقابل , والمقابل قد يكون مسيء ومدمر لشخصية الطفل.
• كما لابد ان نعلمهم بأن لا يصاحبوا او يماشوا الاشخاص الذين يكبرونهم سنا.
• لابد ان اطفالنا منذ نعومة أظفارهم من ان هناك اطفال واشخاص غير محترمين ربما يتصرفون معهم تصرفات سيئة , وهنا علينا ان نشجع اطفالنا بان لا يترددون في ابلاغ الوالدين عن أي سلوك يرون انه مسيء لهم , وعلينا ان نعزز هذا السلوك بالتشجيع اللفظي او الغير لفظي عندما يكون صريحا في كل مرة.
• نعلمهم ايضا بضرورة ترك الباب مفتوح دائما اذا اضطر للجلوس مع أي احد .
• مع ترك مسافة بينه وبين هذا الاخر لاتقل عن متر واحد تقريباً
• نعلم ابنائنا بأن لايلتفتوا الى أقوال الشخص المعتدي عندما يقول لا تبلغ والديك لانهم سيعاقبوك إذا ابلغتهم بما حدث , وعلينا ان نفهم ابنائنا بأن ابلاغهم لنا سيزيد من ثقتنا بهم ولن يعرضهم هذا السلوك الى العقاب بل للمكافأة نتيجة لصراحتهم , بل ان المعتدي هو من سيعاقب على سلوكه المنحرف , وفي اعتقادي الشخصي اننا متى ما فتحنا باب الحوار مع اطفالنا فأننا بحول الله سوف نحميهم من شرور الفساد والمتربصين بهم.
•
ثانيا: نعلم ابنائنا النظرة الحانية والنظرة الخبيثة
اعلم تماما بان الطفل سيجد صعوبة في التمييز بين النظرة الحانية وتلك التي تطارد الاماكن الحساسة لديه ولكن على الوالدين استخدام الرسم والتمثيل ولعب الادوار والحوار في ايصال الفكرة مع تعزيزه ماديا ومعنويا عند الاتقان.
•
ثالثا: اللمسة الحانية واللمسة الخبيثة
سهل على الطفل تمييز وفهم اللمسة الحانية و اللمسة المشكوك فيها او الخبيثة مقارنة بتمييزه للنظرات الحانية والخبيثة. , ولكن يظل الوالدين بحاجة الى استخدام الرسم والتمثيل ولعب الادوار والحوار في ايصال الفكرة مع استخدام التعزيز المادي و المعنوي.
•
رابعا: القبلة الصادقة والقبلة الخبيثة
ربما يرى البعض من الاباء والامهات بأنني حجرت واسعا في هذه النقطة بالذات , فالقبلة لاتاتي الا من الاقرباء , وهنا مكمن الخطورة , لانه كما هو معروف من مأمنه يؤتى الحذر "بمعنى الخطورة" , ولذا لابد من تعليم الطفل القبلة المقبولة والاماكن التي يسمح التقبيل فيها؟ ومن هو المخول لمثل هذه القبلات؟ وماذا يفعل حيال من يتمادى في القبلات؟ , وكل هذا يتم ايضا باستخدام الرسم والتمثيل ولعب الادوار والحوار في ايصال الفكرة مع استخدام التعزيز المادي و المعنوي.
متى يقول الطفل للاخرين "لا"
• عندما يلمس الاخر الأجزاء الحساسة من جسم الطفل.
• عندما يشعر الطفل بالقرف من هذه اللمسات.
• احساس الطفل بنوايا الشخص المعتدي السيئة.
• والاهم من كل هذا زرع الثقة والشجاعة في نفس الطفل بانه هو الأقوى ,كل ماعليه فعله هو الجرأة ورفع الصوت طالبا الخلاص من بطش هذا المتحرش
ولكن ماذا يفعل الطفل عندما يصر المتحرش على التمادي
• عليه اولا الطلب من الاخر بأبعاد يده
• اذا تمادى يكرر الطلب ويتدرج في رفع الصوت
• اذا استمر يصرخ في وجهه بصوت مرتفع
• اذا تمادى يبكي ويهرب من المكان فورا
• عند هروبه يستنجد باي شخص يقابله
وختاما اناشد الاباء والامهات بضرورة المحافظة على ابنائهم وبناتهم من المتربصين بهم وبالذات في المجتمع المحيط بهم من اقرباء وعماله واصدقاء وان لا نعطي مساحة من الحرية لابنائنا للذهاب مع أي احد وفي اماكن مغلقة او مشبوهه وعلينا ان نزود ثقاتنا حول وقايتهم من هذا الداء الذي بدأ يستشري بمجتمعنا مؤخرا , بل انني اطالب وزارة التربية بضرورة اضافة الثقافة الجنسية للاطفال والمراهقين بمناهجها الجديدة.
مع دعائي لابنائنا بالسلامة دائما
* استشاري نفسي ورئيس قسم صحة المجتمع بكلية الطب